قراءة في أوراق عام مضي وقراءة لجريدة الاخبار
أهم الظواهر: تعدد القنوات التليفزيونية والأعمال الدرامية
كتب محمد سلطان:
نور الشريف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مع استقبال عام 2008 بقلوب وعقول متفائلة استأذنك ايها القاريء ان نلقي نظرة سريعة علي العام المنقضي 2007 الذي سقطت آخر اوراقه امس. عام مضي بكل ما فيه اجتهد فيه من اجتهد ونجح أو اخفق.. وفي مجال التليفزيون كانت هناك بعض الملامح والظواهر التي نحاول قراءتها في السطور التالية:
تجاوز عدد قنوات التليفزيون '480' قناة عربية منها حوالي '410' علي النايل سات ..هذه الزيادة الرهيبة والتي تؤكد تضاعف القنوات التليفزيونية دفعتها الي سباق محمود لجذب المشاهد حتي اصبحت وظيفة بعضها الاغراء دون اعتبار لما تقدمه سعيا وراء تحقيق الربح خاصة مع اعتماد معظمها علي الاعلانات ورسائل الSMS في تحقيق ارباح خرافية خاصة مع انخفاض تكاليف انشاء القنوات الجديدة فكل ما يتطلبه الامر مقر وستديو '150' الف دولار قيمة القسط الاول لشركة النايل سات مقابل انطلاق البث ويأتي الباقي بالتقسيط من ارباح القناة واذا كانت قنوات الاغاني هي 'موضة' السنوات الماضية فان هذا العام شهد تعدد نوعين جديدين هما الدينية والرياضية وللأولي مخاطر شديدة لما تبثه من مفاهيم متعصبة للدين وبعضها يفتقد للاخلاقيات الاعلامية والاسس العلمية في هذا المجال وتستغل الدين كوسيلة للربح أو تحقيق اهداف اخري!
أما القنوات الرياضية فساهمت في حدوث طفرة في بورصة الرياضيين واصبحنا نسمع عن عقود بالملايين مع نجوم الرياضة الاكثر جذبا للاعلان وذهبت معظم رؤوس الاموال للشبكات التليفزيونية للمنافسة علي طلب البطولات العالمية والمحلية حتي ان الدوري المصري لكرة القدم اصبح تبث مبارياته علي عدد كبير من هذه القنوات منها دريم ومودرن، وأوربيت وART وغيرها.
ومع تعدد القنوات بانواعها المختلفة وسطحية المشاهد العربي استغلت هذه القنوات رسائل SMS في جني الارباح حتي اصبحت كالدجاجة التي تبيض ذهبا لأصحابها وهو ما دفعه للتجاوز عما تحمله هذه الرسائل من مضامين أو معان.
الغريب ايضا ان هذا الكم من القنوات لو سألت مشاهدا عن اسم '10' قنوات يتابعها بانتظام فسيتوقف عند الرقم '5' أو '6' علي الاكثر!
ومن بين الظواهر التليفزيونية لهذا العام ايضا ظهور ما يسمي بالقنوات العشوائية 'الاهلية' بحيث يقرر شخص ان ينشئ قناة اسماها البعض قنوات 'بير السلم' وهو ما التفتت اليه وزارة الاعلام وبدأت الجهات المسئولة في تعقب هذه القنوات المجرمة قانونا. وبالقراءة السريعة في خريطة الدراما العربية للعام المنقضي تظهر بعض الملامح منها زيادة عدد المسلسلات التي تم انتاجها حيث قارب '100' مسلسل من دول مختلفة كان اكثر من نصفها مصريا والباقي لسوريا وبعض الدول العربية الاخري وشهد العام استمرارا في ارتفاع بورصة اجور النجوم .
وحشد المنتجون كبار النجوم لضمان التوزيع والنجاح وقاربت الاستثمارات علي النصف مليار جنيه. وتحقق رواج اعلاني كبير خصوصا خلال شهر رمضان حتي وصل دخل القطاع الاقتصادي من الاعلان الي اكثر من 450 مليون جنيه عن العام المنقضي وهو رقم كبير ولكنه اقل بما حققته قناة (MBC) مثلا التي تجاوزته خلال شهر رمضان فقط وهو ما يطرح ضرورة تطوير القطاع الاقتصادي لاسلوب عمله وفكر ادارته. أما عن المستوي الفني فربما شهدت الدراما بشكل عام ارتفاعا في المستوي واهتماما بتحسين المنتج وتألقت عناصر التمثيل والاخراج والموسيقي وتفوق النجوم نور الشريف ويحيي الفخراني والسوري تيم الحسن ويسرا وكريمة مختار وإلهام شاهين وخسر نجوم آخرون بريقهم ربما اولهم عمر الشريف الذي قدم اسوأ وأولي تجاربه مع الدراما التليفزيونية 'حنان وحنين' كما خفت بريق بعض النجوم منهم السوري جمال سليمان والفنان محمد صبحي ويتنافسان علي لقب الاسوأ خلال رمضان بمسلسليهما 'اولاد الليل' و'رجل غني فقير جدا' علي الترتيب .
وبنظرة اكثر شمولا انخفض هذا العام مستوي الدراما السورية فظهرت الاعمال التاريخية اقل من سابقتها في معظمها ورغم تميز مسلسل 'باب الحارة' و'رسائل الحب والحرب' ظهر الجزء الثاني من 'خالد بن الوليد' ضعيفا وكذلك 'عنتر بن شداد'.. وربما كان السبب في ذلك هجرة بعض رموز الدراما السورية الي الدراما المصرية التي تعاملت معهم كما يتعامل الاهلي والزمالك مع نجوم فرق الاقاليم بشرائهم للاحتفاظ بعناصر القوة لهما فقط.
ومن بين الظواهر الدرامية ايضا زيادة مسلسلات 'السيت كوم' واقبال الجمهور عليها وهو ما ظهر مع نجاح مسلسلي 'راجل وست ستات' لأشرف عبدالباقي 'وتامر وشوقية' لأحمد الفيشاوي وهو ما يعكس سبب انتاج اجزاء جديدة من المسلسلين ويبدو ان 'السبت كوم' سيكون بديلا للمسلسل الكوميدي التقليدي الذي خرج ولم يعد منذ سنوات!
ومن العناصر البارزة ايضا هذا العام ظهور عدد كبير من الوجوه الجديدة بعضهم اثبت وجوده وكان مسلسل 'الدالي' مثلا يضم '9' وجوه جديدة كما احسن مسئولو مهرجان الاعلام العربي بمنح جائزج لا تصل الوجوه الصاعدة لتشجيعهم وهذه الجائزة كانت من ايجابيات المهرجان الذي ظهر لأول مرة بمسمي جديد 'الاعلام العربي' وشهد ايضا جائزتي نجيب محفوظ في التأليف الدرامي للاذاعة والتليفزيون واستحقاهها طاهر أبو فاشا واسامة أنور عكاشة.
وعاب المهرجان تقليص جوائز الدراما والشكوك التي ترددت عن شفافتها.
واذا كان هناك اكثر من مسلسل تنافس علي لقب الاسوأ منها 'رجل غني فقير'، 'اولاد الليل' وغيرمافإن الافضل لن يخرج عن قائمة تضم مسلسلات 'الملك فاروق' ،'يتربي في عزو'، 'الدالي'، 'قضية رأي عام'، 'باب الحارة'، وهي نفس المسلسلات التي حصلت علي الجوائز في المهرجان وايضا نالت اعجاب المشاهدين.
ومن الظواهر لهذا العام ظهور مخرجين ومؤلفين جدد تمثلوا في وليد يوسف مؤلف الدالي وحسن عيسي مخرج 'لا احد ينام في الاسكندرية' ولميس جابر مؤلفة الملك فاروق، كما ظهر لأول مرة مع الدراما المصرية السوريان حاتم علي ومحمد عزيزية بمستوي جيد. ومن ظواهر هذا العام ايضا ارتفاع سقف الحرية وتناول قضايا تميزت بالجرأة والجدة رغم قلتها فشاهدنا قضية البحث العلمي والاغتصاب وقضايا الفساد في مسلسلات 'قضية رأي عام، هند علام، حمدالله ع السلامة والفريسة والصياد' وغيرها.