عاش العرب .. ماتت الكرة العربية

أكدت الأيام بأن "الفيفا" كانت على صواب عندما رفضت الاعتراف بدوري أبطال العرب ورفضت إدراج مواعيده ضمن "الأجندة" الرسمية السنوية للإتحاد الدولي بعدما أقام المشرفون على الإتحاد العربي الدنيا ولم يقعدوها عندما أصرت هيئة "بلاتير" على موقفها ولم تغرها ملايين الدولارات التي قد تدخل خزينتها بمجرد الاعتراف بهذه المنافسة. إذ بعد إلغاء منافسة دوري أبطال العرب للموسم القادم تأكد للجميع أن تعنت "الفيفا" ليس من فراغ أو بسبب كرهم للعرب مثلما يدعي أهل الحل والربط في هيئة الإتحاد العربي بل لأن حنكة "بلاتير" وحاشيته الكبيرة في التسيير جعلتهم يتوقعون مسبقا بأن هذه المسابقة مآلها الزوال عاجلا أم آجلا لأنها ببساطة منطوية تحت لواء قناة تلفزيونية "راديو تلفزيون العرب" التي تنعم بخيرات هذه المسابقة وتذبل بمجرد سحب الدلو الذي يدر عليها بالأموال ويحدد شروط وقوانين ومواعيد المسابقة رغم أن هذه التفاصيل التنظيمية كان يجب أن تبقى لأهل الاختصاص فقط ويحددها المشرفون على الإتحاد العربي وليس القائمون على تسيير شؤون "آرتي". حيث لم تكلف هذه الهيئة العربية نفسها عناء البحث عن ممول آخر أو السعي قدما للحفاظ على هذه المنافسة وجعلها تقليدا عربيا راسخا يكون له مغزى معنوي وتضامني أكثر منه مادي، فقد أعلنت ببساطة وبدون سابق إنذار عن إلغاء النسخة القادمة من دوري أبطال العرب التي أنفقت عليها الكثير من الفرق أموالا باهضة من أجل ضمان المشاركة فيها. لقد فشل الإتحاد العربي في مواجهة أول مشكل ولا شك أن هذا سيفقده شرعية ومصداقية "الفيفا" أكثر من أي وقت مضى، في وقت كان يفترض أن يشمر المسؤولون على سواعدهم لكسب هذا الرهان الذي كان يمكن أن يشفع لهم عند "بلاتير" ويجعلهم يكتسبون مودته على الأقل. وبالتالي يمكن القول أن "الفيفا" نجحت بعدم المخاطرة في تبني هذه المنافسة ولم تشأ أن تربطها بمواعيدها التي ترسمها على ثلاثة أو أربعة سنوات مسبقا لأنها كانت على يقين بأن العرب ليسوا ملتزمين وغير منضبطين وحالهم كحال الأمة العربية. إن كل المنافسات التي تشرف عليها "الفيفا" لم يسبق وأن عرفت الإلغاء أو التأجيل باستثناء توقيفها الاضطراري لكل المنافسات الكروية أيام الحرب الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحتى كأس "سيكافا" للأمم (إن سمعتم بها) التي تجمع سنويا منتخبات الجنوب الشمالي لإفريقيا لم تتوقف منذ بدايتها سنة 1973 رغم قلة الإمكانات وانعدام الموارد المالية في إفريقيا، لأن أكثر ما كان يهم هذه المنتخبات المتواضعة هو لم شمل أهل المنطقة وضمان أحسن تحضير ممكن لتصفيات كأس العالم وإفريقيا دون البحث عن الجوائز المالية لهذه المسابقة. وهو ما يجعلنا نصل إلى أن الإتحاد العربي لم ينجح بكرة القدم ولم يحقق ما عجزت عنه السياسة العربية، لتبقى الذهنيات البالية التي تسيرها المصالح المادية هي سيدة الموقف بالنسبة للعرب في شتى المجالات، بدليل أن الفرق العربية تلعب بحرارة زائدة عندما يتعلق الأمر بمواجهات فيما بينها بينما تختفي هذه الحرارة في المواجهات الاخرى. عاش العرب.. ماتت الكرة العربية.

" نقلا عن صحيفة الهدّاف الدولي الجزائرية "

الموضوع الأصلى : عاش العرب .. ماتت الكرة العربية المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

Rafat

مع الأسف التنافس الشديد بين الدول العربية هو ما أوصل كرتهم لهذه الحال .... فالعرب لا يفكرون كأمة واحدة ولا يتضامنون ضد الغرب بل ضد بعضهم .... ربنا يعيننا فالتدخلات السياسية تدخل شتى المجالات وخاصة الكرة

وحشتنا أخبارك الرياضية يا رأفت ، تسلم إيدك

الموضوع الأصلى : عاش العرب .. ماتت الكرة العربية المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ghada