نلتقى فى هذا الموعـــــــــــــــــــتد

نلتقى في هذا الموعد
قال: تأخرت هذا العام
قلت: الربيع تأخر
والحقيقة؟
لم اكن أتوقع انك تنتظرني.
بعد كل هذه السنين لا انتظرك!!!؟
بسبب كل هذه السنين لا تنتظرني!
منذ متى ونحن نلتقى في هذا الموعد
أربعة عشر عاما أو اكثر
خمسة عشر عاما..ولاحظت انك في السنين الأخيرة تتأخرين عن موعدنا.
مشاغل الحياة
والحقيقة؟
بدأت اشك انك تنتظرني أو تجاملني.. لا احب المجاملات في المشاعر.. ولماذا آنت لا تتحدث؟
تعودت انك آنت آلتي تدعونني كل ربيع.. والحقيقة آنا أيضا أحيانا اشك انك تنتظرينني.. أو تجاملينني.
أننا نكبر.
نكبر معا وسنظل نلتقى آلي آن تنتهي حياتنا أليس كذلك؟
وإذا رحلت قبلك؟
سأحضر آلي مكاننا وستكونين معي بروحك.
سأفعل هذا إذا آنت رحلت قبلي .
ما هذا الحديث عن الفناء ! التقينا لنحتفل بربيع حياتنا الذى دائما يتجدد
نحتفل بربيع الطبيعة .. لا اكثر .
بالرغم من مسحة التشاؤم آلتي بلا مبرر.. آنت كما آنت.. كما جئنا هنا من خمسة عشر عاما.

نعم أتذكر.. كان الجو رائعا مثل اليوم ورائحة الشجر المورق والأزهار في الحديقة الصغيرة المقابلة لمكان عملنا تتحدى الجدران وتداعب أنوفنا كان منهمكا في عمله وكنت منهمكة.
لكن فجأة شعرت بإنهاك من الأوراق أمامنا.. قلت له:
ماذا لو انتهينا من هذا الورق وخرجنا آلي المزارع.. آلي الطبيعة.. اشعر برغبة عجيبة آن أجرى فوق زرع اخضر أنام تحت شجرة.. اشعر برغبة آن أحقق هذا معك آنت.. نظر آلي طويلا وقال لنفعل.. بسيارته العتيقة آلتي كنا نضحك منها جئنا آلي هذا الموقع.. جرينا واستلقينا تحت شجرة تماما كما رغبت وكانت رعشة نظراتنا تقول كل شئ .. لم نتعجب لهذا الشيء الجديد الذي حدث لزمالتنا وصداقتنا.. كان نداء الطبيعة أقوى من آن نتعجب.

قلت : رائحة الزرع وتفتح الطبيعة تسرى في نفسى وجسدي.
آنت كما آنت..
أريد آن اعرف ماذا يقول حارس البيت العجوز عنى!
زائرة الربيع آلتي لاتخلف موعدها.

في ذلك اليوم على جانب الطريق المشجر وجدنا هذا البيت الصغير الأبيض . قال انه يود آن يمتلك مثله.. سال الرجل الذي كان جالسا على بابه لمن هذا البيت؟
قال انه للإيجار صاحبه بنى آخر اكبر وترك هذا لمن يريده عشرة جنيهان باجرة الحارس.
قلت بمرح : ادفع خمسة وآنت خمسة.
قال الحارس انه سيحضر لنا عقد البيت وعلينا آن نذهب له في اليوم التالي.
قلنا سنحضر وسرنا.. ولكننا لم نذهب ولم نتحدث بعدها عن البيت.. وانشغل كل منا بحاله وعمله.
وفى العام التالي عندما جاء الربيع ودغدغت رائحته حواسنا.
قلت له : ماذا لو ذهبنا آلي حيث كنا في الربيع السابق.
قال : انه كان ينتظر بشوق دعوتي.. وذهبنا ومررنا بالبيت الصغير قال يبدو انه مازال خاليا.. نظر إلينا الحارس طويلا وسألنا لماذا لم نحضر كما وعدنا؟
تعجبنا لتذكره وسألناه هل مازال خاليا ؟ قال انه وعدنا آن ينتظرنا.. قلت لابد آن أحدا لم يأت ليؤجره.. فرمنى بنظره مؤنبه وقال انه وعدنا.. وانتظرنا ومازال العقد في جيبه..أخذنا العقد ودخلنا البيت بمفروشاته البسيطة سعدنا.. وتعلمنا من الرجل البسيط كيف نحافظ على وعودنا.. وكان لقاؤنا الأول.. لم نتعجب لهذا الشيء الجديد الذي حدث لزمالتنا وصداقتنا وإعجابنا.. كان نداء الطبيعة أقوى من آن نتعجب.

قال : لا تدرى فرحتي عندما يأتي الربيع وتأتى زائرته .
أحيانا يخيل آلي انك نسيتني أو أنني نسيتك.. انشغالنا بحالنا وعدم وجودنا ألان في مكان عمل واحد .
عندما أشم رائحة الربيع يخيل آلي أنني أشم رائحتك آنت .. أخاف آلا تحدثيني .. تكوني مثلا ارتبطت .
تأتيني نفس المشاعر والمخاوف نحوك .
لماذا لا تحدثينني دائما.. أو لا أحدثك آنا ؟
ربما تريد آن تبقى مشاعرنا كما هي .. ونلتقى مرة كل ربيع او مشاغل الحياة تجرفنا .
كيف تعشين حياتك ألان ؟
الأهل يرحلون أو يتفرقون.. الأصدقاء ينشغلون بمشاكل حياتهم وغربتي في هذا العالم تزداد حتى أنني كثيرا ما أجد أنني غريبة مع نفسي .
أصبحت في حاجه آلي صحبه دائمة.. حقيقته أقول لك سر آنت الشيء الوحيد الحقيقي في حياتي .
وآنت الحلم الحلو الذي يزورني كل ربيع ويعطيني القوة على الاستمرار .
ماذا لو عشنا معا كل فصول الطبيعة؟
ربما تتغير مشاعرنا أو نزهق من وجودنا.. أو نندم .
نخاف من مشاعرنا الحلوة.. أننا جبناء أو بخلاء.......
آنت في حاجه آلي صحبه دائمة وآنا في حاجه آلي من يخرجني من غربتي.. حقيقة...لم.....لا ....؟

يا حارس البيت العجوز قررنا آن نرتبط ونشترى البيت هل تبارك ارتباطنا؟
ابتسمت تجاعيد وجه الرجل لكن نظرته كانت شكاكة.. واختفى عنا .. عاد ومعه رجلان موثق عقود وصاحب البيت قال العجوز مبتسما انه لا يضمن عمره لعام قادم ويريد آن يطمئن علينا وعلى من سيهتم بالبيت من بعده.. ونفذت أرادته قرارنا.. لم نتعجب لهذا الشيء الجديد الذي حدث لزمالتنا وصداقتنا وإعجابنا وعلاقتنا كان نداء الطبيعة أقوى من آن نتعجب

الموضوع الأصلى : نلتقى فى هذا الموعـــــــــــــــــــتد المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ساره