موضوع جميل سيرين.
قصيده ابكتني وضحكتني في نفس الوقت عن الشيب وهي للشاعر عبدالله الشريف.
لمـه لمه , يارأسي الغالي تطاطـي للمشيب = أغراك شـيبي يوم قال إنــه وقــارٍ تحمــله
لمه لمه , يارأسي الغـالي وانا أعدك لبيب = يضحك عليـك الشيب يا رأسي وتحمـل مشعله
يبدأ يدغـدغ جانبي بلا رقيب ولا حسيـب = ويبتســم ويقـول هذا العــز , هذي المرجــله
وينتشر مادمت له ياعزوتي الروض الخصيب = مدري متى سمى , ولا أظـنـه بدأ بالبســمله !
لاهـو يخاف من الصيـاح ولا يحن من النحيب = ولا يبالي تمـدحه , وإلا تكــيل الشتــم لــه
لاهـو عـدوٍ تعرفـه ولا تــظن إنـه حبــيب = لاهـو حمـيمٍ تعـذله , ولا خصيـمٍ تقتــله
يقول أنا مثل الصباح , يقول أنا مثل الحليب = يقول أنا كالـزهر الأبيض غايتي ود وصله
وأنا أعرف إن الشوك الأبيض يجرح الكف الرطيب = بعض الزهـور البيض لوجادت تجـود بحنظلـه
الشيب ماخلى ردي , والشيب ماخلى عريب = أقول سـاعٍ ما أظلمه, وأقول ســاعٍ مـا أعذلـه !
الشيب ضيفٍ لو نزل لاهو يمـل ولا يغـيب = وإن حل فـي رأس الكريم يزيد حتـى , يشمـــله
وكل ما زاد البيـاض أخشى سويعات المغيب = ترى بيــاض السنبله , يعنــي حصـاد السنبلـه
الشيب ماهو عيب لكن مافعل بي الشيب عـيب = لاهـــو يطـــمني , ولــــو طمنـت ظبـــيٍ جفــله
ولوصبغت الشيب خانتني جذوعه مـن قريـب = وأصبحت فـي عين الظبا , غشاش والدهر أهمله
ما أبغى الفتاة تقول وا عماه , يالشيخ العجيب = صوتك يقول إنك شباب , وشيب رأسك يخذلــه
ما أبغى يقولون أنت شايبنا ومحزمنا القطيب = مــدحٍ يكــدر خاطري ماسره , إلا علــعله
من يجتهد يا رأسي الغالي يجد حـظ ونصــيب = وانا أجتهدت , وشيبك يهلهل كياني هـــلهله
ما أبغاك تُحبس في شماغي كأنك الكنز المريب = إذا حــجبتـه معضلـه , وإذا كشفته معـــضله
الناس تثني ع العنــب ولا يذمـــون الزبــيب = لــكن يبقى للــعنب بأول قطـافه منـــزلــه
أبكـي على حالــي ومن يبكي على حاله مصيب = وأضحك على حالـي ومن يضحك على حاله دلـه
يسقي زمانٍ كنت أنا فيه المُخاطب والخطـــيب = أقطف من الزهـر أجمـله وأنظـم من الشعـر أغـزله
واليوم أنا أعـد الخطى وأخاف مـن عين الرقـيب = ولو نظمـت الشعـر أخاف وإن قلــت أجـــزله !
قـد كان لي جـسمٍ نحيل وكـان لي صدرٍ رحيب = أسري ولو غاب القمــر والهــم , أبد , مـالي وله
واليوم أقول إني صحـيح , وماني أبعد من الطبيب = وأقول انا مستـانس , وصــدري حـراك وجـــلجله
كم كنـت أغني ربمـا يطرب لصوتـي العندلــيب = أو ربما أغشى البحــر , ماأخاف البلل والـبلبله
وأجعـل من القاسـي مُـذاب , ولا يذوبني مُذيب = ومنهجــي فـي السابعـه , والثامنه فـي الـزلزلــه
ولو نهـاري غـرني أمسيت في ليلــي مُنــيب = ولو زمــاني ضرني كسٌرت بــيدي معـــولــه
ولا يوقفنـي جبــل , ولا يهرول بـي كثــيب = العـاقل اللي مــايقف , ولا يهرول هـــروله
أحد مشـى فيهـا مـرح وأحد يدب بها دبيب = وانا قصـدت المشـي يكفلني زمــاني وأكفــله
واليـوم غيرني الزمن كني على نفسي غريب = لانـي قويت أمــشي معـه , ولا قــويت أفرمـله
آقـف وأنا متمــاسكٍ لكــني أودي وأجيــب = الدهـر وإن ما طيـح الشامــخ , تراه يمـــلمله
حتـى إختراعات الزمان أشوفها لغزٍ عصيب = من فـاته قطـار الزمـان أصبح عــدو ما يجهـله
يا رأسي الغالي تشيب اليوم وإلا ما تشيب = اللي يشــوف أتلى الزمـان يقول يازين أولــه