عالم الاحلام الطفولي...

بعد يوم طويل متعب رحت أداعب النوم لعله يزور أجفاني

لكنه أعلن تمرده علي

بعد مد و جزر بأفكار رحلت بها نحو عالم من التخيلات الممزوجه بالأحلام المتمنيات
تراءت لي بعضها ..

قد تكون تخيلات طفولية سكنت عقل امراة تعيش حياتان بين كونها شابة ..

و بين كونها طفلة ما زالت ترسم بألوانها الشمعية على ورقة نقية

"بيت ..

شجرة ..

وردة..

و طير..

يحلق في سماء تحتويها غيمة و تعلوها شمس صفراء باسمة".

لتشاركوني تخيلاتي وطفولتي

ما لو كنت غيمـة ؟
إلى أين سأذهب؟
إلى أين سيأخذني صديقي الريح؟
هل إلى بلدأنا تمنيت زيارتها؟
هل سأرى ما يعجبني؟
أم سأرى حرب , دماء و دموع؟
هل سأستقر في مكان واحد
أم سأتنقل إلى ما لا نهاية؟
وكم من المرات سألبس اللون الأسود ..
و كم من المرات سأسكب دموع ممطرة؟ لا ..
لا أريد أن أكون غيمة..

مـآذآ لو كنت وردة ؟
كم من الأشخاص سيتغزل بي؟
و كم من النساء سيغرين بجمالي؟
كم منهم سيعجب برائحة عطري الزكية الذي لا يوجد مثيل له بين العطور الفرنسية أو العربية ..
لكن لحظة ماذا سيحدث أن أُعجب بي أحدهم
و قرر أن يقطفني و يبعدني عن أسرتي ..
لن أتحمل ذلك ..
سأذبل حتى الموت ..
لا لا .. لا أريد أن أكون وردة.

مـآذآ لو كنت شجـره ؟
آه.. كم سأكون معطاءة .. مثمرة ..
لن أبخل على أحد بثماري ..
سأعطي الغني و الفقير ..
سأكون تلك الشامخة الكريمة ..
سأتباهى بطولي و بأوراقي الخضراء ..
لكن لحظة ماذا لو غدر بي الزمن و قرر الريح أن يسلب ما لدي ..
فيترك أغصاني عارية بلا أوراق تغطيها ولا ثمار تحملها ..
لا .. صعب أن أكون شجرة..

مـآذآ لو كنت طير ؟
سأكون حرة .. نعم حرة ..
سأحلق بجناحي عاليا فالفضاء ..
سأجول العالم ..
سأمرح .. سأفرح و أغرد ..
لكن ماذا لو قرر أحدهم اصطيادي
ليضعني حبيسة قفص ذو أسلاك ذهبية ..
لن أتحمل كوني أسيرة لدى أحدهم ..
لا أريد أن أكون طير..

مـآذآ لو كنت بيت ؟
آه كم سأفرح لأني سأكون المأوى و الملجأ ..
لأم و أب .. ابن و ابنة ..
سأشعرهم بالراحة و الطمأنينة ..
سيشتاقون إلي كلما غادروني ..
لكن ماذا لو زاد عددهم و كبروا؟
ماذا لو قرروا أن يرحلوا إلى مكان آخر ..
إلى بيت أكبر و تركوني وحيدة .. مهجورة ..
لا صوت ولا ضحكات ..
سوى غبار يملأ أركاني ..
لا أتمنى أن أكون كذلك..

مـآذآ لو كنت شمس ؟

سأمد جميع الكائنات بالطاقة و الحرارة ..

سأدفئهم و سألهبهم قليلا بألسنة ألهبتي الحارقة إن أغضبوني ..

سيشتاقون لي إن غبت ..

لكن لحظة لن يريد أحد أن يصادقني و يمسك بيدي ..

لأني أؤذي كل من يقترب مني ...

لاااااااا ما هذه التخيلات؟؟؟

أتدرون .. الأفضل أن أكون على ما أنا عليه ..
فلدي بعض من صفات كل من الغيمة , الوردة , الشجرة , الطير ,
البيت و الشمس و الحمد لله..

الاحلام جميله ...وممتعه
فلا بأس أن نغوص ببحرها لكن الواقع يفرض علينا أن نرضى بما نحن عليه و بما لدينا و نحمد الله ونشكره على نعمه ..
فكثيرون يتمنون أن يملكوا جزء مما لدينا .. سواء إن كانت أشياء مادية أم صفات و عادات تملكها..

لكنهم يفتقدونها .

الموضوع الأصلى : عالم الاحلام الطفولي... المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine