يا عم عربي اصحي قالها الفنان الشعبي المصري "شعبان عبد الرحيم" في احدى أغانيه السياسية قبل عاماً ونصف تقريباً كردة فعل طبيعية منه على الأحداث التي أصيب بها الشعب اللبناني الشقيق جراء العدوان الصهيوني الغاشم بداعي خطف حزب الله لأثنين من جنود الصهاينة... هناك من تأثر بكلمات الأغنية،، وهناك من "طنش" ولم يعيرها أي اهتمام!
للحق أثارتني الطريقة الساخرة التي ألقى بها المكوجي البسيط كلمات تلك الأغنية، فقررت ان أعنون احدى كتاباتي بعنوان أغنيته تلك على طريقتي الخاصة ذات مرة، وطالبت في هذه المقالة المتواضعة ان يتكاتف مسئولو الإتحادات العربية للعبة الشعبية الأولى في العالم "كرة القدم" بمخاطبة الإتحاد الدولي "الفيفا" لإيقاف النشاط الكروي للكيان الصهيوني، فكما يعلم الجميع منتخب مجرمي الحرب يشارك أنديته في بطولات أوروبا كبطولتي الإنتر توتو وكأس الإتحاد الأوروبي إضافة لمشاركات منتخبهم المزعوم في التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وأوروبا.. وبما انهم يعيثون في لبنان فسادا بدون وجه حق وتتلقى مستوطناتهم بين الفينة والأخرى صواريخاً موجهة من قبل حزب الله، إذاً فلا يحق لهم المشاركة في أي بطولات رياضية عالمية لأنهم "في حالة حرب"، وأتذكر ان منتخب يوغسلافيا عام 1992 كان في حالة حرب داخلية وقام الإتحاد الأوروبي لكرة القدم بالإطاحة به من نهائيات يورو 92 وأدخل بدلاً عنه منتخب الدنمارك الذي فشل في التأهل للبطولة أثناء التصفيات لكن عند مشاركته توج بلقب البطولة في واحدة من غرائب وعجائب كرة القدم على حساب الماكينات الألمانية.!
المهم الإتحادات العربية "الكروية" لم تحرك ساكناً لما حدث في لبنان وأمتنعوا تماماً عن الإجتماع أو مخاطبة الإتحادين الدولي والأوروبي لإيقاف اليهود عن مزاولة اللعبة الشعبية الأولى، فلا يصح إلا الصحيح وكلٍ يغني على ليلاه، هذا ما تعلمناه، رجال السياسة والإقتصاد لهم أوراقهم التي لا تقل شيء عن ورقة رجال الرياضة، لكن للاسف في الوطن العربي الحبيب رجال السياسة لا يتحركون، وبالتالي رجال الإقتصاد سينامون، ومؤكد رجال الرياضية سينسون واجبهم، وهكذا تسير الأمور هنا!
في كل مرة العدو الصهيوني يشن هجوماً عنيفاً وشرساً على أبرياء غزة ولا يقابله أي ردة فعل خاصةً من رجال الرياضة في الوطن العربي، وإذا قابل رؤساء الإتحادات العربية الكروية أفعال الصهاينة التي لا تنتهي أبداً مرة وأثنين وثلاثة بمخاطبة الإتحاد الدولي، وقابل مسئولو تلك الإتحادات طلبات العرب بالرفض في الثلاث مرات مؤكد سيرضخون في المرة الرابعة أو الخامسة، لأن الزن على الودان أمر من السحر،، لكن أساساً العرب لا يتحركون ولا يطالبون بشيء بل يقفون مكتوفي الأيدي في كل مرة دون الإقبال على ما يسمى "بشرف المحاولة"، فمن المؤكد لو كان العرب تحركوا وتحدثوا للفيفا عام 2001 وقت الإنتفاضة ثم تحدوثوا من جديد عام 2006 وقت حرب اليهود على لبنان ثم تحدثوا وقت الهجوم الشرس الأخير على غزة لبدأ الإتحاد الدولي لكرة القدم على أقل تقدير (بالتفكير أو مناقشة الأمر مع أعضاءه)!!
كان بإمكان الإتحادت العربية الكروية مسح علم الكيان الصهيوني الذي ظهر بدون وجه حق في نهائيات كأس العالم 2006 من اللاعب الغاني بانتسل لاعب مكابي تل أبيب آنذاك، لكنهم أهدروا الفرصة وسيواصلون كما هو واضح إهدار الفرصة تلو الأخرى، وسيواصلون منح الصهاينة فرص عدة للتقدم على العرب، فالآن لديهم لاعباً يلعب في ليفربول يدعى بن عيون وأخر يدعى بن سهار في تشيلسي اللندني وتل بن هاييم في مانشيستر سيتي، وناشيء في برشلونة يدعى جايا أوسولين وحارس شرس في ريال مايوركا أسمه دودو أواتي وأخرون في ريزا سبور التركي وستاندر ليج وجينك البلجيكي إضافة لدوري صهيوني إحترافي يضم أبرز نجوم القارة السمراء من غانا ونيجيريا وساحل العاج!!
كرة القدم هي كل شيء عن أي شعب وإذا شعر اليهود بالخطر على كيانهم الرياضي مؤكد سيقللون من صواريخهم التي لا ترحم وسيحاولون التفكير مئة مرة قبل فعل أي شيء، فالإتحاد الدولي لا يرحم في قراراته وهو سلطة أثبت أنه أقوى بمراحل من سلطة مجلس الأمن، فلا يستطيع اليهود اللعب في بطولة ما رغماً عن الإتحاد الدولي أو الأوروبي لكن بإمكانهم تدمير المدارس وقتل الأبرياء حتى لو قال لهم مجلس الأمن "لا".. فكرة القدم الآن أصبحت شيئاً كبيراً يؤثر على الإقتصاد وشعبية أي دولة فهي من عرفتنا على دولة كبلغاريا التي قدمت أداءً مذهلاً في كأس العالم 1994 بقيادة خريستو ستوشكوف، وهي من جذبت العالم للبرازيل و و إلخ من فوائد تعود على البلاد.
يا عم عربي اصحى يبدو انني سأقولها مرة ثالثة ورابعة فلم ولن أمل فيكفي لقلمي شرف المحاولة فهذه قدراته ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
نقلاً عن صحيفة الكورة اليوم المصرية