| موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الإثنين 24 مايو 2010 - 23:04 | |
| - sirine كتب:
- تسلم ايدك يا غالية
على تكملة الموضوع الجميل يسعدني دائما مرورك ياغلية |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الإثنين 24 مايو 2010 - 23:06 | |
| - انطوانيت كتب:
- مواضيعك مميزة ونحن بانتظار التكملة.
شكرا يا كنزنا. نورتي صفحتي بمرورك الجميل |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز السبت 29 مايو 2010 - 0:58 | |
| اه منك يا جرحني
اه منك ياجارحنى مش راضى تصالحنى لا امل بيفرحنى ولا ياس يريحنى
ياجرحنى بشوك وردك ورمينى بنار حبى انا اقدر على بعدك لو يطاوعنى قابى ياحبيبى .. تعذبى مسانى وصبحنى
شوف حبك فى الاول شوف حبك فى الاخر دلوقتى بتدلل وبتهجر وانا صابر اه .. جارحننى أه .. ظالمنى
بترجاك تسامحنى
كم مره اشكيلك نارى وقسوة قلبك تغضب منى واجيلك واحلف عمرى مااعتبك
وأخبى نار قلبى ودموعى تفضحنى كان اجمل يوم ماشاكالى قلبى من حبك وانا خالى كان اجمل يوم يوم ماشكالى
كان لى قلب نسيته من ظلم الناس وجفيته فى عنيك الحلوه لقيته مرتاح وارتحت معاه
شبكتنى فى حبك نظره شغلتنى من غير ماادرى من يومها حبيت بكره بشهور وانا بستناه
وحيات من وهبك ليا ارحم من روحى عليا اجمل من ضى عنيا يوم واحد مش هنساه
كان يوم يوم ماشكالى قلبى من حبك وانا خالى
========== لأ مش انا اللى ابكى ولا انا اللى اشكى لو جار عليا هواك ومش انا اللى اجرى وانا لى حق معاك
تبقى انت هاجرنى انت اللى ظالمنى وفاكرنى هترجاك
انا قلتها كلمة وكل شئ قسمه ودية قسمتى وياك وكفايه قلبى انشغل على قلب خالى الامل
من كام سنه لَمّا دار الهوى بينا فاكر احنا قلنا ايه مش دية راحت قلبى
ولا ده امل حبى اللى اتفقنا عليه
اشمعنى انا عهدك صنته وراعيت ودك والعمر داب حواليك لكن اللى بيحبك مالهوش تمن عندك والغالى يرخص ليه انا راح زمان هدر ولا كنش عندك خبر وعايزنى ارجعلك تانى لا لا لا
انا مش بعتبك دلوقتى انا بدى اقول ليه ليه ده يحصل
علشان نهايتك ونهيتى يجرى ايبه لو كانت اطول غيروه علموه تنسى ويبيع اللى كان بعته ليه تنسى ليه فين حبيبى بتاع زمان فين قلبك من حبى ليه ماسكنش جنبى كان يشاركنى فى عمرى ونسى يشارك قلبى
ماقدرش يعرفنى ماعرفش يفهمنى وعشان ايه ماعرفشى ده ذنبك مش ذنبى
تبقى انت اللى ظالمنى وانت اللى هاجرنى وفاكرنى هترجاك |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز السبت 29 مايو 2010 - 11:13 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز السبت 29 مايو 2010 - 23:21 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الأحد 30 مايو 2010 - 22:19 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الأحد 30 مايو 2010 - 22:31 | |
| - انطوانيت كتب:
- اغنيات رائعة للموسيقار عبد الوهاب
شكرا لك كنزنا نور شكرا لمرورك ياغالية |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الأحد 30 مايو 2010 - 23:38 | |
| رحلة محمد عبدالوهاب كما وردت في أوراقه الخاصة.
يطرح في هذه الورقة تساؤلات بشأن الموسيقى العربية، وألحانها وعلاقتها بالغناء الأوروبي، وكذلك مواطن التأثر بالنسبة إلى كلِّ من مصر والمغرب وبلاد الشام بدول الجوار، كما يتحدث عن الفنانين العرب الوافدين إلى مصر وضرورة استيعابهم وتوطينهم في مصر.
الفن عند بعض الفنانات الآن غاية لا وسيلة... وعند البعض الآخر وسيلة لا غاية... فالفنانة من النوع الأول تضحي بكل شيء في حياتها حتى نفسها في سبيل الحصول على فن جيد... ولربما أعطت نفسها لمؤلف كلمة أو ملحن أو مخرج أو أي انسان يعطيها ما يشبع فنها... وهذه الفنانة لو جاءها إنسان غني أو صاحب سلطان أو وجيه لرفضته، لأن كلاً من هؤلاء ليس له علاقة بفنها.
وعندما تريد اختيار شخص لحياتها فسيختاره قلبها، فهي تضحي لفنها أولا ثم تضحي لذاتها.
والفنانة من النوع الثاني الفن عندها وسيلة، هي تريد الفن وتريد الجاه والسلطان، وتعلم ان هؤلاء لا يريدون فنانة تعيش في ظلام البيوت، لكنهم يريدون الضوء، يبهرهم الضوء، فهم يفخرون باقتناء السلعة التي يتمناها كل انسان، انهم يذهبون إلى الضوء ليتلألأوا تحته، والفنانات يظهرن فلا يجدن أقوى من ضوء الفن، فالإعلام كله في خدمة الاذاعة والتلفزيون والمسرح والصحف والمجلات والسينما.
ومثل هذه الفنانة تجدها تختفي ثم تظهر ثم تختفي ثم تظهر، انها تقوم بالعمل الفني لتحصل به على شحنة من الضوء تدفعها الى تحقيق اغراضها الدنيوية، فإذا أحست أن الضوء بهت وتحتاج الى شحنة اخرى قامت بعمل يدفعها دفعة اخرى.
أما الفنانة الاولى فهي دائمة العمل لأن لها هواية فنية ولا يمكن للهواية ان تشبع... وهذا ايضا ينطبق على الفنانين الرجال.
حوار صادق
قديماً كان الملحن يلقي لحنه للمغني بنفسه وتنشأ صلة علاقة بينهما، ويحاول الملحن ان يبصّر المغني الى ما في صوته من مزايا فينتفع بها... ويبصّره الى العيوب فيبعده عنها.
كان هناك حوار صداقة بين الملحن والمؤدي... اما اليوم فالملحن يسجل اللحن على كاسيت ويرسله الى الشركة المنتجة ويحفظه المغني بعيداً عن الملحن وقد لا يرى كل منهما الآخر، وربما قابل الملحن المغني الذي اعطاه اللحن في مكان ما بعد ذلك ولم يعرف كل منهما الآخر، انها ألحان أنابيب، كحمل الأنابيب تماما... ليست هناك علاقة روحية بين الملحن والمؤدي... كما انه ليست هناك علاقة روحية بين الأب وولده.
والحقيقة انني اسأل نفسي كثيراً، من الذي اغتال الفن في مصر، هل هي نوعية الجمهور، أم نوعية الفنانين، أم البيئة والمناخ والظروف الاجتماعية؟!
إن طه حسين مثلا نشأ في عائلة فقيرة ومرض بالجدري وفقد بصره، ومع ذلك شمخ وأصبح طه حسين، وكذلك العقاد، وأم كلثوم، وسيد درويش. هل البيئة الاجتماعية والمناخ العام يساعدان الفنان على الارتفاع ثم يرفع الفنان بدوره الجمهور؟
أسئلة كثيرة تريد إجابة
تساؤلات تشغلني بشأن الموسيقى العربية، الاغنية الفردية «جزء» من «كل»... و «الكل» هو المسرح الغنائي... أو الاوبريت والأوبرا.
والأغنية الفردية مجالها الحفلات والأفراح وليالي الأنس، فلا يمكن ان تكون إلا في حب، ونوع محدود من الحب.. الهجر او السعادة او حول هذه الموضوعات فقط. حتى الألوان الاخرى في الحب كالغضب مثلا لا يمكن ان يغنيها مطرب في حفلة.
أما المسرح الغنائي أو الابريت والأوبرا فإنها تحتوي على كل شيء خاص بالفن الغنائي والموسيقي، فهي تحتوي على الاغنية الفردية والدويتو والحوار بين المطربين والكورال رجالا ونساء، والموسيقى الراقصة والرقص ذاته، والألوان المختلفة من الغناء، اغنية في الحب بكل الوانه من هجر وسعادة وغضب، اغنية من عامل في مصنعه، اغنية من طائفة معينة، اغنية وطنية، اغنية اجتماعية، وفوق ذلك كله تجد فيها القصة المعبرة حيث المضمون... والحدوتة... والأسلوب إنها تحوي كل شيء... إنها «الكل».
اما الاغنية الفردية فهي تبدو أمامي امرأة جميلة لا يظهر منها إلا عيناها... او فمها... او شعرها... في هذه الحالة يمكن ان استمتع بما ظهر لي منها. لكن اين هي كله؟ ان الاستمتاع بالنظر إلى المرأة كلها بكل مفاتنها ومظاهر الجمال فيها هو المسرح الغنائي او الابريت او الأوبرا، اما الأغنية الفردية فهي مجرد جزء من مفاتن امرأة جميلة نسميها الفن.
الغناء الجماعي
ومن اسباب عدم وجود الغناء الجماعي والرقص الجماعي في مصر عدم اختلاط الجنسين منذ زمن سحيق، بعكس لبنان مثلا.
ان الاختلاط عند اللبنانيين من طبيعة الحياة الاجتماعية منذ زمن بعيد، ولهذا كان الغناء الجماعي... والرقص الجماعي. فمثلا عندما يجتمع الشبان والفتيات في لبنان في سهرة او حديث او مجتمع.. تلعب غريزة الجنس دورها، فلا يكفي الشباب ان يجلسوا بجانب الفتيات يتحدثون معا، بل ان جاذبية تلاحم الجنس تدعوهم الى الاختلاط الأعمى، فينهضون جميعا وتتشابك الايدي في حلقة منسقة وتتحرك ارجلهم، وتنقر الارض بنقر له ايقاع موسيقي علمي بسيط، يمكن لأي شخص ان يؤديه بمجرد سماعه، ومشاهدته، مادام وجد ايقاعا موسيقيا لهذه الخطوات وهذا النقر، فلا بد ان يكون هناك غناء لضمان الانضباط ولابد للغناء من رقصة جماعية تصاحب الموسيقى لتتم الوحدة الفنية.
يُضاف إلى هذا ان الغناء والموسيقى ذات الطابع الايقاعي تساعد الاجسام والايدي والأرجل أن تعبر تعبيرا رشيقا لا يتأتى لها من دون غناء او موسيقى.
وهكذا نبع الغناء الجماعي والرقص الجماعي من واقع حياتهم... ولهذا اصبح لهم غناء جماعي يمكنهم أن يغنوه حتى من دون ان يرقصوا... واصبح لهم رصيد كبير من الغناء الجماعي الذي يجري على الرقصات الجماعية واصبح لهم رقص جماعي بحكم الاختلاط.
أما نحن في مصر فقد عوضنا هذا بالتفوق الفردي، سواء كان ذلك في الغناء او الرقص.
وكثيرا ما أتساءل: هل الربع مقام في موسيقانا موضع لاعتزازنا لأنه يوجد عندنا شيء ليس موجوداً في الموسيقى الأوروبية، ام انه عقبة في طريق تطورنا الموسيقي؟
ان الهارموني لم يستطع حتى الآن تغطية كل النغمات العربية، فالموسيقى العربية تتقابل مع الموسيقى الغربية في نغمات كثيرة كالنهوند... والحجاز... وتختلف في بعض المقامات الاخرى في انغام الموسيقى الاوروبية كالبياتي... والراست والصبا والسيفاه والحجاز.
فنحن نتقابل مع الغرب في بعض مقامات من هذه الانغام، ثم نفاجأ بمقامات في نفس النغمة بها ربع مقام، ومن غير المعقول ان نضع هارموني لبعض مقامات من النغمة ثم يتوقف الهارموي عند المقام الذي به ربع المقام.. فنصبح أمام اسلوبين مختلفين.
إذن ماذا نفعل؟
ان الهارموني علم رياضي يقوم على اسس السلامة والتوافق السليم... ولا يمكن لسليم ان يتفق مع غير سليم.
ماذا نفعل... هل نضع هارموني بصرف النظر عن الناحية الرياضية العلمية والجمالية ايضا... نترك الاستساغة «للإلحاح»... لان نصف الاستساغة تقوم على «الاعتياد»، فهل نترك هذا للاعتياد؟... أم نلغي ربع المقام من موسيقانا الرسمية ونحن انفسنا وموسيقانا من جمال حسي... ونحرم انفسنا من القفلة «الحراقة»... التي ستختفي بدخول الهارموني اختفاء خفيفا... لانه لا يمكن وضع هارموني للقفلة التي تخضع لنبرات واحساس وكفاءة كل مطرب على حدة،
فهل نُقدم على هذا وفي سبيل اكتسابنا لشيء... نترك شيئا... وتصبح المقامات التي بها ربع مقام موسيقي محلية موروثة من تاريخ سحيق وتصبح كالبطل «الشعبي»؟ لا أدري، إنها مشكلة... ومشكلة جديرة بالبحث... والحوار... مع العلم والذوق والتاريخ والجمال.
كما انني ألاحظ ان الاغاني والموسيقى المعبرة التي نلحنها كلها بلا استثناء تصابحها الايقاعات التقليدية... الرق... والطبلة، وفي بعض الاحيان ينضم الى هذه الايقاعات البنادير... والتساؤل هو: لماذا ادخلنا الكنترباس والجيتار... والأورغ؟
كل هذه الآلات يمكن لها ان تعزف الايقاع بمقامات مختلفة حسب لحن الجملة الموسيقية الملحنة... اي انها ذات ايقاع مغنى بعكس الايقاعات التي ذكرتها كالرق والطلبة الى آخره، فانها ايقاعات خرساء لا تعطي مقاما واحدا من الجملة الملحنة التي تصاحبها هذه الايقاعات.
والسؤال: ألا يمكن لنا ان نخصص لهذه الايقاعات مكانا محددا نلتزم به... ثم نترك الفرصة للايقاعات التي تغنى كالجيتار والكنترباس... لكي تقوم بهذه المهمة، على ان يكتب لها ما يجب ان تعزفه من ايقاعات، وحينما يحين الموضع الذي يمكن للإيقاعات التقليدية العزف فيه تقوم بمهمتها. وعلى هذا يكون العمل الفني اكثر دراسة، واكثر جمالا، بدلا من هذا الملل الذي يصحب الايقاعات وعزفها المرتجل؟
يتصور البعض ان التراث العربي واحد في كل انحاء البلاد العربية من تواشيح وادوار وفلكلور وطقاطيق الى آخره، وانا اقول ان هذا غير صحيح، لأن التأثر بالجوار امر محتوم، فالتأثر واقع، والأخذ والعطاء في الفن محتوم.
فمثلا بلد كالمغرب بجوار اسبانيا لابد ان ألحانه قد تأثرت بالألحان الاوروبية، كما تأثر الاسبان ببعض الالحان العربية.
ومثلاً بلد كالعراق بجوار ايران لابد انه تأثر بالألحان الايرانية، كما تأثرت الجزيرة العربية ببعض الايقاعات الإفريقية.
وعلى هذا لا يمكن ان تكون الألوان التلحينية متشابهة في كل انحاء البلاد العربية بسبب تاثر كل بلد بجارتها، ولذلك نجد اننا في مصر نجاور بلاد الشام اي الاردن ولبنان وسورية، فنحن نتفق كثيرا في «نوتاتنا» وحتى في تطور الاغنية عندهم يأخذون عنا لهجتنا التلحينية ونحن ينساب فينا شيء من لهجتهم التلحينية.
الموسيقى كنز
وأنا دائما اقول ان للعرب كنزين، هما كنز البترول وكنز الموسيقى... او بمعنى ادق الألحان العربية.
وقد تنبه الغرب الى كنز البترول فاستثمروه وعصروه وسيعصرونه... وسيظل الغرب يعصر هذا الكنز الى ما شاء الله.
وللآن لم يتنبه الغرب الى كنز الالحان العربية، لكنه تنبه الى الايقاعات الافريقية والألحان الآسيوية، والرومانسية في ألحان اميركا اللاتينية وعصروها واستثمروها.
وهم الآن يبحثون عن كنوز موسيقية اخرى... وسيجيء دورنا ويتنبه الغرب الى كنز الموسيقى العربية وسيستثمرونها ويعصرونها كما عصروا البترول.
فتنبه ايها الفنان العربي واستثمرها انت قبل الغرب.. وهذا لن يكون إلا بالفن والحس العربي الصافي الطروب الذي تشبع وعاش في البيئة العربية، وفي الوقت ذاته تعلم الموسيقى الاوروبية ليستخلص منها ما يثرى هذا الكنز.
تنبه ايها الفنان العربي... وتنبهي ايتها الدول... تنبهوا قبل أن يتنبه الغرب ويستثمر موسيقانا كما استثمر بترولنا.
نحن... والفنانون العرب
أما وقد أصبحت مصر منتهي أمل كل فنان عربي للحضور إليها والنهل من خيراتها الفنية.. وأقصد هنا الموسيقى والغناء حيث يوجد في مصر: العمل... اللحن والكلمة... والموسيقى... والحفلات والسينما والفرق الموسيقية... واجهزة الاعلام الخرافية من تلفزيون واذاعة وصحف ومجلات... كل هذا جعل الفنان العربي من جميع الاقطار العربية يحضر الى هنا للانطلاق.
هنا «الفترينة» الكبيرة للعالم العربي... وغير العربي في كثير من الأحيان... إذا كان هذا واقعا... فلماذا هذه النغمة المرذولة... هذا مصري وهذا غير مصري...؟ ان وجود الفنانين العرب هنا وانصهارهم في المصرية السمحة واحساسهم بأن ليس هناك تفرقة تجعلهم دائما لا يفكرون في العودة الى بلادهم، ان في ذلك مكسبا لمصر.
فالفن سيقوى ويشتد... لأن الفن أخذ وعطاء... وسيأخذون منا شهرة وانتشارا، وسنأخذ منهم دما جديداً وقوة تبعث دائما الحياة في فننا.
لماذا لا ننسى انهم غرباء، لماذا لا يكونون مصريين فعلا... وننسى نحن وينسون هم انهم غرباء... اميركا مثلا... ماسر قوتها؟... لقد فتحت ذراعيها لكل فنان... الطلياني... واليوناني... والسويدي... والإنكليزي... والتركي... والعربي... والايراني... اي فنان او فنانة من اي جنس يصبح أميركيا، وينسى الأميركيون انه اجنبي.. لماذا نخيف الفنان العربي الوافد عندما نجعله قلقا من مصر... وأهل مصر... وصحافة مصر... ليحضروا... سنقوى بهم... وسينتشرون بنا... ولتصبح مصر أميركا الفن في الشرق... وربما تكون بعد ذلك أميركا الفن في العالم.
قوة أميركا
سيكون عندنا تركيبات فنية مختلفة مصهورة بدم مصري يحقق لها استيعابه بحكم اختلاف أساليبه في جميع أنحاء العالم... قوة أميركا أنها تستطيع أن ترضي كل ذوق من أذواق العالم بفضل احتوائها جميع فناني العالم بإحساسهم واذواقهم المختلفة، ثم يصقلون مواهبهم بالعلم بالمال بالنفوذ الاميركي وبذلك يصلون إلى ذوق كل بلد في العالم... أميركا بكل هذه الامكانات وبكل هذه الأذواق جعلت من نفسها سيدة للفن في جميع أنحاء العالم.
أكرر أن الفنان الوافد إذا لم يشعر أننا ننظر إليه نظرة الغريب لكان هنا وطنه، فالوطن دائما هو موضع الرزق، ولما كان حذرا ولما توقع أن يجيء اليوم الذي سيترك فيه مصر ليعود إلى بلده، بل سيستثمر أمواله هنا في البلد الذي يعيش فيه ومنه، مثل اللبناني الذي يعيش في اميركا فإنه أميركي يعيش فيها ومنها... ويشتري الأرض والمزرعة والعقار هناك، لأنه أصبح اميركيا وأطمأن إلى أنه لا توجد قوة تخرجه من بلده الجديد.
ونحن كمصريين أليس أغلب أمهاتنا تركيات أو شركسيات أو سوريات أو ليبيات أو حبشيات أو سودانيات، وأجدادنا أليس فيهم التركي والشركسي والسوري وأجناس أخرى؟ ولاتزال حتى الآن عائلات بعضها في تركيا أو سورية أو ليبيا أو فلسطين إلى آخره... فلماذا لم يشعروا بالذي نشعر به الآن؟ لأنه لم تكن هذه النغمة موجودة في ذلك الوقت.
وعلى سبيل المثال أليس نجيب الريحاني عراقيا... وجورج أبيض لبنانيا... وروز اليوسف لبنانية... وأنور وجدي سورياً... ونجاة سورية... ومع ذلك لم تكن توجد هذه النغمة الممجوجة، عاشوا مصريين وماتوا مصريين.
علينا بدل أن يقيم الفنانون في مصر بفكرة احتمال العودة إلى بلدهم ويرسلون ما يكسبونه من أموال إلى بلادهم رسميا أو تهريبا، علينا أن نجعلهم يعيشون في مصر وتظل أموالهم التي كسبوها من مصر في مصر.بقلم فاروق جودة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الإثنين 31 مايو 2010 - 2:10 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الإثنين 31 مايو 2010 - 18:22 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الإثنين 31 مايو 2010 - 23:11 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 0:44 | |
| رحلتي... أوراق محمد عبدالوهاب الخاصة جداً طلعت حرب رائد الصناعة... ودرويش مبتكر التعبيري
خلّف الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وراءه أوراقاً خاصة، ومدونات في الحياة والسياسة والفن، كان قد كتبها على مراحل قبل وفاته. وبحسب قرينته السيدة نهلة القدسي، فإنه بدأ في كتابتها بعد زواجهما مباشرة. وبعد مضي ما يقرب من عشرين عاماً على رحيل الموسيقار المبدع، يتصدى الشاعر فاروق جويدة لهذه الأوراق، وبإيعاز من القدسي لتصدر في كتاب عن دار الشروق يحمل عنوان: 'محمد عبدالوهاب: رحلتي الأوراق الخاصة جداً'. يؤكد جويدة في تقديمه أن الكتاب ليس مذكرات شخصية، لأنه لم يبق من حياة عبدالوهاب ما لم يطلع الناس عليه، بل هو يحوي آراء سياسية حادة، وفنية جريئة وصريحة وقاطعة، وفيها تعرية لجوانب كثيرة من حياتنا، نخجل من الحديث المباشر عنها. ويقسم جويدة الكتاب إلى خمسة محاور أساسية، تدور حولها مجمل آراء عبدالوهاب، المحور الأول يتضمن رحلته الخاصة مع الفن وخواطره بشأن الموسيقى العربية والعلاقة بينها وبين الموسيقى الغربية، المحور الثاني يتعلق برحلة عبدالوهاب مع الناس، خاصة المشاهير منهم. أما المحور الثالث فهو مخصص لرحلته مع المرأة، وهي من أصعب الموضوعات لأنه عالجها بوضوح شديد، متطرقاً إلى الجنس والحب والزواج، المحور الرابع يحوي رحلة عبدالوهاب مع السياسة وآراءه في هذا الجانب. ويتطرق المحور الخامس إلى آراء عبدالوهاب ومواقفه الحياتية بشكل عام. 'الجريدة' تقدم لقرائها في حلقات متتالية رحلة محمد عبدالوهاب كما وردت في أوراقه الخاصة.
تستعرض في هذه السطور جوانب خاصة من رحلة عبدالوهاب مع الناس، وعلاقاته مع كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والفنية في مصر، مثل طلعت حرب رائد الصناعة المصرية ورجل الاقتصاد الأول، وكذلك الاقتصادي البارز النقراشي باشا. تأتي هذه الرحلة على هيئة قصص ومواقف شخصية طريفة، وذات بُعد اجتماعي معبر، كما يعبر عبدالوهاب بصدق عن رأيه في أم كلثوم، وأحمد شوقي وسيد درويش، وغيرهم من الشخصيات الثقافية البارزة آنذاك.
طلعت حرب هو أول من وضع الأسس الاقتصادية للصناعة في مصر.
وهو أول من أنشأ بنك مصر وكان لا يوجد في مصر إلا بنوك أجنبية، وكان المصريون لا يودعون أموالهم إلا في بنوك أجنبية... وكان لشخصية طلعت حرب البارزة الفضل في نجاح كل عمل قام به.
كان الرجل صادقاً لا يكذب، شجاعاً، ذكياً، عاقلاً، دعكته الخبرة وأصقلته التجارب.
وكان تكوينه الخلقي وسلوكه يبعث على الاحترام والخوف.
وقد قال لي زوج ابنته 'محمد رشدي' بالحرف الواحد: أنا متزوج ابنة طلعت حرب منذ عشرين سنة، وللآن عندما أقابل طلعت حرب أخاف مقابلته وأخشاها كأني سأراه لأول مرة.
وعندما كنت أزوره في مكتبه بالصدفة في البنك ويُعرض عليه تقرير أو خطاب ألاحظ أنه لا يقرأه كما يقرأ الناس من اليمين إلى الشمال.
أي كل سطر بسطره، بل كان ينظر إليه من أعلى إلى أسفل وفي لحظات يكون قد وعي كل ما احتواه الخطاب أو التقرير.
وكان نافذ البصيرة بدرجة أنني كنت أتصور أنه وهو جالس في مكتبه ينظر أمامه على حائط الغرفة فأتخيل أنه نفذ ببصره مخترقا الحائط ورأى الموظفين في البنك وماذا يفعلون.
وقد استغل بذكائه الروح الوطنية التي بعثها سعد زغلول في الأمة المصرية وانشأ البنك مستغلا حماس المصريين نحو كل عمل مصري.
مصري صميم
ولم ينتسب طلعت حرب إلى أي حزب، كما لم يصادق ابدا احدا من البارزين في الأحزاب السياسية حتى لا يأخذ حزب آخر هذه الصداقة ذريعة للنيل من مشاريعه.
وكان مصريا صميما مع أنه تربى في بيوت الارستقراطية المصرية البعيدة عن المصرية.
وكنت أزوره مع شوقي في الغرفة المخصصة له في مسرح الأزبكية ـ هو الذي أقام هذا المسرح ـ كنت أذهب مع شوقي في التاسعة مساء لزيارة طلعت حرب، وهذه الغرفة كان يتناول فيها العشاء ليلاً مع اصدقائه الخاصين جدا، وكان لا يحب إلا الأكل الشعبي مثل الفول المدمس والطعمية والعجة والجرجير والكرات.
وكنا كثيرا ما نتناول العشاء معه في غرفته 'كباب' من عند الحاتي... وكان يحلى بالبسبوسة أو بالحمصية والسمسمية أي حلاوة المولد وكان طلعت حرب يكره الكذب كرها شديدا...
وأذكر أنه في الحرب العالمية الثانية خاف الناس على أموالهم بسبب قرب الألمان من الاسكندرية، وسحبوا اموالهم من البنوك وكنت وقتها أودع في بنك مصر كل ثروتي وكانت أربعين ألف جنيه.
وانتهزت فرصة سفر طلعت حرب للاسكندرية، وذهبت إلى البنك وسحبت الأربعين الف جنيه، وأحضرت قماشا طويلا ووضعت النقود رزما رزما وخيطت عليها شبه حزام، وأحضرت أخي الشيخ حسن وألبسته هذا الحزام واشترطت عليه بألا يركب تاكسي... وإذا أراد الانتقال إلى أي مكان ارسل له سيارتي، ونصحته ألا يقلع الحزام أبدا... وينام به... ويصلي به... وبعد ثلاثة أيام كلمني الشيخ حسن وقال لي: 'محمد... أنا حاموت من فلوسك لا عارف أنام ولا عارف أخرج... تعال يا أخي وخلصني من المصيبة دي'.
وبعد اسبوع كلمني سيد كامل سكرتير بنك مصر وقال لي: إن الباشا يريد رؤيتك، فذهبت إلى البنك معتقدا أن الباشا سيكلفني بعمل فني في افتتاح مشروع من مشاريعه، وكان قد سبق لي أن غنيت أغنية في افتتاح البنك وأغنية في افتتاح بواخر الحج.
فذهبت ودخلت على طلعت حرب، وكان مشغولا بإمضاء بعض الأوراق وبعد قليل نظر إلي وقال لي: محمد قلت له أفندم يا باشا... قال: أنت في اليوم الفلاني الساعة كذا حضرت وسحبت أموالك من هنا، أين هي؟ وفي لحظة تذكرت أنه يكره الكذب، وأنني لو كذبت فلن أراه إلى الأبد.
فقلت: إن النقود عندي... فقال: ولماذا سحبت النقود؟ قلت: علمت بأن الألمان إذا دخلوا القاهرة سيسطون على أموالنا.
فقال لي: محمد... قلت له: أفندم يا باشا... قال: بكره الفلوس ترجع البنك: قلت: حاضر يا باشا. وفعلا أعدتها الى البنك في اليوم التالي.
وذات شتاء كان طلعت حرب باشا يستجم في حلوان يستمتع بدفئها ونظافة جوها. وفي هذه الفترة توثقت صلته بأحمد سالم الممثل المعروف وعينه مديرا 'لاستوديو مصر' وكان هذا المنصب في ذلك الوقت هاما ويتطلع إليه من هم أكفأ من أحمد سالم.
فول مدمس
وكان أحمد سالم يذهب كل صباح إلى حلوان في الثامنة صباحا ويفطر مع الباشا ثم يذهب إلى الاستديو في الحادية عشرة حتى المساء.
وفي يوم من الأيام وهو يتناول الإفطار مع الباشا قال له الباشا: 'أحمد... بكره وأنت جاي الصبح هات معاك فول مدمس من عند أبوظريفة' وكان أبوظريفة أشهر من يبيع الفول. قال له أحمد: حاضر ياباشا، وثاني يوم حضر أحمد سالم ونسي أن يحضر معه الفول ودخل على الباشا وقال له: صباح الخير يا باشا، فبادره الباشا سائلا: أحضرت الفول يا أحمد، قال أيوه يا باشا ثم تسلل إلى خارج الغرفة واعطى جنيها لأحد الخدم وقال له بسرعة اشتري فول من أقرب دكان، ورجع أحمد إلى الباشا وقال له الباشا: أين الفول؟ فقال: 'بيوضبوه' يا باشا... وانتظر خمس دقائق ثم عشرا ثم ربع ساعة والباشا يسأل عن فول أبوظريفة وأخيرا حضر الفطور وبه الفول ثم ذاق الباشا الفول فلم يجد فيه جودة فول أبوظريفة التي يعرفها... فقال لأحمد: الفول ده من أبوظريفة؟ فقال أحمد: أيوة يا باشا، وأكل ثم تبين للباشا بعد يوم أن أحمد سالم كذب عليه. وأحضر الفول من حلوان، وليس من عند أبوظريفة... وبعد يومين كان أحمد سالم مطرودا من استوديو مصر، وحاول أحمد بكل الوسائل أن يسترد ثقة طلعت حرب فلم يفلح.
تذكرت هذا الذي جرى بين طلعت حرب وأحمد سالم وكراهية طلعت حرب للكذب، وأنا أقرأ حكمة لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول فيها:
الكذاب والميت سواء. وذلك لأن فضل الحي على الميت هو الثقة به فإذا ضاعت هذه الثقة فهو ميت.
ولقد رأيت طلعت حرب في المحلة الكبرى يحضر مجلس ادارة لشركة النسيج، وكان فيها مدحت يكن وعلي ماهر. لقد رأيتهم وكأنهم يجلسون امام مدرس يأمرهم ويوافقون رغم أنه كان زميلا لهم.
النقراشي باشا ومدرسة الحياة...
من يجعل الحياة مدرسته عليه أن يكون دائما يقظا ملاحظا لكل همسة... تعليقة... سُخرية... حوار... حادث، ففي كل هذا تعليم له ومدرسة حتى سلوكه أخلاقه يمكنه أن يرتفع بهما من خلال يقظته وملاحظاته، وقد حدث يوما أن جاءني زوج عمتي في الاربعينيات وهو من مركز أبوكبير. وأخبرني أنه اقترض على أطيانه من بنك التسليف الزراعي مبلغا. وكان اسماعيل صدقي قد أنشأ هذا البنك ليقرض الفلاحين ضمانا لخدمة أراضيهم وعملا على زيادة الانتاج، وحتى لا يضطروا إلى بيع اراضيهم إذا ساءت اسعار المحاصيل الزراعية.
قال لي زوج عمتي إنه تأخر في دفع ما عليه للبنك شهرين ثم دفع ما عليه منذ اربعة ايام ثم عاد الى البنك لتجديد السلفة، ولكن البنك رفض ذلك بحجة انه لم يلتزم بدفع ما عليه في مواعيد السداد المحددة، ورجاني ان اكلم النقراشي باشا وكان وزير المالية بالنيابة في ذلك الوقت.
وكان النقراشي صديقا حميما لي فقد عرفته مع صفوة المفكرين والسياسيين والادباء عندما كانوا يجتمعون في مقهى سولت مع شوقي.
والنقراشي رجل جاد... 'دوغري' صريح، شجاع، وطني.
وذهبت في اليوم التالي الى وزارة المالية فوجدت النقراشي في اجتماع وهممت بالعودة ولكن مدير مكتبه قال لي سأرسل له ورقة في الاجتماع بوجودك وارسل له الورقة فجاءه الرد بأن اذهب الى حجرة مجاورة لحجرة الاجتماع ليراني فيها. وذهبت الى الحجرة وانتظرت دقيقة ثم فتح الباب ودخل النقراشي وقال لي: ايه يا محمد خير ايه اللي جابك، فرويت له المسألة ملخصة في ان زوج عمتي تأخر شهرين عن سداد قرض ثم دفع ما عليه من اربعة ايام ويريد التجديد والبنك يرفض ذلك.
واردت وانا اروي له الحكاية ان اطمئنه فقلت له: يمكنك يا باشا ان تأمر مدير مكتبك ان يتصل بالبنك ليتأكد من ان زوج عمتي دفع ما عليه للبنك فنظر الي النقراشي وكأنه ينفذ الي والى صدقي والى ضميري وقال: انت مش بتقول انه دفع، فقلت له ايوه فقال خلاص وضرب الجرس وقال لمدير المكتب اطلب بنك التسليف واطلب منه ان ينفذ ما يقوله عبدالوهاب ثم عاد الى الاجتماع.
واحسست ان الدنيا تدور بي ورجلي 'لخلخت' وان النقراشي عندما قال لي انت بتقول ان زوج عمتك دفع كأنه يقول لي انا لا اعرف زوج عمتك، ولكن اعرفك انت والمفروض انك لا تكذب ولا تقول شيئا غير متأكد منه وليس من الخلق ان تنقل كالببغاء دون ان تتأكد مما تقول. كانت عيناه تقولان كل هذا وذهبت الى البنك لأتاكد بنفسي من ان الرجل قد دفع ما عليه وفكرت كيف اقابل النقراشي اذا كان الرجل لم يدفع وصلت البنك وتأكدت من انه دفع فعلا وحمدت الله وتعلمت من ذلك الوقت الا اروي شيئا الا اذا تأكدت تماما من صحته.
أحمد شوقي أعظم الشعراء
سألت مرة امير الشعراء احمد شوقي لماذا انت اعظم شاعر عرفه العرب؟ فقال: اولا هي الموهبة قلت: ثانيا قال لأنني حصلت على شهادة ليسانس الحقوق قلت: وما علاقة الحقوق بالشعر قال: الشعر موهبة ومنطق والقانون منطق ولم افهم ما قاله شوقي حتى الآن.
كان شوقي يقول لي دائما: اذا كنت بتحبني غني لي شعري وقرأت قولا للمتنبي يقول فيه: لن استريح حتى يُكنس بشعري وسألوه: ماذا تقصد بقولك يكنس بشعري؟ فقال: ان ينتشر شعري لدرجة ان الكناس وهو يكنس الشوارع يتغنى بشعري ويردده مع الناس.
سيد درويش الفكر والثورة
يخطئ من يتصور ان سيد درويش اغنية او لحن. إن سيد درويش فكر... تطور.. ثورة. فسيد درويش هو الذي جعلني استمتع عند سماعي الغناء بحسي وعقلي. بعد ان كنت قبله استمتع بحسي فقط. انه فكرة العصر التي لولاها لما لحن الملحنون بالاسلوب الذي يلحنون به الآن ولا ننسى انه اول من ادخل اللهجة المسرحية السليمة الحقيقية للأعمال الغنائية المسرحية.
من افضال الشيخ سيد درويش على الالحان العربية انه ادخل الاسلوب التعبيري في ألحانه حتى في الادوار التقليدية الكلاسيكية التي لحنها... ويظهر هذا جيدا في ادواره الثلاثة التي لحنها في المسارح الغنائية وهذا يدل على انه بفطرته تعبيري وبطبيعته مسرحي والمسرح هو المكان الطبيعي للتعبير.
ومن افضاله ايضا انه كسر المقامات المتجاورة في لحنه. فقبل الشيخ سيد كان الملحن يتحسس المقامات، اي يحوم حول مقامات النغمة مقاما مقاما، ولا يجرؤ على ان يقفز من مقام الى مقام على مسافة بعيدة خوفا من الضياع او من النشاز، واذا قفز فإنه يقفز في حدود المقامات المعدة لها اذن المستمع. كالثالث او الخامس او 'جوام' النغمة مثلا. فجاء الشيخ سيد وقفز قفزات غير موجودة في اذن المستمع ولا هو مهيأ لها، وكأنه بذلك يريد ان 'يلطش' المستمع.
ويقول له تنبه وتتبع لما اسمعك اياه ويظهر هذا جيدا في الآهات الموجودة في دور 'ضيعت مستقبل حياتي'.
وكان الملحنون قبل سيد درويش لا يفكرون كثيرا في التعبير باللحن عن معنى الكلمة، فربما تسمع لحنا حزينا على كلام بهجة وفرح. وربما تسمع لحنا مفرحا على كلام قاتم وحزين، لان الغرض كان الطرب وابراز مواهب المؤدي من قدرات صوتية. وكان الغناء وهو متعة حسية فطرية قبل ان يكون متعة عقلية، كان الغناء والكأس والليل هي كل شيء. متعة حسية وطرب بالفطرة وجمال لحني.
سيد درويش له افضال كثيرة على كل ألوان الغناء من توشيح ودور واغنية خفيفة واغنية شعبية ومسرح وكان مفهوم الدور او الغناء انه تكملة للسهرة الحلوة من شراب ومزة.
وكان الدور يجب ان يكون فيه البهجة والظرف وكفى، فنجد مثلا حوارا بين المغني والمرددين مثل سيدي يا ملك عيني يا ملك ومثل زعلان ليه كده كده زعلان والعجب العجب وكل هذه الجمل ملحنة بكل الهيصة والرتم الراقص حتى لو كان الكلام حزينا مثل زعلان ليه.
وجاء سيد درويش وخلع على الدور نوعا من الدراما. والدراما شجن والم، وشوقي قال: أنْبَغ ما في الحياة الألم، والألم جدية ومعاناة، ولذلك نسمع ادوار الشيخ سيد درويش مثل 'انا هويت'. و'ضيعت مستقبل حياتي' فتحس بالجدية والتفكير والتعبير عن الكلمة بما يتفق ومعنى الكلام بالموسيقى والمعاناة ثم نجده في التواشيح ايضا فذا ومبدعا.
لقد ابتكر ضربا وايقاعا جديدا لم يعرف من قبل، وهذا الايقاع سماه 'فكرتي' وهو عبارة عن السماعي الثقيل زائد بلانش اي ان السماعي الثقيل عشرة 8 من 8 وفكرتي 11 من 8 ولحن عليه كلاما مطلعه 'حبي دعاني' وفي الاغاني الشعبية نجده فذا فلا يوجد لحن له لم يغنه الشعب، وفي المسرح وجد الارض التي يريدها والتي يحبها وهو الاسلوب التعبيري وقد تألق فيه وكان رائدا له.
أم كلثوم وزعامة الصوت
من اهم مزايا ام كلثوم زعامة الصوت، فالصوت كالمظهر الشكلي للإنسان.
احيانا يدخل عليك شخص فتجد في قوامه وارتفاع هامته وسمات وجهه ما يأخذك ويجعلك تحترمه وتجله. وصوت ام كلثوم يتمتع بهذه الصفات.
ومن مزاياها ايضا تقديسها لفنها والمحافظة عليه فهي بذكائها تشعر بأنه لا يمكن المحافظة على فنها الا بالاستقامة في حياتها الخاصة فهي تنام مبكرا ولا تقابل اي شخص الا اذا كان هناك عمل ولا تهتم بالزيارات الخاصة الا بما يحتم عليها الواجب.
وبالرغم من اشتهائها لبعض ما يتمتع به الانسان العادي فإن ارداتها كانت اكبر من كل مظاهر الاشتهاء.
ولقد كان غياب ام كلثوم سببا في هبوط مستوى الألحان خصوصا بين الناشئين من الملحنين وملحني الدرجة الثانية لأن ام كلثوم كانت املا لهؤلاء جميعا كانت هدفا يريدون الوصول اليه، فأم كلثوم غنت للسنباطي وهو ناشئ وغنت لبليغ وهو ناشئ وغنت لسيد مكاوي وهذا كل امله.
كل هؤلاء وغيرهم كانوا لا يطمعون في شيء اكثر من عرض اعمالهم في 'المع' فاترينة واكثرها انتشارا على العالم، وهي ام كلثوم وحتى غيرهم من الملحنين كانوا يتنافسون الى الاجود لأن التي تغني لهم ام كلثوم الصوت الذي ينتظره مئة مليون شخص.
وبعد جنازة ام كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم ادركت ان الجماهير كفرت بالزعامة السياسية واتجهت الى الزعامة الفنية في مصر.
|
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 0:58 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 1:32 | |
| الجندول
اين من عيني هاتيك المجالي ياعروس البحر , ياحلم الخيال
اين عشاقك سمار الليالي اين من واديك يامهد الجمال
موكب الغيد وعيد الكرنفال وسرى الجندول في عرض القتال
بين كأس يشتهى الكرم خمره
وحبيب يتمنى الكأس ثغره
التقت عيني به أول مره
فعرفت الحب من أول نظره
أين من عيني هاتيك المجالي ياعروس البحر , يا حلم الخيال
مرَ بي مستضحكً في قرب ساقي يمزج الراح بأقداحٍ رقاق
قد قصدناه على غير اتفاق فنظرنا , و ابتسمنا للتلاقي
وهو يستهدي على المفرق زهره
ويسوي بيد الفتنة شعره
حين مست شفتي اول قطره
خلته ذوب في كأسي عطره
أين من عيني هاتيك المجالي ياعروس البحر , يا حلم الخيال
ذهبي الشعر , شرقي السمات مرح الأعطاف , حلو اللفتات
كلما قلت له : خذ . قال : هات ... ياحبيب الروح يا أنس الحياة
أنا من ضيع في الأوهام عمره
نسي التاريخ أو أنسي ذكره
غير يوم لم يعد يذكره غيره
يوم ان قابلته أول مرة
أين من عيني هاتيك المجالي ياعروس البحر , ياحلم الخيال
قال: من اين ؟ وأصغي ورنا قلت : من مصر , غريب ههنا
قال : ان كنت غريبا فأنا لم تكن فينيسيا لي موطنا
أين مني الان أحلام البحيرة
وسماء كست الشطآن نضره
منزلي منها على قمة صخره
ذات عين من معين الماء ثرى
أين من فارسوفيا تلك المجالي يا عروس البحر , ياحلم الخيال
قلت, والنشوة تسري في لساني: هاجت الذكرى , فأين الهرمان
أين وادي السحر صداح المغاني؟ أين ماء النيل ؟ أين الضفتان
آه لو كنت معي نختال عبره
بشراع تسبح الأنجم اثره
حيث يروي الموج في أرخم نبره
حلم ليل من ليالي كليوباترا
أين من عيني هاتيك المجالي يا عروس البحر , ياحلم الخيال
ايها الملاح قف بين الجسور فتنة الدنيا وأحلام الدهور
صفق الموج لولدان وحور يغرقون الليل في ينبوع نور
ما ترى إلا غيد وضاء الاسره؟
دق بالساق وقد اسلم صدره
لمحب لف بالساعد خصره؟
ليت هذا الليل لا يطلع فجره
أين من عيني هاتيك المجالي ياعروس البحر , ياحلم الخيال
رقص الجندول كالنجم الوضئ فاشد ياملاح بالصوت الشجي
وترنم بالنشيد الوثني هذه الليلة حلم العبقري
شاعت الفرحة فيها والمسره
وجلا الحب على العشاق سره
يمنة مل بي على الماء ويسره
ان للجندول تحت الليل سحره
اين يا فينيسيا تلك المجالي؟ أين عشاقك سما ر الليالي ؟
أين من عيني يامهد الجمال ؟ موكب الغيد وعيد الكرنفال؟
ياعروس البحر , ياحلم الخيال !! من اشعار ...علي محمود طه |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 17:49 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 22:43 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الإثنين 21 يونيو 2010 - 0:32 | |
| لماذا أخشى الطائرات... وأحب حياة الفنادق؟ يتحدث عن مفهوم الوطن، ومراحل حياة الإنسان المختلفة، والعديد من الأمور الفنية الأخرى.
الإيمان
أعجبني حوار بين عبدالعزيز فهمي ومكرم عبيد، وكانا يترافعان ضد بعضهما في قضية كمحاميين كل عن موكله، وكان مكرم يستشهد في مرافعته بآيات قرآنية كريمة، ومكرم كان يحفظ آيات كثيرة من القرآن. وعندما استشهد بالآيات القرآنية في مرافعته قال له عبدالعزيز فهمي يا مكرم باشا هل تؤمن بما تقول؟ أجاب مكرم على الفو: إني أقول بما تؤمنون.
الفن والانتماء
الانتماء الى الوطن مصدره نواحٍ اجتماعية متعددة من اهمها الفن، ولقد فقد الشباب الانتماء الى بلدهم الى مصر، ومن اسباب ذلك الفن، فلا يوجد في الغناء مثلا فن جاد يشبع ويطرب ويهز المشاعر ويرتبط به الشباب، وفي الوقت ذاته فإن ظهور ما يسمى بالفن المتطور والذي هو نسخة سخيفة من الفن الاوروبي لم يجد الشباب بدا من الالتجاء إليه، ولكنهم لم يجدوا انفسهم فيه، والذي حدث انه لم يجد في الاول معبرا عن واقعه ولم يجد في الثاني ذاته ولهذا ضاع الشباب.
فرقة أم كلثوم
البراعم التي تكتشف عن طريق فرقة ام كلثوم وتنجح يجب ان تحتفظ بها الفرقة بدلا من ان تخرج منها، وهكذا ستظل الفرقة وكأنها دائما فصل ابتدائي لا يتقدم، لماذا لا تحتفظ بالنابغ منها ويكون للفرقة مستوى رفيع يمكن للنابغين فيها ان يعملوا بها وفي نفس الوقت يحترفون الغناء ويظهرون في الحفلات كفرقة رضا مثلا، وسيكون ذلك شيئا جديدا لأنهم يقدمون في الحفلات انواعا من الغناء الفردي لا يقدمها احد غيرهم.
إحسان
اتق شر من احسنت اليه... حكمة بلغية عميقة... ولكن يمكن لانسان ان يكون الاحسان له مستمرا ويسيء الى من يسيء اليه. اعتقد انه على الاقل لا يقدم على الإساءة خوفا من انقطاع الاحسان عنه. ولكن عندما ينقطع يتذكر الذل وقلة الاحسان، وما عاناه نفسيا من الذل وربما النفاق والخضوع من اجل الاحسان عليه من المحسن اليه فينتقم لنفسه بالإساءة الى من احسن اليه. لذلك جاءت حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: اتق شر من احسنت اليه بدوام الاحسان اليه... حكمة بليغة رائعة.
الإنسان والحيوان
ميز الله الانسان عن الحيوان بالعقل وجعل للعقل متعة لا تقل عن متعة الحس، فإذا اراد الإنسان أن يتأكد من أنه انسان فليسمع الجيد من الموسيقى الأوروبية الكلاسيكية فإذا استمع وشدته الى آفاقها فليطمئن على نفسه، فهو انسان.
برد مصر
أنا اتضايق من برد مصر لأنني آخذ مساوئه ولا استمتع بمميزاته. فالبرد عندي رعد وبرق وعواصف، وكل هذا غير موجود في مصر، الموجود فقط هو البرد اللاسع، وهذا يضايقني كثيرا.
المجتمع الزراعي... والمجتمع الصناعي
المجتمع الزراعي اكثر ترابطا ومحبة وايمانا، لأن التجاور يقيم الصداقة والمحبة. ويقيم الزواج والتكوين الاسرى، والفلاح يضع البذرة ويقوم بواجب رعايتها. ثم يترك أمره الى الله، ولهذا يتوطن الايمان.
أما المجتمع الصناعي فهو مجتمع مادي ليس فيه محبة ولا ايمان.
حتى النقابات لا يمكن أن تجمع بين العمال إلا في حدود قانون خشن، وأما العمال انفسهم كأفراد فهم من جهات شتى لا يتعاملون إلا في المصنع، ويحكم الكل قانون حسابات دقيقة لا تقوم على العاطفة والإيمان وإنما تقوم على العلم والمادة.
الإذاعة
الإذاعة أصبحت كالمجلة التي يحررها قراؤها.. ويقرأها محرروها، فأغلب برامجها ضيوف تستضيفهم مقدمة البرنامج والذين يستمعون الى هذه البرامج هم هؤلاء الضيوف.
أحاول السكوت
أحاول أن اعمل بالحكمة التي تقول:
إذا لم تستطع أن تقول خيراً... فاسكت.
الوجود والتماثيل
من الممكن ان اقف امام تماثيل الفراعنة أو تمثال ابي الهول ساعات وساعات دون ان امل او احس بالوقت، لأن الوجوه في هذه التماثيل محايدة، أي انها لا تضحك ولا تحزن، فالوجه الضاحك ينتهي اكتشافه بالنسبة لي فقد عرفت أنه يضحك. والوجه الحزين ينتهي أيضا، فقد اكتشفته لأنني عرفت أنه حزين، أما الوجه الذي لا يعبر عن شيء فيجعلك تحاول ان تعرف ما في داخله. إنه وجه قادم من سنين سحيقة ويحدق اللا محدود. أنه وجه يجبرك على البحث معه في ما يمكن الوصول إليه.
الفنان بين العمل والموهبة
قيمة العلم في أنه يصلح الأشياء بحيث يستفيد منه الإنسان. وبدون ذلك فإنه يظل جامداً لا يتحرك... فمثلا الأديب الدارس للغة، البليغ في البيان، العالم بأصول اللغة اذا لم يستعمل هذه اللغة في شيء فما قيمة علمه... إن لم تكن عنده فكرة او يصف شيئا أو ينقد او يكتب في مشكلة أو قصة او لم يكن عنده شيء فماذا تفيده اللغة؟
خذ مثلا عندنا في الموسيقى علم الهارموني علم واسع هام يتعلمه الانسان في سنين ولا يشبع منه... إذا فرضنا ان عالمنا في هذا العلم الزاخر يريد أن يطبق علمه على جملة موسيقية أو لحن أي على شيء موجود فعلا، شيء جميل يزيد جمالا، إن العلم يصحله، ينظفه من الشوائب العفوية، فإذا لم يوجد هذا الشيء اي هذا اللحن او هذا المولود فما قيمة علم الهارموني.
والفنان العالم يمكنه ان يستفيد من الخواطر المعنوية التي تجيء وحيا خالصا لا تفكير فيها، وهي خواطر من الاحساس المجرد وتصل الى القلوب، فإذا كان الفنان عالما يمكنه ان يجعل من اي خاطر فني عملا فنيا كبيراً، فالخاطر كفكرة والعلم يجعل من هذه الفكرة قصة روائية مثلا أو فيلما سينمائيا... أما الفنان الجاهل فكثيراً ما تخطر له خواطر معنوية جميلة ويقف أمامها حائراً لا يدري ماذا يفعل بها فتذهب هباء كأنها لم تكن.
على اننا لا يجب علينا ان نغالي في العلم لتظل براءة الإيحاء موجودة، فالوحي في تصوري شحنة من الوهج البريء ويجب ان تصل الى القلب ببراءتها ووهجها حتى لانفسد جمالها.
في الفنادق أشعر بالأمان
عندما أنام في منزلي وأضع رأسي على 'مخدتي' أشعر بأنني أنام على فراغ، على موت، على صمت مرعب، وكثيراً ما أخاف ان تنهار الغرفة بي وتسقط على الأرض وعندما أنام في الأوتيل اشعر بالراحة لان تحتي هذا التجمع البشري المختلط الداخل والخارج، والذين يدخنون والذين يشربون والذين يأكلون والذين يرقصون وأصحاب الأعمال والعائلات والعشاق والذين يلعبون القمار.
الضجيج، الصراخ، الصخب، كل هذا أنا فيه، نائم على أنفاس. على الحياة، على ضجيج، اشعر بطمأنينة غريبة، أشعر بالأمان، أشعر بأن هذه الأنفاس هذه الحياة تحميني من السقوط، أشعر أنها أعمدة تتكئ عليها غرفتي... يتكئ عليها سريري... يتكئ عليها جسدي.
والمدن تستيقظ كالإنسان تماما... فهي عند استيقاظها تتثاءب كالإنسان وتتمطى مثله وتفرك عينيها وتنهض من فراشها وتذهبالى الحمام وتغسل وجهها وأسنانها وتتمشط وتلبس ملابس العمل الى النشاط والحياة.
رأيت هذا المنظر البديع مرارا عندما كنت أحيي حفلات في القرى والكفور ولا أجد مكانا لنومي فأعود الى القاهرة في سيارة آخر الليل في الخامسة او السادسة صباحا أدخلها وهي تستيقظ استعداداً للنشاط، للحياة.
وقد قرأت في كتاب للرحالة العربي الشهير ياقوت الحلبي هذه العبارة:
'كلما رق الهواء غلظ الطبع' وهو يشير الى أهل الجبال وخشونتهم، والفرق بين أهل الجبال العالية بهوائها الرقيق وبين أهل المدن بهوائها المكثف... فابن المدينة يعيش في جو مثقف متفاهم فيه السلوك متعارف عليه.
في المدن علم وثقافة، وسلوك، ومعاملة تربط المواطنين بعضهم ببعض، فيها أدب وسلوك سوي، أما ابن الجبل فهو يعيش بالفطرة بالطبيعة الخشنة، بالبراءة.
لماذا لا أحب الطائرة؟ ولماذا أحب الفنادق؟
ربما كان من اسباب مخاوفي من ركوب الطائرة ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان معدا للطيران... خلقه وله ما يساعده على السباحة، خلقه وطبيعته المشي والجري، ولكنه لم يخلق له جهاز طيران... انه حيوان برمائي... وليس حيوانا سمائيا.
وعندما ركبت الطائرة أخيرا أجبرتني زوجتي وهي بجانبي أن أنظر من الشباك على الأرض واستمتع بجمالها الفتان، نظرت وكأنني أمر على سجاجيد متلاصقة عجمي وصيني ومن كل الأنواع، وفي كل لحظة تسحب من تحتي سجادة بنقوشها الخاصة تحل محلها سجادة أخرى تختلف عن سابقتها ثم تسحب ويجيء غيرها، وهكذا طوال طيران الطائرة، على الأرض أرى هذه الرقع ماكيتات من البيوت والعمارات والشوارع وعربات السكة الحديد، وسيارات ضئيلة الحجم كأنها ماكيتات مثل الماكيتات التي كان يشتريها أبي لي وأنا صغير... فهذا قطار سكة حديد وهذه جبال وهذه عمارات وكنت أرى أبي وكان فارغ الجسم عملاقا طويلا أراه كبيرا عظيما يمكن أن يزيل هذا الذي رتبته في ساعات فيقوم ويمحوه في لحظة بأصبع من أصابعه.
ما أعظم الأرض... الأرض عظيمة ومعجزة لأن الله سبحانه وتعالى هو خالقها... وأما هذه الهيافة هذه 'الفتافيت' فلا قيمة لها لأنه يمكن لأي هلفوت من 'هلافيت' السياسة أن يمحوها من الوجود بصاروخ واحد.
والحقيقة أنني اكتشفت متعة هائلة في ركوب الطائرة... إنها متعة لا تدانيها متعة أخرى، إنها أمتع من النوم العميق بعد التعب، وأجمل من الأكل الشهي بعد الجوع، وأكبر من متعة النجاح العظيم بعد الكفاح والعرق، هذه المتعة الغريبة الفريدة هي متعة شعوري بلمس عجلات الطائرة لارض المطار إيذانا بالوصول بالسلامة.
يالها من لحظة رائعة والطائرة تتنطط على الأرض، وكأنها هي الاخرى فرحة بنجاحها في أنها حققت لها السلامة... لحظة من السعادة غريبة وفريدة شعرت فيها بأنني قد ولدت من جديد أو أن الله تعالى قد استأنف لي الحياة مرة أخرى.
يالها من راحة عجيبة فريدة لحظة لمس عجلات الطائرة الأرض.. حيث الأمان وحيث الحياة.
ورغم هذا فأنا أحب الباخرة... في الباخرة أنا مسترخ ومتأمل وفي الباخرة تقوم صداقات وحب... استقبال ووداع.
إن الباخرة بالنسبة للفنان تحصيل وذخيرة... واختزان... يختلط بوجدان الفنان، التدرج في مشاهدة الشعوب المختلفة التي تقف عندها الباخرة، لغة جديدة، وجوه جديدة، مناخ جديد، بيئة مختلفة.
كل هذا يترسب في أعمال الفنان ويكون مادة لفنه. أما في الطائرة فأنا متشنج وخائف. كل تفكيري في الوصول بسلام لا أدري قفاي من أمامي.
والإقامة بالفندق بالنسبة لي تحقق لي شيئا لا أجده في المنزل وهو عنصر المفاجأة المستمرة. فما أكاد أنزل من غرفتي وأخرج من المصعد إلا ويفاجئني صديق لم أره من سنين طويلة ويفاجئني آخر وأتذكر بأننا اجتمعنا في بلد ما وعشنا معا فترة ويفاجئني ثالث بأنه كان ينزل معي في الفندق في البلد الفلاني منذ سنين وقضينا معا وقتا ممتعا. والناس مختلفون هؤلاء انكليز هؤلاء ألمان وهؤلاء من الخليج. وهؤلاء من السويد والنرويج... هؤلاء من الهند... أشكال مختلفة، أخلاق مختلفة، عادات مختلفة، ومفاجآت مستمرة، وعندما أجلس في بهو فندق يشدني منظر الناس وأحاسيسهم المتناقضة أناس سعداء فيهم من يستقبل عزيزا عليه، وفيهم من يستقبل زوجته... وفيهم من يستقبل عائلته، وفيهم من يستقبل أولاده، كلهم سعداء وبجانب هذا فريق آخر حزين، هذا يودع صديقا، وهذا يودع زوجته، وهذا يودع عائلته، كل في جوه، وكل في مناخه رغم أنهم مختلطون كل منهم داخل نفسه.
عمر الإنسان
عندما يولد الإنسان وتجده في صحة وعافية يضرب الأرض برجليه في حيوية وصحة، فاكتب له رقم واحد... فإذا ما صار طفلا ودخل المدرسة ضع أمام الواحد صفر فإذا ما نجح وتخرج ضع صفرا ثانيا ليصير الرقم مئة... فإذا ما تخرج في الاعدادية ضع صفرا آخر ليصير الرقم ألفا، فإذا ما نجح وتخرج في الجامعة ضع صفرا آخر ليصير الرقم عشرة آلاف، فإذا ما نجح في الحياة العملية ضع له أصفارا بقدر نجاحاته وعندما تعتل صحته، ويمرض احذف الواحد الذي بدأت به... ثم بعد ذلك سترى أمامك أصفارا لا قيمة لها.
يقول بعض الناس أن كل سنة تمر من عمر الإنسان يخسرها... ولهذا يجب أن يبكي الإنسان على السنة التي تنتهي من حياته، لا أن يحتفل بعيد ميلاده.
أما أنا فأحس بأن السنة التي تمر من عمري هي بمثابة طابق أضيفه على عمارة عمري، وكل سنة أضيف طابقا جديدا أفرح به وآمل أن أرى هذا البناء قد علا كناطحات السحاب.
القناعة كنز لا يفنى!
'القناعة كنز لا يفنى'... أنا ضد هذه الحكمة... فلو اقتنع الانسان بحدود من العلم فمعناه انه اوقف المزيد من العلم واصبح جاهلا. واذا اكتفى الانسان بالقناعة في الحب، فمعناه انه اكتفى بحب فاتر وخسر الحرارة التي تدفع الانسان الى التضحية والمثل العليا.
واذا اكتفى الانسان بالقناعة في الفن فهذا معناه انه فقد هوايته واصبح محترفا فقط. ولا يمكن ان يزدهر الفن إلا بالهواية.
الحركة... بركة
الحركة هي الحياة، لأن كل شيء راكد لا يعبر عن شيء، وبالتالي لا يؤثر فيك. فنحن مثلا نحب في المرأة وجهها لأنه يتحرك. ونحب في وجهها أولا عينيها لأنها اكثر اعضاء وجهها حركة، وبذلك يمكنها عن طريقهما ان تعبر عن اشياء، ثم نحب في المرأة ثم نحب شفتيها لأنهما تتحركان... ثم نحب يديها... ولا يمكنني مثلا أن أصادق في امرأة ظهرها.. أو أذكرها بكتفها، ولكني أصادق فيها وجهها لأنه يعبر... يتحرك... يقول لي أشياء.من كتاب **محمد عبدالوهاب..رحلتي***بقلم فاروق جويدة |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الإثنين 21 يونيو 2010 - 2:27 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 0:13 | |
| فيروز تُطرب في أقصر وقت يقول عبد الوهاب عن نفسه: "أنا أول من قدّم للمستمع غناء وموسيقى وكأنها حرة بلا قيود زمنية أو كأنها لا تخضع لايقاع وقوانين زمنية يمكن كتابتها". وأعطى مثالاً أغنية "في الليل لما خلا". ويضيف: "وكنت ايضاً أول من خالف قاعدة مهمة من قواعد التلحين الشرقي (...) التي تقول ان الملحن اذا لحّن قصيدة او توشيحاً او دوراً او أغنية او طقطوقة وابتداء من نغمة ومن مقام معيّن، فعليه أن ينتهي بالنغمة نفسها والمقام نفسه". وأعطى مثالاً "جارة الوادي"، وروى ان هذا الخروج عن القواعد السائدة أدى الى طرده من معهد الموسيقى، "وعندما طردوني أطلقوا عليّ هذه العبارة: عبد الوهاب مجرم الموسيقى كمجرمي الحرب". العمالقة كما رآهم في "رحلتي مع الناس" يمارس عبد الوهاب تقويمه لعمالقة الفن الشرقي فيقول: - "يخطئ من يتصور أن سيد درويش أغنية او لحن. ان سيد درويش فكر، تطور وثورة. هو الذي جعلني أستمتع عند سماعي الغناء بحسي وعقلي بعدما كنت قبله أستمتع بحسي فقط. انه أول من أدخل اللهجة المسرحية السليمة في الاعمال الغنائية المسرحية وأدخل الاسلوب التعبيري في الحانه وكسر المقامات المتجاورة في لحنه". - "من أهم مزايا أم كلثوم زعامة الصوت. فالصوت كالمظهر الشكلي للانسان (...) لقد كان غياب أم كلثوم سبباً في هبوط مستوى الالحان وخصوصاً بين الناشئين من الملحنين وملحني الدرجة الثانية. لأن أم كلثوم كانت أملاً لهؤلاء جميعاً وهدفاً يريدون الوصول اليه. فأم كلثوم غنّت للسنباطي وبليغ حمدي وسيد مكاوي وهم ناشئون وهذا كله أمل. بعد جنازة أم كلثوم وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ أدركت أن الجماهير كفرت بالزعامة السياسية واتجهت الى الزعامة الفنية في مصر". - "كان القصبجي مفكراً أكثر منه طروباً، وثائراً أكثر منه جميلاً وقبل هذا كله كان رائداً. يسمع كثيراً الموسيقى التركية واليونانية والارمنية والاوروبية ويحفظ بعضها ويعزفها على عوده فتولّد عنده مزيج غريب فيه كل هذه الاساليب مع أسلوبه التركي الاصلي فبهر المستمعين بعزفه". - "سألت نفسي ما هو السر في استمتاعي عندما أسمع ألحان رياض السنباطي؟ ووجدت الجواب سريعاً: انه الصدق (...) لا يوجد داخل السنباطي غير السنباطي لأن منبعه فيه. لم يقلّد السنباطي أحداً على رغم معايشته للعصر الموجود حوله. وألحانه فيها الجلال والاحترام والجمال وتحترم التقاليد والآداب والعرف". - "كمال الطويل فنان موهوب وعاقل يُوحى اليه بجمل جميلة، وهو لا يؤمن بأن الجملة الجميلة هي كل شيء، بل يؤمن بالعمل الفني ككل (...) كمال ليس تاجراً في فنه على الرغم من أنه تاجر جداً في حياته". - "بليغ حمدي ملحن، موهوب، لمّاح. وهو يُوحى اليه بجمل على مستوى رفيع من الجمال، وعندما يعثر على جملة جميلة يستطيع بذكائه ان يستغلها أكبر استغلال. واذا مدحته في حضوره انتفخ كالديك. انه ملحّن صالون وشارع، لكنه ملحّن شارع أكثر".
فيروز
- "عندما أسمع فيروز أشعر في لحظات بالنغمة التي تغنّي بها. إنها أقدر المطربات في تأدية الاغاني القصيرة، لأنها تطربك في أقصر وقت. تخرج من الاغنية وكأنك استمعت اليها في ساعات والسبب هو انها أول ما غنّت على آلات ثابتة سليمة كالبيانو الذي هو عند الرحابنة لاثراء اللحن دون أن تلمحه او تتعرف اليه". في هذه "الرحلة"، آراء عبد الوهاب في الشعراء والكتّاب والمطربين وسائر الفنانين، فيصف أحمد شوقي "أعظم الشعراء" وينقل عنه قوله "الشعر موهبة ومنطق ولم أفهم ما قاله شوقي حتى الآن". وفي توفيق الحكيم: "يكتب بخبرة وأسلوب العصر ويحيط نفسه بدعاية خفية يخطط لها حتى يظل اسمه حياً". وفي نجيب محفوظ: "يناقش القضايا في الشارع مع الناس مع العامة مع العظماء. يلبس العفريتة ويذهب الى المصنع ليحل مشكلته او مشكلة المجتمع ويعيش ويمارس ما يكتبه". وفي مصطفى أمين وعلي أمين: "الفرق بينهما ان مصطفى يعمل من الحبة قبة وعلي يعمل من القبة حبة". وفي محمد حسنين هيكل: "أمهر المحققين الصحافيين ومقالته خليط من المقال والتحقيق والخبر... وساعده على ذلك قربه من جمال عبد الناصر". وفي كامل الشناوي: "أكبر مزاياه أنه يملك راداراً إلهياً عجيباً يكتشف به الموهبة وهي في المهد. لقد أحسّ بإحسان عبد القدوس ومصطفى محمود وأنيس منصور وكمال الطويل وبليغ حمدي". وفي نزار قباني: "ينظم الشعر بعينيه لا بقلبه فهو مصوّر. لم أشعر في شعره بانتفاضة قلبه او بمأساة عاشها او مشكلة مر بها. يخاطب المرأة والحب كأنه امبراطور يأمر فيطاع". وفي تحية كاريوكا: "قدرتها انها كانت تستطيع أن تعطيك كل ما عندها من فن وحركة بكل جسمها في مساحة لا تزيد على متر مربع". وفي اوصاف سريعة: "عبد الحليم حافظ لا يَصدُق الا حينما يغني"، "محمد الموجي مخ رياضي"، "زكريا أحمد يشدك الى عصره في يسر"، "نجاة الصغيرة تتركني وأنا في حزن لذيذ"، "وردة الجزائرية صوت متوحش يغنّي على مزاجه"، "فايزة احمد نبرة جديدة حلوة"، "وديع الصافي قدرة صوت نادرة وأطرب له كل الطرب اذا غنّى من مكانه في الجبل"، "سيد مكاوي مريح ومهدئ"، واسماء كثيرة. أخلاقنا وأخلاقهم في الموسيقى الغربية مقارنةً بالعربية: "الالحان العربية منبثقة من أخلاقهم التي تعتمد على المجاملة الكثيرة ذات اللف والدوران والزخرفة الكلامية والفهلوة وسرعة الخاطر وخفة الدم والحسن المادي، بعكس الالحان الغربية التي تحاكي اخلاقهم. انها تشدك الى التفكير البعيد أكثر مما تشدّك الى متعة اللحظة الحاضرة. واعترف بأننا بدأنا ولكن أمامنا الكثير لنغيّر خلقنا فتتغير موسيقانا. عندما أسمع موسيقى غربية اشعر ان الوقت ليس له قيمة عندي وعندما أسمع موسيقى عربية او بمعنى آخر غناء عربياً اشعر ان الوقت له قيمة عندي. الشرقي بطبعه لذائذي واللذة لمجرد ان تذوقها مرة او مرتين تموت. اما الغربي فموسيقاه تخاطب العقل الذي لا تموت متعته ابدا". عن بيتهوفن: "عندما اسمع العبقري العظيم اشعر بتناقض غريب... ربما لا يوجد عنده الكثير من الجمل الموسيقية لكنه فنان العمل المتكامل ونجد في موسيقاه الكون بأكمله بكل ما فيه من توازن غاية في السلاسة والمعرفة".
المرأة في "رحلتي مع المرأة والحب" يكشف كل آرائه. فالمرأة تحب الفنان لأنها "تحب اقتناء الشيء الغالي الثمين". وفي الفنان "عنصران متناقضان: الروح والحب الحراق... والمرأة لا تستغني عن احدهما". ويقول: "عجيب امر المرأة، ففيها قوة تحملها اشياء مذهلة". ثم يقول: "ليست المتعة في الجنس انما في الروح والوجه المعبّر عما في الاعماق وبالعينين بالشفتين بالصوت بالاحساس بالوجدان بالاخلاص بالعقل بالالفة وبالترابط (...) ولكي يمتع الرجل المرأة جسدياً يجب ان تكون له قدرات خاصة وتحكم في اعصابه لا قوة عضلية فقط. وعليه ان يكون متيقناً للوصول بالمرأة الى ذروة متعتها. اما هي فكل ما عليها ان تبسط جسدها ولا تفكر في شيء مسترخية مستقبلة لمتعة صافية لا تحمل همّها فالرجل يحمل هم متعتها... ولا يمكن الرجل ان يقبّل امرأة ويشعر بشيء وهو مفتح العينين... لا يزال الى الآن مفهوم العملية الجنسية بين الرجل والمرأة انتصارا للرجل وضعفا من المرأة. فهل سيجيء الزمن الذي نقول فيه ان امرأة انتصرت على رجل فجعلته يعاشرها... التقاء الجسد بالجسد اسمى وأرفع ما في الحياة لأنه الخلود. انه استمرار البشرية ولا يمكن ان يجعل الله الخلود من شيء هابط (...) كثيرا ما اطلب من زوجتي ان تذهب الى اية صديقة لها وتكلمني بالتلفون واتكلم معها طويلا وذلك من اجل ان اشعر بأنني احيا حياة العشاق... يمكن الانسان ان يباشر العملية الجنسية وهو محلّق في السماء ويمكن ان يباشرها وهو يترنح في اوساخ الارض. لو مشيت وراء منطق جسدي لكنت هلكت". السياسة وفي "الاوراق الخاصة جدا" ما باح به عبد الوهاب في السياسة وهذا لم يكن ميسوراً في حياة من جُبِل على ان يكون "حذرا" كما يقول جويدة، وهو من "عايش الملوك والرؤساء والصعاليك". وهذا ما يقوله في اوراقه: - "كان جمال عبد الناصر يخطب في الجمهور وغير مؤمن بما يقول ويعلم بأنه يخدع الجماهير ومع ذلك تصدّقه الجماهير بحماسة شديدة. اما انور السادات فكان يخطب في الجماهير وهو مؤمن بما يقول ولا يكذب ولا يخدع ومع ذلك كانت الجماهير لا تصدّقه وتقول عنه انه ممثل، كذاب... سبحان الله. ربما كان الفرق بين جمال عبد الناصر وانور السادات هو ان عبد الناصر كان سيئاً ولكن من هم حوله كانوا يؤمنون به. وكان انور السادات خيّراً ولكن من كان حوله لم يؤمنوا به". - "من يوم ان اصبحت السياسة سياسة جماهيرية وظهرت كلمة اشتراكية فسد الفن. ففي السابق كان الذي يعاون الفن الملوك والأمراء والصفوة (...) اما الغالبية الجماهيرية فلا تدفع فنا الى الرقي. والقرآن الكريم دمغ الاكثرية فما من آية تشير الى الغالبية الا كان الناس لا يفقهون ولا يبصرون ولا يعلمون". - "الفرق بين الشيوعية والرأسمالية كالفرق بين المستشفى والمنزل. ربما كان المستشفى ادق نظاما واكثر راحة واكله اكثر فائدة للصحة (...) لكن المنزل هو المكان الطبيعي للانسان الذي يرتاح اليه. هذه الطبيعة التي انزل الله الاديان ليحررها من العبودية حتى ولو كانت هذه العبودية اكثر فائدة". - "انشأنا اذاعة صوت العرب لكي نحبب العرب في مصر الاغنية، الكلمة، الفن، الادب واللغة وليس بالتشنج والصراخ والحدة. اريد أن تتشبه اذاعة صوت العرب بالاذاعة البريطانية التي تعطي ما تريده من اخبار او افكار مغلّفة بالحنكة والبراعة فلا يؤخذ عليها ان لها موقفا". - "في بلادنا العربية يعيش الشعب بطباع حاكمه او يفرض عليه الحاكم ان يعيش كما يحس هو بأسلوبه (...) بينما الحاكم في اوروبا صورة لشعبه وسلوكه. ومن غضب الله سبحانه وتعالى أن أعطى العرب مالاً ولم يعطهم الثقافة والقدرة والاستفادة من هذا المال في اوجه الخير والانسانية. قابلت صديقا في باريس لم اره من زمن فسألني: ما هي احوال العرب؟ فأجبته: "كما يتمنى الاعداء". - "أهم شيء خسرناه في الحرب الضارية المتوحشة في لبنان هو خسارتنا للانسان اللبناني".[/size] من كتاب **محمد عبدالوهاب..رحلتي***بقلم فاروق جويدة |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 0:44 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 0:46 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 15:41 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 23:13 | |
| - انطوانيت كتب:
- نور الغالية انت كنز ثمين جداً.
شكرا لك لاكمال موسيقى عبد الوهاب. شكرا لمرورك ياغالية |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز السبت 10 يوليو 2010 - 2:22 | |
| حديث معه في شوارع باريس! كتب الراحل محمد بديع سربيه عام 1981:
أي لقاء لي مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، في أي زمان ومكان أعتبره متعة لي وفرصة أتزوّد فيها منه بالكثير من المعلومات والذكريات والآراء الطريفة والجديدة في الفن والحياة.. وهذا العام، وبالتحديد في أشهر الصيف، كان من حظي أن ألتقي بالموسيقار الكبير ثلاث مرات في باريس، وفي كل مرة كانت الجلسات معه في جناحه في فندق “انتركونتننتال” تطول إلى ساعات وساعات، ويصادف أحياناً أن يجيء الموعد اليومي الثابت الذي حدّده لتناول عشائه أو غدائه، فيسألني ان كنت أقبل دعوته لمشاركته الطعام، وعندما أعتذر عن عدم استطاعتي تناول أية وجبة في المواعيد التي حدّدها لنفسه، فإنه يستأذن لعدّة دقائق يتكلّم خلالها تليفونياً مع قسم “الروم سرفيس” ويشرح لهم بالتفصيل، وبلغة فرنسية سليمة، تفاصيل الوجبة التي يريدها ويكون قد درسها قبلاً، وحدّد كمية الحراريات والفيتامينات التي تحتويها!. وقليلاً جداً ما يخرج عبد الوهاب إلى خارج الفندق!. انه دائماً في جناحه الذي يتألف من غرفتين، إحداهما له، وتشاركه فيها زوجته السيدة نهلة القدسي عندما تحضر إليه، والغرفة الثانية يقيم فيها سكرتير خاص يرد على التليفونات ويستقبل الزوّار.. ويطلب القهوة!. ولقد سمعت تشنيعة عن الموسيقار الكبير.. فقيل له: ما دمت عندما تسافر إلى أي بلد لا تخرج من الجناح الذي تقيم فيه إلاّ نادراً، فأية ضرورة للسفر والتعب، وركوب الطائرة؟ يكفي يا موسيقار يا كبير أن تنزل في أي فندق في القاهرة، وتكتب على باب الجناح الذي تنزل فيه انك في باريس أو لندن أو نيويورك!. ورويت هذه التشنيعة لـ: عبد الوهاب في أحد لقاءاتي به، فقال لي: ـ هذه التشنيعة سوف يبطل مفعولها اليوم!. قلت: *كيف؟!. أجاب: ـ عندي موعد في الساعة الثانية بعد الظهر مع طبيب العيون، والساعة الآن الثانية عشرة ظهراً، ما رأيك لو قمنا ـ أنا وأنت ـ بجولة سياحية في باريس.. قلت: *ولكن.. السماء تمطر.. فضحك وقال: ـ ولأنها تمطر فإنني أريد التجوّل في باريس في السيارة، إن أحب مشاهد الدنيا إليَّ هي رؤية المطر من وراء الزجاج.. قلت: *يا هلا بهذه الجولة معك.. ونزلنا إلى السيارة.. واستعد الموسيقار الكبير للجولة بأن وضع على رأسه قبّعة صوفية، وارتدى معطفه السميك، ووضع منديلاً على أنفه ليتقي به المطر، وقال لي بمجرّد أن أصبح داخل السيارة: ـ باريس.. أحبها، لأنها شبابي، فهي أول بلد أوروبي زرته في حياتي، وهنا في استديوهات “كلير” في باريس صوّرت ثلاثة من أفلامي الأولى، وهي على التوالي: “الوردة البيضاء”، “ممنوع الحب” و”يحيا الحب”!. وتذكّر الموسيقار شيئاً ضحك له.. قال: ـ كان “يحيا الحب” هو آخر أفلامي التي صوّرت هنا، والغريب ان إحدى أغانيه التي سجّلت في باريس وهي “أحب عيشة الحرية” قد منعتها سلطات الإحتلال الفرنسي في سوريا ولبنان من التداول، وحُذفت من الفيلم لمجرّد أنها تتحدث عن الحرية، وكان الفرنسيون يحاربون كل أنواع الحرية بما فيها حرية “الطيور على الأغصان” التي تتحدث عنها الأغنية.. قلت للموسيقار: *بعض أهل الفن الذين عايشوا مرحلة فيلم “يحيا الحب” قالوا لي بأن أهم حدث حمله إلى العالم الفني هو ولادة مطربة موهوبة، جميلة ورائعة الصوت اسمها: ليلى مراد؟! قال الموسيقار: ـ فعلاً.. انها كانت من أبرز الإكتشافات الفنية في الثلاثينات.. وظهورها في فيلم “يحيا الحب” كان بمثابة تقديم موهبتها الغنائية إلى الناس في إطار جميل، وكانت ليلى من قبل في رعاية والدها الموسيقي زكي مراد وهو من أنصار المدرسة الشرقية القديمة التي تعتمد التطريب المطوّل الذي يعتمد على الإعادة والتكرار.. قلت: *وهل كانت ليلى مراد قبل ظهورها في “يحيا الحب” تغنّي ألحان والدها؟!. ردّ الموسيقار: ـ أبداً.. انها كانت بعيدة كل البُعد عنه من الناحية الفنية، بل انني في يوم العرض لفيلم “يحيا الحب” فوجئت بالأستاذ زكي مراد يتّهمني بأنني قضيت على ابنته! وهو يقتحم مكتبي ويلطم على خدّيه، لماذا؟ لأنني لحّنت لها أغنيات عصرية، وهو لا يتصوّر أنها يمكن أن تنجح كمطربة إلاّ إذا غنّت اللون الشرقي القديم.. وذكّرت الأستاذ الموسيقار بشيء.. قلت له: *في كل أفلامك ولدت ثلاث مطربات لمعن واشتهرن، وهنّ: ليلى مراد، نجاة علي ورجاء عبده.. ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما جعلت من الممثلة الجميلة راقية ابراهيم مغنّية في فيلم “رصاصة في القلب”؟! |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز السبت 10 يوليو 2010 - 13:26 | |
| |
|
| |
| موسيقى عبد الوهاب – عنوان التميز | |
|