احد الأفلام العربية التي اشتهرت مؤخرا هو فيلم "ولاد العم", من بطولة كريم عبد العزيز, منى زكى وشريف منير والذي يحكي قصة اعتبرها معظم من شاهد الفيلم انها خيالية,
حيث يظهر الفيلم "قصة ضابط من الموساد الإسرائيلي تزوج امرأة مصرية, وأنجبا طفلتين, ومن ثم خطفها الى اسرائيل, وذلك من اجل استدراج احد رجال المخابرات المصريين".
ولكن ما اعتبره معظم المشاهدين خيالا من والمستحيل ان يحصل في الواقع, تبين انه قد حصل, حيث تناقلت عدة وسائل اعلام عبرية مؤخرا خبرا حول "قضية اعتراف جهاز الامن العام الإسرائيلي (الشاباك) وبعد حوالي 60 عاما انه قد اقام في سنوات الخمسين وحدة امنية وصفت بالتاريخية,
حيث تنكر عشرة افراد من الشاباك وتزوجوا بنساء عربيات, وأنجبوا منهن أطفالا واندمجوا في القرى العربية, وكل ذلك من اجل معلومات استخباراتية في حالة نشوب حرب مع الدول العربية وإمكانية انضمام الفلسطينيين في الداخل الى الحرب ضد اسرائيل".
هذه القصة الحقيقية نشرت في مجلة israeldefense والتي يحررها الصحفي عمير ربابورت, وهو صحفي ومحلل عسكري وامني سابق في صحف عبرية من بينها يديعوت ومعاريف.
وحسب الاعتراف المذكور فان "الهدف هو اندماج ال**** من الشاباك في البلدان العربية, من اجل الرقابة ومعرفة ما يدور في البلدان, وخاصة في حالة نشوب حرب, وإمكانية انضمام العرب للمحاربة ضد اسرائيل.
علما انه في الفترة المذكورة فقد كان فلسطينيو الداخل تحت الحكم العسكري. وعلى هذه الخلفية, في سنة 1952 وبمبادرة من ايسر هرائيل, المسئول حينها عن الموساد والشاباك, والذي عرف حينما بالشين بيت, تم اقامة وحدة المستعربين التابعة للشاباك. لقد تم توكيل المهمة لشموئيل موريا (يبلغ من العمر اليوم 87 عاما) والذي عمل في القسم العربي في الشاباك, علما انه وحسب ما ذكر لم تكن حاجة لمعلومات استخباراتية حينها,
بل الهدف تحضيرهم واستعمالهم في حالة نشوب حرب. وقد بدأ موريا بتجنيد الشبان اليهود القادمين الجدد من الدول العربية. تدريب الوحدة استغرق نحو عام كامل، تعلموا خلاله اللهجة الفلسطينية وحفظوا سورا وآيات من القرآن، كما تعلموا تقنيات التجسس في قاعدة استخباراتية قرب مدينة الرملة.
وجرى تزويد كل واحد من عناصر الوحدة ببطاقة شخصية جديدة وقصة مبتكرة مفصلة لحياته كغطاء، وأرسلوا إلى القرى والمدن العربية. لقد تنكروا بزي (متسللين) فلسطينيين عادوا إلى أوطانهم بعد النكبة، واندمجوا جيدا في بيئتهم الجديدة، في حين لم تكن عائلاتهم في إسرائيل على علم بالمهمات التي يقومون بها"
. وتبين وحسب ما نشر ان "اهالي البلدات العربية توقعوا ان يقوم الشبان بالزواج من بعض فتيات القرية. علما أن عددا من المسئولين في الشاباك اعتقدوا أنه كان يجب عليهم أن يتزوجوا من فتيات عربيات لإنجاح المهمة، بيد أنهم تركوا القرار النهائي بأيدي عناصر الوحدة.
وحسب التوقعات وبشكل فعلي فقد قام معظم عناصر الوحدة بالزواج من فتيات عربيات، بدون أن يعرفن هوية أزواجهن الحقيقية. وبحسب موريا، المسئول عن الوحدة، فإن تجولهم كشباب في البلدات العربية كان مثيرا للشبهات، وأنه كان من الواضح لهم أن الزواج يسهل مهمتهم".
ونقل عن شقيق أحد عناصر الوحدة أنه وقف على "طبيعة مهمة شقيقه فقط بعد الكشف عنها"، وأشار إلى أن "شقيقه قد تزوج من فتاة عربية من مدينة يافا تدعى ليلى، وذلك بعد أن عرف نفسه على أنه عربي مسلم".
كما جاء أنه "مع مرور السنوات تبين أن الفائدة الاستخباراتية من وجود الوحدة ليس كبيرا، وبعد حوالي عشرة سنوات, تقرر تفكيك هذه الوحدة. وفي أعقاب ذلك تقرر الكشف عن حقيقة أفراد الوحدة ونقل عائلاتهم إلى مناطق يهودية". وحسب ما نشر فان "رئيس بعثة الموساد في فرنسا قد كشف في العام 1964 أمام عدة نساء عربيات من الداخل، تم استدعاؤهن إلى فرنسا، أن أزواجهن ليسوا عربا، كما يعتقدن،
وإنما عناصر أمنية في وحدة مستعربين سرية يعملون بمهمة أوكلت لهم من قبل الجهاز الأمني. وعلم أن ليلى اليافوية أدركت أنها خدعت، ولم تستطع تحمل الصدمة، واضطرت لتلقي العلاجات النفسية لشهور طويلة". كما بينت القصة انه "تم استدعاء 3 حاخامات إلى باريس، بضمنهم الراف شلومو غورن، الحاخام الأكبر للجيش في حينه، وذلك لإجراء عملية تهويد غير رسمية للنساء والأطفال".
وحسب ما نشر "أنه وبعد العودة الى البلاد، لم تنجح الجهود في دمجهن في البيئة الجديدة، وأن غالبية الأطفال عانوا من صدمات نفسية قوية جدا في طفولتهم، ولم يكونوا قادرين على نسيان ماضيهم والبيئة التي ولدوا فيها. وفي حين تمكن عدد منهم من التأقلم مع الوضع الجديد، إلا أن الغالبية لا تزال تعاني من آثار الصدمة حتى اليوم".
وحسب ما نشر فان "احد الاولاد الذي تجند للجيش الإسرائيلي قد سأل عائلته قبل التجنيد, باتجاه من ساقوم بتوجيه بندقيتي, باتجاه عائلتي العربية او عائلتي اليهودية, وبقي بدون جواب, كما ان قسما منهم لم يستطع التأقلم وتم فتح ملفات جنائية بحقه" - حسب ما نشر في وسائل اعلام عبرية.