إنِي أُحِبكِـــ
فَلاَ تَبْدَئِيْ الحُبَ بِالعَجَبِ
وَلا تُلقِي سَريْعاً بِالَلوْمِ وَالعَتَبِ
أَعلَمُ أَنَ الهَوىْ ذَنبٌ كَبيْرٌ
وَمَا أَجْمَلهُ فِي الهَوىْ ذَنْبيْ
وإِنيْ أُحِبُكِ رُغمَ مَعصِيَتيْ
رُغمَ إِنْبِعاثِيْ مِنْ عَقِيدَةِ العَرَبِ
تِلكَ التَيْ باِلطُهرِ تَخْدَعنَا
وَبِالشَرَفِ الرَفيعِ ... بِالعَيْبِ
فَلا تَتَعَجَليْ بِعَدِ الضَحَايَا
فَمَا أَكثَرَهُ فِيْ حُبنَا التَعَبِ
أَيا امْرَأةً عَينَيْهَا كَاللْيلِ تَسْكُننِيْ
وَتُشعِلُ عَاطِفَتيْ بِالحُبِ كَالحَطَبِ
مَا كَتَبتُ الشِعرَ إِلا لِعَينَيْكِ
وَلَو أَفَضتُ لَضاقَتْ مَجَامِعُ الكُتُبِ
وَلمَا التَصَنُعُ بِالكَلمَاتِ نَنسِجُهَا
وَالحُبُ أَجْملُ مَا فِيْ كَلِمَاتِهِ الكَذِبِ
وَلِمَا الرَحيْلُ وَالحُبُ يَجْمَعُناَ
كَمَا تَجَمَّعَ النَقِيضَيْنِ فِيْ السُحُبِ
أُحِبُكِ الآْنَ بِالإِكْرَاهِ سَيدَتِيْ
وَأَغْزُوْ بِحَارَ عَينَيْكِ بِالغَصْبِ
أَنْتِ التِيْ مِنْ نَفسِيْ قَدْ خُلِقَتْ
وَهَلْ بَعدَ ذَلِكَ لِلحُبِ مِنْ سَبَبِ
تَعالِيْ وَعُودِيْ حَيثُمَا كُنتِ
فَلَنْ أُحِلَكِ اليَومَ مِنْ طَلَبِ
أَنَا أَعلَمُ أَنَّ النَفْسَ نَاظِرَةٌ
وَقتَ رُجُوعِ الأَحِبَةِ الصَحْبِ
وَأَنْتِ التَيْ نَفسِيْ تُؤَمِلُهَا
وَتَطوِيْ الدُهْورَ وَتَقْتَاتُ بِالنَصَبِ
هِيَ نَفسِيْ رَاغِبَةٌ فِيْ مُعَذِبِهَا
كَالفَرَاشِ تُعْجِبُهُ أَلْسُنَ الَلهَبِ
وَمَا أَحْبَبتُ يَومَاً عَابِثاً أَلْهُوْ
وَلَسْتُ أُجِيدُ فَنَ الَلهْوِ وَاللَعِبِ
إِنَّ الكَأْسَ قَدْ ظَمِأَتْ لِشَارِبهَا
وَرَسَمَتْ خَرائِطَهَا سَبَائِكُ الذَهَبِ
فَهَلاَ أَتَيتِ إِنِيْ مُوَدِعٌ عَيشِيْ
وَالمَوْتُ أَفْضَلَ مَنْ عَيْشٍ بِلاَ حُبِ
هَذَا الهَوىْ لاَ شَيْءَ يُدرِكُهُ
وَلاَسَمِيٌّ لَهُ إِلاَ ... ~ثَورَةَ الغَضَبِ~