كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة

شكرا يا غالية على متابعة موضوعك الجميل و المميز

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

متميزة نور الحبيبة كالعادة بمواضيعك تسلم ايدك

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

شكرا لمروركم ياغالييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

مثلت مع ليلى فوزي فيلماًاسمه «حلاوة»!
* وعدني عزيز عثمان بتركيب تلفون في شقتي الجديدة
*ثم أخذني الى عائمةخسرت فيها كل ما أملك!

إنتقلت الى شقتي الجديدة، الى العش الصغير، الذي اخترت له الأزرق بدرجاته، لوناً أساسياً.. ولم أكن في العش وحدي، فليس هناك أمرّ من الوحدة، بالنسبة لمن اعتاد صحبة الناس، وألفة الناس، وحب الناس.. ولكن الإنسان قد يستبدل، في ظروف معينة، وكنت في مثل هذه الظروف، أريد أن أكون وحدي، ولا أريد أن أكون وحيداً، لذا اخترت: «جميلة وسمير»، ليشاركا في الشقة المطلة على حديقة قصر محمد علي!..
وجميلة، كانت قطة من أصل سيامي، عيناها زرقاوان ولونهما رمادي ضارب الى البني، وقوائمها الأربع بنية، كأنها تلبس قفازاً في يديها، وحذاء في قدميها بنفس اللون.
أما سمير، فكان ذكراً من عصافير الحب، تندرج في ريشاته الصغيرة الألوان المختلفة، كأنها البقع اللونية، على «باليتة» الرسم!..
الإثنان بددا وحشتي..
وحاولت أن أنقل اليهما بعض صفات الآدميين، أن أعلمهما الحب، وأن أنسيهما عداء متأصلاً بين: القطط، والعصافير!..
وأمكنني، بعد مجهود شاق، وبعد فترة تدريب غير قصيرة، أن أعقد معاهدة الحب، بين: جميلة، وسمير!..
كنت أفتح القفص لسمير، فيطير في أرجاء الغرفة، ويحط الى جانب جميلة، التي كانت تنظر اليّ بحذر، واليه بود مصطنع، ثم لا تؤذيه، ومع الأيام، تحولت المجاملة بين الاثنين، الى ودّ حقيقي، فكانت جميلة تداعب سمير، الذي يحطّ على ظهرها!..
عملية تعويض نفسي بلا شك.. هذا ما كنت أبحث عنه، وهذا ما حققته بين القطة والعصفور، بعد أن فشلت في أن أحققه مع عصفوري الأخير!..

وتركني.. وطار!
وكان من عادة «سمير»، إذا أنا فتحت له باب القفص، أن يحطّ على إصبعي في ألفة، فأقرّبه من وجهي، أصفر له ويردّ على الصفير، ثم يروح ينقر في شعيرات: شاربي.. كانت هذه هي هوايته المفضلة!..
ولكن، هل يحرم الحب، الحق في الحرية؟.. لا، حتى لو كان الذي حُرم الحق في الحرية.. طائر!..
فقد أخرجت الدرج الصغير، الذي أضع فيه الحب لـ«سمير»، لأنظّفه وأستبدل الطعام بآخر جديد، ولم يخطر لي ببال، أن العصفور قد يتسلّل من الفرجة الصغيرة، مكان الدرج، وعندما عدت الى الغرفة، وجدت «سمير».. فوق القفص، أمام النافذة المفتوحة!..
وأسقط في يدي؟..
كنت أطلقه في الغرفة، هذا صحيح، ولكني كنت أحرص على أن أغلق النوافذ، وكانت هي المرة الأولى التي أضعه فيها، أو أضع نفسي في امتحان، في مجال مفاضلة بين حب سمير لي.. وحبه لحريته؟!..
ورحت أصفر له كالعادة، وأرفع إصبعي لعله يحطّ عليه كالمعتاد، ولكنه نظر الى إصبعي، والى حافة النافذة، وآثر أن يحطّ على الأخيرة!..
وبذلت قصار جهدي كي أجتذبه اليّ، ولكنه بعد فترة، راح ينظر الى: حديقة قصر محمد علي، كأنه لمح بين أغصان أشجارها العالية، من تصلح لأن تكون: وليفة!..
وطار «سمير»!..
وما ان اقترب من الحديقة، حتى اندفع نحوه غرابان أسودان، إنقضا عليه!!
قتلاه، قبل أن ينعم بالحب..
وبكيت.. بكيت فعلاً، من قلبي.. وبحرقة.
ترى، هل كنت أبكي: «سمير» وحده؟!..
أم كنت أنتهزها فرصة لأخلّص عيني من دموع طال احتباسها، ولم أجرؤ على ذرفها في حينها!..

أنا.. وحلاوة

وذات صباح، حمل اليّ «الريجيسير»، وهو الشخص المكلف بالاتصال بالفنانين، من قبل المنتجين والمخرجين، أمراً بالتوجه الى مكتب أفلام: «عزيز عثمان»..
وكان عزيز هو المطرب الذي اشتهر بأداء كوميدي، وبصوت من لون خاص، زوجاً في تلك الفترة، للزميلة العزيزة: ليلى فوزي، وأسس شركة للإنتاج السينمائي، شرعت في إنتاج فيلم بعنوان «حلاوة»..
وكانت ليلى فوزي بالطبع هي: «حلاوة»!..
والشهادة، أنها كانت آخر حلاوة، فهي من أجمل وأرقّ الفنانات اللواتي ظهرن على الشاشة..
وعرض عليّ عزيز عثمان، دور البطولة، فاقتنعت بالقصة، واتفقنا على الأجر، ودفع لي عربوناً مائة جنيه، وقال لي:
• سوف أتصل بك تليفونياً لنحدد لقاء جديداً مع المخرج..
وقلت بدوري:
ليس في شقتي تليفون؟..
فتساءل بدهشة:
• نجم مشهور زيك، وما عندوش تليفون، إزاي ده؟.. طيب بلاش عشان الشغل.. المعجبات يعملوا إيه؟..
وعلقت ضاحكاً:
- قسمتي كده.
وقاطعني قائلاً:
• ما فيش حاجة إسمها قسمتي.. بكره تروح معايا لوزير الاتصالات، وتركب تليفون على طول.
وارتحت للعرض، فقد كان عزيز عثمان، رحمه الله، صديقاً لأغلب الوزراء، وكبار رجال الدولة، وحين صممت على الانصراف، سألني عما إذا كنت أملك سيارة، وهذه المرة كان الجواب: أيوه.. عندي!.. ورجاني عزيز أن أوصله في طريقي، الى عائمة على النيل، كان ينتظره فيها بعض الأصدقاء..
وتوقفت بسيارتي «اللانشيا» في انتظار أن يهبط منها الى العائمة، ولكنه قال لي:
• إنت وراك حاجة؟..
- لا..
• طيب، تعال معايا، حعرفك على أصدقاء كويسين..
وترددت قليلاً، ثم لبيت الدعوة..

مذكرات النجم الراحل كمال الشناوي كما رواها بنفسه

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك يا غالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

مشكورة نور الغالية لمتابعتك الموضوع القيم عن كمال الشناوي تسلم ايدك

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

شكرا حبيبتي نور على موضوعك المميز يا غاليه

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ابتسام كرموسه

نورتو صفحتي ياغالييييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

lor=red]]* فريد الأطرش أفرغني في قالب الشرير!
* وسألوني في المغرب:لماذا كنت شريراً مع فريد؟
* ملكة جمال يحبها فريد، ولكنها طلبت مراقصتي!

قديماً، كانت في مصر شخصية معروفة هي شخصية: «الشيخ أبو العيون»!..
والشيخ أبو العيون، كان رجل دين فاضل، لا يقرّ ظهور المرأة على الشاطئ بالمايوه، فكان يحمل بيده عصا غليظة، ويتجول بين الشواطئ، فإذا ما رأى إمرأة في مظهر فاضح، هددها... بعصاه!..
أسموه: عدو «المايوه»!..
أنا بعد تجربتي الأولى مع اللعب، حملت لقب: عدو «البوكر»!..
والسبب أنني أدركت ما يتسببه الورق من: مصائب، وخسائر، فرحت أنادي بإلغاء لعب الورق في سهرات الزملاء، واستبداله بمناقشات فنية، أو إجتماعية، واقتنع، أغلب الأصدقاء بوجهة نظري، حتى الصديق العزيز فريد الأطرش، الذي كان يحب اللعب، ويتخذ منه هواية، ووسيلة تسلية، قد تذهب الى أبعد من هذا، في بعض الحالات!..
واقترحت على فريد، أن نعقد عنده ندوة فنية، فرحب بالاقتراح، وبدأ بأن أسمعنا مجموعة أغنيات، كان قد أعدها لفيلم جديد، تشاركه بطولته، نور الهدى..
وجامله الحاضرون جميعاً، فلما جاء دوري قلت له:
• بصراحة يا فريد.. فيه بعض الألحان، يخيل اليّ أنني سمعتها قبل كده؟!..
وغضب وقال:
- آدي آخرة الندوات.. يللا يا جماعة نتسلى بشوية: «كونكان»!..
وانفضّت الندوة..
وبقيت وحدي..
وانصرف الجميع الى اللعب..

الشرير.. لأول مرة!..

وقد ظل فريد لفترة، يقاطعني، ثم إذا به يتصل بي ذات مرة مساء، ويقول:
- انت فين يا «كمولة» من زمان؟..
وحاولت أن أعتذر قائلاً:
• أصلي..
فقاطعني قائلاً..
- لا أصل ولا فصل، مستنيك: الليلة دي..
وذهبت اليه في بيته، فإذا به يستقبلني بحرارة، ويقول لي: إنه اختارني لأشاركه بطولة فيلم جديد، يخرجه لحسابه بركان، هو فيلم«رسالة غرام»، وسعدت بذلك، لأن فريد لم يسرّها في نفسه، وهو أبداً لم يفعل، لأن قلبه كان مثل الحليب، سريع الغليان والفوران.. ولكنه أبيض..
وكان الدور الذي عرضه عليّ، جديداً، بالنسبة لي، فقد كان دور الشرير، أو العذول، الذي يفرّق بين البطل والبطلة، وقد توقّع فريد أن أعتذر عن الدور، بعد أن ألف الناس قيامي بأدوار العاشق المرح، الطيب، ولكنني وافقت لأن الدور أعجبني، ولأنني ضد التجمّد في إطار معين..
وأغلب الزملاء، حتى الذين تخصصوا في أدوار الشر، يخشون على أنفسهم، من تغيّر نظرة الجماهير اليهم، لذا يضيفون الى الدور لمسات كوميدية، مثل: فريد شوقي، الذي يستعمل عبارة: «وشرف أمي!..» فيكسر حدة الموقف، ويجعل الناس يضحكون، أو مثل: توفيق الدقن الذي اشتهر بلازمة: «آلو... يا همبكة»!..
أنا قررت أن أكسر القاعدة..
أن أقدّم دور الشرير بصورة الشر الخالص، وكانت هذه: «نقلة» كبرى، الفضل فيها لفريد الأطرش، وهو النهج الذي سرت عليه، عندما قدّمت شخصية: «عباس أبو الدهب»، في فيلم: «المرأة المجهولة»، فكان من أقوى أدواري.. إن لم يكن: أقواها!..

حلاليتو!..

ولكن البعض لم يتقبّل هذا ببساطة، خاصة في فيلم فريد، الذي يتمتع بشعبية كبرى، في شمال أفريقيا، واكتشفت ذلك، عندما زرت المغرب، بعد عرض الفيلم بقليل، فإذا بالاستقبال يأتي فاتراً نوعاً ما، وعلى غير ما اعتدت في زيارات سابقة، وعندما حاولت الوقوف على السبب، فوجئت بمن يقول لي:
- كيف تجرؤ على ارتكاب هذا الذنب الشنيع يا «حلاليتو»؟..
واستفسرت عن الذنب، فإذا بي أكتشف أن سلب فريد الأطرش حبيبته جريمة، لا تغتفر حتى لو كانت تمثيلاً!..
واعتذر «حلاليتو» الذي هو أنا..
وإسم «حلاليتو»، أطلقه عليّ الصديق الأستاذ زكي طليمات، وهو يقصد به «الحليوة» كما يقول العامة، وهي تسمية لم أرحب بها، ولكنها التصقت بذاكرة بعض المشاهدين، لفترة من الزمن.
فريد الأطرش صديق لا يمكن أن يُنسى.. فقد كان طيب القلب، كريماً، سريع الغضب.. وأيضاً سريع الرضا!..
ولي معه مغامرة لا تنسى..
مغامرة في باريس..
في أول زيارة لي لعاصمة النور والجمال..

صوت فريد هو الاطمئنان!..

باريس كانت دائماً تستهويني.. تناديني.. ولا أصمّ أذنيّ عن ندائها، فقد كنت أنتظر الفرصة المؤاتية، كي تكون التلبية أطول، وأمتع!..
وانتهزت فرصة إجازة طويلة نوعاً ما، فترة ما بين فيلم انتهى، وفيلم لم يبدأ بعد، لأطير الى فرنسا، وكان ذلك في سبتمبر «أيلول» 1955..
وغرقت في: «اللوفر»..
لا، ليس في العبارة خطأ، فأنا لم أغرق في نهر «السين»، وإنما غرقت في «اللوفر»، أعظم متاحف العالم، فقد نسيت بمجرد اجتياز بوابة مطار «أورلي»، كل ما أعددت له العدة، من معالم باريس، وتذكرت «اللوفر»، وبين أجنحته أمضيت الساعات الطويلة، وأكاد، بعينين جائعتين، هما عينا الرسام، أن التهم لوحات: «ماتيس»، و«رنوار»، و«فان غوغ»، وعشرات من عمالقة الفن، وكنت أقف أمام كل لوحة مشدوداً!.. مشدوهاً!.. أكاد، لا أصدق ما أرى من إبداع فني!..
وتذكرت أمام اللوحات، خاصة «البورتريهات»، ومنها تحفة «ليوناردو دافنتشي»، وهي «الجوكوندا» أو «الموناليزا»، تذكرت الأيام الأولى الذهبية، لعملي كرسام، وعادت الى عيني، صورة «زينب»، الموديل العارية، التي وشت بحبها نظراتها.. و«زكية»، بائعة الفول، السمراء.. التي انحرفت؟!..
وبعد «اللوفر».. كان يجب أن أبحث عن صديق، زميل، فليس هناك ما هو أقسى من الإحساس بالوحدة، حتى لو كنت في باريس، وتذكرت أن من عادة الصديق: فريد الأطرش، أن يقيم إذا ما زار عاصمة النور في الفندق الكبير، أو «غراند أوتيل»، الذي يتوسط ميدان الأوبرا، ويعلو أشهر مقهى فرنسي: «كافيه دو لا بيه»!.
واتصلت بالفندق، وأنا أكاد أرجّح أنه غير موجود، ولكن عامل التليفون، أجاب على تساؤلي بعبارة مهذبة:
- تريد: «سيد أطرش»، ثانية واحدة من فضلك..
وحمل اليّ صوت فريد، الطمأنينة والحب، وبدّد شعور الوحشة بداخلي!؟..

سوف تسهر معي الليلة

وقبل أن يسألني فريد متى وصلت، وكيف اهتديت اليه، قال بسعادة:
- أين تقيم؟..
وذكرت له إسم الفندق، الذي أرشدوني اليه في المطار، فقال لي:
- اتركه على الفور، واحمل حقائبك، وتعال فسوف أحجز لك هنا..
ونفّذت ما طلبه فريد، وتوجهت الى: «غراند أوتيل»، لأجد حفاوة في استقبالي، ففريد لم يكن نزيلاً عادياً، كان أقرب الى الأمراء!..
وعانقني فريد بحرارة، وقالي لي:
- إذهب الى غرفتك، ونم قليلاً، ثم خذ حماماً، فأمامنا: سهرة طويلة!..
وسألته:
• هكذا، من أول ليلة؟..
وابتسم وقال:
- أنا أسهر كل ليلة..
ولم يكن فريد كعادته وحيداً، كانت معه باقة صغيرة من أجمل النساء، بل كانت معه أجمل إمرأة رأيتها في باريس، وكانت قد اختيرت فعلاً ملكة للجمال، قبل شهور!.. كما كانت معه عارضة أزياء مصرية، اسمها: «صوفي» من الجيل الأبهى لعارضات الأزياء، الذي كان يضم: انتيغون»، و«ليليان»، وغيرهما..
وقدّم اليّ فريد الملكة، ملكة الجمال، قائلاً:
- «كلودين»..
كما قدّمني اليها، بعد أن وصفني بعبارة رقيقة، ثم غمز لي بطرف عينه..
وترجمت الغمزة، على أنها إشارة، بأن الملكة محجوزة!..
محجوزة لقلبه بالطبع[/size]..

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

شكرا غاليتي نور على متابعة الموضوع الشيق

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

تسلم ايدك نور الغاليه

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ابتسام كرموسه

شكرا لمروركم ياغاليييييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

*ملكة الجمال أخذتني الى سهرة باريسيّة في الرابعة صباحاً..
*بكت الملكة على كتفي
لأنها تذكرت حبّها الأول!
*أغلق فريد الأطرش التليفون بعصبيّة عندما عرف أن حبيبته عندي

قلب الصديق العزيز الراحل فريد الأطرش - كما قلت - مثل الحليب، يفور بسرعة، ويهدأ بسرعة أيضاً، ويبقى أبيض في الحالتين، وفي باريس، في أولى زياراتي لها، اختلفنا: أنا وفريد.. اختلفنا بسبب ملكة الجمال: «كلودين»..
راقصت كلودين، في السهرة التي دعاني اليها فريد، في الملهى الليلي الأنيق، ولم أكن لأراقصها احتراماً لصداقتي له، لولا أن همست في أذني عارضة الأزياء، التي هاجرت من مصر: «صوفي»، بأن الواجب يحتّم عليّ أن أفعل..
وأنا قادر على التفاهم بالإنكليزية بسهولة، ولكنّي أتعثر إذا ما تكلمت الفرنسية، أفهم ما يقال لي، ولكن الكلمات تتباطأ على لساني عندما أهمّ بالرد، لذا لم أتبادل مع: كلودين سوى عبارات قليلة جداً أثناء الرقص، كما أنني لم أضمها اليّ، حتى بالقدر الذي تحتّمه رقصة: «التانغو» مثلاً، مراعاة لصديقي الذي هو، كما فهمت الموقف.. صديقها!..
وانتهت السهرة، وكانت جميلة، ممتعة، لا تُنسى..
وخرجنا لنركب سيارة فاخرة، يقودها فريد بنفسه..
وجلس الصديق الراحل، أمام عجلة القيادة، والى جواره «كلودين»، في حين احتللت المقعد الخلفي، ومعي «صوفي»..
وبالرغم من أن الساعة كانت قد تجاوزت الرابعة صباحاً، إلا أن المدينة بدت، وكأنها تستيقظ للحظتها، وليس كأنها لم تنم بعد!.. وأطلت «كلودين» من نافذة السيارة، وملأت رئتيها بنسمات الفجر، ثم قالت:
• لا أريد العودة الآن..
ودهش فريد وسألها:
- ماذا تريدين إذن؟
وأجابت ببساطة:
• أن أكمل السهرة..
وعاد فريد يقول بعناد:
- ولكن السهرة انتهت..
وضحكت وقالت:
• بل هي لم تبدأ بعد..
وقال صديقي، محاولاً إنهاء جدل قد يطول:
- أنا متعب، وأريد أن أستريح.
وقالت ملكة الجمال ببساطة:
• إذا كنت متعباً فسوف أكمل السهرة مع.. كمال!؟..

دعوة.. بالإحراج..

وسكتنا جميعاً، فقد فجّرت ملكة الجمال قنبلة غير متوقعة، ولزمت أنا الصمت التام، فاستدارت كلودين نحوي وقالت:
• أتقبل صحبتي؟.
وأجبت على الفور، ومن قبيل المجاملة:
- هذا شرف لي..
وضحكت عالياً وقالت:
• إذن سأمنحك هذا الشرف، أرجوك يا فريد أن توصلنا الى حيث نكمل سهرتنا: أنا وكمال!؟..
وأعطت فريد، عنوان محل لا أذكره، فدار بالسيارة بعصبية، واتجه صوب الناحية التي يقع فيها المحل، وقبل أن نغادر السيارة قلت لفريد بالعربية:
• ما تغيّر رأيك، وتيجي معنا؟..
وقال بعناد:
- لا.. إنت معاك فلوس؟
ورددت:
• طبعاً.. معي ما يكفي!.
وما إن دخلت ملكة الجمال المكان، حتى سارع خادم من بلد مشرقي، يرحب بها، ويحييني بحرارة، بعد أن عرف شخصيتي، ثم اتجه بنا الى مائدة معينة، في زاوية هادئة، يبدو أن رفيقتي اعتادت الجلوس اليها..
وما أن جلسنا، حتى ركنت ملكة الجمال رأسها على كتفي، ثم أرخت لدموعها العنان!!..
بكت «كلودين»..
بكت بحرقة..
بكت بصوت، كادت تلفت الأنظار به!!..
واستقبلت دموعها بالطريقة المثلى.. لذت بالصمت حتى انتهت النوبة، وبدأت أجفف لها دموعها بمنديلي!..
وقالت لي، ونظراتها تتسلل، من بحيرة الدموع:
- اعذرني، فلي في هذا المكان، ذكريات حب.. أكبر حب!!..
واقترحت عليها، أن تهرب من موطن الذكريات الأليمة، وأن نغادر المكان الى.. آخر، ووافقت على الفور!؟..

قصة الحبيب.. الغادر!..

في المكان الجديد، استردت «كلودين» هدوءها، وروت لي قصتها، فقالت إنها، وإن توّجت ملكة جمال في باريس، إلا أنها أصلاً من الريف!.. ولبنات الريف تقاليد، تشبه تقاليد بنات الشرق، فهن مخلصات، وفيات الى المنتهى إذا ما أحببن، وكان لها حبيب، أعطته بسخاء!.. أعطته كل شيء، ولكنه خانها.. وهي ملكة الجمال!؟.. مع صديقة دونها كثيراً!.. فكان ºأن هجرته، ولكنها.. لم تنسه!..
وبدأت تشرب، تشرب بإفراط.. أما أنا فتأنيت جداً، حتى لا أفقد اتزاني!.. أو يفلت مني الموقف، أمام ضيفة أنا غريب في وطنها..
واقتنعت أخيراً، بأن تترك الكأس من يدها، ووافقت على أن ننصرف..
وقلت لها: ونحن ننتظر سيارة تاكسي:
- أعطني عنوانك، لأوصلك أولاً..
وقالت بإصرار:
• أنت ضيف، وقد تتوه في المدينة، أوصلك أولاً..
وحاولت أن أجد حلاً وسطاً فقلت:
- ولماذا لا نتوجه معاً الى الفندق..
وصاحت:
• ها.. ها.. أنت تقدّم لي العرض، الذي يقدّمه كل رجل؟.. وأنا التي اعتبرتك: مختلفاً!..
وأحسست كأن يدها هوت على وجهي بصفعة، فقلت بما أسعفني به الموقف من كلمات:
- أقسم لك ان غرضي شريف، وإني لم أقل هذا إلا خوفاً عليك من التعب وحدك في السيارة..
ونظرت اليّ ملياً، كأنها تتبيّن صدق كلماتي ثم قالت:
• لا مانع.. دعني أكتشف الأمر بنفسي..
وركبنا السيارة، وقالت للسائق، قبلي:
• خذنا الى: غراند أوتيل..ولم نكن على مسافة بعيدة منه!!.

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك نور لمتابعة الموضوع الجميل

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ابتسام كرموسه

تسلم الايادي غاليتي نور

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

شكرا لمروركم ياغالييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

&* قاطعني فريد الأطرش لأنني صادقت ملكة الجمال!
* ما زالت باريس بالنسبة لي: متحف اللوڤر، و.. كلودين!
* مكالمة تليفونية سمعتهاجعلتني أكره أنور وجدي!

ستيقظت «كلودين» من النوم، قبل أن ينتصف النهار، وراحت تدور بعينيها في الغرفة، كأنها تحاول أن تتبيّن أين هي، ووقعت عيناها عليّ في رقدتي، فابتسمت!..
لم تصدق أن شاة أمضت ليلتها في حظيرة ذئب، دون أن يحاول الذئب افتراسها!.. أو لمجرد المحاولة!
وقامت الى الحمام، فغابت طويلاً، ثم خرجت وهي ترتدي إحدى «بيجاماتي» وتغطي شعرها الذهبي الطويل، بمنشفة، ثم اقتربت مني، على أطراف قدميها، وانحنت فوقي، وقبلتني في جبيني!..
هنا فقط، إكتشفت أنني مستيقظ، فبدأت تدندن بلحن رقصنا عليه طويلاً، في سهرتنا، وقالت لي كلمة واحدة، ضمت مئات المعاني، قالت لي بسعادة:
- شكراً..
واتجهت الى التليفون ثم قالت:
- علام يدعو الأمير الشرقي جاريته على الإفطار..
وقلت معترضاً:
• أنت ملكة ولست جارية!
واتسعت ابتسامتها وقالت:
- المرأة جارية دائماً بالنسبة لمن يعرف كيف يعاملها..
سألتني ملكة الجمال ونحن نتناول إفطاراً خفيفاً، به الكثير من القهوة، حتى تزيل عن رأسها بقايا الخمر:
- متى أراك؟..
وترددت في أن أجيب، وقلت لها:
• فريد الأطرش سأل عنك بالأمس، وغضب عندما عرف أنك تنامين عندي..
وقالت بحزم:
- ليس من حقه أن يغضب، فهو لا يمتلكني!..
ثم قامت، ولبست ثيابها وقالت لي:
- هيا بنا..
وسألتها:
• الى أين؟
فردت ببساطة:
- الى فريد!.

موقف محرج

وتوقعت منها أن تعتذر له ولكنها، ما إن رأته يفتح الباب، بالبيجاما، حتى اندفعت الى الداخل، وراحت تتحدث بسرعة وبانفعال، ولم أفهم من كلماتها إلا أنها تعاقبه بشدة، وتلومه لأنه يعتقد بأن في إمكانه أن يشتريها بالمال أو بالهدايا..
وشحب وجه فريد.. ولم يجب..
ووقفت أنا حائراً، محرجاً، لا أعرف كيف أتصرف، ولا الى أي جانب أنحاز، ولكنني أدركت جيداً، أنها ليست صديقته، هي صديقة ولكنها ليست صديقة خاصة، بالمعنى الشائع!..
وقلت لفريد بالعربية:
• والله ما حصل بيننا حاجة.. كل اللي عملته كان خدمة إنسانية، لأنها أفرطت في الشراب..
ونظر اليّ بسخرية وقال:
- عاوز أصدق اللي بتقوله يا سي كمال؟؟
وعدت أقول بإخلاص:
• مش مهم إنك تصدق.. المهم أني قلت الحقيقة، وأنا حريص عليك، ولا أريد أن أخسرك..
وجذبتني «كلودين» من ذراعي.. وقالت لي:
- هيا بنا يا كمال!

آه.. من الليلة الأخيرة!..

وقاطعني فريد تماماً، واحترمت تصرفه دون الشعور بذنب، فأنا لم أخطئ، لم أخنه، ولم أعتد على حقوقه، وروت لي «كلودين» قصتها معه، فقالت إنها تعرفت عليه منذ عام، وإنه حاول أن يستميلها بكافة الطرق، وكان من الممكن أن تلين، لولا أنها كانت تحب من غدر بها، والعلاقة بينها وبين فريد الأطرش لم تتخط أبداً حدود البراءة!..
وانزاح عني كابوس، فحتى تلك اللحظة كنت أحسب أنها تخدعني، ولكن صديقاً إلتقيته من أصدقاء فريد، أكّد لي صدقها فقد عاتبني لأن «فريد» بذل مجهوداً كبيراً في محاولة الوصول اليها، ثم جئت أنا ببساطة واستوليت عليها، ونلت ما لم ينل!..
وحاولت أن أدافع عن نفسي، ولكن الصديق أبى أن يقتنع، أو هو لم يصدق، أن نجماً اشتهر بإغواء البطلات، يمكن أن تضمه غرفة واحدة بملكة جمال، دون أن يكون الشيطان ثالثهما!..
وضايقني ما سمعت..
وكتبت رسالة الى فريد، قلت له إن اعتزازي به كصديق وكزميل تتضاءل عنده قيمة أية امرأة، حتى لو كانت: ملكة جمال..
ويبدو أن «فريد» قد اقتنع في النهاية، فقد اتصل بي تليفونياً، وقال لي إن سوء التفاهم بيننا زال تماماً..
وبدأنا نلتقي..
ولم أنقطع أيضاً عن مقابلة «كلودين»، ولم يعد فريد يثور أو يغضب. تقبّل الأمر بروح رياضية، أو استسلم لواقع لا يمكن تغييره، وظلت علاقتي بريئة بـ«كلودين». حتى كانت الليلة الأخيرة، وقلت لها في سهرة الوداع: إن «فريد» لم يقتنع أبداً بأن علاقتنا بريئة..
وفيما نحن نهم بالانصراف، قالت لي ملكة الجمال، والدموع تكاد تطفر من عينيها:
- لنذهب الى الفندق..
وسألتها:
• لماذا؟
قالت ببساطة:
- أريد أن أثبت لك إن «فريد» ليس كاذباً!..
وفهمت ما عنت..
وكانت ليلة لا تنسى..
ليلة بألف ليلة من ليالي باريس العادية!..
ولا يزال لباريس عندي نقطتا إرتكاز، أبداً لا تحيدان عن الذاكرة «اللوفر» و«كلودين»..

إسم له رنين.. الذهب

إنهم أبداً لن يعوضوا..
ذلك الجيل من العمالقة، الذي رحل تاركاً في الأرضية الغنية من حولنا فراغاً من الصعب أن يملأ؟!!
وإذا كانت علاقتي بالموسيقار الكبير الراحل، قد تعرضت لفترة قصيرة جداً، لهزة لم تُقلع جذورها لأنها عميقة، عميقة في النفس، منحوتة، غائرة، ومن هنا لن تطمسها السنون، ولن تمحوها عوامل التعرية الزمنية، التي تفشل مع قمم الجبال الصخرية!..
إنه أنور وجدي!
وأنور ليس فناناً عادياً..
بل هو ليس فناناً، إنه ظاهرة فنية مستقلة، فهو مجموعة كفاءات، هو ممثل، ومخرج، ومؤلف، ومنتج، وموزع.. كل هذا معاً، وكل هذا بنجاح، فهو ليس في أيّ من المجالات التي عمل فيها، أضعف من أي مجال آخر، وكأنه ماسة كبرى، متساوية في الأوجه كلها، بريقاً!!..
أنور وجدي..
إنه إسم له رنين خاص، كرنين جنيه من الذهب، فوق قطعة من المرمر!!..
ولأعترف بصراحة أنني بداية كنت أكره: أنوروجدي؟!.
وكان هو الذي غرس في نفسي هذه الكراهية!.
والقصة تعود الى أيامي الأولى في دنيا الفن، عندما تعاقدت مع حلمي رفلة، على الثلاثة أفلام التالية لفيلمي الأول: «غني حرب»، والتي صورت جميعاً في استديو «توجو مزراحي» في الجيزة..
فقد رفعت سماعة التليفون في الاستديو لأطلب رقماً خاصاً، ولكن يبدو أن أجهزة التيفون في الاستديو، كانت من النوع المتوازي، أي التي تتصل فيها أكثر من آلة بخط واحد، ومن هنا، لا تستطيع استعمال جهاز إلا إذا وضعت سماعة الآخر. ومن هنا أيضاً، يمكنك الاستماع الى مكالمات تتم على نفس الخط، بين اثنين آخرين..
كان الخط مشغولاً بمكالمة أخرى، لذا هممت بأن أعيد السماعة الى مكانها، إلا أن كلمات منها تطايرت، جعلتني أستبقي السماعة على أذني للحظات..
على طرف الاستديو كان هناك المخرج حلمي رفلة، فصوته واضح، وحديثه لا تخطئه أذن..
أما المتحدث من الخارج، فكان إنساناً يتحدث بعصبية شديدة، ويقول بعتاب:
- ثلاثة أفلام مرة واحدة يا حلمي.. ليه.. واحنا رحنا فين؟..
وقبل أن يرد حلمي، اندفع الصوت قائلاً، بما يشبه الثورة:
- طيب ادي له فيلم.. وأنا فيلم، تجيبوهم من الشارع، وتعملوهم نجوم علينا..
وقاطعه حلمي قائلاً:
- بس ده مش من الشارع.. ده مدرس متخرج من معهد التربية، ثم إنه ممثل كويس!..
وأدركت أن الحديث يدور حولي، وأن المعترض بلا شك زميل، ولم يكن في وسعي أن أحدده بالضبط، حتى قال له حلمي رفلة، في محاولة تهدئة:
- خلاص يا أنور، هات موضوع كويس من موضوعاتك، وأنا مستعد انتجه!..
إنه أنور وجدي إذن..
ووضعت السماعة بهدوء، كأنني أخشى أن يسمعا صوت غضبي المكتوم.
وشعرت أنني أكره: أنور وجدي..
أكرهه دون أن ألتقي به..
أكرهه من كل قلبي! ..

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

متيمة بشادية

تسلم الايادي غاليتي نور

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

تسلم ايدك متيمه

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ابتسام كرموسه

**** حاولت بلا جدوى أن أهرب من أنور وجدي!
**** لم أجد حسن الإمام فهربت من باب الاستديو الخلفي!
**** أحلى أغاني شادية كانت في فيلمنا «ليلة الحنّة»!

المثل الشعبي ليس مجرد قول يتضمن حكمة، إنه عادة محصلة التجارب العديدة. ولذا قلما تجد مثلاً لا يصدق في أغلب الأحيان، في أغلب تطبيقاته الحياتية، ومن هذه الأمثال واحد يقول:
«ما محبة إلا بعد عداوة»..
أي أن الحب يجيء بعد العداء، أو الكراهية، تماماً كما يجيء نور الشمس، بعد ظلام ليلة طويلة.
وأنا في البداية كرهت: أنور وجدي، ولم تكن الكراهية صادرة عني، بل كانت ردة فعل طبيعياً لكراهيته لي ومحاربته لي، فقد سمعته عن طريق الخطأ، يؤنّب حلمي رفلة، لأنه تعاقد معي على بطولة ثلاثة أفلام.. ويصفني بأني قادم من الشارع الى السينما!..
كراهيتي هنا، كانت درعاً أصون بها نفسي، ولكنها سرعان ما تبددت وذابت، كأنها شمعة تُركت سهواً فوق سطح مدفأة!..
ولكنها لم تتبدّد بسهولة.
ذات صباح، حمل اليّ «الريجيسير» أمر استدعاء من أنور وجدي، ودهشت وأنا أقرأ في الورقة أن الإنسان الذي شتمني، يستدعيني للأهمية فطويت الورقة ولم أذهب..
ومرّ يومان، وجاءني «أوردر» آخر، ولم يكن حظ الأول أحسن عندي من الأخير، فقد أهملت الأمر الثاني أيضاً!! ولم أكلّف نفسي حتى عناء الإعتذار؟!
واتصل بي حلمي رفلة وقال معاتباً:
• لماذا لم تذهب الى أنور؟..
ورددت:
- آسف، فقد كنت.. مشغولاً!..
ولم أقل له: إني لا أريد أن أذهب الى المصيدة بقدميّ!..

موعد.. بالإكراه

كنت مقتنعاً كل الاقتناع بأن أنور وجدي يعتبرني منافساً له، وهو الذي احتكر أدوار «الجان بريمييه» أو «الفتى الأول»، في أغلب الأفلام، لسنوات طويلة، وأنه من أجل تنحيتي، لن يعدم - وهو الشديد الذكاء - طريقة للإساءة اليّ فنياً، ولن يعجز عن تدميري، فكيف أسعى اليه ليحقق خطته!!
هذه كانت الدوافع، التي جعلتني أصم أذني عن كل نداء وجّهه اليّ، وقد ظللت على موقعي، حتى التقيت به مصادفة في استديو الأهرام، فقال لي مداعباً:
• إنت بتهرب مني ليه يا جدع إنت؟... بترفض تيجي لي في حين أي فنان بيتمنى أشاور له مجرد إشارة؟!.. عندي لك رواية حلوة جداً.. أنا مستنيك بكره «إيه رأيك حتيجي.. ولاّ حتهرب زي العادة؟..
وقلت محرجاً:
- لا سأحضر إن شاء الله..
وما كاد ينصرف، حتى قفز بداخلي سؤال:
إذا كانت الرواية جيدة كما يقول، فلماذا لا يمثّلها هو؟ ولكن، لما كنت وعدته بأن أذهب اليه، فقد وفيت بوعدي!
وتوجهت في اليوم التالي، الى مقر شركته «الأفلام المتحدة» فرحب بي جداً؟!..

حسن الإمام.. معي!

وبذكائه الشديد الذي اشتهر به، بدأ بالرد على السؤال الذي لم أجد له جواباً، قال إنه كان من الممكن أن يقوم ببطولة القصة الجديدة قبل عشرة أعوام، أما اليوم فهو لا يصلح لها من ناحية السن والشكل، وأنه لهذا السبب رشحني لبطولة الفيلم، لأني في نظره أنسب من يقوم بالدور!..
وترددت في قبول العرض، فسألني سؤالاً مباشراً:
• بصراحة كده، إنت مش عاوز تتعاون معي ليه؟
وتشجّعت وقلت:
- ما دمت تريد الصراحة، فأنا خائف من التعاون معك، فأنا مفروض أنني منافس لك.. وقد تلحق بي ضرراً، ولا تقدّمني في الصورة اللائقة؟!
وضحك أنور عالياً، ثم قال:
• بقى كده.. خايف على نفسك، طيب وأنا مش خايف على فلوسي.. إنت ناسي اني المنتج؟.. بلاش فلوسي، مش خايف على سمعة أفلامي في السوق؟..
ثم أضاف:
• على العموم، مش أنا اللي حخرج الفيلم، ده حسن الإمام، وما تتسرعش في الرفض أو القبول، خذ السيناريو واقرأه، وبعدين قول رأيك!..

قصة من نوع جديد

وأغلب أفلامي السابقة كانت مفرغة في قالب واحد تقريباً، وإن اختلفت ملامحها، فهي في الغالب روايات كوميدية تعتمد على الصدف في مجريات أحداثها الرئيسية، أما القصة التي قدّمها اليّ أنور، فكانت مختلفة تماماً: رواية أساسها الدراما..
فبطل فيلم: «ليلة الحنّة» طالب شقي، تسبب في حادث سيارة في شارع خيرت، وأصيب في الحادث مما تطلّب نقله الى بيت قريب لإسعافه، وفي رعاية أسرة عبد الفتاح القصري عاش أياماً من العذاب والمتعة معاً، فقد أعجب بابنة صاحب البيت «شادية» ومن هنا عمل على أن يمدّد فترة إقامته ما استطاع..
ومالت اليه الفتاة بدورها، أحبته بكل نبضة في قلبها البكر، وانخدعت بوعوده، فاستسلمت له، وهنا فقط، غادر البيت، وتنكّر لها، فقد كان يخشى غضبة أبيه الباشا سراج منير، إن هو تزوج فتاة دونه في المستوى!
الشخصية استهوتني والحنين الى شارع خيرت، مسقط أحلامي كلها، وموطني الأول، دفعاني الى قبول الرواية مبدئياً..
ووقّعنا العقد.
واشترطت أن يذكر ضمن بنوده أن حسن الإمام هو المخرج، وكان قد عرض من إخراجه فيلم حقق إيرادات كبيرة ونجاحاً شهد به الجميع، هو: «ملائكة في جهنم»!..
وبدأ التصوير في استديو ناصيبيان..
وعملنا يوماً، واثنين، وفي الثالث توجهت الى البلاتوه، فلم أجد حسن الإمام، ورأيت أنور وجدي يقف مع المصوّر يتدارس معه زوايا الكاميرات!!
وهمست لنفسي:
• لقد بدأ ينفّذ الخطة إذن، تخلص من حسن لينفرد بي!؟
ومن الباب الخلفي لاستديو ناصيبيان تسللت، وركبت أول سيارة أجرة، وعدت الى.. بيتي!!..
وبحثوا عني في كل مكان؟..
ولكنهم لم يجدوا إلا سيارتي وحدها، مركونة أمام الباب الرئيسي للاستديو؟!..

مشهد أبداً لا أنساه

وذهبت الى حسن الإمام، فوجدته ثائراً للغاية، لأن تصرف أنور، ألحق بسمعته الفنية ضرراً بالغاً، ووعدت حسن بألاّ أعود الى البلاتوه إلا إذا كان هو المخرج. ووسّط أنور وجدي المخرجين: حلمي رفلة، وكامل التلمساني، وكمال الشيخ، لإنهاء الخلاف، بعد أن تعطّل العمل لمدة أيام، وعقدنا اجتماعاً اشترط فيه الجميع أولاً أن يدفع أنور لحسن الإمام أجره كاملاً ثم استمعت الى وجهة نظر أنور، الذي قال لي بأنه يقدّر حسن الإمام كل التقدير، وإلا لما تعاقد معه، إلا أنه يختلف معه في الإيقاع الذي نفّذ به ما تمّ تصويره، فهو يرى الفيلم بغير هذه النظرة، لذا سوف يكمله بنفسه..
وقال لي محاولاً إدخال الطمأنينة الى نفسي:
- يا سيدي الحاجة اللي ما تعجبكش أثناء التصوير، قل لي بلاش دي يا أنور، وأنا أشيلها!..
وعدت الى الوقوف أمام الكاميرا، وأنا قلق ولكن أنور وجدي بوعيه ودرايته الكبيرة وخبرته أزال من نفسي كل قلق، بل جعلني أرتاح جداً للعمل معه، ليس كزميل، ولكن أيضاً كمخرج!!..
وأنا أعتز جداً بدوري في فيلم «ليلة الحنّة»، بل أعتبر الفيلم نفسه، أحد أقوى الأفلام التي مثّلتها، فقد ضمّ أكبر عدد من أغاني الزميلة الغالية شادية الناجحة، أذكر منها «يا حسن يا خولي الجنينة»، و«غاب عني ليه يا ترى» و«ميزان الحرارة» وغيرها..
واكتشفت من خلال الفيلم سراً من أسرار نجاح أنور وجدي، جماهيرياً، فقد كان قادراً في أفلامه، على أن يمسح دموع المتفرج في أصعب المشاهد، بمنديل الضحكة السريعة!..

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

رااائعة نور الحبيبة بكل مواضيعك تسلم ايدك يا غالية

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

تسلم ايدك نور الغاليه على الموضوع

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ابتسام كرموسه

يعطيكي العافية يا غالية على جهودك بهذا الموضوع

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

شكرا لمروركم ياغاليييين

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

* أخفقت في إزالة الخلاف بين أنور وجدي وليلى مراد!
* كان أنور يريدني أن أكل امامه..ليداوي حرمانه..
* بعد رحيله، أنتجت فيلم «طريق الدموع» وفاءً له!

لجليد ذاب بيننا، تماماً كما يذوب على قمم الجبال العالية، عند حلول الصيف..
أكثر من هذا، أصبحت علاقتي بأنور وجدي علاقة صداقة وإعجاب!.. فقد كان خفيف الظل، ذكياً، قادراً على تحقيق أحلامي الفنية، في أجمل إطار، وليس أدلّ على ذكاء أنور، من الفيلم الثاني الذي مثّلته لحسابه، فقد اختارني بطلاً لرواية، محمد علي باكثير «مسمار جحا»، التي حشد لها مجموعة من الأبطال، أذكر من بينهم المطربة شهرزاد والممثل سراج منير، وعهد بمهمة إخراج الفيلم الى الحاج ابراهيم عمارة.
وشاهد أنور الفيلم بعد انتهاء تصويره، ولم يرض عنه، شعر بأنه لن يحقق النجاح الذي اعتاده لأفلامه، ومن هنا اهتدى الى طريقة ذكية للغاية، تعاقد على عرض الفيلم، في فترة العيد، في إحدى عشرة داراً للسينما في نفس التاريخ!!..
ولم يعرض الفيلم أكثر من أسبوع واحد، في أية واحدة من دور العرض، ولكنه غطى مصاريفه، وبعدها لم أسمع عن الفيلم شيئاً، لم يقدّم في عرض ثان أو ثالث!..
هذا هو ذكاء أنور وجدي، يعرف كيف يتعامل مع الناس، ومتى يتعامل معهم..
ولا أحسب أن منتجاً غيره مهما بلغت به البراعة، قادر على أن يجمع بين ليلى مراد، محمد عبد الوهاب، نجيب الريحاني، سراج منير، محمود المليجي، وهو معهم، في فيلم واحد، كما فعل أنور في «غزل البنات»!!..
وقد شاركت أنور وجدي بطولة فيلم واحد، هو «أمير الانتقام»، المأخوذ عن القصة العالمية: «سجين زندا»، وذلك في النسخة الممصّرة الأحداث - أو المعرّبة - على الأصح، التي أخرجها بركات.
وكنت ألقى منه أثناء العمل كل تعاون وكل حب..

مقلب.. مزدوج!..

وافترقنا لفترة، ثم عاد يجمع بيننا استديو واحد، هو استديو الأهرام، حيث كان كل منا، يقوم ببطولة فيلم في أحد بلاتوهاته، وكنت في الوقت نفسه، أشارك زوجته ليلى مراد بطولة فيلم: «من القلب للقلب»، في استديو آخر، وكان أنور على خلاف مع ليلى، التي تركت بيت الزوجية، لتعيش مع أهلها..
وكان أنور ينتحي بي ركناً في الحديقة، ثم يوجّه اليّ سؤالاً واحداً لا يتغيّر.
- إزاي ليلى يا كمال.. يا ترى لسه بتحبني؟
وكان يسعده أن أذكر له، أنها ما زالت تحبه، وهو ما اكتشفته فعلاً، لأن ليلى بدورها كانت تسألني عنه كل يوم، وقد حاولت أن أقوم بدور حمامة السلام، بين الزوجين، واتفقت مع ليلى مراد، على أن تنتظره في البيت، أي في شقة «عمارة الأيموبيليا» على أن نعود معاً ونصفي الخلاف، ووافق أنور على الخطة مبدئياً، وانصرفنا معاً، كل في سيارته، مغادرين الأستديو، ولكن أنور زاغ مني في ميدان التحرير..
وانتظرته ليلى.. ولم يجئ..
وتذكرت أنني سمعته، يتحدث الى العازف القديم يعقوب طاطيوس، قبل أن يغادر الأستديو، فتوقعت أن يكون قد توجه الى بيته، لأن إعجاباً ما ربط بين أنور، وبين إحدى قريبات زوجة العازف، وركبت ليلى الى جواري، ودققنا الباب لنجد أنور هناك، واختلى الزوجان لفترة صفيا خلالها الخلاف أو هذا ما أعتقده ثم دعاني أنور لقضاء سهرة معهما في «الأوبرج» بمناسبة الصلح..
وسبقنا في النزول، ولحقت به أنا وليلى وقبل أن نبلغ الطريق، كان قد أطلق لسيارته الكاديلاك البيضاء العنان!..
وقالت لي ليلى بعتاب:
- ألم أقل لك إنه ليس صافي النية..
وقلت لنفسي، وأنا أعيدها الى بيت أقاربها، إنها على حق، وقد انتقم أنور منها ومني أيضاً، لأنني كشفت لها عن المكان الذي أراد أن يهرب اليه!..

الناقد الذي هاجم.. كرشه!..

ولكن مثل هذه التصرفات، لم تفقدني مودة أنور، ولم تقلل من إعجابي به،وهناك موقف أبداً لن أنساه لأنور، موقف يكاد يسيّل الدمع من عينيّ، فقد توجهت لزياته ذات يوم، فإذا به ثائر، وإن حاول أن يخفي عني ثورته، ولكني كنت أراه يقوم الى التليفون بعصبية، ليطلب مجلة فنية، ويسأل عن أحد العاملين بها.. فلا يجده..
وتكرّر الأمر فقلت له:
- إنتظر حتى يتصل هو بك..
وقال:
• هو لن يفعل..
- لماذا؟
• لأنه يعرف أني ثائر ضده.. فقد هاجمني بشدة في آخر أفلامي..
فحاولت أن أخفّف من عصبيته، فقلت:
- ولكننا نتعرض جميعاً للهجوم، فلا نثور..
وقال بحزن:
• لو أنه انتقد أدائي، ورفض تمثيلي لما غضبت، ولكن الذي أغضبني أنه قال في مقاله: إنه لم يعد يصلح للتمثيل، لأن كرشه يتقدمه بمتر ونصف!..
وأضاف أنور بمزيد من الحزن:
• إنه لم يعرف كم عانيت لأكوّن هذا «الكرش»، فقد ذقت مرارة الجوع شهوراً طويلة، الى درجة أني كنت أضع يدي على بطني فتصل أصابعي الى أمعائي، لقد نمت على أرض المسرح، ونمت في ليال كثيرة بلا عشاء، و«الكرش» الذي يضايقه هو الذي يشعرني اليوم بالأمان، أضع يدي عليه، فأشعر أن أيام الجوع قد ولت!..
وسكت أنور..

الموضوع الأصلى : كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة

كمال الشناوي‏..‏ مكانة متميزة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة