تعود جذورها لـ«حمامة وسمكة»وتساوي بين العظماء والصعاليك
العرب يستقبلون «كذبة إبريل» بقيام دولة فلسطينية واختيار رئيس لبنان
استقبل العالم العربي اليوم أول ابريل بسلسلة من الأخبار التي يشتهيها الجميع، ومنها قيام الدولة الفلسطينية نهاية 2008، وان زيارة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة تهدف لوضع الترتيبات النهائية لقيام الدولة الفلسطينية. ومن الأخبار الاخرى الشائعة اليوم هي اختيار رئيس للبنان! . وفي أول ابريل يخشى فيه الناس في كل مكان من العالم أن يكونوا ضحية للمقالب والطرائف، فالأقارب والاصدقاء يخشون بعضهم بعضا، ورغم حذر الجميع فان البعض قد يكون فريسة للمقالب ومن ثم السخرية بسبب كذبة ابريل التي تحتفل فيه العديد من الدول سنويا، ويتخذ الاحتفال أساليب مختلفة منها: خداع الأصدقاء أو الجيران أو نشر الأكاذيب كي يصدقها البعض، وذلك من أجل وضعهم في مواقف محرجة. تنتمي كذبة إبريل الى الثقافة الساخرة التي شرعها الناس في كل أنحاء العالم، وإن اختلفت مسميات ضحاياها، فهو (أحمق إبريل) في ألمانيا، و(مغفل إبريل) في إنجلترا، و(سمكة إبريل) في فرنسا.. وهكذا يتم السخرية ممن يتعرضون لمقالب إبريل في كل بلاد الدنيا.
أصل الكذبة
يرتبط اختيار الأول من إبريل حتى يكون يومًا عالميًّا للكذب دون غيره من شهور السنة بالأساطير التي اختلط فيها الواقع بالخيال لدى شعوب العالم، حيث تضاربت أصول الكذبة والقصص التي تدور حولها، ومنها أسطورة "الحمامة والسمك" فبحسب بعض المؤرخين: إن نوح -عليه السلام- بعد أن صنع سفينته الشهيرة أرسل (حمامة) للبحث عن مكان أمين يمكن أن ترسو فيه السفينة إذا حدث الطوفان. فلما عادت الحمامة.. وكان ذلك يصادف أول إبريل، وقالت لسيدنا نوح إن الطوفان خلفها.. سخرت منها بقية طيور وحيوانات السفينة وقالت إن (النبأ) الذي جاءت به الحمامة هو (كذبة) أول إبريل!
وبعضهم يقول: إن أول إبريل كان قديمًا في بعض البلدان هو أول أيام الصيد، ولكن الفشل والإخفاق في معرفة أماكن الأسماك كثيرًا ما كان يلازم الصيادين في هذا اليوم، ومن باب التندر على الصيادين اعتبر الناس أن الصيد في ذلك اليوم يعتبر أكذوبة.. ومنها جاءت الأكاذيب التي تختلق في أول شهر إبريل، ومنها جاءت تسمية كذبة إبريل بسمكة إبريل. بينما يرجع البعض الآخر نشأة هذه الكذبة وانطلاقها من فرنسا عام (1564م) بعد فرض التقويم الجديد الذي يبدأ العام الميلادي فيه أول يناير بعد أن كان يبدأ أول إبريل قبل ذلك التاريخ، لكن ظل بعض الناس محافظين على هذا التقويم القديم ورافضين التقويم الجديد، مما جعلهم محط سخرية الآخرين في الأول من إبريل من كل عام، حيث ترسل لهم الهدايا الكاذبة والأخبار غير الصحيحة!.
ويزعم البعض ان كذبة ابريل تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع؛ بوصفها بقايا طقوس وثنية، خاصة في الهند، حيث جرت العادة على أن يحتفل الناس هناك بعيد الربيع بإرسال أشخاص مغفلين إلى مهمات وهمية كاذبة، من أجل الضحك والمرح والسخرية والانطلاق في جو الطبيعة الجميلة والحياة المقبلة بابتسامة الورود وزقزقة الطيور.
وهناك من يرجع أصولها إلى اليونانيين القدماء الذين خصصوا اليوم الأول من شهر إبريل لإقامة احتفالات ضخمة لآلهة الحب والجمال والربيع والمرح.. فيما يذهب بعض الباحثين الى الاعتقاد بأن اصل الكذب يعود الى القرون الوسطى اذ ان شهر ابريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في اول الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم وفي ذلك الحين نشأ اليوم المعروف باسم عيد جميع المجانين.
مساواةوربما يتعلق الناس من مختلف الجنسيات بكذبة اول ابريل لأنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء والفقراء، ومن مظاهر ذلك، ان كان كارول ملك رومانيا يزور احد متاحف عاصمة بلاده في اول ابريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية احدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة فلما رآها أمر احد حراسه بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحاول التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا.
الى جانب هذه المواقف المضحكة هناك مآس باكية حدثت بسبب كذبة أول ابريل فقد حدث ان اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينه لندن فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة احد اذ كان ذلك اليوم صباح أول ابريل.