التعصّب يهدم جسوراً من التواصل و يجعلنا لا نرى الواقع ويجعل أعيننا لا ترى إلا ما نريد
و يصم الإذن ويفسد حلاوة تذوق الحقيقة
وهو يشعل الطائفية والعنصرية ويميت القلب ويجعل الولاء محكوما بالعصبية
التعصب الأعمى مشكلتنا في الأحداث الحالية ومشكلتنا في الوطن العربن
التعصب ظاهرة قديمة حديثة يرتبط بها العديد من المفاهيم وما زالت هذه الظاهرة تتجدد باستمرارٍِ في عصرنا الحالي وتشكل آفة تدمر الشعوب والأمم.
للتعصب أشكال مختلفة قد يرتبط بعضها ببعض:
التعصب الديني
التعصب العرقي
التعصب الفكري
التعصب للنوع الأجتماعي
التعصب القومي
التعصب القبلي
ولعل اخطر انواع التعصب هو التعصب الديني
فهناك فــرق بين أن يكــون الأنســان متــدينــا ، وبيــن أن يكــون متعصبـــا ..
لأن التعصـــب جهــل ، بينمــا التديــن ألتــــــــــزام .. !
فأن تلتــزم بالفكــر بمعنــى : أن تعيــش فكــرك ورسالتــك .. شـــــيء ،
وأن تتعصــّــب له بمعنــى : أن تمنــع الآخــر من أن يناقشــك في فكــرك .. شـــيء آخـــر !
ولــذلك فالتعصــب لا يمكــن أن يكــون تــدينــا ..
كمــا أنّ الأنســان المؤمــن هو أنســان ملتــزم وليــس متعصبــــا ..
أمــّـا الأنســان المتعصــب ، فهو أنســان لا يعيــش فكــره ورسالتـــه ..
وهــو أنســان محبــوس في زنــزانــة ذاتــــه ، فليـس ما يملكــه علمــا ، بل هي ذات فارغــة معقــّــدة ، تحســـب ما لديــها علمـــا .. !!
انّ مشكلــة الكثيــرين للأســف هي أنــّهم لا يفهمــون الدين بل يحبـــّونه عاطفــة ..
وعنــدما نحـب الدين أو أي شــيء عاطفـــة ، فأنــّــه يتحـــوّل الى تعصـــّــب ..
ولــذلك فأن جهــل الأنســان بفكــره ورسالتــه مع الجانـــب العاطفــي .. يحـــوّلـه الى أنســـان متعصــّـب .. !
انّ التعصــّـب حالــة ضعـف في الأمــّـــة ، تنطلــق من حالــة جهــل ..
ولــذلك ينبغــي أن نفتــح باب العلــم للنــاس في كــل ما ينتمــون اليــه ، وفي كل ما يعيشــون حركتــه ، فأننــا بذلــك نخفــّــف الكثيــر من التعصــّــب اذا لم نلغــــــــه
وقد حذر الاسلام من التعصب وهو ينفر أشد النفور من الغلو ويحذر منه ويقول سبحانه و تعالى ( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق).
لا أمل لعالمنا في غياب المحبة والتسامح واحترام الآخرين.
و لا بدّ من القول أن المتعصبين لهم تواجدٌ ملحوظٌ بين جميع الطوائف والمذاهب والديانات،
ومن منّا يودّ إكرام عقيدته فليكرمها بطيب معشره وبحسن تعامله وطاعة ربه والالتزام بما امره به الخالق