الطفيليون في المجتمع
يخطئ من يظن ان مجتمعنا اليوم مرتب وفق تراتبيه عادله او حتى منصفه , ويخطئ من يظن ان
المراتب الاجتماعيه والالقاب الرسميه هي مقياس حضاره اي مجتمع كان ,
اذ ليس ضروريا ان يكون المتعلم خريج ارقى الجامعات , ومن قطع شوطا في ميادين العلم والفن
دائما عماد صالح , وبذره حسنه لانتصاب شجره الحكمه.
فهناك الاشخاص المختبئين من الطبقات المرذوحين بين كثبان الناس الذين يبنون على اكتاف غيرهم
دربا للرياء والظهور, واخيرا لللوصول لمرادهم . فهؤلاء كما احب تسميتهم الاتكالين او "
الطفيلين " .
واذ رجعنا الى قواميس اللغه وجدنا ان كلمه "طفيلي" او "تطفل" تعني من يدخل وليمه ليس مدعوا
لها , او نبات او حيوان يعيش على ما هو حي مثل القمله والبرغوث . هذا هو المعنى الصحيح
الدقيق لكلمه طفيلي , وقد اساء كثيرون فهم هذه الكلمه حتى صاروا يطلقونها على الطبقه الدنيا من
الناس, الفقراء والمنكوبين حتى نسوا ان الطفيلين مدسوسون حولهم ,ملاصقين لهم يحفرون لكي
يجدوا هفوات غيرهم , فيستعملونها سلاحا للعلو .
في الواقع هؤلاء الفقراء المنكوبين المتروكين فرائس للقدر لا يقتربون ولو قليلا من المعنى الحقيقي
للطفيلين.
وتدخل في كلمه متطفل معاني الاستغلال والاتكال , فالمتطفل كالعلقه الماصه لحيويه الانسان , لا
تتركه الا بعد التأكد من غرز انيابها وانتزاع الطبقه الايجابيه التي تغطي الانسان وتلقيه طلائعيا
. فالأنسان مغطى بقشره الارض الفانيه مع زوال هذه القشره يبدأ الانسان بالهوان تتدريجيا ,
والطفيليون يعتاشون بدورهم على هذا.
ولو نظرنا الى الطبقه الحاكمه في مجتمعنا لأدركنا امتلائها بأشخاص طفيلين عديمي الكفاءه,يجعلون
من النزاعات حول السلطه منفذا لتسربهم الى النظام الادراي . ويسألون بعدها متى ستقوم وتعود
حضارتنا مرجع صلبا في العالم, متى ستتوغل اكتشفاتنا العالم بدل فضائحها...
فهؤلاء الطفيلين يقعون ضحايا الحرب الفكريه التي زرعت نواتها واثيرت من قبل ذوي المصالح.
يحتلون مجتمعنا بعد وصولهم بطرق غير شرعيه الى مناصب السلطه , وبعدها يبدأون بالتلعثم عند
مطب , والشعب يستمد منظوره منهم لذلك ينتقل لنا منظور مشوها مكسورا يغلفه الغبار
.
وكلمه اخيره احرقوا هذه العلقات قبل فوات الأوان.