في ذكرى النكبة ذكريات وحكايات ...
أغلبنا لم يرها ولم يعشها....
ولكنها تبقى محفورة في وجداننا إلى الأبد...
في ذكرى النكبة ذكريات وحكايات...
ليست ككل الذكريات...
ليست ككل الحكايات...
إنها حكاية أرض...
حكاية أمة...
حكاية أمل...
إنها ذكرى النكبة..
كلمات للوطن -توفيق زياد
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى
وعطر الياسمين
حاضراً في التين، والزيت
في طور سنين
حاضراً في البرق، والرعد
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ .. وابتهالات ضحيّة
في دمى الأطفال، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر
والأضلع
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى يا وطن
حاضراً .. كلّ زمانٍ .. كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح نحن أصحابك فابشر يا وطن
نحن عشاقك فابشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ، يا وطن .. !
كلمات عن العدوان - توفيق زياد
من هنا مروا إلى الشرق غماما
أسودا يقتلون الزهر والأطفال والقمح وحبات الندى
ويبيضون عداوات وحقدا وقبورا ومدى
من هنا سوف يعودون ...و إن طال المدى
ما الذي خبأتموه لغد
أنتم يا من سفكتم لي دمي
وأخذتم ضوء عيني وصلبتم قلمي
واغتصبتم حق شعب آمن لم يجرم
أي أم أورثتكم يا ترى
نصف القنال؟!
أي أم أورثتكم ضفة الأردن
سيناء وهاتيك الجبال؟
إن من يسلب حقا بالقتال
كيف يحمي حقه يوما إذا الميزان مال؟!
ثم ماذا بعد ؟لا أدري ولكن
كل ما أدريه أن الحق لا يفنى
ولا يقوى عليه غاصبون
وعلى أرضي هذي لم يعمر فاتحون
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين
ملؤوا آذانهم قطنا وتين
إننا للمرة الألف نقول:
نحن لا نأكل لحم الآخرين
نحن لا نذبح أطفالا ولا نصرع ناسا آمنين
نحن لا ننهب بيتا أو جنى حقل
ولا نطفي عيون
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين ملؤوا آذانهم قطنا وتين
نحن لا نسرق آثارا قديمة
نحن لا نعرف ما طعم الجريمة
نحن لا نحرق أشعارا ولا نكسر أقلاما
ولا نبتز ضعف الآخرين
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين
ملؤوا آذانهم قطنا و تين
ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟ - فاروق جويدة
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء..
لا شيء غير النجمة السوداء
ترتع في السماء..
لا شيء غير مواكب القتلى
وأنات النساء
لا شيء غير سيوف داحس التي
غرست سهام الموت في الغبراء
لا شيء غير دماء آل البيت
مازالت تحاصر كربلاء
فالكون تابوت..
وعين الشمس مشنقةُ
وتاريخ العروبة
سيف بطش أو دماء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء
(ستون) عاماً
والحناجر تملأ الدنيا ضجيجا
ًثم تبتلع الهواء..
(ستون) عاما
ًوالفوارس تحت أقدام الخيول
تئن في كمد..
وتصرخ في استياء
(ستون) عاماً في المزاد
وكل جلاد يحدق في الغنيمة
ثم ينهب ما يشاء
(ستون) عاما
والزمان يدور في سأم بنا
فإذا تعثرت الخطى
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء..
(ستون) عاما
نشرب الأنخاب من زمن الهزائم
نغرق الدنيا دموعاً
بالتعازي والرثاء
حتى السماء الآن تغلق بابها
سئمت دعاء العاجزين
وهل تُرى
يجدي مع السفه الدعاء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
أترى رأيتم كيف بدلت الخيول صهيلها
في مهرجان العجز…
واختنقت بنوبات البكاء..
أترى رأيتم
كيف تحترف الشعوب الموت
كيف تذوب عشقاً في الفناء
أطفالنا في كل صبح
يرسمون على جدار العمرخيلاً لا تجيء..
وطيف قنديل تناثر في الفضاء..
والنجمة السوداء
تغوص في دم المآذن
تسرق الضحكات من عين الصغارالأبرياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ما بين أوسلو
والولائم..
والموائد والتهاني.. والغناء
ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثياب القدس
ألقوا سرها المكنون في قلب العراء
قاموا عليها كالقطيع..
ترنح الجسد الهزيل
تلوثت بالدم أرض الجنة العذراء..
كانت تحدق في الموائد والسكارى حولها
يتمايلون بنشوة
ويقبلون النجمة السوداء
نشروا على الشاشات نعياً داميا
وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلوا فيها العزاء..
وأمامها اختلطت وجوه النساء
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في حانة التطبيع
يسكر ألف دجال وبين كؤوسهم
تنهار أوطان..
ويسقط كبرياء
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين الناس
في البارات..
في الطرقات..
في الشاشات
في الأوكار..
في دور العبادة
في قبور الأولياء
يتسللون على دروب العار
ينكفئون في صخب المزاد
ويرفعون الراية البيضاء..
ماذا سيبقى من سيوف القهر
والزمن المدنس بالخطايا
غير ألوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوب
لم تعد أبداً تفرق
بين بيت الصلاة..
وبين وكر للبغاء
النجمة السوداء
ألقت نارها فوق النخيل
فغاب ضوء الشمس..
جف العشب
واختفت عيون الماء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء
وعلى بقايا مجدها المصلوب ترتع نجمة سوداء
فالعجز يحصد بالردى أشجارنا الخضراء
لا شيء يبدو الآن بين ربوعناغير الشتات..
وفرقة الأبناء
والدهر يرسم صورة العجز المهين لأمة
خرجت من التاريخ
واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء..
في عينها اختلطت
دماء الناس والأيام والأشياء
سكنت كهوف الضعف
واسترخت على الأوهام
ما عادت ترى الموتى من الأحياء
كُهّانها يترنحون على دروب العجز
ينتفضون بين اليأس والإعياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
من أي تاريخ سنبدأ
بعد أن ضاقت بنا الأيام
وانطفأ الرجاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
يتسلل الضوء العنيد من البقيع
إلى روابي القدس
تنطلق المآذن بالنداء
ويطل وجه محمد
يسري به الرحمن نوراً في السماء..
الله أكبر من زمان العجز..
من وهن القلوب..
وسكرة الضعفاء
الله أكبر من سيوف خانها
غدر الرفاق..
وخِسة الأبناء
جلباب مريم
لم يزل فوق الخليل يضيء في الظلماء
في المهد يسري صوت عيسى
في ربوع القدس نهراً من نقاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
يتساقط الأمل الوليد
على ربوع القدس
تنتفض المآذن
تتدفق الأنهار..
تشتعل الحرائق
تستغيث الأرض
تهدر ثورة الشرفاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
رغم اختناق الضوء في عيني
ورغم الموت.. والأشلاء
مازلت أحلم أن أرى قبل الرحيل
رماد طاغية تناثر في الفضاء
مازلت أحلم أن أرى فوق المشانق
وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء
مازلت أحلم أن أرى الأطفال
يقتسمون قرص الشمس
يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء
مازلت أحلم… أن أرى وطناً يعانق صرختي
ويثور في شمم.. ويرفض في إباء
مازلت أحلمأن أرى في القدس يوماً
صوت قداس يعانق ليلة الإسراء..
ويطل وجه الله بين ربوعنا
وتعود..
أرض الأنبياء
سنرجع يوما – هارون هاشم رشيد
سنرجع يوماً إلى حينـا
ونغرق في دافئات المنـى
سنرجع مهما يمر الزمـان
وتنأى المسافات ما بيننـا
فيا قلب مهلآ ولا ترتمـي
على درب عودتنا موهنـا
يعز علينا غـداً أن تعـود
رفوف الطيور ونحن هنا
هنـاك عنـد التـلال تلال
تنام و تصحو على عهدنـا
وناس هم الحـب أيامهـم
هدوء انتظار شجي الغنـا
ربوع مدى العين صفصافها
على كل ماء وهي فانحنى
تعب الظهيرات في ظلها
عبير الهدوء و صفو الهنـا
سنرجع خبرني العندليـب
غداة التقينا على منحنى
بـأن البلابـل لمـا تـزل
هنـاك تعيـش بأشعارنـا
وما زال بين تـلال الحنين
وناس الحنيـن مكـان لنا
فيا قلب كم شردتنا ريـاح
تعال سنرجـع هيـا بنـا