قصة حياتي ...نعيمة عاكف

ان حياتي الاولى كانت مملوءة بالاشواك التي يقدر سواي على المسير عليها وتحمل وخزها..
انا من مواليد 8 اكتوبر 1930 رايت النور في حارة متفرعة من باب الخلق اسوا استقبال وكانو
لوكانت لديهم الشجاعة وقتذاك ان يخمدو انفاسي ويستريحو من زيادة متاعبهم ..كانت امي تطمع في
ولد وكان ابي يشاركها في هذا الطمع ولعله الشئ الوحيد الذي شاءت الظروف ان يتفقا عليه.فقد كانا
دائمي الخلاف والشجار لا تكاد تمضي ليلة دون ان يتعاركا فكانت امي قد ضاقت ذرعا بالبنات بعد
ان انجبت 3 من قبلي ..فانا سليلة اسرة عريقة في العاب البهلونية فقد كانت امي اشطر بهلونية
وكذلك كان ابي وجدتي وجدي وشقيقاتي جميعهم وكان لنا اكثر من سيرك يحمل اسم افراد الاسرة
ولم تكن السينما قد انتشرت بعد..ولم يكن اهل الريف يعرفون عن السينما الا اسمها ..فكان السيرك
هو مسلاتهم الوحيدة ولهذا كنا نقابل احسن مقابلة وكنا نربح المال الوفير من مهنتنا الشاقة هذه.
ولا ادري كيف تعلمتها ولا الفنون الرياضية العنيفة التي مارستها ردحا طويلا من طفولتي ولكن
الذي اعرفه جيدا انني وانا في سن الثالثة او الرابعة من عمري كنت اظهر امام الجمهور في الارياف
واغني لهم وارقص وكنت اقابل بعاصفة من التصفيق.واذكر ايضا ان هذا النجاح الذي كنت المسه
عند ظهوري امام جمهور الفلاحين قد حفزني الى ان ادخل على ابى وقول له بجد_شايف النجاح
انا محبوبة من الناس ولهذا اطلب منك ان تحدد لي مرتبا اريد اجرا ةالا ساترك السيرك
وكان رد ابي على مطلبي علقة ساخنة ثم قذف بي الى الفراش ..ولم اشا ان ادع الامر يمر فكان
ان جمعت ملابسي وخرجت من السيرك لا الوي على شئ..قابلني بعض زبائن السيرك وعرفوا اني
هاربة فحملوني على اكتافهم وعادوا بي الى السيرك..وعند ئذ قرر ابي ان يخصص لي يومية
قدرها قرشان ان كانت حال السيرك معدن وقرش في ايام البطالة ..ومرت الايام ونحن ننتقل من
بلد الى بلد ومن قرية الى قرية وكنت اسمع واشاهد المشاجرات التي لا تنتهي بين امي وابي ..
وكان ابي محبا للميسر لا يترك طاولة اللعب الا يذهب لها وذات ليلة وبعد ان انتهينا من اداء ادوارنا
في السيرك شاهدنا شجارا ورجال بوليس يحيطون بسيرك ومعهم بعض الافندية جاءو للحجز على
السيرك فقد راهن ابي بالسيرك ومعداته ..جمعت امي حاجاتنا وتركنا السيرك..وسمعت بنا بديعة
مصابني فدعتنا للعمل في صالتها مقابل 15 جنيها وفرحنا ومازلت اتذكر الاحساس الرهيب الذي
شعرت به وانا اظهر لاول مرة امام جمهور بديعة مصابني ..وكانت بديعة ضمتنا الى فرقتها من باب
جبر الخاطر فهي لا يهمها هذا اللون الذي نقدمه وخاصة كان عندها فرقة اجنبية ..ومع ذلك فقد
نجحنا وذات ليلة قالت لنا السيدة بديعة ان الملابس التي نظهر بها حشمة اكثر من اللازم وثارت امي
وتركنا المسرح غاضبين ..وعدنا الى الجوع نقاسيه ونعانيه ثم انتهى بنا المطاف عند علي الكسار
وراينا ان نقوم برحلات الى القاليم ..وتعلمت خلال رحلاتي الرقص والقفز والقاء المونولوجات
ووجدت باب الاذاعة مفتوحا فدخلته لاقي بعض المونولوجات وكان هذا بنسبةلي فتحا مبينا..

الموضوع الأصلى : قصة حياتي ...نعيمة عاكف المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

مسكينة،عاشت سلسلة من المآسي.........مع أننا عندما نشاهدها لا يخطر على بالنا هذا الكم الهائل من المآسي ونعتقد أنها لا تبالي بشيء وأنها في قمة السعادة.........تسلم ايدك أخت نور على هذه المعلومات القيمة

الموضوع الأصلى : قصة حياتي ...نعيمة عاكف المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ghada