وسامته وأناقته ورشاقته ودقة قسماته وتناسقها وشاربه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المميز وشعره الأسود الفاحم الغزير اللامع وقوامهالممشوق المتفجر بالحيوية والشباب وصوته المميز الذي لا تخطئه الأذن والذي
يستطيع التحكم في نبراته وطبقاته من حيث القوة والضعف والارتفاع استطاع(
كمال الشناوي) أن
ينفذ إلي قلوب العذاري ويصبح في فترة من الفترات رمز من رموز الحب, حتي
أنه عندما كان يفتح نافذة بلكونته ـ في نهاية الخمسينيات والستينيات ـ في
شقته المطلة علي مدرسة الأورمان الثانوية للبنات كانت بعض الفتيات يصرخن
والبعض الآخر يصبن بالإغماء من شدة حبهن لهذا الدونجوان الذي كانت صوره
تزين غرف نومهن.
وحياة نجمنا الكبير رغم كثرة الحوارات الصحفية والتليفزيونية التي أجراها
مازالت حافلة بالأسرار والذكريات والعلاقات الإنسانية التي يحكي بعضها في
هذا الحوار الطويل الشيق.
* في البداية نريد منك معرفة كيف تمكنت وأنت أحد رموز عصر الحب أن
تتعايش وتتعامل مع العصر الحالي الذي نظلمه كثيرا لو أطلقنا عليه اسما
محددا لأنه عصر بلا ملامح وبلا هوية؟
بابتسامة هادئة قال: لقد تعايشت مع ما يحدث الآن من منطلق أن هذا هو الموجود والمتاح.* من وجهة نظرك ما أسباب اختفاء الحب من حياتنا ومن أعمالنا الفنية سواء الغنائية أم التمثيلية؟
سيطرت الماديات علي المشاعر, فالآن علي قد فلوسك تأخذ كلاما حلوا, وتحول الحب إلي سلعة بمعني ادفع تجد ما يسرك.
* إلي هذه الدرجة؟
وأكثر فالرومانسية لم يعد لها وجود في الأفلام ولا في الأغاني[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبالتالي في الحياة العامة,
ولم نعد نسمع كلمة الحب إلا وهي مرتبطة بالشتيمة بحبك يا بنت الايه!
بالذمة ده كلام؟! وحتي لو كان الحب موجودا فإنني لا يمكنني سماعه من
شوية عيال لأنه يأتي مجردا من الإحساس والمشاعر وخاليا من رنين الصدق,
مهم جدا أن تقتنع بمن يقول كلمة الحب هذه لأن الفن أحاسيس ومشاعر قبل أن
يكون بدلة شيك وحذاء يلمع وشرابا يتماشي مع الكرافتة وأغلبية فناني اليوم
سواء ممثلين أم مطربين يفتقدون المشاعر والأحاسيس لذا يفشلون حين يغنون
للحب أو يمثلون الحب علي النقيض تماما من الأجيال الماضية التي كان عندها
فائض من المشاعر والأحاسيس يكفي الأمة العربية كلها, لهذا لا أملك إلا
أن أقول كان الله في عون الجيل الحالي من الجمهور.
* ماذا يعني الحب لنجمنا الكبير كمال الشناوي؟
من كثرة ما مثلت الحب أصبح لا يوجد عندي إحساس بالحب.* أدهشني اعترافه وأدهشني أكثر أنه أطلقة ببساطة متناهية فسألته بسرعة هذا كلام قاس جدا يا أستاذنا؟
فقال بهدوء.. ليس قاسيا ولا حاجة هذا حقيقي فالحب يعني الأمان والحنان
والدفء والطمأنينة والسعادة والتفاهم كل هذه مرادفات للحب,
وهذه المردفات مفقودة حاليا في معظم علاقات الحب وبالتالي لا يوجد حب!!
* تجاربك العاطفية الأولي هل مازلت تتذكرها؟ وهل تسميها حبا؟
من الصعب جدا أن تعتمد علي ذاكرتي الغرامية لكنني سأحاول معك في هذا الحوار تذكر بعضها, وأنا لا اسمي تجاربي العاطفية الأولي حبا لكنها مرحلة من مراحل اكتشاف اللون والطعم والرائحة والأنوثة.
* ما مواصفات المرأة التي تنال إعجابك؟
نظرتي إلي المرأة تختلف عن نظرة أي رجل للمرأة فبحكم أنني رسام وفنان تشكيلي كثيرا
ما رسمت موديل نساء عرايا لذلك أكثر ما يجذبني في المرأة وجهها وابتسامتها
وعيناها ثم يأتي أي شيء بعد ذلك علي عكس أي رجل ينظر إلي امرأة في المرة
الأولي فهو يلاحظ الأنثي فقط ويبحث عن مواطن الفتنة.
* عند رسمك لبعض النساء عرايا ألم تكن يثرنك هؤلاء النسوة خاصة وأنك كنت في هذه الفترة في رعيان الشباب؟
ضاحكا بالتأكيد كن يثرنني لدرجة أنني وأنا أبري
القلم الرصاص الذي أرسمهن به كنت أسرح وأطلق الخيال لعناني ولا أفيق إلا
والدم ينزف من أصبعي, واكتشف أنني كنت أبري أصبعي بدلا من القلم
الرصاص لكن بعد فترة تعودت علي مثل هذا المنظر فكنت أهتم بسن القلم أكثر
من اهتمامي بجسد المرأة التي أمامي, وهنا يحضرني موقف طريف حدث لي في
بداية مشواري الفني حيث دعتني نجمة شهيرة جدا في هذا الوقت لزيارتها في
منزلها لكي نتحدث عن فيلم ستقوم بإنتاجه خصيصا لي وتشاركني بطولته, وبعد
دخولي المنزل قالت لي الشغالة الست نائمة وسوف تستيقظ حالا, فجلست
أنتظرها وأثناء انتظاري لفت نظري وجود ألبوم صور وعند تصفحه وجدته يضم
صورا من بعض أفلامها وبين صور الألبوم كانت هناك صور لها عارية تماما
وأثناء استعراضي لهذه الصور دخلت علي النجمة الشهيرة وشهقت شهقة من
الأعماق وقالت بلهجة تمثيلية يا ندامتي إيه اللي حط الصور دي هنا؟! لا
لا وريني وحاولت أن تستردها مني, فقلت لها والصور في يدي لا تنزعجي أنا
أتفرج علي هذه الصور بعين الرسام المصور وليس بعين أخري! فقالت وهي تظهر
أنها مكسوفة:مش بذمتك أنا عندي جاذبية؟! فقلت لها فعلا إنما هذا الوضع
كان يجب أن يكون بشكل كذا, وهذا البوز بشكل كذا, وهذه القعدة خطأ
واستمرت أتحدث في أمور لم تكن هي لتتصور أنني سأتكلم بها, فهي كانت
تتصور أنني سأقول لها يا سلام ما هذا الجمال الفتان أو أعدد لها محاسنها
وأصف لها إعجابي بها فلم يعجبها ما قلته وسألتني في أسي يعني ده بس اللي
لفت نظرك يا سي كمال؟!
فسألتها ماذا تقصدين؟! فقالت بغضب مش عارفة وبدأت تعاملني بجفاء بعد أن
كانت تعاملني من قبل بلطف شديد وبعد دقائق جاءها اتصال هاتفي فانشغلت به
وعندما طلبت الانصراف قالت بتهجم شديد وكأنها تنتظر هذا الطلب مع السلامة
يا أستاذ؟!
* وما مصير الفيلم الذي كان من المقرر أن تقوم بإنتاجه لك؟
ضاحكا.. لم تنتجه بالطبع ولم تنتج في عمرها كله فيلما واحدا حتي رحيلها.* هل حدث مرة وعشت قصة حب مع موديل قمت برسمها؟
حدث هذا بالفعل أثناء دراستي في كلية التربية الفنية مع موديل اسمها زينب كانت فتاة سمراء بنت بلد ترتديملاءة لف سوداء وعلي قسط وافر من الجمال وكشاب صغير تعلقت بها وهي كذلك
وبدأنا نلتقي سرا وباستمرار دون أن يلاحظ أحد ذلك ومع مرور الأيام بدأنا
نشعر أننا لا نستطيع الاستغناء عن بعض, وفي أحد الأيام ورغم تسترنا علي
حبنا انكشف هذا الحب حيث كنت مع طلبة الرسم وجاءت الساحرة السمراء لنرسمها
وخلعت ملابسها, كالمعتاد ثم استقرت علي المنضدة التي تتوسط المكاتب في
الوضع الذي حدده لها الأستاذ, وكانت زينب بالنسبة لمكتبي في زاوية
جانبية أي أنني كنت أراها بروفيل ولا تكاد تراني إلا بطرف عين, وبدأنا
أنا وزملائي في الرسم وانشغل كل طالب بالورق الذي أمامه, وبقي الأستاذ
غير بعيد يتابع انهماكنا في العمل, ولاحظ أن أغلب الطلبة بدأوا استعمال
الأستيكة في إزالة خطوط القلم الرصاص ثم البدء من جديد وهو أمر لم يكن
مألوفا ولا يمكن أن يصدر إلا إذا كانت الموديل قد غيرت وضعها, ونظر
الأستاذ إلي زينب فوجدها قد فعلت هذا فعلا وأصبحت عيناها في مواجهتي
تماما, فطلب إليها بحزم أن تعود إلي الوضع الأول السليم ثم همس في أذني
بعد انتهاء الدرس أرجو أن تمر علي في مكتبي يا شناوي, وبطبيعية شديدة لم
تفقده حزمه قال لي كما أنه ليس من حق الطبيب أن يحب ممرضة ولا يجوز لمحام
أن يوقع إحدي عميلاته في حبه أيضا لا يصح أن ينشيء طالب علاقة مع موديل
وإلا قطع رزقها ومنع الكلية من التعاون معها, وبعد هذه الأمثلة سألني
الأستاذ هل أنت علي علاقة بزينب؟ وأطرقت برأسي ولم أجب فقال الأستاذ حتي
لو أنكرت لما صدقتك فقد وشت بها عيناها, ولم يتركني أغادر مكتبه إلا بعد
أن وعدته بأن أقطع علاقتي بالموديل السمراء وقد كان.
* هل زينب كانت الموديل الوحيدة التي أحببتها؟
لا.. فبعد تخرجي في كلية التربية الفنية أوشكت أن أحب موديلا آخري صادفتها علي مقهي في
شارع خيرت في الجيزة حيث كان من عاداتنا نحن شباب المنطقة أن نتردد علي
هذا المقهي, وفي أحد الأيام وجدت فتاة سمراء ـ ذات وشم صغير في وسط
الذقن وعينين شقيتين ذكيتين فيهما نظرة صادقة وفيهما نداء غريب صامت ـ
تحمل مشنة صغيرة علي رأسها وتمشي بخطوات إيقاعية فلا تسقط المشنة من علي
رأسها كان من عاداتها أن تضع يدها في المشنة وتضع الفول أمام الجالسين علي
الموائد ثم تجمع القروش التي يجودون بها عليها وتمشي وأعجبتني جدا كرسام
وصممت علي رسمها وبدأت أنتظرها كل يوم فلم تخلف موعدا كانت دائما تجيء في
الخامسة بعد الظهر, واعتدت أن أشتري منها الفول, وفي أحد الأيام عرضت
عليها أن أرسمها فدقت زكية بيدها علي صدرها علي طريقة بنات البلد وقالت
بكلمات مبطنة بالريبة والشك في قصدي ترسمني أنا ليه يا سيدنا الأفندي؟!
وكان السؤال علي بساطته من الصعب الرد عليه وعلي الأصح إقناعها برد معين
ولكنني أثنيت علي جمالها وطابعها الخاص وبعد تردد وافقت أن أرسمها في أحد
الغرف علي سطح منزلنا, وبعد مرور أيام سمعت جلبة وضجيجا علي السلم وفجأة
اتخلع باب الغرفة ووجدت جدي الذي كنت أسكن معه في هذا الوقت بعد أن تركت
أهلي في المنصورة يصرخ ويتهمني بالفساد والفجور بل وانهال علي ضربا وهو
يصرخ يا مجرم يا منحرف أحلق شاربي لو فلحت؟! وبعد أن انتهي من عقابي
بيده ولسانه استدار جهة زكية وراح يضربها ويركلها ويصفها بأنها عاهرة
رخيصة تحاول إفساد أخلاقي, وتسللت المسكينة هاربة ولم يرحمها أهل الحي
بالطبع الذين شاهدوها تغادر البيت والدموع في عينيها واللعنات تطاردها
واختفت زكية من الحي.
وبعد سنوات وبعد احترافي التمثيل في الإذاعة وأثناء جلوسي مع زملائي
الفنانين فريد شوقي وعبد المنعم مدبولي وعبد البديع العربي علي أحد
المقاهي مرت بنا فتاة جميلة جدا ترتدي ثوبا من أحدث طراز وتقص شعرها علي
طريقة ذيل الحصان ونظرت الفتاة إلينا جميعا ثم احتضنتني بابتسامة حلوة
أطالت النظر إلي, فانتحلت عذرا لمغادرة المقهي وما إن رأتني الفتاة أخرج
من المقهي حتي سارعت إلي شارع جانبي فذهبت إليها وما إن دققت النظر إليها
حتي صحت زكية! فقالت وهي تبتسم لا زوزو يا أستاذ كمال وركبنا أول سيارة
أجرة وفي أحد الكازينوهات الهادئة علي شاطيء النيل لم تتكلم زوزو أو زكية
كثيرا عن التحول الذي طرأ عليها ولم أكن في حاجة إلي كلماتها لأعرف أي
الطرق سلكت وماذا باعت بعد أن كانت تبيع الفول السوداني وتركتها
وأنا أسأل نفسي هل كنت مسئولا عن انحرافها؟