في الثامنة من عمرها ووزنها يقترب من المائة!

اللعب مع الصغار، والذهاب إلى شاطئ
البحر، وركوب المراجيح في الملاهي، أحلام صغيرة تبدو عادية لأي طفلة، ولكنها ليست كذلك
بالنسبة للطفلة نور، التي تبلغ من العمر ثماني سنوات؛ لأنها تعاني من مشكلة لم تجد
لها علاجًا في فلسطين، ومشكلتها هي الزيادة الكبيرة والسريعة في وزنها، حيثُ يقترب
وزنها حاليًا من المائة كيلوغرام..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تبدأ الأم الحزينة والحائرة حديثها
بالتساؤل: من يساعد ابنتي لتحيا حياة طبيعية؟ لجأت إلى كل الأطباء، ولكن ضيق ذات اليد
والحصار المفروض على غزة يحولان دون سفري بها للخارج، عندما ولدت نور كانت طفلة طبيعية،
ولكني ولدتها بعملية قيصرية، ولا أدري لماذا أمرني الطبيب بإعطائها الكورتيزون على
شكل إبر لمدة عام ونصف العام، وبعد أن بلغت العام والنصف وتوقفت عن إعطائها الكورتيزون،
كما طلب الطبيب، بدأت أعراض الزيادة في وزنها تظهر، حيثُ أصبح وزنها وهي في الثالثة
من عمرها ثلاثين كيلوغرامًا، مما اعتبره البعض أعجوبة لمن هم في سنها، وتوجهت للأطباء
ولكن بلا فائدة، فقد أجروا لها الكثير من الفحوصات، وأمروني بالتزام ابنتي بريجيم قاس،
وبعد شهر من الريجيم، لم ينقص وزنها سوى نصف كيلوغرام.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]معاناة تزداد

يتحدث والدها، وهو يعمل مؤذنًا للمسجد
القريب: أتمنى أن تكون ابنتي طفلة طبيعية، رفضت كل دور الحضانة انضمام ابنتي لها بحجة
أنها معاقة عقليًا، ولا يتحملون نتيجة تعاملها مع الأطفال الذين في سنها، والأمر نفسه
حدث حين بلغت السادسة، فلم تقبل أي مدرسة التحاقها بها، وأشاروا علي بإلحاقها بمدرسة
خاصة بالمعاقين، ولكنهم لا يفهمون أن طفلتي تتمتع بذكاء شديد، ولا تعاني من أي مشاكل
جسمانيةً، ولا تعاني من أي عرض من أعراض التخلف العقلي، وأنا لا أملك القدرة المادية
لإلحاقها في مدرسة خاصة، والنتيجة أنها حرمت من دخول المدرسة وهي الآن لم تكمل عامها
الثامن. وعن الأعراض الصحية الناتجة عن زيادة وزنها يقول الأب: قبل سنتين أصيبت نور
بضيق شديد في التنفس، وحولت لمستشفى في إسرائيل، ولكنهم لم يقدموا لها شيئًا جديدًا
سوى مساعدتها على التنفس بأجهزة صناعية حتى تجاوزت الأزمة التي تعاودها من الحين للآخر
-أزمة ربوية حادة بسبب الزيادة غير الطبيعية بالوزن- وقد أصبح وزنها 85 كيلوغرامًا،
ولم تكمل عامها الثامن بعد، والآن وزنها يقترب من المائة، ولا أحد يساعدنا.

براءة الطفولة

وتلتقط نور ـ التي كانت تلهو بجوار
والديها ـ الحديث، وتقول ببراءة الطفولة: أتمنى أن أصبح طفلة مثل الباقي، أتمنى أن
أذهب للمدرسة، أتعلم أن أكتب وأرسم وردة وتفاحة، وأن أردد مع المعلمة:
«A B C D».

عندما كنت صغيرة ذهبت إلى إحدى دور
الحضانة، بعد أن توسل لهم بابا، وفي اليوم الأول ضربتني المعلمة، وقالت لي: يا دبة...
أمام الأطفال، فضحكوا علي، ومن بعدها لم أعد للروضة مرة ثانية.

تستدرك الأم وتقول وهي تحتضن نور:
لقد تدخل أولاد الحلال لدى إدارة إحدى دور الحضانة القريبة من بيتنا، ونجحوا في إلحاقها
بالروضة، ولكن ليوم واحد، لتعود نور للبيت وهي منهارة تمامًا، وتعاني من التبول اللاإرادي،
والتأتأة في الكلام، فعرضناها على طبيب وعالجناها إلى أن شفيت، لكنها مازالت تعاني
من التأتأة في الحديث. تقاطع نور أمها: "عندما أخذوني للمستشفى الإسرائيلي بكيت
بشدة، ما بدي أروح عند اليهود، بدي أصير حلوة زي كل البنات مش دبة".

رأي الطب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]توجهنا لسؤال الدكتور كمال أبو داوود،
اختصاصي طب الأطفال في مستشفى مبارك في غزة، وسألناه عن أسباب زيادة الوزن عند الصغار،
وارتباطه بالعلاج بالكورتيزون، فأجاب: هناك عدة أسباب للإصابة بالسمنة عند الصغار،
فهناك أسباب تعود للوراثة، أو لنشاط زائد في مركز في المخ يوجد في «الهيبوثلمس» أو
زيادة إفراز هرمون الكورتيزون في الجسم، وهناك حالة احتباس السوائل في الجسم بسبب استخدام
الكورتيزون، وتعرف بالسمنة الكاذبة، والسمنة عمومًا تسبب الكثير من المشاكل للطفل مثل:
الإصابة بمرض البول السكري، وارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، والربو الشعبي،
واضطراب النوم، وغيرها، بالإضافة إلى مشاكل نفسية، كالاكتئاب والانعزال نتيجة للتكوين
الجسماني للطفل.

***مجلة سيدتي

الموضوع الأصلى : في الثامنة من عمرها ووزنها يقترب من المائة! المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر