كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة

سرقت طربوش زميلي لأتقدّم الى الإمتحان!
* إتهمت بالجنون بسبب اقتراح فنّي قدّمته الى عميد المعهد..
* بعد تمثيل «هاملت» رشحني مخرجاً معروفاً للبطولة السينمائية!

&&&بقلم كمال الشناوي

إناء المليء من الصعب أن تفرغه بفتحة واحدة..
وأنا كنت أشعر أن أعماقي هي إناء مملوء بالفن، والرسم وحده لا يكفي كي يخلّصه من الشحنة التي تمور بداخله، وجربت الالتحاق بمعهد الموسيقى، ولكن التجربة فشلت بسبب ذلك المدرّس الإيطالي الذي ناصبني العداء بلا سبب!.
إذن فليكن التمثيل هو البديل!.
واستعدت هوايتي الأولى التي نمت بواكيرها في المنصورة على يد الأستاذ عبد العزيز سيد الأهل، ولكن بصورة أكبر وأّهم، فقد عدت أتردد، خلال أشهر الإجازة السنوية، على مقهى: «بايرون» الذي يرتاده الفنانون، وأمكنني أن أعقد صداقات مع بعض رواده، وأن أنضم الى الفرق الموسمية التي يكونونها، والتي تكتفي بتقديم مسرحية أو اثنتين على الأكثر، ثم تُحَلّ ويتفرق أعضاؤها..
عملت مع عبد العزيز أحمد، وعلي قدري، وغيرهما من ممثلي الأمس البعيد، ولكن مثل هذا العمل المتقطع، لم يكن كافياً لإرضاء الهواية أو إشباعها، فابتعدت عنه في السنة النهائية من كلية الفنون، وذلك حتى أتخرج بتفوق، ولأحقّق أكبر الأحلام!.
وانهمكت في الدراسة بكل طاقتي، ليجيء ترتيبي الأول، أو الثاني على الأكثر، وذلك حتى توفدني الكلية في بعثة دراسية الى أوروبا، فقد غدا السفر هو الحلم وهو الأمنية..
ولكن سهمي طاش للأسف فقد كنت السابع في ترتيب الدفعة..
هل أستسلم لليأس..
لا، أبداً، إنني دائماً أضرب بالمجذاف، حتى وسط الصخور، فإذا كانت البعثة قد طارت مني، فهناك بعثات أخرى ممكن أن ألحق بركبها، بعثات الدراسات العليا!.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، استقر رأيي على أن ألتحق بمعهد التربية العالي، وهو معهد رسالته الأولى: تخريج مدرّسين مؤهلين بدرجة عالية لأداء الوظيفة، على الوجه الأكمل!.

امتحنت... بلا طربوش
ولكن دخول المعهد كان صعباً، بل غاية في الصعوبة!
كان لا بد من اجتياز الامتحان الصعب للقبول بمرحلتيه: مرحلة تحريرية، ثم كشف هيئة، أو اختبار شخصي. وقد نجحت في الشطر الأول من الاختبار. ثم جاء اليوم الصعب، يوم الوقوف أمام لجنة يرأسها: عميد المعهد الدكتور إسماعيل القباني، الذي تولى منصب الوزارة فيما بعد، وتضم بين أعضائها الدكاترة والأساتذة: يوسف عفيفي، كامل النحاس، عبد العزيز القوصي ومحمد علي حافظ.
وأذكر أن الطلبة، الذين اجتازوا الاختبار التحريري، تكدسوا في قاعة كبرى في انتظار أن تنادى أسماؤهم الواحد بعد الآخر. وأذكر أيضاً أن أغلبهم، كان يخرج من الامتحان وهو يتصبب عرقاً، فقد كان الأساتذة يعصرونه عصراً. وعندما جاء دوري، وهممت بالدخول، جذبني زميل من ذراعي وصاح.
• هل أنت مجنون حتى تدخل بلا طربوش؟
وكنت أكره لبس الطربوش، وأعتبره شيئاً كريهاً وخوفاً من أن أسقط لسبب تافه جذبت طربوشاً عن رأس زميل، ودخلت أمام اللجنة، وعندما وضعت الطربوش على رأسي، وجدته أصغر من مقاسي، وضربت معي «لخمة» لثوان، ولكني تداركت الأمر، واعتذرت بأن زميلاً أخذ طربوشي بالخطأ، واستبدله بطربوشه..
وابتسم الدكتور قباني، ودهش الأساتذة، لأنه قلما كان يبتسم.
أشبه بحلبة ملاكمة عليها أكثر من غريم. كل واحد يسدد ضربة، ولكمة من حيث لا تتوقع ولا تنتظـر، وعليك أن تصدّ هجمات الجميع.. هكذا بالضبط كان الامتحان، بأسئلته التي يتبادلها الأساتذة بسرعة...
وخرجت من المباراة منتصراً..
نجحت في الامتحان، وكنت أحد خمسة عشر طالباً قبلوا في المعهد، من أصل مائة وخمسين تقدموا اليه!.

فكرة.. اعتبروها جنوناً
وبدأت الدراسة، والدراسة في المعهد كانت شاملة، متفرعة، بين موادها: علم النفس، التاريخ، أصول التربية، اللغات، وكل ما من شأنه أن يصنع مدرّساً ناجحاً.
وأذكر أني بعد بدء الدراسة بأسابيع قليلة فصلت من المعهد.
والحكاية طريفة، فقد فاتحت الدكتور كامل النحاس، أستاذ علم النفس الذي كان يخصّني برعايته، في أمر تكوين فريق للتمثيل في معهد التربية للمعلمين، فقال لي قبل أن يستمع الى التفاصيل:
- إياك وهذا العبث الجنوني..
ولم آخذ بالنصيحة، فطلبت تحديد موعد مع العميد الدكتور إسماعيل القباني، يشجعني على هذا أنه سبق أن ابتسم في وجهي وأنا أؤدي الامتحان، وسمح لي بخلع الطربوش. وبدأت أشرح للعميد فكرة إنشاء فريق للتمثيل، يكون بمثابة اتجاه تربوي جديد، فهو يقدّم للتلاميذ تمثيليات تيسر عليهم بعض العلوم، كما أنه يعوّد المدرّسين، أعضاء الفريق على مواجهة الجماهير، وبالتالي يمرّنهم على إخضاع التلاميذ!.
وقبل أن أتابع الشرح، فوجئت بوجه العميد يكفهر، وأنا الذي توقعت ابتسامة جديدة، ثم إذا به يصرخ قائلاً:
- بره.. بره!.
ثم أضاف بصوت جهير:
- قال تمثيل قال... إنت مطرود يا أفندي!.

العميد... يريدك في مكتبه!
وغادرت مكتب العميد تسبقني دموعي، فقد انهارت أحلامي كلها دفعة واحدة، تماماً كما تنهار عمارة جديدة، حدث خطأ في حسابات مهندسها، ودخلت المكتب وأنا طالب، وغادرته وأنا مبعد عن صفوفه، فقد كان معروفاً عن الدكتور قباني أنه لا يتراجع في قرار اتخذه. فقراراته مثل أحكام القضاء العالي، لا استئناف فيها...ورويت للدكتور النحاس ما حدث، فقال لي معاتباً:
- أنا مش حذرتك... ليه ما سمعتش الكلام؟
وبدأت ألملم أوراقي، استعداداً للرحيل.. وقبل أن ينتهي اليوم، فوجئت بأحد الفراشين يستدعيني لمقابلة العميد، وقلت لنفسي:
• يبدو أنه لم يكتف بفصلي.. وهو بلا شك يريد أن يضربني...
ودخلت المكتب وأنا أقدم رجلاً، وأؤخر الثانية... وفوجئت بالعميد يخاطبني بهدوء قائلاً:
- إنت كنت عاوز تقول إيه بالضبط؟
وارتبكت، وقلت بدوري:
• يا سعادة البيه مش مهم دلوقت ما دمت فصلت..
وتجاهل عبارتي وقال:
- إعمل تقرير بالموضوع واديه للكتور النحاس.
وغادرت المكتب هذه المرة، وأنا أكاد أطير فرحاً. فالعميد لم يصفح عني فقط، بل هو قَبِلَ الفكرة مبدئياً، وذهبت الى الدكتور الطيب، الذي قال لي:...

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

حلوة جدا ذكرياته وهو ممثل راائع وانسان وسبق ان تشرفت بلقائه من سنتين بمنزله العامر واجريت معاه حوارا كان ممتعا جدا ومن كثرة تواضعه غنى لي دور عليه تلقاه

رحمه الله انسان جميل ومتواضع جدا

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

هدى

الله يرحمه كان فنان مميز تسلم الايادي عالموضوع القيم يا غالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

الله يرحمه
دائما متميزة بمواضيعك نور الغالية تسلم ايدك

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

اسعدني مروركم ياغالييييييييييييييييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

إقتربت مني السينما..فأدرت ظهري لها!

وكان حلمي الأكبر السفر في بعثة ونيل الدكتوراه..

ورفضت أن أكون في الفرقة القومية مكان أنور وجدي!

غريبة هي الأحلام.. تتحقق أحياناً بالنسبة لمن لا يريدها.. تقترب أحياناً إخرى ممن يزهو بها..
وعندما عرض عليّ المخرج محمد عبد الجواد البطولة، البطولة دفعة واحدة، في فيلم كان يستعد لإخراجه، واختار له: فاطمة رشدي بطلة، هو «مدينة الغجر» لم يستهوني الحلم القديم، أن أمثّل، وأكثر من هذا أن أمثّل في السينما، وأبعد من هذا أن أصبح بطلاً من أول فيلم..
سعدت للعرض، ولكنني اعتذرت عن عدم قبوله!.
سعدت لأن عرض عبد الجواد كان يعني، وبعد أن رآني على المسرح، أنني أصلح ممثلاً سينمائياً. واعتذرت عن عدم قبول الدور، لأن هناك حلماً أكبر كان يستهويني، هو حلم السفر في بعثة دراسية، وهذا الحلم كان يحجب كل ما عداه، تماماً كما تحجب العقوبة الكبرى، سائر العقوبات في دنيا القانون..
ودهش عبد الجواد لاعتذاري، ولم يقتنع كثيراً بفكرة تفرّغي للدراسة، فقال لي وهو يشدّ على يدي بحرارة:
- إذا غيّرت رأيك، أرجو أن تتصل بي..
ولكني لم أفعل، لأني كنت مقتنعاً برأيي..
وكان هذا هو العرض الأول الذي تلقيته للعمل في السينما..
ولكنه لم يكن الأخير..
فقد رآني المرحوم حسين فوزي، وكان في أوجّ تألقه، بعد أن قدّم للشاشة العربية فيلمه الناجح: «العيش والملح»، ثم أول فيلم عربي ملون في تاريخ السينما المصرية: «بابا عريس» وعرض عليّ الاشتراك في فيلم من بطولة زوجته في تلك الفترة نجمة الاستعراض التي لا تعوّض «نعيمة عاكف»، ولكني اعتذرت مرة ثانية لنفس السبب: أن أتفرّغ للدراسة، حتى أصبح أول دفعتي.. وأسافر الى أوروبا، وبعدها قد تجيء السينما، أو لا تجيء، ليس يهم.. المهم أن أسافر.

الحب.. فرش لي طريق البلاتوه

الحب كاد يقودني الى البلاتوه أيضاً..
كنت أحب فتاة رقيقة، منمنمة الملامح، كأنها، «مينياتور»، ورسم مصغر مما برع فيه فنانو فرنسا، في فترة ذهبية للفن، وكانت الحبيبة، وهي ابنة شاعر عربي معروف، تحب الفن، وتحلم بأن تصبح نجمة!.
وسألتني ذات مرة:
• أنت بلا شك تعرف الكثير من العاملين في الفن... فهل تستطيع أن تساعدني؟
وأجبت على الفور، وخشية أن أفقدها، أو تتضاءل صورتي في عينيها:
- طبعاً!
وكانت هناك شركة إنتاج تحمل إسم: «اتحاد الفنيين»، يملكها أحمد بدرخان، وحلمي رفلة، ومدير التصوير عبده نصر، وتتخذ من استديو «توجو» القديم في الجيزة مقراً، واتصلت بحلمي رفلة، وحددت معه موعداً، توجهت فيه أنا وصديقتي الى الأستديو..
ورحّب بنا حلمي على طريقته، بالرغم من أنني كنت بالكاد أعرفه، وشجع صديقتي، وزيّن لها طريق الغد، ثم انتحى بي جانباً وقال همساً:
- صديقتك قد تكون جميلة فعلاً، كما قد تكون موهوبة، إلا أنها قصيرة للأسف!.
وكنت أعرف هذه الحقيقة سلفاً، وأدرك أنها ستقف عقبة في سبيلها. ولكنني لم أشأ أن أصدمها، وكذلك فعل حلمي الذي كتب رقم تليفونها، ووعدها بالاتصال بها عندما تحين الفرصة المناسبة، وهي فرصة أبداً لم تحن.
وقبل أن أنصرف، قال لي أحمد بدرخان:
- وأنت يا أستاذ مش عاوز تمثّل؟
وأجبته:
- لا زلت طالباً..
فأضاف بجدية:
- إذا فكرت في التمثيل بعد التخرج فأنا تحت أمرك..
وغادرنا الأستديو..
وبدأ طنين غريب يدوّي في أذنَيْ!..
السينما تناديني، وتلح في النداء، فمتى أستجيب؟
- إذا لم يكن اليوم، فقد يكون الغد.. ولكن لا بد من السير في البلاتوه في نهاية الأمر.. ولا مفر!.

لجنة من العمالقة

سألني زكي طليمات، بعد أن توثقت بيننا عرى الصداقة، وكنت في السنة الثانية بمعهد التربية، أي السنة النهائية:
• قال لي يا شناوي.. كم ستتقاضى مرتباً بعد التخرّج؟
أجبت:
- سأعيّن على الدرجة السادسة الفنية، بمرتب قدره ستة عشر جنيهاً..
وضحك الفنان الكبير وقال:
• فقط؟! تستطيع لو أردت أن تربح عام كامل في شهر أو أقل لو أنك عملت في الفن...
وأضفت:
- ليست المادة هدفي دائماً، الهدف أن أسافر في بعثة وأحصل على الدكتوراه..
وعاد مخرج فريقنا المسرحي يقول:
• أمامك فرصة ذهبية اليوم، فأنور وجدي قدّم استقالته من الفرقة القومية، التي أصبحت في حاجة الى فتى أول، ما رأيك لو تقدمت لامتحان شغل الوظيفة؟..
ولست أدري كيف أقنعني زكي طليمات بالأمر، وأنا الذي كان يصرّ على أن يتفرغ للدراسة، وتوجهت الى مقر الفرقة، في اليوم المحدد للامتحان، فإذا بي أجد مجموعة من الشبان الهواة، وقد رسم كل منهم نفسه، وأخذ «بوز» الممثل، في انتظار الدخول من باب الحظ.. والحلول مكان الفنان اللامع: أنور وجدي!.
أنا وحدي تقدمت للامتحان بلا مبالاة، فلم أكن في قرارة نفسي أروم النجاح «ودخلت الى قاعة الامتحان فإذا بي أمام لجنة مكوّن من عمالقة الفن. وقد كان بين أعضائها: جورج أبيض، يوسف وهبي، زكي طليمات، وعميد كلية الفنون: محمد حسن!
وأذكر أن جورج أبيض وجّه اليّ أول سؤال، فقال لي:
- حافظ إيه؟
واندفع الردّ على شفتيّ سريعاً كطلقات مدفع مست زناده أصابع قوية..
قلت للأستاذ جورج أبيض

الي لقاء مع مذكرات كمال الشناوي

بقلم كمال الشناوي

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

شكرا يا غالية لامتاعنا بسيرة هذا الممثل العظيم

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

الحقيقة كنت دايما اقول .. ازاى الفنان كمال الشناوى بدأ نجماً وحافظ على نجوميته لآخر يوم .. كنت اضربه به المثل فى موهبته وسلوكياته واصراره على ان يكون نجم لاخر عمل قدمه وحتى حفاظه على رشاقته ووسامته رحمه الله
متهيألى لو كان الراحل العظيم قرأ هذا الموضوع لأعطى له جائزة
تسلم ايدك اخت نور على هذا الموضوع الشامل عن الراحل المتميز كمال الشناوى

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ناصر حسن

sirine كتب:: شكرا يا غالية لامتاعنا بسيرة هذا الممثل العظيم

اسعدني مرورك ياغالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

ناصر حسن كتب:: الحقيقة كنت دايما اقول .. ازاى الفنان كمال الشناوى بدأ نجماً وحافظ على نجوميته لآخر يوم .. كنت اضربه به المثل فى موهبته وسلوكياته واصراره على ان يكون نجم لاخر عمل قدمه وحتى حفاظه على رشاقته ووسامته رحمه الله
متهيألى لو كان الراحل العظيم قرأ هذا الموضوع لأعطى له جائزة
تسلم ايدك اخت نور على هذا الموضوع الشامل عن الراحل المتميز كمال الشناوى

اسعدني مرورقلمك الجميل الذي اضاف قيمة لصفحاتي البسيطة ....فالفنان كمال الشناوي قدم اجمل ثنائي مع النجمة الجميلة شادية فكنت دائما احس ان حياة شادية لا بد ان تكون مرتطبة مع شخصية هذا الفنان فلكي اعرف كل ما يخص شادية علي ان اغوص في حياة كمال الشناوي

اشكرك عن مرورك ياغالي

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك نور الغالية لهذا الموضوع المتجدد عن الفنان كمال الشناوي رحمه الله

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

شكرا لمرورك ياغالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

* ندمت على ضياع فرص البطولة السينمائية مني!
* جئت بالماعز الى المدرسة في «غاردن سيتي»!
* بدأت التدريس..ومن أوّل يوم أُحِلْتُ الى مجلس التأديب!

فيلم قديم مثّله «بول نيومان»، لعله أول أفلامه، لم أنسه أبداً، فيلم قام به بدور ملاكم قديم يخسر المباراة بعد الأخرى، ولكنه أبداً لا يعرف اليأس!.
عنوان الفيلم كان: «هناك أحد فوق يحبني».
وكلمة فوق تعني السماء، والعنوان يرمز الى أن السماء لا تتخلى عن أحد، وكان هذا دائماً نفس شعوري، لذا لم أحزن كثيراً عندما ضاعت مني فرصة السفر، ولم أيأس عندما تسللت من بين أصابعي فرص العمل في السينما، وعلى الخشبة، الواحدة بعد الأخرى، لأنني كنت في قرارة نفسي أؤمن بأن الحظ السعيد، سوف يكون نصيري في نهاية الأمر.
وقلت بإيمان: وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم.. صدق الله العظيم..
ثم سافرت الى الاسكندرية، لأستلم عملي الجديد..
الترتيب المتفوق لا يمنح صاحبه أحقية في البعثة، وإنما هو أيضاً يكسبه ميزة هي العمل في القاهرة، أما من يجيء بعده، فيُوزع على سائر المحافظات بالأفضلية، وبما أني كنت الثالث، فقد عينوني في الاسكندرية، أفضل المحافظات بعد العاصمة..
من جديد إذن أعود الى التدريس..
وأقول من جديد، لأننا خلال الدراسة في معهد التربية، كنا نقوم بتطبيق عملي لمادة التربية، أي نتدرب للتدريس، وكأننا تخرجنا، ونحصل على درجات مقابل هذه التدريبات العملية..
والتجربة الأولى لم تكن سهلة بالنسبة لي...
ورغم هذا نجحت فيها بتفوق..

وصحت في المشاغبين: برة

إختاروني لأدرّس الرسم في مدرسة: «الابراهيمية الثانوية»، وهي مدرسة تختلف عن غيرها في أنها كانت تضم بين طلبتها عدداً كبيراً من أبطال الرياضة، لذا كان هؤلاء يحصلون على ميزات كبرى، منها التجاوز في عدد مرات الرسوب، وبالتالي، كان أغلبهم «طوال عراض» كما يقولون، وبعضهم، أكبر مني في السن!.
ورأيت ألا أخذل في الجولة الأولى رغم صعوبتها فقررت أن أستبدل المنهج التقليدي في الرسم، بطريقة مبتكرة، فأخذت معي الى الفصل: «غرامفون»، وإسطوانة انتقيتها من بين مجموعة كبيرة كنت أقتنيها، هي سيمفونية «هجوم نابليون على روسيا»، ثم توجهت الى المدرسة، فوضعت الغرامفون في غرفة الرسم، وتوجهت لمقابلة ناظر المدرسة، لأقدّم له نفسي بالطريقة التقليدية...
وقال لي الرجل وهو يتفحصني جيداً:
- يا إبني، ده إنت صُغير قوي على التدريس... أصغر من أي طالب..
وشعرت بنوع من الإحباط، ولكني قلت متداركاً الموقف:
• العبرة بالفعالية وليست بالسن..
وعدت الى الفصل..
وبدأ الطلبة يتوافدون، وحدث هرج ومرج، وارتفعت تعليقات بعضها كان نابياً ومثيراً، ولكني وضعت أعصابي في ثلاجة، ورحت أنظر الى مثيري الشغب بطرف عيني، وبقيت خمس دقائق صامتاً تماماً، حتى أفرغ الطلبة ما عندهم ثم تكلمت..
قلت لهم:
- لست أدري هل هو من حسن حظي أو سوئه أنني اخترت للتدريس، ولكني أؤدي واجباً، وأخضع لرقابة مفتش..
- من يريد منكم أن يتابع الدرس فأهلاً به، ومن لا يريد فالباب مفتوح أمامه!.
وأشرت الى أربعة كانوا قد أحدثوا ضجة، أكثر من غيرهم، وصحت بقوة:
- برة!.

الرسم بالموسيقى:

وأطاع الطلبة الأمر صاغرين، وغادرو الفصل، ثم بدأ الطلبة يرسمون ما توحي به لهم السيمفونية، وكانت أول مرة تترجم فيها الموسيقى الى خطوط، وأول تجربة من نوعها، ولم أكتف بهذا، بل ذهبت ذات صباح مبكراً الى المدرسة، وخلفي رجل يجر عنزة وصغارها من «السيدة زينب» الى «غاردن سيتي»، حيث تقع المدرسة، والعنزة طوال الطريق، تزفنا بصيحتها التقليدية: ماء.. ماء.. وقمت بعمل ديكور في قاعة الرسم يمثل مرعى في الصحراء، وحدثت الطلبة عن الأمومة، ثم قلت لهم إنها موجودة في الإنسان، تماماً كما هي موجودة في الحيوان غريزة قوية.
و..
وأدخلت العنزة وصغارها..
ودهش الطلبة لتصرّفي، ولكنهم وجدوها تجربة جديدة مثيرة!!..
وقد حدث صدام بيني وبين المفتش، الذي لم يرتح لهذه التجارب التحديثية لأنها خارج: «المنهج»، وتوعدني الرسوب، ولكن التفاصيل التي وصلت الى أساتذتي في المعهد، جعلتهم يعطوني الدرجة النهائية في مادة التدريب العملي..
تذكرت كل هذا، وأنا في الطريق لتسلم عملي في الاسكندرية، فلم أشعر بخوف إطلاقاً مما أنا مقدم عليه، ولكني شعرت بالندم..
ندمت لأني أسأت الاختيار!...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك يا غالية على متابعة هذا الموضوع المميز عن فنان مميز

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

شكرا لمرورك ياغالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم إيدك ياااااانور لهذا الموضوع المميز عن الفنان المحبوب كمال الشناوي

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

أرض الجنتين

مشكورة نور الغالية موضوع مميز عن فنان مميز كمال الشناوي واعجبتني فكرة استقدامه للعنزة وصغارها عالصف ههه

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

شكرا لمروركم ياغالييييييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

لقاء في الصعيد مع الشاعر عزيز أباظة!

* وأحببت في أسيوط لابسة التايور الأبيض!

* وفي يوم الإجازة سافرت معي بنفس القطار!

**بقلم كمال الشناوي

أسيوط؟!
الصعيد هو دائماً المنفى!..
المغضوب عليه، المعاقب، المذنب، ينقل عادة الى جنوب مصر، حيث الجو هو العقاب، الحرارة هي القصاص!..
ولكن الجحيم، تحول بالنسبة اليّ الى جنة.. والمنفى الى فردوس!..
مرة أخرى أيقنت أنني إنسان محظوظ، وأن أي تغيير يحدث في خريطة وجودي، إنما هو في الغالب لصالحي...
مدير أسيوط كان فناناً!..
كان على رأس المدينة النائية شاعر رقيق هو عزيز أباظة باشا، وكنت قد شاهدت بإعجاب مسرحيته الشعرية: «قيس ولبنى»، التي أعطت المسرح الشعري «فورمة» جديدة، بعد روايات أمير الشعراء أحمد شوقي!..
وسعيت للقائه، ولم أجد صعوبة في ذلك، فلم يكن الفنان الكبير، رحمه الله، ليغلق بابه في وجه من يريد لقاءه!..
ودخلت المكتب الفخم..
ووجدت أمامي صورة حلوة..
فعزيز أباظة كان طويلاً، ملي القامة بغير بدانة، وسيماً وأنيقاً..
ونظر اليّ الشاعر الجالس في مقعد المدير، وابتسم..
وقلت له على الفور:
- أنا أعرف سر ابتسامتك، فقد كنت تتوقع أن ترى رجلاً كبيراً، بارز الكرش، أصلع الرأس، فإذا بك أمام شاب صغير!..
وازدادت إبتسامة الشاعر الكبير إتساعاً وقال:
• فعلاً.. كيف عرفت هذا؟
وأجبت:
- قرأته في نظرتك يا سيادة المدير، فعلم النفس من بين العلوم التي درسناها في المعهد..
وأصبحت منذ اللقاء الأول، قريباً من نفس عزيز أباظة، كسبت ثقته وصداقته، وخاصة بعد أن ناقشته في بعض تفاصيل روايته..
المدير.. على الهاتف!..

وحدثت عزيز باشا فيما بعد في أمر هواياتي، واقترحت عليه أن نخلق جمعيات فنية في أسيوط..
وقال لي الرجل بثقة:
• إفعل ما تشاء، طالما هو في صالح المدينة..
وكونّا أكثر من جمعية وعمل، في مقدمتها بالطبع اختيار فريق للتمثيل، ونواة فرقة موسيقية، وجماعة للرسم!.
وأصبحت صاحب حظوة لدى الناظر، والسبب أن التليفون كان كثيراً ما يرن في مكتبه، يطلبني، فإذا ما أسال الناظر:
• من الذي يريده؟
أجاب المتحدث:
- عزيز أباظة.
فيكاد الناظر أن يقف وهو يقول باحترام:
• حاضر يا أفندم!
وأصبحت شهيراً..
أصبحت نجماً في مجتمع صغير، شبه مغلق، ولكنه راق ومتطور، وذات يوم كنت أعقد اجتماعاً لأعضاء جمعية الرسم التي أرأسها، وانتهى الاجتماع متأخراً بعض الشيء.. وفيما أنا أغادر القاعة، رأيت في طرف الممر الطويل، إمرأة، تتهادى، كأميرة في إتجاه الشعب... إمرأة تسير بخطوات، كأنها راقصة بلا إيقاع مسموع!..
وكانت ترتدي تايوراً أنيقاً لونه ناصع البياض.
وكانت..
قمة في الجمال...
وأحسست بقلبي يخفق بشدة..
ويبدو أن قلبي كان لحظتها، يفتح أعماقه، ليحتويها!

الطيف الجميل... ظهر ثانية!

مجرد طيف..
طيف جميل كقوس قُزح، يلوّن السماء، بعد المطر أو بعد العاصفة، ثم يتلاشى!
هكذا تخيلت لابسة التايور الأبيض، أو هكذا حاولت أن أعتبر ظهورها المفاجئ، ثم اختفاؤها الطبيعي..
ولكني كنت واهماً
فقد كان من عادتنا، أن نجتمع، نحن فريق الموسيقى، في فيللا مدرّس زميل، يقيم وحده، ويهوى العزف على أكثر من آلة، وتنازل لي زميلي، ذات مرة، عن مقعده أمام البيانو، وقال لي:
- هيا أسمعنا بعضاً من عزفك، إن كنت تجيده كما تدّعي..
وقبلت الدعوة والتحدي معاً، فرحت أعزف مقطوعة كنت أحبها، واعتادت أصابعي أن تجري بنغماتها بيسر..
وفجأة فتح باب جانبي لإحدى للغرف..
ومن الباب خرجت إمرأة تصفق بحرارة..
واستدرت ناحيتها فإذا بها هي نفسها.. لابسة التايور الأبيض، التي ظننت أني لن أراها ثانية..
وأثنت على عزفي، وعرفت منها أنها تتردد على زميلي لتدرس العزف أحياناً، واعترفت لي بأنها علمت بمجيئي في تلك الليلة، فدخلت الغرفة لتسمعني دون أن أراها..
ولكنها خرجت..
أخرجتها نغماتي كما تخرج نغمات الناي ثعباناً من سلة الساحر الهندي!..
ولكنه كان ثعباناً بلا سُم!!..
له من الثعابين النعومة والرقة وحدهما..

قبلة.. على الهواء!..

القصة بدأت بيننا بسرعة..
تماماً كما يبدأ الإرسال على موجة إذاعية، معدة أصلاً لاستقباله، ومضبوطة المؤشّر سلفاً في اتجاهه..
عرضت عليها أن أوصلها في طريقي فلم تمانع، وفي الطريق تبادلنا حديثاً قصيراً، كأننا نسرق الكلمات، ولم أعرف عنها إلا إسمها، وأنها من أسرة محافظة، وأنها أيضاً شقية الى حد بعيد في حياتها..
ولم أسألها مزيداً من التفاصيل..
كل الذي سألتها عنه، كان موعد الدرس الجديد للبيانو، وعندما توجهت الى بيت زميلي كان طبيعياً أن تجدني هناك!
واعتدنا في البداية أن نلتقي في منزل الصديق، الذي يقيم في الفيللا، فأعزف على البيانو، أو نتبادل حديثاً ودياً فلما تمكن الحب من قلبينا، أصبح محتماً علينا أن نلتقي منفردين!
إن حوار الحب لا يحتمل طرفاً ثالثاً..
ولما كانت تقاليد أسيوط متزمتة، فقد ابتكرنا طريقة جديدة للقاء، كانت تستقل: «عربة حنطور»، مسدلة السقف، تتوقف بها عند باب بيتي، فأغادره الى العربة رأساً، وينطلق بنا الحوذي خارج المدينة، الى حيث الحقول ممتدة حتى الأفق، وفي وسط الحقول، كنا نتوقف، ونغادر العربة الى ظل شجرة، عقدت صداقة مع الفلاح الذي يقيم بجوارها..
كنا نجلس، أنا ولابسة التايور الأبيض، على الأرض ببساطة متناهية، فلا شيء ينسينا الرسميات والشكليات سوى العاطفة المتبادلة، وكان الفلاح الطيّب، يعدّ لنا الشاي، ولا يجد كوباً، فيفرغه في كوز من الصفيح.. لنتبادل الشرب منه!..
رشفة.. رشفة..
كنت أشرب من نفس المكان، الذي تترك عليه شفتاها بعضاً من طلائهما!.. فأشعر كأني أقبلها.. قبلة طويلة، دافئة.. ولكنها قبلة بريئة!.

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

شكرا غاليتي نور عالموضوع الجميل

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

sirine كتب:: شكرا غاليتي نور عالموضوع الجميل

شكرا لمرورك ياغالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

مقال جميل وراائع
والحوار مع الفنان كمال الشناوي جميل جدااا

سلمت يداكي نور على هذا الموضوع
تحيااتي

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

فاطمه

فاطمه كتب:: مقال جميل وراائع
والحوار مع الفنان كمال الشناوي جميل جدااا

سلمت يداكي نور على هذا الموضوع
تحيااتي

اسعدني مرورك ياغالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

* إقترحت عليّ حبيبتي مشواراً الى «بور سعيد»!
* وهي التي طلبت أن نقيم في جناح واحد في الفندق!
* اتهمتني بالخيانة.. فسارعت فوراً الى طلب يدها!

كل مسافر يريد عادة لرحلته أن تنتهي... إلا أنا.
عندما ركبنا قطار الصعيد، الذي يتحرك من أسيوط بعد منتصف الليل، أنا وحبيبتي ذات التايور الأبيض، كنت أتمنى لو أن «ركنة» القطار في كل محطة طالت دهراً، وكنت أتمنى أيضاً لو أن العربة التي نستقلها خففت من سرعتها، حتى لا نصل، إلا بعد مدة طويلة.. طويلة.
كنا نجلس على مقعدين وثيرين، من الجلد، رأسها يجاور رأسي، فإذا ما استبدت بها غفوة قصيرة، مالت كتفها لتستقر على كتفي!..
في الحب، كل عناق له متعته، حتى عناق الكتف للكتف، حتى عناق خصلة شعر تدلت لجبين تلهف ليوسدها حنانه..
وتداعت الى الذاكرة أغنية عبد الوهاب الشهيرة: «يا وابور قوللي رايح على فين».. بل مقطع معين منها، كان يتكرر مع صوت العجلات فوق القضبان، كأنها الإيقاع مع الكلمات: «قربت غريب.. وبعدت قريب.. وجمعت حبيب على شمل حبيب»!..
فعلاً، القطار جمع حبيباً على شمل حبيب!..
أثناء الرحلة، وحبيبتي تركن رأسها على كتفي، في وجل، وحذر كان هناك خاطر واحد يملأ رأسي:
- متى أفاتحها في الزواج.. وكيف؟..
إنتهيت الى هذا القرار، بعد أن خلوت لنفسي طويلاً قبل السفر، تماماً كما يختلي القاضي بهيئة المحلّفين، قبل إصدار حكم هام في قضية كبرى، مع اختلاف: هو أنني كنت القاضي وهيئة المداولة معاً!..
وجاء الحكم لصالحها...
صدر بإجماع العقل والقلب معاً..
وبلا أية معارضة من أي منهما.

«بور سعيد».. تنادينا!..

وفجأة، رفعت رأسها، واكتسى وجهها كله بابتسامة ملاك، وقالت:
• كمال.. ما رأيك في مدينة «بور سعيد»؟..
وقلت:
- لم أرها من قبل.
فعادت تقول:
• إذن نزورها معاً. نقضي فيها بضعة أيام بعيداً عن ضجيج العاصمة..
ووافقتُ على الاقتراح، كنت مستعداً لأن أوافق على أي رأي تبديه، وعلى أية فكرة تسوقها، طالما نحن لا نفترق وسألتها:
- ومتى نسافر اليها؟
وقالت كمن درس الاقتراح بكافة تفاصيله سلفاً:
• اليوم.. اذهب الى بيت أسرتي لأستأذنهم، وتنتظرني أنت في المحطة، فلن أغيب أكثر من ساعة!..
وأمسكت يدها، ونظرت حولي لأجد الركاب نياماً، ورفعت كفها الى فمي، لأقبل كل إصبع من يدها على حدة!..
الوقت أصبح ثقيلاً!..

كنت سعيداً، سعيداً جداً، لذا ما إن ركبتْ سيارة أجرة، لتقلّها الى بيتها، حتى بدأت أحسب الوقت، في انتظار عودتها، جلست في مقصف محطة مصر، في واجهة المكان، بحيث تكون عيني على كل داخل من الباب، واشتريت جرائد الصباح، ونشرتها أمام عينيّ، دون أن أركّز على الحروف، فقد كان عقلي غائباً، شارداً، كان عقلي معها وليس معي!..
وبقدر ما بدت لي الرحلة قصيرة، بالرغم من طولها، بقدر ما بدا لي الانتظار قاسياً، خيّل اليّ أن الساعة الكبيرة في صدر المقصف تعاندني، ويأبى عقرباها التحرك، كأنهما طفلان يحرنان، ويرفضان السير الى المدرسة!!..
أصبح للوقت ثقل..
أصبحت الدقائق بطول السنين!..
وأخيراً ظهر البدر في السماء المظلمة!.. أخيراً أهلت.. وقد غيّرت ثوبها، وارتدت ذلك التايور الأبيض، الذي خلب لبي في أول لقاء. وبدت في عيني عروساً إستبدلت الثوب الأبيض، بتايور بنفس اللون.. لون النقاء!..
تقبل بثوب عرس إذن.. ما أسهل أن أفاتحها في أمر الزواج إذن!.
وكنت أنوي أن أفعل في القطار ولكني فضلت أن يتم ذلك في «بور سعيد»، حتى أدمغ مدينة أزورها لأول مرة، بخاتم هناء، أظل أذكره العمر كله!..

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

شكرا يا غالية عالموضوع الجميل

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة

كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة