سنوات على رحيل الموسيقار كمال الطويل
محيط – دعاء حسن
الموسيقار كمال الطويل
تمر اليوم الذكري الخامسة على رحيل الموسيقار كمال الطويل الذي يعد من أبرز الملحنين في القرن العشرين، ورغم رحيله إلا أنه ترك كنزا من الألحان والموسيقي لا ينضب.
ويعد كمال الطويل ملحن من طراز فريد حيث استطاع أن يمزج في أعماله بين روح الموسيقى الكلاسيكية الغربية الفاخرة والموسيقى الغربية العصرية مع الاحتفاظ بالطابع الشرقى، فضلا عن تميزها بالبساطة والشعبية لذلك نستطيع أن نطلق عليه أحد أعلام الموسيقى العربية.
ظهرت بوادر موهبته الموسيقية خلال فترة دراسته بالمدرسة؛ فرشحه أستاذ الموسيقى لقيادة الفرقة خلال حفلة نهاية العام الدراسي، وعمل بعد تخرجه من مدرسة الفنون التطبيقية عام 1942 في وزارة الشئون الاجتماعية إلا أنه انضم إلى الصفوف الليلية في المعهد العالي للموسيقى العربية.
وفي تلك الفترة انتقل بين أكثر من وظيفة بينها ديوان الموظفين، ثم مفتشاً للهاتف وموظفاً بمراقبة الموسيقى والغناء في الإذاعة، وذلك قبل أن ينتقل إلى وزارة التعليم كمفتش للموسيقى، وفي عام 1965 تفرغ الطويل للتلحين.
تعرف الجمهور على كمال الطويل من خلال صوت عبد الحليم حافظ حيث قدم معه 56 أغنية ما بين العاطفية وشكلا معا ثنائيا فنياً قدما خلاله عدداً من أجمل الأغاني منها " فى يوم فى شهر فى سنة" ، "بتلوموني ليه"، "أسمر يا اسمراني"، "جبار"، "نعم يا حبيبي نعم"، "جواب"، "بلاش عتاب".
وفي فترة الستينيات استعان كمال الطويل بكل من صلاح جاهين وعبد الحليم وقدم عدداً من الأغاني الوطنية التي حققت نجاحا كبيرا ومازال الجمهور يرددها حتى الآن ومنها، و"الله زمان يا سلاحي" "حكاية شعب"، "صورة"، "يا أهلا بالمعارك".
وبالرغم من الأعمال المميزة التي قدمها في تلك الفترة إلا أنه فاجأ الجميع في اوائل السبعينيات بتقديم أغاني خفيفة وبسيطة قدمتها الفنانة سعاد حسني وحققت نجاحا لم يقل عن نجاحاته السابقة، منها "يا واد يا تقيل"، " بمبي"، و"الدنيا ربيع".
وبعد انتصارات أكتوبر في 73 عاد لتقديم الأغاني الوطنية من خلال أغنيتين "خللى السلاح صاحى"، و"صباح الخير يا سينا" اللتان قدمهما عبد الحليم أيضا.
ولم يقتصر تعاون كمال الطويل على العندليب فقط بل تعاون مع مجموعة من كبار المطربين والمطربات تأتي في مقدمتهم أم
كلثوم وقدم له أغنية "لغيرك ما مددت يدا" عام 1955،
وقدم لـ شادية "قل ادعو الله" و"عجباني واحشته" و"رحلة العمر" وللمطربة وردة "بكرة يا حبيبي"، و"اصلك تتحب"، ولحن لنجاة العديد من الأغنيات منها "استناني"، و"عيش معايا"، و"باين عليه حبه"، و"طول عمري"، ولمحمد رشدي "يا قمر اسكندراني"، و"بين شطين وميه" لمحمد قنديل، و"إلهي" لفايدة كامل.
وقام بتلحين أغنية "علي صوتك بالغنا" التي غناها محمد منير وكتب كلماتها عبد الرحمن الابنوي، كما قام الطويل بتقديم الموسيقي التصويرية لعدد من الأفلام منها فيلم "عودة الابن الضال" ليوسف شاهين، وشفيقة ومتولي" للمخرج علي بدرخان، و "كوكب الشرق" للمخرج محمد فاضل ، و"المصير" ليوسف شاهين، وأخيرا "العاصفة" لخالد يوسف.
تجدر الإشارة إلي أن كمال الطويل حصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الجمهورية للآداب والفنون من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، وجائزة الموسيقى التصويرية عن الفيلم التسجيلي "مشوار نجيب محفوظ"، وجائزة عن موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي"، كما تلقي جائزة الدولة التقديرية قبل وفاته بأيام حيث توفى فى 9 يوليو 2003 بعد رحلة حافلة دامت 81 عاما.