"تصريح مرتجى حول «دخلة» جمهور الأهلى فيه استخفاف.. واعتذار محمد سيف الدين أشعرنى بالأسي.. فلم تعد صحف مصر منابر ونوافذ لصحفييها!"

"لو كنا فى بلد تحاسب المخطئ.. لما جرؤ المسئولون على «الطناش» .. ولكن طالما ودعنا النزاهة والشرف فإن كل شيء جائز فى عصر الفساد والكوسة!"«آخر حاجة» فى لغة الشباب.. المقصود بها المدى الأكبر أو الأقصى لوصف الشيء.. يعنى لو قلنا جامد آخر حاجة المقصود بها جامد جداً.. قوى آخر حاجة.. يعنى أقوى الأقوياء.. لذيذ آخر حاجة.. يعنى لا يوجد ألذ من ذلك.. وهكذا..

هذا المصطلح وجدته مناسباً جداً والأقرب فى الوصف لحالة الفساد والكوسة التى تستشرى يوماً بعد آخر فى مجتمعات كرة القدم.. فقد وصل الفساد ومعه الكوسة فى الكرة المصرية لأقصى مدي.. أصبح آخر حاجة.. وكل شيء الآن مباح.. ولا مشكلة أبداً.. فلا حساب.. ولا عقاب.. ولا مساءلة والدنيا ماشية زى الفل.. والناس بتنسي.. ويا صباح اللى بتغني.. أقصد ويا صباح الفل..

ثلاث وقائع أو قل أربع.. ويمكن خمس وقائع.. خليط بين الفساد والكوسة فى أسبوع واحد عاشها المجتمع الكروى بلا تعليق أو حساب.. والسلطات الأعلى الحكومية نايمة فى العسل.. وعلى ما يبدو أن حواديت النوم فى العسل التى أبرزها وقصدها الفنان عادل إمام فى فيلمه الشهير يعيشها المسئولون بالمجلس القومى للرياضة وبات عليهم الانتقال للصحراء ليلاً لعلهم يستعيدون رجولتهم ويطلقون قرارات تعدل من الفساد والكوسة وتردع المتسببين فيه!

إن أزمة اللاعب الإيفوارى زيكا جورى مع إنبى هى مثال واضح وصريح لحالة الفساد التى تستشرى وتنخر فى أركان اتحاد الكرة المصري.. ولا يمكن قبول المبررات الوهمية التى ساقها مسئولو الاتحاد التى بدأت بتصريحات تفوح منها رائحة الجهل مثل أن اللاعب لا يحق له تمثيل ثلاثة أندية فى مسابقة واحدة ببلد واحد فى موسم واحد وبالتالى مشاركة زيكا صحيحة.. وانتهت بالاعتراف بالخطأ.. ولكن الخطأ نسب للموظفين وكأن الموظفين سقطوا على الاتحاد من السماء وليسوا مختارين من أعضاء مجلس الإدارة.

افتقد الجميع الثقة فى قرارات اتحاد الكرة بعد هذه الواقعة التى أثبتت أن كل شيء يدور وفق علوم الفساد والكوسة.. ولولا أن الفضيحة أصحابها من أندية البترول وما أدراك ما البترول الذى يتصارع العالم على أمواله!! لكان للاتحاد رأى آخر.. وتطبيق القانون وإعادة مباراة إنبى وبتروجيت على أقل تقدير ولكنه البترول.. إذن خلاص - سكوت.. هنطنش-.. وملعون أبو اللوائح والنظم طالما لم يشك أحد.. ولو كنا فى بلد تحاسب المخطئ لما جرؤ أصحاب قرار الطناش على اتخاذه.. ولكن طالما ودعنا النزاهة منذ زمن وحلّ مكانها طواجن الكوسة والفساد فإن كل شيء جاهز.. ولا أستبعد أن يكون سمير زاهر رئيس الاتحاد قد أجرى اتصالاً بوزير البترول سامح فهمى وسأله: نعمل إيه يا أفندم.. خلاص يا سمير اقفل على الموضوع ده مش عايزين شوشرة.. تأمرنا يا أفندم أنت أهم من اللوائح بس والنبى يا ريت تنبه على رجالتك بالالتزام أحسن شكلى بقى وحش أوي!!

ومبروك على الكابتن سمير زاهر وزملائه رضاء سيادة الوزير ومبروك علينا أيضاً التأكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا نعيش فى عصر الفساد والكوسة!!

ومن فساد وكوسة واقعة زيكا جورى لفساد رجل اسمه نبيل البوشى طالب النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود فى بيان صحفى صدر يوم الأحد السلطات القضائية الإماراتية بتسليمه للسلطات المصرية حيث إنه مقبوض عليه هناك بتهمة الاستيلاء على أموال مواطنين إماراتيين.. وهنا تقدم نحو 48 مواطناً من رجال الأعمال والتجار المصريين ببلاغات ضده إلى نيابة الشئون المالية والتجارية يتهمونه فيها بالاستيلاء على ملايين الدولارات تخطت مائة مليون دولار بدعوى الاتجار فى سوق تداول الأوراق المالية والبورصات العالمية فى نيويورك ولندن ودبى ثم امتناعه عن رد هذه الأموال أو الإفصاح عن مصيرها ويتردد أن هناك قائمة كبيرة بأسماء المودعين لدى شركة البوشى من طبقات اجتماعية متميزة وبعضهم من رجال الأعمال والمتعاملين مع البورصة من سياسيين وفنانين ورياضيين.. وضع تحت الأخيرة مليون خط وأنا تحديداً أجزم بذلك، فقد كانت لى واقعة مع البوشى تؤكد تورط عدد من الرياضيين معه وربما ضاعت أموالهم..

وبدأت الحكاية حين فوجئت بخبر تنشره الصحف المصرية جميعها تقريباً نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط يزف إلينا خبر اختيار نبيل البوشى مديراً للصندوق الاستثمارى لدعم وتطوير لعبة كرة القدم بدول العالم الثالث والذى أنشأه الاتحاد الدولى بلندن العاصمة برأسمال قدره 500 مليون دولار.. ولأننى لست من هؤلاء الذين يقرأون ويسكتون.. فقمت بالتحرى عن الخبر لأكتشف أن الحكاية كلها وهم فى وهم وأن البوشى راجل غاوى تلميع ومصاحب شوية صحفيين رياضيين على شوية مسئولين سابقين فى النادى الإسماعيلى فقرر أن يخترق عالم الشهرة بفلوسه.. وزاد غيظى حين وجدت البوشى بالفعل فى يومين أو ثلاثة وقد أصبح نجماً إعلامياً باستضافته فى الصحف وبرامج المحطات الفضائية.. فقررت كشفه وقلت هنا فى «شووت» الحقيقة أن البوشى ما هو إلا رجل مخادع يضحك علينا والفيفا لا يعرف عنه شيئاً وأجرينا اتصالاً بالفعل بسكرتير عام الاتحاد الدولى جيروم شامبين لنتأكد رسمياً من عدم صحة رواية البوشى الوهمية ووصل الأمر إلى حد أن أصدر الفيفا بياناً ينفى فيه هذا الخبر.. تخيلوا..

الفيفا انزعج من شطحات البوشى وضحكه على الإعلام المصري.. والإعلام المصرى نفسه لم يفعل.. بل وصل الأمر إلى حد أن تلقيت اتصالات تليفونية بالهبل من زملاء بالوسط الإعلامى وأصدقاء بالوسط الرياضى يطالبوننى بالكف عن كشف خداع البوشى وتركه لحاله وكادوا يقولون لي.. يا راجل يا رخم مالك انت وماله.. وطبعاً لم أسكت أنا حتى كشفته للرأى العام.. ومع اشتداد كتاباتى عنه تلقيت دعوة للقائه عن طريق وسيط قال لى إن البوشى يريدك بقصره الكائن فى التجمع الخامس.. فقلت له يا راجل قصر إيه بس.. ده أنا آخرى أجلس على مقهى فى وسط البلد.. الشاى فيه بخمسين قرش ولما أتمطع أخذ شاى بحليب بجنيه.. وأغلقت التليفون فى وجه الوسيط الذى لم يعد صديقا منذ تلك المحادثة!!.. وقد تأكدت الآن أسباب هذا الإلحاح من زملاء وأصدقاء بالوسط الرياضى والإعلامى لأترك البوشى فى حاله.. فهم إذن من عملائه الذين يولولون الآن على أموالهم الضائعة ولم يلمحوا طباعه وقتها.. وكم أنا سعيد لانتصار قلم الحق.. ولكنى فى النهاية أتمنى نجاة البوشى من أزمته.. فهو إنسان.. ولا شماتة فى الإسلام!!

واقعة الفساد الثالثة خاصة بتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات عن بطولة كأس الأمم الإفريقية التى استضافتها مصر عام 2006.. ومن ضمن البنود كما نص التقرير المطول.. كشف ورصد مرتجع لعدد 104 آلاف تذكرة تبلغ قيمها 3،16 مليون جنيه خاصة بمباريات المنتخب المصرى رغم الإقبال الجماهيرى منقطع النظير بحسب الرصد الإعلامى للبطولة كما كشف التقرير عن أن عمليات الاستقبال والضيافة والإقامة والإعاشة للفرق المشاركة ومسئولى الاتحاد الإفريقى والحكام والتى بلغت قيمتها نحو 5،10 مليون جنيه تم إسنادها لإحدى الشركات عن طريق إجراء مناقصة محدودة دون إبداء سبب عدم طرحها فى مناقصة عامة فضلاً عن أن المناقصة تمت ترسيتها على الشركة بالأمر المباشر مخالفة لأحكام القانون رقم 89 لسنة 1998 بشأن تنظيم المناقصات والمزايدات ولائحته التنفيذية.. وأشياء أخرى وردت بالجهاز المركزى للمحاسبات الذى أعلن أنه أرسل كل تلك المخالفات للمجلس القومى للرياضة للرد عليها إلا أنه لم يتلق أى رد حتى الآن ولا مجيب أبداً!!

ولا أريد هنا التشكيك فى أحد ولكن حين يعلن المركزى للمحاسبات ذلك وهو جهة رقابية فلابد أن هناك فساداً وجب كشفه وظننت أن المهندس حسن صقر سينتفض من موقعه ومقعده الوثير ليبدأ التحقيق.. ولكنه كما قلت.. النوم فى العسل!!

ومنذ أسبوعين كشف أيضاً الجهاز المركزى للمحاسبات عن مخالفات باتحاد كرة القدم ومنطقة الجيزة وصلت إلى 13 مليون جنيه.

ووقائع أخرى كثيرة وعديدة.. ألم أقل لكم إنه فساد وكوسة.. آخر حاجة!!
* * *
قرأت خبرا على لسان خالد مرتجى عضو مجلس إدارة الأهلى يؤكد فيه أن النادى سيتخذ إجراءات تنسيقية مع مديرية أمن القاهرة لتأمين «دخلة» الجماهير فى مباراة الأهلى والصفاقسى يوم الجمعة.. والدخلة لمن لا يعرف هى لوحة كبيرة تتصدر المدرجات تعبر عن رابطة الجماهير التى تصنعها وتتضمن إما صوراً معبرة عن الأهلى أو تاريخه أو عبارات تشجيعية وهكذا..
وأعود لتصريح مرتجى الذى قال إن الأهلى ينسق هذا الأمر لأنه يعتبر جمهوره بمثابة اللاعب رقم 1 فى الفريق..

وكم اندهشت من تصريح مرتجى لأن كلامه عكس أفعال ناديه ومجلس إدارته بعد أن تركوا جمهور الأهلى بكل طوائفه يعانون من عذاب التفتيش الأمنى فى المباريات الأخيرة بطريقة ضاق بسببها الكثيرون فقرروا عدم الذهاب للاستاد مجدداً.. تركوا جمهور الأهلى على أرض مطار الكاميرون غير عابئين بمأساة انتظارهم أكثر من 10 ساعات بعد أن تعرضوا لعملية نصب هناك ودفعوا أموالاً غير مستحقة لرجال مطار «جاروا» للسماح لهم بالطيران والعودة للقاهرة عقب متابعة نهائى دورى أبطال إفريقيا بين الأهلى والقطن.. تركوا الجماهير فى أقسام شرطة بورسعيد يوم مباراة المصرى والأهلى مع بداية الموسم الحالي.. وأمثلة أخرى كثيرة!!
اليوم فقط وفى مباراة الصفاقسى المهمة عرف مسئولو الأهلى قيمة جماهيرهم وعرفوا أنهم فى أشد الاحتياج لهم مع تواضع مستوى الفريق مؤخراً.. إنها ملاحظة أظن استحقاقها للرصد.
* * *
اتصال تليفونى جمعنى بالدكتور محمد عامر بشأن ما كتبته فى العدد الماضى عن لاعب الزمالك متعاطى الكوكايين.. وكما وعدت فقد حكيت للدكتور عامر الواقعة بالكامل.. ودون الدخول فى تفاصيل المكالمة التى استمرت لما يقرب من الساعة.. فإن رئيس الزمالك تفهم الموقف وعرف كل شيء وطلب بأدب شديد عدم التطرق لهذا الموضوع مستقبلاً.. ووافقته على ذلك.. لذا فلن أفتح هذا الملف مرة أخري.. فقد قدمنا عملنا الصحفى وبات على الدكتور عامر القيام بالتصويب.
* * *
كم أشعر بالأسى حقاً لما كتبه زميلى وصديقى الكبير الحاج محمد سيف الدين فى زاويته ب«شووت» عن أنه مضطر لعدم الاستمرار فى الكتابة معنا بسبب قرار مؤسسة الأهرام بعدم السماح لصحفييها بالعمل أو الكتابة فى أى صحيفة أخرى خارج الأهرام.. وبقدر حزنى لغياب الزميل الكبير عن صفحات «شووت» وغياب منبره الراقى عن قارئنا المحترم فإننى فى الوقت نفسه أشعر بمرارة وحزن وأسى أن تصل الأمور لهذا الحد.. أن يمنع صحفى من كتابة رأيه فى أى مكان وفى أى وقت وفى أى مطبوعة.. ولو كان الصحفى بالأهرام وأنا من أبناء هذه المؤسسة العريقة يستطيع نقل رأيه بكل صدق وصراحة ومن دون حذف عبر صفحات الأهرام ما أظن أننا سنكتب خارجها وهى نقطة مهمة غفلت عنها إدارة المؤسسة الكبيرة وهى تتخذ قرارها.. وأخشى أن نكون قد بدأنا عهد قصف الأقلام فى صحفنا القومية.. وأنا من المنتمين إليها.. ومن حسن الحظ أننى فى إجازة رسمية بدون راتب ولا يزال فى رصيد إجازاتى عامان.. لعل ا لحال ينصلح فيهما وتتعدل الأمور.......... وتستجيب الإدارة لمطلب الزملاء العادل فى أن تكون صحف مصر كلها نوافذ ومنابر لآرائهم!!


"نقلاً عن صحيفة شووت المصرية"

الموضوع الأصلى : بدون تحيز  المصدر : قيثارة الغناء العربى