منتدى شادية دلوعة الشاشة العربية
عزيزي الزائر أنت غير مسجل ويسعدنا انضمامك الى أسرتنا الجميلة المتحابة


والمترابطة وإذا رغبت فأهلاّ وسهلاّ بك ، قم بالتسجيل لنتشرف بوجودك معنا
[/center]
منتدى شادية دلوعة الشاشة العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
سيد حجاب 70094110
المواضيع الأخيرة
» البقاء لله انطوانيت توفاها الله
سيد حجاب 71831510السبت 13 يناير 2024 - 6:30 من طرف أرض الجنتين

» والله زمان يا احلي منتدي
سيد حجاب 71831510الخميس 17 أغسطس 2023 - 23:14 من طرف هدى

» قصة فيلم العقل في اجازة
سيد حجاب 71831510الخميس 17 أغسطس 2023 - 23:11 من طرف هدى

» تلوين نور الحياة لصور شادية
سيد حجاب 71831510الخميس 17 أغسطس 2023 - 23:07 من طرف هدى

» سجل حضورك بالصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم
سيد حجاب 71831510الأربعاء 12 يوليو 2023 - 13:07 من طرف نور الحياة شاكر

» الذكرى الخامسة لوفاة الراحلة شادية
سيد حجاب 71831510الأحد 16 أبريل 2023 - 20:01 من طرف هدى

» غياااب بس ولكن حاظرين في القلووب
سيد حجاب 71831510الأحد 16 أبريل 2023 - 19:56 من طرف هدى

» صباح و مساء مليء بالمشاعر الجميلة‏
سيد حجاب 71831510الأربعاء 16 نوفمبر 2022 - 5:43 من طرف أرض الجنتين

» سجل حالتك النفسية كل يوم
سيد حجاب 71831510الثلاثاء 15 نوفمبر 2022 - 6:26 من طرف أرض الجنتين

»  ريا وسكينة جزء نادر جدا من مسرحية ريا وسكينة يعرض لاول مرة
سيد حجاب 71831510الثلاثاء 12 أبريل 2022 - 23:36 من طرف Sara Salim

» رابط باغانى الفنان فهد بلان
سيد حجاب 71831510الخميس 13 يناير 2022 - 21:08 من طرف سميرمحمود

» روابط اروع ماغنت مياده الحناوى الصوتيه والمصوره
سيد حجاب 71831510الأربعاء 30 يونيو 2021 - 4:36 من طرف سميرمحمود

» اروع ما غنت شاديه
سيد حجاب 71831510الأحد 28 فبراير 2021 - 23:11 من طرف سميرمحمود

» كواليس ريا وسكينة يرويها مدبولى
سيد حجاب 71831510الإثنين 25 يناير 2021 - 20:50 من طرف هدى

» اليوم ليلة عيد الميلاد المجيد عيد مجيد
سيد حجاب 71831510الأحد 27 ديسمبر 2020 - 19:56 من طرف انطوانيت

» كل سنة وانت بخير يا انطوانيت
سيد حجاب 71831510الأحد 27 ديسمبر 2020 - 19:52 من طرف انطوانيت

» عيد منتدانا الثالث عشر
سيد حجاب 71831510الإثنين 7 ديسمبر 2020 - 22:40 من طرف هدى

» ميلاد قيثارة الغناء العربي ( ١١)
سيد حجاب 71831510الإثنين 7 ديسمبر 2020 - 19:43 من طرف هدى

» رابط بأغانى الكروانه فايزه احمد المصوره
سيد حجاب 71831510الخميس 12 نوفمبر 2020 - 20:00 من طرف سميرمحمود

» رابط بأغانى الكروانه فايزه احمد الصوتيه
سيد حجاب 71831510الخميس 12 نوفمبر 2020 - 19:58 من طرف سميرمحمود

»  تصميمات وهمسة قلم نور الحياة شاكر
سيد حجاب 71831510الجمعة 6 نوفمبر 2020 - 23:40 من طرف نور الحياة شاكر

» مولد نبوى شريف عليكم جميعا
سيد حجاب 71831510الأربعاء 4 نوفمبر 2020 - 22:19 من طرف نور الحياة شاكر

» من أغاني الزمن الجميل...أعزفها لعيون محبي الدلوعة شادية
سيد حجاب 71831510الأربعاء 4 نوفمبر 2020 - 22:16 من طرف نور الحياة شاكر

» ان راح منك ياعين
سيد حجاب 71831510الأحد 25 أكتوبر 2020 - 20:47 من طرف امجدالنجار

» اشتقت لكم
سيد حجاب 71831510الخميس 22 أكتوبر 2020 - 23:32 من طرف امجدالنجار

» جمال شادية
سيد حجاب 71831510الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 20:17 من طرف نور الحياة شاكر

» عيد ميلاد اجمل هدهوووووووود الدعوة عامة
سيد حجاب 71831510الإثنين 12 أكتوبر 2020 - 4:15 من طرف هدى

» اروع ما غنت فايده كامل
سيد حجاب 71831510السبت 19 سبتمبر 2020 - 19:26 من طرف سميرمحمود

» اروع ما غنت سوزان عطيه
سيد حجاب 71831510السبت 19 سبتمبر 2020 - 19:25 من طرف سميرمحمود

» فايزه احمد ,, قاعد معاى ,, حفله نادره مصوره
سيد حجاب 71831510السبت 29 أغسطس 2020 - 19:38 من طرف سميرمحمود

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1057 بتاريخ الأربعاء 24 يوليو 2019 - 18:46
احصائية المنتدى
إذاعة المنتدى
هنــــا
مغارة كنوز صور القيثارة
هنــــا
اشهر مائة فى الغناء العربى
هنــــا
من لا يحب شادية صاحبة المعاني النبيلة
هنــــا
ديوان نجمة القمتين شادية
هنــــا
شادية نغم في القلب
هنــــا
صور من تاريخ شادية
هنــــا
مركز لتحميل الصور
سيد حجاب Eiaia_10

شاطر | 
 

 سيد حجاب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور الحياة شاكر
المشرف العام
المشرف العام
نور الحياة شاكر

الدولة : سيد حجاب Female73
انثى
عدد الرسائل : 51922
تاريخ التسجيل : 08/12/2007
المزاج : سيد حجاب 710
بطاقة عضوية : سيد حجاب Ou_oa10

سيد حجاب Empty
مُساهمةموضوع: سيد حجاب   سيد حجاب 71831510الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 22:43

**سيد حجاب: جوائز الدولة رشوة لم أنلها وإنجازى أكبر من أتباع قافلة الزيت

«كأنه سَحبة قوس فى أوتار كمان»، انفرط من عمر قبانى العامية الشاعر سيد حجاب سبعون عاما، اكتملت حباتها الخميس 23 سبتمبر الفائت، وتزامنت هذه الحقب مع المراحل الأبرز فى تاريخ مصر الحديث، من ثورات وانقلابات، وثورات مضادة، ثم انفتاح، فانحدار..
مشاوير، ووقفات داخل الرحلة، أرخ لها ربيب الصيادين بموسيقى الشعر.
حجاب الذى انخرط فى الحياة الثقافية والسياسية المصرية منذ أن كان طفلا، فى ميليشيات الإخوان، مصر الفتاة، فالحركات الشيوعية التى «تحت السلم» وغيرها، ثم هجر الجميع إلى الناس، ب «فتافيت» همومهم، وبقايا أحلامهم الكبرى، تدين له أجيال عدة، بصياغة وجدانها فى مراحلها المختلفة، سواء عبر أعماله المغناة للأطفال والكبار، أو عبر الأعمال الدرامية التى كان فيها أحد أطراف الثالوث الدرامى: الكاتب أسامة أنور عكاشة، وهو، والموسيقار عمار الشريعى.
دائما لا يحتاج سيد حجاب إلى مناسبة لمحاورته، وبقدر ما تكون جمل حواره، كما هو الحال بالنسبة لأشعاره، منحة للقراء، فإن المستفيد الأكبر هو من يجرى الحوار، هذا الذى لن يخرج من بيت «عم سيد» بنفس «الدماغ» التى صاحبته فى الدخول.
التقيته بمنزله قبل شهور، وتناقشنا فى قضايا أكثرها آنٍ، وعندما هاتفته قبيل النشر، لأسأله عما إذا كانت الفترة الفائتة قد أثرت على تصريحاته، قال لى إن «المثقف الحقيقى لا يجب أن يتراجع عن أفكاره».. وإلى الحوار:
● بين البدايات وحدود الآن تفاصيل كثيرة، هزائم، وحقائق، ومفاجآت.. فى زحمة الذكريات ما هو الموقف أو الواقعة الأشد التى تسترعى انتباهك؟
ربما لا يكون موقفا واحدا، فمثلا كانت الحفاوة التى قوبل بها ديوانى الأول «صياد وجنية» عام 1966، سببا فى أن أدير ظهرى للحياة الثقافية، بعدما أدركت أن المثقفين يعيشون فى «جيتو»، منعزلين عن أبناء أمتهم، و أن كلمتى مادامت تدور فى الدوائر المغلقة للمثقفين فلن تصل إلى أهلها من البسطاء، ساعتها قررت أن أغير الملعب، وأن أتوجه للمجالات المسموعة والمرئية، بإدراكٍ مبكر لأن الإبداع لا تكتمل دائرته إلا بوجود المتلقى.
الموقف الثانى، كان عقب نكسة 1967، لحظة أن فكرت مع مجموعة من أبناء جيلى فى تأسيس مجلة «جاليرى 68»، بعدما أدركنا أن الثقافة باتت حائط الصد الوحيد، فى مواجهة الهجمة الاستعمارية والصهيونية الشرسة، فقمنا بتأسيس المجلة على أمل تجاوز الأيديولوجيا إلى الثقافة بمعناها الإنسانى الرحب، وأظنها أسهمت فى تغيير مناخ الكتابة فى بلدنا، وقدمت العديد من الأسماء اللامعة الآن.
وكان الموقف الثالث حين توليت قسم الأدب والفن بمجلة الشباب التى كان يصدرها الاتحاد الاشتراكى، وأسست ندوة شعرية وأدبية، أدارها المبدعون الناشئون آنذاك، والذين أصبحوا الآن ألمع شعراء السبعينيات كحلمى سالم وحسن طلب وغيرهما.
بعد ذلك كان كل همى هو التوجه لأبناء جيلى من بلدى والإنسانية عبر الأدوات السمعية والبصرية، وأظن أننى فى مسيرتى كسبت الرهان، فبرغم التهجمات الصبيانية فى بدايات تلك المرحلة، من أن سيد حجاب قد هجر الشعر إلى الأغنية، وأنه ينشر أعماله فى تليفزيونات الحكومة المعادية للجماهير الشعبية، فقد أدرك المهاجمون الآن أن تهجماتهم فى غير محلها.
● أنت من جيل الستينيات الذى حصد النصيب الأكبر من النجاح والتحقق والمكاسب أيضا، لكنك لم تطل من هذه المكاسب الكثير، حتى أنك لم تنل للآن أيا من جوائز الدولة، هل تعتبر ذلك موقفا منك؟
منذ منتصف الستينيات قررت أن أدير ظهرى للحياة الثقافية والمثقفين، بعدما رأيت الكثيرين منهم، وقد انحرفوا عن مسارهم الإنسانى، واقتربوا من السلطات من أجل فتات المكاسب، فضلا عن سيادة الكثير من القيم والمفاهيم المغلوطة، فرحت أتباعد عن هذا المناخ فى اتجاه إقامة حوارٍ مع المتلقى، وأظننى قد كسبت الرهان، فعلى مستوى الإنجاز الشعرى أعتقد أن إنجازى أكبر وأغنى ممن غرقوا فى تفاصيل الحياة الثقافية، فباعوا جهودهم للسعودية وقافلة الزيت، أو لمجلات وزارة الثقافة.
أما فيما يتعلق بجوائز الدولة، فأنا أعتبر مثل هذه الجوائز التى تمنح فى إطار دولة معاديةٍ للثقافة، هى نوعٌ من الرشوة التى تقدمها المؤسسة لترويض المثقفين، وربطهم بسياساتها اللا ثقافية، ومن هنا فأنا سعيد جدا بالعديد من الجوائز والتكريمات التى نلتها من جهات أهلية، أو من أنشطة الثقافة الجماهيرية.
● ولكنك عضو بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وتشارك فى تحكيم جائزة الدولة التشجيعية، و منح التفرغ؟
صحيح. وأنا راضٍ عن وجودى بالمجلس، وأتصور أن وجودى باللجان التى ذكرتها يلعب دورا مهما فى حماية الشباب ممن يستحقون منح التفرغ، والجائزة التشجيعية.
● بالعودة إلى جيل الستينيات، ما هى ذكرياتك مع هذا الجيل؟ ومن هو الأقرب إليك منهم؟
أظن أننا فى جيل الستينيات أسهمنا فى تكوين بعضنا البعض ثقافيا وإنسانيا، لقد تعلمت كثيرا من بهاء طاهر وغالب هلسا، وعلمت الكثيرين من أبناء جيلى أيضا، لكن أجمل ما كان فى هذا الجيل أنه كان يرى لنفسه دورا فى حياتنا ويسعى لأداء هذا الدور.
وقد بقى لى الكثير من صداقات هذا الجيل، لعل أبرزهم الناقد الكبير د. إبراهيم فتحى، وصلاح عيسى، وجمال الغيطانى، وبهاء طاهر، و محمد البساطى، وإبراهيم أصلان وغيرهم، أيضا كان من أهم صداقاتى فى هذا الجيل مجموعة من الفنانين التشكيليين على رأسهم: آدم حنين، وبهاجيجو رحمه الله، ومحيى اللباد، وجورج البهجورى وغيرهم.
● فى المراحل التاريخية الأكثر اشتعالا منذ الستينيات لأواخر السبعينيات كان شعراء العامية أنت والأبنودى وقبلكم صلاح جاهين وفؤاد حداد صوت المجموع، لماذا اختفى هذا الصوت وتراجع دور العامية وشعراؤها الآن؟
هذا لأن دور الثقافة بالكامل قد تراجع، فأصبحت الثقافة هامشا لا جزءا من نسيج الحياة اليومية، و لأن الشعر هو أكثر الفنون اقترابا من الجماهير، فقد طاله ما طال الثقافة بكاملها، فتباعد عن الجماهير، ولم يعد له نفس المكانة فى الذائقة الجمالية للمصريين الآن، اللهم إلا ما اتجه إلى الغناء، حيث يظل الناس يرددون للآن أغنيات الأبنودى وصلاح جاهين، وفؤاد حداد، و«العبدلله».
● نعرف أنك من محبى السيد حسن نصر الله، وتراه أهم شخصيَّة قياديَّة طرحها العالم العربى هل ترى فيه المخلّص الذى راح؟ .. وهل ترى أن فكرة المخلص ما زالت صالحة للتداول؟
برأيى فكرة الخلاص عبر رمزٍ فردى تجاوزتها الإنسانية منذ عصور، ولم يعد للفرد دور فى رسالة الخلاص سوى أن يشير للجماهير على هذا الخلاص، فلا خلاص للناس إلا أنفسهم.
وبالنسبة ل«حسن نصر الله» فإن عبقريته تتمثل فى أنه استطاع بمرجعيته الدينية أن ينفتح على العلم والمعرفة وأن يضعهما فى خدمة المقهورين والمظلومين، فمنذ خمسين عاما ونحن نتحدث عن أن الصراع بيننا وبين إسرائيل، هو صراع وجود ومعرفة وعلم، لكننا لم نعتمد آليات المعرفة والعلم فى مواجهتنا له إلا فى عبور أكتوبر 1973، بعدها اندفعنا إلى فكرٍ سلفىٍ تملأه الشعوذات، ونحينا العلم عن حياتنا، فاستسلمنا للسيد الأمريكى، وربيبه الصهيونى، حتى جاء هذا العبقرى، الذى ربط بين أصالتنا وعلوم العصر، فهزم إسرائيل مرتين، وقهر الجيش الذى أشاعوا أنه لا يقهر، وهو الآن يتحرك فى اتجاه وطن لبناني لكل طوائفه وأبنائه، يعتمد المواطنة أساسا للمساواة فى الحقوق والواجبات، كما أنه فهم معركة العصر القادمة فى مواجهة العولمة، فانخرط فى محورٍ شرق أوسطى يربط بين سوريا وإيران وتركيا، لتحرير إقليم الشرق الأوسط بكامله.
● هذا الرأى هل ينسحب على حليفة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد؟ كيف تراه فى ضوء السياسات الإيرانية الحالية؟
من المؤكد أننى لا أوافق على كل سياسات نجاد، لكننى أرى أنه نجح فى كسر الثلاثية الاستعمارية التى تحتكر التكنولوجيا النووية ( أمريكا أوروبا اليابان)، وهو الآن يسهم فى فتح الطريق أمام شعوب الشرق الأوسط للتحرر. لكن مأساة هذه المنطقة الآن أن مصر خارجها، عكس الحال أيام عبدالناصر، الذى كان بطلا قوميا، استطاع تجاوز حدود الوطن فى اتجاه جمع الشعوب العربية تحت رايته فى مواجهة الاستعمار.
● انطلاقا من عبدالناصر كيف ترى حكام مصر الثلاثة؟ وأيهم تحتاجه المرحلة الحالية؟
بالنسبة ل«ناصر» فقد كنت أنتمى فى الستينيات إلى فصيلٍ يسارى تحت الأرض، وكان انتقادنا الرئيسى للنظام الناصرى أنه يبنى رأسمالية الدولة تحت راية الاشتراكية، وأنه يلعب دور الأب والمستبد العادل بالنسبة لشعبه دون أن يطلق طاقات هذا الشعب من خلال الديمقراطية، وأظن أن مقتل المشروع الناصرى كان فى هذه النقطة غياب الديمقراطية.
ثم جاء السادات كرأسٍ للثورة المضادة، وبرغم العبقرية المصرية فى عبور أكتوبر 1973، فإنه بدد ذلك ابتداء من مباحثات (الكيلو 101)، التى سلم بها إسرائيل أكثر مما تقتضيه الوقائع على الأرض، وبدأت ثورته المضادة بإعادة إلحاق السوق المصرية بالسوق الاستعمارية. صحيح أنه تشدق بالديمقراطية، وبالوطنية المصرية لكن عصره كان بداية للفساد والاستسلام.
أما الثالث فقد واصل طريق السادات فى إخراج مصر عن قضايا العرب، وإلحاقها بالسياسات الأمريكية، والصهيونية فى المنطقة، وفى التآمر على أى نفس مقاوم للهيمنة الأمريكية فى المنطقة، قبل أن يتوج ذلك بجدار الفصل العنصرى، الذى يحاول به خنق الفلسطينيين فى غزة.
من هنا فإن ما أعتقد أننا بحاجة إليه منذ زمن طويل هو عقد اجتماعى ما بين شعوبنا وحكامها، نحن بحاجةٍ ماسة إلى تأسيس الدولة الحديثة ذات السلطات الثلاث المستقلة عن بعضها البعض، وفى حاجةٍ إلى دستورٍ جديدٍ ينظم إدارة شئون الحياة، وهذه الدعوة ليست بجديدة، فقد أطلقها الكاتب الراحل «أحمد بهاء الدين فى عهد السادات، وطالبت بها كل حركات الاحتجاج، وربما يكون هذا هو سر الفرح الكبير بما يدعو إليه «البرادعى» الآن.
● وصلنا تلقائيا إلى البرادعى، ما توقعاتك لسيناريو المعركة التى بدأت أخيراً بينه وبين النظام الحالى؟ هل تراها متكافئة؟
دعينا أولا نتحدث عن شكل الحياة السياسية فى مصر، فطوال ال30 أو ال40عاما الأخيرة، كان الصراع الاجتماعى والسياسى فى مصر، يدور بين فصيلين من أبناء البورجوازية، أحدهما يسعى بشراسة وفساد لإلحاق مصر بالهيمنة الأمريكية، بينما لا يزال الفصيل الآخر يحلم بالاستقلال، لكن ظل الشعب المصرى بجملته بعيدا عن هذا الصراع، مما جعله يأخذ شكل الندوة الثقافية، حيث تجرى المناورات بين الجبهتين من أسفل الطاولة، لتقاسم السلطة أو للانضمام للجنة السياسات.
لكن السنوات الأخيرة شهدت دخول فئاتٍ وشرائح أخرى إلى حلبة الصراع، وفى مقدمتها حركة كفاية التى تجاسرت وانتزعت لنفسها حق التعبير دون استئذان السلطات، ثم شباب المدونين، وعمال المحلة، والموظفون الذين نادوا بنقابات مستقلة وغيرهم من الفئات والشرائح التى أرى فى انضمامها للمعركة السياسية كفيلا بتغيير وجهها، بشرط تناميها وتوحدها.
● وماذا عن البرادعى؟
البرادعى رجل وطنى شريف، لكنه كان بعيدا طوال الوقت عن ألاعيب الفساد، والبيروقراطية المصرية، وأرى أنه لا يحمل خبرة سياسية من خلال صراعٍ مارسه فى الواقع، هو يحمل رؤية صحيحة لا تسندها تجربة كافية فى الواقع السياسى العملى.
لكنه صادف تجاوبا واسعا من قبل المثقفين والنخب السياسية المستقلة فى مصر، فتأسست بناء على دعوته جبهتا عمل وطنى تتبنيان دعوته الإصلاحية، ولا تمانعان ترشيحه رئيسا للجمهورية؟
لكن الرجل لم يحسم أمره بشأن خوض معركة الرئاسة، وإنما يركز أكثر على الدعوة للإصلاح السياسى، الذى مدخله الإصلاح الدستورى، وهذا هو العبقرى فيما يطرحه البرادعى، وأرى أنها دعوة مهمة جدا، وينبغى ابتكار آلية جديدة لاحتضانها والتبشير بها، والوصول للطبقات الشعبية، لكننى ألاحظ أن بعض الملتفين حوله الآن، قد هبطوا إلى عالم السياسة بالباراشوتات، وكثيرٌ منهم بلا تاريخٍ سياسى بالمرة، مجرد أساتذة جامعات فى نهاية عمرهم، وبعضهم لو غازلته لجنة السياسات لهرول، وبعض آخر أتى للمعركة من مناطق أخرى مثل أيمن نور، وهذا كله وارد ما لم يبتكر آلية صحيحة لاختيار جبهته العريضة التى لا بد وأن تصل بينه وبين الجماهير.
● وماذا عن سيناريو التوريث؟
لقد قلت كثيرا إن المشكلة ليست فى التوريث، ولا فى شخص الحاكم وإنما فى التنظيم السياسى والاجتماعى، أيا كان من على رأسه، لأن شئون البلد الآن تدار لحساب المشروع الأمريكى، يديرها المنتمون للشركات المتعددة الجنسيات، لا فرق فى أن يكون على رأس النظام مبارك أو ابنه أو حتى عبدالناصر، فالبلد منذ 40 عاما يعيش ظرفا انقلابيا، حيث لم تعد الطبقة الحاكمة قادرة على أن تحكم كما كانت فى السابق، والطبقات المحكومة لم تعد قادرة على أن تُحكم كالسابق، لكنها غير قادرة على تغيير الحكومة، وما يحدث أن الحكومة تقوم بتغيير «الماسكات»، فتبدل مسئولا مكان الآخر والسياسة واحدة.
وعموما فإن التوريث رهن بموافقة الأمريكان والصهاينة عليه، والقوى الشعبية ما زالت غير قادرة على إيقاف هذا المسار.
● لنعد إلى الشعر والموسيقى، بليغ حمدى، وعمار الشريعى، أسامة أنور عكاشة، كانوا بالنسبة إليك قصائد طويلة حلوة، حدثنا عنهم؟
«بليغ كان حلم وراح»، كان هذا نص إهدائى إليه ديوان «الأغانى»، الذى ضم مجمل أعمالى المغناة، وهو كان بوابتى لعشق الموسيقى الكلاسيكية الشرقية، فحتى منتصف السبعينيات، كانت ذائقتى «حليمية»، «فيروزية»، مع عشق خاص لموسيقى «البيتلز» و«البينك فلويد»، والموسيقى الكلاسيكية العالمية، ولم أكن أحب أم كلثوم كثيرا.
أما عمار فحين عرفته أدركت أن هذا هو «المزيكاتى» الذى أتمنى أن أمشى معه مشوارا، وهو أدرك أننى الشاعر الذى تحتاجه موسيقاه كى تصل للناس، فى أول الرحلة كنا نحلم أكثر مما ننفذ، ننجز الأغانى ونرميها فى الأدراج مؤلفة وملحنة، كان عمار محبوبا، لكن كان هناك شكٌ فى قدرته على التعبير بالدراما، إلى أن نجحت فى تقديم عمار للتليفزيون، ثم سحبته للمسرح مع سمير خفاجى، وأكملنا الرحلة، وأظننا معا أسسنا للأغنية الدرامية، ولا يعنى هذا أن ما بيننا زواجا كاثوليكيا، لكن كلمتى عندما تجد لحنه فكأنما وجدت نفسها.
أسامة أيضا كان رفيق رحلة ومشوار، عرفته منذ الجامعة، حيث كنت أذهب لأختى بكلية الآداب، وهناك تعرفت على مجموعة من المبدعين والنقاد كالشاعر عفيفى مطر، وقدرى حفنى، وفاروق عبدالقادر، وقتها كان أسامة فتى يكتب القصة، ومع ظهور التليفزيون تحول إلى الدراما»، ومنذ عمله الثانى «على أبواب المدينة» ونحن نحلق معا.
بقدر ما تكون مشاركتى فى أعمال أسامة مصدر فخرٍ وسعادة، بقدر ما هى مصدر عذاب ومعاناة، لأن كتاباته الدرامية ذات طبيعة شعرية، وعلى الشاعر الذى يكتب أغانى هذه الأعمال أن يعلو فوقها شعريا، وهو تحدٍ جميل ومضنٍ فى الوقت ذاته.
● لكن الكلمة المغناة مثلها مثل كثير من الأشياء فى مصر الآن صارت (ا؟
هذه مسألة حسمها «ابن خلدون» منذ قرون، عندما قال إن أول ما ينهض مع العمران البشرى هو صناعة الغناء، والعكس صحيح، وبما أننا نعيش أسوأ مراحل التردى الحضارى، فقد خرج الإبداع عموما عن دائرة الحياة، وأصبح الغناء سلعة، وشو بيزنس، يقوم عليها خدم أمير الاحتكار العربى، الذى أتصور أنه يلعب مع بعض المحطات الفضائية دورا مشبوها فى تسطيح وعى الإنسان العربى، وإفقار وجدانه، وعلى يديه تحول فن الغناء إلى تسلية للشيوخ، والأمراء وحريم السلاطين فى منطقتنا، لكن بوادر هذه الأزمة ترجع إلى ما بعد نكسة 67، حيث صارت موجات تحديث الغناء فى الاتجاه الخطأ، من فرق غربية النزعة، إلى غناء العوالم، الذى تصدر الساحة تحت اسم عبثى هو الغناء الشعبى ممثلا فى أحمد عدوية وشركاه، إلى موجات الأغانى الشبابية، وأغنية «الميكروباص»، وصولا إلى أغانى الحمار، والعو، والخرونج وغيرهم!.
● بمناسبة النكسة يبدو أنك مثل أغلب مبدعى ومثقفى جيلك لم تستطع تجاوز آثارها للآن؟.
بالطبع تأثرت بها وحزنت كثيرا، لكننى لم أنكسر كمن انكسروا، لأننى كنت وقتها أنتمى إلى فصيل يسارى ينتقد المشروع الناصرى لإغفاله الديمقراطية ويتنبأ بثورة مضادة عليه، مع تقديرى طبعا لحجم الخسارات التى واجهناها.
● يا ترى اللى بيعيش الزمن احنا ولا الزمن هوا اللى بيعيشنا.. الآن وأنت تفاجئنا ببلوغك هذا العمر دون أماراتٍ ماذا تعنى سبعون عاما بالنسبة لشاعر؟
أتصور أن وجود الإنسان أى يومٍ على ظهر الأرض هو نعمةٌ كبرى، وجزء من المأساة العبقرية للإنسان، أن العالم أليم، وجميل، وملىء بالمباهج والتجارب، والعمر قصير مهما طال، وأتصور أن الفهم الحقيقى للحياة يبدأ مع إدراك الفرد أنه جزء من الجماعة الإنسانية، وأنه مع هذه الجماعة مستخلفون على الأرض لإعمارها وجمالها، وعدالتها.
وأعتقد أن الإنسانية استطاعت هزيمة الموت بالإبداع والنسل، وأنها إذا اهتمت بخير هذا النسل، فستصبح الحياة أكثر إنسانية.
ستقابل عددا من الملحدين.. لا تناقشهم فى إلحادهم ولن يناقشوك فى إيمانك» وقد كان.
«الشارع الآخر من القصيدة»
الموضوع الأصلى : سيد حجاب  المصدر : قيثارة الغناء العربى
توقيع العضو: نور الحياة شاكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الحياة شاكر
المشرف العام
المشرف العام
نور الحياة شاكر

الدولة : سيد حجاب Female73
انثى
عدد الرسائل : 51922
تاريخ التسجيل : 08/12/2007
المزاج : سيد حجاب 710
بطاقة عضوية : سيد حجاب Ou_oa10

سيد حجاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيد حجاب   سيد حجاب 71831510الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 22:48

اعتقلونى فى الستينيات بتهمة إنشاء تنظيم لاختراق الاتحاد الاشتراكى

وينفلت من بين إيدينا الزمان..
كأنه سحبة قوس فى أوتار كمان
وتنفرط الايام عود كهرمان
يتفرفط النور والحنان والأمان
وينفلت من بين إيدينا الزمان
الشر شرق وغرب داخل لحوشنا
حوشوه لا ريح شاردة تقشقش عشوشنا
حوشوا شرارة تطيش تشقق عروشنا
وتغشنا المرايات تشوش وشوشنا
وتهيل تراب ع الهالة والهيلمان
وقبل أن ينفلت من بين إيدينا الزمان نتوقف مع «سيد العامية المصرية» عند الثورة ليحدثنا عن «عشوشها المقشوشة بالنكسة»، ولحظات الألم والأسى، وخطاب التنحى، وقبل هذا وذاك يحدثنا عن «علقة المعتقل»، ويطير بنا إلى بلاد أوروبا لنشهد سطورا لم تقرأ من قبل عن سيد حجاب.
لحظات من الذهاب والعودة، الألم والسعادة والانضباط والانفلات.. لحظات ثقيلة على القلب، وأخرى مرت مرور الكرام لحظات نكشف عنها نقاب الماضى فى حياة سيد حجاب عبر سطورنا المقبلة.
■ المعتقل.. دعنا نبدأ من هنا، متى كانت زيارتك الأولى للمعتقل؟
- فى عام 1966 وبالتحديد فى شهر أكتوبر تم اعتقال مجموعة كبيرة من المثقفين المصريين من بينهم أنا وسيد خميس وجلال السيد ومحمد العزبى وعلى الشوباشى وصلاح عيسى وإبراهيم فتحى وجمال الغيطانى والأبنودى وغريب هلسة، ومجموعة كبيرة من الأصدقاء والمثقفين، اعتقلنا جميعاً بتهمة لم نواجه بها أبداً، لكن علمنا توصيفها من صديقتنا إيرين بيصو التى كانت تعمل مراسلة ل«الأوبزيرفير» فى مصر وأخبرتنا بهذا التوصيف وهو أننا مجموعة من المثقفين المصريين الذين يؤسسون تنظيماً شيوعياً صينياً وأننا على علاقة بمجموعة القوميين العرب وجناح محسن إبرهيم الذى أسس مجلة الحرية، وأننا نحاول اختراق الاتحاد الاشتراكى فيها لأن بعضنا تلقى دورات فى منظمة الشباب التى كان يشرف عليها حسين كامل بهاء الدين.
وخلال التحقيق فى هذه التهمة لم يحقق معنا جنائياً على الإطلاق. كانت جميع التحقيقات تتم عن طريق المباحث بطرقهم فى البحث عن الحقيقة التى تتنوع بين عصب العينين، والضرب بالعصيان، وغير ذلك من الطرق.
■ الخروج من المعتقل.. كيف ومتى ولماذا؟
- فى هذه الفترة كنت متزوجاً من فتاة سويسرية والدها قس الجالية السويسرية فى مصر وكان صديقاً لسارتر ودورينماك وحاول عدة محاولات مع لجنة العفو الدولية وحقوق الإنسان واتصل بسارتر قبيل مجيئه إلى مصر ليحاول حل الأزمة مع السلطات المصرية، ووعد «سارتر» بأن يناقش مسألتنا مع السلطات وبالفعل فوجئنا ونحن فى المعتقل باستدعاء ثلاثة منا للقاء شعراوى جمعة أمين التنظيم ووزير الداخلية على ما أعتقد حينها، وكنت أنا بينهم والأبنودى وكمال عطية، وخضنا حواراً معه حول فكرنا واتجاهاتنا وسألنا عن تحفظاتنا واعتراضاتنا على ثورة يوليو.
■ فى هذه التحقيقات بماذا كنت تجيب عن أسئلة «شعراوى».. بعد «علقة التأخير»؟
- أنا تحدثت عن كوننا نعترض على الثورة من الداخل وليس من الخارج وتحدثت عن نمو القطاع الخاص من داخل القطاع العام بما يهدد بثورة مضادة مستقبلاً وتحدثت أيضاً عن الديمقراطية التى كانت شعارنا كتنظيم سياسى حينها.
وقال لنا شعراوى جمعة: «أنا معكم فيما تقولون والسيد الرئيس كذلك ولكن طبيعة المرحلة تقتضى ذلك». وبعدها بأربعة أيام خرجنا من المعتقل بعد قضاء ستة أشهر تقريباً بالداخل.
■ النكسة.. الخروج من محطة السجن لمحطة سماع خبر النكسة، كيف علمت بما حدث حينها؟
- خرجنا من المعتقل وكل استكمل عمله مرة أخرى، أنا فى «سمير وميكى» حتى أغلق خليج العقبة، وقد كلفت نفسى، بجانب بعض المهام الإذاعية، بأن أتنحى جانبا فى مطرية الزيتون بمنزل راهبات لكتابة شعارات للإذاعة ليقولها بعض الممثلين، وكان الأبنودى حينها هو شاعر النكسة الغنائى المعبر عن مصر بكلماته.
وفى هذا المنعزل الذى عزلت نفسى فيه.. أتتنى راهبة اسمها «روزلين» وهى حزينة جداً لتقول لى «سيد.. فيه خبر وحش.. الجيش المصرى هرب وانهزم».
■ وردك على هذا الخبر؟
انتابتنى ثورة حماسية ضدها، وبدأت أقول لها إن هذا كلام «استعمارى» و«تدليسى» وأشياء من هذا القبيل، ورفضت تصديق الخبر، وتركت بيت الراهبات لأذهب إلى بيتى القديم فى نجيب الريحانى وسمعت الناس يتحدثون عن خط الدفاع الثانى فأدركت الكارثة التى وقعنا فيها.
■ أين كنت يوم التنحى.. دعنا نعد لتفاصيل هذا اليوم؟
- فى يوم التنحى جاءنى الشاعر الجميل «أمل دنقل» و«سيد موسى» وكنت أسكن حينها فى وسط البلد.. جاءا ليسألانى: ما العمل؟ وكان هذا حالنا جميعا نبحث عن بعضنا البعض «علشان نتدفى ببعض ونسأل إيه العمل»، صدما صدمة كبيرة بى عندما دخلا علىّ ليجدانى أسمع موسيقى «باخ» الكلاسيكية.. وأعتقد أنهما اعتقدانى خائناً.
وفى الليل اجتمعنا لنسمع خطاب عبدالناصر، وكان الحضور: الأبنودى وعطيات الأبنودى وغالب هلسة وبهاء طاهر على ما أعتقد، وبدأ مشهد التنحى الذى لا يمكن أن أنساه، جميعنا مع حديث عبدالناصر ننهمر بالبكاء وسط إحساس باليتم والعجز.
وكان الوحيد الصامد هو «هلسة» الذى بدأ يقول لنا: «انتو بتعيطوا ليه؟ بكره العالم العربى كله سيخرج فى مظاهرات ليطالبه بالعدول عن قراره، وقد كان وقبل نهاية الخطاب وجدنا شرفة أمامنا تفتح ويخرج منها رجل كبير السن ليصرخ صرخة لا نهائية «لاااا»، وبعدها بلحظات خرجت القاهرة فى مظاهرات تطالب عبدالناصر بالعدول عن قراره.
■ وماذا بعد النكسة؟
- بعد النكسة بقليل جاء إلى رحمه الله «إبراهيم منصور» القصاص ومعه الكاتب الصحفى الكبير «مصطفى الحسينى» ليناقشانى فى أمر مهم وهو أن علينا أن نأسس لثقافة جديدة بعد هزيمة الجيش وسقوطه عسكرياً وأنهما يريان أن حائط الصد الأخير والأساسى فى مواجهة الهجمة العسكرية القادمة ينبغى أن يكون الثقافة، ولكنها ثقافة تتجاوز الأيديولوجى لما هو وطنى وما هو إنسانى، وكان هذا هو التأصيل النظرى الذى أسسنا بناء عليه مجلة «جاليرى 1968» والتى كان يرأس تحريرها الفنان والشاعر والرسام «أحمد مرسى»، وكان مجلس تحريرها كلاً من «حسن سليمان» و«غالب هلسة» و«إبراهيم منصور» و«إبراهيم فتح»، وكانت هذه المجلة ناجحة فى خلق مناخ جديد للكتابة التى نرى اليوم نجومها فى ساحة القصة وساحة الشعر.
■ الإذاعة.. لماذا اخترت اختراق الإذاعة بعد موقفك منها ومن كتاب أغانى الإذاعة؟
- فى نفس هذا الوقت بعد صدور ديوانى الأول «صياد وجنية» كنت سعيداً بكتابات النقد عنه وتشبيههم إياىب«لوركا»، ولكنى كنت حزيناً جداً لعدم قراءة الصيادين الذين استلهمت منهم هذا الديوان، بل إنهم «ماخدوش خبر بيه» لأنهم لا يقرأون ولأن الأمية تغمر البلد، وحينها أخذت قراراً بأن أكتب للناس وليس للمثقفين، أن أتحدث إليهم شفهياً لأن لهم واقعاً أمياً ناهيك عن أمية المثقفين.
وهنا بدأنا مشوار الديوان الإذاعى فكتبت مع الأبنودى «بعد التحية وبعد السلام» ثم كتبت «أوركسترا» و«عمار يا مصر» فكتب هو «حروف الكلام» وأشياء من هذا القبيل فأصبح هذا اتجاها فى الإنتاج، وبجانب هذا الاتجاه بدأت أتجه للكتابة المسرحية والسينمائية والتليفزيونية.
فكتبت أول عمل تليفزيونى درامى وكان باسم «الفنان والهندسة» إخراج «محمد فاضل»، وكان أول بطولة مطلقة لعادل إمام، واستمررت فى كتابة عدد من المسلسلات التليفزيونية، والحقيقة أننى لم أكن قد وضعت قدمى بعد على طريق الأغنية التليفزيونية بل كنت مازلت أرتدى عباءة الإذاعة ومنطقها لا منطق التليفزيون.
■ وماذا عن التليفزيون.. كيف كانت النقلة والخروج من عباءة الإذاعة؟
- بعد الديوان بدأت أهتم بالتليفزيون ومع النكسة أسسنا أنا والأبنودى ومحمد حمام وعدد من الفنانين «قوافل فنية ثقافية شعبية» فكنا نذهب لجماعة غزالى فى السويس لنشاركهم جلساتهم فى البلد المهجرة ونشد من أزرهم ومن هذه القوافل تأسست فرقة «أولاد الأرض».
وكنا نجوب مصر كلها لنبشر بفكرة الحرب الشعبية وليس الاستسلام والهزيمة، وكتبت فى هذه الفترة قصائد انتشرت انتشار النار فى الهشيم منها قصيدة «الشعب» والتى كانت تقول على ما أذكر «الشعب الشعب الشعب الشعب.. الحزب الحزب الحرب الحرب.. والله ما هيداوى جرح النكسة المر الصعب غير حزب الشعب وحرب الشعب» وكذلك قصيدة «21 طلقة فى العيد» والتى كتبتها قبيل عيد الأضحى الذى جاء متزامنا مع رأس السنة بعد النكسة مباشرة، وكانت تتضمن البيت الشهير «خايف لو قمت فى ليلة النصر.. ألاقينا كسبنا سينا. بس خسرنا مصر»، وكانت هذه القوافل تجوب مصر كما قلت من أقصاها لأقصاها فى الكفور والنجوع والقرى للدعوة للصمود والتماسك.
■ ماذا عن تجربة السفر للخارج.. كيف بدأت الفكرة وما الذى تغير بعد هذه الرحلة فى حياة «سيد حجاب»؟
- بعدها بقليل أتيحت لى فرصة السفر للخارج مع زوجتى التى لم أر أهلها. وكانت هواجس الكتابة المسرحية تنتابنى، خاصة مع وجود مسرح شعبى مثل مسرح محمود دياب ويوسف إدريس «الفرافير» وما شابه، وكانت لدى ملاحظاتى على المسرح المصرى عموماً بأنه مسرح «طبقة متوسطة» ولذلك هو حديث فى النص الأدبى لأن الطبقة المتوسطة مرتبطة بالكلمة لا المشاهدة، وكانت هذه هى نظريتى حول المسرح فى هذه الفترة ومع قراءتى لكتاب «أنطونا أرتوه» المفكر المسرحى الفرنسى بعنوان «المسرح وقرينه» والذى كان يتحدث فيه عن أشياء قريبة مما نفكر فيه فى هذه الفترة، حيث قال إن الثقافة كلها ليست فى نسيج الحياة الحية فى المجتمعات الغربية لأن الناس تعيش حياتها بمنطق براجماتى ولكن الثقافة على الهامش، ورغم أننى ذاهب لسويسرا لكن أقمت معظم الوقت فى فرنسا، وكان هناك حديث عن ثورة الشباب مع حركات الهيبز والبينك فلوريد وبدأت ثورة «مسرح الشمس».
وفى هذه الأثناء التصقت بفرقة «تى بى آر» وفرق تنشيط مسرحة المدارس وقمت بعمل مسرحيات مع الأطفال وكانت بالنسبة لى فترة شديدة الثراء، كما أتذكر أنه فى هذه الفترة كانت القضية الفلسطينية تنتشر فى العالم من خلال لجان الدعم والمساندة، فأسسنا مجموعة من اللجان لدعم القضية الفلسطينية فى سويسرا، وارتبطنا قليلاً باليسار الجديد وكان وقتها مسؤول منظمة التحرير الطلابى فى أوروبا هو «فؤاد الشمالى» فقمنا بتنظيم معرض بالتعاون معه عن القضية الفلسطينية، وكانت فرصة الاحتكاك بكل من اليسار الجديد فى أوروبا والمسرح الجديد أيضاً فرصة ذهبية للتعلم والدخول فى صلب فهم الحضارة الغربية بجناحيها الاشتراكى والرأسمالى.
وقبيل أن أنهى رحلتى الممتدة لثلاث سنوات فى أوروبا حدث شيئان مهمان، أولهما هو صديقى «الأب عيروت اليسوعى» والذى كان جيزويتياً وأحد وزراء الكنيسة وأحد أفراد جماعة النهضة، وقام فى عام 1937 فى السوربون بعمل رسالة دكتوراه فى علم الاجتماع بعنوان «الفلاحون» وكانت الأولى فى رسائل علم الاجتماع من حيث اعتمادها على الفولكلور المصرى للفلاحين كوثيقة دالة فى كتاب ترجمه الدكتور «محمد غلاب» فى أوائل الخمسينيات، وتناقشت معه قائلا: لماذا رغم أنك تعلم أننى شيوعى.. وبين الشيوعيين والجوزويت معارك دامية، كلما جاءك مستشرق أجنبى تجعلنى أنا أول من يتناقش معه؟ فكان رده: «يا سيد.. الشيوعى المصرى لا يفكر بطريقة بروليتارية، خطأ الشيوعى المصرى لو استطاع أن يتخلص من جذوره الإقطاعية سيصبح متقدما جداً».
وكان هذا النقاش إضاءة لى بأن السلوك هو الذى يحدد الإنسان وليس الأيديولوجيا.. وكان قد ضرب لى مثلاً بمعاملة المصرى للسيدات بطريقة البيتيبرجوا وليس بطريقة «سى السيد البروليتارية».
والشىء الثانى هو أن «عيروت» رشحنى لنشر كتب فى دور نشر أمريكية تنشر للمراهقين الأمريكان كيف هى الحياة فى مجتمعات مختلفة عنهم، فقضيت آخر عامين فى أوروبا فى تأليف كتاب «فيكى يا مصر» والذى كتبته بالمصرية وترجمته لى «مارى الطويل» التى كانت تدرس بكلية الترجمة بجنيف.
■ اليسار ونهايته من حياة سيد حجاب.. كيف كانت هذه النهاية؟
- المعتقل مع النكسة وما بعد النكسة أكد لى أن انضمامى لتنظيم اليسار يحول نظرى عن القضايا لأن الانضمام لفصل يسارى يجعل العدو هو أعضاء الفصائل الأخرى، وليس العدو الحقيقى، وعلمت أن هناك تنظيمات مهولة تعمل من تحت الأرض وأن مصر يجب أن تكتشف طريقها لقانون استراتيجى خاص للاشتراكية والتحرر والتنمية والذى لن يحدث إلا إذا تم توحد بين كل هذه الفصائل، فأخذت على عاتقى القيام بهذه المهمة، خاصة مع كون قيادات هذه الفصائل عامة ومرموقة وواضحة، وهذه التجربة جعلتنى أكف عن الانتماء العضوى لتنظيم بعينه، وتأكدت من أن الدور التثقيفى والتنويرى أهم من دورى التنظيمى، ومن هنا لم أعد منتمياً لأى فصيل يسارى بذاته، بل صرت أنتمى لعموم اليسار المصرى بقدر ما أستطيع، ومن عام 1969 وأنا خارج التنظيمات.. ولكنى مع أى تيار من أقصى اليمين لأقصى اليسار يضع الحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية على رأس أولويات برنامجه.
■ هل كسرت النكسة نفوس المثقفين ومن بينهم أنت ورفاقك؟
- النكسة لم تكسر نفوس أبناء جيلى مطلقاً بل كنا نرى فى عبدالناصر بطلاً وطنياً يرفع شعار الاشتراكية ليؤسس رأسمالية الدولة، وكنا نقول إن الديمقراطية مطلب أساسى للخروج من هذا التصور وحينما حدثت النكسة فإنها لم تكن نكسة شعب، ومع انهيار الاتحاد السوفيتى كفر الكثير من الشيوعيين بالاشتراكية بل تحول بعضهم إلى رجال أعمال فاسدين وحاول بعضهم الاستفادة من هذا الانهيار، ولكننا كنا نرى أن الاتحاد السوفيتى ما هو إلا رأسمالية دولة غلبت مبدأ المركزية على الديمقراطية المركزية وطليعة العمال هى التى تحكم بمبدأ السيادة المحدودة بلا حرية لتحديد مصير الشعوب، وكنا ندرك أن الاتحاد السوفيتى يشتعل بالمشاكل.
كنا ننتقد الاتحاد السوفيتى ولم يكن لنا إله ولهذا لم ننكسر ولكن من كانوا يعتقدون أنهم آلهة هم من انكسروا.


المصري اليوم
الموضوع الأصلى : سيد حجاب  المصدر : قيثارة الغناء العربى
توقيع العضو: نور الحياة شاكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sirine
عاشقة شادية
عاشقة شادية
sirine

الدولة : سيد حجاب Male_l10
انثى
عدد الرسائل : 42620
تاريخ التسجيل : 01/12/2008
المزاج : سيد حجاب Qatary21
احترام القوانين : سيد حجاب 111010
بطاقة عضوية : سيد حجاب Aao10

سيد حجاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيد حجاب   سيد حجاب 71831510الخميس 1 ديسمبر 2011 - 0:59

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الموضوع الأصلى : سيد حجاب  المصدر : قيثارة الغناء العربى
توقيع العضو: sirine
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.shadialovely.com/
انطوانيت
عاشقة شادية رقم واحد
عاشقة شادية رقم واحد
انطوانيت

الدولة : سيد حجاب Male_l10
انثى
عدد الرسائل : 61427
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
المزاج : سيد حجاب 3010
احترام القوانين : سيد حجاب 111010
بطاقة عضوية : سيد حجاب Ouoa10

سيد حجاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيد حجاب   سيد حجاب 71831510الخميس 1 ديسمبر 2011 - 16:30

مشكورة نور الغالية عالموضوع القيم
الموضوع الأصلى : سيد حجاب  المصدر : قيثارة الغناء العربى
توقيع العضو: انطوانيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.shadialovely.com/
نور الحياة شاكر
المشرف العام
المشرف العام
نور الحياة شاكر

الدولة : سيد حجاب Female73
انثى
عدد الرسائل : 51922
تاريخ التسجيل : 08/12/2007
المزاج : سيد حجاب 710
بطاقة عضوية : سيد حجاب Ou_oa10

سيد حجاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيد حجاب   سيد حجاب 71831510الخميس 1 ديسمبر 2011 - 18:55

شكرا لمروركم ياغاليييييييييييييييييين
الموضوع الأصلى : سيد حجاب  المصدر : قيثارة الغناء العربى
توقيع العضو: نور الحياة شاكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

سيد حجاب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

+
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شادية دلوعة الشاشة العربية :: المنتـــــ المتنوعة ـــــديات :: منتــــ الأدب والشعر ــــــدى :: الشعر الحديث-
انتقل الى: