شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات)

شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل

بقلم الأستاذ...محمد سعيد

شادية... هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل.. نموذج للمرأة العاشقة التي أحبت فنها وأعطته بصدق وعرفت كيف تبحر في بحاره ومتي تبدأ ومتي تتوقف، هي واحدة من قلة نادرة من أصحاب المواهب ممن يمتلكون موهبة مزدوجة، يكاد يتلامس سقف كل منها.. فهي واحدة من أهم من عرفت الشاشة العربية من ممثلات لهن حضور طاغ وكريزما ملحوظة، وهي أيضا واحدة من أشهر وأجمل أصوات الغناء العربي وأكثرهن تميزا.

أعطت شادية في المجالين وتفوقت، بداية من لحظات الميلاد الفني وحتي لحظات ما قبل الاعتزال، وعاصفة التصفيق تلازم حضورها في المسرح وفي حفلات الغناء وأيضا في نجاحات السينما.
ومثلما أبدعت في النغم تألقت في الدراما، وإذا اعتبرنا سيدة الغناء العربي وزعيمته الراحلة أم كلثوم هي صاحبة أهم مرجعية تعود إلي آرائها وتعقيباتها في مجال سيادتها وريادتها، فإننا نجد وفي أكثر من موضع علي لسان كوكب الشرق تقديرا معلنا لغناء شادية، حيث تقول أم كلثوم «إن شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات إلي نفسي».

ولما كان عملاق الرواية العربية الأديب العالمي نجيب محفوظ صاحب تجربة سينمائية ممتدة سواء في أعماله الأدبية التي تحولت إلي أعمال سينمائية أو في أعماله التي كتبها في الأصل للسينما، وفي المجالين قدمت شادية عددا من شخصياته يقول عنها نجيب محفوظ: «إن شادية ممثلة عالية القدرة وقد استطاعت أن تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه في نقل الصورة من البنيان الأدبي إلي الشكل السينمائي، وكانت «حميدة» في «زقاق المدق» صورة لتلك القدرة الفائقة التي لا أتصور غيرها قادرا علي الإتيان بها، وهي كذلك أيضا في غير أعمالي فقد رأيتها في بداياتها في دور الأم المطحونة المضحية في فيلم «المرأة المجهولة» وتصورت أن بمقدورها أن تحصل علي جائزة «الأوسكار» العالمية في التمثيل لو تقدمت إليها.

وما قالته أم كلثوم وما قاله نجيب محفوظ قالته أيضا الجماهير العربية التي ظلت تتابع عطاء شادية في الغناء والتمثيل ومازالت تتجاوب مع تراثها الفني حتي بعد ما يقرب من 15 عاما علي قرارها الاعتزال والتوقف عن تقديم الجديد والتفرغ لحياتها الحالية، حيث الحرص علي العبادات والاشتغال بأعمال الخير.

ظلت شادية نجمة الشباك الأولي في السينما العربية ولحقبة تزيد علي ربع قرن ومنذ أفلام البدايات، وذلك وفق إحصاء دقيق قدمه الكاتب الراحل سعد الدين توفيق في كتابه «تاريخ السينما العربية» الصادر في منتصف السبعينيات الأخيرة، الأمر الذي يعني أن شادية لم تتفوق فقط علي مستوي ما قدمت من أعمال، لكنها تفوقت أيضا في حفاوة استقبال الجماهير لفنها وحتي الآن وسواء في مبيعات اسطوانات وأشرطة أغنياتها أو أفلامها ومسرحيتها الوحيدة، بل إن من يريدون التسلل إلي قلوب الناس من فناني الغناء الحالي يطرقون الأبواب إلي قلوب الجمهور من باب شادية، والدليل كثرة تقديم أعمالها في اجتهادات جديدة، ومنها ما يظهر في الفضائيات تحت عنوان شادية.. مطربة الزمن الجميل أو ما يظهر للناس من ألبومات غنائية مثل تلك المجموعة المسماة «وحشتينا يا شادية ».
ومثل هذا النجاح الذي كان لـ «شادية» في أعوام العطاء وتحقيق الاستجابة، نجد له مردودا اليوم وهي في حال الاعتزال، تهجر الأضواء بإرادتها وتتحرر من قيود ممارسة الفن، بينما جمهورها لم يزل محبا لها، يحرص علي فنها ويتابعه ويتخذ من نفسه محاميا عنها إذا ما امتدت سهام طائشة لهذا العطاء الجميل وبعدما قررت شادية الصوم عن الكلام المباح وغير المباح وتركت الفن رافضة كل الإغراءات بالعودة أو حتي لحديث الذكريات!

ما السر في تلك العلاقة الحميمة بين هذه النجمة وعشاق فنها؟

إن في شادية.. الاسم والمعني والتجربة والعطاء الإجابة عن تساؤلنا، لأن تفاعل الفنان مع عصره يفرض عليه أن يوائم بين شخصه كفرد، يعبر بعطائه الفني عن نفسه في المجتمع الذي يعيش فيه أصدق تعبير علي المستوي الفردي، وبين شخصه كفنان يعبر بإنتاجه عن المجتمع الذي يعيش فيه أصدق تعبير اجتماعي، وهكذا كان السلوك الإنساني والفني لـ «شادية»، وبحيث يستحيل الفصل بين المدلول الفردي والمدلول الاجتماعي، وبمعني أعمق المدلول الإنساني لتعبير الفنان عن عطائه وما يصدر عنه من فن.

عاشت شادية فيما قدمت من فن جميل احتضنته الأسماع وعشقته العيون، وكأنها تعي مقولة الأديب الكبير تولستوي، فالفن عندها يبعث في النفس السرور والبهجة لأنه وسيلة لاتحاد الناس بعضهم ببعض، فهو الذي يجمع بينهم في مشاعر موحدة، ولا غني عنه للحياة والتقدم ونحو هناء الأفراد وسعادة الإنسانية، وهكذا وصفنا شادية في سطور عنها في كتاب «أشهر مائة في الغناء العربي» بأنها استطاعت أن تقيم علاقتها مع الفن كونه حاجة للذات مثلما هو حاجة للمجتمع، وقد تميزت بإتقان مهارة الحضور وأوجدت بذكائها الفطري وحسها الاجتماعي وثقافتها وإخلاصها وصدقها مع نفسها، ومع من يتعاملون معها ومع من يستقبلون فنها، فأوجدت بذلك نوعا من التوازن المأمول لكي يتحول الفنان إلي رمز.

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

هدى

عدل سابقا من قبل هدى في الثلاثاء 30 مارس 2010 - 12:56 عدل 2 مرات

مقالة قيمة تسلم إيدك يا غالية وألف شكر لأستاذنا الكبير محمد سعيد على المقال المميز

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ghada

مشكور الاستاذ محمد سعيد على مقاله القيم وتسلمي يا غالية لانك وضعتيه في منتداك الرائع

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ناهد

إن شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان،

فصوت شادية غني عن التعريف وكل عاشق للجمال اكيد يكون عاشق لهذا الصوت
الملائكي ...لكن ان تصفه سيدة الغناء العربي بكل هذا الجمال وهذا السحر فله
دلالة اخري ان صوتها ليس جميلا فحسب بل انه اجمل واروع الاصوات التي
تذوب بين شفتيها الانغام وكانها خلقت من اجل هذا الصوت فقط ولا سواه

مقال جميل وهذا ليس غريب علي صاحب هذا القلم الذهبي الاستاذ محمد سعيد

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك على هذا المقال الجميل

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

شادية صاحبة الصوت اللملائكي الشجي وبعد كل هذا الاخلاص لفنها استحقت بجدارة اعلى ااوسمة والتكريم

كما اشكر الاستاذ الناقد الكبير محمد سعيد لمقالته التي تثري منتدانا

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

هدى

مقالة جميلة واتعودنا كل الجمال يخطه الاستاذ الكبير حفظه الله ورعاه وشكرا لكما

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

hasan

ومثلما أبدعت في النغم تألقت في الدراما، وإذا اعتبرنا سيدة الغناء العربي وزعيمته الراحلة أم كلثوم هي صاحبة أهم مرجعية تعود إلي آرائها وتعقيباتها في مجال سيادتها وريادتها، فإننا نجد وفي أكثر من موضع علي لسان كوكب الشرق تقديرا معلنا لغناء شادية، حيث تقول أم كلثوم «إن شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات إلي نفسي».

شهادة رائعة من سيدة الغناء العربي شكرا للناقد الكبير والاستاذ الجليل محمد سعيد وشكرا لك يا اخت هدى

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

lovelyshadia

فمن خلال فنها الراقي نقشت اجمل معاني الاعجاب والحب في قلوب جمهورها العريض ومن خلال
احترامها لذاتها ولجمهورها زرعت ورود الاحترام والتقدير التي توجت بها ذاتها الصافية ومن خلال
سطورالصحفي والناقد الجليل محمد سعيد المعطرة زدنا عشقا واحتراما لها ..

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

عاشت الايادي ياغاليه للمقال المهم جدا
الله يعطيك العافيه

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ماجد علي

تسلم ايدك يا غالية على هذا المقال الجميل

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

هدى كتب:: شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل

بقلم الأستاذ...محمد سعيد

شادية... هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل.. نموذج للمرأة العاشقة التي أحبت فنها وأعطته بصدق وعرفت كيف تبحر في بحاره ومتي تبدأ ومتي تتوقف، هي واحدة من قلة نادرة من أصحاب المواهب ممن يمتلكون موهبة مزدوجة، يكاد يتلامس سقف كل منها.. فهي واحدة من أهم من عرفت الشاشة العربية من ممثلات لهن حضور طاغ وكريزما ملحوظة، وهي أيضا واحدة من أشهر وأجمل أصوات الغناء العربي وأكثرهن تميزا.

أعطت شادية في المجالين وتفوقت، بداية من لحظات الميلاد الفني وحتي لحظات ما قبل الاعتزال، وعاصفة التصفيق تلازم حضورها في المسرح وفي حفلات الغناء وأيضا في نجاحات السينما.
ومثلما أبدعت في النغم تألقت في الدراما، وإذا اعتبرنا سيدة الغناء العربي وزعيمته الراحلة أم كلثوم هي صاحبة أهم مرجعية تعود إلي آرائها وتعقيباتها في مجال سيادتها وريادتها، فإننا نجد وفي أكثر من موضع علي لسان كوكب الشرق تقديرا معلنا لغناء شادية، حيث تقول أم كلثوم «إن شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات إلي نفسي».

ولما كان عملاق الرواية العربية الأديب العالمي نجيب محفوظ صاحب تجربة سينمائية ممتدة سواء في أعماله الأدبية التي تحولت إلي أعمال سينمائية أو في أعماله التي كتبها في الأصل للسينما، وفي المجالين قدمت شادية عددا من شخصياته يقول عنها نجيب محفوظ: «إن شادية ممثلة عالية القدرة وقد استطاعت أن تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه في نقل الصورة من البنيان الأدبي إلي الشكل السينمائي، وكانت «حميدة» في «زقاق المدق» صورة لتلك القدرة الفائقة التي لا أتصور غيرها قادرا علي الإتيان بها، وهي كذلك أيضا في غير أعمالي فقد رأيتها في بداياتها في دور الأم المطحونة المضحية في فيلم «المرأة المجهولة» وتصورت أن بمقدورها أن تحصل علي جائزة «الأوسكار» العالمية في التمثيل لو تقدمت إليها.

وما قالته أم كلثوم وما قاله نجيب محفوظ قالته أيضا الجماهير العربية التي ظلت تتابع عطاء شادية في الغناء والتمثيل ومازالت تتجاوب مع تراثها الفني حتي بعد ما يقرب من 15 عاما علي قرارها الاعتزال والتوقف عن تقديم الجديد والتفرغ لحياتها الحالية، حيث الحرص علي العبادات والاشتغال بأعمال الخير.

ظلت شادية نجمة الشباك الأولي في السينما العربية ولحقبة تزيد علي ربع قرن ومنذ أفلام البدايات، وذلك وفق إحصاء دقيق قدمه الكاتب الراحل سعد الدين توفيق في كتابه «تاريخ السينما العربية» الصادر في منتصف السبعينيات الأخيرة، الأمر الذي يعني أن شادية لم تتفوق فقط علي مستوي ما قدمت من أعمال، لكنها تفوقت أيضا في حفاوة استقبال الجماهير لفنها وحتي الآن وسواء في مبيعات اسطوانات وأشرطة أغنياتها أو أفلامها ومسرحيتها الوحيدة، بل إن من يريدون التسلل إلي قلوب الناس من فناني الغناء الحالي يطرقون الأبواب إلي قلوب الجمهور من باب شادية، والدليل كثرة تقديم أعمالها في اجتهادات جديدة، ومنها ما يظهر في الفضائيات تحت عنوان شادية.. مطربة الزمن الجميل أو ما يظهر للناس من ألبومات غنائية مثل تلك المجموعة المسماة «وحشتينا يا شادية ».
ومثل هذا النجاح الذي كان لـ «شادية» في أعوام العطاء وتحقيق الاستجابة، نجد له مردودا اليوم وهي في حال الاعتزال، تهجر الأضواء بإرادتها وتتحرر من قيود ممارسة الفن، بينما جمهورها لم يزل محبا لها، يحرص علي فنها ويتابعه ويتخذ من نفسه محاميا عنها إذا ما امتدت سهام طائشة لهذا العطاء الجميل وبعدما قررت شادية الصوم عن الكلام المباح وغير المباح وتركت الفن رافضة كل الإغراءات بالعودة أو حتي لحديث الذكريات!

ما السر في تلك العلاقة الحميمة بين هذه النجمة وعشاق فنها؟

إن في شادية.. الاسم والمعني والتجربة والعطاء الإجابة عن تساؤلنا، لأن تفاعل الفنان مع عصره يفرض عليه أن يوائم بين شخصه كفرد، يعبر بعطائه الفني عن نفسه في المجتمع الذي يعيش فيه أصدق تعبير علي المستوي الفردي، وبين شخصه كفنان يعبر بإنتاجه عن المجتمع الذي يعيش فيه أصدق تعبير اجتماعي، وهكذا كان السلوك الإنساني والفني لـ «شادية»، وبحيث يستحيل الفصل بين المدلول الفردي والمدلول الاجتماعي، وبمعني أعمق المدلول الإنساني لتعبير الفنان عن عطائه وما يصدر عنه من فن.

عاشت شادية فيما قدمت من فن جميل احتضنته الأسماع وعشقته العيون، وكأنها تعي مقولة الأديب الكبير تولستوي، فالفن عندها يبعث في النفس السرور والبهجة لأنه وسيلة لاتحاد الناس بعضهم ببعض، فهو الذي يجمع بينهم في مشاعر موحدة، ولا غني عنه للحياة والتقدم ونحو هناء الأفراد وسعادة الإنسانية، وهكذا وصفنا شادية في سطور عنها في كتاب «أشهر مائة في الغناء العربي» بأنها استطاعت أن تقيم علاقتها مع الفن كونه حاجة للذات مثلما هو حاجة للمجتمع، وقد تميزت بإتقان مهارة الحضور وأوجدت بذكائها الفطري وحسها الاجتماعي وثقافتها وإخلاصها وصدقها مع نفسها، ومع من يتعاملون معها ومع من يستقبلون فنها، فأوجدت بذلك نوعا من التوازن المأمول لكي يتحول الفنان إلي رمز.

فعلا شاديتنا هي رمز واي رمز الحنان والحب والاخلاص والتفاني لتقديم كل ما مفيد وقيم لجمهورها وبقدر ما احترمت جمهورها احترمها بالفترتين المسيرة الفنية واعتزالها ربنا يخليها لنا

وشكرا لكاتب المقالة الاستاذ محمد سعيد ولناقلته الاخت هدى

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نشأت

شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل

بقلم الأستاذ...محمد سعيد

شادية... هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل.. نموذج للمرأة العاشقة التي أحبت فنها وأعطته بصدق وعرفت كيف تبحر في بحاره ومتي تبدأ ومتي تتوقف، هي واحدة من قلة نادرة من أصحاب المواهب ممن يمتلكون موهبة مزدوجة، يكاد يتلامس سقف كل منها.. فهي واحدة من أهم من عرفت الشاشة العربية من ممثلات لهن حضور طاغ وكريزما ملحوظة، وهي أيضا واحدة من أشهر وأجمل أصوات الغناء العربي وأكثرهن تميزا.

أعطت شادية في المجالين وتفوقت، بداية من لحظات الميلاد الفني وحتي لحظات ما قبل الاعتزال، وعاصفة التصفيق تلازم حضورها في المسرح وفي حفلات الغناء وأيضا في نجاحات السينما.
ومثلما أبدعت في النغم تألقت في الدراما، وإذا اعتبرنا سيدة الغناء العربي وزعيمته الراحلة أم كلثوم هي صاحبة أهم مرجعية تعود إلي آرائها وتعقيباتها في مجال سيادتها وريادتها، فإننا نجد وفي أكثر من موضع علي لسان كوكب الشرق تقديرا معلنا لغناء شادية، حيث تقول أم كلثوم «إن شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات إلي نفسي».

ولما كان عملاق الرواية العربية الأديب العالمي نجيب محفوظ صاحب تجربة سينمائية ممتدة سواء في أعماله الأدبية التي تحولت إلي أعمال سينمائية أو في أعماله التي كتبها في الأصل للسينما، وفي المجالين قدمت شادية عددا من شخصياته يقول عنها نجيب محفوظ: «إن شادية ممثلة عالية القدرة وقد استطاعت أن تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه في نقل الصورة من البنيان الأدبي إلي الشكل السينمائي، وكانت «حميدة» في «زقاق المدق» صورة لتلك القدرة الفائقة التي لا أتصور غيرها قادرا علي الإتيان بها، وهي كذلك أيضا في غير أعمالي فقد رأيتها في بداياتها في دور الأم المطحونة المضحية في فيلم «المرأة المجهولة» وتصورت أن بمقدورها أن تحصل علي جائزة «الأوسكار» العالمية في التمثيل لو تقدمت إليها.

وما قالته أم كلثوم وما قاله نجيب محفوظ قالته أيضا الجماهير العربية التي ظلت تتابع عطاء شادية في الغناء والتمثيل ومازالت تتجاوب مع تراثها الفني حتي بعد ما يقرب من 15 عاما علي قرارها الاعتزال والتوقف عن تقديم الجديد والتفرغ لحياتها الحالية، حيث الحرص علي العبادات والاشتغال بأعمال الخير.

ظلت شادية نجمة الشباك الأولي في السينما العربية ولحقبة تزيد علي ربع قرن ومنذ أفلام البدايات، وذلك وفق إحصاء دقيق قدمه الكاتب الراحل سعد الدين توفيق في كتابه «تاريخ السينما العربية» الصادر في منتصف السبعينيات الأخيرة، الأمر الذي يعني أن شادية لم تتفوق فقط علي مستوي ما قدمت من أعمال، لكنها تفوقت أيضا في حفاوة استقبال الجماهير لفنها وحتي الآن وسواء في مبيعات اسطوانات وأشرطة أغنياتها أو أفلامها ومسرحيتها الوحيدة، بل إن من يريدون التسلل إلي قلوب الناس من فناني الغناء الحالي يطرقون الأبواب إلي قلوب الجمهور من باب شادية، والدليل كثرة تقديم أعمالها في اجتهادات جديدة، ومنها ما يظهر في الفضائيات تحت عنوان شادية.. مطربة الزمن الجميل أو ما يظهر للناس من ألبومات غنائية مثل تلك المجموعة المسماة «وحشتينا يا شادية ».
ومثل هذا النجاح الذي كان لـ «شادية» في أعوام العطاء وتحقيق الاستجابة، نجد له مردودا اليوم وهي في حال الاعتزال، تهجر الأضواء بإرادتها وتتحرر من قيود ممارسة الفن، بينما جمهورها لم يزل محبا لها، يحرص علي فنها ويتابعه ويتخذ من نفسه محاميا عنها إذا ما امتدت سهام طائشة لهذا العطاء الجميل وبعدما قررت شادية الصوم عن الكلام المباح وغير المباح وتركت الفن رافضة كل الإغراءات بالعودة أو حتي لحديث الذكريات!

ما السر في تلك العلاقة الحميمة بين هذه النجمة وعشاق فنها؟

إن في شادية.. الاسم والمعني والتجربة والعطاء الإجابة عن تساؤلنا، لأن تفاعل الفنان مع عصره يفرض عليه أن يوائم بين شخصه كفرد، يعبر بعطائه الفني عن نفسه في المجتمع الذي يعيش فيه أصدق تعبير علي المستوي الفردي، وبين شخصه كفنان يعبر بإنتاجه عن المجتمع الذي يعيش فيه أصدق تعبير اجتماعي، وهكذا كان السلوك الإنساني والفني لـ «شادية»، وبحيث يستحيل الفصل بين المدلول الفردي والمدلول الاجتماعي، وبمعني أعمق المدلول الإنساني لتعبير الفنان عن عطائه وما يصدر عنه من فن.

عاشت شادية فيما قدمت من فن جميل احتضنته الأسماع وعشقته العيون، وكأنها تعي مقولة الأديب الكبير تولستوي، فالفن عندها يبعث في النفس السرور والبهجة لأنه وسيلة لاتحاد الناس بعضهم ببعض، فهو الذي يجمع بينهم في مشاعر موحدة، ولا غني عنه للحياة والتقدم ونحو هناء الأفراد وسعادة الإنسانية، وهكذا وصفنا شادية في سطور عنها في كتاب «أشهر مائة في الغناء العربي» بأنها استطاعت أن تقيم علاقتها مع الفن كونه حاجة للذات مثلما هو حاجة للمجتمع، وقد تميزت بإتقان مهارة الحضور وأوجدت بذكائها الفطري وحسها الاجتماعي وثقافتها وإخلاصها وصدقها مع نفسها، ومع من يتعاملون معها ومع من يستقبلون فنها، فأوجدت بذلك نوعا من التوازن المأمول لكي يتحول الفنان إلي رمز.

مقالة جميلة وبها من الصدق لا يوصف وحب شادية بادي للعيان بقلب استاذنا الكبير

شكرا لك وللاستاذ الكبير والناقد الجليل

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

hasan

صدقت يا اخ حسن مقالة صادقة ومن القلب للحبيبة شاديتنا عبر عنه قلم الأستاذ محمد سعيد بحب لا يوصف وبامانة.
شكرا لك غاليتي هدى والشكر الكبير للاستاذ محمد سعيد الجليل.

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

تسلمي يا اختي وفعلا مقالة قيمة جدا وشكرا لكاتب المقالة ولواضعها

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

hasan

نورتم الموضوع والتاقد الصحفي الاستاذ محمد سعيد احسن واعظم من كتب عن

لان شعوره صادق وكلماته السهل الممتنع الف شكر للاستاذ الجليل

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

هدى

حبها لفنها واحترامها له ومن خلال صوتها الحنون الدافئ تملكت قلوبنا شهادة رائعة بحق الحبيبة شادية1 حفظها الله لنا
تسلم ايدك غاليتي لهذه المقالة الرائعة التي خطت بانامل ماسية للناقد الكبير والاستاذ الجليل محمد سعيد

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

بعد كل هذا لايوجد كلام
شكرا لاستاذنا محمد سعيد
من اهم المعجبين بالرقيقة شادية

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

محمد الصباح

صدقوني يا جماعة لما ارى مقالة من مقالات استاذنا الحبيب وراعي منتدانا الاغر اكون سعيدا جدا لان كل كلمة يخطها قلمه العطر تدل وتشم من رائحته حبه الكبير لشاديتنا الغالية حفظها الله

الموضوع الأصلى : شادية.. هذا الاسم الجميل في زمن الفن الجميل( ردود وتعليقات) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

hasan