مفاجأة مدوية أطلقها لاعبو بترول أسيوط بالفوز الرائع علي فريق النادي الأهلي وخروجه من دور الـ32 لمسابقة كأس مصر بعد الأداء المشرف الذي قدمه الصعايدة أمس أمام جماهيرهم في أسيوط, حيث فاز البترول علي بطل مصر بهدف نظيف سجله اللاعب حمدي سيف في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني حين تلقي الكرة العرضية القادمة إليه من الجهة اليمني ليسكنها من مرة واحدة علي يسار أمير عبدالحميد مسجلا هدفا عالميا غاليا له ولفريقه.
وإذا كان غياب الدوليين قد لعب دورا في الخسارة, فإن الجانب الآخر من المسئولية يتحمله اللاعب معتز إينو الذي أحرج محمد كمال ريشة حكم اللقاء ولم يدع له أدني فرصة لعدم إنذاره مرتين, وإن كنا نختلف معه في ذلك إذ نري أن معتز كان يستحق الطرد وليس الإنذار كما حدث.
كان لاعبو الأهلي قادرين علي التعويض نتيجة للهدف المبكر الذي سكن مرماهم, ولكن جاء طرد معتز ليقضي تماما علي الآمال ولابد من وقفة حازمة معه خاصة أنه أحد لاعبي الفريق الكبار حيث لا حجة له في ضرورة ضبط الأعصاب فما بالك أن هذا الانفلات لم يكن له ما يبرره.
ولا تنتقص الغيابات في صفوف بطل مصر من الأداء الرائع للاعبي البترول ومديرهم الفني القدير محمد عامر.. وينبغي القول إن الأهلي شارك بما لا يقل عن تسعة لاعبين من النجوم المعروفين الذين يشاركون باستمرار, وذلك حتي لا يتم الانتقاص من قدر وقيمة لاعبي البترول الذين فازوا بهدف واحد وحيد.. مع الرأفة.
* تعامل لاعبو بترول أسيوط مع خصمهم من البداية بدون هيبة, فقد كان يملؤهم الإحساس بعدم صعوبة المباراة, أو علي الأقل عدم استحالة الفوز علي خصمهم الذي ظهر طوال الشوط الأول وكأنه أسد بلا أنياب أو مخالف, حيث اختفت تماما هجمات الأهلي ولم يظهر أي من لاعبيه بالصورة المعروفة.
ولا يوجد في الشوط الأول ما يستحق الذكر, ولم يختبر الحارسان, كما لم يواجه محمد كمال ريشة حكم اللقاء أي صعوبة في اتخاذ القرارات, وإن كان الكاميروني مازنجا قلب دفاع البترول هو النجم الأول, بينما أشرف خطاب لاعب الوسط هو أنشط اللاعبين, خاصة في الدقائق العشر الأخيرة التي شهدت نشاطا بتروليا لكن بلا فعالية حقيقية.
شوط الأحزان الأهلاوية!
ومع انطلاق الشوط الثاني وضح أن النتيجة لابد أن تتغير حيث يراها كل فريق فرصة لكي يلتهم خصمه.. وإن بدا لاعبو البترول هم الأكثر رغبة وحماسا في الفوز.. وتمت ترجمة هذه الرغبة وهذا الحماس في الدقيقة الخامسة حين سجل حمدي سيف هدفا للبترول أشعل المباراة وأيقظ لاعبي الأهلي الذين بدأوا في مهاجمة خصمهم ولكن بغير هدي وتركيز مما أهدر كثيرا من الفرص التي أتيحت للتهديف وكان أولها في الدقيقة(20) حين رفعها أحمد بلال علي رأس رضا الويشي الذي أضاعها!! وبعدها بأقل من دقيقة واحدة تعمد المعتز إينو الخشونة مع أحمد السيد لاعب البترول مما استدعي حصوله علي الإندار الثاني المستحق وتم طرده من المباراة ليلعب فريقه ناقصا جهوده فيما تبقي من وقت للقاء واضطر الجهاز الفني للأهلي لإجراء تغيير ملح بعد هذا الطرد بإشراك عبدالحميد حسن بدلا من رضا الويشي, وبعدها بأقل من ثلاث دقائق يشارك محمود سمير بدلا من أحمد عادل.. ويسدد عبدالحميد حسن بالقدم اليسري في القائم من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة(26).
وتنكشف خطوط الأهلي الخلفية بسبب التقدم العشوائي بغية إحراز التعادل وهو ما جعل الهجمات المرتدة للبترول تتسم بالخطورة وكاد أحمد علي يسجل أكثر من هدف لولا يقظة أمير عبدالحميد الذي لا يسأل عن الهدف الذي سكن مرماه.
ويدفع محمد عامر المدير الفني للبترول بأكثر من لاعب يمتلك الخبرة التي تسمح بالحفاظ علي النتيجة خاصة في ظل ابتعاد معظم نجوم الأهلي عن مستوياتهم أمثال عماد النحاس ورامي عادل وأحمد بلال وهؤلاء كان مفروض أن يكونوا السند الحقيقي لفريقهم في ظل الغيابات الكثيرة لكن العكس هو الذي حدث!!
وكاد فريق البترول يسجل هدفا ثانيا إثر تسديدة قوية في الدقيقة(38) ترتطم بالقائم.. ويواصل خالد الإجاوي حارس البترول تألقه اللافت ويذود عن مرماه بشجاعة وبسالة. ويحتسب محمد كمال ريشة خمس دقائق وقتا محتسبا بدلا من الضائع.. وعلي عكس المتوقع فقد كاد البترول يضيف هدفا بينما اتسم هجوم الأهلي بالعشوائية غير المنظمة.. وكان مازني بالمرصاد مع زملائه لاعبي الدفاع في القضاء علي جميع غزوات الأهلي.. وهكذا حتي أطلق ريشة صافرة النهاية معلنا نجاح الصعايدة في إقصاء بطل مصر عن بطولة الكأس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]