احياناً تقتلنا المبالغات في مشاعرنا و تأخنا الى انفاق مظلمة و ما حدث مع جائزة النجم محمد ابو تريكة مثال واضح و صارخ, فقد شاهدت في احدى القنوات الرياضية من يكرر لقب "القديس" على هذا النجم و تأخذه الحماسة فيقول ان الجماهير في محراب ابو تريكة ! و هذا قول بالغ الخطورة.

و الغريب ان ابو تريكة نفسه ابسط مما يتصور لبمهووسين به و المتطرين في التعلق به, انه انسان راض عن نفسه و حساته و نجاحه, رجل قانع بما كتبه الله له من رزق و حب الناس, و ابو تريكة لا يعتقد بوجود مؤامرات و يرى ان الاختيار تم بشفافية و يكفيه مشاعر المحبة الجارفة من حوله في مصر.

و لكن للأسف هناك محاولات غير منضبطة لتوجيه المشاعر الى مسسار مختلف لوضع هذا النجم البسيط المتواضع القانع في مكانة الانبياء و الرسل و هذا لا يجوز انه تطرف مقصود اظن ان ابو تريكة نفسه لا يقبه بل يرفضه تماماً.

و تأخذني الدهشة آزاء الحملة التي وجهها البعض ضد الاتحاد الافريقي بسبب ما يرونه من عدم اختيار ابو تريكة للقب الأول و تناسوا ان الاتحاد الافريقي قدم الى مصر ثلاثة القاب اخرى رائعة لمنتخب مصرو النادي الاهلي و حسن شحاتة, و في أي استفتاء لا يوجداجماع على نتائجه , الا ان استفتاء لاجوس وضع الكرة المصرية في المكانة اللائقة بها.

اتخوف بشدة من حالة الهوس التي تجتاح بعض الاعلام الرياضي و تسود الشارع المصري فالمبالغة في اسباغ الصفات و المسميات المثالية على ابو تريكة ليست خالصة لوجه الله, فهو انسان يتعرض للخطأ و ليس معصوماً, و عندما صدرت عنه هفوة تجاه جمهور منافس اعتذر في اليوم التالي مباشرة لأنه رجل محترم متدين بعمق و ايمان و يرفض اهانة الغير و التقليل من شأن احد, ابو تريكة لاعب موهوب لانه له جوانب خير في حياته لا يفضل الكشف عنها و يكرس عمله للتقرب من الله و اسعاد الناس, لكن هناك من يرى انه (قديس يتعبد في محرابه المريدون), و هذه شعارات ضد ابو تريكة و لا تسعده.

يا ناس اتركوه يلعب و العبوا غيرها!

"نقلاً عن مجلة أخبار الرياضة المصرية"

الموضوع الأصلى : مبالغات اعلامية  المصدر : قيثارة الغناء العربى