بعض المراحل التي نجدها مهمة في حياتها.

من أ برز الحكايات تلك المرحلة الممتعة والاثيرة التي حفلت بها علاقتها بالشاعر المتيم احمد رامي الذي عشقها الى حد الثمالة وارتبط ا معا بحب عنيف تمخض عن أجمل قصائد الشعر الت ي تحولت الى اغانٍ رائعة لا تغادر الذهن ابداً.. وقد بد أ ت علاقتهما في بدايات العشرينات من هذا القرن حين غنت ام كلثوم قصيدة رامي (الصب تفضحه) ولم يكن رامي في القاهرة يومذاك بل كان في باريس لذا عندما عاد الى مصر عام 1924 وسمعها من ام كلثوم قال لها:

صوتك هاج الشجو في مسمعي وأرسل المكنون من ادمعي

سمعته فانساب في خاطري للشعر عين ثرة المنبع

ودب في نفسي دبيب المنى والبرء في اليائس الموجع

غني وخلي الدمع يروي الذي قد جف من نفسي ولم ينبع

لعل في تجواله احياء ما دفنت من حبي ومن مطمعي

ومن يومها تطورت علاقته م ا وازداد الحب أ لقاً بحيث كانت كل لقاءاتهما أغنيات وكل ( زعلهما ) أغنيات وكانت تختار له مقعداً خاصاً في حفلاتها يكون محجوزاً بنحو دائم حتى ان لم يحضر احمد رامي وهل يستطيع ان لا يحضر ؟ انه المحال! ويذكر رامي كيف افتتحت اذاعة صوت القاهرة بصوت ام كلثوم التي غنت نشيد بلادي لسيد درويش وطلبت ان يدخل الأستوديو احمد رامي ويجلس امامها وهو الذي كان يرعاها في المستشفى قبل ذلك حين أصاب صوتها مرض كاد ان يحطمه لولا رعاية الله . أنشدت ام كلثوم( بلادي لك حبي وفؤداي) وكادت تقتلع المايكرفون من شدة صوتها وهي التي لم تصدق قوته بعد ان اعتراه الوهن طوال أيام المرض. اردفت النشيد بأغنية رامي (يا آسي الحي) كأنها تريد ان تذكره بانها تغني له وحده فتقول له (يا آسي الحي فتشت في كبدي.. وهل تبين داء في زواي ا ها تنبهت الى صدودي) ثم غنت له قصيدة اخرى تقول (يوم الهنا حبي صفالي بعد الجفا والاسية) وعند رحيل ام كلثوم وقع الخبر كالصاعقة على رامي فراح يذرف دموعه سخية حتى انشد قائلاً:

قد كنت اسمعها تشدو وتطربني واليوم اسمعني ابكي وابكيها

صحبتها من ضحى عمري وعشت لها أذوق شهد المعاني ثم اهديها

تبلى العظام وتبقى الروح خالدة حتى ترد اليها يوم تحييها

ولامير الشعراء احمد شوقي غنت العديد من القصائد الرائعة وجعلتها قريبة من الناس ترددها حتى العامة ، ومن تلك القصائد الى عرفات الله ونهج البردة ، وسلوا قلبي ، وبابي ، وروحي ، وسلوا كؤوس الطلا ، التي غنتها في منزله امام حشد من الشعراء والادباء واج ا دت فيها على نحو رائع جعل شوقي يكتب قصيدة خاصة لام كلثوم في اليوم التالي و ي بعثها اليها تثميناً لادائها الناجح في سلوا كؤوس لطلا.

ولشاعرنا الكبير معروف الرصافي موقف مع ام كلثوم حين أ تت بغداد لتغني وسط جمهرة من أ دباء العراق ، وكان الرصافي احدهم ، فحين انتعشت روحه بالفيض الذي تجلى في صوت ام كلثوم ترك العنان لقريحته الشعرية ان تقول شعراً جميلاً يتناسب ومقام السيدة فقال:

ام كلثوم في فنون الاغاني امة وحدها بهذا الزمان

هي في الشرق وحدها ربة الفن فما ان للفن رب ثان

ذاع من صوتها لها اليوم حيث عم كل الامصار والبلدان

ما تغني الا وقد سحرتنا بافتتان لها و أ ي افتتان

كانت ام كلثوم تترك اثراً كبيراً في كل مكان تزوره ، ففي السودان تجمع الناس في المسرح اثناء غنائها شاكرين الله لانه منحهم هذه المطربة الكبيرة ، وفي بلدان الخليج رشوا العطور من باب الطائرة / وحتى مقر اقامتها ، وفي المغرب بمدينة فاس قدموا لها شمعة خضراء مرصعة بالذهب طولها متر رمزاً لحبهم لها في حين اضطرت الشرطة ان تفرق الجموع لتفتح الطريق لسيارتها من اجل المغادرة بالطائرة في عودتها من المغرب الى القاهرة وفي مراكش اتوا بـ( 1500) راقص وراقصة لتحيتها ومشوا امام سيارتها من المطار الى الفندق ، وفي تونس حولوا المسرح الى بستان حيث وصل العدد الى (280) الف زهرة ، وفي مدينة اخرى وزعوا على جمهور حفلتها مناديل تحمل صورتها حباً واعجاباً ، وقال لها ديغول حين سمعها تغني له (لقد مس صوتك قلبي وقلوب الفرنسيين جميعاً) وهناك قضية مهمة في حياتها الغانئية وهي مسالة التلحين فأم كلثوم لحنت لنفسها اغنيتين من شعر احمد رامي هما (يانسيم الفجر) و(على عين الهجر) الا انها تركت مسألة التلحين لغيرها لسبب مازال مجهولاً رغم قدرتها الجيدة في ذلك. وكانت ام كلثوم متزوجة من د. حسن الحفناوي منذ 30 حزيران 1954 وهو استاذ بكلية الطب بجامعة عين شمس ومن المشرفين على علاجها وظل زواجهما قائماً الى حين رحيلها. و على الرغم من اداء ام كلثوم لأغنيات اعظم ملحنيّ عصرها مثل ابو العلا محمد وداود حسين والقصبجي والسنباطي ف ا ن لقاءها بمحمد عبد الوهاب كان فرصة كبيرة ولقاء تاريخياً جمعه م ا والرئيس الراحل ع ب د الناصر حين طلب اليهما ان يلتقيا بأغنية لانهما جيلان في الغناء والموسيقى وكان اول لقاء بينهما في عام 1964 بأغنية أنت عمري ثم تلاقح صوت السيدة مع الحان عبد الوهاب في عدة أغان اخرى لا تقل جودة وروعة مثل هذه ليلتي ، وغداً ألقاك و أنت الحب، وامل حياتي ، وفكروني، وغيرها . ان ام كلثوم كما قال عنها احد النقاد الاجانب يكفيها فخر اً ان توحد الامة العربية كلها حين تغني بصوتها العذب و على الرغم من رحيل ام كلثومفي الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم 3 شباط 1975 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي فان صوتها مازال يمارس تأثيراً كبيراً فينا وينعش مخيلتنا التي تحاول بعض اصوات اليوم ان تخنق فيها روح الابداع.

الموضوع الأصلى : ام كلثوم صوت يتجدد مع الزمن  المصدر : قيثارة الغناء العربى

الموضوع الأصلى : ام كلثوم صوت يتجدد مع الزمن  المصدر : قيثارة الغناء العربى

***شكرا للمروك الجميل

الموضوع الأصلى : ام كلثوم صوت يتجدد مع الزمن  المصدر : قيثارة الغناء العربى

صوتك هاج الشجو في مسمعي وأرسل المكنون من ادمعي

سمعته فانساب في خاطري للشعر عين ثرة المنبع

ودب في نفسي دبيب المنى والبرء في اليائس الموجع

غني وخلي الدمع يروي الذي قد جف من نفسي ولم ينبع

لعل في تجواله احياء ما دفنت من حبي ومن مطمعي

ما أجمل هذه الكلمات المعبرة فعلا عن حبه القوي والعميق

شكرا لك يا حبيبتي على هذه المواضيع القيمة

الموضوع الأصلى : ام كلثوم صوت يتجدد مع الزمن  المصدر : قيثارة الغناء العربى

شكرا لمرورك موني الغالية

الموضوع الأصلى : ام كلثوم صوت يتجدد مع الزمن  المصدر : قيثارة الغناء العربى

فنانة عظيمة نفتخر بها جميعًا شكرًا لك يا نور

الموضوع الأصلى : ام كلثوم صوت يتجدد مع الزمن  المصدر : قيثارة الغناء العربى

سعدت بمرورك الجميل

الموضوع الأصلى : ام كلثوم صوت يتجدد مع الزمن  المصدر : قيثارة الغناء العربى