نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: ***صالح عبد الحي *** الأحد 28 يونيو 2009 - 2:00 | |
| غناء صالح عبدالحي نموذج للباقي في الأسماع من الغناء الرصين, الذييقوم على الفهم الطيب, والجهد المكتسب في مهارة التعامل مع أبجديات الغناء العربي, ومن خلال المعروف عن قيام هذا الغناء على التلقين التقليدي, واستلهام وحفظ الأعمالالتراثية, والمثابرة في التعامل الفطري مع الإمكانات الصوتية المتاحة, والاجتهاد فيتجاوز مشاكل الأداء, وتدارك أغلبها بالمحاولة الذاتية. وُلد صالح عبدالجواد خليل - وهذا اسمه في دفاتر قيد المواليد - في حي (الحنفي) المغرق في العراقة والشعبية في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي, وذلك في 16أغسطس من عام 1898, أي أنه يصغر فنان الشعب سيد درويش بنحو عامين, ويصغر المطربوالملحن محمد عبدالوهاب بنحو خمسة شهور فقط. تربى صالح عبدالحي في بيت يعشق النغم, فقد كانت والدة صالح عبدالحي شقيقة للمطرب والصييت القديم, والمعروف عبدالحي حلمي, الذي كان يلتقي أقرانه من أهل المغنى في بيت العائلة, الذي وُلد وعاش فيه ابن شقيقته صالح عبدالحي, وفي الأجواءالتي كان الخال يتدرب فيها على حفظ الألحان, تفتّحت مواهب صالح عبدالحي في طفولته عبر ترديده لأغاني الخال المطرب الشهير, وعندما اشتدّ عود الفتى صالح, اختار اسم خاله ليكون لقبًا فنيًا له بعدما احترف الغناء بتشجيع من عازف العود علي الرشيدي, الذي قدمه لجلسات الطرب في قصور الأمراء والوجهاء, كما درّبه على حفظ لحن الدورالمعروف (ياما انت واحشني), الذي وضعه رائد تلحين الدور محمد عثمان. وقد قرّبه هذا الغناء من مستمعي ذلك العصر في بدايات القرن الأخيرعندما كان تقديم الفن, الطازج وردود أفعال عشّاق الطرب صفة تلك الحفلات التي تقام في قصور الكبراء, وأيضًا في حفلات السهر, وأفراح البسطاء والكادحين. وعندما انتقل صيت صالح عبدالحي من الحفلات إلى عالم الاسطوانات, حرص على غناء تراث روّاد الطرب أمثال عبده الحامولي وسلامة حجازي ومحمد عثمان وعبدالحي حلمي, وقد أعانه هذا الجهد المتقن في تصدّر موائد الغناء في كل مصر, من الإسكندرية شمالاً, وحتى عواصم الأقاليم خارج القاهرة, وحيث ارتبط اسمه بلقب أمير الطرب ثم ملك الطرب, وبهذه الألقاب وتلك النشاطات, سبق صالح عبدالحي ابن جيله محمد عبدالوهاب في المجال الذي أخلص له, وهو إحياء ليالي وجهاء المجتمع وعلية القوم, وهو ما أتى له بعد ذلك بأحد أشهر ألقابه مطرب الصالونات ومغنى الملوك والأمراء. ومثلما مضى عبدالوهاب على درب صالح عبدالحي في هذا المجال, اقتفى أيضًا أثره في طريق آخر أغرم به صالح عبدالحي, وهو مجالسة مشاهير السياسة ورموزالثقافة وكبار نجوم المجتمع, وحيث عرف عن صالح عبدالحي صداقته لشاعر النيل حافظ إبراهيم وأمير الشعراء أحمد شوقي, وكبير ظرفاء عصره الشيخ عبدالعزيز البشري, ومن نجوم العدالة والقضاء محمود غالب (باشا) وزير العدل (الحقانية), وراغب عطية (بك) النائب العام وغيرهم من أعلام النصف الأول من القرن الأخير. وصل صالح عبدالحي لهذه المكانة من خلال موهبته, التي قامت على عناصرمن الصوت الجميل, والذوق والفطنة والحسّ الأدبي, وعلى قدراته المكتسبة في الأداء, والتي تمكن منها بفعل تتلمذه على غناء خاله عبدالحي حلمي, وعلى إمساكه السليم بالمقامات الشرقية وتعرّفه عليها من خلال تأثره بالثقافة الموسيقية لعازف القانون الشهير الفنان محمد عمر, الذي صحب تخت منيرة المهدية ويوسف المنيلاوي وعبدالحي حلمي وعبداللطيف البنا وغيرهم. تزداد شهرة صالح عبدالحي مع تطور صناعة الاسطوانات وانتشارها عربيًا, وتزداد هذه الشهرة مع ازدياد محطات الراديو الأهلية في الإسكندرية والقاهرة, وقبلأن تقدم السلطات الحكومية على إغلاق الإذاعات الأهلية, وافتتاح الإذاعة الرسمية في 31 مايو 1934. وفي افتتاح الإذاعة الحكومية كان صالح عبدالحي أول مطرب يصافح صوتهالأسماع بعدما قدمه الإذاعي الراحل محمد فتحي والملقب بـ(كروان الإذاعة), وهو يغني على الهواء مباشرة رائعة محمد عثمان (ياما انت واحشني) أعانت الإذاعة صالح عبدالحي على تحقيق شهرة عربية كبيرة, حتى أن الناس, ومن فرط حماستهم وتقديرهم له, كانوا يقولون عنه (سي صالح), وليس صالح عبدالحي دون تصغير مفردات السيادة (سي)! وبينما أعانت الإذاعة صالح عبدالحي على تحقيق جماهيرية كبيرة, لم تقبلالسينما عليه, ولذلك لم يكن له إسهام في غنائيات الشاشة الكبيرة بعكس محمدعبدالوهاب الذي عرف من خلال المخرج الرائد محمد كريم, كيف يزيد من جماهيريته من خلال سحرتقديم الغناء عبر الفن السابع. لم يتم لصالح عبدالحي فرصة تقديم السينما له إلا في سابقة واحدة عندمايسند له المخرج هنري بركات بطولة فيلم (الشريد) أمام زكي رستم وحسين رياض في عام 1942, وهو الفيلم رقم 132 في سجل أعمال السينما العربية في مصر. ويعد فيلم (الشريد) الحالة السينمائية الوحيدة لصالح عبدالحي والمسجل فيها غناؤه وتمثيله بالصوتوالصورة, وعلى نحو يبدو أكثر ملاءمة من حالته التلفزيونية الوحيدة, التي ظهر فيهاعلى الشاشة الصغيرة, عندما قرر التلفزيون العربي في زمن الوحدة بين مصر وسورية أن يسجل للمطرب القدير بعضًا من روائعه بعدما أقعده المرض خلال سنوات الخمسينيات, وكان أن وفق التلفزيون في بداية الستينيات في تصويره مع التخت الشهير بقيادة عازف القانون محمد العقاد, وهو التخت الذي صحبه أيام مجده وصحته. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|
fathy عضو ذهبي
الدولة : العمر : 36 عدد الرسائل : 1424 تاريخ التسجيل : 11/05/2009 المزاج : احترام القوانين :
| موضوع: رد: ***صالح عبد الحي *** الأحد 28 يونيو 2009 - 5:10 | |
| |
|