في كل دول العالم تكون المناصب الدولية التي يتبوأها أي شخص في أي مجال خصوصاً المجال الرياضي سبباً في كسب الاحترام وتكوين علاقات وصداقات تشكّل كسباً للدولة التي ينتمي إليها هذا أو ذاك ممَن ينتمون إلى الدولة المعنية، أقول، إن ذلك ينطبق على كل أو جُلّ دول العالم إلا الكويت، فالحالة فيها معكوسة تماماً، فالمناصب لاتأتي لنا إلا بالعداءات والاحراجات والشتائم، والسبب أن الأشخاص الذين يتبوأون المناصب لا يعملون وفقاً لمصلحة الكويت بل وفقاً للأهواء الشخصية والمصالح الخاصة، وآخر ما يفكرون فيه هو الكويت ومصالحها وسمعتها، ولعل قضية ترشيح ممثل آسيا لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي خير شاهد على ما أقول، فالشيخ أحمد الفهد الأحمد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اللجنة الانتقالية لإدراة شؤون كرة القدم مصرٌّ على أن يكون عنصر «تأزيم» في أي منصب يتولاه حتى لو كان مؤقتا، لكن هذه المرة صدَّر الأزمة خارجياً، فالشيخ أحمد يتعمّد أن يمد فترة عمل اللجنة حتى آخر يوم حُدِّد في قرار التكليف، لا لأنه يريد العمل على تهيئة أجواء مناسبة لمنتخبنا الوطني أو تطوير واستقرار الاتحاد الكويتي لكرة القدم «فالكلام مأخوذ خيره»، بل لأن انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي ستكون في مايو المقبل، وبالتالي إذا تم تحديد موعد للجمعية العمومية قبل ذلك التاريخ وأقرّت التعديلات المطلوبة وانتُخب مجلس إدارة جديد للاتحاد فسيفقد الفرصة في استكمال خطة إبعاد محمد بن همام عن منصبه التي تبدو أنها تُحاك بشكل مدروس بينه وبين الاتحاد السعودي وآخرين، ولأنني أعلم علم اليقين أن هناك مَنْ لا يعجبه هذا الكلام و«سيهوج ويموج» دفاعاً عن «المعازيب» فأقول أين مصلحة الرياضة الكويتية في إبعاد محمد بن همام؟ وما الأسباب التي تدعونا في الكويت إلى الوقوف مع السعودية ضده والبحث عن بديل له؟، فالرجل حاول أن يكون عوناً وسنداً للكويت في استعادة نشاطها الدولي ورفع الإيقاف ولولا تحركاته إلى جانب رسالة صاحب السمو الأمير لما عادت الكويت إلى حظيرة كرة القدم الدولية عكس الآخرين الذين لم نسمع منهم حتى كلاماً، بل إن أنديتنا استُبعِدت من مسابقات الاتحاد العربي لكرة القدم تحت أنظارهم من دون أن يحركوا ساكناً للمساعدة أو التخفيف عنا، كما هي الحال في مسابقة أندية مجلس التعاون التي تم استبعاد القادسية والسالمية منها وتأهل الأندية السعودية للنهائي «وعليكم الحساب».

لذلك السؤال المهم هو لو أن محمد بن همام أو غيره كان هو مَن قرر دعم مرشح أو الترشح في منصب دولي يتولاه أحمد الفهد فماذا سيكون موقف أحمد الفهد والكويتيين منه؟ وما موقف الاقلام والأشخاص الذين لا يجيدون سوى فن «التطبيل» من ذلك؟ المؤكد أن الجواب سيكون أنها مؤامرة... «عيل شتسمون اللي قاعد يسويه بوفهد» أرجو ألا يكون الجواب إنها «غشمرة أو الكاميرا الخفية».

نقلا عن جريدة الجريدة الكويتية

الموضوع الأصلى : إقصاء بن همام لماذا؟ ولمصلحة مَن؟  المصدر : قيثارة الغناء العربى