مقالة للناقد والكاتب والصحفي الكبير الاستاذ محمد سعيد وهديته لمنتدى قيثارة الغناء العربي بمناسة ميلاده الاول .. فشكرا لك استاذي الغالي لكل ما قدمته وتقدمه لمنتدانا الصاعد
Talk with a voice of Egypt Shadia
شادية صوت مصر
شادية صوت مصر لا تحب الحديث عن نفسها . فهي تتجنب الصحفيين الذين يحاولون جاهدين الحصول على لقاءات صحفية معها .
في إحدى المرات سألتها : " لماذا تهربين من الصحفيين ؟"
كنت أتحدث معها في لقاء مجلة الكواكب العربية .
أجابتني : " لا أحب الظهور في المجلات والحديث عن نفسي . في المقابل " ، وتكمل بصوتها الرقيق ، " أحب أن تتكلم عني الجماهير و أن أسمع نقدها البنّاء ."
لم تستطيع إجراء مقابلة في ذلك الوقت لمشاغلها الكثيرة .
بعد شهر التقيت بها صدفة في حفلة . في ذلك الوقت - إعتقدت - أنني لن أتركها إالا بعد أن تعطيني مزيدًا من الوقت لإجراء المقابلة .
قلت لها بحذر : " الرسائل تنهار على المجلة من قرائها الذين يريدون منا نشر لقاءات معك . "
إبتسمت ، وكأنها لاحظت غروري وإعتزازي في الحصول على لقاء منها ، ونظرتُ إليها بترقب . قالت : " حسنًا فلنحدد موعداً " .
الصحفيون المتجمهرون حولها سألوا
شادية بإستغراب " لماذا ؟هل غيرت رأيك بخصوص إجراء اللقاءات الصحفية ؟ "
"هذه حالة خاصة " ردّت
شادية مع بسمة فوق شفاهها .
تمّ تحديد موعد إجراء المقابلة ، وللتحضيرات لها ، قرأت كتاب " كمال النجمي " عن الموسيقى العربية وهو بعنوان (أصوات وألحان عربية) .
كان كمال النجمي قد ذكر في كتابه " أنا معجب بصوت
شادية الجميل والغني . لقد تابعت مسيرتها الفنية بكل إهتمام . في البداية كانت وردة تتفتح أما الآن فصوتها كالوردة النضرة المكتملة .
شادية في مسيرتها الفنية طورت نوعا جديدا من الموسيقى والآن بقية المغنين العرب يتشبهون بها ويتقلدونها في أسلوبها ."
وحل اليوم المنشود .....
كنت في إنتظار
شادية لتخليد أغاني مثل غاب القمر ويا حيبيبتي يا مصر ومصر يا أمنا وآخر ليلة وبوست القمر وآلاف الأغاني الأخرى والأفلام مثل زقاق المدق ، ميرامار ، اللص وال===== ، الزوجة 13 ، المرأة المجهولة .
كانت منتظرة في منزلها الواقع قرب ضفاف النيل في الجيزة . دخلت وأرشدتني سكرتيرتها لمكان تواجدها حيث كانت المغنية جالسة على شرفتها ويدها على وجهها .
واحدة من أغنياتها المشهورة تطرقت الى مسامعي ( ملل حياتي صارت ملل من غير حب صارت ملل )
لم أكن أريد إزعاجها ، لكنها رأتني واستدركت نفسها قائلة هذه أغنية مقدمة فيلمي الأخير إمرأة عاشقة .
سألتها السؤال الأول : " يقال أنك إخترت أغنياتك من مؤلفين جدد وتفضلين التعامل معهم . هل هذا بسبب عدم تعاون الكتاب المحترفين ؟ "
ردت بإبتسامة : " سؤالك يذكرني ببداية حياتي الفنية . إنني أتذكر هؤلاء الأشخاص الذين ساعدوني حتى وصلت لما أنا عليه . لهذا السبب أريد مساعدة كتاب وموسيقيي شباب . "
تحدثنا مطولا عن الموسيقى بشكل عام ، وبشكل خاص عن المشاكل الحالية التي تواجه الموسيقى العربية وكيف يمكنها أن تتطور .ثم تحولت المناقشة الى فيلمها المستقبل . " مستقبل! " - رمقتني بنظرة وسكتت قليلا ، ثم قالت بصوت منخقض - " أنا أقلق من المستقبل . "
لم أستطع فهمها ، المغنية المشهورة التي حصلت على تقديرات من جميع العالم العربي خلال عشرين سنة الماضية ، قلقة من مستقبلها !
شادية قالت : " القلق هو طبيعي لأي فنان أو فنانة ، لأنه يدفع بهما لتحسين الآداء أكثر . حتى ليومنا هذا إني أضطرب كلما واجهت جمهوري . فأقرأ القرآن الكريم قبل إعتلاء المسرح ، وهذا يعطيني الثقة . "
شادية - صوت مصر . الإسم لم يُعطَ لها من قبل موسيقيين أو من قبل صحفيين محترفين ، إنما من قبل الجماهير .
شادية - النجمة المشّعة في البلاد العربية . هل وصفتها كصوت مصر . ونجمة الدول العربية ؟ كلا !!! هي أكثر من ذلك ، هي لكل العالم . وأينما وصل صوتها - موسكو، طوكيو ، لندن ، اسطنبول - فهو يطمئن قلوب الجماهير ويعطيهم الأمل والإلهام .
هذه ترجمة لمقالة للناقد والصحفي الكبير الأستاذ
محمد سعيد وهي منقولة عن مجلة Voices magazine/ Aswat أصوات الأميركية