الأخطاء الإدارية



الإعتراف بالخطأ فضيلة




مقدمة

تعدد الأخطاء

تعددتِ الأخطاءُ الَّتِي تواجهنَا وتباينتْ حَتَّى ظنّنَا أنّنَا نسيرُ نحوَ الهاويةِ، وَهناكَ سيلٌ لاَ ينتهِي منْ هَذِهِ الأخطاءِ، أخطاء داخلَ نفوسِنَا تحولتْ إلَى ضغوطٍ تكادُ تنفجرُ منْ فرطِ مَا نشعر بِهِ.
أخطاءٌ فِي قدراتِنَا ومهاراتِنَا وكفاءاتِنَا تجعلنَا نرغبُ فِي الرحيلِ منْ كلِّ عملٍ نلتحقُ بِهِ أوْ نملُّ العملَ فِيهِ.
أخطاءٌ فِي تعاملِنَا مَعَ المحيطينَ بِنَا سواء أكانُوا أحد مساعدينَا فِي العملِ، أوْ أحد زملائِنَا، أوْ حَتَّى مديرنَا فِي العملِ، وَأخيرًا مَعَ زوجاتِنَا وَأطفالِنَا نتيجة العمل والتأخر فِيهِ.

الأخطاء تلاحقنا

الأخطاءُ تلاحقنَا فِي كلِّ مكانٍ أينمَا ذهبنَا، وبالطبعِ نجدُ أنفسنَا نتيجةً لِهذه الأخطاءِ وضغوطِهَا نتخذُ تصرفاتٍ قدْ تبدُو من وجهةِ نظرِنَا حينهَا أنّهَا صحيحة ومناسبة لعلاجِ هذه الأخطاءِ، ولكن تزداد الأمورُ سوءاً ونجدُ أنفسَنَا وقد تكالبتْ علينَا الأخطاءُ أكثر من ذِي قبل، فكانَ هَذَا الحديث الَّذِي يوضحُ لنَا كيفيةَ التصرفِ عندَمَا نواجهُ مشكلةً مَا أو عندَمَا نخطئُ فِي تصرفٍ مَا.

مائة خطأ

هذا الدليلُ بِهِ مائة تصرف خاطئ نقومُ بِهِ عندَ تعاملِنَا مَعَ الذاتِ والآخرِينَ منْ حولِنَا، وَبِهِ الحلول المناسبة لإصلاحِ أخطائِنَا إذَا مَا أسرعنَا وقمنَا بِهَا.
الحياةُ مليئة بالمشكلاتِ ولكنَّهَا نادرًا ما تعطِي لنا الحلول المناسبة، وَهَذَا ليسَ خطأً فيهَا وإنما فينَا نحنُ، فنحنُ الذينَ نخطئُ ثم نركنُ إلَى الخطأِ ونلومُ الدنيَا وَمَا فيهَا.
إنَّها دعوةٌ إلَى أنْ نصلحَ حياتنَا العملية لنحيَا بِلاَ أخطاءٍ إداريةٍ.

عدم تحمل الرأي الأخر

أنتَ:

لاَ أرضَى برأيٍ يخالفُ رأيي، فرأيي دائمًا صوابٌ فَهَذَا تخصصِي وأنَا أدرِي النّاسِ بِهِ، أشعرُ بغضبٍ وضيقٍ عندَمَا أسمعُ رأيًا مخالفًا لِي خاصةً إِذَا كانَ الرأي خطأً وغبيًّا؛ وَلِذَا أبدأُ بمقاطعةِ المخالفِ لِي أثناءَ الحديثِ وأنفعلُ عليهِ وأعارضهُ عَلَى طولِ الخطِّ، كَمَا أنني لاَ أعدمُ الوسيلة فِي الجدالِ وَالنّظرِ إلَى سلبياتِ الموضوعِ دونَ إيجابياتٍ ولاَ أعترفُ بخطئِي أبدًا.

لماذا لا تفعل ذلك؟

أنتَ معجبٌ برأيكَ ولم تتعودْ عَلَى سماعِ رأي يخالفُكَ، وَدائمًا تظنُّ ظنًّا سيئًا بصاحبِ الرأي المخالفِ وتخافُ عَلَى المؤسسةِ منْ هَذَا الرأي بدافعِ حبّكَ لَهَا، ولكنَّكَ تجهلُ آدابَ الخلافِ وتحبُّ الجدلَ وتطرحُ رأيكَ بأسلوبٍ خاطئٍ ولديكَ اعتقاد جازم بأنهُ مَا لديكَ هو الصوابُ - وَذَلِكَ نابعٌ بالطبعِ منْ دراساتٍ وَإحصائياتٍ وخبراتٍ متراكمةٍ ولكن مطلوب منكَ:
- التعودُ عَلَى الحلمِ والرفقِ فِي الأمورِ.
- العرضُ الجيدُ والواضحُ لرأيكَ.

أدب الخلاف

أدّبْ نفسَكَ عَلَى أدبِ الخلافِ وتأصيلِهِ داخلكَ، فليسَ كلُّ خلافٍ مذمومًا، فَمَا كانَ بقصدِ الارتقاءِ بالعملِ وَالمؤسسةِ محمودٌ، وَمَا قُصدَ منْهُ الانتقام الشخصِي والخلاف من أجلِ الخلافِ والجدالِ فهو مذمومٌ، وضاربك وبالمؤسسةِ الَّتِي تحبّهَا وتتفانَى فِي أداءِ العملِ بِهَا.
- التعويدُ عَلَى إفساحِ المجالِ للنقاشِ، والاستماعُ الجيدُ لجميعِ وجهاتِ النّظرِ.
- تأكّدْ منْ أنَّ الرأيَ الآخرَ لنْ ينقصَ من قدرِكَ وقميتِكَ.
- التأكدُ منْ أنَّ هناكَ احتمالاتٍ عديدةً لتعددِ الصوابِ.

الشعور بالذنب

قبول أمر يجب رفضه

غالبًا مَا يقبلُ الفردُ أعمالاً وأشياءَ يقومُ بِهَا كانَ منَ المفروضِ أنْ يقولَ لمنْ يقدّمهَا لَهُ: «لا» لنْ أنفذهَا مَا دامَ لديه الأسباب، وبعدَ أنْ يقبلهَا يشعرُ بالذنبِ والغضبِ والإحباطِ وقلةِ الحيلةِ، فلماذَا إذنْ قبلت الأمرَ؟ لأنّكَ ببساطةٍ:
- تخشَى أنْ يفهمَ الآخرُونَ أنّكَ ترفضُ مساعدتهمْ.
- تحبّ دائمًا أنْ تكونَ محبوبًا من الناسِ، وتخشَى أنْ يكرهُوكَ إنْ رفضت مَا يطلبُونَ.
- لاَ تستطيعُ مقاومة طَلب شخْص يقولُ لكَ: أنتَ الوحيد القادر عَلَى أداءِ هَذَا الأمرِ.
- النّاسُ يستطيعونَ استغلالكَ؛ فأنتَ صيدٌ ثمينٌ لأيِّ شخصٍ.

راجع أولوياتك

مَا الَّذِي يجبُ فِي هَذِهِ الحالاتِ ولذَا لاَ بُدَّ منْ:
- انظرْ أولاً إلى المقدّمِ لكَ، وراجعْ أولوياتكَ.
- حدّدْ هلْ أنتَ أفضل شخصٍ لأداءِ هذِهِ المهمةِ أمْ شخصٍ آخرَ.
- ردّ عَلَى الطالبِ برفضٍ قاطعٍ وجادٍّ دونمَا اهتزازٍ، ولاَ تنس أن تشكرَهُ عَلَى ثقتِهِ فيكَ بأنْ لجأَ إِلَيْكَ.
- اقترحْ بدائلَ أخرَى لإنهاءِ المهمّةِ عنْ غيرِ طريقِكَ أنتَ، فالطالبُ لَهَا يهتمُّ بِهَا أكثر منْ مؤدّهَا.
- رفضُكَ لاَ بدَّ ألاَّ يحرج الطرفَ الآخر، وحافظْ دائمًا عَلَى علاقاتٍ متوازنةٍ مَعَ الجميعِ.

كن أنت قاضي نفسك

- كنْ أنتَ قاضِي نفسكَ فلاَ تتقيد بآراءِ النّاسِ، واتخذْ قرارَكَ بنفسِكَ وهيئْ نفسَكَ علَى الاقتناعِ بِهِ.
- لا تشغلْ نفسَكَ كثيرًا بمراعاةِ شعورِ وإحساسِ آخرِينَ لا إحساس لهمّ ولا تندمْ فلن يؤذيهمْ أنْ ترفضَ مَا طلبوه منْكَ، فببساطةٍ سيذهبُونَ إلَى شخصٍ آخرَ يرتكنُونَ إليهِ للقيامِ لَهُمْ بهذِهِ المهمّةِ.
- لا تحرجِ المشاعرَ، كنْ دبلوماسيًّا سفيرًا حتَّى عندَ رفضِكَ للأمرِ.
- تعوّدْ عَلَى أنْ تقولَ «لاَ» لمنْ يضيع وقتكَ ولا يراعِي أولوياتكَ.

قبول أخطاء من شخص تحبه

تقببل الأخطاء

إنَّهُ شخصٌ ممتازٌ فِي عملِهِ، طوال فترة خدمته مَعَي لم يقدّمْ إلاَّ القليل جدًّا والنادر منَ الأخطاءِ، ولكن الآنَ تغيرَ طبعُهُ وتبدّلَ، أصبحَ يخطئُ أخطاءً جسيمةً ولولا أنّي خلفهُ أتابعهُ فِي عملِهِ لكنّا خسرنَا الكثير، المشكلةُ أنَّهُ حساسٌ للغايةِ، فإنْ وجهتْ لَهُ ملاحظةٌ عنْ سوءِ عملِهِ قدْ تخسر كلّ جهودِهِ، وقد يصابُ بحالةِ إحباطٍ وربّما تصل إلَى اكتئابٍ.
الأمرُ أكثر خطورةً منْ هَذَا الشخصِ فَمَكْمَنُ الخطورة يكمنُ فِي باقِي الأشخاصِ، فسوفَ ينظرُونَ لَكَ عَلَى أنّكَ:
- تغطّي عَلَى فشلِ أحدِ رجالِكَ حَتَّى ولو كانَ زميلاً لَهُمْ.
- غير أمينٍ فِي التّعاملِ مَعَ الرجالِ عَلَى قدمِ المساواةِ، وغير عادلٍ.

الصعوبات

وأنتَ هُنَا سوفَ تجدُ نفسَكَ تواجه
- صعوبةً فِي الاستغناءِ عنْ خدماتِ أيِّ شخصٍ تراهُ غير صالحٍ للوظيفةِ بعدَ ذَلِكَ.
- فقدانَ احترامِ رجالكَ.
- تساهلَ إهمالَ باقِي الرجالِ.

المواجهه

ولذَا لاَ بُدَّ منْ:
- مواجهةِ المخطئِ بإهمالِهِ.
- عندَ المواجهةِ استندْ إلَى الأدلةِ والمستنداتِ: أخطأت فِي كَذَا يوم كَذَا والدليل....
- حاولْ أنْ تكونَ توجيهاتُكَ بناءةً، ركّزْ عَلَى الخطأِ، وليسَ عَلَى طبيعةِ الشّخصِ.
- استمعْ للمخطئِ واصبرْ عَلَيْهِ وتفهّمْ وجهةَ نظره، ولكن مصلحة العمل ذات أولويةٍ.

ضع برنامج عمل للمخطئ

- ضعْ برنامجَ عملٍ جديدًا لَهُ، يبدأُ منْ خلالِهِ فِي استعادةِ مستواهُ مرةً أخرَى مثل برنامج اللياقةِ البدنيةِ للاعبينَ المصابينَ، وستجدُ أنَّهُ يخشَى أن يبدأَ فِي الرجوعِ لمستواهُ القديم؛ لأنَّهُ يخشَى الالتحام وفاقد الثقة بنفسِهِ، اصبرْ عَلَيْهِ.
- لا تلجأْ للتهديدِ وَالوعيدِ.
- استعنْ بنماذج مشابهةٍ لحالتِهِ استطاعتِ النجاحَ والعبورَ منْ أزمتِهَا.
- إنْ أدركتَ فشلكَ استغن عن هَذَا الشخصِ فِي عملِهِ مَعَكَ ولا تندمْ أو تُبدي أسفًا أو تجلد نفسكَ لأنَّكَ رفضتهُ.
- لا تخسرهُ حتَّى بعدَ أن تستغنَى عنْهُ فقطْ وجّههُ نحوَ وجهةٍ وشركةٍ أخرَى واطمئنْ عَلَيْهِ