ذات يوم ذهبت امرأة لقبر0000

ذات يوم ذهبت امراة لقبر امها تبكى عليه وتشتكى اليها

قالت لها اماة تركتنى فى هذة الحياة وحيدة لا املك غير

ثوبى هذا وقد تخلى عنى الحبيب والقريب والبعيد

وقد قلت لى اى بنيه اذا سالك احد شيئا حتى ولو كان

اخر اثوابك فاعطيه اياه فسوف يكسيك الله ثوب العفاف

علمتنى اماة ان من اذانى وطلب عفوى ان اعفو عنه

فعفو الله اكبر وذنوبنا اكبر فليغفر الله لنا ما كان منا

اماة اليوم اتيت اليك ابكى همى وضيقى على اجد ريحك

فيؤنس وحشتى علمتنى امى ان افعل الخير دون انتظار

المقابل وكنت ترين ان ما عند الله خير وابقى

زرعت فى حب الامل وقلتى ان ذلك حسن الظن بالله

امى اخبرينى كيف احلم وبما احلم ومتى احلم

انهارت دنيتى وبقيت غربتى وحاصرتنى الهموم

اشتد بكاء المراة وانخرطت تبحر فى نهر الدموع

حتى راحت فى نوم عميق حينها رات امها

تقبل عليها بثياب بيضاء وتقول لها اى بنيه

قومى فتوضئى واقبلى على ربك واطلبى رحمته

فما خاب من رجاه واعلمى ان لكل ضيق فرجا

ولكل هم مخرجا واعلمى ان ما انت فيه من

شدة البلاء اختبار لصلب ايمانك وقدرة احتمالك

فلتنجحى فى الامتحان ولتكونى من الصابرين

فتنالى رضى الرحمن واجر الصابرين بغير حساب

واعلمى ان الدنيا دار فناء والاخرة دار بقاء

وعليك العمل ليوم الحساب والرضى بالقضاء

هنا استيقظت المراة وادركت ان امها تعلمها

ان لا بكاء على دنيا الزوال والصبر والاحتساب

هما باب لبلوغ رضى رب العباد فانصرفت

وهى تدعو ربها ان يلهمها الصبر والاحتساب