كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة

تسلم الاياااادي نور لمتابعتك الراااائع للموضوع مشكوووره ياغاليه

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

hnoo

شكرا لمرورك ياغالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم الايادي يا غالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

تسلم ايدك نور لمتابعة الموضوع المييز

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

شكرا لمروركم ياغالييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

*أحببت ناهد شريف

*شعرت بأنني السبب في طلاقها

*عندما اتخذت ناهد قرار الفراق

روى لي الصديق العائد من بيروت، الصحفي عبد الشافي القشاشي، صاحب مجلة «الفن» كيف أن البعض أساء تأويل الكلمة التي ألقيتها، ليلة العرض الأول لفيلم «الوديعة»، فكان أن اجتمعت شعبة الموزعين، التي اعتبرت أنني استعديت على الجماهير، واتخذت قراراً بمقاطعة أفلامي!..
وضعوا إسمي على القائمة السوداء..
ولما كانت السوق الكبرى للفيلم المصري هي في لبنان. ولما كان الموزع اللبناني هو صاحب الثقل الأكبر في السوق الخارجية أيضاً، فقد كان معنى هذا ألا أعمل في الأفلام!.
واتضحت لي الرؤية كاملة، عرفت السبب الذي من أجله، استبدلني حسن رمزي، وبركات، وأيضاً حلمي رفلة من بطولات سبق أن تعاقدت عليها..
وطلبوا اليّ أن أعتذر.. ولكنني لم أفعل، لأني كنت مؤمناً بأن الكلمات التي قلتها، ليست فيها إساء الى أحد. وإنما هي تحية مني لشعب، اكتشفت أنه يشجع الفن الأصيل..
وبقيت ثلاث سنوات بلا عمل..
لم أدخل بلاتوهاً واحداً طوال هذه المدة، حتى صدر قرار آخر، برفع إسمي عن القائمة السوداء، التي وضع عليها أصلاً، عن طريق الخطأ، أو التمادي في تفسير كلمات بسيطة في معناها!..
عبارة لا أنساها أبداً، عبارة حوار جاءت على لسان الممثل الكوميدي الفرنسي القدير «فرنانديل»، في فيلم «البقرة»، الذي شاهدته في سينما «أوديون»، وتقول هذه العبارة «حتى الساق المكسورة قد تتحول الى ذكرى حلوة»!.
وهذا ما حدث بالنسبة لفيلم «الوديعة»، فإذا كنت بسببه قد منعت من العمل ففيه التقيت بالحب!
حب له في النفس أسعد الذكريات.. وله أيضاً أكبر الأحزان!.

ناهد شريف.. طليقة!

منذ اليوم الأول للعمل في الفيلم، لاحظت أن بطلته الثانية ناهد شريف - الأولى كانت هند رستم - تبدي نحوي اهتماماً من نوع خاص ثم تحوّل هذا الاهتمام الى نوع من «الشقاوة». واتخذ مظهر المعاكسة، أو أبعد، فوصل الى حد المشاكسة، التي تنطوي على عاطفة!.
ولأقل بأن ناهد - رحمها الله، كانت فتاة مرحة، كعصفورة تعلمت الطيران لتوها، خفيفة الظل الى أبعد الحدود، حبتها السماء حيوية، ونضرة، قلّ أن تتوفرا لمن في مثل مقدرتها الفنية.
ولما كنت قد اخترت لنفسي قاعدة التزمتها منذ بدأت أعمل في السينما وقوامها ألا أرتبط بأية علاقة مع زميلة، فقد تجاهلت مبادرتها في البداية، فلما تمادت في الأمر، قلت لها ذات مرة، وأنا أخلط جَداً بهزل، حتى لا أجرح شعورها:
• بطّلي حركات بقى.. سيبك من الشقاوة.. انت مش قدي..
وردت عليّ بنفس الطريقة، ولكن بكلمة واحدة.
- تفتكر..
ألقيت بوجهها دون أن أدري بقفاز، فقبلت التحدي..
وانتهى العمل في الفيلم، وانصرف كل منا الى حياته، فقد كنت زوجاً لا يشغله إلا بيته، واعتقدت أن ما بدر من ناهد لم يكن أكثر من شقاوة عابرة، ولكنني كنت واهماً.. فقد رن جرس التليفون في البيت، ذات مساء، ليحمل اليّ صوت ناهد شريف، التي كانت تتصل بي لأول مرة، قالت ناهد باختصار:
- أنا في أزمة وعاوزاك ضروري..
وبدافع الزمالة قلت:
• أنا تحت أمرك.. أجي لك امتى وردت:
- دلوقت حالاً.
وأملتني العنوان الموجودة فيه، ووصلت لأجدها والى جوارها حقيبة كبيرة، كأنها تستعد لرحلة طويلة، أو سفر الى مكان بعيد، وقبل أن أسألها عن الجهة التي ستسافر اليها، قالت وكأنها قرأت السؤال في عيني:
- لا.. أنا مش مسافرة.
ثم أضافت:
- أنا خلاص حصلت على الطلاق!
وشعرت كأن الأرض التي أقف عليها، قد تحوّلت الى رمال متحركة، على وشك أن أغوص فيها، وتهوي فيها معي!.

سرّحها.. بمعروف!

روت لي ناهد، كيف أنها لم تحتمل أن تعاشر رجلاً، وهي تحب آخر، فصارحت زوجها المخرج حسين حلمي المهندس بالحقيقة، قالت له:
- أنا أحب رجلاً آخر.. أحب كمال الشناوي.
وفي هدوء وبشهامة رجل يكبت المواقف، ويحس في نفسه قدرة على مواجهتها، مهما تكن قاسية، لزم الزوج الصمت، وأرسل يستدعي المأذون..
طلقها حسين حلمي المهندس، ووضعت ملابسها في حقيبة كبيرة، ثم اتصلت بي.
أنا السبب إذن فيما حدث، ولكنني سأتصرّف.
وكان أول ما فعلته هو أن استأجرت لها شقة مفروشة، في شارع ماسبيرو، بالقرب من مبنى التلفزيون، انتقلت اليها مع حقيبتها، ورجوتها ألا تخبر أحداً عنوانها، أو رقم تليفونها، لأنها بعد الطلاق، قد تتعرض لأطماع الكثيرين، ولمشاكل هي في غنى عنها.. وأن في وسعها هي، أن تتصل بمساعد المخرج لتعرف مواعيد تصوير أفلامها.
نحن نحب عادة من يحبوننا، نرد لهم الجميل بالجميل، لذا شعرت في البداية بميل شديد اليها، وبدأت أتردد عليها، أسهر عندها، أمضي أوقاتاً سعيدة الى جوارها.
ولكني كنت زوجاً..
كنت زوجاً له مبادئ يلتزمها، من بينها ألا يطلق امرأة من أجل امرأة أخرى، ولا يتزوج بثانية على الأولى.
وشعرت ناهد بكل هذا، لذا لم تفاتحني أبداً في مصير علاقتنا، كل ما كان يعنيها هو أن تشعر أني الى جوارها، ولما كان عملي قد توقّف تقريباً، فقد وجدت في الفراغ، ما وسّع الرقعة الرفيعة التي أخصصها لها..

نجمة.. في الظل!

قبلت ناهد شريف، وهي النجمة، أن تعيش حبها في الظل، شأنها في هذا شأن بطلة الفيلم الشهير «الشارع الخلفي»، ولا أذكر أننا سهرنا معاً في «الأوبرج» أو «الهيلتون» أو أي مكان عام، يتردد عليه العشاق عادة، كان يكفيها أن نكون معاً.
ولا أذكر أنها فاتحتني مرة واحدة، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، في أمر زواجنا.
التضحية عندها لم تكن لها حدود، كانت مثل الأفق، لا نهاية له، إلا نهاية البصر نفسه..
ولا أعتقد أن امرأة احتملت ما احتملته ناهد شريف، برضا وقناعة وحب!
أحياناً كنت أقسو عليها عن عمد، حتى تخطئ فأجد في الخطأ ذريعة الانفصال، فلم تكن الحال لتدوم بهذه الصورة.. ولكنها كانت تقابل الثورة بالحلم، والخطأ بالغفران المسبق..
ولم يمنعها هذا من أن تشعر بمعاناتي، وأن تلمس مدى عذابي، لذا فاجأتني ذات يوم بقرار، ما توقعت قط أن تقدر على اتخاذه، قالت لي:
- كمال، أن أعرف جيداً أن وضعنا ليس سليماً، ومثل هذا الوضع يشقيك ولا يسعدني..
وسكتت قليلاً سكوت قاض على وشك أن يصدر حكماً يعاقب به نفسه، قبل أن يعذّب المدّعى عليه:
- لقد فكرت طويلاً، واكتشفت أنه علينا أن نفترق.
وسألتها بقلبي وعينيّ قبل شفتي:
• وهل نقدر على مثل هذا الفراق؟
قالت وهي تهرب من عينيّ ومن نفسها:
- لنحاول على الأقل!.

الفراق الصعب!

وافترقنا..
وشعرت بنصلة العذاب تنغرس عميقة، عميقة في قلبي.
وكنا قبل الانفصال الحقيقي، قد عرفناه تمثيلاً.. فقد شاركتني بطولة الفيلم الذي أنتجته، وأعتز به كثيراً «نساء الليل»، وكنت في الرواية التي أخرجها لنا حلمي رفلة رساماً يعيش فترة ضياع، ويحاول الخروج من ضياعه برسم لوحة قيّمة. ويعثر على الموديل بعد طول بحث. يجده في شخص قطة ضالة من قطط الليل، التي تبيع الوهم للسكارى في كباريه، فيرسمها ويقع في حبها، وعندما يفترقان، يسقط في ضياع أكبر، وتعرف هي بدورها الضياع.
مثل هذا، كان مصيرنا..
تعبت، وتعذبت، وحاولت أن أعود الى بيتي، وزوجتي، وابني، ولكن، حتى بيتي تنكّر لي.
أما ناهد، فسافرت الى بيروت، وكانت السينما وأغلب نجومها، قد هاجروا الى العاصمة اللبنانية، وبدأت تحاول النسيان بالعمل بعيداً عن الوطن.
ولكنها كانت تسهر كثيراً.
كل هذا بسبب الحب، حبنا، ثمّ حاولت أن تنسى، وسمعت أنها تزوجت، وسمعت أنها أنجبت، وعرفت أنها عادت الى الوطن، ولكني كنت أكتفي من أخبارها، بأن أسمعها وأدعو لها مخلصاً، أن تسعد في حياتها الجديدة، التي منحتها ما عجزت أنا عن أن أمنحها إياه: البيت والأولاد.
ولكن أمنياتي الطيبة، لم تكن تفلح أحياناً في إزالة طنين من أذني، كذلك الذي يدوم أحياناً بعد نوبة همس، طنين مؤاخذة النفس، وكان هذا الطنين يقوى، عندما أسمع، بطريق الصدفة أن سعادتها تشوبها بعض الشوائب.
انت غلطان، كان المفروض أن تتزوجها..
الموقف الذي وقفته منها في محنتها لم يكن كافياً. كان يجب أن تصل بها الى بر الأمان، لا أن تتخلى عنها وسط الأنواء.
وعبثاً أحاول أن أجد بداخلي دفاعاً.
ولكني كنت زوجاً لا يريد لامرأة أن تسعد على حساب أخرى..
وتتصارع بداخلي الأفكار، تغلي كالحمم في جوف بركان، دون أن تصل الى الخارج، ففوّهة البركان كانت دائماً.. مسدودة.
وبقيت سنوات أكتفي بسماع أخبارها!.
وفجأة سمعت صوتها.

***(الحلقة 34)

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك نور على مواصلت موضوعك الجميل

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ابتسام كرموسه

متابعة رائعة للموضوع نور الغالية تسلم ايدك

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

تسلم الايادي يا غالية على متابعة الموضوع الجميل

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

شكرا لمروركم ياغاليين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

* وقالت لي ناهد شريف:
لا تسلني أين ضاعت نقودي؟
* وبعد أول عملية أجريت لها في السويد بدت في منتهى السعادة
* أهملت العلاج وأفرطت في العمل.. فكانت انتكاستها الأخيرة

اتصلت بي ناهد شريف، ذات يوم من خريف عام 1979، وقالت لي إنها تريد أن تراني لأمر هام، وكان طبيعياً ألا أتخلّف عنها، وعندما ذهبت اليها، وجدت صورتها قد اختلفت كثيراً عن ذي قبل، فقد كانت شاحبة الوجه، مهمومة، بعيدة عن النضارة والحيوية كل البعد، وعرفت أنها بدأت تعاني من المرض اللعين، الذي استل فيما بعد عودها الرطب الطيب من أرض الوجود.. وأخبرتني بأن الأطباء نصحوها بالسفر الى السويد، حيث عرف خبير متخصص في المرض الذي تعاني منه، والذي يتطلب إجراء جراحة دقيقة، لا تتوفر معدات لها في مصر.
وقالت لي بأسى: إن الجراحة تحتاج الى مبلغ خمسة آلاف جنيه وهي لا تملكها، وقلت بدهشة:
- لا تملكين مثل هذا المبلغ؟!.. أين اذن ذهب دخلك من أعمالك العديدة؟
قالت بأسى:
- أرجوك لا تسألني أين أنفقت نقودي وكيف.. فقط حاول أن تجد لي مخرجاً من المأزق.
ووقفت عناية السماء الى جانبنا، فبالرغم من أن الحديث كان يوم الثلاثاء وكان اليوم التالي هو إحدى الإجازات الرسمية، إلا أنه.. أمكنني في يوم واحد هو الخميس، أن أنهي لها كافة الإجراءات!.. لقد حصلت على موافقة من مجلس الوزراء، وتأشيرة السفر، والإجراءات المصرفية، في يوم واحد!!..
وسافرت ناهد في الموعد المحدد لها وهو يوم الجمعة. وأجرت الجراحة بنجاح، وعادت بعد فترة النقاهة..
ورأيتها ولم أصدّق عينيّ!..
الزهرة الذابلة، عادت اليها نضرة الربيع كاملة!.
رأيتها كما كانت قبل أن نفترق، وقبل أن تمرض، عصفورة سعيدة، كأنها تعلمت الطيران لتوّها.. وكأنها تريد لجناحيها أن يرفرفا تحت كل سماء!..
أهملت.. العلاج!..

وعادت ناهد الى الارتماء بين أحضان العمل الذي كانت تحبه أكثر من أي شيء آخر في الوجود. وناهد، وهذه حقيقة، اختارت الفن ميداناً لأنها تحب الفن عن صدق وليس بحثاً عن شهرة أو مال..
ونسيت ناهد أوامر الأطباء، بدأت تسهر في الاستديو.. وتشرب القهوة مرات عديدة، وتدخّن بإفراط!..
وجميع هذه التصرفات، كانت من المحظورات، أكثر من هذا أهملت العلاج وبنوع خاص الهرمونات، وكان يرسل اليها بانتظام، من قبل الطبيب الذي أجرى لها الجراحة طرداً بالدواء.. على عنواني، لأن الجهة التي كلفت بتوصيله اليها، لم تعثر عليها!.
وعندما عاتبت طبيبها المعالج في القاهرة، الذي يباشر علاجها، ويتابع خطواتها، قال لي إنه لم يرها منذ.. عادت!..
وكان متوقعاً أن تنتكس صحياً، وأن يعاودها المرض اللعين، وتقرّر أن تسافر مرة ثانية، ولكن الى لندن، وأمكنني أيضاً أن أزيل من طريقها العقبات، وأن أوصلها بسيارتي حتى باب الطائرة، التي أعد لها فيها مكان خاص، أشبه بالفراش، لأنها كانت متعبة للغاية.
وأمضت فترة طويلة للعلاج، ثم عادت دون أن أعرف، حتى اتصلت بي أختها تقول لي، إنها تريد رؤيتي.
ودهشت، لأني لم أكن قد عرفت بعودتها. ثم اكتشفت أنها لم ترد لأحد أن يراها في الصورة التي آلت اليها..
وكم تمنيت لو أني لم أرها بالصورة التي كانت عليها. فقد كانت أشبه بثمرة في عز الموسم، جف فيها الرحيق فجأة.. فتغضنت وفقدت لونها وشكلها..
وانهرت تحت قدميها، ورحت أبكي، وأبكي، كأني بدموعي، أريد أن أرقق قلب الموت، فيعود عن حصاده لشبابها، بمنجله الأسود اللعين، ولكنها كانت إرادة الله، الذي لا راد لقضائه!..
رحلت ناهد..
ماتت، ولكنها أبداً لم تمت بالنسبة لي، فأنا ما زلت أتذكرها في لحظات كثيرة، وأشعر بألم لا أهرب منه، بل أستعذبه أحياناً، وكأنه العقاب الذي استحق، لأنني أخطأت.. ولم أتزوجها!..
ولا زلت كل ليلة، وقبل أن آوي الى فراشي، أقرأ الفاتحة لروح والدتي، ووالدي.. ثم ناهد!..

أين الخطأ.. وأين الصواب؟

هل أخطأت لأنني لم أتزوجها، أم كان الخطأ في الزواج منها، هل أخطأت أم فعلت الصواب؟. ليس هناك شيء مطلق في الحياة.. خاصة في مثل هذه الأمور، من العسير أن نقول ما هو الخطأ وما هو الصح بطريقة نهائية، هل لو كنت تخليت عنها، كانت الناس سترضى عن تصرفي؟.. كما غضب عليّ البعض أيضاً، عندما وقفت الى جانبها!..
أسئلة تبحث عن جواب..
العاصفة منذ عرفت ناهد لم تهدأ في بيتي، فالبرغم من حرصي الشديد على كتمان الأمر، إلا أن زوجتي عرفت بالقصة، وعبثاً حاولت إقناعها بأني لم أتزوج ناهد، ولكنها لم تصدقني. وقد ظلت النار كامنة تحت الهشيم من عام 1972 حتى عام 1978، عندما فوجئت بزوجتي الثالثة زيزي الدجوي، والدة ابني علاء، تطلب الطلاق!..
الطلاق؟
وحاولت جهدي أن أجعلها تعدل عن موقفها، ولكن مجهودي ذهب هباء ووسط العديد من الأصدقاء دون جدوى. وحسم الموقف محاميها الذي قال لي:
- امرأة لا تريد أن تعيش معك، فهل ترغمها على هذا؟!..
هنا فقط، شعرت بأن المركب غارق لا محالة.. فطلقتها!!
وعدت أرتمي بين ذراعي الوحدة القاسية كأذرع الأخطبوط، عندما يحيط بها فريسة لا حول لها ولا قوة..
وبدأت أحاول أن أعيد ترتيب حياتي، وفقاً لواقعي الجديد..
وكان الأمر صعباً.. ولكنه لم يكن مستحيلاً.

ثلاثة أفلام.. في عشر سنوات!

فيلم «نساء الليل»، كان بالنسبة لي بداية مرحلة جديدة، مرحلة انتقاء الأدوار الجيدة.. الأدوار التي تعالج مشكلة، أو تعبر عن رأي، أو تطرح قضية، الأدوار التي لا أكون فيها مجرد «أراجوز».. والتي أدقّق في اختيارها، دون أن أكون مدفوعاً الى قبولها بدافع المجاملة، أو سخاء في أجر، ومثل هذه المرحلة، لم تكن لتساير اتجاهاً جديداً للسينما المصرية أن مثل هذه الأدوار في الأفلام التي ترضي فئات خاصة من الجماهير، قبل أن ترضي الفن، هي التي جعلتني أقلّل من ظهوري على الشاشة. فمنذ عام 1973 حتى اليوم، رفضت عشرات السيناريوهات التي عرضت عليّ، ولم أقبل إلا ثلاثة أفلام فقط!..
«الكرنك» رواية نجيب محفوظ، التي تروي بعضاً من الظلم الذي وقع على أناس أغلبهم أبرياء.
ومثّلت دور الشخصية الكبيرة، التي تتردد على منزل غانية في فيلم «المذنبون»، المأخوذ أيضاً عن إحدى روايات، نجيب محفوظ، وكنت فيه ضيف شرف، الى جانب سهير رمزي، وقد اقتنعت بالدور رغم قصره عندما عرضه عليّ سعيد مرزوق.
وأخيراً دور العم الذي كان يسرق مخازن الجيش البريطاني، إبّان الاحتلال، وانتهى به المطاف في السجن، ثم خرج شبه حطام، وتحوّل الى سكّير خامل، وذلك في فيلم خيري بشارة «العوامة 70».
لم يعد يعنيني في أي دور: الطول، أو القصر، الذي يهمني هو عمق الدور وأهميته.

اتجهت الى الشاشة الصغيرة!

وخطوت خطوة كان لا بد منها، اتجهت الى التلفزيون، وضعت ثقلي وخبرتي في مجال جديد بالنسبة لي، ومجال أصبح حيوياً جداً.. بالنسبة للجماهير، وكنت أبداً لا أقبل أي دور، إلا إذا قرأت السيناريو كاملاً، وناقشته مع المخرج في خطه الدرامي العام، ثم في تفاصيل دوري، وبناء الشخصية التي أقوم بها. وعرفت بكل هذا، وأصبح من يطلبني للعمل، يعرف سلفاً أنني أناقش، ثم أمثّل..
ولهذا السبب حقّقت أعمالي المحدودة نجاحاً كبيراً، وكانت أول بطولة قمت بها في التلفزيون في مسلسل «عيون الحب» الذي كان له الفضل في إهداء الشاشة نجمتين تألقتا بشدة فيما بعد، هما: هناء ثروت، وشيرين. الأولى، الطالبة التي أحببت، والثانية، ابنتي. أما زوجتي فكانت العملاقة سناء جميل، ونور الدمرداش، هو أكثر من عملت معه من المخرجين، فقد مثّلت ثلاثة مسلسلات، من إخراجه، هي: «السّمان والخريف»، رواية نجيب محفوظ، ورواية إحسان عبد القدوس المشهورة «أنف وثلاث عيون»، وأخيراً، حلقات «سيدة الفندق»، عن قصة لرشدي صالح.
والطريف، أن نور الدمرداش، أثناء تصوير واحد من المسلسلات، اعترف لي بأنني السبب في اتجاهه للإخراج وروى لي كيف أنه عندما بدأ حياته ممثلاً، كان يتلقى عروضاً عديدة من بعض المنتجين، فإذا ما جاء موعد البدء في التنفيذ، اعتذروا له بأن البطولة أسندت الى كمال الشناوي، وحسم نور الموقف، بأن يقرر اتجاهه الى الإخراج.
وهو قطعاً ليس بنادم، لأنه من ألمع مخرجي الشاشة الصغيرة في المنطقة العربية، وليس في مصر وحدها.
ولن أنسى بالطبع «أحمد عبد السلام دياب»..
وهو إسم الشخصية التي أديتها في المسلسل الرائع «زينب والعرش»، شخصية ممثل الثورة، الذي يخوض معركة مع رئيس تحرير أديب، هو «عبد الهادي النجار»، أو محمود مرسي، وذلك بعد تنظيم الصحافة، وهي رواية فتحي غانم، التي أخرجها يحيى العلمي، في ثلاثين حلقة.

زوجة.. المهراجا!

أنا مدقّق في عملي، لذا أنا مقل ، فأنا مؤمن بأن المنخل ذا الخروم الضيقة، يعطي غلة أقل.. ولكنها غلة: أغلى!
لذا قد أبقى شهوراً لا أعمل، أنتهزها فرصة لأكتب!.. أنا أكتب قصصاً عشتها، فيها من الأحداث، ما قد يستعصي على خيال الروائيين، منها قصة بعنوان «الحب الأسود»، رويت فيها ما كان بيني وبين فاتنة أسيوط، ذات «التايور» الأبيض، والتي انتهت نصف مجنونة، ثم هاجرت من.. مصر!.
وقد انتهيت من القصة، وهناك مفاوضات على أن أنتجها، بالإشتراك مع البطلة المرشحة للفيلم نادية لطفي.
وأنا على وشك الانتهاء من قصة «زوجة المهراجا» وهي قصة واقعية، أغرب من الخيال!!..
ووقائع القصة قديمة، فتاريخها يعود الى عام 1952، أي منذ ثلاثين سنة. وقد بدأت بمكالمة تليفونية، من فتاة قدّمت نفسها على أنها سكرتيرة أميرة هندية تريد تحديد موعد لزيارتي!
وسألت السكرتيرة عما إذا كانت هذه الأميرة الهندية تتكلم العربية، فقالت لي:
- بطلاقة..
وقلت لها:
• وما الغرض من الزيارة؟
قالت السكرتيرة:
- هي من المعجبات بتمثيلك، وتريد أن تتعرف بك.
فقلت:
• أهلاً وسهلاً..
وحددت لها موعداً.. وجاءت الأميرة.. وبدأت القصة!.

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك يا غالية لمتابعة الموضوع الجميل

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

تسلم ايدك ياغالية عن موضوعك المتجدد دائما

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

شمس العراق

تسلم ايدك نور الغاااليه لمتابعة موضوعك الراااائع والمميز

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ميرنا

متابعة رائعة منك نور الغالية للموضوع المتجدد تسلم ايدك

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

تسلم الايااادي يانور موضوع شيق ومتااابعه رااائعه منك ياغاليه

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

hnoo

اسعدني مرووركم ياغاليين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

الأميرة الهنديّةأغرتني بالمجوهرات وآلاف الجنيهات

• وفوجئت في فرح صديقي بأن عروسه هي.. أجنبية أحبتني

• أحلم باليوم الذي أصبح فيه جَدّاً

وجاءت الأميرة الهندية الى البيت في الموعد المحدد، وكانت معها: سكرتيرتها..
وبدا شكلها غريباً لعيني، فقد كانت قصيرة القامة، مليئة الجسد، حمراء الشعر، تكثر لبس الحلى، والتزين بالمجوهرات، وترتدي ثوباً صارخ الألوان من القماش الذي يشيع استعماله في بعض البلدان الآسيوية. وقالت لي الأميرة الهندية، بعربيتها ذات اللكنة الخاصة المميزة، إنها شاهدت أغلب أفلامي، وإنها معجبة بي، وشكرتها على هذا الإعجاب، ورحبت بها..
وقبل أن تنصرف، أخرجت من حقيبة يدها، مغلفاً أصفر، ناولتني إياه، وقبل أن ألتقطه منها سألتها:
• ما هذا؟
- هدية مني لك، وأرجو ألا تفتحها قبل أن أنصرف..
وأمسكت الظرف، فإذا بداخله أوراق، أدركت على الفور إنها مالية، فأعدته اليها معتذراً بأني إن قبلت هدية، فهي لا تتجاوز الشيء الرمزي، مثل ربطة عنق أو قداحة.
- إذا لم تقبلها فسوف ألقي بها من النافذة..
وقلت بهدوء:
• لك الحرية في أن تفعلي بنقودك ما تشائين.. عدا إجباري على قبولها..
وأمسكت بالمغلف، وألقت به في مواجهة النافذة!. ولحسن الحظ أنها أخطأت التصويب، وتمزق المغلف، وتناثرت منه أوراق فئة المائة جنيه بعضها طار من النافذة، الى الشارع، والبعض الآخر فرش أرض الغرفة!
وهرعت السكرتيرة تبحث عما سقط في الشارع.. في حين هددت الأميرة برمي ما تبقى من النافذة!! ورحت أفكر في حل سليم للموقف، ثم قلت للأميرة إني أنوي الإنتاج، وأن في وسعها طالما هي مصرة على إعطائي النقود، أن تدخل شريكة معي، وحاولت أن تعتبرها هدية، ولكني تمسكت بموقفي.
وقبلت في النهاية..

زميل.. اتهم بالاقتباس

وأحصينا المبلغ فوجدناه خمسة آلاف جنيه.. كتب بها إيصالاً!. فكرت فيه إنه حصة في إنتاج الفيلم، وأعطيتها الإيصال، فوضعته بإهمال في حقيبة يدها، وأصبحت صاحبة السمو، زوجة المهراجا الهندي شريكة لي.. وبهذه الصفة طلبت أن أبحث لها عن فيللا، فكلفت سمساراً بالأمر، ودفعت عنها الإيجار، وثمن تعديلات الديكور، وسجلتها كمصروفات في حسابات شركتنا الجديدة، وذات يوم حملت اليّ علبة جديدة ضخمة، وطلبت مني الاحتفاظ بها، ريثما تسافر الى الهند، وتنهي إجراءات طلاقها، وسألتها عما في العلبة، فقالت إنها مجوهراتها، ورفضت أن أبقيها عندي لأي لحظة، رفضا باتاً، خشية أن يضيع منها شيء، وقلت لها: إن هناك خزائن خاصة في البنوك، لمثل هذا الغرض.
وسافرت وعادت ومعها مفاجأة، قالت إنها حصلت على الطلاق، وإنها تريد أن تتزوجني!.
أتزوجها؟ مستحيل، واعتذرت، لها برقة، فانصرفت ولم تعد، ومرت أيام، وإذا بي أتلقى إنذاراً من محاميها بسداد مبلغ خمسة آلاف جنيه، حصلت عليها بالاحتيال من موكلته!!
ورويت ما حدث لمحاميي عبد المجيد باشا عبد الحق، فضحك من قلبه وقال لي:
- انت غلطان، كان ضروري تكتب ايصال؟ على العموم أنا سأثبت هذا وأعفيك من الدفع.
ورفضت الفكرة، وطلبت فقط تسوية الموقف ودياً، وحسم ما دفعته نيابة عنها من إيجار وخلافه، واستردت الأميرة الهندية دينها.. أو هديتها!
ومرت شهور طويلة، ودخلت «الأوبرج» فإذا بي ألمح الأميرة الهندية بين ذراعي زميل معروف، يراقصها بحرارة..
ونظرت اليّ بشغف، وكأنها تقول:
- انت رفضتني وغيرك موله بحبي!.
وبعد أسابيع، قرأت في الصحف الصباحية، خبراً عن اتهام أميرة آسيوية، لممثل معروف.. بالاستيلاء على مجوهراتها بطريقة الاحتيال، وأن النيابة تحقق في البلاغ، وقد انتهى التحقيق فيما بعد بالبراءة لعدم كفاية الأدلة..
والتقيت بها مصادفة فيما بعد فقالت بأسى:
- هذا ذنبك، فأنت أشرف من قابلت، ومع هذا اتهمتك أما الذي حصل على كل مجوهراتي فلم أنتزع منه شيئاً!
ورثيت لحالها.. وبدأت أكتب قصتها قصة زوجة المهراجا!!

الخواجاية!

الرواية الثالثة، اخترت لها عنواناً هو: الخواجاية! والسبب أن بطلته فنانة أجنبية، حاولت التأقلم مع الحياة في مصر.. بدافع الحب، ولكنها فشلت.
كنت أسهر في أحد الأماكن العامة حين رأيت شقراء جميلة جداً، تطيل التحديق بي، وبالرغم من أنها كانت على مائدة بعيدة نوعاً ما، مع صديقات لها، وحين هممت بالانصراف، تقدم مني «الغارسون» وقال لي بأدب:
- أستاذ كمال.. هناك سيدة كلفتني بأن آتيها برقم تليفونك.
وأدركت على الفور أنها الشقراء فأمليته الرقم..
وفي اليوم التالي اتصلت بي وتواعدنا على أن نلتقي في ضاحية المعادي، وقالت لي: إنها جاءت الى القاهرة ضمن فريق فني، لتعمل في «الأوبرج» وأنها سبق أن شاهدت أحد أفلامي خلال مهرجان عرض في بلدها، وأنا لا أحدد هذا البلد لاعتبارات خاصة، وأنها أعجبت بي جداً، فلما التقت بي مصادفة، أدركت أن القدر يحقق لها حلماً. وقالت إنه لم يبق لها إلا خمسة أيام في القاهرة تسافر بعدها الفرقة، ولكنها ستدعي المرض، لتطيل بقاءها الى جانبي.
وروت لي فيما بعد وقد قاربت السفر، أنها ستحاول أن تنساني، فإن فشلت، فسوف تعود الى مصر لتتزوج من رجل طلب يدها... وتبقى على مقربة مني، وأفهمتها بوضوح أني لا أقبل مثل هذا الوضع، ولكنها تمسكت بموقفها!!
وودعتها في المطار..
ومرت شهور، وأرسل اليّ صديق عزيز دعوة لحضور عقد قرانه، ولبيت الدعوة، وحين توجهت الى الفندق الذي أقيم به الفرح، وجدت نفسي أمام مفاجأة كبرى.. لم تكن العروس سوى الفنانة الأوروبية التي تحبني!
وأسقط في يدي.. إذن هذا هو الذي طلب يدها.. ومعنى أنها قبلت الزواج، أنها لم تستطع النسيان!
وهنأت صديقي، ثم اختفيت من حياته تماماً.. خشية أن تنفذ العروس فكرتها القديمة..
وبعد عام، سمعت أن العروس طلبت الطلاق..
أما الأسباب التي ساقتها، فكانت أنها كخواجاية، فشلت في أن تتأقلم مع الحياة في مصر.
واقتنع صديقي لحسن الحظ..
وأمسكت القلم لأكتب قصة «الخواجاية»!

ولداي يملآن حياتي حباً!

هذه القصص أدخرها لإنتاج قادم، حتى لو تأخر بعض الوقت، ولكنها تملأ الكثير من الفراغ الذي يدهمني أحياناً!!
ولداي يملآن حياتي دفئاً.. وحباً!
ابني الأكبر محمد، الذي أنجبته الزميلة هاجر حمدي بعد طلاقنا ومحمد كان في المدرسة نجماً بفريق الكرة. وقد ظللت وراءه بدأب وجهد حتى أنهى دراسته الثانوية، ودخل الكلية الحربية، وتخرج منها ضابطاً..
ومحمد شديد الشبه بالزميل عمر الشريف، وقد ورث الموهبة مني، لذا فكر طويلاً في احتراف الفن، ولكني لم أشجعه على ذلك، لأني لم أرَ كأب، مستقبله في التمثيل ولكنه تقدم بأوراقه الى معهد السينما قسم الإخراج، وأحيا بذلك هوايته القديمة، ولكن في صورة أخرى أكمل، وهو اليوم في السنة النهائية، وهو أول دفعته دائماً، لأنه قارئ ممتاز، لا يقرأ في الفن وحده بل هو يقرأ علم النفس، والقصة والعلوم العسكرية، وغيرها، ولديه مكتبة قل أن يتوفر مثلها لأستاذ وليس لطالب، وأنا حسب خبرتي، أرى أنه سيكون مخرجاً له شأنه وأسلوبه الخاص.
ومحمد عاش قصة حب طويلة مع ابنة عمه - أخي - عبد القادر، من السيدة علية شبانة، شقيقة الصديق العزيز الراحل عبد الحليم حافظ، وقد اعترض عبد القادر على فكرة زواج محمد من ناهد، قبل أن تنهي العروس دراستها فلما تخرجت من كلية الآداب، والتحقت بها كمعيدة، زالت العقبات وتزوجا في العام الماضي..

علاء هوايته.. الرسم!

ابني علاء أيضاً هوى التمثيل، ولكن بدرجة أقل من محمد، وقد أنهى دراسته في مدارس أجنبية، ثم التحق بمعهد «ليوناردو دافنشي» قسم عمارة.
وعلاء رسام ماهر، تتجلى براعته أكثر ما تتجلى عندما يكون مصاباً بالبرد، وأنا أحتفظ بلوحاته وأعتز بها، وقد اعتمد على نفسه منذ الصغر، فكان في الإجازات يصنع بيديه قطعاً بديعة من الأثاث، بعضها أستعمله في بيتي.
وهو رياضي من الطراز الأول يمارس «الاسكواش» والفروسية، والسباحة، وقد تزوج منذ عامين من زميلة له بقسم التصوير.
وهو اليوم يعمل مهندساً في شركة استثمار، ويشرف على «نادي الفيديو» الذي يحمل اسمي.
والنادي له قصة فقد حدث أن توجهت شقيقتي الى محام صديق، هو الأستاذ «ابراهيم نور الدين» لإنهاء بعض المعاملات، ورحب بها الصديق، ثم اتصل بي في اليوم التالي، ليقول لي إنه يريد أن يقدم اليّ خدمة، أن يبيعني شقة في عمارة يبنيها في الزمالك، شقة هي من أربع غرف، بمبلغ ستة عشر ألف جنيه، واعتذرت عن العرض، ثم عرفت أن الذي اشتراها باعها بثلاثين الفاً لمشتر آخر باعها بدوره بسبعين ألفاً!!
الفرصة دقت بابي ثانية، عندما عرض عليّ صديقي محلين في عمارته بشارع (طه حسين) واشتريتهما ولم أندم، فقد تضاعفت قيمتهما مادياً وأدبياً، الارتفاع المادي معروف أما الأدبي فلأني عرفت كيف أستغلهما بعد أن ظلا مغلقين، فحولتهما الى ناد للفيديو، هو أشبه بصالون فني، إذ يجمع بين الأفلام واللوحات والتحف في موقع أنيق، أجد المتعة والسعادة، في أن أنتقي له محتوياته بنفسي، وأتردد عليه يومياً، لأمضي فيه فترة حلوة وسط رواده الذين أصبحوا من الأصدقاء!.
وفي هذا الفلك تسير حياتي اليوم، تسير بدعة، في هدوء، كأنها زورق اجتاز منطقة الصخور، ووصل الى بداية المرحلة الهادئة.
أكتب..
أمثل..
أمارس السباحة..
أتردد على نادي الفيديو..
وأرقب اليوم الذي أصبح فيه جَداً بشوق.. فلا محمد ولا علاء منحاني حفيداً بعد..
ولكن هذا لا يمنع أني أشعر بالوحدة..
أشعر أني أعيش وحدي.. وإن كنت لست وحيداً في الحياة.. وهو شعور يحزنني أحياناً، وأتغلب عليه أحياناً أخرى.. ولكنه قد يتغلب عليّ بدوره، فيدفعني الى أن أتخلص من الكابوس بحلم وردي جميل..
لا أحد يعرف ما الذي يحمله اليه الغد..
أما الأمس فأنا راضٍ عنه رغم أخطائه، رغم عيوبه.. فأنا أنظر الى حياتي ككل، وليس من خلال جزئياتها..
هذه هي قصتي، قصة كمال الشناوي الإنسان والفنان بكل آلامها، وبكل متعها وبكل صدقها. إنه مشوار عمر طويل شيق وأحياناً شائك، قدمته للقراء في سطور مكتوبة بذوب النفس، وكأني أقطر له أزاهير عمر، لتصبح على الورق مجرد قطرات عطر!
«تمت»