في ذكري رحيله محمد فوزي.. فنان خلدته أعماله عبر العصور المصدر: الأهرام -الطبعة الدولية
بقلم: ولاء احمدي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شهدت مثل تلك الايام من عام 1966 رحيل واحد من اعظم من انجبت مصر في مجال الغناء والتلحين والتمثيل, وتحديداً في 20 أكتوبر رحل الفنان محمد فوزي عن عالمنا تاركا ارثا فنيا عظيما يتنوع مابين اغانيه وافلامه الثرية والتي عشنا معها اوقاتا من الاستمتاع الفني وظلت منذ ذلك الحين والي هذا اليوم ميراثا تتوارثه الاجيال لتشبع حبها للفن الاصيل الذي تغوص فيه بوجدانها.
وفي تلك السطور نحاول ان تستعرض معا لمحات من نشأته وتاريخ هذا المبدع الفني الذي عشقه الملايين محاولين التعرف بشكل أكبر علي هذا الفنان وعن تلك العوامل التي لعبت دورا في شكل موهبته وصقلها واظهار ملكاته كما سنتعرف علي بعض من اعماله التي استمتعنا ونستمتع بها الي اليوم حافرة ذكريات خاصة في ذاكرة كل منا ومرافقة لنا في كثير من ذكرياتنا وقد كان الفنان مولعا بتقديم الاعمال الفنية للاطفال وقد تذكرها معا
حضر الفنان القدير محمد فوزي عبد العال الحو من الريف وبالتحديد من قرية كفر ابو جندي التابعة لمركز طنطا في اواخر الثلاثينيات وهو يحمل موهبة في الغناء صقلها علي يد عسكري المطافي (محمد الخربتلي) الذي كان يصطحبه الي الافراح للغناء بها.
ثم حضر محمد فوزي الي القاهرة سنة 1938 محاولا لفت الانتباه فقام بالعمل داخل فرقة بديعة مصابني ومن بعدها فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح وبعدها دخل عالم التمثيل عندما التقي بالفنان يوسف وهبي والذي اسند اليه احد ادوار البطولة في فيلمه الاول (سيف الجلاد) وتعددت البطولات بعد ذلك.
وفي عام 1958 قام بتأسيس شركة مصرفون لإنتاج الاسطوانات وادارها بنفسه وكانت ضربة في ذلك الوقت لشركة اسطوانات اجنبية كانت تبيع الاسطوانة بتسعين قرشا بينما فوزي كان يبيع الاسطوانة بخمسة وثلاثين قرشا كما انتج لفنانين كبار مثل ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وكانت من اكبر الشركات الموجودة في ذلك الوقت مما شجع الحكومة علي تأميمها 1961 وتعيينه مديرا لها بمبلغ 100 جنيه شهريا مما اصابه باكتئاب شديد.
اشترك محمد فوزي في أكثر من 36 فيلما وكانت بطولة مطلقة وكان امامه اغلب نجمات السينما في ذلك الوقت مثل تحية كاريوكا ومديحة يسري وليلي مراد وصباح وشادية وفاتن حمامه وليلة فوزي ونعيمة عاكف منها:
- قبلة في لبنان1945 مع مديحة يسري
- مجد ودموع 1946 مع نور الهدي
- بنت حظ 1948
- حب وجنون 1948
- فاطمة وماريكا وراشيل 1949
- الانسة ماما 1950
- الحب في خطر1951
- نهاية قصة 1951 مع مديحة يسري
- شحات الغرام 1952 مع ليلي مراد
- ياحلاوة الحب 1952 مع نعيمة عاكف
- معجزة السماء 1956
- ليلي بنت الشاطئ 1959 مع ليلي فوزي وفايزة أحمد
غني العديد من الاغاني ضمن هذه الأفلام وكانت كلها من ألحانه, كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبد المطلب وليلي مراد ونازك وهدي سلطان أخته ونجاح سلام, و غيرهم الكثير.
كما تميز محمد فوزي بالبساطة والتلقائية وخفة الظل فكان فنانا شاملا وصاحب موهبة وفكر جديد وروح عصرية كما يعتبر رائدا للأغنية الخفيفة السريعة كما ابتكر نوعا من الغناء الخفيف ذا طابع كوميدي استعراضي.
كما اجاد الانتقال من مقام لآخر ببساطة كما امتاز باستخدامه للايقاعات الداخلية البسيطة وبعد ذلك اتجه الي الانتاج السينمائي وقام بإنتاج 25 فيلما كان اول هذه الافلام العقل في أجازة أمام ليلي فوزي والذي قدم فيه لأول مرة الفنانة فاطمة كمال التي اطلق عليها بعد ذلك اسم شادية وقام بتلحين الاغاني الخفيفة لها والتي تناسب صوتها
ومن الاشياء الذي لاتنسي للفنان محمد فوزي اغاني الاطفال التي نرددها حتي الان ومن اشهرها (ماما زمانها جية) و (ذهب الليل) والتي تم تصويرها الي التليفزيون وقد لاقت نجاحا كبيرا حتي الآن ولم ينس محمد فوزي واجبه تجاه بلده حيث قام بعمل أغاني وطنيه منها (بلدي احببتك) وقام ايضا بعمل اغاني دينية منها (الهنا) و
(بشراك ياصايم) وأشهرها (ياتواب يا غفور) ومن أشهر اغانيه استعراض خدود العذاري واستعراض جنينة الغرام وفاطمة وماريكا وراشيل وويلك يامشتاق وكان بدري عليك واشهرها شحات الغرام.
تزوج الفنان محمد فوزي أكثر من مرة عام 1943, وتزوج السيدة هداية وأنجب منها (المهندس نبيل 1944 ـ المهندس سمير 1946 ـ الدكتور منير 1948) وانفصل عنها عام 1952 وتزوج عام 1952 بالفنانة مديحة يسري وانجب منها عمرو عام 1955, وانفصل عنها عام 1959 وتزوج 1960 بزوجته الثالثة كريمة وظلت معه حتي وفاته .
أشهر أقوال فوزي:
"إن الموت علينا حق.. فإذا لم نمت اليوم سنموت غداً.. وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الالام التي أعانيها فإذا مت أموت قرير العين. فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمني أن اؤدي الكثير.. ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والاعمار بيد الله.. لن يطيلها الطب.. ولكني لجأت الي الطب حتي لا أكون مقصراً في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي.. تحياتي إلي كل إنسان أحبني ورفع يده الي السماء من أجلي.. تحياتي لكل طفل اسعدته الحاني.. تحياتي لبلدي.. وأخيراً تحياتي لأولادي وأسرتي".
- هذه كانت آخر رسالة من محمد فوزي إلي جمهوره قبل وفاته وقد ارسلها في منتصف شهر أكتوبر عام 1966.