صرخة من أعماق البحر: لماذا؟ لماذا؟
بيروت – كلير شكر: تناقل بعض اللبنانيين أمس رسالة عبر البريد الكتروني قام بتوزيعها مجهولون، تحت عنوان " صرخة من أعماق البحر"، وقد حملت سلسلة تساؤلات وإضاءات حول الأحداث التي رافقت سقوط الطائرة الأثيوبية وتبعتها، وحملت إمضاء " الإمضاء أشلاء ضحايا الطّائرة الإثيوبيّة المنكوبة"، وتضمنت الرسالة الآتي: "جاء خبر سقوط الطائرة الإثيوبيّة كالصّاعقة على كل اللّبنانيّين وخاصّة أهل الضحايا والمفقودين. أنا مواطن لبناني وأعشق بلدي لبنان وكلّما حاولت التمسّك به أكثر، يأتي آخرون ويحاولون نزع هذا الرّابط بالقوّة.
ما سوف تقرؤونه في هذه الصّرخة ليس له أي مصلحة شخصيّة بتاتاً إنّما أبلغوني إن كان هناك أي خطأ في ما سوف أكتبه وأنا مستعدّ لمناقشته. في صباح اليوم التّالي لسقوط الطائرة، هرع المسؤولون لمعرفة ما الذي حدث وعقدوا اجتماعاً طارئاً حُدِّدت فيه خطوات عَمل وتدابير وقواعد لكل وزير ومسؤول عليه أن لا يتخطّاها، خاصّة في كلامه مع الإعلام.
أبلغوا الرأي العام "الرجاء أن لا يستنتج أحد شيء أو أن يستبق التّحقيق". وكأنّهم يعلمون في كل تفاصيل الحادثة وبدأوا من اليوم الأوّل محاولة تغطية ما حدث. وحاولوا بداية إقناع النّاس بأنّ صاعقة مناخية أسقطت طائرة البوينغ. وكلّنا يعلم أنّ هذه النظريّة شبه مستحيلة نظراً لوجود نظام حماية ضدّ الصواعق في كل طائرة وكلّ طيّار يعرف مسبقاً إن كان سيدخل منطقة صواعق، كما أن فداحة الحطام لا يمكن أن تسبّبه صاعقة، ولا حتّى سقوط الطائرة في الماء.
بعد سقوط النظريّة الأولى، بدأ العمل على ربح الوقت يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، وأخذوا يبحثون على عمق أكثر من 1300 متر وهم كلّهم يعلمون النّقطة المحدّدة لمكان سقوط الطائرة. نحن لسنا خبراء طيران ولا ملاحة جويّة، ولكن المنطق يفرض يا مسؤولين أنّ برج المراقبة في مطار بيروت يعلم نقطة الطائرة في الطول والعرض والإرتفاع على الرّادار. أين اختفت هذه النّقطة؟؟ الرّجاء إبحثوا هناك!!
على ماذا كانت تبحث السفن الأميركيّة والفرنسيّة والقبرصيّة وكادت السفن الصوماليّة تلحقهم..؟ على الكنز المخفي؟ أم مجرّد إضاعة للوقت لكي تتحلّل كلّ الجثث، حتّى إذا نظر إليها الأهالي لا يسألون: "لماذا التشوّه؟ لماذا الحريق؟ لماذا رائحة البارود!!!!؟؟؟"وأخذت النظريّات والأكاذيب تتسارع من إستحالة وجود الطائرة، إلى وجود طائرة أخرى، إلى سقوطها في شيرٍ عميق جداً وغيرها من الأخبار التّي سرعان ما انكشفت أنّها كلّها باطلة وزائفة.
بعد مرور الوقت الأكثر من طبيعي على تحلّل الجثث تمّ تحديد القسم الأكبر منها، وهل علمتم أين؟ على عمق 45 متر؟؟!! 45 متر؟؟ ماذا كنتم تعملون في الـ 1300 والـ 1400 متر؟؟ نعتذر من أهالي الضحايا، ولكن كلّهم يعلمون أنّه لا توجد جثّة كاملة وبعض الأهالي تم تسليمهم بقايا قليلة جداً. ماذا حصل؟ ولماذا محاولة إخفاء الحقيقة؟
قالوا أنّهم عثروا على الصّندوق الأسود الأوّل وأنّه يجب أن يُنقَل بمياه البحر كي لا تُمحَى المعلومات. من أين أتوا بهذه النظريّة؟ لا أعلم. أريد أن أسألهم إن سقط على اليابسة هل يجب أن يُنقَل مع التّراب؟ أو في زيت أو في النّار، هل نغطّيه بالفحم والرّماد كي لا تُمحى المعلومات؟ هل يريدون الوصول بالنّتيجة وبالنّهاية إلى عدم الحصول على معلومات كافية وبالتّالي طَمس الحقيقة؟
أمّا الصندوق الأسود الثاني، قالوا أنّهم وجدوه فاستبشرنا خيراً إنّما كان الوضع أنّه يفتقد إلى القطعة التّي تجعله ناطقاً. هل شاهده أحدكم؟؟
هل هذا الصندوق الذي فقد جزءَهُ النّاطق، ما زالت ورقة الرقم التّسلسلي والـ BarCode كما هي؟؟ كيف يُقسَم إلى قسمين والورقة ملصقة عليه ما زالت كما هي؟ وكما بيّنت الصّور أنّه في وضع طبيعي جدّاً حتّى أنّ لونه لم يُمحَ! وهنا أريد أن أسأل سؤالاً وأعذروني لأنّي لستُ خبيراً بهذه الأمور:
إن وجدتَ Hard Disk لكومبيوتر منفصل لوحده، لا يمكنك معرفة ما بداخله إلاّ إذا وصلته على كومبيوتر. إن وجدت CD أو USB Flash لا يمكنك معرفة ما بداخلها إلاً إذا وصلتها على الكومبيوتر، أي الكومبيوتر في هذه الحالة هو الفم النّاطق لهذه الأدوات. ولا يوجد كومبيوتر واحد فقط في العالم يستطيع قراءة هذه الأدوات إنّما إن وضعتها في أي كومبيوتر فهي تعمل بشكل طبيعي.
فيا مسؤولين ويا محقّقين نحن نحاول المساعدة لا أكثر. يمكنكم بكل بساطة الإستعانة بالجزء النّاطق للصّندوق الأوّل وتركيبه على الصّندوق الثاني وعلى الأرجح أنّه سيصبح ناطقاً، أليس كذلك؟؟ هذا إن كان غير متوفّر في فرنسا جزء ناطق جديد لاستعماله! وكما يعلم كلّ العالم أنّه من المستحيل أن يُصَاب هذا الصّندوف بأي ضرر. فهو يتحمّل حالات ضغط مرتفعة جداً ومقاوم لحرارة تفوق الـ 10.000 درجة ويُعتبر من المستحيل أن يتحطّم أو يُفقَد جزءٌ منه.
شهود عيان أكّدوا على مشاهدة الطّائرة تنفجر ومن ثمّ سقوطها في الماء.
أخبروني كيف وصل حطام الطّائرة إلى الحدود السوريّة وأيضاً إلى النّاعمة وبشكل معاكس؟ ما الذي يؤدّي إلى حصول هكذا أمر، إلاّ إنفجار أكثر من رهيب!! هل كانت الطائرة محشوّة بالذخائر، بالأسلحة وبمتفجرّات؟ هل هناك محاولة لتهريب أسلحة من بلد لآخر، وانفجرت هذه الموادّ تلقائيّاً على الضّغط؟ لماذا معظم حطام قطع الطائرة، لا يتعدى حجمها المتر أو المترين؟ لماذا لفّت الجثث بأسلاك كهربائيّة وجميعها مشوّهة واحترقت؟ لماذا؟؟؟ لماذا؟؟؟
لماذا تُخفون الحقيقة؟ لماذا تَحمون المسؤولين عن هذا العمل التّخريبي؟ هل تخافون على سمعة المطار وعلى السّياحة؟ هل أنتم متواطؤون مع الفاعلين؟ هل لهذه الدّرجة أصبح الإنسان رخيصاً في بلدٍ يحكمه الفساد والمحسوبيّة والزّعامات؟؟
صدّقونا أنّنا لسنا نحن الذين استنتجنا هذا يا معالي الوزير ويا سعادة النّائب ويا رئيس ويا بيك ويا زعيم، إنّما الحقيقة كشفت نفسها بنفسها وكلّما حاولتم إخفاء هذا التّخريب، كلّما صارت صورة الحقيقة أوضح. أليس لديكم معطيات من المطار عن الطّائرة وعن سرعتها وضغطها و..و..؟؟ لماذا الصّمت؟ لماذا الكذب؟ لماذا إخفاء المعلومات؟؟ أعذروني جميعاً إن أسأت إلى أحد أو جرحت أحداً ولكن شبعنا طمساً للحقيقة في لبنان. الحقيقة ستظهر إلى العلَن وإلى كلّ العالم. والله شاهدٌ على كلّ شيء. أرجو أن لا يبحث أحد عنّي ليحاكمني على قولي الحقيقة. إن أردتم مراسلتي، إذهبوا إلى أهالي الضحايا والمفقودين، إذهبوا إلى اللّبنانيّين.
قفوا وقفة ضمير مع الله ومع أنفسكم، قفوا على الحقّ مرّةً! قولوا الحقيقة مهما كانت صعبة ومرّة! قولوا الحقّ!أرسلوا هذه "الصّرخة من أعماق البحر" إلى كل من تعرفون، وإلى كل أصدقائكم لأنّ صوت الحقّ أعلى من أيّ صوتٍ آخر. واعذروني من جديد إن أسأتُ لأحدٍ".