جارة الرقيق بصيغة اخرى في مغرب العهد الجديد
رغم اتجاه المغرب نحو الحداثة و الديموقراطية فانه لم يستطع ان يقضي على تجارة الرقيق و المؤسف في الأمر أن رجال القانون في سلك القضاء يمارسونها بعلنية مفضوحة.... فعن طريق السمسار استطاع القاضي خالد.ي ان يحصل على طفلة لا يتجاوز سنها 11 سنة تنحدر من أحراش مدينة تازة و بضبط من سبت باب الرملة تنتمي إلى عائلة فقيرة بل إلى اسرة تقف على ادنى عتبات الفقر والدها محمد الشطيط وأمها ربيعة ضاقا بها ذرعا لقلة ذات اليد فسلماها الى متاجر في اللحوم البشرية "سمسار بالدارجة المغربية" الذي سافر بها الى مدينة وجدة لتستقر بحي الوحدة على ضفاف واد اسلي في فيلا قاض شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره متزوج وأب لأربعة أطفال و خامسهم في الطريق لم تكن تظن زينب أنها بين أيدي وحوش آدمية لا تعرف الرحمة و لا الشفقة كانت أحلامها لا تتجاوز أحلام اطفال يركضون في الدروب تحلم بالحنان والسعادة غير أن حاضرها سيكون اقسى من ماضيها وان الفيلا الفخمة ستكون أضيق من الكوخ الصغير الذي ترعرعت فيه رفقة إخوتها...
معاناة يومية وتعذيب بابشع الطرق
أوهم السمسار أسرة زينب أنها ستشتغل في منزل لرجل محسن مول خير كبير يعرف ماله وما عليه وسيعمل على إدخالها المدرسة كبقية الأطفال لكن الواقع كان مخالفا لما صوره السمسار ومنذ الأيام الأولى طلب من زينب أن تشمر على ساعديها النحيفين لتقوم بأشغال شاقة داخل الفيلا الكبيرة جدا...لم تقو زينب على الرفض وإنما باشرت أعمالها بكل صبر راجية من الله ان ينصفها من مخالب هؤلاء الوحوش ....مع مرور الايام بدت سادية القاضي وزوجته تطفو على السطح فلم يكتفيا بتشغيلها وقيامها بالعمل الشاق وانما زادوا على ذلك الضرب فكان الزوج ياخذ "عمود الشطابة " ولا يرتاح له بال الا بعد ان يكسره على جسدها النحيف ثم تاخذ الزوجة المبادرة وتجهز عمود أخر لتتمم عملية التعذيب دون شفقة و لا رحمة لم ينفع زينب بكاءها و لا توسلها و لا طلب الرحمة من القاضي وزوجته الساديين بعد مرور مدة على هذه الآلية من التعذيب وجد أنهما بحاجة إلى تعذيب اقصى ليشفيا نفسيتهما المريضة المائلة الى تعذيب الآخر و هكذا اهتديا إلى الكي بأدوات عديدة و في مناطق مختلفة و حساسة من جسد الضحية اذ عند معاينتنا بمستشفى الفرابي للضحية سجلنا مناطق كثيرة كانت موضع كي و عرفنا من خلال الممرضة مواضع حساسة و غير مكشوفة أما الأدوات المستعملة فصرحت لنا الطفلة و دموع عينيها تنهمر على وجهها الشاحب :"كان كيحمي السفود و يكويني بيه و كا ياخد الخيط ديال الضو و يضربني بيه و مراتو كانت كتسخن الفرشيطة فالزيت و تكويني بها ..."
الهروب من الجحيم
عمد القاضي وزوجته إلى احتجاز الضحية زينب لمدة أكثر من أسبوعين نظرا لكثرة الإصابات المحدثة في جسدها و أخطرها إصابة في الرأس فاضطر على اثرها حلق شعر زينب حتى لا تتوسع دائرة التعفن و اصابة في اللسان و الشفتين و اخرى في عضوها التناسلي ...لم تعد زينب تقو على الحركة اذ وصلت على مشارف الموت و لكنها في لحظة غفلة من القاضي و زوجته استطاعت ان تخرج من الفيلا لتفر في اتجاه وادي اسلي و هناك التقت بشخص اسمه عبد الله أثارت انتباهه و اوقفها ليسألها عن حالها فسقطت أرضا و هي تلهث و عرف ما وقع لها من مصائب و في هذا الصدد صرح لنا عبد الله بما يلي :"كنت بالقرب من واد اسلي أرعى قطيع ماعزي الى ان تفاجات بها منهكة ترتدي سروالا اسود اللون وقميص اخضر وقدمين حافيتين في حالة يرثى لها واثار التعذيب تكسو جسدها تصارع الموت..."
قادها عبد الله الى حي الطوبة لطلب الإغاثة فأخذتها سيدة وزوجها الى مصالح الشرطة بعد اندهاشهما من حالتها الخطيرة ...فتح رجال الشرطة محضرا في القضية واستمعوا الى الرجل وزوجته ثم الى الطفلة زينب وفي حدود الساعة 11 ليلا تم نقلها الى مستشفى الفارابي .
زينب تثير الرعب بمستشفى الفارابي
بمجرد ما وصلت زينب الى المستشفى عبر سيارة الإسعاف حتى انتشر الخبر بين ارجاء المستشفى ونزلت التعليمات على المسؤولين كي يعزلوا زينب في حجرة خاصة وان لا يتحدثوا في الموضوع مع أي احد خاصة مع الصحافة فوضعت زينب في قسم خاص بالأطفال بالطابق الاول في اقصى شمال القسم الثاني بالقاعة 3...وحسب مصادر مقربة فان التعليمات جاءت من السيد الوالي وبالتالي ظهرت الكثير من علامات الاستفهام والتعجب من الحذر الذي استعمل في قضية زينب الى درجة انه في البداية منع رجال الشرطة من تصوير الضحية الى ان تم فتح أسرار هذه القضية بعد دخول جمعيات حقوقية على الخط ومطالبتها بكشف الحقيقة وعدم اقبار الملف .
رفض الطبيب المكلف بالقسم الإدلاء لنا بتشخيص لحالة الطفلة"حيت خاف على بلاصتو" لكن على الرغم من ذلك استطعنا معاينتها ووقفنا على حجم المعاناة وقساوة الايام التي قضتها الطفلة بمعية القاضي وزوجته اذ لم تستطع العناية المركزة التي خضعت لها ان تمحو آثار التعذيب الماثلة على الجسد الصغير من بداية الرأس حتى القدمين و كأن زينب افترستها ذئاب شرسة بل يمكن ان نقول ان الذئاب الشرسة ارحم مما فعل القاضي و زوجته بزينب كما أن والد الضحية محمد الشطيط في تصريحه للجريدة عازم على متابعة القاضي و عدم التنازل له ... و امام هول هذه الكارثة طلبت الجمعيات الحقوقية أيضا بعدم اقبار الملف و متابعة الجناة بأقصى العقوبات و اتضح في الأخير ان خطاب جلالة الملك لا يهدف الى الدعوة إلى اصلاح القوانين فقط و إنما لإصلاح نفسية بعض القضاة الذين عبروا عن مدى افسادهم لهذه المهنة النبيلة أولئك الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون البشري و فوق القانون الإلهي لكنهم ينسون أن بين دعوة المظلوم و الله لا يوجد أي حجاب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]