الدولة : العمر : 54 عدد الرسائل : 10712تاريخ التسجيل : 15/12/2007المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
موضوع: قصص الموروث الشعبي الخميس 11 مارس 2010 - 17:39
{من روائع ألف ليلة وليلة}
قصة التاجر والعفريت
قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أنه كان تاجر من التجار كثير المال والمعاملات في البلاد قد ركب يوماً وخرج يطالب في بعض البلاد , فاشتد عليه الحر فجلس تحت شجرة وحط يده في خرجه وأكل كسرة كانت معه وتمرة , فلما فرغ من أكل التمرة رمى النواة وإذا هو بعفريت طويل القامة وبيده سيف , فدنا من ذلك التاجر وقال له : قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي , فقال له التاجر: كيف قتلت ولدك , قال له : لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضي عليه ومات من ساعته فقال التاجر للعفريت : اعلم أيها العفريت أني علي دين , ولي مال كثير وأولاد وزوجة , وعندي رهون فدعني أذهب إلى بيتي وأعطي كل ذي حق حقه ثم أعود إليك ولك علي عهد وميثاق أني أعود إليك فتفعل بي ما تريد والله على ما أقول وكيل .
فاستوثق منه الجني وأطلقه , فرجع إلى بلده وقضى جميع تعلقاته وأوصل الحقوق إلى أهلها وأعلم زوجته وأولاده بما جرى له , فبكوا وكذلك جميع أهله ونساءه وأولاده, وأوصى وقعد عندهم إلى تمام السنة ثم توجه وأخذ كفنه تحت إبطه وودع أهله وجيرانه وجميع أهله , وخرج رغماً عن أنفه وأقيم عليه العياط والصراخ , فمشى إلى أن وصل إلى ذلك البستان , وكان ذلك اليوم أول السنة الجديدة . فبينما هو جالس يبكي على ما يحصل له وإذا , بشيخ كبير قد أقبل عليه ومعه غزالة مسلسلة , فسلم على هذا التاجر وحياه وقال له :
ما سبب جلوسك في هذا المكان وأنت منفرد وهو مأوى الجن ? فأخبره التاجر بما جرى له مع ذلك العفريت وبسبب قعوده في هذا المكان فتعجب الشيخ صاحب الغزالة وقال: والله يا أخي ما دينك إلا دين عظيم وحكايتك حكاية عجيبة لو كتبت بالإبر على آفاق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر , ثم أنه جلس بجانبه
وقال والله يا أخي لا أبرح من عندك حتى أنظر ما يجري لك مع ذلك العفريت .ثم أنه جلس عنده يتحدث معه , فغشي على ذلك التاجر , وحصل له الخوف والفزع والغم الشديد والفكر المزيد وصاحب الغزالة بجانبه , فإذا بشيخ ثان قد أقبل عليهما ومعه كلبتان سلاقيتان من الكلاب السود. فسألهما بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مأوى الجان , فأخبراه بالقصة من أولها إلى آخرها , فلم يستقر به الجلوس حتى أقبل عليهم شيخ ثالث ومعه بغلة زرزورية , فسلم عليهم وسألهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان , فأخبروه بالقصة من أولها إلى آخرها . وبينما كذلك إذا بغبرة هاجت , وزوبعة عظيمة قد أقبلت من وسط تلك البرية , فانكشفت الغبرة , وإذا بذلك الجني وبيده سيف مسلول , وعيونه ترمي بالشرر فأتاهم وجذب ذلك التاجر من بينهم وقال له : قم أقتلك مثل ما قتلت ولدي وحشاشة كبدي . فانتحب ذلك التاجر وبكى وأعلن الثلاثة شيوخ بالبكاء والعويل والنحيب , فانتبه منهم الشيخ الأول وهو صاحب الغزالة وقبل يد ذلك العفريت وقال له : يا أيها الجني وتاج ملوك الجان إذا حكيت لك حكايتي مع هذه الغزالة ورأيتها عجيبة ,
أتهب لي ثلث دم هذا التاجر ? قال: نعم يا أيها الشيخ إذا أنت حكيت لي الحكاية ورأيتها عجيبة وهبت لك ثلث دمه فقال ذلك الشيخ الأول: اعلم يا أيها العفريت أن هذه الغزالة هي بنت عمي ومن لحمي ودمي وكنت تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحو ثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية , فرزقت منها بولد ذكر كأنه البدر إذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين وأعضاء كاملة , فكبر شيئاً فشيئاً إلى أن صار ابن خمس عشرة سنة , فطرأت لي سفرة إلى بعض المدائن , فسافرت بمتجر عظيم , وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكهانة من صغرها , فسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت , الجارية أمه بقرة , سلمتها إلى الراعي ثم جئت أنا بعد مدة طويلة من السفر فسألت عن ولدي وعن أمه , فقالت لي : جاريتك ماتت وابنك هرب ولم أعلم أين راح , فجلست مدة سنة وأنا حزين القلب باكي العين إلى أن جاء عيد الضحية , فأرسلت إلى الراعي أن يخصني ببقرة سمينة وهي سريتي التي سحرتها تلك الغزالة , فشمرت ثيابي وأخذت السكين بيدي وتهيأت لذبحها فصاحت وبكت بكاء شديداً فقمت عنها وأمرت ذلك الراعي فذبحها وسلخها فلم يجد فيها شحماً ولا لحماً غير جلد وعظم فندمت على ذبحها حيث لا ينفعني الندم , وأعطيتها للراعي وقلت له : ائتني بعجل سمين فأتاني بولدي المسحور عجلاً , فلما رآني ذلك العجل قطع حبله وجاءني وتمرغ علي وولول وبكى فأخذتني الرأفة عليه وقلت للراعي : ائتني ببقرة ودع هذا . وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . فقالت لها أختها : ما أطيب حديثك وألطفه وألذه وأعذبه فقالت : وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك , فقال الملك في نفسه : والله ما أقتلها حتى أسمع بقية حديثها .
ثم إنهم باتوا تلك الليلة إلى الصباح متعانقين فخرج الملك إلى محل حكمه وطلع الوزير بالكفن تحت إبطه ثم حكم الملك وولي وعزل إلى آخر النهار , ولم يخبر الوزير بشيء من ذلك , فتعجب الوزير غاية العجب ثم انفض الديوان ودخل الملك شهريار قصره . وفي الليلة الثانية , قالت دنيازاد لأختها شهرزاد : يا أختي أتممي لنا حديثك الذي هو حديث التاجر والجني . قالت حباً وكرامة إن أذن لي الملك في ذلك . فقال لها الملك : احكي . فقالت : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أنه لما رأى بكاء العجل حن قلبه إليه وقال للراعي : ابق هذا العجل بين البهائم . كل ذلك والجني يتعجب من ذلك الكلام العجيب , ثم قال صاحب الغزالة : يا سيد ملوك الجان كل ذلك جرى وابنة عمي هذه الغزالة تنظر وترى وتقول : اذبح هذا العجل فإنه سمين , فلم يهن علي أن أذبحه وأمرت الراعي أن يأخذه وتوجه به ففي ثاني يوم وأنا جالس وإذا بالراعي أقبل علي وقال : يا سيدي إني أقول شيئاً تسر به ولي البشارة , فقلت : نعم , فقال : أيها التاجر إن لي بنتاً كانت تعلمت السحر في صغرها من امرأة عجوز كانت عندنا فلما كنا بالأمس وأعطيتني العجل دخلت به عليها فنظرت إليه ابنتي وغطت وجهها وبكت ثم إنها ضحكت وقالت : يا أبي قد خس قدري عندك حتى تدخل علي الرجال الأجانب فقلت لها : وأين الرجال الأجانب ? ولماذا بكيت ? وضحكت فقالت لي : إن هذا العجل الذي معك ابن سيدي التاجر ولكنه مسحور وسحرته زوجة أبيه هو وأمه فهذا سبب ضحكي , وأما سبب بكائي فمن أجل أمه حيث ذبحها أبوه . فتعجبت من ذلك غاية العجب , وما صدقت بطلوع الصباح حتى جئت إليك لأعلمك , فلما سمعت أيها الجني كلام هذا الراعي خرجت معه وأنا سكران من غير مدام من كثرة الفرح والسرور والذي حصل لي إلى أن أتيت إلى داره فرحبت بي ابنة الراعي وقبلت يدي ثم إن العجل جاء إلي وتمرغ علي فقلت لابنة الراعي : أحق ما تقولينه عن ذلك العجل , فقالت : نعم يا سيدي إيه ابنك وحشاشة كبدك , فقلت لها : أيها الصبية إن أنت خلصتيه فلك عندي ما تحت يد أبيك من المواشي والأموال , فتبسمت وقالت : يا سيدي ليس لي رغبة في المال إلا بشرطين : الأول أن تزوجني به والثاني : أن أسر من سحرته وأحبسها وإلا فلست آمن مكرها . فلما سمعت أيها الجني كلام بنت الراعي , قلت : ولك فوق جميع ما تحت يد أبيك من الأموال زيادة وأما بنت عمي فدمها لك مباح . فلما سمعت كلامي , أخذت طاسة وملأتها ماء ثم أنها عزمت عليها ورشت بها العجل وقالت : إن كان الله خلقك عجلاً فدم على هذه الصفة ولا تتغير وإن كنت مسحوراً فعد إلى خلقتك الأولى بإذن الله تعالى . وإذا به انتفض ثم صار إنساناً فوقعت عليه وقلت له : بالله عليك احك لي جميع ما صنعت بك وبأمك بنت عمي . فحكى لي جميع ما جرى لهما فقلت : يا ولدي قد قيض الله لك من خلصك وخلص حقك . ثم إني أيها الجني زوجته ابنة الراعي . ثم أنها سحرت ابنة عمي هذه الغزالة وجئت إلى هنا فرأيت هؤلاء الجماعة فسألتهم عن حالهم فأخبروني بما جرى لهذا التاجر فجلست لأنظر ما يكون وهذا حديثي . فقال الجني : هذا حديث عجيب وقد وهبت لك ثلث دمه . فعند ذلك تقدم الشيخ صاحب الكلبتين السلاقيتين وقال له : اعلم يا سيد ملوك الجان أن هاتين**********تين أخوتي وأنا ثالثهم ومات والدي وخلف لنا ثلاثة آلاف دينار ففتحت دكاناً أبيع فيه وأشتري وسافر أخي بتجارته وغاب عنا مدة سنة مع القوافل ثم أتى وما معه شيء , فقلت له : يا أخي أما أشرت عليك بعدم السفر فبكى وقال : يا أخي قدر الله عز وجل علي بهذا ولم يبق لهذا الكلام فائدة ولست أملك شيئاً . فأخذته وطلعت به إلى الدكان ثم ذهبت به إلى الحمام وألبسته حلة من الملابس الفاخرة وأكلت أنا وإياه وقلت له : يا أخي إني أحسب ربح دكاني من السنة إلى السنة ثم أقسمه دون رأس المال بيني وبينك ثم إني عملت حساب الدكان من بربح مالي فوجدته ألفي دينار فحمدت الله عز وجل وفرحت غاية الفرح وقسمت الربح بيني وبينه شطرين وأقمنا مع بعضنا أياماً , ثم إن أخوتي طلبوا السفر أيضاً وأرادوا أن أسافر معهم , فلم أرض وقلت لهم : أي شيء كسبتم من سفركم حتى أكسب أنا ? فألحوا علي ولم أطعهم بل أقمنا في دكاكيننا نبيع ونشتري سنة كاملة وهم يعرضون علي السفر وأنا لم أرض حتى مضت ست سنوات كوامل
ثم وافقتهم على السفر وقلت لهم : يا أخوتي إننا نحسب ما عندنا من المال فحسبناه فإذا هو ستة آلاف دينار فقلت : ندفن نصفها تحت الأرض لينفعا إذا أصابنا أمر ويأخذ كل واحد منا ألف دينار ونتسبب فيها قالوا : نعم الرأي فأخذت المال وقسمته نصفين ودفنت ثلاثة آلاف دينار . وأما الثلاثة آلاف الأخرى فأعطيت كل واحد منهم ألف دينار وجهزنا بضائع واكترينا مركباً ونقلنا فيها حوائجنا وسافرنا مدة شهر كامل إلى أن دخلنا مدينة وبعنا بضائعنا فربحنا في الدينار عشرة دنانير ثم أردنا السفر فوجدنا على شاطئ البحر جارية عليها خلق مقطع , فقبلت يدي وقالت : يا سيدي هل عندك إحسان ومعروف أجازيك عليهما ? قلت : نعم إن عندي الإحسان والمعروف ولو لم تجازيني . فقالت : يا سيدي تزوجني وخذني إلى بلادك فإني قد وهبتك نفسي فافعل معي معروفاً لأني ممن يصنع معه المعروف والإحسان ويجازي عليهما ولا يغرنك حالي . فلما سمعت كلامها حن قلبي إليها لأمر يريده الله عز وجل فأخذتها وكسوتها وفرشت لها في المركب فرشاً حسناً وأقبلت عليها وأكرمتها , ثم سافرنا وقد أحبها قلبي محبة عظيمة , وصرت لا أفارقها ليلاً ولا نهاراً , واشتغلت بها عن إخوتي , فغاروا مني وحسدوني على مالي وكثرة بضاعتي , وطمحت عيونهم في المال جميعه وتحدثوا بقتلي وأخذ مالي , وقالوا : نقتل أخانا ويصير المال جميعه لنا . وزين لهم الشيطان أعمالهم فجاؤوني وأنا نايم بجانب زوجتي ورموني في البحر , فلما استيقظت زوجتي انتفضت فصارت عفريتة وحملتني وأطلعتني على جزيرة وغابت عني قليلاً وعادت إلي عند الصباح وقالت لي: أنا زوجتك التي حملتك ونجيتك من القتل بإذن الله تعالى واعلم أني جنية رأيتك فحبك قلبي , وأنا مؤمنة بالله ورسوله فجئتك بالحال الذي رأيتني فيه فتزوجت بي , وها أنا قد نجيتك من الغرق وقد غضبت على إخوتك ولا بد أن أقتلهم . فلما سمعت حكايتها تعجبت وشكرتها على فعلها وقلت : لها أما هلاك إخوتي فلا ينبغي ثم , حكيت لها ما جرى لي معهم من أول الزمان إلى آخره . فلما سمعت كلامي قالت : أنا في هذه الليلة أطير إليهم وأغرق مراكبهم وأهلكهم . فقلت لها : بالله لا تفعلي فإن صاحب المثل يقول : يا محسناً لمن أساء كفي المسيء فعله وهم إخوتي على كل حال . قالت : لابد من قتلهم , فاستعطفتها ثم أنها حملتني وطارت فوضعتني على سطح داري , ففتحت الأبواب وأخرجت الذي خبأته تحت الأرض , وفتحت دكاني بعد ما سلمت على الناس , واشتريت بضائع , فلما كان الليل دخلت داري , فوجدت هاتين**********تين مربوطتين فيها , فلما رأياني قاما إلي وبكيا وتعلقا بي فلم أشعر إلا وزوجتي قالت : هؤلاء إخوتك فقلت من فعل بهم هذا الفعل ? قالت : أنا أرسلت إلى أختي ففعلت بهم ذلك وما يتخلصون إلا بعد عشر سنوات . فجئت وأنا سائر إليها تخلصهم بعد إقامتهم عشر سنوات في هذا الحال فرأيت هذا الفتى . قال الجني: إنها حكاية عجيبة وقد وهبت لك ثلث دمه في جنايته فعند ذلك تقدم الشيخ الثالث صاحب البغلة وقال للجني : أنا أحكي لك حكاية أعجب من حكاية الاثنين وتهب لي باقي دمه وجنايته ? فقال الجني : نعم . فقال الشيخ : أيها السلطان ورئيس الجان إن هذه البغلة كانت زوجتي سافرت وغبت عنها سنة كاملة ثم قضيت سفري وجئت إليها في الليل فرأيت عبدا أسودا راقدا معها في الفراش , وهما في كلام وغنج وضحك وتقبيل وهراش , فلما رأتني عجلت وقامت إلي بكوز فيه ماء فتكلمت عليه ورشتني وقالت : اخرج من هذه الصورة إلى صورة كلب , فصرت في الحال كلباً , فطردتني من البيت فخرجت من الباب ولم أزل سائراً حتى وصلت دكان جزار فتقدمت وصرت آكل من العظام . فلما رآني صاحب الدكان أخذني ودخل بي بيته , فلما رأتني بنت الجزار , غطت وجهها مني فقالت : أتجيء لنا برجل وتدخل علينا به ? فقال : أبوها أين الرجل ? قالت : إن هذا********** سحرته امرأة وأنا أقدر على تخليصه . فلما سمع أبوها كلامها قال : بالله عليك يا بنتي خلصيه . فأخذت كوزاً فيه ماء وتكلمت عليه ورشت علي منه قليلاً وقالت : اخرج من هذه الصورة إلى صورتك الأولى, فصرت إلى صورتي الأولى فقبلت يدها وقلت لها : أريد أن تسحري زوجتي كما سحرتني . فأعطتني قليلاً من الماء وقالت : إذا رأيتها نائمة فرش هذا الماء عليها فإنها تصير كما أنت طالب . فوجدتها نائمة فرششت عليها الماء وقلت : اخرجي من هذه الصورة إلى صورة بغلة . فصارت في الحال بغلة وهي هذه التي تنظرها بعينك أيها السلطان ورئيس ملوك الجان . ثم التفت إليها وقال : أصحيح هذا فهزت ? رأسها وقالت : بالإشارة نعم هذا صحيح .فلما فرغ من حديثه , اهتز الجني من الطرب , ووهب له باقي دمه , وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . فقالت لها أختها : يا أختي ما أحلى حديثك وأطيبه وألذه وأعذبه . فقالت : أين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك ? فقال الملك : والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها لأنه عجيب . ثم باتوا تلك الليلة متعانقين إلى الصباح .
فخرج الملك إلى محل حكمه ودخل عليه الوزير والعسكر واحتبك الديوان , فحكم الملك وولى وعزل ونهى وأمر إلى آخر النهار , ثم انفض الديوان ودخل الملك شهريار إلى قصره
الدولة : العمر : 54 عدد الرسائل : 10712تاريخ التسجيل : 15/12/2007المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
موضوع: رد: قصص الموروث الشعبي الجمعة 12 مارس 2010 - 16:30
قصة معروف الاسكافي
قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في مدينة مصر المحروسة رجل إسكافي يرقع الزرابين القديمة . وكان اسمه معروف وكان له زوجةً اسمها فاطمة ولقبها العرة . وما لقبوها بذلك إلا لأنها كانت فاجرةً شرانيةً قليلة الحياء كثيرة الفتن وكانت حاكمةً على زوجها . وفي كل يومٍ تسبه وتلعنه ألف مرة وكان يخشى شرها ويخاف من أذاها لأنه كان رجلاً عاقلاً يستحي على عرضه ولكنه كان فقير الحال .
فإذا اشتغل بكثيرٍ صرفه عليها , وإذا اشتغل بقليلٍ انتقمت من بدنه من تلك الليلة وأعدمته العافية , وتجعل ليلته مثل صحيفتها . ومن جملة ما اتفق لهذا الرجل مع زوجته , أنها قالت له ذات يومٍ : يا معروف أريد منك من هذه الليلة أن تجيء لي معك بكنافةٍ عليها عسل نحلٍ . فقال لها : الله تعالى يسهل لي حقها وأنا أجيء بها لك في هذه الليلة والله ليس معي دراهمٌ في هذا اليوم ولكن ربنا يسهل . فقالت له : أنا ما أعرف هذا الكلام إن سهل أو لم يسهل لا تجئني إلا بالكنافة التي بعسل نحلٍ وأن جئت من غير كنافةٍ جعلت ليلتك مثل بختك حين تزوجتني ووقعت في يدي . فقال لها : الله كريمٌ . ثم خرج ذلك الرجل والغم يتناثر من بدنه . فصلى الصبح وفتح الدكان وقال : أسألك يا رب أن ترزقني بحق هذه الكنافة وتكفيني شر هذه الفاجرة في هذه الليلة . وقعد في الدكان إلى نصف النهار فلم يأته شغل , فاشتد خوفه من زوجته .
فقام وقفل الدكان وصار متحيراً في أمره من شأن الكنافة مع أنه لم يكن معه من حق الخبز شيء . ثم أنه مر على دكان الكنفاني ووقف باهتاً وغرغرت عيناه بالدموع , فلحظ عليه الكنفاني وقال : يا معلم معروف ما لك تبكي فأخبرني بما أصابك . فأخبره بقصته وقال له : إن زوجتي جبارةٌ وطلبت مني كنافة وقد قعدت في الدكان حتى مضى نصف النهار فلم يجئني ولا ثمن الخبز وأنا خائف منها . فضحك الكنفاني وقال : لا بأس عليك كم رطلاً تريد ? فقال له : خمسة أرطالٍ . وقال له : السمن عندي ولكن ما عندي عسل نحلٍ وإنما عندي عسل قصبٍ أحسن من عسل النحل وماذا يضر إذا كانت بعسل قصب ? فاستحى منه لكونه يصبر عليه بثمنها .
فقال له : هاتها بعسل قصبٍ . فقلى له الكنافة بالسمن وغرقها بعسل قصب , ثم أنه قال له : أتحتاج عيشاً وجبناً ? قال : نعم . فأخذ له بأربعة أنصافٍ عيشاً وبنصفٍ جبناً والكنافة بعشرة أنصاف وقال له : اعلم يا معروف أنه قد صار عندك خمسة عشر نصفاً رح إلى زوجتك واعمل حظاً وخذ هذا النصف حق الحمام وعليك مهل يومٍ أو يومان أو ثلاثة حتى يرزقك الله ولا تضيق على زوجتك فأنا أصبر عليك متى يأتي عندك دراهم فاضلة عن مصروفك . فأخذ الكنافة والعيش والجبن وانصرف داعياً له وراح إلى البيت مجبور الخاطر وهو يقول : سبحانك يا ربي ما أكرمك . ثم أنه دخل على زوجته , فقالت له : هل جئت بالكنافة ? قال : نعم ثم وضعها قدامها فنظرت إليها فرأتها بعسل قصبٍ . فقالت له : أما قلت لك هاتها بعسل نحل تعمل على خلاف مرادي وتعملها بعسل قصبٍ ? فاعتذر إليها وقال لها : أنا ما اشتريتها إلا مؤجلاً ثمنها . فقالت له : هذا كلامٌ باطل أنا ما آكل الكنافة إلا بعسل نحلٍ وغضبت عليه وضربته بها في وجهه وقالت له : قم هات لي غيرها . ولكمته في صدغه فقلعت سنةً من أسنانه , ونزل الدم على صدره , ومن شدة الغيظ ضربها ضربةً واحدة لطيفةً على رأسها , فقبضت على لحيته وصارت تصيح وتقول : يا مسلمين . فدخل الجيران وخلصوا لحيته من يدها فألقوا عليها اللوم وعيبوها وقالوا : نحن كلنا نأكل الكنافة التي بعسل القصب ما هذا التجبر على هذا الرجل الفقير إن هذا عيب عليك . وما زالوا يلاطفونها حتى أصلحوا بينها وبينه و. لكنها بعد ذهاب الناس حلفت ما تأكل من الكنافة شيئاً . فأحرقه الجوع فقال في نفسه : هي حلفت ما تأكل فأنا آكل . ثم أكل . فلما رأته يأكل صارت تقول له : إن شاء الله يكون أكلها سماً يهري بدن البعيد . فقال لها : ما هو بكلامك . وصار يأكل ويضحك ويقول : أنت حلفت ما تأكلين من هذه فالله كريم فإن شاء الله في ليلة الغد أجيء لك بكنافة تكون بعسل نحلٍ وتأكلينها وحدك . وصار يأخذ بخاطرها وهي تدعو عليه . ولم تزل تسبه وتشتمه إلى الصبح . فلما أصبح الصباح شمرت عن ساعدها لضربه , فقال لها : أمهليني وأنا أجيء إليك بغيرها . ثم خرج إلى المسجد وصلى وتوجه إلى الدكان وفتحها وجلس , فلم يستقر به الجلوس حتى جاءه اثنان من طرف القاضي وقالا له : قم كلم القاضي فإن امرأتك شكتك إليه وصفتها كذا وكذا , فعرفها وقال : الله تعالى ينكد عليها . ثم قام ومشى معهما إلى أن دخل على القاضي فرأى زوجته رابطة ذراعها وبرقعها ملوث بالدم وهي واقفة تبكي وتمسح دموعها . فقال له القاضي : يا رجل ألم تخف من الله كيف تضرب هذه الحرمة وتكسر ذراعها وتقلع سنها وتفعل بها هذه الفعال ? فقال له : إن كنت ضربتها أو قلعت سنها فأحكم في بما تختار وإنما القصة كذا وكذا والجيران أصلحوا بيني وبينها وأخبره بالقصة من الأول إلى الأخر . وكان ذلك القاضي من أهل الخير فأخرج له ربع دينارٍ وقال له : يا رجل خذ هذا وأعمل لها به كنافة بعسل نحل واصطلح أنت وإياها . فقال له : أعطه لها فأخذته وأصلح بينهما , وقال : يا حرمة أطيعي زوجك وأنت يا رجل ترفق بها .
وخرجا مصطلحين على يد القاضي وذهبت المرأة من طريق وزوجها من طريقٍ آخر إلى دكانه وجلس . وإذا بالرسل أتوا له وقالوا : هات خدمتنا . فقال لهم : إن القاضي لم يأخذ مني شيئاً بل أعطاني ربع دينار . فقالوا : لا علاقة لنا بكون القاضي أعطاك أو أخذ منك فأن لم تعطنا خدمتنا أخذناها قهرا عنك . وصاروا يجرونه في السوق . فباع عدته وأعطاهم نصف دينارٍ ورجعوا عنه . ووضع يده على خده وقعد حزينا حيث لم يكن عنده عدة يشتغل بها
فبينما هو قاعد وإذا برجلين قبيحي المنظر أقبلا عليه وقالا له : قم يا رجل كلم القاضي فأن زوجتك شكتك إليه . فقال لهما : قد أصلح بيني وبينهما . فقالا له : نحن من عند قاض آخر فأن زوجتك اشتكتك إلى قاضينا . فقام معهما وهو يحسب عليها . فلما رآها قال لها : ما اصطلحنا يا بنت الحلال ? فقالت : ما بقي بيني وبينك صلح . فتقدم وحكى للقاضي حكايته وقال : إن القاضي فلانا أصلح بيننا في هذه الساعة . فقال لها القاضي : حيث اصطلحتما لماذا جئت تشتكين إلي ? قالت : إنه ضربني بعد ذلك . فقال لهما القاضي : اصطلحا ولا تعد إلى ضربها وهي لا تعود إلى مخالفتك . وتوجه إلى الدكان وفتحها وقعد فيها وهو مثل السكران من الهم الذي أصابه . فبينما هو قاعد , وإذا برجلٍ أقبل عليه وقال له : يا معروف قم واستخف فأن زوجتك اشتكتك إلى الباب العالي ونازل عليك أبو طبق . فقام وقفل الدكان وهرب في وجهة باب النصر وكان قد بقي معه خمسة أنصاف فضة من حق القوالب والعدة فاشتري بأربعة أنصافٍ عيشاً وبنصفٍ جبناً وهرب منها وكان ذلك في فصل الشتاء وقت العصر , فلما خرج بين الكيمان نزل عليه المطر مثل أفواه القرب , فابتلت ثيابه فدخل العادلية فرأى موضعاً خرباً فيه حاصل مهجور من غير بابٍ . فدخل يستكن فيه من المطر وحوائجه مبتلة بالماء . فنزلت الدموع من أجفانه وصار يتضجر مما به ويقول : أين أهرب من هذه الفاجرة أسألك يا رب أن تقيض لي من يوصلني إلى بلادٍ بعيدةٍ لا تعرف طريقي فيها . فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأبدان وقال له : يا رجل ما لك أقلقتني في هذا الليل أنا ساكن في هذا المكان منذ مائتي عام فما رأيت أحداً دخل هذا المكان وعمل مثل ما عملت أنت أخبرني بمقصودك وأنا أقضي حاجتك فأن قلبي أخذته الشفقة عليك . فقال له : من أنت ? وما تكون ? فقال له : أنا عامر هذا المكان . فأخبره بجميع ما جرى له مع زوجته . فقال له : أتريد أن أوصلك إلى بلاد لا تعرف لك زوجتك فيها طريقاً ? قال : نعم . قال له : أركب فوق ظهري . فركب وحمله وطار به . وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
الدولة : عدد الرسائل : 61427تاريخ التسجيل : 11/11/2009المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
موضوع: رد: قصص الموروث الشعبي الأربعاء 24 مارس 2010 - 15:38
ايها الرواي اين هي تكملة قصة معروف الاسكافي ولا نسيت. عملت فينا متل المتل اللبناني : وصلتنا لنصف البئر وقطعت الحبلة فينا هههههههه. يللا نحن ناطرينك ما طول اوكي.
في قديم الزمان, كان يعيش في مدينة القاهرة اسكافي فقير أسمه معروف. ولشدة فقره لم يكن معروف يستطيع تأمين عيشه البسيط, ولم يكن يستطيع أيضا أن يلبي طلبات زوجته القاسية. ولم تكن زوجته تقدر حالته الضيقة أو تتساهل في معاملته. فقد كانت شرسة الآخلاق, مبذرة, تلح عليه في احضار ألوان الطعام, وشراء الثياب بثمن مرتفع, ولو كان زوجها لا يملك شيئا من المال.
وطلبت الزوجة القاسية مرة الى زوجها أن يحضر لهل فطيرا بالسكر والعسل, ومربى النارنج, وأصرت عليه أن لا يعود في المساء الى البيت الإ ومعه الحلوى التي طلبتها منه. فتوسل اليها معروف أن تمهله يوما أو عدة أيام ريثما يرزقه الله ببعض المال, ولكن الزوجة أصلرت عليه أن يتدبر أمره ولو أضطر الى الآستدانة من الحلواني. وذهب معروف الى مكان عمله وأنتظر الزبائن....ولكن الله لم يوفقه بأي زبون يريد أن يرقع حذاءه, أو يصلح نعله. ولما كان يخشى غضب زوجته فقد توجه الى الحلواني وقص عليه قصته, وأخبره أنه اذا عاد الى البيت من غير الحلوى فسيكون نصيبه من زوجته الخصام والشجار, فأشفق عليه الحلواني وأعطاه فطيرا بالسكر والعسل. أما مربى النارنج فقد نفد من الدكان ولذلك لا يستطيع أن يقدم اليه شيئا منه. ولما عاد معروف الى البيت وقدم اليها الفطير, سألته عن المربى. ولم يكد يخبرها بأنه لم يجد منه شيئا عند الحلواني, حتى أنهالت عليه بالضرب وقذفت في وجهه طبق الفطير, وقلبت منضدته الصغيرة فأنقلب ما عليها من أدوات وعدة شغله, كالقدوم والمسامير وغيرها.
وأصاب الطبق وجه معروف فجرحه جرحا بالغا. ولم يعد معروف يستطيع أن يتحمل من زوجته أكثر مما تحمل, فتركها تصيح وتلعن, وفتح باب البيت وخرج حزينا متألما, وعزم على أن لا يعود الى زوجته التي لم يعرف قلبها الرحمة. بعد أن مشى معروف مسافة طويلة أنهكه التعب, فجلس الى جانب الطريق وأسند رأسه الى الجدار يفكر في مصيره, ويدعد الله أن يهديه الى مكان يعيش فيه بعيدا عن زوجته, فلا يراها ولا تراه. وفجأة سمع معروف ضجة كبيرة, وأنشق الجدار, وظهر مارد ضخم وقف أمام معروف وقال له: - اني هنا لآحقق أمنيتك, اركب على كتفي. وذهل معروف من المفاجأة ونظر الى المارد فوجده طويل القامة أنيق الثياب, له عينان حادتان ولحية دقيقة. ولما أفاق من ذهوله, نفذ ما طلب اليه المارد, وصعد الى كتفه.
حمل المارد معروفا ونقله الى قمة جبل, وأنزله عليها. نظر معروف أمامه فرأى مدينة كبيرة فتوجه اليها. مشى معروف في طرق المدينة الغريبة, فتجمع الناس حوله وسألوه: من أين أتى؟ فأجابهم انه جاء من القاهرة التي تقع على ضفاف نهر النيل. فتقدم اليه من بين الناس المتجمعين حوله رجل وقال له: انني أنا أيضا من القاهرة, وقد جئت الى هنا منذ عدة سنوات وأسمي علي وأعمل في التجارة. ودعا التاجر معروفا الى منزله وأكرمه, وبعد أن روى معروف حكايته, تحدث التاجر عن قصته, وأخبره بأنه جاء من القاهرة بحثا عن عمل, فلما دخل المدينة زعم لآهلها أنه تاجر غني, وهو ينتظر وصول بضاعة له في وقت قريب. وهكذا أستطاع التاجر علي أن يستدين من تجار المدينة أموالا كثيرة. وأن يشتري بضائع ويبيعها, فحقق بذلك ربحا وافرا, ولم يلبث أن سدد ديونه. وهكذا عرف التاجر بين أهل المدينة بالغنى والاستقامة. وأقترح التاجر على معروف أن يشتري حمارا ويستأجر خادما. وسيقرضه مالا ليتاجر به في سوق المدينة,وليحسن الى الفقراء والمحتاجين بسخاء فيتأكد الجميع أنه تاجر غني كريم.
ونفذ معروف ما نصحه به التاجر, فنال شهرة واسعة وأعجب به تجار المدينة وعندما تأكد معروف أن التجار أصبحوا يثقون به, أستدان منهم أموالا كثيرة زاعما أنه ينتظر وصول بضاعة كثيرة, متنوعة الآصناف وتدر ربحا كبيرا. ولكن عندما مضت الآيام من غير أن يصل اليه شيء, بدأ تجار المدينة يرتابون في أمره. وعندما طال تأخر وصول البضاعة كثيرا, ذهبوا الى الملك وشكوا اليه أنهم أقرضوا معروفا أموالا ولم يعدها اليهم, وما زال يماطل في تسديدها. لم يصدق الملك شكواهم أول الآمر, وقال لهم: ان معروفا الذي ينفق هذه الآموال الكثيرة على المحتاجين, لا يمكن أن يكون فقيرا أو محتالا. وتأخر وصول البضاعة يحدث لآي تاجر, فيقع في أزمة عابرة لا تلبث أن تزول. وعندما خرج التجار من قصر الملك, أستدعى وزيره وتشاور معه, وأبلغه أنه معجب بمعروف ونشاطه وكرمه, ولكي يؤكد الملك هذا الإعجاب أعلن أنه مستعد لآن يزوجه أبنته. ولكن الوزير لم يكن مرتاحا لكلام الملك لآنه كان يطمع في أن يتزوج هو الآميرة, فقال: يظهر لي يا مولاي أن معروفا كذاب كبير ومحتال.
استدعى الملك معروفا وأبلغه شكوى التجار منه, فقال معروف: عندما تصل بضاعتي في وقت قريب سأسدد لكل تاجر دينه. وأردا الملك أن يتأكد من صدق معروف, فقدم اليه جوهرة وطلب اليه أن يقدر ثمنها. أدرك معروف أن الملك يريد أمتحانه في معرفة الجواهر, فقال للملك: ان هذه الجوهرة لا تزيد قيمتها عن عشرة الاف دينار, ولكن عندي ياقوتا يساوي مئة ألف دينار. فصدق الملك معروفا, وطلب الى التجار أن يصبروا عليه ويمهلوه الى أن تصل القافلة التي تحمل بضاعته الى المدينة. وقرر الملك أن يزوج معروفا أبنته. وعندما علم معروف برغبة الملك تظاهر بالآعتذار لآنه لم يبق لديه مال كاف للإنفاق على حفلة الزفاف, ولتوزيعه على الفقراء كعادة الآغنياء في تلك المدينة. ولكن الملك سمح له بأن يأخذ من خزائنه ما يريد من المال, ما دام قد أصبح الآن زوج أبنته.
وهكذا كان, فقد غرف معروف من خزائن الملك كثيرا من المال, وأنفقه على شراء الهدايا لزوجته الآميرة, كما أنفق قسما منه على الفقراء والمحتاجين الذين تعودوا على كرمه. وبعد مضي عدة أسابيع, دخل على الملك أمين الخزائن وأخبر الملك أن المملكة مهددة بالإفلاس, وأن قافلة معروف المزعومة لم تصل بعد. غضب الملك غضبا شديدا وأستدعى وزيره وأخبره بما حدث, فقال الوزير: ان الآميرة هي التي تستطيع معرفة حقيقة زوجها معروف. فطلب الملك الى أبنته أن تستدرج زوجها ليصارحها بحقيقة أمره.
وفي المساء, طلبت الآميرة الى زوجها أن يروي لها قصته بصدق وصراحة, وأنها ستساعده وستكون الى جانبه. فأخبرها معروف بكل شيء. طلبت الآميرة الى زوجها معروف أن يلبس زي فارس من الفرسان, ويغادر المدينة الى مدينة أخرى. وهناك يشتغل في التجارة, الى أن يجمع مالا كافيا, وعندئذ يمكنه أن يعود ويظل زوجا للآميرة, ويتغلب على الوزير الذي يريد أن يشوه سمعته ليتمكن من طلب الزواج من الآميرة. وفي اليوم التالي أخبرت الآميرة والدها الملك أن معروفا أضطر الى السفر فجأة بعد أن جاءه أحد عماله وأخبره أن اللصوص قد هاجموا قافلته وأستولوا عليها. ثم قالت لوالدها: لقد لبس معروف ملابس الفرسان وتوجه ليطارد اللصوص ويستعيد القافلة.
أما معروف فقد غادر المدينة وهو حزين لآنه قد فارق زوجته. وبينما هو يسير بعيدا عن المدينة, رأى فلاحا مشغولا بحراثة حقله, فحياه, فأجابه الفلاح: أهلا بفارس الملك. وأسرع الفلاح لكي يحضر لضيفه طعاما. أعجب معروف بكرم الفلاح فأحب أن يساعده في حراثة أرضه حتى يعود. وبيما كان يدير المحراث لمح معروف حلقة من الذهب, ولما أخذ يتفحصها وجد الآرض تنشق عن سلم لولبي... فأخذته الدهشة ولكنه تمالك نفسه وهو الذي تعود على المفاجأت, ونزل على السلم حتى وجد نفسه وسط أكوام من الذهب والجواهر.
ففرك عينيه ليتأكد هل هو في حلم أم يقظة. وأمسك بخاتة ذهبي كان يلمع وسط الجواهر, ولم يكد يضعه في اصبعه حتى برز أمامه مارد طويل وقال بصوت قوي: اني خادم لمن يملك هذا الخاتم أنت تأمر وأنا أطيع.... وأفاق معروف من ذهوله وأمره أن يجهز له خيمة يضع فيها كل هذه الثروة. ولما عاد الفلاح بعد اعداد الطعام لمعروف وشاهده بين أكوام الذهب, أعتقد أنه الملك نفسه, فخجلل من الطعام الذي أعده وهو العدس, لذلك أستأذن معروفا في أن يغيب بعض الوقت ليحضر له خرافا مشوية بدلا من العدس. فضحك معورف وقال للفلاح: اني ليست الملك, ولكني زوج ابنته وسوف أكافئك على كرمك عندما أعود. وفي الصباح, كان المارد قد جهز لمعروف البغال لنقل الخيمة بما فيها من ذهب وخدم, وتوجه الجميع الى المدينة وقصدوا قصر الملك. وعندما دخلت هذه القافلة الكبيرة الى المدينة دهش التجار, وفرح الملك, وأبتهجت زوجته, وملآت المجوهرات خزائن القصر. ولكن زوجته التي تعرف قصة معروف, وحالته, دهشت من هذا الآنقلاب السريع, ومن سرعة حصوله على هذه الثروة الكبيرة. أما الوزير فقد حقد على معروف وأخذ يدس عليه لدى الملك حتى جعل الملك يغضب عليه ويكرهه, ثم يقرر أن يختبره. وفي يوم من الآيام, كان الملك والوزير ومعهما معروف يتحلقون حول مائدة في حديقة القصر. وغافل الملك والوزير معروفا وجعلاه يشرب خمرا حتى أخذ يهذي من غير أن يعرف أنه باح بسره بعد أن سأله الوزير عن سر الخاتم الذهبي الذي يضعه في اصبعه. وأسرع الوزير وأنتزع الخاتم من معروف, ولبسه ثم حركه فظهر أمامه المارد وطلب اليه أن يأمره بما يريد. طلب الوزير من المارد أن يأخذ الملك ومعروفا ويلقيهما في الصحراء من غير ماء أو طعام. فنفذ المارد رغبة الوزير فورا. اعتلى الوزير العرش وأعلن أنه أصبح ملكا على البلاد, وأنه سيتزوج الآميرة. ولكن الآميرة أستمهلته وطلبت اليه أن يتريث حتى تنتهي أيام الحداد على زوجها وأبيها. وبعد أن مضت أيام الحداد, أجتمع الوزير بالآميرة, وبينما هما يتحدثان قالت له: ان هذا الخاتم يخدشني ويضايقني, فخلعه الوزير من اصبعه ووضعه جانبا, فلبسته الآميرة وحركته في اصبعها وكلمح البصر ظهر المارد ينتظر الآمر منها. أمرت الآميرة المارد بأن يقيد الوزير ويضعه في السجن, ويحضر والدها الملك وزوجها معروفا, فنفذ المارد الآمر, وعاد الملك ومعروف الى المدينة.
فرح الشعب بعودة ملكه وعودة معروف الذي أصبح محبوبا بين الناس لآنه كان يشعر دائما أنه واحد منهم ولو كان زوج الآميرة.
نال الوزير جزاء حقده وغشه, وعاشت البلاد هانئة سعيدة. وعندما مات الملك, خلفه معروف على العرش, وأصبحت الآميرة ملكة.
أما الخاتم فقد وضعاه في صندوق, لآنهما ليسا في حاجة اليه بعد الآن. وعاش الجميع في سعادة وأستقرار, في جو لا يعرف الحقد والدس والحسد
الدولة : عدد الرسائل : 61427تاريخ التسجيل : 11/11/2009المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
موضوع: رد: قصص الموروث الشعبي السبت 22 مايو 2010 - 7:59
ايها الراوي صاير قليل الهمة والخصية شو القصة وين بقية القصص من الموروث الشعبي ليك يا بتكقي او اعلان العصيان وما في وقت تفكر يـــــــــــــــــــلا كفي او ....................