مريم فخرالدين.."القرنفلة البيضاء" 28 شباط 2011
د.فاروق الجمّال -
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لم تكن مجرد "حكاية حب"، ولكنها حكاية عشق للسينما التي اعطتها كل عمرها، وما زالت.
غنى لها العندليب عبدالحليم حافظ "صاحبة الشعر الحرير على الخدود يهفهف ويرجع يطير".
إنها الاميرة "إنجي" مريم فخرالدين التي عملت بالسينما أربعة عقود.
بسيطة في كل شيء، جربت الزواج أكثر من مرة، وكانت تخرج عقب كل طلاق بتجربة.
مشوارها الفني الطويل مملوء بالتجارب، وعدد أفلامها اكثر من اربعمائة فيلم.
كانت اميرة على الشاشة لفترة طويلة، وما زالت تعمل معترفة بقانون الزمن
الذي نقلها من أدوار الرومانسية الجميلة إلى أدوار الام والجدة.
وهي صاحبة أرق وجه عرفته الشاشة العربية ادوارها الرومانسية صنعت لها
تاريخاً فنياً حافلاً بالاعمال المميزة التي صارت مع الايام جزءاً من تاريخ
السينما المصرية.
مثلت دور الفتاة الارستقراطية، فأقنعتنا وجسدت شخصية "الاميرة"، مرات فصدقناها.
ولعبت دور "الفتاة المسكينة"، الضائعة فأبهرتنا بقدرتها على التغيير. وقدمت
لنا "الفلاحة" بأسلوب مختلف وعبرت عن شخصية "الزوجة المخلصة"، الشريفة
والمراة "الليدي" في العديد من افلامها.
عندما امتدت بينها سنوات العمر لم تخجل من أدوار "الام"، فقدمت لنا انماطاً
مختلفة من ادوار "الام"، فهي المتعجرفة احياناً والطيبة غالباً والمستسلمة
من حين لآخر.
غنى لها حليم "بتلوموني ليه" و"بحلم بيك" كما غنى لها فريد الاطرش "إن كنت فكرك ملاك".
كانت أفلامها تعزف على وتر المشاعر والاحاسيس وكانت في كل دور تمثله تتقمص الشخصية التي يرسمها لها السيناريست والمخرج.
أطلق عليها لقب "برنسيسة السينما العربية، وجميلة الجميلات".
أما النشرة الفنية، فاختارت لها لقب "القرنفلة البيضاء".
في حياة "مريم" السينمائية، شخصيات وادوار ومواقف وذكريات ولحظات لا تنسى.
تقول بطاقة هويتها:
الإسم: مريم محمد فخرالدين
مواليد 80/10/1933
انتجت ثلاثة افلام هي "رنة الخلخال" و"رحلة غرامية" و"انا وحبي". تجيد خمس
لغات هي: الانكليزية، الفرنسية، الالمانية، الايطالية، والعربية.
حصلت على جائزة افضل ممثلة عن دورها بفيلم "لا انام" لاحسان عبد القدوس.
يوم اصبحت "جدة" عز علبها ان تلعب ادوار "السيندريللا"، ولان المهم عندها
ان تبقى اسيرة حب النا، فتحت ذراعيها للشاشتين (الصغيرة والكبيرة)، وتخاف
خشبة المسرح.
عندما أرادت ان تحتفل بعيد ميلادها السادس عشر، اتفقت مع والدتها على
الذهاب إلى المصور، ليلتقط لها صورة كتلك التي تشاهدها لنجمات السينما،
لتكون هذه الصورة هي الجسر الذي عبرت عليه إلى عالم التمثيل والشهرة.
ما هي حكاية "القرنفلة البيضاء" أبنة السيدة الاجنبية والمهندس الزراعي محمد فخرالدين.
عاشت تجربة الحب الاول، وكانت تلميذة عمرها (14 عاماً). وفي السابعة عشرة
من عمرها اختطفتها السينما من خلال المخرج فطين عبدالوهاب واختارها لبطولة
فيلمه "ليلة غرام" وابتدأ المشوار.
تزوجت لاول مرة وعمرها 17 ربيعاً، من المخرج محمود ذوالفقار عام 1953
وانجبت منه ابنه "ايمان" وانفصلا فيما بعد، بعدما ذاقت منه شتى ألوان
العذاب والقهر.
وكانت تقول لذوالفقار: "أرجوك لا تضربني"؟!
اولادها اهم شيء في حياتها، كثيرون استنكروا ان تتحول من ادوار البطولة إلى الادوار الثانية أو الثانوية.
ربيع 1967 تزوجت من المطرب فهد بلان حين كانت تمثل معه في فيلم "فرسان الغرام".
قالت: "عشت اسعد ايام حياتي مع فهد بلان، وكنت احلم بالزواج من "عمدة".
ذهاب ربيع العمر كما تقول مريم فخرالدين جعلها أمّاً على الشاشة، وتعترف
بان (تجاعيد الوجه) وتجاعيد القلب..هي البطاقة الحقيقية والناس تعرف
اعمارنا من افلامنا القديمة.
أميرة الستينات تصدمك اذا كنت تراها للمرة الاولى على الطبيعة.
إذاً يتذكر المشاهد، وفي ذهنه الادوار الرقيقة الساحرة التي أدتها على الشاشة، وجعلت منها مثالاً حياً للرومانسية.
وإذا ما صافحتها تسترجع (صورة الاميرة) "انجي" بطلة "رد قلبي" عام 1957.
بكل دلال وعذوبة، وحتى الزوجة المخدوعة في "رحلة العمر".
زوجها الرابع شريف الفضالي يصغرها بـ(14 عاماً) وبدموعها واجهت المواقف الصعبة معه!
أما محمود ذوالفقار فقد ترك لها سيلاً من الديون وكان هو يكبرها بنحو (24 سنة).
استطاعت أميرة الستينات أن تنوع الادوار والشخصيات التي قدمتها على الشاشة لا سيما الافلام السياسية والوطنية.
ومن أهم أفلامها "رسالة إلى الله"، "حكاية حب"، "الايدي النائمة"، "لا
انام"، "زوجة بلا رحيل"، "بئر الحرمان"، رأفت الهجان"، "وداعاً يا حب"، "ما
ليش غيرك" و"لقاء الغرباء" صور في لبنان بطولة أحمد مظهر ودور "لقيطة" مع
نجمة إبراهيم.
وأشهر المسلسلات "الحاوي" وفيه لعبت دور الإمرأة "البسيطة".
رغم شهرتها وحصولها على لقب ملكة جمال مصر صيف 1949، تزوجت عندما كانت في سن المراهقة.
جمعت بين أربع جنسيات وهي: التركية، السعودية، المصرية والمجرية.
آخر أفلامها: "العذراء ذات الشعر الابيض".
يوم تزوجت د.عبد الحميد الطويل، طلقته بعدما اكتشفت إمرأة غريبة في فراشها
واصيبت بنزيف واجهضت وعادت اليه وانجبت منه ولداً إسمه "محمد". وصارت "ملكة
الرومانسية" بلا رومانسية، بعدما سحرت الجماهير بها في السينما طوال عقود.
في منزلها بشارع الجيزة التقت بشقيقها النجم يوسف فخرالدين بعد عشر سنوات لإنشغاله في اليونان.
هذه بعض السطور، والمحطات في مشوار "غادة الكاميليا" كما اطلق عليها احسان عبدالقدوس.
شتاء 1990، باعت أثاث بمنزلها في المزاد، وتزوجت أربع مرات وهي راضية عن كل دور قدمته للسينما.
وبالرغم من كل المعاناة تقول: "سأمثل حتى آخر يوم في حياتي".