عُطيل ديدمونة،

كان للسيناتور الثري برابانتيو ابنة جميلة تدعى ديدمونة، وكان الكثيرون من طبقة النبلاء يودون الزواج منها، لأنها تتمتع بالعديد من الصفات الحميدة، لكن من جانبها هي لم تكن تشعر بالانجذاب تجاه أي احد منهم بالرغم من إنهم من أبناء بلدتها ومن لونها....بالرغم من كل ذلك اختار قلبها رجلاً اسوداً مغربياً، كان والدها معجباً به ويدعوه دائماً إلى بيته.

بالرغم من أن عطيل كان اسود اللون، إلا انه لم يكن ينقصه شيء يؤهله للفوز بقلب تلك الفتاة الرائعة، فقد كان جندياً شجاعاً، ومن خلال ما أظهره من شجاعة نادرة في حروبه الشرسة مع الأتراك، رقي إلى رتبة قائد في خدمة فنيسيا، وقد قدرته الحكومة ووثقت به. كان كثير الأسفار، وكانت ديدمونة-عندما يأتي لزيارتهم- تحب سماعه وهو يحكي عن مغامراته لقد كان يصف المعارك التي شارك بها وكذا الأخطار التي تعرض لها في البر والبحر ونجاته بأعجوبة: وكيف انه اخذ أسيراً من قبل العدو، وتم بيعه كعبد، ثم كيف هرب. وقد حكى لها عن مشاهداته العجيبة إلي شاهدها في البلاد الأخرى: الصحاري الهائلة، الكهوف، الصخور والجبال التي تناطح قممها السحاب وكذا الشعوب المتوحشة من آكلي لحوم البشر، وتلك السلالة من القبائل الإفريقية التي ينمو الشعر بشكل كثيف في كل أنحاء أجسادهم مثلهم في هذا مثل قرود الغوريلا.

شدّت هذه الحكايات انتباه ديدمونه كثيراً، حتى إنها إذا كانت تستدعى لأمر ما سرعان ماكانت تنتهي منه وتعود باشتياق ولهفة لسماع المزيد من هذه الحكايات. ذات مرة طلبت منه أن يحكي لها قصة حياته كلها التي سمعتها من قبل ولكن على أجزاء، وافق عُطيل على هذا الاقتراح، ومن خلال حكاياته عن نفسه جعلها تذرف الدمع الكثير عن بعض المواقف الصعبة التي تعرض لها في صباه، وعندما انتهى من سرد حكايته أقسمت ديدمونة ان كل هذه الحكاية غريبة ورائعة بل ومثيرة للشفقة ايضاً، وقالت له مازحة انه لو كان لديه صديقة يحبها، فينبغي عليه أن يعلمها فقط كيف يقص حكايته وذلك بحذ ذاته كفيل بان يجعله يفوز بها. عندما قالت ذلك فهم عُطيل ماتعنيه، فتكلم بصراحة أكثر عن حبه لها، وحصل على موافقة الفتاة الرائعة على الزواج به سراً.

لم يكن لون عُطيل ولا ثروته من الأشياء التي يضعها برابانتيو في اعتباره لقبوله زوجاً لابنته، فلقد ترك الحرية لابنته لكنه في المقابل كان يتوقع منها ان تختار زوجاً لا يقل مرتبة عن سيناتور مثلما تفعل معظم الفتيات الفينيسيات، فلم يدر في خلده ان تقع ابنته في حب ذلك المقاتل المغربي وان تهب له قلبها. لقد كان دائماً محل تقدير وإعجاب من جانبها أكثر من لون البشرة البيضاء التي يتمتع بها شباب بلدتها من النبلاء الفينيسيين الذين كانوا يودون الزواج منها.

عقد زواجهما سرا، لكنه لم يعد سراً بعد فترة، فقد وصل ذلك إلى سمع والدها العجوز برابانتيو الذي كان في إجتماع مهم لمجلس الشيوخ، وعندها هاجم عُطيل واتهمه بأنه فاز بقلب ابنته بواسطة السحر كي تتزوجه دون موافقة والدها.

لكن حدث في تلك الفترة ان كانت الدولة في حاجة إلى خدمات عُطيل فقد وصلت أنباء بان سفناً تركية كثيرة وضخمة في طريقها إلى جزيرة قبرص بقصد استردادها من الفينيسيين الذين كانوا يسيطرون عليها آنذاك. وكان الاعتقاد السائد بان عُطيل هو انسب رجل يستطيع الدفاع عن قبرص ضد الأتراك..

وهكذا دُعي عُطيل للمثول أمام المجلس، لأمرين أولهما كقائد يحتاجون إليه في مهمة رسمية خطيرة وثانيهما كشخص متهم بالقيام بأعمال ضد قوانين فينيسيا.

استمع الشيوخ بصبر واناه إلى برابانيو تقديراً لسنه وشخصه، فوجه العديد من الاتهامات القاسية إلى عُطيل، لكن عُطيل حكى بالضبط كيف كسب حب ديدمونة وكان يساند حديثه نوع من النبل والأمانة حتى أن رئيس المجلس لم يستطع مقاومة الاعتراف بان قصة تحكى بهذه الطريقة لابد أن يكسب قلب ابنته ايضاً.. وسرعان ما اتضح تماماً أن عُطيل في حبه لديدمونة قد استخدم الأسلوب الشريف الذي يستخدمه الرجال الشرفاء لكسب رضاء النساء الذين يودون الزواج بهم.

وقد ثبت صحة ماقرره عُطيل من خلال ما أكدته ديدمونة نفسها، فقد حضرت إلى المجلس واعترفت صراحة بالتزامها نحو والدها لأنه منحها حق الحياة والعلم، وطلبت منه ان يسمح لها بالاعتراف بواجب رفيع نحو سيدها وزوجها. ولما لم يستطع السناتور العجوز اذانة عُطيل، دعاه وتكلم معه بلغة ارق والين من ذي قبل، وإزاء ماتستوجبه الضرورة سلم ابنته لها وبعد التغلب على تلك المشكلة، وعدهم عُطيل بإنهاء مسالة حرب قبرص سريعاً اما ديدمونة فقد فضلت الشرف الذي منح إياه زوجها على المتع التي يتمتع بها حديثوا العهد بالزواج، فوافقت بكل ترحيب على قيامه بتلك المهمة إذا سمح لها أن تذهب معه.

لم يكد عُطيل وزوجته ينزلان بأرض قبرص، حتى جاءت الأنباء بان عاصفة هوجاء قد اجتاحت السفن التركية وشتتها، وبتالي أصبحت الجزيرة آمنه ولا يخشى عليها من أي هجوم مفاجئ لكن الحرب التي كان على عُطيل أن يعاني منها كانت قد بدأت بالفعل، حيث بدأت السنة أعدائه الشريرة تلوك سيرة السيدة الفاضلة وقد اثبتوا إنهم أكثر خطراً من الأتراك.

لم يكسب ثقة عُطيل الكاملة من بين كل اصدقائة سوى ميشيل كاسيو، ذلك الجندي الشاب من فلورنسا وكان يمتاز بالمرح والمظهر الجيد والحديث اللطيف والتعامل الرقيق مع النساء، كان من النوع الذي يمكن أن يثير غيرة رجل تزوج من فتاة حلوة مثل عُطيل، لكن عُطيل كان يحبه حباً جماً ولايمكنه بالتالي أن يشك فيه طالما هو لا يفعل مالا يقبله شرف أو ضمير فقبل زواج عُطيل من ديدمونة كان يستخدم كاسيو كرسول غرامه إلى ديدمونة لان عُطيل كان يخشى الا تكون لديه القدرة على الحديث الجذاب الذي يسعد الفتيات ويلهب قلوب العذارى، ولهذا فقد وجد هذه الإمكانيات عند صديقة بل انه احياناً كان يطلب من كاسيو أن ينقل إليها مشاعره الغرامية، وكان هذا التصرف البسيط لا يعيب شخصية المغربي الشجاع، بل هو نوع من الأمانة ، فلا غرابة إذن أن تثق ديدمونة الرقيقة في كاسيو وتحبه مباشرة بعد عُطيل.

بقلم تشارلز وماري لامب
ترجمة طارق السقاف

الموضوع الأصلى : عُطيل ديدمونة، المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك على هذه القصة يا نور

الموضوع الأصلى : عُطيل ديدمونة، المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

sirine كتب:: تسلم ايدك على هذه القصة يا نور

شكرا لمرورك

الموضوع الأصلى : عُطيل ديدمونة، المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

بالرغم من كل ذلك اختار قلبها رجلاً اسوداً مغربياً،

يا بختك ياسي حسن هههههههههههه

شكرآ لك نور قصه روعه

الموضوع الأصلى : عُطيل ديدمونة، المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

أرض الجنتين

.بالرغم من كل ذلك اختار قلبها رجلاً اسوداً مغربياً، كان والدها معجباً به ويدعوه دائماً إلى بيته.

مبروك يا حسون الخطوبة من ديدمومة ههههه

تسلم ايدك ياغالية

الموضوع الأصلى : عُطيل ديدمونة، المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

هدى

قصة رائعة
شكرا ور الغالية

الموضوع الأصلى : عُطيل ديدمونة، المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت