كمال الطويل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فى ذكرى الموسيقار الراحل كمال الطويل
أخر عباقرة اللحن العربى والذى رحل عن دنيايا فى التاسع
من شهر يوليو 2003 أهدانا الكاتب الصحفى والناقد الكبير
محمد سعيد فصلا من موسوعة "أشهر مائة في الغناء
العربي "الجزء الرابع" والذى مازال ماثلا للطبع.

محمد سعيد في ذاكره السادسة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فى التاسع من شهر يوليو 2003 رحل عن الحياه الموسيقار
كمال الطويل أخر عباقرة اللحن العربى، بعد فترة طويلة من
الصراع مع المرض.

شهر يوليو الذى شهد رحيله هو الشهر نفسه الذى شهد
خلال النصف الثانى من القرن الأخير أعظم وأشهر نجاحاته ،
التى جعلت من ألحانه القومية والوطنية ديوانا للوطن ،
وجعلت كبار الكتاب يطلقون عليه جبرتى الثورة مع شركائه
فى الغناء وكتابة النص الغنائى ، أى المؤرخ الذى سجل
بالعمل الموسيقى والغنائى الأحداث التى مر بها الوطن
خلال تلك الحقبة من الأعوام .

كمال الطويل صاحب شخصية مميزه مثلما هو أيضا صاحب
مدرسة مميزة فى اللحن العربى ، ومن السمات المعروفة
فى شخصيته الصدق والجرأة والصراحة ، ففى أحاديثه كان
يعبر عن آرائه بصراحة ، قد تبدو جارحة أحياناً ، لكنه يغلفها
بدبلوماسية حواره الطيب ، ولأنه كان يفعل ما يقول ويقول
ما يقتنع به .

فقد كانت أغلب حواراته والمرجع المحفوظ منها فى معلومات
الصحف وتسجيلات الراديو والتليفزيون تبرهن على تميزها
بالموضوعية والنزاهة والعقلانية .

لم يقدم لحناً إلا عن حب ، ولم يسند إلى مطرب أو مطربة
عملا إلا شعر بالتجاوب معه ، وهذا دليل أكيد على الصدق
مع النفس والغير .

هذه الخصال التى ميزت شخصية الطويل ملحنا عبقرياً
وإنساناُ شهماً ومنتجاً فنانا وبرلمانيا ناجحاً ، لأبد أن مرجعها
قوة ما يسمى بعلاقات التأثير والتأثر فى حياته ومنذ بداياته
فى أعوام التكوين .

ولد كمال محمود زكى الطويل فى حى منيل الروضة حيث
لقاء فرعى النيل عند مقياس الروضة التاريخى فى مدينة
القاهرة فى 11 أكتوبر من عام 1924 فى مدينة القاهرة
فى 11 أكتوبر من عام 1924 لأسرة تنتمى الى مدينة
الاسكندرية وينتشر أفراد عائلتها فى الأسكندرية والقاهرة

ووسط دلتا النيل وكان من مشاهير هذه العائلة من أشتغل
بالعمل السياسى والعمل التنفيذى مثل عمه عبد الفتاح
"باشا" الطويل الوزير السابق ورئيس البرلمان السابق ورئيس
المجموعة البرلمانية السابق لحزب الوفد فى مدينة
الاسكندرية وأيضا والده المهندس زكى الطويل وكيل أول وزارة

الأشغال حتى بداية الخمسينات ولم ينبغ من أبناء هذه العائلة
التى اشتغل الكثير من أفرادها بالعمل السياسى والتنفيذى
والتشريعى والقضائى شخص أخر فى مجال الموهبة الفنية
إلا الموسيقار كمال الطويل ذو الهامة العالية فى عالم
الأنغام والالحان .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تلقى تعليمة الابتدائى فى القسم الداخلى لمدرسة الأورمان
الابتدائية إلى جوار جامعة القاهرة بالجيزة والسبب وفاة والدته
وسفر والده الى بريطانيا لدراسة الدكتوراه فى الهندسة حيث
عهد الأب إلى الجد الذى كان يعيش فى مدينة طنطا ويعمل
فى التجارة برعاية الحفيد الصغير ولم يكمل الجد رعاية

الموهبة حيث تكفلت بها إدارة القسم الداخلى بمدرسة
الأورمان الابتدائية التى ظل الطويل يدرس فيها حتى حصل
على الدبلوم الذى يعادل اليوم الثانوية العامة ، بعدها التحق
كمال الطويل بمعهد الموسيقى بالأسكندرية وكان يرأسه
فى تلك السنوات من الأربعينات الخبير الموسيقى عباس

جمجوم ، وقد أصبح هذا المعهد فى السنوات الحالية معهد
"كونسرفتوار" الاسكندرية وبعد حصوله على دبلوم معهد
الاسكندرية التحق بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية
فى القاهرة وتخرج فيه فى العام 1949 وكان من بين زملاء

دفعته عبد الحليم حافظ وعلى اسماعيل وأحمد فؤاد حسن
وعبد العظيم محمد وفؤاد حلمى وفايدة كامل
وسيد اسماعيل وغيرهم .

لقد حكا لى الموسيقار كمال الطويل عن سنوات تكوينة
الثقافى والفنى وعن أهم علاقات التأثير والتأثر فى حياته ،
وكان ذلك ضمن برنامج السهرة "مهرجان النجوم" وكنت
أتشرف بتحضيره لإذاعة البرنامج العام المصرية فى أواخر
السبعينات ولأن الطويل شخصية وفية ، تدين بالوفاء

للإساتذة والرواد فقد سمعته يقول: تعرفت إلى أعمال فنان
الشعب سيد درويش فى مسقط رأسه بمدينة الاسكندرية
عندما كنت أدرس فى معهد الموسيقى بعروس البحر
المتوسط ، وكان يرأس هذا المعهد الأستاذ عباس جمجوم ،
وكان عندنا فى هذا المعهد مجموعة من الأساتذة والخبراء
العرب والأجانب وكان معظمهم يعرفون قدر أعمال سيد

درويش ، وكنا ندرس بجانب علوم الموسيقى العالمية قوالب
وأشكال الموسيقى العربية فقد درسنا الادوار القديمة
والموشحات من خلال الشيخ على حارس وطرق التلحين
المبتكره والجديدة التى قدمها فنان الشعب سيد درويش
على يد عدد أخر من الأساتذة كان من بينهم من حفظوا
تراثه مثل أبنه محمد البحر درويش والأستاذ عباس جمجوم

بنفسه ، ومن هناك عرفت قيمة ما أحدثه سيد درويش فى
موسيقانا العربية كفنان أعطى لهذه الموسيقى طابعها
القومى بعد مرحلة الخلط مع الغناء التركى والفارسى ، وما
إلى ذلك من غناء وموسيقى دول الجوار ومن هنا كان لدينا
هذا الإحساس بموسيقى سيد درويش وأهميتها وخاصة
ألحانه المسرحية وتنويعاتها التى فاقت الإهتمام
بالإلحان الفردية .

وعلى رغم وجود عظماء من الملحنين الذى عاصروا سيد
درويش استطعنا أيضا دراسة أعمالهم أمثال محمد عثمان
والشيخ المسلوب وكامل الخلعى وداود حسنى وابراهيم
فوزى ، الا اننى أعترف ان وجودهم القوى لم يكن فى مثل
قوة حضور سيد درويش فى المكانة والعبقرية والخلق
الموسيقى والتأُير فى الأجيال التالية والسبب ان سيد درويش
هو الذى قام بالثورة الأولى فى موسيقانا غير ان ضوء سيد
درويش يماثل ضوء الشمس فى نهارنا ، بينما أضواء الآخرين
قد تبدو مبهرة لكنها ليست فى طبيعة وإبهار الضوء الذى ينبعث
من أعمال سيد درويش وبعد مرحلة الدراسة المنهجية بدأ
التفات جيلى والاجيال التى سبقتنى إلى قيمة عطاء الآخرين
وقبل ميلادى.

وبرحيل سيد درويش بدأت خريطة المواقع التى تتوزع بينه
وبين من عاصروه تتضح وكان الذى فجر هذا الاهتمام فصل
من كتاب صدر بعد رحيل الزعيم سعد زغلول تناول فيه عباس
محمود العقاد أثر سيد درويش فى الموسيقى العربية وكان
لهذه الكتابات دور الشرارة ، فقد عرف الناس دور سيد درويش
وريادته وأدوار وأحجام وأقدار غيره من معاصريه وممن جاءوا
بعدهم مثل محمد عبد الوهاب وزكريا أحمد ورياض السنباطى
ومحمد القصبحى وحتى الجيال التالى لهم مثل محمود
الشريف وأحمد صدقى وفريد الاطراض ومحمد فوزى .

كمال الطويل يدندن بلحن رحلة العمر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لقد بدأ رياض السنباطى خطا أخر مع زعيمه الغناء العربى
أم كلثوم ، كان يعتمد على الجمل التطريبية الجديدة التى
تهتم بالتعبير الرومانسى والإلهام التعبيرى ، وهو غير الخط
التعبيرى الأساسى عند سيد درويش ، وهذا لا يعنى عدم
التأثر بسيد درويش لأن معظم الأجيال التى جاءت بعده
تأثرت به.

لقد كان سيد درويش عبقريا على رغم رحيله عن
الحياة فى سن مبكرة .

فهو ظاهرة عربية واضحة المعالم حتى ان أختفى مسرحه
الغنائى ، فهو موجود فى واقعنا الثقافى والفنى ، فلو سألت
مثقفا كويتيا عن سيد درويش فسوف يغنى لك أحد الحانه
وهكذا الحال أيضا مع اللبنانى والسورى والعراقى والليبى
والأردنى والسودانى وغير هؤلاء من بلدان المشرق والمغرب

العربى ، فالكل لا يخفى إعجابه أو تأثره به على رغم وضوح
النبرة الإعلامية أو خفوتها تجاهه ، من فتره إلى أخرى وهنا
لابد أن أِشير الى تعبير الرحبانية وفهمهم لفكر سيد درويش
الموسيقى واستخدام الأساليب العصرية من حيث توظيف

آلات حديثة وإبراز إيقاعات جديدة ولكن من دون تدخل فى
اللحن الاساسى وهذه هى قيمة الإحساس بالعمل الكبير
وعدم المساس به تحت أى مبررات .

وإذا كان الإعتراف للإساتذة والرواد وأصحاب الفضل هذا العمق
الكبير الذى نشهده فى حوار كمال الطويل فكيف يبدو جهده
وما ملامح مدرسته اللحنية وكيف قامت دعائم هذه المدرسة .

لقد بدأ الطويل رحلته مع اللحن الفريد وهو لم يزل فى طور
التكوين عندما وضع أول ألحانه " إلهى ليس لى إلاك عون"
وهو لم يزل فى سنوات الدراسة فى المعهد العالى للموسيقى
وقد غنت هذا اللحن الذى حقق شهره كبيرة المطربة فايدة كامل
أما النص الشعرى فهو من وضع المهندس زكى الطويل والد كمال

الطويل فقد صعب على الموهوب الجديد وقتها الحصول على نص
أخر من شعراء تلك السنوات فلجأ الى مكتبة والده وأختار هذا
الدعاء ليلحنه وليحقق اللحن نجاحا كبيرا ويعرف الأب به عبر الراديو
عندما يذاع العمل مصحوبا باسم الأب مؤلفاً والابن ملحنا .

ويعاونه نجاح لحنه الأول واعتماده ملحنا بالإذاعه فى الالتحاق
بالعمل الوظيفى عندما عين فى الأذاعة المصرية فى عام 1950
فى إدارة الموسيقى والغناء حيث ظل فى هذا الموقع حتى عام
1954 وقد أعانه عمله مع الإذاعى الرائد حافظ عبد الوهاب وتفهمه
لطموحاته وقدراته ان استطاع ان يقنع مستشار الغناء والموسيقى

بتعيين عبد الحليم شبانه أو عبد الحليم حافظ بعد ذلك عازفا للأبوا
فى فرقة الإذاعه الموسيقية وليرحمه من التنقل يوميا بين القاهرة
ومدينة طنطا ، حيث كان يعمل مدرسا للموسيقى فى إحدى
مدارسها وخلال وجوده فى الإذاعة موسيقيا جاءت الفرصة لعبد
الحليم ليعتمد مطربا عبد كمال الطويل الذى وضع لحن أغنية

بالفصحى من شعر صلاح عبد الصبور وهى قصيدة "لقاء" وطلب
من المسئولين الموافقة على إسناد غنائها إلى عبد الحليم الذى
نجح فى ذلك فكانت أغنيته الأولى قبل ان ينطلق من خلال "
على قد الشوق " و"صافينى مرة" وغيرها وبعدها جرى اعتماده
مطربا فى لجنة الاستماع برئاسة السيدة أم كلثوم وتغير اسم
شهرته من عبد الحليم شبانه الى عبد الحليم حافظ أمتنانا

وعرفانا بتقدير الإذاعى القدير حافظ عبد الوهاب مؤسس إذاعه
الأسكندرية، ولكى يبتعد اسم العندليب فى بداياته عن اسم
شقيقه الأكبر الذى سبقه فى عالم الغناء اسماعيل شبانه .

كمال الطويل في حوار جانبي مع صديقه محمد الموجي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت نجاحات الطويل فى البدايات واضحة فى قدرته على
التخطيط والتنسيق وفى اكتشاف وتشجيع المواجب من
جيله وقد ظهر هذا فى البرنامج الذى ارتبط بتقديمه فى

بدايات الخمسينات وحمل اسم "عالم الموسيقى" حيث
أسند الى كل من الموسيقار على اسماعيل والموسيقار
محمد الموجى وغيرهما التلحين فى هذه الأركان
المتخصصة التى أعانت فى رسوخ مواهبه وفى تقديم
الأصوات المبشره من خلال الحانهم .

ومن يتأمل ألحان كمال الطويل من البداية حتى أخريات أيامة
يلحظ التميز والخصوصية التى تبدو على هذه الإلحان إَضافة
الى النجاح الذى حققته وحالة التوهج التى تبدو عليها إذا ما
قورنت بغيرها من ألحان تلك السنوات الى جانب أن الأصوات
التى ادت هذه الإلحان سواء من الرجال أو النساء .

كانت تبدو فى ألحان كمال الطويل على حالة تختلف تماما
عن حالاتها الاعتيادية في الالحان الاخري

ومن علامات البدايات الناجحة في مسيرة كمال الطويل تلك
التي وضعها للصوت الاصيل عاشق الموال محمد قنديل ومنها
رائعته التي كتبها علي أحمد" بين شطين ومية" أو"يا غاليين
علي يا أهل اسكندرية" ورائعته الشعبية الاخري للمؤلف نفسه
"يا رايحين الغورية" بمذاقها الشعبي ونكهتها النغمية التي تغوص
في بحار النغمات الشعبية العريقة.

وفي السينما التي شهدت له نجاحات عديدة كانت ألحانه تميل
إلي التعبير مركزة تبتعد عن الزوائد يناسب أسلوبها الايقاع
السينمائي وتبدو في التصوير وهي جزء من الكيان والنسيج
العضوي للعمل الفيلمي.

كانت بداية تلحين كمال الطويل في السينما من خلال نجمة
الغناء والتمثيل شادية التي لحن لها في فيلم"اشهدوا يا ناس"
في عام 1953 القصيدة المعروفة "قل ادع الله ان يمسك ضر"
وفي السينما ايضا كانت علاماته في الغناء العاطفي
والرومانسي والشعبي مع رفيق مشواره عبد الحليم حافظ في
أفلامه الشهيرة بداية من فيلم لحن الوفاء عام 1955 وهو فيلمه
الاول وفيلمه قبل الاخير "معبودة الجماهير" في عام 1967
وبينهما أفلام مثل "ليالي الحب" و"دليلة" و"فتي أحلامي" و"
البنات والصيف" و"الخطايا" و"يوم من عمري" و"حكاية حب"
وغيرها .

عمل كمال الطويل في السينما أيضا مع شادية في أفلام "
الظلم حرام" "واشهدوا يا ناس" و ماليش حد" و " إوعي تفكر"
و"الزوجة رقم 13" وغيرها.

في السينما ايضا لحن لنجاح في فيلم "غريبة منسية"
وفي فيلم "جفت الدموع" لنجاة سلام في فيلم "ابن ذوات"
وفي فيلم "دستة مناديل" كما قدم لليلي مراد أنجح ما غنت
في آخر أفلامها "الحبيب المجهول" وأعني أغنيتي
"ليه خلتني أحبك" والقلب بيتنهد".

كمال الطويل مع عبدالمطلب أيام أغنية الناس المغرمين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما أهم وأشهر ما قدمت سعاد حسني في السينما فكان
من ألحان كمال الطويل وهي من أفلام "خلي بالك من زوزو"
"وأميرة حبي أنا" و"شفيقة ومتولي" و"المتوحشة" ومثل
أغنيات يا "واد يا تقيل" و"الدنيا ربيع" و"بمبي" و"حبيبي
فيلسوف" و"بانوا علي أصلكم" اضافة الي عشرات الاغنيات
الاخري التي لجنها في المسلسل التليفزيوني "هو وهي"
وقامت ببطولته سعاد حسني مع أحمد زكي.

وفي السينما أيضا كتب شهادة ميلاد المطربة ماجدة الرومي
عبر لحنه البديع "ساعات أقوم الصبح بدري" في فيلم"عودة
الابن الضال" كما وضع أنجح ما غني محمد منير من ألحان
في اغنية"علي صوتك بالغناء لسه الاغاني ممكنة".

ومثلما نجحت معه الاصوات الغنائية تفوق وهو يضع ألحانا
ليتغني بها الممثلون علي نحو نجاحه مع الفنان القدير عبد
المنعم مدبولي في أغنية "يا صبر طيب" في فيلم"مولد يا
دنيا" ومع فؤاد المهندس في أغنية "يا سلام" في فيلم
"فيفا زالاتا" ومع أحمدزكي في أغنيات فيلم"مستر كاراتيه".

وفي السينما لم تقتصر توهجات كمال الطويل علي الألحان
الفردية فقط بل امتدت إلي التأليف الموسيقي ووضع
الموسيقي التصويرية ومن هذه الامثلة موسيقي فيلم
"المصير" اخراج يوسف شاهين الذي نال جائزة الموسيقي
التصويرية في مهرجان الفيلم القومي وهناك ايضا

الموسيقي التصويرية لفيلم "كوكب الشرق" اخراج محمد
فاضل ثم الفيلم الذي نال عليه جائزة مهران القاهرة الدولي
للتليفزيون وهو فيلم "حارة نجيب محفوظ" اخراج سميحة
الغنيمي التي أخرجت أيضا فيلم "نغم عربي" الذي وضع
كمال الطويل موسيقاه ونال هذا الفيلم الوثائقي جائزة
الموسيقي في مهرجات "ليبزيج" السينمائي للسينما
التسجيلية والوثائقية.

وفي مجال الدراما الغنائية وضع ألحان الاوبريت الاذاعي
الشهير "الأرض الطيبة" الذي اشتهر بين المستمعين باسم
"عواد باع ارضه" وهو من تأليف مرسي جميل عزيز واخراج
انور المشري وغناء سعاد مكاوي وسيد اسماعيل
وصلاح عبد الحميد.

واذا اعتبرنا سيد درويش هو مفجر الثورة الاولي في تحديث
فن الغناء العربي كما وضح المفكر الكبير عباس محمود العقاد
فإننا تأسيسا علي ذلك نعتبر كمال الطويل هو مفجر الثورة
الثانية في تحديث الغناء العربي ، استنادا إلي رأي الناقد
والمؤرخ الكبير كمال النجمي بأنه يمثل لمحة جديدة في الغناء
لم تكن معروفة قبله فاذا كان كمال الطويل وأبناء جيله مثل
محمد الموجي ومنير مراد وبليغ حمدي وسيد مكاوي قد
تمكنوا من النغم والغناء منذ الخمسينيات حتى ظهور موجات
السطحية والهبوط فيما بعد زمن الغناء الجميل فان كمال
الطويل يتصدر هذا الاتجاه لوضوح شخصيته اللحنية

وتفرد طريقة أداء المطربات والمطربين لألحانه ولأن محمد
الموجي كان تعبيرا متجددا نابعا من نهر اللون الغنائي لشيخ
الملحنين زكريا احمد ولأن بليغ حمديكان ذلك العطاء الفياض
الذي عبر الأجواء عبر فضاء محمد القصبجي ومحمود الشريف
،ولأن مرادمنير كان أيضا هذا الهضم البديع لجماليات الغناء

العربي ممزوجة بجماليات الغناء الغربي وهو في ذلك استمرارية
لنغمات عبد الوهاب ومحمد فوزي فقد كان كمال الطويل فريدا
في تميز جملته اللحنية وقوة هذه الجملة إضافة إلي اللهجة
الجديدة التي بدت علي أداء من يقدمون ألحانه وخاصة

عبد الحليم حافظ فكانت بالتالي اللهجة الاخري الموازية للهجة
الاولي وهي لهجة أداء زعيمة الغناء العربي أم كلثوم وتأثيرها
بالتالي علي أداء كل من عاصروها ومن بعدهم .

كمال الطويل مع حليم على شاطيء ميامي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

واللهجة الجديدة في اداء الحان الطويل برزت في غناء
عبد الحليم حافظ في أعمال كمال الطويل العاطفية
والشعبية وخاصة في روائعه الرومانسية مثل في يوم
في شهر في سنة – بتلوموني ليه – راح – جواب –
حبيب حياتي – اللي انغلت عليه – بعد ايه – الحلوة –
صدفة – هي دي هي – الحلو حياتي – على قد الشوق –
لا تلمني – بلاش العتاب وغيرها .

وظهرت هذه اللهجة أيضا في ألحانه لشادية مثل
"رحلة العمر" وما أحلي الامل" وعجباني واحشته "
والظلم حرام" و"يا أمي" وغيرها.وتأكدت ههذ اللهجة أيضا
في ألحانه اناة مثل "استناني" و"الشوق والحب" وغريبة
ومنسية" و"بان علي حبه" وأسهر وانشغل انا"وغيرها.

وحتى الأصوات التي غنت له عددا أقل من الألحان اعترفت
بالتغيير الذي طرأ على أدائها وعلي نحو ما اعترفت بع الفنانة
صباح من أن لحن كمال الطويل "مال الهوي يامه" جعلها تطرق
بسلاسة أبواب الغناء السليم.

وللموسيقار كمال الطويل نجاحات مع معظم من غنوا له من
أصوات فقد نجحت ليلي مراد في ثلاثة من أعماله هي
"دموع عنيه" و"ليه خلتني أحبك" و"القلب بيتنهد" وتألقت
نجاح سلام في أغنيات "أسرار الحب" و "يا شمعدان حارتنا"

و" يا نجم المحبة" أما المطربة القديرة فايزة أحمد فقد أبدعت
في غناء ألحان أغنياتها التي وضعها كمال الطويل وهي " يا
ما قلبي قاللي لا " و" النار القايدة" و أنا اللي تنساني" وكذلك
شهرزاد في أغنية "لك لوحدك" أحلام "استحملت كتير

" سعاد مكاوي " أهجر وتجيني" وردة في أغنية
"بكرة يا حبيبي" وفى أغنية "أصلك تتحب" وحتي الجيل التالي
بعد هذه الاصوات التي ينتمي أغلبها إلي جيل كمال الطويل
ونجحوا معه.

نجحت أيضا عزيزة جلال عندما غنت من ألحانه
" من حق تعاتبني " وروحي فيك أنا" وماجدة الرومي "ساعات"
وسوزان عطية " الله يا رسول الله".

واذا كانت نجاحات الطويل مع الاصوات قد وصلت إلي القمة مع
\ تقديمه لعبد الحليم حافظ ونجاحه معه وتلحينه للكم الأكبر
من أعماله السينمائية فإن لكمال الطويل نجاحات موازية وان
بدت أقل عددا علي النحو الذي يتمثل في غناء محمد قنديل
لاغنيات "الغورية " و"بين شطين وميه" ومحمد عبد المطلب
لأغنية " الناس المغرمين " ومحمد رشدي لأغنيات " يا قمر يا
اسكندراني" و" انت مين ياللي أنا مش عارفك" و "انا عيني
عليك" و محمد منير أغنيات "بره الشبابيك" وعلي صوتك بالغناء"
والمطرب اللبناني محمد مرعي وأغنية "لأ يا حلولأ".

لكنها المصادفة أيضا عي التي جعلت أصوات الرجال التي تغنت
بألحان كمال الطويل كلها تبدأ باسم "محمد"! فقد كان عادل
مأمون الاستثناء عندما لحن له الدور البديع "ياللي سامعني"
في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي".

لقد تميز كمال الطويل في اختياره لكلمات الأغاني التي صاغ
تلحينها وعلي رغم تعاونه مع كبار الشعراء فقد كان يشارك في
وضع فكرة الأغنية وأحيانا في كتابة المذهب ويعهد إلي الشاعر
الغنائي بتقديم تصوره نصا غنائيا قابلا للتلحين ومن هنا جاء
تعاونه مع أحمد شفيق كامل ومأمون الشناوي ومرسي جميل
عزيز ومحمد حلاوة وفتحي قورة وحسين السيد ومحمد علي
وعبد الرحمن الابنودي وعلي الباز ومجدي نجيب وعمر بطيشة
ومحمد حمزة ومصطفي الضمراني واسماعيل الجبروك إضاقة
إلي شاعره الغنائي المميز متعدد المواهب صلاح جاهين.

ومثلما كانت الكلمة هي البدء فقد كانت كذلك أيضا في عظم
ألحان كمال الطويل شديدة التوهج واللمعان.

كمال الطويل
مع حليم وبعض الموسيقيين على شاطيء ميامي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لقد كان كمال الطويل من أوائل الملحنين الذين عرفت أم كلثوم
قيمة اضافتهم اللحنية الجديدة ولذلك اختارته خلال سنوات
الكفاح والتصدي في حرب العدوان الثلاث علي مصر في 29
أكتوبر 1656ليضع لها لحن النشيد الذي وضع كلماته صلاح

جاهين " والله زمان يا سلاحي" وينجح اللحن ويردده الشارع
العربي من خلال قوة الجملة اللحنية وعمق تعبيرها وبساطة
نغمتها ويختار هذا اللحن سلاما وطنيا ونشيدا قوميا لمصر

وكأول لحن لمؤلف موسيقي عربي يصبح سلاما وطنيا لمصر
بعد سنوات الملكية التي استخدمت لحنا للموسيقار الايطالي
جوزيبي فردي ليكون سلاما وطنيا لمصر ما قبل
ثورة 23 يوليو 1952.

وإلي جانب لحن "والله زمان يا سلاحي "وضع الطويل لأم كلثوم
لحنا خاشعا رفيع المستوي في أوبريت "رابعة العدوية"الذي
شارك الطويل فيه كل من رياض السنباطي ومحمد الموجي
في وضع ألحان أغنياته التي كتبها طاهر أبو فاشا فكانت أغنية "

لغيرك ما مددت يدا" ثم كانت القصيد التي سجلت في سنوات
الخمسينات ولم يفرج عنها وتطرح في الأسواق إلا في السنوات
الأخيرة ألا وهي قصيدة "غريب علي باب الرجاء".

لم يلحن الطويل لأم كلثوم أغنيات عاطفية والسبب يعود إلي
شفافيته الشديدة و تصديقه لما يقال له وعدم تشككه في
حديث من يتصورهم من الاصدقاء وبفعل وشاية من منتج
فني نقل حديثا لم يرد علي لسان أم كلثوم إلي كمال الطويل
الذي صدقه بحكم تكوينه النفسي الطيب فآثر الابتعاد من
دون أن يواجه أم كلثوم ومن دون أن يتحقق من خلفيات
الوشاية حتى كشف الكاتب الكبير مصطفي أمين عن هذا
الامر في احد كتاباته عن الشخصيات التي عرفها !

تجاوزت ألحان الموسيقار كمال الطويل أكثر من ألفي عمل
تنوعت في القوالب والأشكال و أساليب التناول .

واختلفت من أغنيات عاطفية إلي أناشيد وطنية إلي صور غنائية
وأعمال موسيقية تصويرية لأهم المطربين والمطربات ـ من
أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية ونجاة وفايزة أحمد
ووردة الجزائرية ونجاح سلام وصباح ومحمد قنديل ومحمد
عبد المطلب ومحمد رشدي إلي جانب أغنياته السينمائية
الاستعراضية لسعاد حسني.

وفنان له مثل
هذا العطاء السخي على رغم توقفه عن التلحين في مرات
متقطعة رفضا منه للسائد من التعاملات او اهتماما منه بقيمة
الثقافة الموسيقية فقد آثر في سنوات الستينات وهو في قمة
شهرته ونجاح أعماله أن يلحتق بالمعهد القومي للموسيقي
العالمية "الكونسر فتوار" في قسم التأليف الموسيقي ليدرس
علي أيدي الخبراء والأساتذة الأجانب الذين تعاقد معهم المعهد
في تلك السنواتولقد زامله في هذا الاهتمام أيضا علمان من
أهم اعلام الموسيقي والغناء وهما الموسيقار محمود الشريف
والموسيقار بليغ حمدي.

ومن بين الأهم والأبرز
في التراث اللحني للموسيقار كمال الطويل وطنياته وأعماله
القومية التي تجعل منه فنان الطابع القومي المعاصر الذي
كرمته معظم أقطار وطنه العربي بداية من تكريم الزعيم
الراحل جمال عبد الناصر له ومنحه جائزة عيد العلم في عام
1965 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الاولي وحصوله

قبلها علي جائزة الدولة التشجيعية في الموسيقي ثم حصوله
أخيرا وقبل رحيله عن الحياة باسابيع قليلة علي جائزة الدولة
التقديرية في الفنون "الموسيقي" غير عشرات التكريمات التي
نالها من مهرجان الإسكندرية السينمائي والقاهرة السينمائي
ومهرجان أغنية البحر المتوسط بالإسكندرية ومهرجان الأغنية
بالقاهرة إضافة إلي تكريمات رفيعة المستوي في الكويت

والإمارات وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وسوريا
وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا وجائزة اللجنة القومية لتخليد
ذكري الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في بيروت في لبنان.

ووطنيات كمال الطويل بدأها منذ بداياته في التلحين والعمل
العام وكلها ناضجة ابتعدت عن ضجيج أغنيات المناسبات
واعمال مروجي الزفة والمبالغات الفجة .

كانت البداية مع عبد الحليم وكلمات صلاح جاهين وأغنية
"إحنا الشعب" التي لحنها من وحي تاثره بالجموع في
الشارع المصري وهو يختار جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية
في أول استفتاء شعبي بعد قيام الثورة وكان العمل الثاني في
قصيدة "إني ملكت في يدي زمامي" من شعر مأمون الشناوي

وغناء عبد الحليم حافظ أيضا ، وعندما وقعت مصر اتفاقية الجلاء
مع المحتل البريطاني في عام 1955 وبعدها كان نشيده الهارد
"والله زمان يا سلاحي" مع أم كلثوم وكلمات صلاح جاهين.

كمال الطويل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكان من المنتظر أن يشكل هذا العمل الرائع بداية خط تصاعدي
في التعاون مع أم كلثوم لولا هؤلاء الذين أفسدوا بهجة من
فرحوا بتعاون كوكب الشرق مع موسيقار الحب والثورة .

وتتوالي روائعه القومية وتتعدد أساليب التلحين وتظهر اتجاهاته
التجديدية التي نشعر بها في "حبيب الملايين" لعبد الحليم
حافظ أيضا من كلمات اسماعيل الحبروك وفي "حكاية شعب"
وهذا الحوار الغنائي المبتكر بين المغني والناس في الاغنية

التي اشتهرت بمطلعها "قلنا حنبي وداحنا بنينا السد العالي"
من كلمات أحمد شفيق كامل وتتدفق نجاحاته مع عبد الحليم
حافظ والمايسترو علي اسماعيل وتلك الغنائيات التي قدمت
على خشبة المسرح ما بين القاهرة والاسكندرية وعدد اخر
من العواصم العربية.

وضمت حبات هذا العقد الفريد من بين مكوناته أعمالا رائعة
لصلاح جاهين مثل " بالاحضان" و"صورة" و" المسئولية"
و "يا أهلا بالمعارك" و"ناصر يا حرية" ومن كلمات أحمد شفيق
"حكاية شعب" و"بركان الغضب" و"مطالب شعب" ، ومن
كلمات مرسي جميل عزيز "بلدي بلدي".

ثم تأتي سنوات حرب الاستنزاف والتحضير لمعارك رمضان
التي تحقق فيها النصر اكتوبر1973 ، ويجد الطويل الكلمة
التي يبحث عنها في اشعار عبد الرحمن الابنودي وأغنيات
"ابنك يقولك يا بطل" و "أحلف بسماها وبترابها"
و"لا يهمك يا ريس" وغيرها ومع عبور الهزيمة ينطلق لحن
الطويل وكلمات شفيق كامل وغناء عبد الحليم حافظ وأغنية
"خلي السلاح صاحي" ثم مع تحرير سيناء ينطلق صوت
العندليب في لحن كمال الطويل وكلمات عبد الرحمن
الابنودي وأغنية "صباح الخير يا سيناء".

في تلك الفترة كان الطويل إذا لم تسعفه كلمات الشعراء
ومؤلفي الأغاني بحث عنها في دواوين الشعر الفصحي
والعامية وعلى صفحات الصحف المجلات من ذلك ما فعله
وهو يضع لحن أغنية "دولا مين" التي قدمتها سعاد حسني
لأبطال حرب أكتوبر من كلمات أحمد فؤاد نجم وما قدمته

نجاة في أغنية "النهاردة كل شئ يا بلادي أصبح له معني"
التي عثر عليها الطويل في احدي المجلات فبحث عن مؤلفها
مجدي نجيب وجرب الاتفاق على تقديمها في الساعات الاولي
من ايام حرب اكتوبر 1973، وعلي الفهم نفسه أيضا كان تحمسه

لكلمات سيد حجاب وأغنية "الباقي هو الشعب" التي ادتها عفاف
راضي والمجموعة في تلك الايام أيضا وهي التي نجحت في غناء
وطنياته التي كتبها عبد الوهاب محمد "مصر هي أمي"
"حبك أصيل".

ومن يمعن في الاستماع لألحان كمال الطويل يلحظ الأناقة
البادية على ألحانه واهتمامه بيقظة الايقاع وخاصة تلك النغمات
القافزة ، والاهتمام بالتعبير وأيضا لمسة الاستيعاب الدرامي التي
تجعل من أعماله تعبيرا عن تشبيه الموسيقي بالأدب المنغم
فهناك السطور والمفردات وهناك أيضا البداية ونقطة
التنوير والنهاية.

وفي أكثر من رسالة أكاديمية كانت ألحان كمال الطويل محور
هذه الدراسات والابحاث الاكاديمية التي اجمعت علي صفة
المعاصرة في الحانه من خلال ما بشرته به نماذج من أهم
أعماله بظهور نمط جديد في الغناء ، هو تتويج لظهور الأغنية
العصرية وذلك قبل أن تحل موجات الاستسهال
والسخف الحالية !

وكمال الطويل نموذج لما يجب أن يكون عليه صاحب العطاء
الموهوب الذي يؤمن بدور علاقات التأثير والتأثر في حياته فقد
عرف عن الطويل تقديره وعرفانه للرواد واعترافه بتاثره بهم
وهو دليل على امتداد الاصالة في أعماله كما أنه بحكم ثقافته

واطلاعه على ثقافات وتجارب الاخرين ملم بموسيقي الغرب
والشرق ويستوعب افاق الموسيقي الغربية ويدرك جيدا
أساليبها وطرائقها وعلى الرغم من ذلك لم يتخل أبدا عن
مقومات أصالته العربية.

إن من يتمعن في الاستماع إلي ألحانه يدرك كما تشير دراسة
جامعية عن أسلوبه في التلحين تميزه بأسلوب نادر في
تحويلاته ومعالجاته المقامية إلي جانب تنوع الضروب والموازين

التي استخدامها في أعماله ونتج عنها هذا الثراء في الجمل
الموسيقية ووفرة اللوازم الموسيقية لإضافة إلي مطابقة
اللحن للحالة التعبيرية والتكوين النفسي للكلمات إلي حد
توظيف المفردات أيضا.

لقد تعددت أجاداته في طرائق التلحين والتنفيذ الموسيقي
ومن ذلك أيضا تفوقه في توظيف المجاميع الصوتية وحسن
أداء الفرق الموسيقية.

ومن يراجع ألحانه وخاصة أغنيات الخط القومي في تراثه
الغنائي يتأكد من وضوح هذا الدور في اعماله.

رحم الله كمال الطويل الذي عرفناه عن قرب إنسانا شهما
نصيرا للحق يؤازر من يعتقد أنه مظلوم لديه روح أبوة عالية
لا تنعكس فقط علي ولديه الاقتصادي خالد والفنان زياد ولكن
أيضا علي كل شباب الغناء والموسيقي يؤازرهم ويشجعهم
ويساندهم ويدفع بهم إلي الصفوف الاولي .

رحم الله كمال الطويل سياسيا وبرلمانيا يتعاطف مع البسطاء
ويستمد من صدقهم ومن حرارة اللقاء بهم صدقه الفني ونبل
مشاعره وترفعه في سلوكياته عن الصغائر.

رحم الله كمال الطويل فنانا مثقفا يؤمن بالعلم بدليل التحاقه
بالكونسرفتوار طالبا في قسم التأليف الموسيقي وهو علي
قمة هرم الشهرة في لك الوقت ولإيمانه بالعلم لم يسمح
لابنه الملحن الشاب زياد الطويل بدخول عالم الاحتراف علي
رغم ايمانه بموهبته إلا بعد أن أوفده في مهمة دراسية
للاستزادة من العلم الموسيقي في احدي أكاديميات
الغرب الأمريكي .

كمال الطويل في جملة أخيرة حالة من التوهج في عطاء
فنان عبقري أحب فنه وتبادل الصدق مع الناس أحب فنه
وتبادل الصدق مع الناس .

الموضوع الأصلى : كمال الطويل المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر