رب ضارة نافعة

نتعرض إلى مواقف عديدة في حياتنا منها السار ومنها الضار ونتفاعل معها كما لو كانت أمور حتمية والبعض منا ينغلق
ويتقوقع على نفسه عندما يصطدم بمواقف سلبية أو شائكة قد تعكر صفوه وتغير مجرى أموره بمختلف الأصعدة الحياتية ويختار النظر نحو نصف الكأس الفارغ دون المحاولة حتى بالنظر إلى الجوانب الايجابية للموضوع.

فالتجارب الحياتية كأمواج البحر قد تفاجئنا بما هو غير متوقع ومع ذلك بإمكاننا النظر إليها كتجارب تعليمية تصب في رصيدنا الشخصي والنفسي , وبان ننظر إلى الرسالة الكامنة بين طيات التجارب التي تضيف الكثير إلى مكامن قوتنا .

فمن التجارب نتعلم ونستفيد ونزداد قوة وصمود رغم الصفعات التي نتلقاها ممن نظنهم مقربين ولكن المواقف وان كانت مفتعلة تزيل الأقنعة وتكشف الخبايا والنوايا لتسلط الأضواء على الوجه الحقيقي للأمور , وقد تلم بنا مواقف تؤلم ولكننا أو البعض منا يدرك بعد حين أن ما من شيء صدفة "فرب ضارة نافعة" .

وهذا المثل يلخص كل الكلام الذي قيل والذي لم يقال في هذا المضمار , فلنمهل أنفسنا الفرصة لنقيّم الأمور بشكل مغاير بدلا من الانكباب على هوامش المعتركات الحياتية التي لا تجدي ولا تثمر بل تزيد الأمور تعقيدا وتضر بالنواحي الايجابية مولدة المشاعر السلبية التي تضعف من إرادتنا وتلتهم ايجابيتنا ليغدو الاستسلام سيد الموقف

فالحياة مليئة بالمحطات والمواقف المختلفة فلنعطي أنفسنا الفرصة للنظر الى ما بعد حدود التجارب , ولنتذكر بان التاريخ قد فاجأنا واثبت لنا أن ثمة أمورا عظيمة وجدت طريقها من بين الحطام , فالمطلوب التريث , التفهم , الصبر والتقييم العادل والمنصف للأمور , وبان لا ننسى بان بيتهوفن الذي فقد سمعه في الثلاثينيات من عمره لحن أروع السيمفونيات وقد نجد أمثلة عديدة بمختلف الحضارات والديانات تشير إلى المثل القائل رب ضارة نافعة .

الموضوع الأصلى : رب ضارة نافعة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine