| نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
romeo عضو ماسى
الدولة : العمر : 64 عدد الرسائل : 2777 تاريخ التسجيل : 15/02/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الجمعة 30 أبريل 2010 - 9:13 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 2 مايو 2010 - 1:49 | |
| أحمد عبد العزيز (1907 - 1948)
نشأته
ولد أحمد عبد العزيز في 29 يوليو 1907م بمدينة الخرطوم حيث كان والده الأميرالاى (العميد) محمد عبد العزيز قائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصري في السودان، وقد كان والده وطنيا مخلصا فقد وقف مع الشعب أثناء مظاهرات 1919 وسمح لجنوده بالخروج من ثكناتهم للمشاركة في المظاهرات مع الشعب مما أدي إلى فصله من الجيش بعد غضب الأنجليز عليه.على خطى والده نشأ أحمد عبد العزيز فقد أشترك في مظاهرات 1919 وهو في الثانية عشر من عمره وكان وقتها في المدرسة الثانوية، وفى العام 1923 دخل السجن بتهمة قتل ضابط أنجليزي ثم أفرج عنه وتم إبعاده إلى المنصورة. إلتحق أحمد عبد العزيز بالكلية الحربية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية وقد تخرج منها عام 1928م ألتحق بعدها بسلاح الفرسان ثم قام بتدريس التاريخ الحربي في الكلية الحربية.
بداية جهاده
بعد قرار تقسيم فلسطين وانتهاء الإنتداب البريطاني في 14 مايو 1948م وبعد إرتكاب العصابات الصهيونية لمذابح بحق الفلسطينيين العزل ثار غضب العالم العربي والأسلامى وأنتشرت الدعاوى للجهاد في كل أرجاء الوطن العربى. كان أحمد عبد العزيز أحد الذين أستجابوا لدعوة الجهاد فقام بتنظيم المتطوعين وكان معظمهم من الإخوان المسلمين وتدريبهم وإعدادهم للقتال في معسكر الهايكستب، وقد وجهت له الدولة إنذار يخيره بين الاستمرار في الجيش أو مواصلة العمل التطوعي فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الأستيداع وكان برتبة القائمقام (مقدم).بعد أن جمع ما أمكنه الحصول عليه من الأسلحة والذخيرة من قيادة الجيش وبعض المتطوعين وبعض الأسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية بعد محاولة إصلاحها إتجه إلى فلسطين. دخل الجيش المصري فلسطين عام 1948م ودخلت قوات منه إلى مدن الخليل وبيت لحم وبيت صفافا وبيت جالا في 20 مايو 1948م، وكانت هذه القوات مكونة من عدد من الجنود ونصف كتيبة من الفدائيين بقيادة أحمد عبد العزيز وكان يساعده اليوزباشي كمال الدين حسين واليوزباشي عبد العزيز حماد وكانت هذه القوات مزودة بالأسلحة الخفيفة وعدد من المدافع القوسية ومدافع من عيار رطلين بالإضافة إلى سيارات عادية غير مصفحة. قبل أن يبدأ البطل الجهاد كان يجهز قواته نفسيا فكان يخطب فيهم قائلا: "أيها المتطوعون، إن حربا هذه أهدافها لهي الحرب المقدسة، وهي الجهاد الصحيح الذي يفتح أمامنا أبواب الجنة، ويضع على هاماتنا أكاليل المجد والشرف، فلنقاتل العدو بعزيمة المجاهدين، ولنخشَ غضب الله وحكم التاريخ إذا نحن قصرنا في أمانة هذا الجهاد العظيم...". بدأ أحمد عبد العزيز أول ما وصل إلى بيت لحم باستكشاف الخطوط الدفاعية للعدو، وكانت تمتد من تل بيوت ورمات راحيل في الجهة الشرقية الجنوبية للقدس بالقرب من قبة راحيل في مدخل بيت لحم الشمالي حتى مستعمرات بيت هكيرم وشخونات هبوعاليم وبيت فيجان ويفنوف ونشر قواته مقابلها. عندما بدأت قوات الجيش المصري الرسمية تتقدم إلى فلسطين عرضت على أحمد عبد العزيز العمل تحت قيادتها، فتردد في بادئ الأمر لأن عمله مع المتطوعين كان يمنحه حرية عدم التقيد بالأوضاع والأوامر العسكرية ولكنه قَبِلَ في آخر الأمر. وقد وضع الضابط الأردني عبد الله التل متمردا على أوامر قيادته القوات الأردنية في كل المنطقة تحت تصرف أحمد عبد العزيز دون علم قيادة الجيش الأردني لإيمانه بوطنيته وإخلاصه.
مستعمرة رامات راحيل
كانت مستعمرة رمات راحيل تشكل خطورة نظرآ لموقعها الاستراتيجي الهام على طريق قرية صور باهر وطريق القدس بيت لحم، فقرر أحمد عبد العزيز يوم 24 مايو 1948م القيام بهجوم على المستعمرة قاده بمشاركة عدد من الجنود والضباط من قوات الجيش الأردني.بدأت المدفعية المصرية الهجوم بقصف المستعمرة زحف بعدها المشاة يتقدمهم حاملو الألغام الذين دمروا أغلب الأهداف المحددة لهم ، ولم يجد اليهود إلا منزلا واحدا إحتمى فيه مستوطنو المستعمرة، وحين انتشر خبر انتصار أحمد عبد العزيز بدأ السكان يفدون إلى منطقة القتال لجني الغنائم، والتفت العدو للمقاتلين، وذهبت جهود أحمد عبد العزيز في إقناع الجنود بمواصلة المعركة واحتلال المستعمرة سدى ووجد نفسه في الميدان وحيدآ إلا من بعض مساعديه مما أدى إلى تغير نتيجة المعركة بعدما وصلت تعزيزات لمستعمرة رمات راحيل قامت بعده العصابات الصهيونية بشن هجوم في الليل على أحمد عبد العزيز ومساعديه الذين بقوا، وكان النصر فيه حليف الصهاينة، والمؤرخون يقارنوا بين هذا الموقف وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم حين سارع الرماة إلى الغنائم وخالفوا أوامره في معركة أحد وتحول النصر إلى الهزيمة. قبول الهدنة
في الوقت الذي أستطاعت قوات الفدائيين بقيادة البطل أحمد عبد العزيز من تكبيد العصابات الصهيونية خسائر فادحة فقطعت الكثير من خطوط أتصالاتهم وأمداداتهم، وساهمت في الحفاظ على مساحات واسعة من أرض فلسطين قبلت الحكومات العربية الهدنة مما أعطى للصهاينة الفرصة لجمع الذخيرة والأموال وأعادة تنظيم صفوفهم. قاموا باحتلال قرية العسلوج لقطع مواصلات الجيش المصري في الجهة الشرقية وكانت قرية العسلوج مستودع الذخيرة الذي يمون المنطقة وفشلت محاولات الجيش المصري لإسترداد القرية فاستعانوا بالبطل أحمد عبد العزيز وقواته التي تمكنت من دخول هذه القرية والاستيلاء عليها. حاول بعدها الصهاينة احتلال مرتفعات جبل المكبر المطل على القدس حيث كان هذا المرتفع أحد حلقات الدفاع التي تتولاها قوات أحمد عبد العزيز المرابطة في قرية صور باهر، ولكن أستطاعت قوات أحمد عبد العزيز ردهم وكبدتهم خسائر كثيرة.[2] كان البطل فخوراً بجنوده وبما أحرزوه من انتصارات رائعة مما جعله يملي إرادته على الصهاينة، ويضطرهم إلى التخلي عن منطقة واسعة مهدداً باحتلالها بالقوة، وبعد هذه البطولات التي سطرها جاءت نهاية هذا البطل
استشهاده
في 22 أغسطس 1948م دُعي أحمد عبد العزيز لحضور اجتماع في دار القنصلية البريطانية بالقدس لبحث خرق الصهاينة للهدنة، وحاول معه الصهاينة أن يتنازل لهم عن بعض المواقع التي في قبضة الفدائيين، لكنه رفض، وأتجه في مساء ذلك اليوم إلى غزة حيث مقر قيادة الجيش المصري لينقل إلى قادته ما دار في الاجتماع. كانت منطقة عراق المنشية مستهدفة من اليهود فكانت ترابط بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل، وعندما كان أحمد عبد العزيز في طريقه إليها بصحبة اليوزباشى صلاح سالم اشتبه بها أحد الحراس وظنها من سيارات العدو، فأطلق عليها الرصاص، فأصابت إحداها أحمد عبد العزيز فاستُشهد في الحال.[3]توجد مقبرة البطل أحمد عبد العزيز في قبة راحيل شمال بيت لحم، وله هناك نصب تذكارى شامخ، وقد أحاطته مؤخرا سلطات الأحتلال الأسرائيلي بسياج من الأسلاك الشائكة والأسوار العالية التي بها فتحات مراقبة لبنائها كنيسا يهوديا بالقرب منه، كما أطلقت رصاصة على شاهد قبره من قبل قوات الأحتلال ولكنها لم تكسره. وقد سمى أحد أهم وأرقى الشوارع بمصر على أسمه (شارع البطل أحمد عبد العزيز) تخليدا لذكرى هذا البطل العظيم ويوجد هذا الشارع بمنطقة المهندسين بالقاهرة.
|
|
| |
Rafat عضو ماسى
الدولة : العمر : 46 عدد الرسائل : 2175 تاريخ التسجيل : 25/12/2008 المزاج :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 2 مايو 2010 - 14:23 | |
| |
|
| |
غادة عضو ذهبي
الدولة : عدد الرسائل : 1371 تاريخ التسجيل : 04/01/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 2 مايو 2010 - 15:01 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 2 مايو 2010 - 22:07 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 2 مايو 2010 - 22:07 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 3 مايو 2010 - 0:17 | |
| عزيز بن محمد بن عثمان أباظة،.../1898-1973
عزيز بن محمد بن عثمان أباظة، شاعر وأديب من أسرة مصرية وجيهة أخرجت عدداً من رجال السياسة والقلم في تاريخ مصر الحديث.
ولد في منطقة الشرقية، ودرس القانون وتخرج في كلية الحقوق بالقاهرة سنة 1923 وعمل في المحاماة ثم التحق بالحكومة وشغل عدة مناصب فيها، فعمل مدّعياً عامّاً فقاضياً ثم أصبح واحداً من أعضاء مجلس النواب عام 1929. وعاد بعد ذلك ليتولى مناصب إدارية فكان في سنة 1941 حاكماً عسكريّاً لمنطقة القناة وفي سنة 1947 مديراً لأسيوط، ثم عيّن عضواً بمجلس الشيوخ.
اختير عضواً بمجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1959 ثم بالمجمع العلمي العراقي .
أثّر فيه موت زوجه وهي في ريّق صباها، فكان إذا أبهظه الألم رثاها بقصائد شعرية، يبثّ فيها حزنه وألمه، وكان شعره ينطق بوفائه لزوجه ويصوّر عمق إحساسه بفقدها ويتم أولادهما بعدها.. وقد جمع قصائده في ديوانه «أنّات حائرة» الذي قدّم له طه حسين.
غير أن عزيز أباظة ما لبث أن اتجه إلى المسرح الشعري مترسّماً خطا شوقي في المسرحية الشعرية، وقد استمد مثله معظم مسرحياته من التاريخ العربي الإسلامي. ويبدو تأثره بشوقي خاصة، في مسرحية «قيس ولبنى» فهي تشبه «مجنون ليلى» فكرةً وموضوعاً، ومع أنه حاول أن يجعلها قريبة من واقع الحياة ويرضي في ختامها عواطف الجماهير فيرجع لبنى إلى حبيبها قيس، فإنه ابتعد عن روح البيئة التي جرت فيها حوادث المسرحيّة.
وقد اتكأ على الأسطورة أحياناً أكثر من اتكائه على التاريخ كما فعل في مسرحية «العباسة أخت الرشيد». وتدور أحداث مسرحية «قافلة النور» حول انتشار الدعوة الإسلامية بين أهل الحيرة. أما زمانها فهو السنة السابقة للهجرة. والمسرحية الوحيدة التي استمدها من غير التاريخ العربي الإسلامي هي مسرحية «قيصر» التي سبق أن استمد أكثر من شاعر غربي مسرحية من موضوعها.
وقد قام عزيز أباظة بتجربة شعرية في ميدان المسرحية، وذلك بإنشاء مسرحية اجتماعية شعراً في «أوراق الخريف».
حاول عزيز أباظة أن يتجنب ما وقع فيه شوقي من صعوبات في مسرحيات فاحتك برجال المسرح، وعرف أصول المسرح وقواعده. ومع ذلك بقي، كمعظم الأدباء العرب الذين أسهموا في كتابة المسرحية الشعرية، يتبع في كتابته اللغة الأدبية الغنائية التي استمدها من ذاكرته الواعية للتراث العربي القديم مما بعد به عن روح العصر، وأبعد لغته عن طبيعة الحوار المسرحي وما يقتضي النص من تطور الشخصيات والحبكة المسرحية.
ترك عزيز أباظة آثاراً أدبية شعرية، منها: «ديوان» و«أنّات حائرة» ومسرحيات هي «قيس ولبنى» و«العباسة» و«غروب الأندلس» و«عبد الرحمن الناصر» و«شجرة الدّر» و«أوراق الخريف» و«قافلة النور» و«قيصر»، أما آخر كتبه فكان «من إشراقات السيرة النبوية». وقد رأى محمد مندور في ديوان «أنات حائرة» حدثاً فريداً في تاريخ الشعر العربي، لأن الشعر العربي لم يألف الحديث عن الزوجة.
اتسم أسلوبه بالجزالة والقوة والفخامة، سواء في ديوانيه الشعريين أم في مسرحياته. |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 3 مايو 2010 - 0:20 | |
| عائشة عبد الرحمن،..../1913 ـ 1998
بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن، وبنت الشاطئ هو الاسم المستعار الذي استقته من نهر النيل الذي تفتحت عيناها عليه حيث يقع بيت جدها على شاطئه، واختارته لتذيل به كتاباتها، فاشتهرت به. ولدت في مدينة دمياط بمصر، ونشأت في بيت علم ودين وتصوف، فقد كان أبوها عالماً أزهرياً وكانت أمها بنت الشيخ إبراهيم الدمهوجي الذي ولدت عائشة في بيته، وكان لهذه النشأة الأثر الكبير في تنمية مواهب عائشة وفي تحديد مسيرتها العلمية والأدبية. وهذا ما أكدته في حديث لها، فقالت: «لا ريب أن نشأتي في بيت علم ودين، وجهتني من بدء حياتي إلى الدرب الذي سرت فيه».
في سن الخامسة بدأت عائشة تحفظ آيات القرآن الكريم، وعندما حان زمن التحاقها بالمدرسة رفض أبوها لأنه كان يرى أن بنات المشايخ لا يخرجن إلى المدارس، وإنما يتعلمن في بيوتهن. وبعد محاولات مجهدة استطاع جدها أن يقنع والدها بالسماح لها بالذهاب إلى المدرسة، على شرط أن تتابع في البيت دراستها الدينية، وأن تنقطع عن المدرسة عند سن البلوغ.
تفوقت عائشة في دروسها المدرسية والبيتية إرضاءً لأبيها، ولما أتمَّت دراستها الابتدائية عاد الوالد إلى تعنته ورفض أن تواصل تعليمها في المدرسة. لكن جدّها استطاع على الرغم من عجزه الجسدي أن يلحقها بالمدرسة على كره من أبيها. وقد تحملت أمها بسببها قسوة الزوج وصلفه، وواجهت عنها «لطمات الرياح وهزات الموج، حتى أوصلتها إلى شط الأمان».
في بيت جدها، تعرفت عائشة عن طريق الصحف على الحياة العامة واطلعت على المشكلات التي تحدث في الواقع. وفي بداية الثلاثينات تواصلت مع الصحافة، فكتبت في مجلة النهضة النسائية والتقت صاحبتها السيدة لبيبة أحمد التي ألحقتها بالعمل معها. ونشرت مقالات عن الريف المصري وفلاحه في جريدة الأهرام، وبعد مدة أصبحت عضواً في أسرة التحرير.
عندما أتمت دراستها الثانوية، رغبت في الانتساب إلى مدرسة المعلمات، لكن والدها عاد من جديد إلى إصراره على حجزها في البيت. وحرصا على استمرار العلاقة بين أمها وأبيها، وكان جدها قد توفي، قبلت على مضض ودرست في البيت وتقدمت إلى الامتحان في طنطا، وكانت أولى الناجحات في مصر عام 1929م.
وفي عام 1934م نالت شهادة البكالوريا بعد دراسة شاقة ومتابعة دؤوب، واستطاعت في عام 1935م أن تدخل جامعة القاهرة بعد أن كانت تظن أن جميع الأبواب موصدة دونها. في عام 1939م نالت من كلية الآداب شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها ونالت شهادة الماجستير عام 1941م، وكانت عن «الحياة الإنسانية عند أبي العلاء المعري». وشهادة الدكتوراه عام 1950م وكانت في تحقيق «رسالة الغفران» للمعري.
ابتدأت بنت الشاطئ أول عمل لها في كلية البنات بالجيزة عام 1930م، بوظيفة كاتبة، ثم عملت مفتشة للغة العربية في وزارة التعليم بمصر 1943-1944م، ثم عينت أستاذة مساعدة بجامعة عين شمس من عام 1951-1961م وأستاذة كرسي ورئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1962-1972م وأستاذة منتدبة للإشراف على بحوث الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر عام 1968م، وعملت في جامعة السودان، وتونس، والمغرب، وبيروت، والرياض.
وتعد بنت الشاطىء مثالاً للمرأة المسلمة المفكرة، وقد وصفها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بأنها الوجه الإسلامي لمصر. وتعد أيضاً أحد الرموز الفكرية النسوية العربية التي تنتمي إلى عصر النهضة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. هذه النهضة التي شكلت وعي الإنسان العربي حضارياً وثقافياً وفكرياً واجتماعياً. وقد شاركت في بعض القضايا الاجتماعية، مثل: قضية المرأة وتحررها ومكانتها في الإسلام، وكتبت فيها عددا من المقالات الصحفية، وحصلت على جوائز وأوسمة عديدة في مصر وفي عدد من الدول العربية.
تزوجت بنت الشاطىء من أستاذها أمين الخولي الذي ساندها في مسيرة حياتها، وكان لها خير زوج وصديق، ورزقت منه بولد وابنتين. عانت الوحدة بعد وفاته ووفاة ابنها وإحدى ابنتيها، وهجرة ابنتها الثانية مع زوجها خارج مصر.
تمثل بنت الشاطىء ثقافة قرن بكامله، فقد عايشت الكثير من التحولات الثقافية والاجتماعية التي حصلت في القرن العشرين، وتأثرت بتوجهاتها الفكرية.
وتميزت بثراء إنتاجها العلمي والفكري والأدبي وتنوعه، فكتبت الدراسات القرآنية والفقهية والتاريخية والأدبية، كما كتبت المقالة الصحفية والسيرة الذاتية، وتركت تراثاً من الكتب المهمة في هذه المجالات، يذكر منها: «القرآن والتفسير العصري»، و«القرآن وقضايا الإنسان»، و«تراجم سيدات بيت النبوة» أم النبي، نساء النبي، السيدة زينب، السيدة سكينة، و«الشخصية الإسلامية» دراسة قرآنية، و«الخنساء»، و«تراثنا بين ماض وحاضر»، و«لغتنا والحياة»، و«قراءة جديدة في رسالة الغفران» نص مسرحي من القرن الخامس الهجري، و«الإسرائيليات في الغزو الفكري»، و«على الجسر» رحلة بين الحياة والموت. سجلت فيه جزءا من مذكراتها.
توفيت بنت الشاطئ وصلى على جثمانها شيخ الجامع الأزهر.
|
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 3 مايو 2010 - 0:31 | |
| أول رئيس للدولة السورية 1926-1928
هو أحمد نامي باشا ابن إبراهيم فخري باشا يغواش عين رئيسآ ل سوريا في 1926 م.
مولده وسيرته :- وُلد أحمد نامي بك عام 1878 م ودرس في فرنسا وعمل في أزمير وتزوج السلطانة عائشة أُخت السلطان عبد الحميدالثاني عام 1908 م فأصبح يلقب بالداماد أي صهر السلطان العثماني، وتعود أصوله إلى قبيلة الشابسوغ التي تبوأ أفرادها مناصب رفيعة في عدة بلاد عربية.
عاد إلى بيروت بعد الحرب العالمية الأولى وكانت تابعة للدولة السورية وتوثّقت صلاته بالكاتب والسياسي الفرنسي المسيو دي جوفنيل الذي أصبح مفوضا ساميا لفرنسا في سوريا بعد فرض الانتداب الفرنسي على سوريا.
طلب إليه المسيو دي جوفنيل قبول رئاسة الدولة السورية وتشكيل الوزارة في وقت عمّت فيه الثورات الوطنية في سوريا وانعدمت السلطات المدنية، فقبل ذلك وفق شروط تُلبّي المطالب الوطنية السورية.وتمّ تعيينه رئيسا للدولة السورية ورئيسا للوزراء بتاريخ 30 نيسان 1926 م وشكّل وزارته في 4 أيار 1926 م وأعلنت وزارته بيانا وزاريا وطنياً مُتطرّفا يحمل المطالب الوطنية السورية ويُطالب سلطات الانتداب الفرنسية بتحقيقها، وأهم هذه المطالب تحقيق الوعد بإعادة ضمّ لواء الإسكندرونة إلى الإ تحاد السوري، وتحويل الانتداب الفرنسي إلى معاهدة بين سوريا وفرنسا، ووضع دستور للبلاد، وتشكيل جيش سوري وطني، وقبول سوريا عضوا في عُصبة الأُمم وذلك بالإستناد إلى الوعود الشفهيّة والمكتوبة من سلطات الانتداب الفرنسي والتي تنصّلت منها فيما بعد.
إشترك معه في الوزارة السيد لطفي الحفارالكُزبري وزيرا للزراعة وهو سكرتير حزب الشعب الذي احتضن الثورة وأصبح رئيسا للوزراء فيما بعد والسيد فارس الخوري وزيرا للمعارف وهو من حزب الاستقلال وأصبح رئيسا للمجلس الوطني، والسيد حسني البرازي وزيرا للداخلية وهو من حزب الشعب أيضا.
قدّم الداماد أحمد نامي بك استقالته من رئاسة الدولة السورية في 8 شباط 1928 م نتيجة لتفاقم الخلافات بينه وبين سلطات الانتداب الفرنسية فكان بذلك أول رئيس دولة سوري (حيث جمع منصب رئاسة الدولة السورية مع منصب رئيس الوزراء) بعد انتهاء العهد الفيصلي فيها.
رشّح نفسه لانتخابات الجمعية التأسيسية عام 1928 م فأنتُخب نائبا عن دمشق.
كان من بين المُرشّحين للجلوس على عرش سورية في الفترة 1931-1933 م
وفاته :- عاش الداماد أحمد نامي بك بعد ذلك مُعتزلا الحياة السياسية وتوفي في بيروت عام 1963 م ودفن في مقبرة العائلة.
المصادر: كتاب (أعلام الشراكسة) -فيصل حبطوش خوت أبزاخ- عمان - الأردن - 2007م |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 3 مايو 2010 - 0:36 | |
| |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الثلاثاء 4 مايو 2010 - 2:37 | |
| مي زيادة
مي زيادة (1886 - 1941) كانت شاعرة وأديبة فلسطينية، ولدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. كانت تتقن ست لغات، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية.
ولدت ماري زيادة (التي عرفت باسم ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886 [1]. ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم فلسطينية أرثوذكسية. تلقت الطفلة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان. وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية, وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة من كتاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, وأحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته. أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بـجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931.
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية وأول أعمالها بالفرنسية اسمها أزاهير حلم ظهرت عام 1911 وكانت توقع باسم ايزس كوبيا, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920), (كلمات وإشارات) (1922), (المساواة) (1923), (ظلمات وأشعة) (1923), (بين الجزر والمد) (1924), و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. وعادت ميّ إلى مصر لتتوفّى بالقاهرة في 17 تشرين أول(أكتوبر) 1941.
أتمت دروسها في لبنان ثم هاجرت مع أبيها إلى القاهرة. نشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية منذ صباها فلفتت الأنظار إليها. كانت تعقد مجلسها الأدبي كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع وقد امتازت بسعة الأفق ودقة الشعور وجمال اللغة.توفيت عام 1941 م في مصر.
ربما قليلون فقط يعرفون أن مي زيادة عانت الكثير وقضت بعض الوقت في مستشفى للأمراض النفسية وذلك بعد وفاة جبران فأرسلها أصحابها بإرسالها إلى لبنان حيث يسكن ذووها فأساؤوا إليها وأدخلوها إلى مستشفى الأمراض العقلية مدة تسعة أشهر وحجروا عليها فإحتجت الصحف اللبنانية وبعض الشرفاء من الكتاب والصحفيين يحتجون بعنف على السلوك السيء من قبل ذويها تجاه مي فنقلت إلى مستشفى خاص في بيروت ثم خرجت إلى بيت مستأجر حتى عادت لها عافيتهاو أقامت عند الأديب أمين الريحاني عدة أشهر ثم عادت إلى مصر وبذلك يمكن القول مع الاستاذة نوال مصطفى أن :الفصل الأخير في حياة مي كان حافلاً بالمواجع والمفاجآت! فصل بدأ بفقد الأحباب واحدًا تلو الآخر.. والدها عام 1929. جبران عام 1931. ثم والدتها عام 1932.
وعاشت مي صقيع الوحدة.. وبرودة هذا الفراغ الهائل الذي تركه لها من كانوا السند الحقيقي لها في الدنيا. وحاولت مي أن تسكب أحزانها على أوراقها وبين كتبها.. فلم يشفها ذلك من آلام الفقد الرهيب لكل أحبابها دفعة واحدة.
فسافرت في عام 1932 إلى إنجلترا أملاً في أن تغيير المكان والجو الذي تعيش فيه ربما يخفف قليلاً من آلامها.. لكن حتى السفر لم يكن الدواء.. فقد عادت إلى مصر ثم سافرت مرة ثانية إلى إيطاليا لتتابع محاضرات في جامعة بروجية عن آثار اللغة الإيطالية.. ثم عادت إلى مصر.. وبعدها بقليل سافرت مرة أخرى إلى روما ثم عادت إلى مصر حيث استسلمت لأحزانها.. ورفعت الراية البيضاء لتعلن أنها في حالة نفسية صعبة.. وأنها في حاجة إلى من يقف جانبها ويسندها حتى تتماسك من جديد.
من أشهر أعمالها كتاب المساواة. باحثة البادية. سوانح فتاة. كلمات وأشارات. نعم ديوان الحب و لفد كانت عاشقة جبران خليل جبران و لقد وعدها بان يلتقوا ولكن مات قبل وفاء وعدة |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الخميس 6 مايو 2010 - 2:05 | |
| فوزي القاوقجي فوزي القاوقجي فوزي القاوقجي (الثالث من اليمين) عام 1936.فوزي القاوقجي (1890-1977): ضابط سوري. ولد في طرابلس (في لبنان اليوم). درس في المدرسة الحربية في الأستانة (إسطنبول)، وتخرج ضابطاً في سلاح الخيالة العثماني عام 1912. عمل في الموصل (العراق)، وشارك في المعارك ضد الإنكليز خلال الحرب العالمية الأولى في العراق 1914 وفلسطين 1916. لكن النقطة البارزة في حياته كانت توليه قيادة جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1947.
ساعد الملك عبد العزيز آل سعود في تشكيل الجيش السعودي عام 1928 ثم انضم إلى الملك فيصل في العراق في عام 1932 ثم قام بتشكيل قوات متطوعه عربية توجه بها إلى فلسطين عام 1936.
تميز القاوقجي بشجاعته النادرة وعروبته التي دفعته لخوض المعارك ضد الاستعمار الأوروبي في مجمل المناطق العربية ففي فلسطين شارك في ثورة 1936 وفي العراق ساهم في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941.
تولى قيادة جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1947، وجند الكثير من المتطوعين الفلسطينيين بين عامي 1947 و 1948 لقتال المحتلين الإسرائيليين ومن هؤلاء المتطوعين ضباط مشاهير من مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية لاحقاً وجيش التحرير الفلسطيني.
قاد القاوقجي عدداً من المعارك ضد الإسرائيليين، أهمها معركة المالكية مع القوات السورية واللبنانية في حزيران (يونيو) 1948. قدم استقالته بعد اتفاقيات هدنة 1949 بين العرب وإسرائيل. وعاش في دمشق ثم في بيروت بقية حياته حتى وفاته عام 1977.
غير أن مما لا ينبغي إغفاله أن لظروف تلك المرحلة أثر في تشويش الصورة حول فوزي القاوقجي، ففيما ينظر البعض إليه كقائد ومناضل فذ فإن هناك من يرميه بالعمالة للإنكليز، وبأنه كان دسيسة لهم، وعميلاً مزدوجاً حيث كان يتعاون في الظاهر مع الألمان وفي الباطن يتعاون مع الإنكليز، ويرميه هؤلاء بأنه كان يحاول التفريق بين القادة العرب، ومن هؤلاء الدكتور معروف الدواليبي الذي كان يجزم بذلك، ويذكر في هذا السياق محاولة القاوقجي إثارة الفرقة بين رشيد عالي الكيلاني والحاج أمين الحسيني، كما يعزز كلامه بسياق عدد من الوقائع التي تثير - إن صدقت- ظلالاً من الشك في حقيقة كونه مناضلاً صادقاً (مذكرات معروف الدواليبي نشر مكتبة العبيكان ص56).
وعلى رغم كل ما يقال فإن موقع القاوقجي في الذاكرة العربية لا يزال موقع المناضل الشريف، ولا يزال اسمه يلقى كل التكريم والاحترام.
|
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 10 مايو 2010 - 23:15 | |
| جميلة بوحيدر المناضلة الجزائرية جميلة بوحيدر، ليست رمزاً من رموز النضال الجزائري فحسب، بل علامة بارزة أيضاً في حركات التحرر التي عرفها العالم لكسر شوكة الاستعمار، فلا تكاد تذكر هذه الحركات إلا ويذكر معها جميلة بوحيدر، هذه المرأة القابعة قي دائرة الظل وخلف أسوار عالية من الغموض الذي كاد أن يجعل منها أسطورة.
حتى إن الدوائر الرسمية الجزائرية لا تعرف عنها إلا القليل وربما هو ما يفسر ورود اسمها في قائمة الشهداء، مع أنها مازالت حية ترزق وتقيم حالياً حسب آخر المعلومات في العاصمة الفرنسية باريس، بعيداً عن أعين وسائل الإعلام التي عجزت عن استنطاقها.
وجميلة بوحيدر، هذه المرأة التي كانت شوكة في خاصرة الاستعمار الفرنسي، ولدت عام 1935م بحي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة، وترعرعت في أسرة متوسطة الحال بين أم تونسية الأصل وأب جزائري مثقف، وسبعة إخوة هي الفتاة الوحيدة بينهم، تشربت مبادئ النضال من أبيها الثائر، وأمها التي انتفضت غاضبة حينما سمعتها تردد عبارة من كتاب التاريخ تقول: "أسلافنا هم الغال، أي شعب الغال الذي ينتمي إليه الفرنسيون"، وزرعت فيها أولى بذور الوطنية والانتماء حينما قالت لها: "الجزائر وطنك، والعروبة هويتك والإسلام دينك، وإفريقيا جنتك التي يجب أن تعود كاملة لأصحابها الإفريقيين"، وهو الكلام الذي انعكس بشكل جلي على حياتها التي أخذت منعطفاً ثورياً بدا واضحاً في مخالفتها للطلاب الجزائريين الذين كانوا يرددون في طابور الصباح "أمنا" أي فرنسا، ولكنها وحدها التي كانت تغرد خارج السرب وهي تردد "الجزائر" فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي وعاقبها بشدة، ولكن هذا العقاب لم يؤت أكله بل زادها إصراراً وتشبثاً بموقفها الذي قويت شوكته بانضمامها إلى صفوف الثورة الجزائرية عام 1956م وهي لا تزال تلميذة، فاضطلعت بالمهام الصعبة التي لا يقوى عليها إلا الرجال الأشداء، حيث كانت تقوم بنقل الأسلحة وزرع القنابل والعبوات الناسفة في الأماكن التي يرتادها المستعمرون، كما عملت مسؤولة ارتباط مع القائد سعدي ياسف، لذلك أصبحت من أكثر المطلوبين من طرف الاستعمار الفرنسي الذي تمكن من إصابتها برصاصة في الكتف عام 1957م والقبض عليها.
وخلف أسوار المستشفى تعرضت لأشد أنواع التعذيب الذي تمثل في الصعق الكهربائي ولمدة ثلاثة أيام لحملها على الاعتراف على زملائها، ولكنها ظلت مستعصمة بالصبر لئلا ينطق لسانها بكلمة تفشي أسرار إخوانها الثوار، غير أنها كلما ازدادت إصراراً على موقفها ازداد زبانية الاستعمار غلاً، ونزلوا على جسدها المكدود بصعقات كهربائية متتالية حتى تفقد وعيها، ولكن عندما تفيق تصعقهم بصعقة أكبر حينما تقول: "الجزائر أمنا"، لذلك أيقن الاستعمار الفرنسي أن انتزاع أي اعتراف منها بات أمراً مستحيلاً، فتقرر محاكمتها صورياً، وحكم عليها بالإعدام الذي تحدد له يوم 7 مارس 1958م، إلا أنها لم تقدم قضيتها قرباناً للاستعمار الفرنسي حتى يصفح عنها، وما ضعفت وما استكانت بل قالت لقادته: "أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام، ولكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".
وتذكر بعض المصادر أنها كتبت في مذكراتها بعد أن تقرر إعدامها هذه العبارة: "كان ذلك اليوم من أجمل أيام حياتي، لأني سأموت من أجل استقلال بلادي الجزائر". وتضيف أنه بعد عودتها من المحكمة إلى غياهب السجن، استقبلها زملاؤها السجناء من المناضلين بأغنية: "الله أكبر تضحيتنا للوطن". كانت لحظة مؤثرة تعجز الكلمات عن وصفها، ومع وحشية تلك الأيام التي قضتها في السجن إلا أنها تصفها بأنها من الأيام الخالدة التي لا تمحى من الذاكرة، وتضيف هذه المصادر، أنها كانت تقول لأمها عندما تزورها في السجن: "لعلك لا تجديني هنا في المرة القادمة"، فتضمها أمها وهي تبكي وتقول لها: "ما أسعدك يا جميلة أن تموتي شهيدة، وما أسعدني أنا الأخرى أن يشار إلي بالبنان"، تلك هي أم الشهيدة، ولكن محاميها الفرنسي "جاك فير جاس" الذي تزوجت منه بعد خروجها من السجن وبعد اعتناقه الإسلام، كان مؤمناً أشد الإيمان بقضيتها، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، فكان عقبة كأداء في وجهه الاستعمار الفرنسي الذي تراجع عن حكم الإعدام، تحت ضغط الرأي العام العالمي الذي حركه المحامي الفرنسي كالإعصار في وجه "الاستدمار" الفرنسي.
وبعد أن قضت ثلاث سنوات في السجن، نقلت إلى فرنسا لتقضي ثلاث سنوات أخرى خلف جدران الزنزانة إلى أن أطلق سراحها مع الأسرى الجزائريين في أعقاب "اتفاقية إيفيان" التي كسرت الطوق الحديدي الذي ضربته فرنسا على الجزائر منذ 1830م، وبعد الاستقلال تولت جميلة بوحيدر رئاسة اتحاد المرأة الجزائرية، وخاضت في سبيل هذا الاتحاد نضالاً من نوع آخر لتثبيت القرارات واتخاذ الإجراءات؛ لأنها لم تكن على وفاق مع الرئيس الأسبق "أحمد بن بله".
وكان من الطبيعي أن تلهب هذه المرأة التي تكسرت على صدرها رماح العدو الفرنسي أفئدة الأدباء والشعراء حيث قال فيها الشاعر الراحل نزار قباني: الاسم جميلة بوحيدر رقم الزنزانة تسعون
في السجن الحربي بوهران والعمر اثنان وعشرون
والشعر العربي الأسود كالصيف كشلال الأحزان
إبريق للماء وسجان ويد تنضم على القرآن
وامرأة في ضوء الصبح تسترجع في مثل البوح
آيات محزنة الارنان |
|
| |
ghada القيثارة الفضية
الدولة : عدد الرسائل : 9669 تاريخ التسجيل : 20/12/2007 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الثلاثاء 11 مايو 2010 - 13:01 | |
| تسلم الأيادي يا سيرين ونور على السير الذاتية القيّمة ، وشكراً لكل مَن أضاف وسيضيف شخصية عربية لامعة |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأربعاء 19 مايو 2010 - 0:51 | |
| تـــــوفـيـــــــق الحكيـــــــــــــم
إنه الرائد الأكبر للمسرح الـحديث ، والكاتب الفنان العظيم الذي حاول أن ينقض مقولة كبرت بريفر القائلة: " إلى يومنا هذا لا توجد دراما عربية، بل توجد فقط دراما باللغة العربية. لأن جميع المسرحيات التي ظهرت في لغة محمد ليست إلا ترجمات، وعلى أحسن الفروض تقليدات تحاكي الأعمال الأوروبية ". إنه توفيق الحكيم الذي غذى الفن الدرامي و جعله فرعا هاما من فروع الأدب العربي ؛ وخير دليل على ذلك أعماله المسرحية التي تربو على الخمسين باختلاف أنواعها وشخصياتها ، لذا كان جديرا أن يطلق عليه اسم ( والد المسرح العربي )
أمـا عن السيرة الذاتيـة للحكيـم فنعرف أنه ولـد فـي مدينـة الإسكندريـة عـام 1898 مـن والـد مصـري فـي قريـة (الدلنجـات ) إحـدى قـرى مركـز ( ايتاي البـارود ) بمحافظـة البحـيرة
لكنَ هناك من يـؤرخ تاريخاً آخر لولادة توفيـق الحكيـم ـ رغم تأييد الحكيـم نفسه لهذا التاريخ ـ وذلك حسبما أورده الدكتور إسماعيـل أدهـم والدكتور إبراهيـم ناجي فـي دراستهمـا عـن الحكيـم حيث أرَخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية ( الرمل ) فـي مدينة الإسكندرية. لكنَ أرجح الآراء تأكد على أنّ تاريخ مولده كان عام 1898.
اشتغل والد الحكيم بالسلك القضائي، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، وكانت أمه سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي لذا كانت صارمة الطباع، تعتز بعنصرها التركي أمام زوجها المصري، وتشعر بكبرياء لا حد له أمام الفلاحين من أهله وذويه.
وكثير ما أقامت هذه الأم الحوائل بين الطفل توفيق وأهله من الفلاحين، فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي، وبدأت تختلج في نفسه أنواع من الأحاسيس والمشاعر نتيجة لهذه العزلة التي فرضتها والدته عليه، فنشأت في نفسه بذور العزلة منذ صغره ، وقد مكّنه ذلك من أن يبلغ نضجاً ذهنياً مبكراً.
وقضى الطفل مرحلته الابتدائية بمحافظة البحيرة، ثم انتقل إلى القاهرة ليواصل دراسته الثانوية. وكان لتوفيق عَمّان بالقاهرة، يعمل أكبرهما معلماً بإحدى المدارس الابتدائية، بينما الأصغر طالباً بكلية الهندسة، وتقيم معهما أخت لهما. ورأى الوالد حفاظاً على ابنه أن يجعله يقيم مع عمّيه وعمتـه. لعل هؤلاء الأقارب يهيئون له المنـاخ المناسب للدراسة والتفرغ للدروس وتحصـيل العلم والتفرغ له.
وفي أواخر دراسته الثانية من تعليمه الثانوي عرف الحكيم معنى الحب فكان له أكبر الأثر في حياته. وقصة هذا الحب أنه أحب فتاة من سنه كانت ابنة أحد الجيران، الذي اتصلت أسباب الصلة بين عائلتها وبين عمة توفيق، ونتيجة لزيارة هذه الفتاة لمنزل عمته فقد تعلق الحكيم بها إلى درجة كبيرة، إلا أنه للأسف فإن نهاية هذا الحب هو الفشل، حيث أن هذه الفتاة ساءت علاقتها بعمة توفيق أولاً، كما أنها أحبت شخصاً آخر غير توفيق. وكانت لهذه الصدمة وقعها في نفس الحكيم، الذي خرج بصورة غير طيبة عن المرأة من خلال هذه التجربة الفاشلة. وقد عاصر هذه العلاقة العاطفية بين الحكيم وفتاته اهتمامه بالموسيقى والعزف على آلة العود، وعنيّ بالتمثيل وراح يتردد على الفرق المختلفة التي كانت تقيم الحفلات التمثيلية في المسارح، ومن أهمها: ( فرقة عكاشة ) التي قدّم لها الحكيم العديد من أعماله.
وفي هذه المرحلة انفجرت ثورة 1919. وكان لها الأثر الكبير في نفوس الشباب لأنها تعادي الإنجليز الذين يستغلون بلادهم، وكانت بزعامة سعد زغلول، لذا اشترك فيها الكثير من الشبان آنذاك. ورغم أنها فشلت وتم القبض على سعد زغلول وعلى الحكيم ـ الذي هو أيضاً اشترك فيها ـ وغيرهم، إلا أنها كانت ينبوعاً لأعمال الكثير من الأدباء والفنانين، لأنها أشعـلت الروح القومية في قلوبهم فأسـرعوا يقدمون إنتاجهم الذي يفيـض بالوطنيـة، فكانت أولى أعمال الحكـيم " الضيف الثقيل ". وبعد انقضاء فترة السجن في المعتقل درس الحكيم القانون بناءً على رغبة والده الذي كان يهدف من تعليم ابنه أن يحصل على الدكتوراه في القانون.
ونتيجة لاتصال الحكـيم بالمسرح العربي فقد كتب عدة مسرحيات كانت مواضيعها شرقية ويدل على ذلك عناوينها: " المرأة الجديدة " و " العريس " و " خاتم سليمان " و " علي بابا ".
بعد ذلك عزم الحكـيم على السفر إلى فرنسا لدراسة الحقوق، فأرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسـرح والتمثيل ويتفرغ لدراسة القانـون هناك. وكان سفره إلى باريس عام 1925. وفي باريس تطلـع الحكـيم إلى آفاقٍ جديدة وحياةٍ أخرى تختلف عن حياة الشـرق فنهل من المسرح بالقدر الذي يروي ظمأه وشوقه إليه.
وفي باريس عاصر الحكيم مرحلتين انتقاليتين هامتين في تاريخ المسرح هناك، وكان ذلك كالتالي:
1) المرحلة الأولى: وعاصر الحكيم فيها مرحلة المسرح بعد الحرب العالمية الأولى. عندما كانت ( المسارح الشعبية ) في الأحياء السكنية، أو (مسارح البوليفار) تقدم مسرحيات هنري باتاي، وهنري برنشتن، وشارل ميريه، ومسرحيات جورج فيدو الهزلية. وكانت هذه المسرحيات هي المصدر الذي يلجأ إليه الناقلون في مصر عن المسرح الغربي.
2) المرحلة الثانية: وتتمثل في الحركة الثقافية الجديدة التي ظهرت شيئاً فشيئاً في فرنسا. وتعتمد على مسرحيات ابسن وبراندللو وبرنارد شو وأندريه جيد وكوكتو وغيرهم .
وكان هناك أيضاً مسرح الطليعة في مسارح ( ألفييه كولومبييه، والايفر، والاتلييه ). فاطّلع الحكيم على هذه المسارح واستفاد منها لمعرفة النصوص المعروضة وأساليب الإخراج فيها. وحاول الحكيم خلال إقامته في فرنسا التعرف على جميع المدارس الأدبية في باريس ومنها اللامعقول، إذ يقول الحكـيم عن ذلك: " إن اللامعقول والخوارق جزء لا يتجزأ من الحيـاة في الشرق ".
وخلال إقامة الحكيم في فرنسا لمدة ثلاث سنوات استطاع أن يطلع على فنون الأدب هناك، وخاصة المسرح الذي كان شغله الشاغل، فكان نهار أيامه يقضيه في الإطلاع والقراءة والدراسة، وفي الليالي كان يتردد على المسارح والمحافل الموسيقية قاضياً فيها وقته بين الاستفادة والتسلية. وفي فرنسا عرف الحكيم أن أوروبا بأكملها أسست مسرحها على أصول المسرح الإغريقي. فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم وقام بقراءة المسرحيات اليونانية تراجيدية كانت أو كوميدية التي قام بكتابتها الشعراء المسرحيون اليونانييون. كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة.
وإضافة على اطلاعه على المسرح الأوروبي انصرف الحكيم إلى دراسة القصة الأوروبية ومضامينها الوطنية مما حدا به إلى كتابة قصة كفاح الشعب المصري في سبيل الحصول على حريته، فكتب قصة " عودة الروح " بالفرنسية، ثم حولها فيما بعد إلى العربية ونشرها عام 1933 في جزأين.
وفي عام 1928 عاد الحكـيم إلى مصر، وعيّن وكيلاً للنيابة عام 1930، وفي عام 1934 نقل مفتشاً للتحقيقات بوزارة المعارف، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم مديراً للدعاية والإرشاد بوزارة الشؤون الاجتماعية. وخلال هذه الفترة لم يتوقف الحكيم عن الكتابة في مجالات المسرح والقصة والمقال الأدبي والاجتماعي والسياسي، إلى أن استقال من عمله الحكومي في عام 1944 وذلك ليتفرغ لكتاباته الأدبية والمسرحية.
وفي نفس العام انضم إلى هيئة تحرير جريدة أخبار اليوم، وفي عام 1954 عيّن مديراً لدار الكتب المصرية، كما انتخب في نفس العام عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية. وفي عام 1956 عيّن عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي عام 1959 عيّن مندوباً لمصر بمنظمة اليونيسكو بباريس، وبعد عودته عمل مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971، كما ترأس المركز المصري للهيئة الدولية للمسرح عام 1962 وحتى وفاته
وفاز توفيق الحكيم بالجوائز والشهادات التقديرية التالية: 1) قلادة الجمهورية عام 1957. 2) جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى. 3) قلادة النيل عام 1975. 4) الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975. كما أطلق اسمه على فرقة ( مسرح الحكيم ) في عام 1964 حتى عام 1972، وعلى مسرح محمد فريد اعتباراً من عام 1987. وخلال حياة الحكيم في مصر ظهرت لنا كتاباته أدبية كانت أو مسرحية أو مقالات أو غيرها. وترك لنا الحكيم الكثير من الآثار الأدبية المتنوعة في أساليب كتاباتها، كما ترك لنا ذلك الرصيد الهائل من المسرحيات التي تنوعت بين ذهنية واجتماعية وأخرى تميل إلى طابع اللامعقول. وفي يوليو من عام 1987 غربت شمس من شموس الأدب العربي الحديث ورمز من رموز النهضة الفكرية العربية، شمس سيبقى بريقها حاضراً في العقلية العربية جيلاً وراء جيل من خلال ذلك الإرث الأدبي والمسرحي الذي أضافته للمكتبة العربية. فقد رحل نائب الأرياف توفيق الحكيم عن عمر يزيد على الثمانين، بعد حياة حافلة بالعطاء عمادها الفكر وفلسفتها العقل وقوامها الذهن.
مسرح توفيق الحكيـم
بالنسبة للمسرح فقد كانت أول أعمال الحكيم المسرحية هي التي تحمل عنوان " الضيف الثقيل ". ويقول عنها في كتابه سجن العمر ما يلي: " … كانـت أول تمثيليـة لي في الحجـم الكامل هي تـلك التي سميتها " الضيف الثقيل " … أظن أنها كتبت في أواخر سنة 1919. لست أذكر على وجه التحقيق … كل ما أذكر عنها ـ وقد فقدت منذ وقت طويل ـ هو أنها كانت من وحي الاحتلال البريطاني. وأنها كانت ترمز إلي إقامة ذلك الضيف الثقيل في بلادنا بدون دعوة منا "
وبالنسبة للمسرح عند الحكيم فقد قسم الحكيم أعماله المسرحية إلي ثلاثة أنماط رئيسية:
أولاً: المسرح الذهني ( مسرح الأفكار والعقل ) كتب الحكيم الكثير من المسرحيات الذهنية من أشهرها: 1) مسرحية " أهل الكهف ". ونشرت عام 1933. تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق. وقد لاقت نجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.
والجدير بالذكر أن المسرح القومي قد افتتح بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضة فيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسه الذي عزا السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرض عملياً.
إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذا الصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل. وكانت لكل منهم علاقات وصلات اجتماعية تربطهم بالناس والحياة، تلك العلاقات والصلات التي كان كلاً منهم يرى فيها معنى حياته وجوهرها. وفي حينها وعندما يستيقظون مرة أخرى يسعى كل منهم ليعيش ويجرد هذه العلاقة الحياتية، لكنهم سرعان ما يدركون بأن هذه العلاقات قد انقضت بمضي الزمن؛ الأمر الذي يحملهم على الإحساس بالوحدة والغربة في عالم جديد لم يعد عالمهم القديم وبالتالي يفرون سريعاً إلى كهفهم مؤثرين موتهم على حياتهم.
2) مسرحية " بيجماليون ". ونشرت عام 1942. وهي من المسرحيات الذهنية الشهيرة للحكيم، وهي من المسرحيات التي اعتمد فيها الحكيم على الأساطير، وخاصةً أساطير الإغريق القديمة. والأساطير إدراك رمزي لحقائق الحياة الإنسانية التي قد تكون قاسية. وهدفها خلق نوع من الانسجام بين الحقائق الإنسانية حتى تستطيع أن تستجمع إرادتنا وتوحد قوانا ويتزن كياننا المضطرب.
وحسب هذا المفهوم استغل الحكيم الأساطير وخاصةً الأساطير اليونانية، فكتب ثلاث مسرحيات أحداثها مستوحاة من التراث الإغريقي الأسطوري وهي: " براكسا " و" بيجماليون" و" الملك أوديب ". ولكنه بثّ في هذه المسرحيات أفكاره ورؤيته الخاصة في الموضوع الذي تتحدث عنه كل مسرحية.
3) مسرحية " براكسا " أو " مشكلة الحكم ". ونشرت عام 1939 وهي أيضاً مستقاة من التراث الإغريقي. ويظهر الحكيم من خلال هذه المسرحية وهو يسخر من الإطارالإغريقي من النظام السياسي القائم في مصر وهو الديموقراطية التي لم تكن في تقدير الحكيم تحمل سوى عنوانها. وفي هذه المسرحية التي تحمل الطابع الأريستوفاني جسدّ الحكيم آراؤه في نظام الأحزاب والتكالب على المغانم الشخصية والتضحية بالمصالح العامة في سبيل المنافع الخاصة.
4) مسرحية " محمد ". ونشرت عام 1936. لم تتجلى الموهبة العبقرية للحكيم كما تجلت في مسرحيته " محمد " وهي أطول مسرحياته بل أطول مسرحية عربية. وربما بسبب طولها فإنه من الصعب وضعها على المسرح. وقد استقى الحكيم مادتها من المراجع الدينية المعروفة. والمسرحية بمثابة سيرة للرسول عليه السلام، إذ أنها تشمل فقرات من حياة الرسول تغطي أهم جوانب تلك الحياة.
وهناك الكثير غير هذه المسرحيات الآنفة الذكر كتبها الحكيم، ومن أشهر مسرحياته: " شهرزاد " و " سليمان الحكيم " و " الملك أوديب " و " إيزيس " و " السلطان الحائر" … وغيرها.
ثانياً: مسرح اللامعقول يقول الحكيم في مجال اللامعقول: " … إنّ اللامعقول عندي ليس هو ما يسمى بالعبث في المذاهب الأوروبية …ولكنه استكشاف لما في فننا وتفكيرنا الشعبي من تلاحم المعقول في اللامعقول … ولم يكن للتيارات الأوروبية الحديثة إلا مجرد التشجيع على ارتياد هذه المنابع فنياً دون خشية من سيطرة التفكير المنطقي الكلاسيكي الذي كان يحكم الفنون العالمية في العصور المختلفة… فما إن وجدنا تيارات ومذاهب تتحرر اليوم من ذلـك حتى شعرنا أننـا أحـق من غيرنا بالبحث عـن هـذه التيارات في أنفسنا … لأنها عندنا أقدم وأعمق وأشد ارتباطاً بشخصيتنا ".
ولقد كتب الحكيم في هذا المجال العديد من المسرحيات ومن أشهرها: 1) مسرحية " الطعام لكل فـم ". وهي مزيج من الواقعية والرمزية. ويدعوا الحكيم في هذه المسرحية إلى حل مشكلة الجوع في العالم عن طريق التفكير في مشروعات علمية خيالية لتوفير الطعام للجميع، فهو ينظر إلى هذه القضية الخطيرة نظرته المثالية نفسها التي تعزل قضية الجوع عن القضية السياسية. فالحكيم لا يتطرق هنا إلى علاقة الاستعمار والإمبريالية والاستغلال الطبقي بقضية الجوع ولا يخطر بباله أو أنه يتناسى عمداً أن القضاء على الجوع لا يتم إلا بالقضاء على الإمبريالية التي تنهب خيرات الشعوب نهباً، ولا يتم ذلك إلا بالقضاء على النظام الرأس مالي الاستغلالي وسيادة النظام الاشتراكي الذي يوفر الطعام للكل عن طريق زيادة الإنتاج والتوزيع العادل.
2) مسرحية " نهر الجنون ". وهي مسرحية من فصل واحد، وتتضح فيها أيضاً رمزية الحكـيم. وفيها يعيد الحكيم علينا ذكر أسطورة قديمة عن ملك شرب جمـيع رعاياه من نهر كان ـ كما رأى الملك في منامه ـ مصدراً لجنون جميع الذين شربوا من مائه، ثمّ يعزف هو ورفيق له عن الشرب، وتتطور الأحداث حتى ليصّدق رعاياهم فعلاً أن هذين الاثنين الذين لم يشربا مثلهم ـ بما فيهما من اختلاف عنهم ـ لا بدّ وأنهما هما المجنونان إذاً. وعلى ذلك فإنّ عليهما أن يشربا أيضاً مثلما شربوا. وقد جردّ الحكيم مسرحيته من أي إشارة إلى الزمان والمكان. وهكذا فإننا نستطيع أن نشعر بصورة أكثر وضوحاً لاعترض الحكيم ضد هذا القسر الذي يزاوله المجتمع على الإنسان فيجبره على الإنسياق و التماثل.
وهناك العديد من المسرحيات الأخرى المتسمة بطابع اللامعقول، ومن أهمها: " رحلة إلى الغد " و " لو عرف الشباب ". وفي المسرحية الأولى منهما يسافر رجلان خمسمائة سنة في المستقبل. وفي الثانية يسترد رجل مسن شبابه. ويحاول هؤلاء جميعاً التكيف مع حياتهم الجديدة ولكنهم يخفقون.
ويخرج الحكيم من هذا بأنّ الزمن لا يقهر، والخلود لا ينال، لأنهما أبعد من متناول أيديّنا. وإلى جوار فكرة الزمن يشير الحكيم إلى النتائج الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن البحث العلمي والتقدم فيه.
خصائص مسرح توفيق الحكيم
يمكن أن نجمل أهم مميزات مسرح توفيق الحكيم فيما يلي: 1) التنوع في الشكل المسرحي عند الحكيم. حيث نجد في مسرحياته: الدراما الحديثة، والكوميديا، والتراجيوكوميديا، والكوميديا الاجتماعية. 2) جمع الحكيم بين المذاهب الأدبية المسرحية في كتاباته المسرحية. حيث نلمس عنده: المذهب الطبيعي والواقعي والرومانسي والرمزي. 3) نتيجة لثقافة الحكيم الواسعة واطلاعه على الثقافات الأجنبية أثناء إقامته في فرنسا فقد استطاع أن يستفيد من هذه الثقافات على مختلف أنواعها. فاستفاد من التراث الأسطوري لبعض هذه الثقافات، ورجع إلى الأدب العربي أيضاً لينهل من تراثه الضخم ويوظفه في مسرحياته. 4) استطاع الحكيم في أسلوبه أن يتفادى المونولوج المحلي الذي كان سمة من سبقه. واستبدله بالحوار المشع والحبكة الواسعة. 5) تميزت مسرحيات الحكيم بجمال التعبير، إضافة إلى حيوية موضوعاتها. 6) تزخر مؤلفات الحكيم بالتناقض الأسلوبي. فهي تلفت النظر لأول وهلة بما فيها مـن واقعية التفصيلات وعمق الرمزية الفلسـفية بروحها الفكهة وعمق شاعريتها… بنزعة حديثة مقترنة في كثير من الأحيان بنزعة كلاسيكية. 7) مما يؤخذ على المسرحيات الذهنية عند الحكيم مسألة خلق الشخصيات. فالشخصيات في مسرحه الذهني لا تبدوا حيةً نابضةً منفعلة بالصراع متأثرةً به ومؤثرةً فيه. 8) تظهر البيئة المصرية بوضوح في المسرحيات الاجتماعية. ويَبرُز الحكيم فيها من خلال قدرته البارعة في تصوير مشاكل المجتمع المصري التي عاصرتها مسرحياته الاجتماعية في ذلك الوقت. وأسلوب الحكيم في معالجته لهذه المشاكل. 9) ظهرت المرأة في مسرح توفيق الحكيم على صورتين متناقضتين. كان في أولاهما معادياً لها، بينما كان في الأخرى مناصراً ومتعاطفاً معها. 10) يمكن أن نستنتج خاصية تميز مسرح الحكيم الذهني بصفة خاصة ومسرحه الاجتماعي ومسرحه المتصف بطابع اللامعقول بصفةٍ عامة وهي النظام الدقيق الذي اتبعه في اختياره لموضوعات مسرحياته وتفاصيلها، والبناء المحكم لهذه المسرحيات الذي توصل إلى أسراره بعد تمرس طويل بأشهر المسرحيات العالمية
الهوامش ([1]) د . نادية رءوف فرج . يوسف إدريس والمسرح المصري الحديث . ص 71 . ([2]) د . شوقي ضيف . الأدب العربي المعاصر . ص 288. ([3]) د . إسماعيل أد هم ، و د . إبراهيم ناجي . توفيق الحكيم . ص 57 . ([4]) د . مصطفى علي عمر . القصة وتطورها في الأدب المصري الحديث . ص 202. ([5]) د . إسماعيل أد هم ، ود . إبراهيم ناجي . المرجع السابق . ص66 وما بعدها. ([6]) يعقوب . م. لنذاو . دراسات في المسرح والسينما عند العرب . ترجمة أحمد المغازي . ص 235 . ([7]) بقلم . أ. بابادبولو . " توفيق الحكيم وعمله الأدبي " . مقالة ضمن مسرحية " السلطان الحائر" . ص 182 . ([8]) د . فاطمة موسى . قاموس المسرح ج (2) . ص 574 . ([9]) أحمد حمروش . خمس سنوات في المسرح . ص 99 وما بعدها . ([10]) أميرة أبو حجلة . في مسرح الكبار والصغار . ص43 . ([11]) د . فاطمة موسى . المرجع السابق . ص 574 . ([12]) د . فاطمة موسى . نفس المكان . ([13]) د . توفيق الحكيم . سجن العمر . ص 150 . ([14]) لاندو . تاريخ المسرح العربي . ترجمة د . يوسف نور عوض . ص 110 . ([15]) أحمد شوقي قاسم . المسرح الإسلامي روافده ومناهجه . ص 91 . ([16]) د . سامي منير . المسرح المصري بعد الحرب العالمية الثانية بين الفن و النقد السياسي والاجتماعي . ص 18 . ([17]) د . عبد الرحمن ياغي . في الجهود المسرحية ( الإغريقية الأوروبية العربية ( من النقّاش إلى الحكيم ) . ص 185 . ([18]) د . محمد مبارك الصوري . " في الذكرى الأولى لوفاة توفيق الحكيم " . مجلة البيان . العدد 270 سبتمبر 1988 . ص 13 . ([19] ) أ . بابا دوبولو . " توفيق الحكيم وعمله الأدبي " . المرجع السابق . ص 188 . ([20] ) د . محمد مندور . مسرح توفيق الحكيم . ص 39 . ([21]) د . فؤاد دوارة . في النقد المسرحي . ص 39 .
المراجع
1. د . نادية رءوف فرج . يوسف إدريس والمسرح المصري الحديث 2. د . شوقي ضيف . الأدب العربي المعاصر 3. د . إسماعيل أد هم ، و د . إبراهيم ناجي . توفيق الحكيم 4. د . مصطفى علي عمر . القصة وتطورها في الأدب المصري الحديث 5. يعقوب . م. لنذاو . دراسات في المسرح والسينما عند العرب . ترجمة أحمد المغازي 6. أ. بابادبولو . " توفيق الحكيم وعمله الأدبي " . مقالة ضمن مسرحية " السلطان الحائر" 7. د . فاطمة موسى . قاموس المسرح ج (2) 8. أحمد حمروش . خمس سنوات في المسرح 9. أميرة أبو حجلة . في مسرح الكبار والصغار 10. توفيق الحكيم . سجن العمر 11. لاندو . تاريخ المسرح العربي . ترجمة د . يوسف نور عوض 12. أحمد شوقي قاسم . المسرح الإسلامي روافده ومناهجه 13. د . سامي منير . المسرح المصري بعد الحرب العالمية الثانية بين الفن و النقد السياسي والاجتماعي 14. د . عبد الرحمن ياغي . في الجهود المسرحية ( الإغريقية الأوروبية العربية ( من النقّاش إلى الحكيم ) 15. د . محمد مبارك الصوري . " في الذكرى الأولى لوفاة توفيق الحكيم " . مجلة البيان . العدد 270 سبتمبر 1988 16. د . محمد مندور . مسرح توفيق الحكيم 17. د . فؤاد دوارة . في النقد المسرحي |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الجمعة 21 مايو 2010 - 15:23 | |
| عبد القادر الحسيني
هو عبد القادر موسى كاظم الحسيني ، ولد في إسطنبول في 1910 م كماورد في مقابلة قناة الجزيرة مع ابنه غازي، استشهد في 8 أبريل 1948 في قرية القسطل القريبة من القدس بعد أن قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام.
تعليمه درس القرآن الكريم في زاوية من زوايا القدس، ثم أنهى دراسته الأولية في مدرسة (روضة المعارف الابتدائية) بالقدس، بعدها التحق بمدرسة (صهيون) الإنجليزية. أتم عبد القادر دراسته الثانوية بتفوق ثم التحق بعدها بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في بيروت. انتقل بعدها إلى القاهرة حيث درس الكيمياء والرياضيات كما أنة نشر العديد من المقلات الصحفية المعارضة للاستعمار الإنجليزي والهجرة الصهيونية إلى فلسطين.
قصة جهاده طويلة لا تنى من أجندة التاريخ الفلسطيني، وهي حياة الشهيد عبد القادر الحسيني الذي كان واحداً من المجاهدين الذين ضحوا بأنفسهم واستشهدوا في أرض المعركة. إستشهد في معركة القسطل عقب إصابته فيها بعدة رصاصات في 8 أبريل عام 1948 أما مسيرة جهاده فكانت على خطى الأب موسى كاظم بن سليم الحسيني الذي فتح بيته في حي الحسينية بالقدس ليكون ملاذاً آمناً للمجاهدين والمفكرين الوطنيين.
النشأة في صيف عام 1908 أشرقت شمس القدس على ميلاد عبد القادر الحسيني، وراح يتلقى علمه في إحدى زواياها إلى أن انتقل إلى مدرسة "صهيون" الإنجليزية تلك المدرسة العصرية الوحيدة آنذاك، منذ طفولته اعتاد على تحمل المصاب الأليم ذلك أنه شب على فقد أمه بعد عامٍ ونصف من ولادته، إلا أنه لم يعان من حرمانه من الحنان والرعاية حيث احتضنته جدته لأمه مع بقية أشقائه السبعة، وهم ثلاث من الأخوات وأربعة صبية وهم فؤاد ويعمل مزارعاً ورفيق مهندساً وسامي مدرساً بالإضافة إلى فريد الذي عمل محامياً.
بعد حصوله على الشهادة الثانوية من مدرسة روضة المعارف التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، ثم ما لبث أن طُرد منها نظراً لنشاطه الوطني ورفضه لأساليب التبشير التي كانت مستشرية في الجامعة، فما كان منه إلا الالتحاق بجامعة أخرى تسمح له بقدر من الحرية فتوجه إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ودرس في قسم الكيمياء بها، وطيلة فترة دراسته لم يظاهر بنشاطه الوطني أملاً في الحصول على شهادة، وما إن تحقق مأربه حتى أعلن في حفل التخريج أن الجامعة لعنة بكل ما تبثه من أفكار وسموم في عقول الطالب، وطالب الحكومة المصرية أن تغلقها مما حدا بالجامعة الأمريكية في اليوم التالي بسحب شهادته، الأمر الذي أدى إلى تظاهرة عظيمة قام بها رابطة أعضاء الطلبة التي أسسها الحسيني وترأسها أيضاً وانتهى الأمر بقرار من حكومة إسماعيل صدقي بطرده من مصر فعاد أدراجه إلى القدس عام 1932 منتصراً لكرامته وحاملاً لشهادته التي أرادوا حرمانه منها.
جهاد في الوطن لم تكن العودة إلى القدس نهاية الرجل بل إنها كانت بداية رحلة جهاد طويلة منذ العام 1935 وانتهاءً بعام 1948 في معركة القسطل الجهادية.. وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة من جانب الإدارة البريطانية لضمه تحت جناحها من خلال توليته عدداً من المناصب الرفيعة إلا أن إيمانه بالجهاد المسلح من أجل الحرية والاستقلال كان أقوى من جميع إغراءاتهم وخططهم الدنيئة، وتأكد له صواب اعتقاده حينما رحل الشيخ السوري عز الدين القسام شهيداً مدافعاً عن حرية فلسطين فخطا على نفس دربه وراح منذ العام 1936 يعمل على تدريب شبان فلسطينيين لينظموا وحدات مسلحة تدافع عن حقها وأرضها إذا ما تعرضتا للهجوم من غزاة طغاة، وبالفعل في ذات العام قام عبد القادر الحسيني بإلقاء قنبلة على منزل سكرتير عام حكومة فلسطين تلتها قنبلة أخرى على المندوب السامي البريطاني وتوج نشاطه الوطني في هذا العام بعملية اغتيال الميجور سيكرست مدير بوليس القدس ومساعده، بالإضافة إلى اشتراكه مع أفراد الوحدات التنظيمية التي أسسها في مهاجمة القطارات الإنجليزية، وظلت هذه المناورات بصورة متفاوتة حتى عام 1939 حيث بلغت المقاومة ضد البريطانيين أشدها في معركة الخضر الشهيرة التي قضت بإصابة عبد القادر الحسيني إصابة بالغة.
[عدل] وفي العراق أيضاً لم يتمكن عبد القادر الحسيني من المكوث طويلاً في الأرض الفلسطينية خصوصاً بعد معركة الخضر وإصابته فيها مما دعاه إلى الانتقال إلى العراق ليس هرباً أو خوفاً وإنما لمواصلة الكفاح والجهاد في أي مكان ينتقل إليه ويشهد فيه ظلم المحتل الغاصب، ففي عام 1941 شارك الحسيني العراقيين في جهادهم ضد الإنجليز وتمكن برباطة جأشه أن يوقف تقدم القوات البريطانية لمدة عشرة أيام استبسل خلالها ورفاقه في المقاومة إلا أن فارق العتاد والقوة كان الحكم الأخير فاعتقل ورفاقه وقضوا في الأسر العراقي ثلاث سنوات، بعدها انتقل إلى دولة أخرى يكون فيها الظلم أقل والاحتلال متلاشياً فكانت المملكة العربية السعودية، مكث فيها من الزمن عامين فقط في ضيافة الملك عبد العزيز منذ عام 1944 حتى الفاتح من يناير عام 1946 بعدها انتقل إلى مصر.
[عدل] مقاومة فلسطينية في مصر عاد الحسيني في الفاتح من يناير عام 1946 إلى مصر الدولة التي سبق وأن طرد منها بأمر إسماعيل صدقي، ولكنه هذه المرة عاد للعرض على الأطباء ومداواة جروحه والندوب التي تقرحت في جسده إثر معاركه الكثيرة، وعلى الرغم من ذلك فقد كان الحسيني أكثر إيماناً ويقيناً أن المقاومة هي السبيل الأوحد للحرية والكرامة؛ فأثناء وجوده في مصر عمد إلى وضع خطة لإعداد المقاومة الفلسطينية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي فراح ينظم عمليات التدريب والتسليح للمقاومين وأنشأ معسكراً سرياً بالتعاون مع قوى وطنية مصرية ليبية مشتركة بالقرب من الحدود المصرية الليبية، كما قام بتدريب عناصر مصرية أيضاً للقيام بأعمال فدائية، حيث شاركت عناصره في حملة المتطوعين بحرب فلسطين وكذلك في حرب القناة ضد بريطانيا، كما عمد إلى التواصل والتشابك مع قائد الهيئة العربية العليا ومفتي فلسطين أمين الحسيني من أجل تمويل خطته وتسهيل حركة المقاومين على كل جبهات فلسطين، كما عمد أيضاً إلى التنسيق والتواصل مع المشايخ والزعماء والقادة داخل الأراضي الفلسطينية، وأنشأ معملاً لإعداد المتفجرات إضافة إلى إقامته محطة إذاعية في منطقة رام الله درة عن المقاومة الفلسطينية وتشجيع المجاهدين على الجود بأنفسهم وقوتهم في سبيل نصرة الحق والحرية، ناهيك عن إنشائه محطة لاسلكية في مقر القيادة في بيرزيت وعمل شفرة اتصال تضمن لهم سرية المعلومات وعدم انتقالها إلى الأعداء عبر المراسلات العادية، كما قام الحسيني أيضاً بتجنيد فريق مخابرات مهمته فقط جمع المعلومات والبيانات وخفايا وأسرار العدو الإسرائيلي لضربه في عقر داره، ناهيك عن تكوينه لفرق الثأر التي طالما ردعت وأرهبت اليهود وقللت من عمليات القتل الممنهجة التي أذاقوها للفلسطينيين.
[عدل] مجدد الجهاد في فلسطين للوطن حنين، كيف لا وقد شهده يتجرع الويلات الواحدة تلو الأخرى وعلى الرغم من جهاده لفلسطين عن بعد إلا أن الأمر لم يشف ندوب صدره على الوطن وبخاصة بعد قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 حيث قضى اجتماع الجمعية العامة العادي بالخروج بقرار عن هيئة الأمم المتحدة يقضي بإنهاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، فتولى قيادة قطاع القدس وعمل على وقف زحف القوى اليهودية، ومن ثم قام بعمليات هجومية على قطعان المستوطنين المتواجدين في محيط المدينة المقدسة منها على سبيل المثال لا الحصر، معركة مقر القيادة العسكرية اليهودية في حي "سانهدريا"، بالإضافة إلى الهجوم المنظم على عدة مراكز يهودية كانت تعم بالأحياء العربية كـمقر "ميقور حاييم"، وصولاً إلى استبساله في معركة "صوريف" في السادس عشر من يناير عام 1948 والتي زفر فيها برقاب 50 يهودياً كانوا مزودين بأحدث العتاد الحربية الثقيلة فاستولى على 12 مدفع برن والعديد من الذخيرة والبنادق، وأيضاً من معاركه التي لا تنسى معركة بيت سوريك، ومعركة رام الله – اللطرون، بالإضافة إلى معركة النبي صموئيل، وكذلك الهجوم على مستعمرة النيفي يعقوب ومعركة بيت لحم الكبرى.
[عدل] استشهاد الحسيني ضرب عبد القادر الحسيني خلال معركة القسطل غير المتكافئة مثلاً رائعاً في التضحية والحماسة والاندفاع، وتفاصيل المعركة تدور كما دونها المؤرخون أن الحسيني غادر القدس إلى دمشق في أواخر آذار عام 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، أملاً في الحصول على السلاح ليشد من عزم المقاومين على الاستمرار والاستبسال في القتال، إلا أنه ما لبث أن عاد إلى القدس مجدداً فور علمه بمعركة القسطل التي بدأت بشائرها وهو خارج القدس، لكنه لم يحمل ما ذهب إليه جميعه فقط نصف كيس من الرصاص، واتجه به مسرعاً إلى القسطل وهناك في السابع من نسيان من ذات العام عمد أولاً إلى إعادة ترتيب صفوف المجاهدين بدقة ونظام وكان هو في موقع القيادة وعلى الرغم من استبسال كل الجهات المقاومة في القتال إلا أن ضعف الذخيرة وقلتها أدت إلى وقوع الكثير من المجاهدين بين مصاب وشهيد، وهنا اندفع عبد القادر الحسيني لتنفيذ الموقف وقام باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين إلا أنه ما لبث أن وقع ومجاهديه في طوق الصهاينة وتحت وطأة نيرانهم فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكن رشيد عريقات في ساعات الظهيرة من السيطرة على الموقف وأمر باقتحام القرية وبعد ثلاث ساعات تمكنوا من الهجوم وطرد الصهاينة منها ومن ثم فر من تبقى منهم بسيارات مصفحة إلى طريق يافا، غير أن المقاومين لم يكتفوا بذلك وأرادوا ملاحقة جموع الصهاينة الفارين غير أنهم عندما وجودوا جثمان الشهيد عبد القادر الحسيني ملقى على الأرض الأمر الذي كان له وقع أليم جداً على رفاقه وعلى الأمة جميعها إذ زلزل النبأ قلوب كل من عرفوه وعايشوه فكانت جنازته مهيبة أمها الجميع صغاراً وكباراً مقاومين وأناساً آخرين عرفوه إنساناً وطنياً مخلصاً لدينه ووطنه..
ولما خرج الجميع لتشييع عبد القادر الحسيني أبت قوات الاحتلال الصهيوني إلا أن ترتكب مجزرة أخرى فعمدت إلى مهاجمة قرية دير ياسين وأتت أُكلها فلم يبق فيها شيء ينبض بالحياة فقط ركام المنازل وأشلاء الفلسطينيين! |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 6 يونيو 2010 - 1:59 | |
| ~ ناهدة فضلي الدجاني
صوت يشبه الشعر
صوت لامس القضية والإنسان
وتعتبر السيدة ناهدة الدجاني من الإعلاميات العربيات اللامعات حيث عملت لأكثر من أربعين سنة في حقل الإعلام في الشرق والغرب، كما أنها شاعرة مهمة ومن البارزات في مجتمع الشعر والأدب العربي عموماً. وهي عضو في مجلس المشرفين على مركز الحوار العربي في الولايات المتحد الأميركية.
هي من جيل آمن بأن فلسطين ستعود. ثم تراجع فآمن بأنها قد تعود. ثم تراجع فآمن بأنها... لن تعود. جيل كان ابن القضية المركزية العربية التي تفرّق عشاقها شيئاً فشيئاً، فباتوا ينتمون الى... قضايا. كل بلد عربي له قضية. فالأجيال التي بَنَت أحلامها الكبيرة على وقع ثوري متمرّد رافض، واصطدمت بالواقع العربي الذي كان صعباً فاستحال قاتلاً، لم تجد بدّاً من الانصراف من العام الى الخاص، ومن المجتمع الى الذات، عندما اشتدت ظروف الحياة. والحياة قهّارة. لكن حلم فلسطين بقي. في ناهدة فضلي الدجاني بقي، وفي تلك النخبة العربية. والمعركة التي تبدو أحياناً انها انتهت بالهزيمة، يبدو انها لن تنتهي بالهزيمة. أو هكذا يتراءى لمن هم من وزن ناهدة في العقل والقلب والرؤيا.
من الفتاة الطيّبة المطرودة من بلدها، الى الفتاة الجامعية النجيبة في الجامعة الاميركية في بيروت عام 1953 الى محطة «الشرق الأدنى» الإذاعية التي كانت قبلة الأنظار في مستواها وخبراتها بين الإذاعات أو بين إرهاصات الإذاعات العربية، الى مؤسسة خاصة بها وبزوجها وببعض المغامرين الأنقياء الأكفاء للإنتاج الإذاعي، الى الإذاعة اللبنانية، الى الهجرة بعد حرب لبنان 1975 الى الولايات المتحدة الأميركية: رحلة إذاعية وإعلامية زاهية ملأتها ناهدة فضلي الدجاني بما يمكن اعتباره أحد أجمل وأبرز الأصوات النسائية الإذاعية العربية وأفضلها.
إنه الصوت العذب الذي خُلق من قصيدة ضائعة، من كتاب متروك، ومن نغم قديم دافئ يطلق في الأذن عصافير وفراشات. كانت ناهدة صوتاً ذائباً أكثر مما هي كائن من لحم ودم. ولم يكن يستطيع المستمع الى صوتها من الإذاعة اللبنانية في الستينات والنصف الأول من سبعينات القرن الماضي، وهي تقرأ «صفحة من كتاب» أو مقطعاً من قصيدة لخمس دقائق على الأكثر، ان يصدّق ان هذا صوت، لا آلة موسيقية رومانسية أسطورية.
ومن لم يعشق في ذلك الزمن، كان صوت ناهدة فضلي الدجاني يدعوه الى العشق. فإذا لم يجد من يعشقه، فمن المؤكد انه قد يعشق صوتها. كأنه كان صوت حبيبة يأتي من الخيال الذي يصنع الحبيبة، لا من الحبيبة بالضبط، صوت هو الإنسان.
كما يدل العبير على الوردة، كما تدل الغيمة على المطر. كما يدلّ القلب على مالكيه، هكذا كان يدلّ صوت ناهدة على ناهدة: المرأة الكامنة خلف حزن كامن خلف قضية كامنة. لا المرأة كانت قادرة على ان تفلت الحزن المتدفق خشية اكتساح ما حولها، ولا القضية كانت قادرة على ان تتغير في وجدان المرأة، ولا المرأة كانت تريد. وثمة التواطؤ الجميل بين الجلاد والضحية، بين السيف والعنف، بين الحب والموت من الحب.
ثلّة من الفلسطينيين كانت في المقدمة، عرف العالم العربي الهمّ الفلسطيني من خلالها. كانت ثلّة مبدعة. ظلّت مبدعة، على رغم تغير الحال والمآل.
ناهدة فضلي الدجاني واحدة من كثر، لم تفقد فلسطين فحسب. فقدت في ما بعد لبنان. وفقدت صوتها خارج سربه. صوت ناهدة فضلي الدجاني، قيل والله اعلم انه فقد العالم العربي، أخيراً، ولذلك مات!
ناهدة فضلي الدجاني، ومن لا يذكرها في برنامجها اليومي في الاذاعة اللبنانية مع الصباح؟ صوت الفجرية، والحنجرة القمرية التي تعبق أريج الشمس وتسبق النهارات.
المذيعة المعروفة وقتذاك في الاذاعة اللبنانية تقرأ الشعر والنثر صباحاً كمن يزرع حدائق الورد والنعناع، وكمن يرسل رسائل كثيرة تبحث عن الاصدقاء.
يفاجئك الإسم ناهدة فضلي الدجاني بكم كثير من الأشياء، المشتركة، القريبة والبعيدة أقوى من الموت. إنها صورة من لبنان والزمن الجميل. صورة لا يمكن أن تذهب بعيداً، وهي لا تدعك الا وتحبها بطرقها اللطيفة، بصفتها صديقة كل اللبنانيين، وكل الأصدقاء.
ناهدة فضلي الدجاني رحلت عن عمر يناهز السبعين عاماً، وهي تنتمي الى جيل الخمسينات في العمل الاذاعي.
بدأت عملها الاذاعي في "الشرق الأدنى" حيث تعرفت حينها الى زوجها غانم الدجاني، وبعدها انتقلت الى الاذاعة السعودية، ثم الاذاعة اللبنانية حيث قدمت حتى العام 1977 برامج عدة، كان اشهرها برنامج "مع الصباح" الذي حصد شهرة واسعة في صفوف جمهور العامة والنخبة ويرى ان الرئيس الراحل سليمان فرنجية كان من المدمنين على سماعها يومياً.
المذيعة المعروفة تميزت بصوتها الدافئ وأدائها المضبوط والموقع. لا صوت اذاعياً يضاهيها شعراً الى الآن. تسمع صوتها تشعر كأنك في الجنة. صوتها لا يذهب ابداً. هي السيدة المحافظة، الفاتنة والراقية جداً، صاحبة القد النحيف والممشوق واللهجة الشديدة الوضوح، كأنها إشراقة مهرجانات شمسية.
بعد مغادرتها وزوجها لبنان في العام 1977، بقيت ناهدة فضلي الدجاني وفية للبنان. ويروي المخرج المسرحي محمد كريم، كيف تلقى خلال حرب 12 تموز المشؤومة اتصالاً هاتفياً منها وهي على سرير مرضها في اميركا لتطمئن عنه وعن عائلته وتطمئن على لبنان واللبنانيين، مبدية حزنها الشديد لما آلت اليه امور الحرب الاخيرة، على أمل ان ذوي الشأن يسمعونها.
إنها القوة الحرة للكلمات الشعرية على نحو مضمون انساني ملتزم اكثر من اللازم.
ناهدة فضلي الدجاني كانت امرأة مرئية بصوتها في زمن لم تكن فيه المرئيات الحالية، وبرسائل صوتية مثقفة بالأفضل وبالفرح والالوان.
كلمات للشاعرة ناهدة فضلي الدجاني
"حين يصبح الحبّ حبّ الوطن، ويُقهر شعب ويجوع ويُعذّب ويُشرّد، ويظلّ يقاوم ويرفض المساومة، ويصرّ على حقّه في الحياة والحريّة، وحين أعطت بريطانيا فلسطين لليهود، حدث خطأ في المعادلة الدولية التي أخذت مستقبل شعب يموت حبّاً في أرضه، وأعطته لماضي شعوب غازية من أطراف الدنيا، لأنّ العطاء النابع من غير حب يظل مزعزعاً تنقصه مدارك الحق، لكن جبروت الحب سيظلّ أقوى من أي شيء، فالشعب الذي يموت حباً من أجل الوطن سيظل صوتاً صارخاً في ضمير الإنسانية وسيظلّ رمزاً لما تحمله قصائد الشعراء وآهات المغنين من عميق الحب". |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 6 يونيو 2010 - 5:59 | |
| |
|
| |
hasan القيثارة الذهبية
الدولة : العمر : 54 عدد الرسائل : 10712 تاريخ التسجيل : 15/12/2007 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 6 يونيو 2010 - 17:23 | |
| موضوع جميل يعرفنا على اهم الشخصيات التي لمعت بعالمنا العربي وحياتك يا سيرين اكتبي عن شخصيتي التي لمعت بالمنتدى ههههههههههه |
|
| |
ghada القيثارة الفضية
الدولة : عدد الرسائل : 9669 تاريخ التسجيل : 20/12/2007 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 6 يونيو 2010 - 17:33 | |
| هههههههههههه لازم يا سيرين انتِ ونور تتعاونان في سرد سيرة حياة السفاح حسن وإجرامه ومشاكساته تسلم الأيادي يا غاليتين على الشخصيات المميّزة |
|
| |
hasan القيثارة الذهبية
الدولة : العمر : 54 عدد الرسائل : 10712 تاريخ التسجيل : 15/12/2007 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الأحد 6 يونيو 2010 - 17:35 | |
| - ghada كتب:
- هههههههههههه لازم يا سيرين انتِ ونور تتعاونان في سرد سيرة حياة السفاح حسن وإجرامه ومشاكساته
تسلم الأيادي يا غاليتين على الشخصيات المميّزة هههههههههههه عشماوي لازم كمان نكتب قصة حياتك |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 21 يونيو 2010 - 0:58 | |
| محمود تيمور يُعدُّ أحد الرواد الأوائل لفن القصة العربية، وهو واحد من القلائل الذين نهضوا بهذا الفن الذي شهد نضوجاً مبكراً على يديه، واستطاع أن يقدم ألواناً مختلفة من القصص الواقعية والرومانسية والتاريخية والاجتماعية، كما برع في فنون القصة المختلفة.
وُلد محمود أحمد تيمور في أحد أحياء مصر القديمة في 16 يونيو 1894، ونشأ في أسرة عريقة على قدر كبير من الجاه والعلم والثراء؛ وعُني أبوه منذ سن مبكرة بتوجيهه إلى القراءة والاطلاع، وتنشئته على حب فنون الأدب واللغة؛ فأقبل على مكتبة أبيه العامرة بنَهَمٍ شديد،
ينهل منها، كما تأثر بعدد من الشعراء، خاصة شعراء المهجر، وعلى رأسهم "جبران خليل جبران. تلقى تيمور تعليمه بالمدارس المصرية الابتدائية والثانوية الأميرية، والتحق بمدرسة الزراعة العليا، غير أن مرضه وملازمته للفراش لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر قضاها في القراءة والتأمل والتفكير، فوجد في نفسه ميلاً للأدب فألزم نفسه بالقراءة والإطلاع.
تأثر محمود تيمور بأخيه في اتجاهه نحو المذهب الواقعي في الكتابة القصصية، والذي ظهر واضحاً في مجموعته القصصية الأولى "ما تراه العيون"، فأعجب بها محمود إعجاباً دعاه إلى أن يؤلف على غرارها؛ فكتب باكورته القصصية "الشيخ جمعة" سنة 1925،
"رجب أفندي"1928، "الحاج شلبي "1930.. وتنوع إنتاجه بعد ذلك فكتب روايات طويلة ظهر في بعضها تأثره بالرومانسية مثل "نداء المجهول" 1939، "كليوباترا في خان الخليلي" 1946.. كما كتب مسرحيات مثل "حواء الخالدة" 1945، "اليوم خمر" 1949، "صقر قريش" 1956.
حظي تيمور بحفاوة وتقدير الأدباء والنقاد، ونال اهتمام وتقدير المحافل الأدبية ونوادي الأدب والجامعات المختلفة في مصر والوطن العربي، كما اهتمت به جامعات أوروبا وأمريكا، وأقبل على أدبه الأدباء والدارسون في مصر والعالم.
مثَّلَ مصر في العديد من المؤتمرات الأدبية، مثل: مؤتمر الأدباء في بيروت سنة 1954، ومؤتمر القلم ببيروت سنة 1954 أيضاً، ومؤتمر الدراسات الإسلامية في جامعة بشاور بباكستان، ومؤتمر الأدباء في دمشق.
كما نال إنتاجه القصصي جائزة مجمع اللغة العربية بمصر سنة 1947، وما لبث أن عُيِّن عضواً فيه عام 1949.
حصل على جائزة الدولة للآداب سنة 1950، وجائزة "واصف غالي" بباريس سنة 1951، ومُنِح جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1963 من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، واحتفلت به جامعات روسيا والمجر وأمريكا، وكرمته في أكثر من مناسبة.
واستمر رائد فن القصة محمود تيمور، يواصل رحلة العطاء بالحب والإصرار، حتى تُوفِّي عن عمر بلغ نحو ثمانين عاماً في 25 أغسطس 1973، بعد أن أثرى المكتبة العربية والأدب العربي بأكثر من سبعين كتاباً في القصة والرواية والمسرحية والدراسات اللغوية والأدبية وأدب الرحلات. كان في بداية حياته يميل إلى الرومانسية، ولميله إلى الرومانسية أقبل بشغف على قراءة مصطفى لطفي المنفلوطي، يقول: "كانت نزعته الرومانسية الحلوة تملك عليَّ مشاعري، وأسلوبه السلس يسحرني. وكل إنسان في أوج شبابه تُغطِّي عليه نزعة الرومانسية والموسيقا، فيُصبح شاعراً ولو بغير قافية، وقد يكون أيضاً شاعراً بلا لسان!". كما استهوته في فترة البدايات مدرسة المهجر ـ وعلى رأسها جبران ـ "وقد أعجب محمود تيمور بكتابه "الأجنحة المتكسرة"، وتأثرت به كتاباته الأولى". استغلّ فراغه في الاطلاع والدراسة الأدبية، واهتم بقراءات جديدة تجنح إلى الواقعية، مثل "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحي، ورواية "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل، وكان هذا من توجيه أخيه محمد، الذي قضى بضع سنين في أوربا، اطلع في خلالها على ما جدَّ هناك من ألوان الأدب واتجاهاته، وعاد إلى مصر محملاً بشتى الآراء الجديدة التي يقول عنها محمود تيمور في كتاب "شفاء الروح":
"كان يتحدّث بها ـ أي الآراء الجديدة ـ إليَّ، فأستقبلها بعاطفتين لا تخلوان من تفاوت: عاطفة الحذر، وعاطفة الإعجاب. هذه الآراء كانت وليدة نزعة قوامها جحود القديم … ولكن جدتها أخذت تهدأ على توالي الأيام، ومن ثم اتخذت طريقها الطبيعي في التطور. والأمر الذي كان يشغل فكر أخي، ويرغب في تحقيقه هو إنشاء أدب مصري مبتكر، يستملي من وحيه دخيلة نفوسنا، وصميم بيئتنا". انتهى الصراع بين الرومانسية والواقعية في نفس محمود تيمور إلى تغليب الواقعية، فكانت مجموعاته الأولى على غرارها.
على أن الرومانسية لم تذهب تماماً من نفس محمود تيمور، بل نامت في فترة الحماسة للواقعية وأهدافها القومية المصرية، ثم ظهرت بعد ذلك في عدة قصص طويلة وقصيرة، منها قصته الطويلة "نداء المجهول" توجّه محمود تيمور ـ بفضل توجيهات أخيه ـ محمد تيمور إلى قراءة إبداعات أخيه محمد تيمور ـ إلى قراءة إبداعات الكاتب القصصي الفرنسي غي دي موباسان، فقرأ له وفُتِن به، واحتذاه في كتابته. ومما يُذكر أن جريدة "الفجر" نشرت له سنة 1925م قصة "الأسطى حسن يُطالب بأجرته"، وكتبت تحت العنوان "بقلم صاحب العزة: محمود تيمور، موباسان مصر". أول قصة قصيرة كتبها، كانت في عام 1919م بالعامية، ثم أخلص للفصحى، فأعاد بالفصحى كتابة القصص التي كتبها بالعامية، وأصبح من أعضاء مجمع اللغة العربية عام 1949م.
يزيد عدد ما أصدره من قصص وروايات على خمسين عملاً، تُرجم بعضُها إلى لغات شتى "وتدور حول قضايا عصرية وتُراثية وتاريخية، فضلاً عن روايات استوحاها من رحلاته، مثل: "أبو الهول يطير" و"المئة يوم" و"شمس وليل"، أو روايات أدارها حول الشخوص الفرعونية، مثل "كليوباترة في خان الخليلي" |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 21 يونيو 2010 - 1:03 | |
| أيمن الرزة
ولد أيمن في مدينة نابلس جبل النار، حيث نشأ في كنف أسرة مكونة من أربعة عشر فرداً، وتلقى تعليمه حتى الثاني الثانوي في مدرسة الملك طلال الثانوية ومن ثم حصل على شهادة الثانوية العامة داخل المعتقل. اعتقل أيمن أكثر من مرة وكان لسنوات الاعتقال والحياة بين كوادر الثورة فتربى في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد صقلت روحه النضالية وراء قضبان السجن حيث أفادته سنوات اعتقاله للمرة الأولى والتي استمرت لمدة ثلاثة أعوام، فاطلع على التجارب الثورية التي عاشتها وشهدتها الشعوب المكافحة لنيل حريتها وبعد أن قضى مدة محكوميته تلك كان عضوا فعالا في النقابات العمالية كما شارك في النشاطات التطوعية التي استغلها لنسج علاقاته السياسية والتنظيمية ونتيجة إلتصاقة بالعمل السياسي فقد جدد اعتقاله لمدة 3 شهور أخرى.
ومنذ انطلاقة الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 انخرط أيمن في الصفوف الأولى للدفاع عن وطنه, فقد حصد حصيلة وعيه الجماهيري الذي اكتسبه حيث شارك في عدة مواجهات تصدى خلالها لجنود الاحتلال وكان على دراية ووعي بخطورة العملاء المتعاونين مع قوات الاحتلال لذلك عمل على تأسيس مجموعة "النسر الأحمر" التي انطلقت بعد ذلك لتصل جميع أرجاء الوطن في الضفة والقطاع فقد أخذت على عاتقها بقيادة أيمن تصفية المتعاملين مع إسرائيل، وفعلا تمكن أيمن بمساعدة رفاقه من تصفية ما يزيد عن عشرين عميلاً. سقوطه
في يوم الخميس الموافق 9 تشرين الثاني 1989، حلقت ومنذ ساعات الصباح ثلاث طائرات عمودية فوق قرية جنيد، إضافة لتواجد أعداد كبيرة من دوريات العدو الراجلة، لكن "أيمن" بنظرته الثاقبة وحسه الأمني لمثل تلك التحركات، شعر أن في الأمر شيئاً، فقرر ورفاقه المواجهة والتصدي، وتلقين المحتلين درسا وعبرة على أن الانتفاضة سوف تسير إلى نهاية المطاف، وخاصة أمام التعند الواضح لدى القيادة السياسية الصهيونية، فتبنى ومن جديد الكفاح المسلح وممارسته على الأرض، بعد أن جزعت الجماهير الشعبية وضاقت ذرعا بكل تلك الدماء التي سفكت وتسفك، والتي سقط فيها خيرة أبناء الشعب الفلسطيني المناضل.
وما أن أصبحت إحدى الدوريات في مرمى نيرانه، تقدم وهاجمها بإحدى قنابله اليدوية، وتابع إطلاق النار من مسدسه، حيث أصاب احد الجنود في وجهه، وأشار إلى رفاقه لمساندته من الخلف، وفي تلك اللحظة أطلقت عليه عدة عيارات نارية أصابته في وجهه وصدره وذراعيه، ولكن "أيمن" كان صامدا حتى أتت طلقة الموت التي كان رقمها ثمانية عشر في رأسه. |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 21 يونيو 2010 - 1:06 | |
| فاطمة موسى
حد أبرز الأكاديميين ونقاد الأدب في مصر والعالم العربي. فاطمة موسى محمود
حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من الدرجة الأولى مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة في القاهرة سنة 1948، ثم درجة الماجسيتر في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة القاهرة سنة 1954، ثم دكتوراة الفلسفة في اللغة الإنجليزية وآدابها من كلية وستفيلد في جامعة لندن سنة 1957.
دأبت في أعمالها على بناء جسور بين 'أدب الغرب' و'أدب الشرق' فكتبت دراسات تتناول أدب من جانبي العالم في الجانب الآخر. كما أنها درست وساعدت أجيالا من الدارسين والأكاديمين والأدباء العرب على العمل في هذا المجال، وظلت نشيطة حتى وفاتها في 2007.
بدأ عملها الأكاديمي بعملها عن أثر 'الرواية الشرقية' في الأدب الأوربي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكتابتها يكثر الاقتباس منها فيما يتعلق بتاريخ ألف ليلة وليلة وأثرها في الأدب الغربي. انتقلت بعد ذلك إلى مجال آخر من البحث الأكاديمي هو أثر الرواية الأوربية في نهضة الرواية المصرية.
كناقدة أدبية في الصحافة العربية كتبت فاطمة موسى بتوسع عن كل من الأدب العربي والأوربي، وقال عنها نجيب محفوظ في وقت ما أنها أفضل من تناول أعماله بالنقد، كما كانت أول من اضطلع بترجمة جادة لأعماله إلى الإنجليزية قبل فوزه بجائزة نوبل بمدة، ويمكن المحاجاة أن ترجمتها لرواية ميرامار هي أفضل ترجمات روايات نجيب محفوظ إلى الإنجليزية.
في الجانب المقابل، فإن ترجمتها الملك لير، مسرحية شيكسبير، إلى العربية قد نالت الكثير من الثناء على مر السنوات، وقدمها المسرح القومي المصري بنجاح كبير في عام 2002. نالت فاطمة موسى جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
ظلت فاطمة موسى نشيطة حتى أواخر أيامها، فاستمرت تدرس فصولا للدراسات العليا في جامعة القاهرة وتشرف على رسائل الدكتوراة وتدير برنامجا حكوميا للترجمة إلى العربية هو لجنة الترجمة في المجلس الأعلى للثقافة وعضوة في مجالس أكاديمية جامعية وحكومية عديدة ورئيسة رابطة القلم المصرية.
زوجها هو مصطفى سويف، أحد أبرز أكاديمي التحليل النفسي المعاصرين؛ ابنتهم الكبرى أهداف أديبة تكتب بالإنجليزية، والوسطى ليلى أستاذة رياضيات في جامعة القاهرة وناشطة حقوقية يسارية معروفة، والأصغر، علاء، مهندس.
توفيت فاطمة موسى يوم 13 أكتوبر 2007. |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي الإثنين 21 يونيو 2010 - 1:10 | |
| رجاء النقاش
(ولد في محافظة الدقهلية في 3 سبتمبر 1934 وتوفي في القاهرة في 8 فبراير 2008)، ناقد أدبي وصحفي مصري. تخرج في جامعة القاهرة قسم اللغة العربية عام 1956 وعمل بعدها محرراً في مجلة روز اليوسف المصرية بين عامي 1959 حتى سنة 1961 ثم محرراً أدبيا في جريدة أخبار اليوم وجريدة الأخبار في الفترة من عام 1961 حتى عام 1964، كما كان رئيساً لتحرير عدد من المجلات المعروفة منها مجلة الكواكب ومجلة الهلال كما تولى منصب رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون.بدأ النقاش ممارسة النقد الأدبي وهو طالب في السنة الأولى، وكان ينشر مقالاته آنذاك في مجلة الآداب البيروتية، ثم عمل في جريدة الأخبار المصرية وترأس تحرير مجلة الكواكب الأسبوعية ودورية الهلال الشهرية. تولى عام 1971 منصب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون التي جعل منها مطبوعة ذات توجه ثقافي حيث نشر رواية "المرايا" لنجيب محفوظ مسلسلة قبل صدورها في كتاب. في هذا السياق قدم عددا من المبدعين الذين يكبره بعضهم سنا ومنهم الروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد النقاش اكتشاف روايته الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال"، والشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الأول "مدينة بلا قلب"، والشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أصدر عنه عام 1969 كتاب "محمود درويش شاعر الأرض المحتلة". بمناسبة حفل تكريم أقيم له في نقابة الصحفيين المصريين شهر يناير 2008، بعث محمود درويش برسالة إليه عبر فيها عن حبه معترفا له بالفضل. قال درويش في رسالته: عزيزي رجاء النقاش.. كنت وما زلت أخي الذي لم تلده أمي منذ جئت إلى مصر، أخذت بيدي وأدخلتني إلى قلب القاهرة الإنساني والثقافي. وتابع "وكنت من قبل قد ساعدت جناحي على الطيران التدريجي، فعرفت قراءك علي وعلى زملائي القابعين خلف الأسوار.. عمقت إحساسنا بأننا لم نعد معزولين عن محيطنا العربي".نال النقاش جائزة الدولة التقديرية بمصر عام 2000, وكرم في يناير/ كانون الأول 2007 في حفل بنقابة الصحفيين بالقاهرة حيث نال درع النقابة ودرع مؤسسة "دار الهلال" ودرع حزب التجمع.
وكان الراحل النقاش قد كرم في نقابة الصحفيين يوم الاثنين 13 كانون ثاني يناير 2008 حيث تحدث نقيب الصحفيين المصريين مكرم محمد أحمد عن رجاء النقاش ودعى إلي تسليمه جائزة مبارك للآداب، واصفاً إياه بأنه "علم من أعلام الصحافة والنقد والأدب، فهو أستاذ جيله الذي سطع نجمه في عالم الصحافة، والذي لا يزال على مدار أربعة عقود يثري مجال الصحافة والأدب بمقالات وكتب هامة، إضافة إلي اكتشافه عدداً من المبدعين المصريين والعرب بغير حصر قدمهم رجاء النقاش إلي عالم الإبداع"، معتبراً أنه لم يات أحد في تاريخ النقاد المصريين من بعد محمد مندور قدم هذا الكم الكبير من المقالات والأعمال النقدية مثل النقاش ، ثم سلم نقيب الصحفيين درع النقابة للنقاش تقديراً لجهوده ومسيرته العامرة.
كما سلم رفعت السعيد رئيس حزب التجمع درع الحزب إلي النقاش، حيث أشاد بدوره "كناقد مثقف مستنير، ظل طوال مسيرته النقدية مدافعاً عن قيم الجمال والاستنارة ضد القبح والتخلف، وقال السعيد إن النقاش رجل يبدو هادئا رومانسيا لكنه "سياسي قوي وناقد مستنير يدافع عن العقل ، قائلا: "النقاش" رجل والرجال ليسوا بشهادة ميلاد بل بشهادة المواقف.
كما تسلم النقاش درع مؤسسة "دار الهلال" من رئيس مجلس إدارتها عبد القادر شهيب، ومنحه علي أبو شادي درع المجلس الأعلي للثقافة. مؤلفاته
* في أزمة الثقافة المصرية 1958 * تأملات في الإنسان 1962 * أدباء ومواقف 1966 * كلمات في الفن 1966 * مقعد صغير أمام الستار 1971 * عباس العقاد بين اليمين واليسار 1973 * صفحات مجهولة في الأدب العربي المعاصر 1975 * الانعزاليون في مصر 1985 * قصة روايتين عام 1996 * الموت في قميص النوم (2009) بعد عام من وفاته * هل تنتحر اللغة العربية (2009) بعد عام من وفاته * ثلاث نساء من مصر (2009) بعد عام من وفاته * محمود درويش: شاعر الأرض المحتلة 1969
|
|
| |
| نبذة عن حياة شخصيات لمعت في العالم العربي | |
|