العمارة والزخرفة المعمارية.
تحوي العمارة الإسلامية كثيرًا من الموضوعات السائدة التي يوجد فيها أكمل
تعبير فني. وللعمارة الإسلامية وحدتها وتقاليدها التي تتجلى في عمارة
المساجد. وتعد المساجد ذات أهمية خاصة من الناحية الفنية؛ لما تتضمنه من
نماذج فنية متعددة تشمل الخطوط والزخرفة في واجهة السطوح من الداخل
والمحاريب (أماكن القبلة)، والأثاث الخشبي مثل المنبر، والزجاجي مثل
المصابيح والثريات. وتوجد نماذج متنوعة للمساجد منها المسجد ذو الصحن
المكشوف، والمسجد ذو الأربعة إيوانات، والمسجد المقبب.
المسجد ذو الصحن المكشوف. من أمثلة هذا النموذج
مسجد الرسول ³ في المدينة المنورة. فهو ساحة مربعة الشكل، محاطة بجدران،
وفي الوسط صحن مكشوف، محاط بمنطقة لها سقف يرتكز على عمدان. ومن أمثلة هذا
النموذج أيضًا الجامع الأموي بدمشق، وفيه أول مآذن شيدت في الإسلام، وجامع
القيروان الكبير بتونس، ومئذنته على هيئة برج قاعدته مربعة الشكل، وجامع
ابن طولون في مصر، وله مئذنتان حلزونيتان، وواجهته مزخرفة بنقوش هندسية
ورسومات نباتية، وجامع قرطبة في أسبانيا الذي يعتبر أروع الجوامع ذات
الصحن المكشوف، وبه أروقة ذات طابقين.
المسجد ذو الأربعة إيوانات من نماذجه المسجد الجامع
الأصفهاني، الذي يعد أكبر مثل لهذا النموذج. ومسجد الشاه بأصفهان وهو قمة
في الهندسة المعمارية، ويتميز إيوان القبلة فيه باتساع كبير، وفي مدخل
المسجد مئذنتان طويلتان أقل ارتفاعًا من مآذن رواق الصلاة. ويشتهر هذا
المسجد بزخارفه الجميلة في الداخل وعلى الواجهة.
المسجد المقبب من نماذجه مسجد علاء الدين قايقوباد،
ويحتوي على ثلاث قباب فوق ثلاثة ممرات في رواق القبلة. ومسجد السليمية
بأدرنه ويتميز بقبة كبيرة متسعة جدًا، وترتكز على ثماني أكتاف قريبة جدًا
من الجدار، وله نوافذ كثيرة في الجدران.
نقوش جصي
مسجد السليمية بأدرنة ويتميز بقبة كبيرة متسعة، وترتكز على ثماني أكتاف قريبة جدًا من الجدار، وله نوافذ كثيرة.
إحدى واجهات المسجد النبوي الشريف وقد زينت بالزخارف الإسلامية المحفورة على الجص والحجر.
صناعة السدو من أعمال زخرفة النسيج التقليدية الإسلامية وتظهر دقة النسيج وانسجام الألوان في خطوط مستقيمة.
زخرفة تجليدات الكتب. عَمِل المجلدون المسلمون على زخرفة تجليدات مصاحف القرآن الكريم بالتصميمات الهندسية والزهرية البديعة
النحت على الحجر والجص من إبداعات الفن الإسلامي، مع الخط العربي، في قصر الحمراء بغرناطة.
الزخارف الإسلامية تزين الأجزاء الخارجية لقبة الصخرة بالقدس في فلسطين.
الخط العربي وزخرفة المخطوطات.
عُني المسلمون بفن الكتابة العربية؛ لأنها تعطي شكلاً مرئيًا لكلمات
القرآن، كما يعتبر الخط العربي فنًّا يشارك فيه كل المسلمين. ويوجد
أسلوبان رئيسيان للخط العربي: الخط الكوفي، وخط النسخ.
الخط الكوفي يتميز بالحروف المستقيمة ذات الزوايا
الحادة. وقد سُمي الكوفي نسبة إلى مدينة الكوفة بالعراق، وظل مستعملاً في
شتى الأغراض الكتابية، وفي كتابة القرآن الكريم مدة خمسة قرون. وأقدم
الأمثلة المعروفة من هذا الخط من القرآن نسخة مُؤَرَّخةٌ في سنة 167هـ
محفوظة في دار الكتب المصرية. وجرت العادة بزخرفة عناوين السور زخرفة
بديعة، وحصر أسمائها داخل إطار مستطيل يتفرع منه شكل شجرة محوَّرة، وتحلية
بعض الصفحات بالزخارف المتشابكة، مع أشكال الأوراق النباتية والمراوح
النخلية. وقد انبثق عن الخط الكوفي عدة أنواع تستعمل أساساً في الزخرفة
المعمارية، مثل الكوفي القائم الزوايا والمركب في وحدات مثل
القرميد والكوفي الذي يأخذ شكل زينة الأزهار الذي نجده في فن الكتب، خاصة
في عناوين الصفحات، وكذلك الكوفي المتشابك العمدان.
خط النسخ يتميز بأشكاله المتغيرة. وقد حل محل الخط الكوفي
في كتابة القرآن تدريجيًا. وبلغ خط النسخ غاية نموه في النصف الأول من
القرن الثاني عشر الهجري. وتفرع من خط النسخ عدد من الخطوط مثل الخط
المستدير وخط الطومار وهو نوع غليظ. وتوجد نسخة فريدة من القرآن جمعت بين
خط النسخ وزخارف التوريق والخط الكوفي.
النقش على الجدران الخارجية لمسجد الصخرة المشرّفة، وتظهر فيها جماليات الزخرفة والخط العربي.
منبرالمسجد النبوي الشريف يحوي أعمال حفر على الخشب في روعة فائقة
الحفر على الخشب. بعض قطع الأثاث الخشبي.
زخرفة تجليدات الكتب.
عمل المجلدون المسلمون على زخرفة تجليدات القرآن الكريم بالتصميمات
الهندسية والزهرية البديعة، ووصلوا إلى مستوى رفيع في فن زخرفة وطلاء
تجليدات الكتب. ولم تقتصر الزخرفة على الغلاف الخارجي، ولكنها امتدت إلى
باطن الغلاف. وظل الجلد المادة المثالية لتجليد الكتب. وقد استخدم بعد ذلك
الورق المضغوط إضافة إلى الجلد، واستخدمت طرق مختلفة في زخرفة جلود الكتب،
من ذلك أن يضغط على الجلد أو يختم بالذهب أو بدونه. واستخدمت الزخرفة
بالقص واللصق من الجلد أو الورق المذهب على الأرضية الملونة في زخرفة جلدة
الكتاب من الداخل.
النحت على الحجر والجص.
يظهر فن النحت الإسلامي على الحجر والجص في زخارف القصور والمساجد
القديمة، حيث تنحت الزخارف نحتا قليل البروز، وتتكون بصفة عامة من تفريعات
متموجة، قوامها أنصاف المراوح في شكل عدة فصوص محززة أو محفورة وذات شكل
دائري في الغالب. أما الفصوص السفلى منها فتكاد تكون حلزونية لشدة
التوائها. كما تتكون الزخارف من تفريعات العنب ومخاريط الصنوبر وأشكال
الزهريات داخل تقسيمات هندسية وجامات (آنية) سداسية الفصوص. ويتم عمل هذه
الزخارف باتباع طريقة النحت المائل أو المشطوف، وفيه تنحت المكونات
الزخرفية نحتًا مائلاً، وتتقابل حوافها مع بعضها في شكل زوايا منفرجة.
ويتضمَّن النحت زخارف كتابية فوق أرضية رقيقة من الأرابيسك على شكل قاعدة
مُرَيَّشَة. ومن أمثلة زخارف النحت على الحجر زخارف مسجد ابن طولون
بالقاهرة.
زخرفة النسيج. أحد معارض بيع البسط التي حوت الكثير من الزخارف الإسلامية بألوان جذابة وتنسيق فني رفيع.
الحفر على الخشب.
يظهر فن الحفر الإسلامي على الخشب في منابر المساجد القديمة. فقد يتكون
المنبر من حشوات مقسمة إلى مناطق مستطيلة تزينها الزخارف الهندسية
المتشابكة أو النباتات المجردة أو تفريعات من ورق العنب. وقد تتكون
الزخارف من فروع العنب تحمل أوراقا نباتية وأكواز صنوبر بدلا من عناقيد
العنب. وقد ينتهي بعض أكواز الصنوبر بأشكال من أنصاف المراوح النخلية
تغطيها أوراق نباتية. ومن أحسن أمثلة الخشب المحفور منبر جامع القيروان في
تونس. وتستخدم طريقة الحفر المائل أو المشطوف، المستخدمة في النحت على
الجص، في حفر الخشب أيضا.
زخرفة النسيج. إحدى قطع النسيج من موجودات الآثار الإسلامية الأندلسية، وقد زينت بالزخارف الإسلامية والكتابات الزخرفية.
الخط العربي الكوفي الزخرفي القديم من الفنون الإسلامية العريقة، وقد كانت تكتب به المصاحف.
جانب من حائط القاعة العربية في دار لوتون، لندن وقد زينت ببلاطات خزفية وردية وفي مجموعات مكررة تتصل بعضها ببعض عند نهاية البلاطات.
آنية خزفية مرصعة بالنقوش الوردية.
محراب صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى المبارك بالقدس.
القاعة الشامية في متحف دمشق وتظهر إحدى لوحات القاعة الخشبية مزينة بالنقوش الفنية الرقيقة والمتنوعة في أشكالها وأنماطها.
آنية خزفية وردية من المغرب
زخرفة النسيج.
تميز المسلمون بزخرفة النسيج وابتكروا أساليبهم الخاصة بهم. ومن هذه
الأساليب طريقة التطريز أو أشغال الإبرة، حيث يكون العمل بالإبرة والخيط
على سطح المادة. وتستخدم الخيوط الذهبية لعمل تطريزات مُذَهَّبة. وفي
النسيج الإسلامي الجيد، لا يضاف النموذج إلى القماش بالإبرة بعد النسج، بل
إنه يدمج في النسيج بوساطة النسّاج أثناء عملية النسج ذاتها. ومن نماذج
زخرفة النسيج الشائعة نموذج القوس أو الأقواس الذي يستخدم غالبًا في
سجادات الصلاة وعمل أغطية أرضية مزخرفة.
زخرفة الخزف. إحدى الأواني الخزفية وقد زخرفت بالرسوم الهندسية والكتابات بالخط الكوفي.
زخرفة على الزجاج في مسجد شركة أرامكو السعودية في الظهران.
زخرفة إسلامية على الزجاج الملون تزين جدران مسجد الصخرة المشرفة من الداخل.
زخرفة الخزف.
ابتكر الخزافون المسلمون أساليب فريدة في فنون الخرف شملت التنوع في وسائل
الصناعة والألوان. ومن هذه الأساليب: الخزف ذو الزخارف المحفورة والمطلية
بلون واحد، والفخار المدهون ذو الزخارف المحززة، والخزف ذو الزخارف
المرسومة بالبريق المعدني. والخزف ذو الزخارف المرسومة فوق الدهان، والخزف
غير المدهون. وتتميز زخرفة الخزف الإسلامي بالبريق المعدني، والطلاء
بالمينا، والرسوم المتناهية في البساطة، التي تقتصر أحيانًا على شريط من
الكتابة الكوفية ذات اللون الواحد، يدور حول حافة سلطانية أو يعترضها.
وهناك أيضا أسلوب صناعة الفسيفساء، والتي يتكون فيها الموضوع الزخرفي من
عدد من الوحدات الصغيرة مختلفة الشكل والحجم، ومقطوعة من لوحات كبيرة من
الخزف المدهون بالألوان تجمع بعضها إلى بعض وتثبت معًا.
طبق من الخزف مزخرف بالرسوم النباتية في تشكيل متناسق حوى عدة عناصر وألوان.
أحد الأطباق الخزفية وقد زين بالرسوم الحيوانية والنباتية والكتابة في الإطار الدائري بالخط الكوفي القديم.
آنية زجاجية لحفظ العطور وقد صبغت وزينت بالزخارف الإسلامية الرقيقة.