|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 20:49 | |
| تظل انت عمري أكثر أغنية لأم كلثوم حظيت بالاهتمام من الجماهيروترقب مولدها ملايين العرب وذلك بالمقارنة بما سبقها وتلاها من أغنيات ..كانت اللقاء الكبير بين أم كلثوم وعبد الوهاب بعد انتظار دام ثلاثين سنة وأكثر ..وبعد أن أحاطاه العملاقان بالسرية التامة والتحفظ والكتمان ظهر ذلك العمل الفني في السادس من فبراير 1964.
الحفل الأول لهذه الأغنية رويت عنه حكايات عديدة ونسجت حوله الأساطير ومازال عشاق أم كلثوم ينتظرون سماع التسجيل الكامل لذلك الحفل الذي لا يذاع في الإذاعة وتسجيله المتداول بين الهواة إما ناقص أو بجودة رديئة للغاية .
لقاء العملاقين هذا استحق عمل بحث عنه أقدمه هنا للجميع بمناسبة احتفالنا بذكرى كوكب الشرق التي مازال فنها يستهوي الصغير والكبير بالرغم من رحيلها عن عالمنا في الثالث من فبراير 1975 .
ما قبل اللقاء..
لهذا اللقاء قصة طويلة تبدأ من خمسة أعوام سبقت ظهوره للجماهير ..فذات يوم دق جرس التليفون في بيت عبد الوهاب ..وكان المتحدث أحمد شفيق كامل. بدأ أحمد شفيق كامل يقرأ كلمات أغنية جديدة لعبد الوهاب ليبدي رأيه فيها ، وأحس عبد الوهاب بكلمات الأغنية وطلب من أحمد شفيق كامل أن يأتيه بالكلمات كاملة لأنه قرر تلحينها لنفسه .
في ذلك الوقت كان عبد الوهاب يفكر في عمل مشترك بينه وبين أم كلثوم وعرض فكرته على أحمد الحفناوي عازف الكمان في فرقة أم كلثوم ورجاه أن يجس نبضها في ذلك الموضوع ..فعاد إليه بعد أيام يعلن الموافقة المبدئية لأم كلثوم على هذا المشروع .
وحدث أن أصيب عبد الوهاب في الحادث المشهور حينما اعتدى عليه " مجنون عبد الوهاب " ونقل إلى المستشفى ..و زارته أم كلثوم وقتها وكان عبد الحليم موجوداً وفتح الكلام في الموضوع القديم – موضوع تلحين عبد الوهاب أغنية لأم كلثوم – وأبدت أم كلثوم استعدادها ..وعندما خرج عبد الوهاب من المستشفى كانت فكرة التعاون الفني بينهما قد استقرت في ذهن الاثنين وأخذ عبد الحليم يلح بها على رأس عبد الوهاب بين الحين والآخر وبعدها عرض عبد الوهاب مجموعة من الأغاني على أم كلثوم ومنها أغنية أحمد شفيق كامل التي أعجبت بكلماتها فاختارتها .
في منزل أم كلثوم اجتمع كل من أم كلثوم وعبد الوهاب وأحمد شفيق كامل لقراءة الأغنية من جديد ..واعترضت أم كلثوم على بعض الكلمات ..وكانت الأغنية تبدأ بـ ...
" شوقوني عينيك لأيامي اللي راحوا "
فغيرتها إلى
" رجعوني عينيك لأيامي اللى راحوا "
وفي مقطع آخر ..
" من حنان قلبي اللي بيشابي لحنانك "
إلى
" من حنان قلبي اللي طال شوقه لحنانك "
وقد اعترضت أم كلثوم على كلمة بيشابي ..لأنها كلمة عامية تستعمل في مصر فقط ..مع أنها تغني لكل الملايين العربية ، ودافع أحمد شفيق كامل عن الكلمة بحرارة وقال أنها تشبيه لعواطف الطفل الذي يريد أن " يطول " شيئاً طالت لهفته عليه ..ولكن أم كلثوم أصرت على أن اللغة العربية مليئة بالكلمات السهلة التي تؤدي إلى نفس المعنى ..!
أما عبد الوهاب فقد اعترض على الكلمات التالية
"قد إيه من عمري قبلك راح وعدى راح كأن العمر قبلك ليلة واحدة ليلة من دمعي ومن نار الجراح "
فاستبدلها الشاعر بـ ..
" قد إيه من عمري قبلك راح وعدى ياحبيبي ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة ولا داق في الدنيا غير طعم الجراح " بدأ عبد الوهاب يلحن الأغنية ..وعبد الوهاب من النوع المتردد ( الموسوس ) فهو يستطيع أن يفرض شخصيته على أي مطرب يلحن له ..ولكن أم كلثوم فنانة من نوع آخر ..وليس من السهل فرض شخصية الملحن عليها ..وظل عبد الوهاب أكثر من عام يلحن في الأغنية ويغير ويبدل في اللحن رغبة في الوصول إلى أفضل النتائج ..وفجأة توقف عن إكمال التلحين نتيجة لخوفه واحساسه دائماً بعدم التكامل في اللحن ..وقد استمر هذا الخوف والتردد مدة طويلة حتى ظهر في الصورة كمال الطويل الذي كان قد لحن مطلع الأغنية وأسمعها لأم كلثوم فأعجبها اللحن وطلبت منه أن يستمر..لأنها اعتقدت أن عبد الوهاب صرف نظره عن تلحين الأغنية ..وحينما أحس عبد الوهاب بذلك أخذته غيرة الفنان على فنه ..وعرف كمال الطويل أن عبد الوهاب قد نشط إلى تلحين الأغنية من جديد فتنازل..
وبدأ عبد الوهاب يعيش فترة جديدة من حياته مع هذا اللحن ..فترة عاشها على أعصابه ..كان عبد الوهاب يحس أن هذا اللحن بالنسبة له كأنه أول عمل فني يعرضه على الجمهور..وكان كلما خطر له خاطر في جملة موسيقية، أو فكرة في التعديل أو الإضافة لما بين يديه يترك كل أصدقائه ويختلي بنفسه ثم يعود ليسمعهم ما أدخله على اللحن ويأخذ رأيهم ..وكان يعتز جداً بآراء عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وأحمد فؤاد حسن ..!
تسربت بعض أخبار هذا العمل للصحافة فجعلت الكل متشوقاً له والجميع يسأل عنه وحدث في احتفال 23 يوليو 1963 أن سأل الرئيس جمال عبد الناصر أم كلثوم وعبد الوهاب : أين هي الأغنية التي نقرأ في الصحف أن أم كلثوم ستغنيها ويلحنها عبد الوهاب؟ وقالت أم كلثوم :نحن أنجزنا الكثير! وقال عبد الوهاب : وأنا أضع اللمسات الأخيرة !
وقبل أن يسافر عبد الوهاب إلى لندن في صيف 1963 سجل الأغنية بصوته وأرسلها لأم كلثوم لتحفظها ..ولكن في لندن وضع للحن لمساته الأخيرة ..
وعاد عبد الوهاب من لندن ..وقبل أن يجتمع بالأوركسترا ..كان قد اجتمع مع أم كلثوم عشرين مرة..ثم بدأ يجتمع مع كل مجموعة من الأوركسترا وحدها..مجموعة (التشيللو) ..ومجموعة الكمان..كما يختلي بمحمد عبده صالح عازف القانون ..وكذلك أحمد الحفناوي عازف الكمان..وكان موعد الاجتماع ومكانه مجهولين للصحفيين ..كانت أم كلثوم حريصة على إخفاء كل خبر عن اللحن كعادتها مع كل الذين لحنوا لها ..أما عبد الوهاب فكان أيضاً حريصاً على ذلك لأنه كان يخشى أن يحدث أي خلاف بينه وبين أم كلثوم ينتهي إلى فشل المشروع..كان لا يريد أن يقول شيئاً عن اللحن والبروفات إلا بعد أن يتأكد أن كل شيء يمضي في الطريق المرسوم ..
اللمسات الأخيرة ..
واقترح عبد الوهاب إضافة آلة الجيتار الكهربائي إلى الفرقة ..فرفضت أم كلثوم رفضاً قاطعاً على أساس أن فرقتها من التخت الشرقي ..وأن جمهورها لم يعتد سماع أي آلة غربية في فرقتها ..فلم يعاند عبد الوهاب..لكنه بذكائه حضر إليها من الغد بصحبة عبد الفتاح خيري وطلب منه أن يسمعها مقطع اللحن المقترح عزفه بالجيتار الكهربائي ..وحينئذ فقط وافقت أم كلثوم .
واطمأن عبد الوهاب على لون اللحن مع المجموعات البارزة في الفرقة ..ثم بدأ يجمعهم ..وبدأت البروفات التي استغرقت شهراً كاملاً ..وكانت كل بروفة تستمر لمدة أربع ساعات يومياً ..
واقترب عام 1963 من نهايته ..وكان عبد الوهاب يريد أن يطمئن على اللحن ! وفي ليلة رأس السنة كان عبد الوهاب قد وجه الدعوة إلى عدد من أصدقائه الفنانين ليستقبلوا معه فجر العام الجديد ، وكانت المفاجأة الكبرى لفريد الأطرش وليلى فوزي وجلال معوض وصلاح ذو الفقار وأحمد فؤاد حسن أن غنى لهم عبد الوهاب لحنه الجديد بنفسه ..
ومن صيحات الإعجاب التي تعالت من الجميع عرف عبد الوهاب قيمة العمل الكبير الذي سيفاجئ به الجمهور في الموسم الجديد ..
تسجيل الأستوديو ..
وفي يوم الأربعاء 29 يناير 1964 الموافق 14 رمضان كان عبد الوهاب بصحبة أم كلثوم وفرقتها الموسيقية في مبني الإذاعة لتسجيل الأغنية الجديدة ..بدأ التسجيل في العاشرة صباحاً وانتهى في العاشرة مساءً ..
كان القلق والتوتر يبدوان على عبد الوهاب طيلة الوقت وكان كالأب الذي ينتظر نتيجة الولادة ..كان يروح في الاستوديو ويغدو ويدندن ويضبط نغمة شاردة فتعيدها الفرقة ..ويتفاهم مع أم كلثوم على جملة موسيقية ، وينقلان نتيجة التفاهم للفرقة الموسيقية ، وعبد الوهاب لا يستقر ولا يهدأ..ونظراته حائرة .
كانت أم كلثوم صائمة ..والفرقة كلها صائمة .. وعندما حان موعد الإفطار رفضت أم كلثوم أن يذهب أحد من الفرقة الموسيقية لتناول الافطار في منزله ..لأنها لم تنته بعد من تسجيل الكوبليه الأخير ..وأرسلت تطلب كميات هائلة من الكباب ..وجلست الفرقة تتناول طعامها ..بينما جلست هي ومحمد عبده صالح يتناولان طعام الإفطار الذي أرسل إليها من منزلها ..وكان معهما محمد عبد الوهاب ..شارداً في ملكوت اللحن !
بعد ساعة من الإفطار عادت أم كلثوم لتسجيل المقطع الأخير من الأغنية ! وكانت هذه آخر مرة تغني فيها أم كلثوم إنت عمري مع فرقتها قبل يوم السادس من فبراير 1964 .
|
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 20:52 | |
| انت عمري .
المكان : مسرح حديقة الأزبكية الزمان : مساء الخميس 6 فبراير 1964 فجر الجمعة
80 مليون عربي كانوا يلتفون حول أجهزة الراديو هذا المساء ينتظرون في شوق ولهفة المولود الجديد .. وبعد منتصف الليل بأربعين دقيقة ..بدأت الفرقة الموسيقية عزف مقدمة الأغنية لينطلق صوت أم كلثوم بعد دقائق عبر الأثير يعلن وصول المولود الجديد .. كان يوم الخميس هذا يوماً حافلاً بالنسبة للثلاثة الذين قدموا هذا العمل الضخم بعد طول انتظار.. أم كلثوم أجرت بروفة مع عبد الوهاب حتى الظهر ..ثم نامت هي وانطلق هو بسيارته إلى المقابر حيث زار قبر أمه ..وهذه هي عادة عبد الوهاب عندما يقدم على عمل يهتم به . وفي الثالثة بعد الظهر عاد عبد الوهاب إلى المنزل ..ونام حتى المساء ..
اتجهت كل الأنظار في الصالة إلى البنوار رقم (9) شمال عندما دخلت فيه السيدة نهلة القدسي ..كانت العيون تنتظر أن تراها مع الموسيقار عبد الوهاب.. ولكن عبد الوهاب لم يكن مع زوجته في هذا الوقت.. فقد ذهبت هي مع بعض أقاربها وظل هو في البيت..يستمع الى الحفل من جهاز راديو صغير..
وبدأت الحفلة.. وأخذ حسين شاش يقدم الحفل للجمهور عبر الأثير ..وانفرج الستار عن أم كلثوم التي كانت ترتدي فستاناً من الشيفون الأخضر الزيتوني ، تحلي صدره فصوص من الكريستال. .واختفى البروش الماسي من فوق صدر أم كلثوم في هذه الحفلة.
وبدأت كوكب الشرق تتغنى بلحن (كل ليلة وكل يوم) .. وكأنما كانت هذه ساعة الصفر.. فقد قام عبد الوهاب ليستعد للخروج فأعدت له سعاد مديرة البيت البالطو والطربوش بينما هو يتمتم بآيات من القرآن الكريم... وانطلقت السيارة تحمل عبد الوهاب الى مسرح الأزبكية. وصلت السيارة الى المسرح ودخل عبد الوهاب من باب الكواليس وعندها انتهت الأغنية ودخلت أم كلثوم الى الكواليس .. فهنأها عبد الوهاب.. ثم دخلت الى حجرتها.. وأسرع هو الى خشبة المسرح فاستبقى الموسيقيين وبدأ- من خلف الستار- يجري معهم البروفات الأخيرة .. وقد ركز عبد الوهاب اهتمامه في إجراء بروفات على المقدمة الموسيقية بالذات وعلى تغييرالمقدمة الموسيقية لكوبليه "الليالي الحلوة والشوق والمحبة" والتي كانت قد سجلت في الأستوديو بشكل آخر. وجلست كوكب الشرق في حجرتها تتلو لنفسها بعض آيات القرآن... وفي الثانية عشرة والنصف قامت وتوجهت الى خشبة المسرح حيث اشتركت مع الموسيقار عبد الوهاب في البروفات الأخيرة...
وفي الساعة الثانية عشرة و40 دقيقة رفع الستار عن ام كلثوم ..بعدما قدمها جلال معوض لمستمعيها عبر الأثير .. بينما كان الموسيقار عبد الوهاب خلف الديكور الذي يحيط بأم كلثوم وفرقتها.. لم يكن يفصل عبد الوهاب عن أم كلثوم سوى ستة أمتار على الأكثر..
ومع بداية المقدمة الموسيقية بدأ عبد الوهاب يسمع من خلف الكواليس وقلبه يخفق.. كانت يداه لا تكفان عن الحركة وشفتاه ترددان آيات القرآن.. وصفق الناس للمقدمة الموسيقية.. صفقوا لدرجة انهم قاطعوها منذ بدايتها فاضطرت الفرقة الموسيقية الى اعادتها وأخذ عبد الوهاب نفساً طويلاً وهو يرفع رأسه الى أعلى شاكراً الله .. وأعيدت المقدمة الموسيقية بعد ذلك مرتين.. والناس تصفق .. وعبد الوهاب واقف خلف الديكور.. وقلبه يهدأ رويداً رويداً والابتسامة تأخذ طريقها الى وجهه.. والقلق يغادر مسرح الأزبكية كله.. وبدأت أم كلثوم تغني.. والناس تتمايل طرباً .. وعبد الوهاب في مكانه في الظلام يتمايل هو الآخر.. لقد بكى عبد الوهاب .. لم يستطع منع دموعه من أن تنفلت وهو يسمع الناس تستزيد أم كلثوم.. حتى أعادت المذهب 4 مرات..
لقد استغرقت المقدمة الموسيقية 9 دقائق.. استرد عبد الوهاب خلالها كثيراً من هدوئه.. ثم جاء المذهب وصفق الناس مقاطعين أكثر من مرة.. فازداد هدوء عبد الوهاب... وبعد 40 دقيقة من بدء الأغنية كان عبد الوهاب سعيداً جداً.. فأسرع يرتدي البالطو والطربوش ليكمل سماع الأغنية في البيت.. وأسرع عبد الوهاب الى حجرته ليستمع الى بقية الأغنية من المذياع .. وانتهت الأغنية عند الساعة الثانية وخمسين دقيقة .. وبعد دقائق دق جرس التليفون .. كانت أم كلثوم تتحدث من مسرح الأزبكية وطلبت من عبد الوهاب أن يتوجه فوراً الى المسرح.. وسألها عبد الوهاب مندهشاً: ( ليه ؟ ) .. وأجابته ( بس تعالى .. عايزاك تحيي الناس ) وفهم عبد الوهاب أن كوكب الشرق تريده أن يظهر معها على المسرح ليحي الجمهور بعد انتهاء الحفلة .. فاعتذر لها بلباقة .. ودق جرس التليفون مرة أخرى.. كان فريد الأطرش يدعوه للانضمام إلى ضيوفه من الفنانين الذين قضوا سهرتهم مع لحنه وصوت أم كلثوم.. واتجه عبد الوهاب الى بيت فريد الأطرش.. كانت الساعة قد بلغت الثالثة والنصف..كان موجوداً ..الشاعر كامل الشناوي وصلاح ذو الفقار وجلال معوض الذي وصل إلى بيت فريد بعد تقديمه إنت عمري ،إضافة إلى أحمد فراج و ليلى فوزي وسعيد أبو بكر ثم انضمت إليهم نهلة القدسي بعد عودتها من مسرح الأزبكية . الكل أبدى إعحابه باللحن والأداء والكلمات ..وظل الجميع يتسامرون..حتى الفجر ..وكانت الساعة تقترب من الخامسة والنصف عندما عاد عبد الوهاب إلى بيته وهو يقول : إنني أريد رأي الناس ..الناس ..الجمهور في كل مكان .
|
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 21:02 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 22:55 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الإثنين 7 نوفمبر 2011 - 23:39 | |
| حكايه
اغنيه {{ فكرونى}}
يحدث في تاريخ كبار الملحنين الذين تعاملوا مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم, وتذوقوا طعم أدائها الرصين وحلاوة صوتها الدافئ الشجي, وفهموا جيدا أسلوبها في الغناء في كل حفلاتها التي تقدمها علي المسرح وتنقلها الإذاعة علي الهواء مباشرة إلي جميع الأقطار العربية إن جاء ملحن وموسيقي كبير مشهور وله إبداعاته اللحنية ليبدع لها في الكوبليه الأخير لإحدي أغانيها الجديدة فاصلا من العزف المنفرد- صولوا-solo- علي الطبلة, أي الدربكة- بالبلدي- واستساغه الناس وفتنوا به وحبوه, بل وطالبوا بإعادته أكثر من مرة في الحفل, كما فعل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب, وبطريقة جديدة ومشوقة ومبهجة في نفس الوقت, مع علمه بأن الدربكة أصلا هي آلة موسيقية شعبية قديمة يستخدمها العازفون في الأفراح أثناء زفة العروسة وفي الليالي الملاح عندما يدق العازف علي الطبلة, وتشاركه آلات أخري مثل الدف والمزمار البلدي وغيرها من الآلات الموسيقية, وهكذا تعود الناس علي هذا الأسلوب الذي يتابعونه في الطبلة, لكن عبدالوهاب أراد أن يغير نظرتهم التقليدية لهذه الآلة الشعبية, وهذا المفهوم عن استخداماتها ليقدمها في شكل جديد لم يتعوده الناس, ويضعها في مكانها اللائق إلي جانب الآلات الأخري الراقية مثل القانون والجيتار والأورج وغيرها, ليصبح عبدالوهاب هو الملحن الوحيد الذي استطاع وحده أن يكتشف في هذه الآلة إمكانات جديدة تشد اهتمامات الناس وفي قلب أغنية تفتتح بها أم كلثوم موسمها الغنائي, ولم تكن الطبلة أو الدربكة غريبة علي الملحنين, فكثير منهم استخدموها في أغانيهم وألحانهم الشهيرة لمعظم المطربين والمطربات العرب, ولا يمكن أن يتجاهلوها بحال من الأحوال في ألحانهم- وكثيرا ما يأتي استخدامها في بداية اللحن أو في المقدمة, معتمدين في ذلك علي كفاءة الطبال وحنكته في استخدامها وإظهار مهارته الخاصة أثناء العزف عليها من تلقاء نفسه دون توجيه من أحد سوي اعتماده علي سير اللحن ودخول الطبلة في إيقاعاته دون تدخل من الملحن, أما في حالة عبدالوهاب فالوضع مختلف تماما, فالطبال لا يفعل ذلك من تلقاء نفسه, لكن طبقا لتوجهات عبدالوهاب وبالطريقة التي يرشده للالتزام بها, ليؤكد أن هذه الآلة تمتلك إمكانات أخري لم يتم اكتشافها بعد, وأن الفنان المبدع يمكنه الكشف عنها وتقديمها في ثوب جديد يشد انتباه الناس ويجعلهم يحبونها بل ويعشقونها ويشعرون بنوع من الابتهاج, عندما تستخدم في مكانها الصحيح الذي يجعلها أكثر جاذبية من مكانها القديم المعتاد, وبذلك يكون عبدالوهاب قد وضع منهجا جديدا لاستخدام الطبلة يمكن أن يتعلمه الدارسون في معاهد الموسيقي العربية والأكاديميات الفنية وتصبح هذه الآلة لها عشاقها والذين يمكنهم التمسك بها ويفضلونها علي كثير من الآلات الموسيقية الأخري. العزف المنفرد والمقنن موسيقيا وقد استطاع عبدالوهاب بالفعل أن ينتقل بالطبلة في صياغة فنية جديدة أثارت اهتمام خبراء الموسيقي في عالمنا العربي, وكانت المناسبة أغنية فكروني للشاعرالكبير عبدالوهاب محمد, الذي كان يعلن دائما أن أغنيته فكروني, وإن كان ترتيبها السادس في أغنياته لأم كلثوم, إلا أنها الأولي من وجهة نظره ورؤيته الفنية ومكانتها بين أغانيه لسببين, أولهما جاء بعد سماعه للحن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أثناء البروفات وسعادته الغامرة بأداء أم كلثوم, واستحداث عبدالوهاب لصولو الطبلة منفردا ضمن هذا اللحن, وبطريقة غير مسبوقة ومبهرة أثارت اهتمام الكثيرين, حيث وضع عبدالوهاب هذا الصولو مقننا أي مكتوبا بالنوتة الموسيقية ومدونا أمام العازف لكي يلتزم به ولا يحيد عنه أو يخرج قيد أنملة, بعكس ما كان يفعله أي عازف آخر بالاستخدامات العادية والتقليدية للطبلة- الدربكة في أثناء زفة العروسة والاندماج مع هذه الراقصة أو تلك تشاركه بعض الآلات الشعبية الأخري لاكتمال الزفة مثل آلة الدف والمزمار وغيرهما, ولم يخطر ببال العازف الذي اختاره عبدالوهاب أن يستدعيه ويجلس أمامه وينظر إلي النوتة الموسيقية حرفا حرفا, وفي التوقيت المحدد له في سياق اللحن, وبشرط أن يكون قد حفظ هذه النوتة مسبقا قبل دخول الاستديو, والاستماع إلي تعليمات رئيس الفرقة الموسيقية عازف القانون الأول محمد عبده صالح من بد اية غناء أم كلثوم لمذهب الأغنية الذي يقول: كلموني تاني عنك.. فكروني صحوا نار الشوق في قلبي.. وفي عيوني وافتكرت فرحتي وياك قد إيه وافتكرت كمان ياروحي بعدنا ليه جم في همسة وغيروني.. كان ليه بيفكروني ولم يحدث أن كانت أم كلثوم قد شاهدت هذا العازف الشاب الذي انضم إلي فرقتها الموسيقية, فهي تعرف أعضاءها واحدا واحدا وتنادي كلا منهم باسمه, وسألت عبدالوهاب عن اسمه فقال لها بعد الثناء علي موهبته اسمه كتكوت الأمير, فضحكت أم كلثوم وقالت إنه كتكوت بالفعل, فهو أصغر عضو في فرقتها الموسيقية, وكان بالطبع في غاية الرهبة لوجوده في فرقة سيدة الغناء العربي ومع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب, وإحساسه بأنه وصل إلي مكانة لم يصل إليها أحد ممن هم في سنه من العازفين. وتترك أم كلثوم عبدالوهاب يقدم نصائحه للعازف الذي بدأ بالفعل في تقديم الصولو المكتوب أمامه في النوتة في أحد كوبليهات الأغنية, ويخطئ كتكوت في البداية عند الدخول مستخدما مهاراته العادية في العزف علي الطبلة, ويطلب منه عبدالوهاب التوقف عندما يكتشف أنه خرج عن النوتة المكتوبة, وبلطف شديد طلب من كتكوت الوقوف وجلس هو علي الكرسي مع الفرقة الموسيقية وقال له شوف أنا باعمل إيه, وأمسك عبدالوهاب بالطبلة وقام بعزف الصولو المنفرد عليها, وطلب من كتكوت الاستماع إليه جيدا مرة ومرتين وأعضاء الفرقة مبهورين بأداء عبدالوهاب علي الطبلة, ويستمعون بشغف شديد إليه وهو يعطي الدرس للعازف الشاب مما أثار انتباه عازف الكمان الأول أحمد الحفناوي ليقول للأستاذ وهو في قمة سعادته وبابتسامته الحلوة: صحيح يا أستاذ إنك موسيقار الأجيال, وها هو واحد من الجيل يتعلم منك, واستمرت الفرقة في العزف الجماعي إلي أن وصلت إلي المقطع المبهج في أغنيتها فكروني والذي زادته أم كلثوم حلاوة فوق حلاوة اللحن بأدائها الجميل الشجي الرائع. القمر من فرحنا.. ح ينور أكتر والنجوم بتبان لنا.. أجمل وأكبر والشجر قبل الربيع بقي لونه أخضر اللي فات ننساه.. ننسي كل أساه ياللا نلحق م الزمن أيام صفاه والكل يتمايل معها طربا وهياما وابتهاجا شديدا باللحن وبالأداء الممتع, فكانت أم كلثوم أثناء أداء اللحن تمر علي أعضاءالفرقة واحدا واحدا وتقول له أنا عارفة إنك مبسوط مثلي بس بص كويس في النوتة لاحسن عبدالوهاب جاي, وتستمر الفرقة في العزف ومهندس الصوت جلال نوارة في الكابينة إلي جواره يطلب منه تسجيل كل همسة في اللحن, وفجأة يطلب منه التوقف ويسرع في دخول الاستديو متوجها إلي أحد العازفين في آخر الصف, ويطلب منه العزف حسب النوتة التي أمامه, لأنه اكتشف أنه لم يدخل في التوقيت المحدد المرسوم علي النوتة, وأنه تأخر بعض الثواني, وطلب منه الإعادة بعد التصحيح, وتتعجب أم كلثوم كيف اكتشف عبدالوهاب بإحساسه السمعي المرهف تأخر هذا العازف الذي كان في آخر الصف وصحح له خطأه, ويعود عبدالوهاب إلي الكابينة مرة أخري بجوار مهندس الصوت ويستمع إلي الأداء الجماعي للفرقة واندماجها مع أم كلثوم في المقطع الرومانسي الحالم في نص أغنية فكروني بكل ما يحمله من عذوبة وشجن. فكروني إزاي.. هو أنا نسيتك دانت أقرب مني لي.. ياهنايا حتي وانت بعيد عليه. أو معايا وتعيد أم كلثوم هذا المقطع أكثر من مرة والسعادة وتكاد تهيم علي وجهها من كثرة عذوبة لحن عبدالوهاب, وحلاوة كلام عبدالوهاب محمد الذي سعدتأم كلثوم به أيما سعادة لتطلب من رئيس فرقتها محمد عبده صالح أن تستمر الفرقة دون توقف لتندمج أكثر مع اندماج الفرقة ليبلغ العزف والأداء قمته, وهي تشدو وتقول في غاية الشجن والعتاب الممزوج بالحب بعدما اتعودت بعدك.. غصب عني بعدما نسيت الأماني.. والتمني كلمتين اتقالوا شالوا الصبر مني صحوا في عنيه حنينهم لابتسامك صحوا سمعي يود كلمة من كلامك إلي أن تقول: وابتدا قلبي يدوبني في آهاته وابتدا الليل يبقي أطول من ساعاته وأسهر أسمع نبض قلبي بيناديك روحي فيك مهما جري.. أنا روحي فيك تسوي إيه الدنيا وانت.. مش مايا هي تبقي الدنيا دنيا.. إلا بيك ويدخل العزف المنفرد- صولو الطبلة- وتندمج أم كلثوم مع إيقاعها ويأخذها اللحن فتكاد لا تري ولا تسمع شيئا سوي النغم الجميل والكلام الحلو, وكانت قد أصدرت تعليماتها المشددة بعدم دخول أي صحفي أو مصور من أي جريدة الاستديو, وكنت أنا كاتب هذه السطورالمكلف بتغطية بروفات الأغنية ومعي المصور الكبير إيميل كرم, ودخلنا الاستديو وطلب منا مهندس الصوت عدم الظهور أمام أم كلثوم وكأننا من أسرة الشركة وعدم إظهار الكاميرا لأنها لو اكتشفت ذلك ستغضب غضبا شديدا, وربما توقف الفرقة وتستولي علي الكاميرا وتكون هناك أزمة كبيرة قد تتعطل بسببها البروفات, وهنا أدرك إميل كرم أننا قد نفشل مهمتنا الصحفية ونعود إلي الأهرام صفر اليدين, وتبقي فضيحة في حقنا, وجاءته فكرة أن يضع في جيبه فيلما فارغا, وإذا اكتشتف أم كلثوم الأمر يمكنه إخراج الفيلم السليم ووضع الفيلم الفارغ في الكاميرا, وقد حدث ما كان يتوقعه, وسمعت أم كلثوم صوت الكاميرا والفلاش وهي في الاستديو ونحن في الكابينة والمصور يلتقط بعض الصور من خلف الزجاج, خصوصا الصورة التي يمسك فيها عبدالوهاب بالدربكة ويعزف عليها وكتكوت الأمير يستمع إليه, وطلبت أم كلثوم من عبده صالح التوقف وخرجت من الاستديو مسرعة واكتشف إميل ذلك فأسرع قبل وصولها بإخراج الفيلم السليم من الكاميرا ووضع بها الفيلم الفارغ, وبأقصي سرعة, وما إن دخلت أم كلثوم الكابينة وسألت انتوا مين, قلنا لها نحن من جريدة الأهرام ولسه جايين, انتو صورتو وأخذت الكاميرا من المصور, ودخلت الاستديو وقامت بفتحها وأخذت الفيلم غاضبة وطلبت من المهندس تسليم الكاميرا للمصور الذي قال لنا المهندس خلاص ياجماعة انتو ح تعطلوا الشغل, أم كلثوم أوقفت البروفة مع السلامة وخرجنا من الاستديو ونحن في غاية السعادة لهذا النصر الصحفي وعدنا إلي الأهرام لنجد الراحل الكبير الأستاذ صلاح هلال رئيس قسم التحقيقات يبحث عنا ويسأل لماذا تأخرنا؟ وماذا حدث لنا؟ وأبلغناه كل خير ولم يطمئن صلاح هلال علي ذلك إلا بعد أن أحضر له إميل مجموعة من الصور كان صلاح مسئولا عن الثلث الأعلي في الصفحة الأخيرة فاختار من هذه الصور صورة واحدة فقط لعبدالوهاب وهو يمسك الدربكة ويعزف عليها الصولو وأمامه كتكوت الأمير يستمع باهتمام إلي عزفه, وظهر الثلث الأعلي من الصفحة الأخيرة بهذه الصورة الوحيدة علي ثمانية أعمدة وبعنوان- المعلم يعلم- وهي الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء ومنحنا الأهرام علي هذا النصر الصحفي مكافأة لي وللمصور, وهذه حكاية فكروني التي شدت بها أم كلثوم من ألحان محمد عبدالوهاب, وتأليف عبدالوهاب محمد, وكانت كلمات الختام التي أعادتها أم كلثوم ثلاث مرات بناء علي طلب الجمهور في الحفل, استجابة للتصفيق الحاد الذي غمر القاعة وعبدالوهاب لايزال خلف الستار علي المسرح يقرأ القرآن كما فعل في بداية اللحن, وأثناء كل كوبليه من الكوبليهات كعادته في أي لحن يقدمه لأم كلثوم ليشكر الله ويحمده علي هذا النجاح الكبير, ويقول أمام كل أعضاء الفرقة الذين صعدوا إلي المسرح ومعهم أم كلثوم لتهنئته قبل أن تغادر أم كلثوم المسرح وهو أيضا, والكل يردد الفقرة الأخيرة في الأغنية التي حفظوها عن ظهر قلب كلموني تاني عنك.. بعد طول حرماني منك جرحوا الجرح اللي قرب يبقي ذكري سهروني أعيش في بكرة وبعد بكرة إلي آخر الكلمات التي تقول: تنتهي الأيام وتطوي العمر بينا وانت حبك الأمل للأبد مالوش نهاية مالوش نهاية مالوش نهاية
بقلم مصطفي الظمراني |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 1:22 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 22:53 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الثلاثاء 29 نوفمبر 2011 - 22:26 | |
| «أم كلثوم» و«عبدالوهاب» حب له مذاق الكراهية!!
في ذكري «أم كلثوم» تطل دائماً علاقتها مع «محمد عبدالوهاب» لتشكل علامة استفهام كبيرة.. صراع حاد يجعل كل منهما يضع عينه وفكره علي ما يقدمه الآخر.. معادلة «أم كلثوم» الفنية تري فيها «عبدالوهاب» ومعادلة «عبدالوهاب» لا تخلو من «أم كلثوم».. دائماً تسأل «أم كلثوم» كم تقاضي «عبدالوهاب» وهو سؤال من المؤكد ردده «عبدالوهاب» قبلها ولهذا تصر «أم كلثوم» علي أن تتقاضي أجراً أكبر بينما «عبدالوهاب» يسعي لكي يصل إلي نفس الرقم.. إنهما إبنا نفس المرحلة، الفارق الزمني بينهما يصل إلي ثلاثة أعوام.. كل منهما لديه جواز سفر لا يوثق حقيقة العمر، «عبدالوهاب» مواليد 1910 في آخر جواز سفر له بينما «أم كلثوم» 1908.. «أم كلثوم» اختصرت عشر سنوات فهي مواليد 1898 و«عبدالوهاب» اختصر فقط تسع سنوات فهو مواليد 1901.. الاثنان إبناء مشايخ كل منهما تربي فنياً علي قراءة وحفظ القرآن الكريم والتواشيح الدينية.. «عبدالوهاب» ابن حي سيدي «الشعراني» بينما «أم كلثوم» ابنة قرية طماي الزهايرة.. كل منهما لم تكن الحياة بالنسبة له رحلة سهلة ولكن عاني كل منهما.. ذاق الأمرين حتي وصل للقمة.. وكان ينبغي للقطبين أن يلتقيا، كان «عبدالوهاب» من الذكاء بحيث إنه وافق علي مشروع الفيلم المشترك والذي اشترطت فيه «أم كلثوم» أن تسبقه علي التترات.. كانت فكرة «طلعت حرب» في الثلاثينيات من خلال استديو مصر أن يجمعهما معاً في حكاية «ألمظ وعبده الحامولي».. وهي نفس القصة التي قدمتها «وردة» و«عادل مأمون» في الفيلم الذي أخرجه «حلمي رفلة» في مطلع الستينيات ولكن اشترط «عبدالوهاب» أن ينفرد بتلحين كل أغنيات الفيلم.. «عبدالوهاب» هو الموسيقار وأيضاً المطرب ولهذا ضحي بأن يأتي اسمه تالياً لأم كلثوم لكنه رفض أن يشاركه في التلحين الثلاثة الكبار الذين لا تستغني عنهم «أم كلثوم» وهم «زكريا أحمد» و«محمد القصبجي» و«رياض السنباطي».. كان الاتفاق المبدئي أن يلحن «عبدالوهاب» دويتو ليشارك «أم كلثوم» الغناء ولم تعترض «أم كلثوم» وكان هذا هو الحدث التاريخي الذي حرمنا منه «الدويتو» بين قمتي الغناء وكانت «أم كلثوم» موقنة أن الثلاثة الكبار سوف يقدموا لها أفضل ما عندهم للتفوق في الأغاني الفردية علي «عبدالوهاب» بينما «عبدالوهاب» علي الجانب الآخر اعتبرها إهانة له كموسيقار أن يشاركه أحد في التلحين رغم أنه فعلها بعد ذلك أكثر من مرة ومنها ويا للعجب في فيلم «ألمظ وعبده الحامولي» حيث لحن «عبدالوهاب» لوردة «اسأل دموع عنيه» بينما في الفيلم أغنيات أخري تلحين كل من «فريد الأطرش» و«بليغ حمدي» و«كمال الطويل» و«محمد الموجي».. «عبدالوهاب» كان يخشي أن تهزمه «أم كلثوم» في هذه المعركة بفضل عباقرة الموسيقي الشرقية الثلاثة.. علي الجانب الآخر كانت «أم كلثوم» لديها قناعة بأن «عبدالوهاب» لن يعطيها أفضل ما عنده من ألحان سوف يمنحها اللحن الجميل بينما سيحتفظ لصوته باللحن الأجمل.. الجملة الموسيقية الأكثر ألقاً ستصبح من نصيبه.. «عبدالوهاب» آثر بعد توقف مشروعه مع «أم كلثوم» أن يغني مع منافسة «أم كلثوم» الأولي «أسمهان» دويتو «مجنون ليلي» إنها بالطبع ضربة «وهابية» موجهة إلي «أم كلثوم» لأن الصوت الذي كان يشكل خطورة علي «أم كلثوم» هو فقط صوت «أسمهان» التي رحلت عام 1944 بعد عامين فقط من تسجيلها «مجنون ليلي» وربما لو امتد بها العمر لقدم معها فيلما سينمائيا غنائيا كاملا نكاية في «أم كلثوم»!! في لقاء «أم كلثوم» و«عبدالوهاب» عام 1964 مع «انت عمري» جاء بعد اعتزال «عبدالوهاب» الغناء في الحفلات.. «عبدالوهاب» لم يعتزل وقتها الغناء في الاستديو وكان لديه دائماً أغنية جديدة وخاصة في الاحتفال بعيد الثورة ولكن لم يعد منافساً لأم كلثوم علي خشبة المسرح.. كان «عبدالوهاب» بالمناسبة يستعد لتسجيل أغنية «انت عمري» التي كتبها «أحمد شفيق كامل» بصوته ولكنه أمام اضطراره لتقديم أغنية لأم كلثوم تنفيذاً لمطلب الرئيس «جمال عبدالناصر» لم يجد سوي «انت عمري» وكان لديه أمل أن يسجلها أيضاً بصوته لتبدأ المقارنة بين الصوتين وعلي الفور أجهضت «أم كلثوم» المشروع ورفضت أن يسجل «انت عمري» بل هددته إذا أقدم علي ذلك فإنها سوف تمتنع تماماً عن غناء «انت عمري» في حفلات أو طبعها علي اسطوانة وكان هذا يعني بالنسبة لعبدالوهاب أن يخسر 12% هي قيمة الإيرادات التي يحصل عليها من كل اسطوانة يتم بيعها وكانت «انت عمري» قد حققت بعد ذلك أعلي إيراد لعبدالوهاب عن أي لحن حتي تلك التي غناها بصوته.. قال لي الموسيقار «كمال الطويل» أنه أثناء الشد والجذب بين «أم كلثوم» و«عبدالوهاب» اتصلت به لتلحين «انت عمري» وانفعل بالكلمات وبدأ التلحين وبرغم اشتهار «كمال الطويل» بالكسل والتردد فإنه وجد نفسه وقد أنجز مقاطع كثيرة جداً من اللحن إلا أنه تراجع في اللحظات الأخيرة.. سألته لماذا قال لي الناس كانت تنتظر أن تري اللقاء بين «عبدالوهاب» و«أم كلثوم».. يتطلعون أن يشاهدوا القمتين معاً ثم آتي أنا لكي أفسد فرحة الناس.. ما لم يقله «الطويل» هو أن «أم كلثوم» كانت تعلم أن العلاقات بين «الطويل» و«عبدالوهاب» يشوبها الكثير من التوجس ولهذا فإن مجرد إعلانها أن الأغنية سوف يلحنها «كمال الطويل» فإن هذا كفيل بإثارة «عبدالوهاب» لكي يسارع باستكمال اللحن.. كان «عبدالوهاب» يعلم تماما أن «أم كلثوم» لا ترضي إلا بالأجمل وطوال التاريخ لم يتوقف بينهما الصراع وكل منهما يسعي ليحصل علي الأحسن.. مثلاً أغنية «سهران لوحدي» رائعة الشاعر «أحمد رامي» كانت في حوزة «عبدالوهاب» ليغنيها بصوته وعندما استمعت «أم كلثوم» لكلماتها من «رامي» تمسكت بها اعتبرتها أغنيتها ولم يستطع «رامي» سوي أن يسحبها من «عبدالوهاب» ضارباً عرض الحائط بصداقتهما القديمة ليمنحها لأم كلثوم بتلحين «رياض السنباطي».. ولم ينته الصراع بين «أم كلثوم» و«عبدالوهاب» حتي بعد رحيل «أم كلثوم» عام 75 فلقد عاش بعدها «عبدالوهاب» 16 عاماً.. خلال تلك الأعوام قدم للإذاعة تسجيلات أغنياته التي لحنها بصوته لأم كلثوم مثل «انت عمري» وتعددت اللقاءات بينهما في قصائد عاطفية ووطنية.. مرة واحدة سمحت «أم كلثوم» لعبدالوهاب بأن يسجل القصيدة بصوته وعلي فرقة موسيقية وهي «أصبح عندي الآن بندقية» لنزار قباني التي قدمها بعد النكسة حيث كانت أقرب إلي نداء للمقاومة وللثأر من العدو الإسرائيلي.. وكان رهان «أم كلثوم» علي «عبدالوهاب» هو الرهان الصحيح حيث وصل الرقم إلي 10 ألحان.. قالت لنا الأرقام إن «انت عمري»، «فكروني»، «أمل حياتي» ثلاثة ألحان من بين أفضل عشر أغان تحصد أعلي إيرادات بين أغنيات «أم كلثوم» أي أنها لا تزال تباع C.D وكاسيت وتقدم عبر موجات الإذاعة والتليفزيون إلا أن الأرقام تقول أيضاً إن «بليغ حمدي» له خمسة ألحان من بين أفضل عشرة بل إنه يحتل بأغنية «سيرة الحب» المركز الأول بينما احتلت هذه المكانة فيما مضي «انت عمري» وذلك حتي قبل 12 عاماً وتراجعت للمركز الثاني أما الألحان الأربعة الأخري التي تحتل مكانة متقدمة بين العشرة الأوائل لبليغ فهي «بعيد عنك»، «فات الميعاد»، «ألف ليلة وليلة»، «الحب كله» بينما تبقي «الأطلال» لرياض السنباطي في مركز متقدم بين السادس والسابع، الأغنية العاشرة في قمة أرقام الأداء العلني أحياناً تأتي «حب إيه» لبليغ وأحياناً «دارت الأيام» لعبدالوهاب أو «الحب كده» للسنباطي.. «عبدالوهاب» و«أم كلثوم» كان يجمعهما الحب الذي له أحياناً مذاق الكراهية!! انت قلبت سياسة.. هكذا تلقيت العديد من المكالمات والرسائل.. نشرت مقالتين متتاليتين علي مدي الأسبوعين الماضيين في باب «كلمة و » الأولي «دقت ساعة العمل التوريثي» والثانية «الرئيس الطيب والوزير الشرير».. وإجابتي هي أنني اكتشفت أن نجوم الفن هم الذين قلبوها سياسة عندما تحولوا إلي كورس يردد ويدعو بصوت عال للتوريث ونجوم الرياضة شاركوهم بعد أن خصخصوا الفرحة المصرية بكأس أفريقيا لتصبح فرحة للرئيس وبيت الرئيس.. وكان آخر تلك الفصول ما رأيناه قبل أيام في الاستاد.. «عمرو دياب» يغني زي ما قال الريس والأستاذ «علاء» والأستاذ «جمال» منتخب مصر كويس.. كل شيء في مصر قلب سياسة ولم يسأل أحد.. جت عليّ أنا؟!
00طارق الشناوي
|
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 1:01 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 13:32 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الثلاثاء 6 ديسمبر 2011 - 21:13 | |
| حين قالت له أم كلثوم.. والنبى غنى خلينا نضحك شوية
الكاتب الكبير أنيس منصور له العديد من الاصدقاء الفنانين والفنانات الذين ارتبط معهم بصداقات قوية وكان من بينهم سيدة الغناء العربى أم كلثوم. وفى احد الايام ذهب اليها أنيس منصور فى فيلتها الواقعة فى الزمالك لاجراء حوار صحفى فكان الحوار متبادلا بينهما فى حديقة الفيلا وكان هذا آخر حوار لأم كلثوم والذى تم نشره فى عدد خاص من مجلة آخر ساعة عن أم كلثوم بعد وفاتها فى ذكرى الاربعين بتاريخ 12 مارس 1975.. * * * أم كلثوم اذابت الناس فيها أو ذابت هى فى الناس فهى تغنى أو هم يغنون لها او هى تصفق لهم وهم يغنون، ان صوتها سيبقى لمئات السنين متعة شرقية ووثيقة تاريخية فهى السيدة الوحيدة فى العالم التى تغنى الاغنية الواحدة فى ساعة او ساعتين ، ان الاوبرا التى يشترك فى غنائها العشرات من المطربين المختلفى الاصوات لا تزيد على ساعة ونصف ساعة واحيانا ساعتين تتخللها استراحات قصيرة او طويلة ولكن ام كلثوم بفستان واحد ومنديل واحد ووقفة واحدة ومنظر واحد ولحن واحد واوركسترا واحد وفى ليلة واحدة تستطيع ان تذيب الناس فى عرق ودموع... فى بداية الحوار ضحكت ام كلثوم وسألتنى انت كنت تغنى.. والله غنى ياشيخ ..غنى والنبى خلينا نضحك شوية ؟ واقسم وقتها انيس منصور انه قد تغنى لها.. واقسم ان يروى لها كيف حدث ذلك؟! قال أنيس كنت فى فيينا من عشرين عاما وهناك سمعت ان مهرجانا للشباب قد انعقد وسألونى قلت مصرى وسألونى طالب؟ قلت نعم.. مع انى كنت مدرسا للفلسفة بكلية الآداب.. ولكن شكلى فى ذلك الوقت بدا كطالب ودفعونى الى الميكرفون وسألونى عن الحياة فى مصر وعن حرية الفتاة وعن الادب والفن وان كانت هذه زيارتى الاولى للنمسا فقلت الرابعة وانها اعجبتنى وسوف اتردد عليها كلما جئت الى اوروبا، ثم جاءت اللحظة الرهيبة وأحسست أننى احد رجال السيرك واننى يجب ان اقفز من فوق الى حوض ماء بارد على ظهر حصان عندما قيل لى هل تسمعنا النشيد القومى لمصر وفى هذه اللحظة نسيت كل شئ ونشطت غريزة البقاء فى وجه العاصفة وانفتح فمى يقول هلت ليالى القمر يحلى بنا السهر وقلتها بصوت شديد الحماس او توهمت ذلك وأنزلونى ولا اقول اننى نزلت من فوق المنصة وجلست فى مكان لا ارى فيه احداً انما كل ماحولى أصوات غامضة ووجوه مبهمة وانا لا اعرف هل انا موجود او غير موجود... ام كلثوم: احب اسمع كيف فضحتنا عند الخواجات والله لازم أسمعك.. أنيس منصور: وقفت وقلت متحمسا كأننى اهتف فى مظاهرة «هلت ليالى القمر» ضحكت ام كلثوم: لما انت خوفت القمر بهذا الشكل طلع القمر؟ فقلت لها موقف آخر: غنيت فيه لها وقلت حدث ذلك فى اليابان فى جلسة ضمت عدداً من الصحفيين منهم الامريكى والايطالى والفرنسى والهندى وكان الذى دعانا رجل صينى وغنى كل واحد منا اغنية ولم تكن الاصوات جميلة ومطلوب من كل واحد ان يترجم لزملائه وتحشرجت الاصوات وتبعتها الضحكات، واحنا معانا قرد .. نظرت ام كلثوم مندهشة: ما هذا ؟ قال أنيس: صبرك.. وقلت: واحنا معانا قرد طالع فى ليلة برد وقبل ان تقاطعنى ام كلثوم قلت لها: لقد نظرت الى جوارى فوجدت صاحب الدعوة كالقرد تماما وغير معقول ان اردد ورائك واحنا معانا بدر طالع فى ليلة قدر .. فضحكت ام كلثوم ضحكة عالية لم ار مثلها من قبل واتصور انها لم تضحك فى حياتها كمثل هذا الضحك.. انتقل الحوار بعد ذلك حول رأيها فى مطربات فى ذلك الحين.. * مارأيك فى سعاد محمد؟ ** تلميذة فى مدرستى. * وشادية؟ ** صوتها ظريف. * نجاة ؟ ** صوتها حنون. * وماذا عن فيروز؟ ** صوتها فريد وهى محبوبة فى مصر تماما كما هى فى لبنان وفى كل البلاد العربية.. * لقد غنت فيروز اغنية يا جارة الوادى التى لحنها عبد الوهاب وسألنى عبد الوهاب عن رأيك فى الأغنية فما هو رأيك؟ ** عبد الوهاب على رأسنا من فوق.. وبهذا السؤال انتهى الحوار المتبادل الذى جمع بين الكاتب الكبير أنيس منصور وكوكب الشرق أم كلثوم.
|
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الثلاثاء 6 ديسمبر 2011 - 23:06 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الأربعاء 7 ديسمبر 2011 - 0:27 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 0:32 | |
| سر أم كلثوم
عزة بدر
صباح الخير «وفضلت أعيش فى قلوب الناس وكل عاشق قلبى معاه» ترى هل كانت أم كلثوم تعرف وهى تتغنى بهذه الكلمات من شعر أحمد رامى أننا سنظل نبحث عن سرها جيلا بعد جيل ؟ مع كل أغنية نسمعها لها نسأل .. ما هذا السحر الذى يزيد مع الزمن سحرا ؟ ما السر الذى شغفنا بها حبا ؟ .. «دولة أم كلثوم» هو الكتاب الثالث عن كوكب الشرق للناقد الفنى والسينمائى الكبير عبد النور خليل، أصدر كتابه الأول عنها بعنوان : «رجال فى حياة أم كلثوم» عام 1992، وكتابه الثانى «كوكب الشرق أم كلثوم وقصص حب لم تنشر» عام 1996، محاولاً أن يجلو لنا سر أم كلثوم يمضى بنا عبدالنور خليل فى كتابه الجديد، وقد استهله بقصيدة لعباس العقاد كان قد كتبها احتفاءً بكوكب الشرق بعد عودتها سالمة من رحلة العلاج الشهيرة عام 1962، والقصيدة بعنوان «فى الفن أنبياء» . والطريف أن هذه القصيدة تنتهى بالسؤال الذى يسأله العقاد لأم كلثوم نفسها، وكأنه يقول لها : ما سرك العبقرى ؟ فيقول العقاد فى قصيدته : أيها الكوكب الذى أسعد الأرض باللقاء. ردد الطرف فى الفضاء وما أرحب الفضاء وأسأليه سؤال من يسأل الطير فى الهواء هل سرى فيه مثل صوتك فى الحسن والنقاء فى قديم الزمان أعنى وفى حاضر سواء ؟ * تاريخ ميلادها الحقيقى ! ولدت أم كلثوم عام 1904 فى قرية طماى الزهايرة - مركز السنبلاوين مديرية الدقهلية، ورحلت فى الأسبوع الأول من فبراير 1975 عن عمر يناهز السبعين عاما، ورغم أن الناقد الموسيقى الراحل كمال النجمى فى كتابه «محمد عبد الوهاب مطرب المائة عام» يقول : «إن عام 1904 المثبت فى شهادة ميلاد أم كلثوم لم يكن تاريخ ميلادها الحقيقى، بل كان عام بدء تسجيل المواليد والأطفال الصغار فى مديرية الدقهلية، وكانوا حتى من وصلوا سن السادسة منهم يثبت ميلاده فى هذه السنة» . ولكن الثابت أن مائة عام قد تزيد قليلا قد مضت على ميلاد أم كلثوم، وقد بدأت أم كلثوم رحلتها فى ريف الدقهلية رحلة الصعود إلى القمة، فى تلك اللحظة التى أدركت فيها نقطة البداية .. بداية انطلاق كوكب فيقول عبد النور خليل : تشبثت أم كلثوم بالذهاب إلى كتاب القرية وحفظ القرآن، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة إلى درجة الصيام عن الطعام حتى يأذن لها والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى إمام جامع القرية ومؤذنها ومنشدها الصييت أن تذهب، فتتعلم فى الكُتاب، وكأنما كانت تدرك ببصيرة واعية أن تلك هى البداية. ثم يقول : كانت قريتى لا تبعد عن قريتها مسقط رأسها أكثر من عشرة كيلو مترات، وكانت تلك هى البداية، وصورة الصبية المعجزة التى ملأت أفراح الناحية ومناسباتها كليالى الموالد وحفلات الزواج والطهور شدواً وترنماً ماتزال تهوم فى رءوس العجائز من أهلنا، وكل منهم يزهو ويفخر بأنه سمعها، وحضر المناسبة التى غنت فيها.. هكذا كانت بداية انتمائى إلى «دولة أم كلثوم». ويحتفظ مصطفى أمين بصورة قلمية لكوكب الشرق فى هذه المرحلة عندما انتقلت من قريتها طماى الزهايرة فيقول : كنت تلميذا فى المدارس الابتدائية، وكانت شابة صغيرة تغنى فى صالة سانتى بحديقة الأزبكية . كانت ترتدى شبه عباءة، وعلى رأسها العقال، ورأيتها واقفة بين القانونجى القديم العقاد .. وبين الشاعر أحمد رامى أستاذى فى الترجمة بمدرسة المنيرة الابتدائية وكانت فتاة صغيرة فاتنة، تغنى القصائد والتواشيح، ولكنها كانت تستطيع دائما أن تسيطر على الموجودين فى الصالة فيتوقف الكلام، وينتبه السكارى، وتسكت المشاجرات والخناقات، وعرفتها بعد ذلك كصحفى يكتب عن نجمة مشهورة ثم عرفتها كإنسانة وامرأة عظيمة، وفى كل هذه السنين شعرت أن هذه المرأة شخصية غير عادية، إنها مثل النيل والأهرام إنها المرأة الوحيدة فى العالم التى مكثت أكثر من ثلاثين عاما، وهى سيدة الغناء فى منطقة واسعة تمتد من المحيط الهندى إلى المحيط الأطلسى». * هذه الإحصائية!! أما فكرى أباظة فيثير أسئلة أخرى عن لغز أم كلثوم فيقول : أسائل نفسى دائماً أهى فقط ملكة الطرب ؟ أم ملكة «خفة الروح» ؟ أم ملكة الذوق السليم فى زيها؟ أم ملكة البر والإحسان مما يعرفه أحد من عشاقها والمعجبين بها ؟ فى حفلة كبرى أقامتها لجنة الفنون العليا برئاسة الأستاذ المرحوم محمد محمود خليل فى نادى الموسيقى تكريما لمعجزاتها الفنية قلت : إن هذا العصر سيسمى فى عالم الشعر وعالم الطرب عصر أحمد شوقى، وعصر أم كلثوم .. نعم أعرفها منذ أن لم تكن معروفة إلى أن عرفها الملايين فى الشرق العربى كله، ومحطات الإذاعة فى جميع أنحاء العالم القديم فى أوروبا وآسيا وإفريقية والأوقيانوس والعالم الجديد فى أمريكا الشمالية والجنوبية ! أعرفها منذ أن كانت تهرب من التخت فجأة، وتختفى تحته عندما تفد قطة داخل الصيوان ! ومنذ أن كانت هى وأفراد التخت يسافرون من الفجر مقابل أجر متواضع إلى أن يصلوا فى المساء إلى قرية صغيرة لإحياء فرح، فتجد القرية مظلمة وتبحث عن دار أهل الفرح وتطرق باب الدار فيقولون لها بكل بساطة : «الله! ما هو الفرح اتأجل فتقول لهم : الله! ولماذا لم تخطرونا بالتأجيل ؟ فيقولون لها بكل بساطة : الله ! ما هى كل البلد عارفة؟! ثم يتحدث فكرى أباظة عن ثقافتها فيقول : كم ألف بيت من بيوت الشعر والزجل حفظتها «أم كلثوم» ورددتها وغنتها، ورنمت بها الآذان والأذهان والرءوس والقلوب ؟، كما ألف بيت، والله إنها - هى - لا تدرى فمن يا ترى يضع لنا تلك الإحصائية ؟! * على بلد المحبوب وفى زمن الحرب العالمية هزم صوت أم كلثوم صوت القنابل والغارات، وتجلى فانحسرت دونه كل الأصوات، وهو يبرز صورة مصر بنيلها وناسها لتملأ قلوب مواطنيها وليخفق كل قلب وطنى بمصريته وهى تغنى من كلمات أحمد رامى : يا مسافر على بحر النيل أنا لى فى مصر خليل من بعده ما بنام الليل على بلد المحبوب ودينى وعن هذه الأغنية وسر هذا الصوت المنتمى يقول عبد النور خليل فى كتابه : كنا فى زمن الحرب العالمية الثانية، وكنا نتعرض كثيرا لساعات الإظلام أثناء الغارات، وننتظر ساعات، وليس هناك من ضوء غير أشعة عملاقة تتجول فى السماء بحثا عن الطائرات المغيرة، وكان عندنا فى الشقة الصغيرة التى نقطنها فى حى شبرا راديو من الطراز القديم يعمل ببطارية أكبر منه حجما، وكنت أمضى ساعات «الغارة» أعبث بمؤشره وموجاته، ورغم المارشات العسكرية التى لا تنقطع من إذاعتين .. محطة عربية تتبع الحلفاء بلاشك تسمى نفسها إذاعة الشرق الأدنى، وأخرى ألمانية تسمى نفسها «إذاعة برلين العربية» كانت كل منهما تصب دعاية وتنشر أخبارا عن الحرب وسير المعارك إلا أن مادتها المفضلة التى تجذب الانتباه إليها كانت صوت أم كلثوم وأغانيها، كانت ساعات الغارة تمضى حثيثة، وقد يجتذب انتباهى انفجار أو صوت مدو، أو تنساق عيناى وراء تلك المصابيح المضيئة التى تلقيها الطائرات المغيرة وتتعلق بين السماء والأرض قبل أن ينطفئ نورها .. كنت أطلق خيالى أسيراً لأحلام ورؤى ليس فيها على الإطلاق أى خوف من القنابل المتفجرة وأنا أسمع صوتها تغنى «على بلد المحبوب ودينى» . * الزهرة تحت الندى لقد حاول معاصروها أن يجلوا سرها فهذا أحمد رامى يصفها فيقول : إنى أحتشد لسماعها كما استقبل عيدا من أعياد الدهر .. أحب أن أقضى وقتى لسماعها وحدى لينمحى كل جرس من أذنى عدا صوتها المنتظر ثم أدخل قبل رفع الستار بقليل حتى إذا رفع الستار ملأت عينى منها فى لحظات، ثم تبدأ الآلات تعزف فأرى مبلغ بشاشتها إلى استماع النغم ولست أعرف أحدا من الذين يغنون يطرب لسماع أو انبجاس الأوتار بالنغم كهذه الشادية، فإنها إذا سمعت رجع الأنغام أصابتها رعشة خفيفة، ثم تدب بقدمها دبا خفيفا ثم تمد جيدها وترمى بعينيها نظرة سابحة إلى آفاق بعيدة حتى إذا خفت النغم انسرب صوتها لينا رقيقا، فكأن الأوتار الصادحة لم تكف عن العزف ثم ينبثق صوتها كما تنبثق الزهرة تحت الندى . * أوبرا أم كلثوم وأم كلثوم التى وصفها أنيس منصور فقال : أم كلثوم أذابت الناس فيها أو ذابت هى فى الناس، فهى تغنى لهم أو هم يغنون لها أو هى تصفق لهم وهم يغنون لها» قد وضع يده على شىء من سر أم كلثوم، فأمكنه أن يقول : إن صوتها سيبقى مئات السنين متعة شرقية ووثيقة تاريخية فهى السيدة الوحيدة فى العالم .. المطربة الوحيدة فى العالم التى تغنى الأغنية الواحدة فى ساعة وفى ساعتين.. إن الأوبرا التى يشترك فى غنائها العشرات من المطربين المختلفى الأصوات والأشكال والأزياء ووراء هم مناظر وديكور وستار يعلو ويهبط لا تزيد هذه الأوبرا على ساعة ونصف الساعة، وأحيانا ساعتين تتخللها استراحات قصيرة أو طويلة، ولكن أم كلثوم بفستان واحد ومنديل واحد، ووقفة واحدة وأوركسترا واحد ومنظر واحد ولحن واحد، وفى ليلة واحدة تستطيع أن تذيب الناس فى عرق ودموع. * كروانة الشرق تعاونت أم كلثوم مع كثير من الملحنين إلا أن محمد القصبجى هو أكثرهم تلحيناً لها فقد لحن لها أكثر من 120 أغنية، وقد كان من أوائل ما لحنه لها قصيدة لرامى بدأها بقوله : «إن حالى فى هواها عجب»، وكان القصبجى هو الذى اختار الشيخ محمد العقاد عازف القانون وعازف الكمان سامى الشوا لكى يكون الثلاثة تختا معاصرا خلف أم كلثوم وهى تغنى، وقد تعاونت أم كلثوم مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مدة دامت تسع سنوات قدم فيها لسيدة الغناء العربى عشر أغنيات كانت عطاء خاصا متفردا ومنها «أنت عمرى» 1964 والتى كانت لقاء السحاب بين غناء كوكب الشرق وألحان عبد الوهاب وكلمات أحمد شفيق كامل، وهو العمل الغنائى الذى تم تحقيقا للوعد الذى ارتبط به عبد الوهاب وأم كلثوم أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى عيد العلم، وهو يكرمهما معا بوسام العلوم والفنون بأن يتعاونا فى تقديم عمل غنائى معا . وإذا كان خبراء الموسيقى يقولون أن حنجرة أم كلثوم لا يمكن أن تتكرر أكثر من مرة كل مائة عام فإن أم كلثوم لما أصبحت كروانة الشرق ضاعفت ساعات تمرين حنجرتها وضاعفت الساعة التى تمضيها فى عمل البروفات، فهل كان ذلك أيضا أحد أسرار عبقرية أم كلثوم كما يراها على أمين ؟ * سينما أم كلثوم وقد أبرز عبد النور خليل فى كتابه ذلك الانتماء العميق الذى ميز شخصية كوكب الشرق، فهى لم تنفصل أبداً عن واقع مصر، وواقع نشأتها فى ريف مصر حتى وهى تختار الإطار الذى تطل منه على الجماهير فى الفيلم السينمائى فقد كانت واعية تمام الوعى بالشخصية المصرية، فيقول : «وكانت هذه الشخصية المصرية المنفردة بالمزايا القومية الأصيلة فى شعبنا قد بدأت تنمو فى مصر فى الثلاثينيات نموا متصاعدا، وما كانت أم كلثوم تنفصل عن هذا النمو فاختارت أن تعبر فى شخصيتها السينمائية عن أبرز ما فى هذه الشخصية من الأصالة والحب للأرض والمنبت فى فيلمها «وداد»، ومن الوفاء والأصالة إلى حد التضحية بالنفس فى فيلمها «دنانير»، وحتى فى أواخر أفلامها «فاطمة» كانت بنت الحى الشعبى الوفية الأمينة المخلصة التى تتحمل عناء الحياة اليومية فى طيبة وارتباط بالمجتمع المحيط بها مما يدفع هذا المجتمع إلى مساندتها فى أزمتها فى قصة الفيلم . لم تزد الأفلام التى مثلتها كوكب الشرق للسينما على ستة أفلام وهى «وداد» «1936»، و«نشيد الأمل» «1937»، و«دنانير» «1940»، و«عايدة» «1942»، و«سلامة» «1945»، و«فاطمة» «1947»، ولم تزد الفترة التى اهتمت فيها بالعمل فى السينما على مدى عشر سنوات من تاريخها الفنى، ولكن هذه الأفلام الغنائية الناجحة كان لها بصمة مميزة.. ففيلم «وداد» كان أول فيلم مصرى ناطق يعرض فى مهرجان فينسيا السينمائى الدولى عام 1936، وقد هداها ذكاؤها الفطرى إلى أن تختار أفلاما تكون البطولة فيها لامرأة وكانت شغوفة بالتراث والشعر العربى القديم منذ بدأ أحمد رامى يطلعها على دواوين كبار الشعراء العرب وكلفته بأن ينقب فى التراث عن قصص المطربات فى العصرين الأموى والعباسى واهتدى رامى إلى النغمة الصحيحة وإلى معين لا ينضب فى هذا التراث، وتحققت أمنية طلعت حرب رائد الاقتصاد المصرى الذى كان يعتبرها فنانة القمة وواحدة ممن يشكلون الشخصية القومية المصرية التى دعا إليها وحرص على تنميتها، والذى كان يود لها أن تمثل وتغنى فى فيلم ينتجه استوديو مصر، ومن العجيب أن الفيلم الوحيد الذى لم يتم فى حياة سيدة الغناء العربى هو فيلم «ثومة» الذى كان سيخرجه يوسف شاهين ورغم أنها وافقت على الظهور فيه فى الحقبة الأخيرة من حياتها، واحتفظت بحق الموافقة على الممثلة الشابة التى ستمثل صباها وشبابها بعد أن يختارها يوسف شاهين، إلا أن هذا الفيلم «ثومة» لم يتم .. وإن كانت أم كلثوم قد وقفت على الشاشة ممثلة ومطربة فى سينما خاصة بها وحدها هى سينما أم كلثوم . * اعملوا لمصر لقد عاشت أم كلثوم فى مناخ ساعد على نمو موهبتها فقد امتدت حياتها عبر ثورتين، عبر انتفاضتين لبناء الشخصية المصرية والقومية وتغذية جذورنا العربية، وكانت وجدان مصر ككل العبقريات المصرية التى عاشت فى زمانها وصاحبت عصرها فقد فتحت عيونها على ثورة 1919، فى مناخ الثورة المصرية الذى تربى فيه سيد درويش وتوفيق الحكيم وطه حسين، وكتب حسين هيكل أولى قصصه المصرية «زينب» وسعى طلعت حرب لإقامة بنك مصر، وأفرزت الثورة عبقريات مصرية وقادة رفعوا شعار : اعملوا لمصر.. أم كلثوم التى تربت فى هذا المناخ، وعاشت ثورة مصر عام 1952، وغنت للثورة ولجمال عبد الناصر هى الصوت القادر الذى قاد الناس للتغلب على جراح نكسة 1967، فلم تمض شهور قليلة على النكسة إلا وأعلنت أم كلثوم أنها ستغنى لمصر وتجمع التبرعات بغنائها لصالح المجهود الحربى لإعادة تسليح جيش مصر، وبدأت مجموعة من الرحلات على نطاق العالم العربى، تقيم الحفلات وتتلقى التبرعات وكل ريع حفلاتها وهبته لمصر، وارتحلت بحفلاتها الغنائية إلى الكويت والإمارات والسودان وليبيا والمغرب ثم توجت هذا كله بالغناء فى باريس على مسرح الأوليمبيا فى عاصمة النور. ويؤرخ عبد النور خليل لتلك الرحلات فى كتابه فيقول : «كنت أعمل مع الراحل الكبير أحمد بهاء الدين، وكان رئيساً لمجلس إدارة دار الهلال ورئيساً للتحرير وتلقانى ومعى طموحاتى فى تغطية رحلة أم كلثوم إلى باريس عاصمة النور، وطلبت منه أن يتركنى أتعامل مع الوكالات العالمية العاملة فى مصر، واتفق معهم على أن تخصص كل وكالة مصورا يعمل معنا فقط ليتابع أم كلثوم فى باريس وينقلون لنا حفلها الغنائى على مسرح أوليمبيا فى منتصف نوفمبر 1967، ولم يتردد أحمد بهاء الدين رغم التكاليف الباهظة . وعدت أصدر عدداً خاصاً للمرة الثانية موضوعه العظيمة أم كلثوم «الكواكب 21 نوفمبر 1967» وزدت عليه بتحقيق خاص فى عشر صفحات من «المصور» 24 نوفمبر 1967 عن أم كلثوم فى حفلها على مسرح الأوليمبيا. أما العدد الخاص الأول فقد صدر عن أم كلثوم بعد عودتها من رحلة العلاج الشهيرة فى أمريكا . فيقول كاتبنا : «كنت قد تقدمت إلى أسرة تحرير مجلة «الكواكب» باقتراح أن نستقبلها عند العودة وتكامل الشفاء بإصدار عدد ذهبى كل صفحة وكل سطر منه عن أم كلثوم، وكانت تلك هى المرة الأولى فى تاريخ الصحافة الفنية العربية أن تخصص مجلة صفحات عدد كامل عن فنان وهو عدد مجلة «الكواكب» بتاريخ 6 نوفمبر عام 1962، كنت أجيب فى افتتاحية هذا العدد عن سؤال : لماذا أم كلثوم ؟» هذا هو السؤال الذى يسعى دائما ليجلو لنا سر أم كلثوم .. السؤال الذى سنتبادله جيلا بعد جيل ! أما هى فسوف «ينبثق صوتها كما تنبثق الزهرة تحت الندى، وكأن الأوتار الصادحة لم تكف عن العزف : «فضلت أعيش فى قلوب الناس وكل عاشق قلبى معاه». |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 0:35 | |
| أسرار حب أحمد رامي ل كوكب الشرق
"كنا نتلو القصائد سويا وتحفظها غيبا من أسبوع لآخر، كلها قصائد عن الحب، وكان لنا أن نتبع الشعراء ما أبقينا بيننا سترًا من الاحتشام، كانت تتوسل ابن الرومي، أجمل أدعية الحب هو دعاء الحب المستحيل، وكنت أجيب بلغة الخيام، لأن لغز الحب الحق يفسر بكلام ليس كالكلام". لما سألتها ما أهمية صدور ترجمة هذه الرواية التي تحكي قصة غرام أحمد رامي بكوكب الشرق الآن، قالت د. فاطمة البودي رئيس مجلس إدارة دار العين للنشر إنها تتمني أن تلقي قبولا وإعجابا من محبي أم كلثوم حول العالم وخاصة فئة الشباب ليزدادوا خبرة بأحوال زمان وطرب زمان وأصالة زمان. الرواية التي صدرت بالفرنسية عام 1994 للكاتب والصحفي اللبناني سليم نسيب، وصدرت ترجمتها إلي الإنجليزية عن دار الشروق بعنوان "أحببتك لصوتك"، تصدر ترجمتها إلي العربية عن دار العين بعد انتهاء شهر رمضان بعنوان "كان صرحا من خيال"، ما نعرضه في "الملخّص" هو أجزاء من الترجمة التي أعدها الشاعر اللبناني الراحل بسّام حجّار قبل صدورها، أما مصدرنا فهو نفس الكتاب لكن إصدار سنة 1999 عن دار لبنانية تدعي "المسار" عثرنا عليه صدفة، لكن ما أكدته د. البودي أن طبعة دارها هي الأولي في القاهرة والوحيدة المرخصة، فقد اشترت حقوقها من الدار الإيطالية "شرق وغرب" خلال مشاركة العين في معرض تورينو للكتاب المنصرم. تقع الرواية في أربعة أجزاء حسب التواريخ، تبدأ بعام 1924 وتنتهي برحيل أم كلثوم عام 1975، يسردها المؤلف بضمير المتكلم علي شكل مذكرات يحكي فيها أحمد رامي غرامه العذري بأم كلثوم، ومن خلال سرد أحداث حقيقية وأخري متخيلة وبلغة فائقة العذوبة، تعيد الرواية قراءة تاريخ مصر علي مدار خمسة عقود عبر الأغنية والقصيدة، عبر أم كلثوم ورامي، عبر التضارب بين الحب المكتوم والبوح به. وكما هي مهمة لفئة شباب العرب فإنها مهمة للغرب فقد كتبت بالأساس لاستيعاب روح الشرق والعالم العربي في ذلك الوقت. أوّل لقاء عقب رجوعه من باريس بعد غياب ثلاث سنوات وعمره ثلاثة وعشرون عاما، صاحب رامي صديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب إلي حفل ساهر بحديقة الأزبكية، وهناك شاهد أم كلثوم لأول مرة، وبسبب تنكرها في ذلك الزي؛ ظنها صبيا ذا وجه مستدير منتفخ أقرب إلي الدمامة وصوت غير واثق لكنه مميز، غنّت أم كلثوم وقتها قصيدة رامي "الحب تفضحه عيونه"، وفي آخر لقائهما طلبت منه أن يكتب لها بلغة يفهمها الناس العاديين والفلاحين، وبالفعل كتب لها أول أغنية "خايف يكون حبك لي شفقة علي". يقول الراوي علي لسان رامي: "كان كيانه يرتعش انسجاما، لم يكن الغناء صادرا فقط من الحنجرة، بل إن الجسد بأكمله يرتعد، لا بل كأنه يحلّق، استطاع هذا الفتي الأمرد أن يجسد الألم والرقة اللذين كنت أسمعني معبّرا عنهما لأول مرة عبره هو، كان الألم والرقة فيه"، وفجأة انكشفت المفاجأة؛ انحني الفتي محييا الجمهور فانحسر طرف عباءته عن نحره ولاحظ رامي استدارة "النهد" تحت زي الفلاحين الخشن! أنانية! كان رأي الشيخ أبو العلا في أم كلثوم أن الغناء في دمها، وشهية الغناء لديها بلا حدود لا يشبعها شيء، وأنها تريد الشعراء والموسيقيين كلهم لها وحدها، وتستعجل كل شيء، ورغم كل ذلك اعتبرها سليلة عبد الوهاب الشرعية. رامي نفسه قال عنها علي لسان الراوي: "تبذل ما بوسعها لتكون كما تريد أن تكون، لكنها لا ترتضي، كان الهدف الذي تسعي إليه مجرّدا، وبهجتها حيت تحقق ما أرادت طربا، تضحك كمثل طفل، مفرطة في فلاحيتها وفي رضوخها للعائلة واتباع التقاليد". المتصوّف في حبها يخبرنا الراوي بضمير المتكلم أن رامي سافر إلي باريس بقصد تعلّم الفارسية حتي يتسني له ترجمة "رباعيات عمر الخيام" عن لغتها الأصلية مباشرة، وبالفعل، لم تكن الرباعيات بالنسبة لرامي مجرد قصيدة، كانت بالنسبة له السهل الممتنع، ثمة دائما ما كان يفوق إدراكه فيها، فرصة للبحث عن معني حياته المعقودة بالمشيئة فقط، يقول الراوي عن الخياّم علي لسان رامي: "كأنه يلومني، كان الخيام يضعني أما رغبتي مهما بدت تلك الرغبة غامضة، الرباعية قاب قوسين من التناول لكنها مستعصية، وعندما تتكشف معانيها وتعثر موسيقاها علي إيقاعها العربي، أشعر بأن انفعالا عمره تسعة قرون يتفلّت مني". في النهاية استقر رامي علي شيء ما حفّزه علي ضرورة الانتهاء سريعا من تلك الترجمة وتجاوز صعوباتها، هو أن تغني أم كلثوم الرباعيات - كان يحلو له أن يطلق عليها "فلاّحتي" وأحيانا "فتاتي البدوية" وتارة "نجمتي" - حتي تصبح الرباعيات عربية بحق مثلما أراد. يغار عليها من الجمهور يحكي رامي أنه من شدة نشوة أم كلثوم أثناء الغناء، كان جسدها ينتفض ويلتوي، كأنها تبذل نفسها للجمهور كلية، وفي كل مرة كان يود لو يقفز علي المسرح ليسترها عن أنظار الرجال، يقول: "كان الشيخ إبراهيم والدها جالسا خلفها، ورأيت علي محياه تعابير مماثلة للأحاسيس التي تطبق علي صدري، فاغر الفم، محتقن العينين، كأن نارا مستعرة في داخله، وإحساسا بالعار لا يوصف، وفي الوقت نفسه يبدو مستأنسا، ذاهلا، مأخوذا، مستغرقا هو أيضا في لذة وتأثر". أوّل أجر: طبق مهلبية بالقشطة تحكي أم كلثوم عن نفسها بين سطور الرواية أنها تعرفت علي ابنة العمدة في الكتّاب، وغنت مرة في بيت العمدة، فأعجب بصوتها، تقول: "كان العمدة قد دعا أعيان البلدة وبدا مسرورا ولمكافأتي أرسل من يحضر لي طبق مهلبية بالقشطة، وكان ذلك أوّل أجر أحظي به من الغناء". معركة "السلطانة" و"الفلاحة في "روزاليوسف" تحكي الرواية عن تلك الفترة العصيبة التي دارت فيها سجالات ومخاصمات بين أم كلثوم و"السلطانة" منيرة المهدية، وكيف سارت شائعات سيئة السمعة عن أم كلثوم علي صفحات مجلة "المسرح" وقيل أن وراءها منيرة، يروي المؤلف علي لسان الراوي العليم أن مجلة روزاليوسف قبلت التحدي وحولت المعركة إلي صراع بين الحداثة الحقة المتمثلة في أم كلثوم وبين الحداثة المزيفة، إلي درجة أن جاء وقت وجدت فيه مصر كلها مرغمة علي الاختيار بين "السلطانة" و"الفلاحة"، وتحوّلت حفلتي الاثنين لمنيرة والخميس لثومة من كل شهر "مهرجانات تأييد".
روزاليوسف |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 14:15 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 18:55 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 19:06 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 23:48 | |
| وجدي الحكيم يكشف سر منديل أم كلثوم!!
ما الذي يملكه الإنسان حيال هذه الكوكبة اللامعة من نجوم الغناء الموسيقي.. فكل اسم يكفي وحده ليكون مملكة مستقلة من النغم والعواطف والاخلاص والابداع.. مملكة تغني عن مجالسة السلطان.. أساتذة وحواريون.. فلا الثراء يجذبهم, ولا مفاتن الحياة تغريهم بنقض العهد الذي يربطهم بفنهم وابداعهم فذلك هو فردوسهم المنشود لم تبحث أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم والموجي وبليغ حمدي والطويل والأبنودي وكامل ومأمون الشناوي ومرسي جميل عزيز وحسين السيد عن المال وغيرهم عشرات.. ولكنهم تركوا ذلك لأزمنة لاحقة.. أزمنة الضيق بالكلمة المعبرة والصوت الشجي كانوا يدركون قيمة موهبتهم تلك المنحة الربانية التي تتجلي في أروع صورها في الموسيقي والغناء حيث تطمح كل الفنون أن تصل لمنزلتها الرفيعة لانها تقتحم الوجدان دون وسيط لذلك توصف دائما بأنها ساحرة يصعب الفكاك من أسرها فالرائد الاذاعي الكبير وجدي الحكيم يحمل في جعبته وذاكرته الفوتوغرافية تاريخ يمتد لأكثر من خمسة وخمسين عاما.. حيث استطاع من خلال حواراته الاذاعية مع قمم الغناء والشعراء والكتاب المشاركة في تكوين تراثنا الاذاعي. حوارات هي أشبه بالقطع الفنية تزخر بالأسرار وتحفل بالتفاصيل. والامتياز في الفن لا يتحقق إلا من خلال التفاصيل, استطاع وجدي الحكيم ان يحطم الحائط الرابع بينه وبين هذه الأعلام الغنائية فتغلغل في حياتهم وصحبهم في أسفارهم يرصد تعسفهم الفني لاختيار جملة بليغة.. يقينا منه وهو فنان إذاعي كبير انه لا متعة تعادل المتعة التي تنبثق من الفن.. لأن الفن قبس من النور. عشت وسط عمالقة الموسيقي والغناء تنهل من ينابيع إنسانيتهم قبل مواهبهم' كيف استطعت أن تكتسب ثقتهم وصداقاتهم وتمتاز علي أقرانك.. هل لديك تعليل لذلك؟ بداية أحمد الله أنني عشت في هذا الزمان الجميل وسط هذه الباقة من الكبار: أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأحمد وبيرم التونسي والقصبجي وكامل الشناوي ومحمد فوزي ووردة ونجاة واعتبر نفسي محظوظا لأن الزمن أعتصر سنوات عديدة لكي يجود علينا بهذه القامات العالية التي عشنا في ظلالها الوارفة ومازلنا نقتات ونعيش علي إبداعاتها فهي زادنا الذي يثري وجداننا, ويقيني أننا نعيش الآن في( همدة) الزمان انتهي زمن العمالقة وستمر سنوات عديدة قبل أن تنجب مصر عقدا آخر شبيها بتلك اللآلئ الماسية. فيما يتعلق ببداياتي فكانت عادية إلي حد ما وإن اتسمت بالقلق علي المستوي الدراسي فالتحقت في البداية بالحربية نزولا علي رغبة والدتي ولم احتملها فحولت أوراقي إلي كلية الشرطة وحدث أن اضطهدتني ذبابة في طابور الصباح وكان ممنوعا أن أتحرك أو أقوم بهشها فكنت أحرك وجهي لكي تطير فغرق الطلاب في الضحك وتكرر الموقف ويئس مني ضابط عظيم الكلية آنذاك وكان الفنان الكبير صلاح ذو الفقار فأطلق ال===== ورائي, وكما يقول المثل الخوف يعلم الجري فقد قفزت من خارج الأسوار بلا عودة والتحقت بكلية الحقوق ولم أطق صبرا علي موادها ولم أجد نفسي وأخيرا استقرت خطاي في كلية الآداب قسم اجتماع وكنت لا أغادر بوفية الآداب حيث كان يتجمع معظم الفنانين الصاعدين آنذاك مثل: فؤاد المهندس وبليغ حمدي ويوسف عوف وسمير خفاجي وعبد المنعم مدبولي وأبو لمعة وكان معظم طلاب الجامعة ينضمون إلينا وسمع الإذاعي القدير أحمد طاهر عن هذا التجمع الفني فجاء لمقابلتنا واكتشف موهبة كل منا وحاول توظيفها وسألني ما هوايتك الفنية بالتحديد؟ أجبت أنني أشعر بالسعادة وأنا أصاحب المجموعة كلها واستمع إلي حواراتهم ومناقشتهم وأفضل أن يتم ذلك في مناخ مرح ثم طلب مني أن أقابله في اليوم التالي بمبني الإذاعة القديم بشارع الشريفين كنا في عام1954 ولم أزل طالبا لذلك كان وقع الحدث مؤثرا في نفسي لأنني شعرت أنني اقتحم العالم الذي طالما حلمت به وفي إذاعة صوت العرب كلفني المذيع الكبير أحمد سعيد بعد مرور أربعة أيام بحضور تسجيل أغنيتين لمحمد عبد الوهاب وكان الشاعر عبد المنعم السباعي هو أركان حرب الإذاعة المنوط به إعطاء تصريحات فأعطاني تصريح موتوسيكل برفقة السائق وكان العمل الإذاعي آنذاك يضع قابلية المذيع الجديد للأعمال المتواضعة والثقيلة علي المحك فإذا قبلها وتعامل معها فمن المؤكد أنه سيكون إذاعيا ناجحا. وكان ما كان من استياء محمد عبد الوهاب لتأخري لمدة ساعتين عن الميعاد لكنه منحني هذا الاسم الإذاعي الشهير( وجدي الحكيم) بعد اختصاره ونصحني بالابتعاد عن العلل والأعذار في الفن فالجمهور ملك متوج ذو سلطان لا يرحم ولن يبحث أبدا عن مبرر عدم الإجادة واستوعبت الدرس واستقر في أعماقي وهكذا كانت البداية قوية مثل مقدمات عبد الوهاب الموسيقية. اقتربت من الرائد الموسيقي الكبير محمد حسن الشجاعي وأحمد سعيد فماذا تعلمت منهما في بداية مشوارك؟ حسن الشجاعي كان قيمة وقامة مسئولا عن الغناء بالإذاعة ويقف ببابه فطاحل الغناء وأولهم محمد عبد الوهاب وكان من حسن حظي أنه يبادلني المودة ويعتبرني مثل ابنه فلم تكن له أسرة ولا أبناء وكان يسكن في شارع حسن الأكبر بالعتبة ويترك مفتاح شقته لدي الجيران حتي إذا وافته المنية يقومون بأداء الطقوس وعمل اللازم, تعلمت منه كيفية التعامل مع المطربين والملحنين وكبار الشعراء وهمس في أذني بأن الفن يمنح صاحبه الامتياز والمكانة بمقدار محبته وعطائه له وعلمني كيفية قراءة النص الغنائي وتحديد الملحن المناسب له وكان يقول إن النص ينادي علي ملحنه أما أحمد سعيد الإذاعي القدير فكان رئيسا لصوت العرب ومنذ البداية حاولت ألا أقلد أحدا وان تكون لي بصمتي الخاصة وكنت أقوم بإعداد برنامج بعنوان' يوم القيامة' حيث اجمع المنجمون أن القيامة ستقوم أول يوم رمضان الساعة السابعة والنصف مساء نتيجة لاصطدام كوكبي جوبيتر والمريخ وكان ذلك عام1962 وقمنا بعمل التنويهات استغلالا لهذا التصريح واعتقدنا أنه في حالة كذبه أو صدقه سنحقق دويا إذاعيا وهو ما حدث بالفعل حيث انقلبت مصر كلها وحاصرت سيارات البوليس مبني الإذاعة بعد التنويهات لمنع إذاعته وحققت معي أكثر من عشر جهات ووصل الأمر إلي الرئيس عبد الناصر الذي طلب أن تذهب إليه وحدة الإذاعة بمجلس الوزراء لكي يستمع بنفسه إلي الشرائط لأن العبارات التحذيرية التي أطلقناها بالرغم من أنها كوميدية مثل قولنا صرحت وكالة بيجو للأخبار إشارة للخواجة بيجو الشهير إلا أن بعض العبارات التي تتعلق بالإسكندرية أصابت الناس بالذعر وهجر معظم الفلاحين الأرض وعادوا إلي منازلهم وطلبوا منا الذهاب إلي الفلاحين وشرح الحقيقة وأنها حيلة لكنهم قذفونا بالطوب واستمع عبد الناصر للشريط ومثلت أمامه أنا وأحمد سعيد وحين انتهي من السمع ابتسم وقال كلمة مثير التي اتصف بها البرنامج أمرا مطلوبا في الفن كما تفعل الأفلام الأمريكية, لكنه أبدي دهشته إزاء السذاجة التي تصل إلي حد الجهل لدي أغلبية الجمهور وطالب أحمد سعيد بضرورة مراجعة رسالتنا الإعلامية فلابد أن هناك خطأ ما يكتنفها فلو كان الشعب محصنا ما انطلت عليه هذه الحيل الإذاعية لكنه حذرني من تكرارها مرة أخري وكان ما حدث رب ضارة نافعة بالفعل لأن هذه الواقعة ساهمت بنسبة كبيرة في انتشار اسمي. استوقفني أسلوبك العذب في الحكي والحوار وذاكرتك التي تختزن التفاصيل فكيف ننمي هذه الخبرات لدي المذيعين الجدد؟ اعتاد والدي حين كنا نخطئ أنا وأخواتي ألا يقوم بالصفح عنا إلا بعد حفظ جزء من' الشوقيات' لأحمد شوقي فنشأت ونمت مداركي وأنا مسلح بحصيلة لغوية كثيرا ما اسعفتني في حواراتي مع أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وأنيس منصور وعشرات القمم إضافة إلي أنني متلق جيد لكل الآراء لذلك استطعت أن أكون من صحبة هؤلاء ثقافة سمعية أتفاعل معها وأعيد صياغتها وقد تربي جيلنا بأكمله علي الاختبارات الصوتية والثقافية افتقدنا ذلك الآن لأنه لا توجد صالونات أدبية أو فنية ويوجد نميمة فقط فالكل يعتمد علي المعلومة الجافة من الكمبيوتر وأصبحنا في زمن( اللامذيع) فالصحفي والمهندس والمصور والطباخ الكل مذيع حتي أصبحت مهنة من لا مهنة له لذلك لم يصبح غريبا أن ينتقل أسلوب الحوار من الشارع إلي الشاشات والميكروفونات مباشرة. كنا نعمل جميعا بروح الهواية قمة السعادة والمجد أن يحصل أحد منا علي تسجيل نادر ولم يترك كل هؤلاء العباقرة أموالا طائلة ولكنهم تركوا فنا, ولكن طالما المادة تأتي في المقدمة فالفن في مهب الريح بلا رصيد فلدينا الآن(1000 أغنية) بلا غناء أو طرب كانت هناك تضحيات ومتسع للمواهب وصدر رحب لاستقبالها. كيف بدأت صلتك بأم كلثوم واستطعت إقناعها بتسجيل مشوار حياتها بصوتها وهو التسجيل الوحيد لها؟ لعبت المصادفة دورا مهما في اللقاء الأول فأنا بدأت في الإذاعة مندوبا انتقل بين لجنة النصوص والتي كانت أم كلثوم بالرغم من عظمتها واقتدارها في اختيار الكلمة حريصة علي عرض أغانيها عليها للائتناس برأيها خاصة أنها كانت تضم فرسان الكلمة وفي أحدي حفلاتها في حديقة الأزبكية والتي كان يشرف عليها عبد العزيز الهجان ويقوم بإعداد تفاصيل عديدة وطقوس خاصة بها فطلبت منه أن تراني فجاءني مهرولا متسائلا ماذا فعلت الست تريد مقابلتك؟ فذهبت إليها فسألتني عن الحلقة الأخيرة من برنامج نور علي نور فابتسمت لأنني أدركت إنها تعتقد أنني الزميل العزيز' أحمد فراج' وكان بيننا شبه كبير في سنوات الشباب بالفعل وشعر الأستاذ الشجاعي أنها تستريح لشخصي فكان يرسلني إليها لمتابعة النصوص والأعداد لتسجيل الأغاني كانت الإذاعة آنذاك تقوم بإنتاج الأغاني لكل هؤلاء الكبار وتوطدت العلاقة تدريجيا وحاولت إقناعها علي مدي(18 عاما) وكانت ترفض لأنها لا تقبل أن يكون حديثها الإذاعي أقل من مستوي غنائها وهي لم تتمرس في هذا المجال وأمام الإلحاح وافقت لكننا لم نبدأ التسجيل إلا في حضور كل أفراد أسرتها وفي مقدمتهم محمد الدسوقي ابن شقيقتها وسجلت معها(11 ساعة) أذيع منها سبع ساعات في إذاعة صوت العرب عام1973 واستعنت بكبار الكتاب للتعليق علي الحلقات مثل مصطفي أمين وفكري أباظة وكمال الملاخ والشيخ الباقوري وأعجبتها الفكرة كثيرا وفي البداية طلبت أن أترك لها الشرائط الأولي لكي تستمع إليها ومر أكثر من عشرة أيام فقدت فيها الأمل حتي قابلني المصور الشهير فاروق إبراهيم واخبرني أن الست تبحث عني وعاتبتني أنني لم أذهب إليها فقلت لها أنني توقعت أنها ستتصل بي تليفونيا فقالت هل يستطيع أحد أن يتكلم في التليفون وكانت التليفونات في مصر آنذاك في حالة سيئة وبلا حرارة معظم الوقت. هل حقا كانت بخيلة كما قيل وهل لمست ذلك بنفسك؟ أطلاقا فالبخل شائعة روجها أصحابها وهم علي التوالي أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وتوفيق الحكيم ومرجع ذلك أن بعض الصحفيين أو قلة قليلة منهم كانت تلجأ لهؤلاء الكبار والتماسا لمقدرتهم المادية في سداد كمبيالة أو بعض الديون أو تكاليف زواج الأبناء وكانت أم كلثوم تتندر وتقول لي هل من المفترض أن أمنح أموالي لكل من يقول صباح الخير يا ست؟ وفيما بعد سافرنا إلي بلدتها طماي الزهايرة بناء علي رغبتي وشاهدت بعيني كيف ترعي أبناء بلدتها بكل الوفاء والحب تحرص علي توفير كل طلباتهم كما لو كانت( الحكومة) وكانت كذلك بالنسبة لهم وادهشني أنها تعرف أسماءهم وتسأل عن ابن فلان الذي تزوج وفلانة التي أنجبت وأبو فلان وأفاضت في حديثها معي بكل صراحة كيف أنها احترفت الغناء في البداية نتيجة لفقرهم فوالدها أدركه الكبر وظهر شباب( صييتة) في عالم الغناء بلغة هذا الزمان ولم يعد قادرا علي المنافسة فتعلم أخوها خالد الغناء وكانت تمتلك موهبة في حفظ التواشيح فقد بدأت الغناء بدافع لقمة العيش ثم عشقت الفن حين أعطاها كل شئ المكانة والرفعة والمال فاشترت أول سيارة واستقدمت لها سائق حنطور من قريتها فكان لا يستعمل الكلاكس ويخرج رأسه قائلا أوعي يا بنت وسع الطريق وكشفت عن موهبتها في تقليد السائق ولم تخجل وهي تروي كيف أنها حين ركبت القطار أول مرة أنها صرخت وتشبثت بمقعدها في الدرجة الثالثة لأنها كانت تعتقد أن الأشجار والبيوت هي التي تجري وكان والدها يرشي الكمسري لكي ينقلهم من الدرجة الثالثة إلي الثانية لكي يظهروا بمظهر أفضل حين يستقبلهم من يدعونهم لحفلاتهم في الأرياف. وكشفت عن معاناتها ووعورة مشوارها وتعرضها للضرب في خناقة في أحد القري وكيف أنها دعيت وهي شابة صغيرة لمنزل عائلة يكن باشا لكنه حين رآها قال ما هذه الفلاحة وطلب منها النزول مع والدها إلي المطبخ لتناول العشاء ولم تغن ولكن زوجة الباشا منحتها15 جنيها لكنها سرقت منها في طريق عودتها وكانت سيدة أصيلة لها طقوسها التي لم تتبدل فكانت محافظة للغاية لا تستقبل رجلا غريبا بمفردها أبدا ولا تختلط بالوسط الفني ولا تأكل خارج منزلها فقد اعتادت علي الساندوتشات التي كانت تصنعها لها والدتها عشرات الحكايات والتفاصيل التي صنعت هذه المطربة العظيمة. ما هو السر الذي أفصحت عنه أو ذكرياتها التي أدهشتك؟ خوفها من الجمهور حتي الرمق الأخير من حياتها فأفصحت عن سر المنديل الذي تمسكه في يدها وكان الكل يعتقد أنه من متطلبات الأناقة التي ابتدعتها ولكنها كشفت المستور وقالت أنها تشعر بالقلق والخوف وببرودة في أطرافها وتستدفئ بهذا المنديل بل أن الكرسي الذي كانت تجلس عليه حتي انتهاء المقدمة الموسيقية كما ذكرت في أحاديثها كان لتجنب مشيها أمام الجمهور فهي لا تقوي علي ذلك فكان الستار ينفرج عنها فتحيي الجمهور وتجلس علي المقعد لكي تتأمل الوجوه وتألفها ثم وتنسي كل ذلك عندما تندمج في الغناء وكانت تتفرغ تماما قبل أي حفلة بأسبوع لتكون بكامل لياقتها. الملحن الكبير بليغ حمدي كان من أقرب أصدقائك فكيف استطاع مشاركة الكبار والتلحين لأم كلثوم وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره؟ بليغ حمدي صديق عمري شخصية لا تتكرر يفيض بالحسنات ولكن عدم الحفاظ علي مواعيده كان يمثل السيئة الكبري في حياته وكان يصفه البعض بأنه بوهيميا لهذا السبب ولم يكن ذلك صحيحا وحدث أن علم المطرب والملحن الكبير محمد فوزي أن أم كلثوم ستحضر حفلة خاصة في منزل الدكتور زكي سويدان وكان مدعوا فاتصل ببليغ حمدي وطلب منه الحضور علي الفور وقدمه للست وقال لها هذه العبارة التاريخية: أن مصر كلها ستغني لهذا الشاب في الخمسين سنه القادمة!! واستعد بليغ لضبط العود وكان خجولا للغاية لا يتمكن من ضبطه إلا إذا جلس علي الأرض وفعل ذلك أمام علية القوم الذين استنكروا ذلك فأشارت أم كلثوم بيدها فعاد الصمت وما أن سمعت أول المذهب لأغنية' حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه' حتي انسحبت أيضا من كرسيها لتشاركه الجلوس أرضا واخرج أنور منسي الكمان وشاركه العزف وكانت بداية الغيث وكان بليغ حافظا لجميل أستاذه محمد فوزي يتردد عليه منزله وفي أحدي الزيارات كان محمد فوزي يقوم بتلحين أغنية' أنساك يا سلام' فسمع بليغ الجزء الأول من اللحن ثم قام محمد فوزي ليرد علي جرس التليفون وتحدث فترة قصيرة ليعود ويجد بليغ قد أكمل لحن الأغنية فقام محمد فوزي بالاتصال بأم كلثوم واخبرها بكل عظمة ونبل أن بليغ أنتهي من تلحين أغنية أنساك بصورة أفضل منه ثم توالي التعاون بين بليغ وأم كلثوم وتعهدته برعايتها ومكنته من الحصول علي شقة في الزمالك وطلبت شراء سيارة له من شركة النصر وكانت تقول أنه مثل نهر النيل فياض بعطائه الفني ويجب ألا نبدده في الترع والمصارف لأن بليغ كان مغرما باكتشاف الأصوات الجديدة وتقديمها وهو الذي قدم محمد منير ومحمد الحلو وعفاف راضي وعشرات الأصوات ويكفي أن وردة الجزائرية أحبته كما أخبرتني دون أن تراه وأصرت أن تتزوجه حين سمعت أغنية' تخونوه' لعبد الحليم حافظ وكانت له واقعة لا تنسي مع أم كلثوم كنت طرفا فيها ففي أحد الأيام أثناء بروفات أغنية' ألف ليلة وليلة' التي قام بتلحينها لها طلب مني الحضور معه لمنزل أم كلثوم لحضور البروفة فنزلت من العربية وسألتني عنه أم كلثوم فقلت أنه بيركن العربية وطال الانتظار وتأكدنا أن الأمر ليس طبيعيا فنزلت ابحث عنه واكتشفت بعد مرور يومين من البحث أنه كان في بيروت لأنه أراد استكمال اللحن بصورة أفضل ولم تغضب أم كلثوم وتفهمت الوضع أما محمد عبد الوهاب فكان رأيه أن بليغ حباه الله بموهبة فذة تأتي بكل جديد ومبهر وأنه شخصيا حين يدندن فأنه يتذكر لحن' زي الهوا يا حبيبي' لعبد الحليم حافظ. هل تدخل الرئيس السادات لكي يتعاون مع الشيخ سيد النقشبندي مثلما تدخل عبد الناصر لكي يتم لقاء السحاب بين أم كلثوم وعبد الوهاب في' أنت عمري'؟ تم إستدعائي بالفعل لمنزل الرئيس السادات بالقناطر لأنني كنت مسئولا عن الغناء بالإذاعة وللصلة العائلية لأن جيهان السادات هي ابنة عمي وطلب الرئيس تعاونهما وكان متحمسا للغاية. وحاولت أن أزيل مخاوف النقشبندي وحين تم التسجيل قال النقشبندي أن بليغ أشعر الجن والأنس في ألحانه التي سحرته. حديثك ينم عن مدي النضج الفني وعدم الغيرة بين الملحنين فهل كان ذلك هو المناخ العام أم أن هذه الوقائع مجرد استثناء؟ كانت توجد منافسة شريفة ولم تكن هناك غيرة أو أحقاد كانوا كبارا بالفعل وإذا أخطأ أحدهم لا يستنكف من الاعتذار والعودة إلي جادة الحق وأولهم عبد الحليم حافظ لأنه كان يتيما يشعر أنه يفتقد الجو الأسري فكان دائما يبحث الأسرة البديلة إذا جاز التعبير فكان صديقا مقربا علي صلة ومودة بوالدتي إذا تشاجرنا تعاتبني كثيرا وتطلب مني التسامح مع أخي عبد الحليم_ وكان يوم الثلاثاء في حياته مخصصا لخالته' أم منير' التي أرضعته. كان ينام علي صدرها وهي التي كانت تدور به علي منازل قريبة' الحلوات' لكي ترضعه النساء وكان البعض يعتبره نحسا ويرفض وكان بدوره فنانا قلقا لا يستقر علي حال ولا يداوم علي موجة نجاح بعينها كما يفعل البعض الآن فإذا نجح في الغناء الرومانسي انتقل إلي القصائد ومنها إلي الموشحات ثم الغناء الشعبي ثم الدويتو كانت تربطه صلة خاصة بالشاعر مرسي جميل عزيز فهو بلدياته يعيش بالزقازيق ولا يغادرها إلا للعمل ولا يبيت في القاهرة أبدا أذكر أنه اتصل بي الساعة الحادية عشرة صباحا وذهبنا لمنزل عبد الحليم وهذا الميعاد يمثل ذروة النوم بالنسبة لعبد الحليم فعاتبنا أننا أيقظناه وخرج إلينا بجلبابه الشهير وهو نصف متيقظ وقال لمرسي سمعنا يا سيدي وكان مطلع أغنية' جواب' حبيبي الغالي من بعد الأشواق أهديك سلامي وحنيني وغرامي' ومن عظمته الفنية أنه وهو غير متيقظ تماما فطن لعبقرية الأغنية وطلب من السفرجي تحضير الإفطار لنا واستكملنا الجلسة وتكرر الأمر في أغنية' جبار' التي استشعر عدم رضائي عنها وكان ذلك رأيي بالفعل فتراهن معي علي أن الأغنية ستعيش لأكثر من عشرين عاما ومن يكن حيا منا سيعرف هذه الحقيقة وكانت نبوءة لأنني بكيت حين غني هذه الأغنية الشاب المغربي عبده شريف أمامي في الأوبرا. كيف كانت علاقة عبد الحليم بالثورة؟ عبد الحليم غني أجمل الأغاني الوطنية وقد لا يعلم الكثيرون أنه لم يكن يتقاضي مليما واحدا عن هذه الأغاني وكنت بحكم عملي في صوت العرب منوطا بإنتاج معظم هذه الأغاني وأؤكد أن عبد الحليم إذا كان يصنف علي أنه مطرب الثورة إلا أنه لم يستفد منها علي الإطلاق. فكان يسافر إلي الخارج للعلاج علي نفقته وتجنبا لعرضه علي القومسيون الطبي الذي قد يرفض علاجه في الخارج كنا نتحايل بإحضار عقد عمل من بيروت ثم نذهب به لمكتب الآداب وترسله الآداب للمصنفات الفنية فجميع فناني مصر باستثناء أم كلثوم وعبد الوهاب كان لابد من حصولهم علي تصريح الآداب بل أن عبدالحليم أصابته سهام صلاح نصر ومضايقاته بعد أن لجأ إليه علي أمين لتوصيل بعض الطلبات لمصطفي أمين في السجن بحكم صداقته لهما فأرسل صلاح نصر لاستدعائه وتوصل عبد الحليم لفكرة جهنمية فاتصل بجميع رؤساء التحرير في مصر والعالم العربي وأخبرهم أنه سيلتقي غدا مع صلاح نصر الساعة الثالثة ظهرا تحسبا لعدم عودته فيكون هناك ضغط إعلامي وفي النهاية اتصل أحمد بهاء الدين بالمشير عامر لإيقاف تلك المضايقات. بصفتك كنت مسئولا عن الإنتاج الغنائي كيف كان حال الغناء عقب هزيمة1967 بعد هذا الكم الهائل من الأغاني الثورية التي رفعت سقف التوقعات وحتمية الانتصار؟ كانت نبرة الأداء عالية وأغاني التعبئة هي الشائعة قبل النكسة ولكن بعدها كان كل مطربي وملحني وشعراء مصر يملأون طرقات الإذاعة مجموعة يصعب الالتقاء بها في ظل الظروف العادية وأخذت علي عاتقي إنتاج أغنية' عدي النهار' للإذاعة التي كتبها الأبنودي ولحنها بليغ وغناها عبد الحليم ورفض مسئول الإعلام في البداية لكنني تعهدت بتحمل كل النتائج ونجحت الأغنية وأعادت الجماهير إلي الغناء فالإحساس بالهزيمة كان مضاعفا بالنسبة لنا خصوصا أننا كنا لا نستطيع إذاعة إلا أغنيتين وهما إلهي ليس لي إلا لك عونا لفايدة كامل وأغنية' بلدي أحببتك يا بلدي' ولكن بعد ذلك كنا ننتج أغنية كل ساعة بلا مبالغة. أثناء حوارك معي وصفت الموسيقار محمد عبد الوهاب بأنه رادار الغناء العربي ما هي حيثيات هذا الرأي؟ عبد الوهاب كان دائم الاستماع إلي الإذاعة وحريصا علي استقدام الأصوات العربية الجيدة وتمصيرها من خلال اللحن والكلمات وحين سمع فيروز في بداية ظهورها وهي تغني' البنت الشلباية' طلب توجيه الدعوة لها هي وزوجها عاصي ومنصور الرحباني لزيارة مصر وسعدت بأنني كنت المسئول عنهم وطلبوا سكنا خاصا لا فندقا وكان مرسي جميل عزيز أول شخص يطلبون مشاهدته فطلبته فرد بجفاف اعتقادا منه أنني أقوم بعمل مقلب من مقالب شلة عبد الحليم كما كان يطلق عليها فأخبرته أن عاصي الرحباني وفيروز يودان مشاهدته فقال أذن اسمعني صوته أولا في التليفون فوجد عاصي يقول له' أهلين' وبعد مرور ساعتين أتي من الشرقية إلي القاهرة وسعدت بتسجيل حوار نادر للرحبانية هو الوحيد في الإذاعة كانت مصر رائدة بحق عن جدارة ترفع إلي عنان السماء كل موهبة تستحق ذلك فقد كان المناخ العام لا يسمح بتضخيم عديمي الموهبة كما يحدث الآن!! ولكن ذلك لا يعني عدم وجود أصوات جميلة لكنها قليلة فالإنسان لا يستطيع أن يسد أذنه عن الكلمة أو النغمة الحلوة. |
|
| |
sirine عاشقة شادية
الدولة : عدد الرسائل : 42620 تاريخ التسجيل : 01/12/2008 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ السبت 10 ديسمبر 2011 - 0:36 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ السبت 10 ديسمبر 2011 - 16:31 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ السبت 10 ديسمبر 2011 - 19:01 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الخميس 13 ديسمبر 2012 - 23:23 | |
| *** فندق أم كلثوم .. فيه تتذوق الفن
غرفة «يا مسهرني» بفندق ام كلثوم (الصور لصلاح الرشيدي)
يعشقون غرفة «إنت عمري»، ويهجرون غرفة «يا ظالمني»
لقاهرة: عبد المنعم زين العابدين
لو نطقت الأرض بالعربي كما قال الشاعر الراحل فؤاد حداد، لأكدت أن الأرض في تلك المنطقة المطلة على نيل الزمالك من شارع أبو الفدا، كلثومية المذهب والهوى، ولو كانت «كوكب الشرق» أم كلثوم، علمت بأن فيلتها التي اختارت موقعها بعناية وصممتها بدقة، سيتم هدمها بعد وفاتها وتصبح برجاً سكنياً يحمل في طوابقه الأولى فندقا يحمل اسمها، لأوصت بالإبقاء على منزلها على حاله. فهنا وفي تلك الزاوية سارت الست، وهنا جلست ترشف كوب الشاي في حديقة الفيلا، بينما شهدت شرفتها لقاء مع شاعر أو كاتب أو موسيقي. لكن طبقا لقاعدة دوام الحال من المحال، نبقى أمام الأمر الواقع، وأمام فندق أم كلثوم تجدك في حالة من الحنين والشوق لتلك المرحلة التي ملأتها «الست» أصالة وفنا وطربا، يمنحك الفندق الكثير منها. فما بين صدى أغنياتها التي تتردد في أرجاء الفندق في تناغم رائع، وما بين صورها وهي تملأ ممراته وغرفه التي يحمل كل منها اسم عمل لها، تعيش في حالة كلثومية لن تنساها بالإقامة في فندق أم كلثوم. عماد محرز، مدير فندق أم كلثوم، اصطحبنا في رحلة مع تفاصيل أكثر عن الفندق الذي أقيم مكان فيلا أم كلثوم، التي أقيمت في الماضي على مساحة 1500 متر، وتم هدمها وبناء برج وفندق أم كلثوم عام 2000، وأضاف: «الفندق يضم 150 غرفة وجناحا، يحمل كل منها اسم أغنية من أغاني «كوكب الشرق»، التي يزيد عددها على 700 أغنية، ولأن أغلب رواد الفندق من الخليجيين، فهم يعرفون جيداً من هي «كوكب الشرق»، ويحفظون أغانيها عن ظهر قلب، فيأتي الضيف ويطلب حجز غرفة «سيرة الحب» على سبيل المثال، لأنه يحبها أو لارتباطها لديه بذكرى محببة لنفسه، وأحياناً تكون الغرفة التي طلبها محجوزة، فيغضب وعندما أجد له غرفة جيدة جداً من حيث المواصفات والامتيازات قد يرفضها لمجرد أن اسمها «سهران لوحدي» أو «حياتي عذاب» أو «يا ظالمني». وقد أجرينا إحصاء لمعرفة أكثر الغرف التي تشهد إقبالا على الإقامة بها، فوجدنا أنها وبالترتيب: «إنت عمري» وتليها «هذه ليلتي» و«افرح يا قلبي» و«الأطلال»، حتى أن تلك الغرف قد تظل محجوزة لمدة عام مقبل. أما أكثر الغرف التي تعاني من هجران النزلاء لها فهي «يا ظالمني»، حتى أن إدارة الفندق فكرت في تسمية أكثر من غرفة بأسماء الأغنيات المحببة للنزلاء كأن نجعل على سبيل المثال خمسة غرف تحمل اسم «إنت عمري»، لكننا تراجعنا لتنافي ذلك مع بروتوكول وأصول عمل الفندق، حيث يشعر النزيل بتفرده بالنزول في الغرفة التي يحبها». في كل الأحوال يبقى فندق أم كلثوم عائليا بالدرجة الأولى، لذلك لا يوجد به بار أو خمور أو صالة للديسكو، حيث فضلت إدارة الفندق أن تظل روح الأصالة والعراقة التي جسدتها «كوكب الشرق» في أغانيها وحياتها، باقية في هذا المبنى وسط الصخب الذي بات يعيشه العالم. كما تتميز جميع الغرف والأجنحة باتساعها وتوفر جميع الخدمات بها، ميزة لن تنساها في فندق أم كلثوم. وبخاصة مع التنسيق الذي تحظى به ممتلكاتها التي تركها ورثتها لبناء الفندق، من صور وبعض المقاعد، كما يضم الفندق جناحا خاصا بمقتنيات «كوكب الشرق» يشمل أثاث منزلها والفونوغراف الخاص بها، بالإضافة لبعض اللوحات والصور النادرة جداً لها حتى أن كثيرا من زوار الفندق يفضلون الجلوس في هذا الجناح. أما أهم ما يميز فندق أم كلثوم، فهو أنه في أي وقت يشدك فيه الحنين لسماع صوتها شادياً بأغنية محددة، فما عليك إلا أن تطلب من إدارة الفندق سماع تلك الأغنية. كما يمكنك أن تطلب من إدارة الفندق إذاعة أغاني «كوكب الشرق» المحببة لك، فتتوالى إذاعتها على السماعات الخاصة بغرفتك المطلة على نيل القاهرة، فتبحر في رحلة مع ذكرياتك، ونغمات أم كلثوم. سعر الغرفة شاملة الإفطار يبلغ 140 دولاراً، بينما يصل سعر الجناح 250 دولارا. ويضم الفندق أكثر من قاعة تصلح للاجتماعات أو المؤتمرات أو حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، وبخاصة قاعة صاحبة العصمة المطلة على النيل التي تسع أكثر من ستمائة شخص، والمميزة بديكورها الشرقي الراقي، أما مطعم أنغام، فهو أحد مطاعم الفندق ويتميز بوجباته المصرية والشرقية، بينما يقدم مطعم سيلنتور بديكوره وموسيقاه الحديثة، أشهر الأطباق الغربية. أما كوفي شوب أوتار، فيتميز بملامحه العربية الخالصة من حيث المشروبات وتصميم الديكورات المبهرة ووصلات الموسيقي التي يقدمها.
جريدة الشرق الأوسط
|
|
| |
hnoo القيثارة الماسية
الدولة : العمر : 40 عدد الرسائل : 15106 تاريخ التسجيل : 14/10/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الخميس 13 ديسمبر 2012 - 23:38 | |
| تسلم ايدك يانور موضوع كثير حلووو فكرت الفندق حلوو يا ريت يسوو زيهااا للحبيبه تنفع فكرة موضوع هههه في المنتدى ونشوف كل واحد بنزل غرفه اغنية ايش فكره ههههه |
|
| |
شمس العراق القيثارة الذهبية
الدولة : عدد الرسائل : 11086 تاريخ التسجيل : 16/06/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: لماذا نجحت أم كلثوم؟ الجمعة 14 ديسمبر 2012 - 14:19 | |
| |
|
| |
|