تكررت الدعوات للتحقيق في جرائم حرب قيل انها ارتكبت خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة.

ويحظر ميثاق جنيف واتفاقيات أخرى متعلقة بحقوق الإنسان في زمن الحرب تدمير الممتلكات لا اذا كان ذلك ملحا من وجهة نظر عملية عسكرية، كما تحظر الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين.

كان هناك قلق بشأن عدد المدنيين الذين قتلوا وحجم الدمار الذي وقع في غزة إبان العملية الإسرائيلية، وارتفعت أصوات تعبر عن هذا القلق من الأمم المتحدة والجامعة العربية والسلطة الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان.

ليس من الواضح، مع ذلك، فيما اذا كانت الأفعال التي احتجت عليها الجهات الآنفة الذكر تصل الى مستوى "جرائم حرب، وكيف يمكن محاسبة المسؤولين عنها.

وقالت الأمم المتحدة إن 40 شخصا قد قتلوا بقذائف إسرائيلية رغم احتمائهم بمدرسة تابعة لها في مدينة غزة، وإن مخازنها قصفت بقذائف الفوسفور الأبيض الإسرائيلية.

وقد دان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة هذه العمليات وأعلن عن نية التحقيق بهذه الأحداث، ولكنه لم يصفها بجرائم الحرب.

وترى منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ان هناك ضرورة لاجراء تحقيق شامل في انتهاكات حقوق الإنسان خلال العملية العسكرية، سواء ارتكبت من قبل إسرائيل أو حماس أو منظمات فلسطينية أخرى.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش انها بدأت عمليات التحقيق في غزة فعلا.

وتتهم حماس بإطلاق صواريخ غير موجهة باتجاه مناطق مأهولة، كما تتهم إسرائيل باطلاق النار على سيارات الإسعاف أو منعها من التنقل بحرية والوصول الى المصابين، ويواجه كلا الطرفين تهمة استخدام الأسلحة الثقيلة بدون تمييز في مناطق مأهولة وكذلك استخدام المدنيين كدرع بشري.

وتقول العفو الدولية انها وجدت أدلة قاطعة على استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في مناطق مزدحمة في غزة.

من يجري التحقيق
ووفقا للقانون الدولي فإن إجراء التحقيق هو من مسؤوليات الدولة التي تتهم بانتهاك حقوق الإنسان، ولكن لمجلس الأمن الدولي الحق بعقد محاكم دولية كالتي عقدت للتحقيق في الانتهاكات التي وقعت في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.

وتقول اسرائيل انها تصرفت وفقا للقوانين الدولية، ويقول الجيش انه سمح لقوافل الإغاثة وسيارات الإسعاف بالحركة .

أما بالنسبة لاستخدام الفوسفور الأببض فتقول إسرائيل ان القوانين الدولية لا تحظر استخدامه.

وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش ان سجل اسرائيل في مجال التحقيق بالانتهاكات التي يقوم بها جيشها ليس مقنعا.

وتتهم المنظمة حماس بعدم التحقيق في الاتهامات الموجهة لها.

وفي رده على الاتهامات قال حسن يوسف المسؤول في حماس ان منظمة هيومان رايتس ووتش تفتقر الى المصداقية لأنها تستقي معلوماتها من مصادر اسرائيلية لا من مواطني غزة.

الخيارات القانونية
ويريد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التحقيق فيما اذا كانت جرائم حرب قد ارتكبت في غزة، لكن هناك عقبات تواجه تحقيق ذلك، منها أن قانون المحكمة الجنائية الدولية يخولها بالتحقيق في سلوك الدول الأعضاء فيها، وإسرائيل ليست عضوا.

المشكلة الأخرى ان طلب التحقيق يجب أن يقدم من قبل دولة، وليست هناك دولة فلسطينية.

وتنظر المحكمة أيضا فيما اذا كانت الانتهاكات التي ارتكبيت في غزة هي ضمن الفئات التي للمحكمة الصلاحية بالتحقيق فيها.

وهذه كلها مسائل قانونية قد يتطلب البت فيها سنوات.


(منقول)

الموضوع الأصلى : من يستطيع التحقيق في ادعاءات جرائم الحرب في غزة ؟  المصدر : قيثارة الغناء العربى