وعن انواع الزار وأقسامه تقول الباحثة :
" مجموعات الزار وأقسامه
ينقسم الزار إلى عدة مجموعات وأقسام وأهمها: زار الدراويش والستات والحبش والعرب والسحاحير والخواجات. ولكل مجموعة من هذه الأنواع نوع من الخيوط خاص بها ويميزها عن غيرها من المجموعات والخيط المقصود به أغنية الزار أو دعوة الروح الخاصة بالزار.
ولكل مريض بالزار له خيط خاص به وطلبات لكل مجموعة يختلف عن الأخرى والخيوط (أغاني الزار) غالباً ما تتضمن كلماتها لطلبات المجموعة المعنية. والتماس الطلبات يقع على عاتق الشيخة كما ذكرنا مسبقاً وبتنفيذ الرغبات والطلبات ترضى روح الزار عن المريض فيعالج. لأن معرفة الطلبات هي مفتاح العلاج.
وهنالك عدة أنواع لحفلات الزار تقام في حالات خاصة مثل:
1- حفل زار خاص أو كرامة وتقام عندما تحدد الشيخة إصابة المريض بالزار ويكون الحفل مفتوحاً للجميع.
2- حفل زار عام وهي تتم عندما تكون هنالك رغبة جامحة عند المدسترين بإحياء حفل زار وغالباً ما يكون عندانقطاع حفلات الزار الخاصة.
3- وهنالك حفل زار سنوي في شهر رجب تقيمه الشيخة في العاشر من رجب بمناسبة انتهاء العام، لنشاط الزار ففي شعبان ورمضان خاصة يتوقف نشاط الزار.
والتفسير الوحيد لهذا المسلك بأن الجن والشياطين وأرواح الزار تكون مقيدة في شهر رمضان. "
وتواصل الباحثة هادية محمد فتكتب عن طقوس الزار قائلة :
" عادات وطقوس الزار
أولاً تقوم الشيخة بتحديد موعد قيام حفل الزار وإخطار أهل المريض في حالات حفل الزار الخاصة ويتم حضور المدعوين سواء أكانوا من مرضى الزار (المدسترين) أو غيرهم في الثانية ظهراً لأن حفلات الزارعادةً ما تبدأ في حوالي الساعة الثالثة ظهراً داخل منزل الشيخة أو منزل المدستر ويكون داخل حجرة طويلة أو برندة مغلقة (غير مكشوفة) ومن أهم معدات الزار الطبلة وهي الأداة الرئيسية وإحضارها من اختصاص الشيخة، وتقوم بالضرب عليه مساعدة الشيخة، والكشكوش وتضرب عليه أيضاً إحدى المساعدات، والمبخر والبروش للجلوس عليها والعصا للنزول بها، والكرسي وهو من معدات الحفلات الخاصة ويقصد به طلبات الزار التي يحضرها أهل المُكرِّم كهبة للزار، توضع فوق الكرسي وتُغطَّى بقماش أبيض حتى يحين موعد بداية الحفل فتقوم الشيخة بإزالة الغطاء عن الكرسي وتقوم بمعاينته وعند التأكد من تمام الطلبات تأخذ مكانها قرب الطبلة ويبدأ الحفل. وتكون بداية الحفل بعد دق الطبلة بترديد أو غناء الخيط ويردده وراء الشيخة مساعداتها وجميع الحاضرين ويستمر لفترة ما بين الثلاث أو الخمس دقائق وهي وقابلة للزيادة في بعض الأحيان وينزل المريض أو المدستر.
الزي الخاص
لكل مجموعة من المدسترين زيٌّ خاصٌّ بها، وهذا شيء يلتزم به المريض لأنه جزء مهم من طلبات الخيط أو الروح التي تتمُّ مناداتها وهو جزء من محاولة إرضاء روح الزار، وبيان احترامه له. "
وتأتي الباحثة الى الجزء الذي يرتبط بالاغاني المصاحبة للزار فتقول :
الخيوط عبارة عن مجموعة من الكلات المنظومة في أغانٍ قصيرة لا تتعدَّى البيت أو البتين وتشتمل في بعض الأحيان على الفاظ مبهمة غير معروفة.
الغالبية من المدسترين لهم خيط واحد لا ينزلون إلا فيه، ولكن هناك بعض أهل الزار الذين لهم أكثر من خيط واحد، والنزول في خيط يساعد الشيخة على تلمُّس طلبات الزار، فهذه المجموعات مرادفة لتقسيمات تقوم على نوع المطالب الخاصة بكلِّ مجموعة. وعلى سبيل المثال تكون أكثر طلبات السحاحير اللحم النيء، والخواجات الخمر والسجائر والبدلة والطربوش الأحمر، والعرب ويُقصد بهم الهدندوة، السوط والجلابية والخنجر والخُلال. والستات تنحصر طلباتهم في العطور والفساتين والمجوهرات وهي أغلى أنواع الطلبات.
والجدير بالذكر أن هذه الطلبات في بعض الحالات تشتمل عليها كلمات الخيط نفسها وبنهاية الخيط يعود المدستر إلى حالته الطبيعية، إلا في بعض الحالات، حيث يكون على البشيخة التوسُّل للأرواح وإرضائها حتى يهدأ المريض، وغالباً ما يكون هذا وسيلةً لطلبات أخرى من قبل الأرواح.
كيفية النزول
أغنية الزارعلى إيقاع صوت الطبل والكشكوش وصوت الطشت النحاسي تكون شديدة التأثير على الحاضرين وتدفع الحاضرين للتجاوب فيتم النزول في الخيط بتأثيره على المصاب بالزار (المدستر) وشل حركته ثم يبدأ اهتزاز في اطرافه ويطلقون عليه في هذه الحالة أنه (اتلبش) ثم يهتز جسمه بأكمله وينزل في وسط الحلقة وهنا يقال أنه نزل وغالباً ما ينزل بدون ارتداء زي الزار الرسمي أما إذا كان يملكه فيترديه قبل النزول أو أثناءه، وإذا لم يعد معنى ذلك أن هنالك طلبات أخرى يفصح عنها بعد حين قليل من الوقت. "
وتختم الباحثة هذا المقال بالكرامة فتقول :
" الكرامة
والكرامة في الحفلات الخاصة وحفلة الرجبية تعني ذبح خروف بعد تهيئته للذبح وذلك بإعطائه ماء للشرب ويطلى باللون الأحمر (بالحناء) على الذنب والجبهة، وعندما يهم الذابح بذبح الخروف يضع في فمه قطعة نقود أو قماش حتى لا ينسى الالتزام بعدم ذكر
عند الذبح كالعادة المتبعة في الذبح اعتقاداً منهم بأن (
) ستمنع أرواح الزار من الوقوف على كرامتهم التي ذبحت قرباناً لهم، وبعد الذبح يتعدىّ المكرم الذبيحة عدة مرات، ويُسَّمى فكَّ العارض ثم بعد ذلك يؤتى بصحن أبيض توضع فيه كمية من الدم وتأخذ الشيخة كمية بسيطة من الدم بأصبعها وتضعه فوق جبهة المكرم قائلة: سلامتكم،إيذاناً بالشفاء، ثم تكوِّن الشيخة صفاً قصيرا يدورً حول الكرامة أو الذبيحة مرددة: كرامة مقبولة إن شاء الله، ثم تعود أدراجها لإكمال ما تبقى من الحفل. ويجب على المريض أن يلزم بيته أو بيت الشيخة بعد الحفل لمدة ثلاثة أيام على الأقل. "
منقول للافادة