هل نضع (العربة) أمام (الحصان) أو العكس؟ هذا السؤال فرض نفسه على أفكاري وأنا أتابع الجهود (المضنية) التي يبذلها اتحاد الكرة لإيجاد مدرب أجنبي قادر على قيادة منتخبنا الوطني في بطولة كاس القارات التي لا يمكن لها إلا ان تكون فرصة للاعبينا للاحتكاك بمستويات متقدمة بكرة القدم العالمية والتعرف عن قرب على مثل هذه المستويات التي لا يمكن ان نتجاهل قدرتها وحضورها على الساحة الدولية وخبرتها الواسعة في مثل هذه البطولة..وجهود الاتحاد ومطالبته الحكومة برصد مبلغ من المال لإتمام صفقة التعاقد مع هذا المدرب الذي مازال حتى الآن (اسما مجهولا)..

والمتابع لجهود الاتحاد سيتصور مباشرة بأن الهدف الذي وضعه الاتحاد في خططه للخمسة أشهر المقبلة هو الفوز بلقب كأس القارات و(مناطحة) منتخبات مثل ايطاليا,البرازيل,اسبانيا وغيرها من المنتخبات التي اعتادت المشاركة في هذه البطولة ولها من الخبرة ما يؤهلها للفوز بلقبها,لذلك أعتقد بان الاتحاد في هذا الجانب لم يفكر ابعد من (أرنبة) أنف (أعضائه) ويحاول من خلال البحث عن مدرب أجنبي (أشقر وعيناه زرقاوان) ليقوم بهذه المهمة التي ليس لمنتخبنا (ناقة او جمل) فيما ستؤول اليه نتائج مباريات هذه البطولة لاسيما مشاركة منتخبنا فيها هي مشاركة أدبية لكونه بطل الأمم الآسيوية وكلنا يعرف جيداً فارق المستوى بينه وبين المنتخبات الأخرى.

ولهذا يحاول الاتحاد في هذا الجانب التغطية على فشله في بناء منتخب (مستقبلي) قادر على مواجهة منتخبات مثل جيبوتي والصومال وجزر القمر وليس قادراً على الخروج من مبارياته بأقل الخسائر، وبطولة خليجي 19 مازالت ماثلة أمامنا ولاسيما عندما سيواجه منتخبات كبيرة وأكثر من ذلك يحاول الاتحاد امتصاص نقمة الجمهور ولملمة (فضيحته) الخليجية التي لا ينبت عليها (شعر) من خلال وضع (العربة) أمام (الحصان) معتقداً بأنها هي التي ستسحب (الحصان) والسبب في ذلك هو (جهله) بما يدور في العالم وكيف تخطط الاتحادات التي تحترم تأريخ كرتها وتبذل المستحيل من اجل تطور منتخباتها وتستند في عملها على العلمية في وضع الخطط المستقبلية وترسم الأهداف المطلوب تحقيقها من هذه الخطط، ولذلك ترى أول عمل تقوم به هو تعيين (مستشار فني) له من الخبرات والقدرات التي تؤهله لوضع مثل هذه الخطط ووجوده في الاتحاد ليس عيبا ولاسيما ان هناك عدداً كبيراً من المستشارين الأجانب في اغلب وزاراتنا ومؤسساتنا يلعب هؤلاء دوراً في وضع الأسس الكفيلة بتطور تلك الوزارات والنهوض بها للأفضل.

ولذلك اعتقد انه من الواجب على اتحاد الكرة ان يقوم أولاً بالتعاقد مع مستشار فني من أجل النهوض بواقع كرة القدم العراقية الذي يسير من سيئ الى أسوأ وعمل هذا المستشار سينصب على إيجاد خطط علمية ومتطورة للنهوض بكرة القدم العراقية بدءاً من وضع الخطط الكفيلة بنظام الدوري المحلي ومروراً ببناء المنتخبات الوطنية وتوسيع قاعدة اللعبة والاهتمام باللاعبين الصغار لأنهم عماد مستقبل الكرة العراقية.. أما قضية المدرب الأجنبي الجديد فأعتقد بانها قضية غير جديرة بالاهتمام في هذه الفترة التي لا توجد فيها ارتباطات ومشاركات مهمة لمنتخبنا الوطني والتي تفرض على اتحاد الكرة ان يضع (الحصان) أمام (العربة) حتى تتمكن كرة القدم العراقية من السير الى مستقبله المجهول في ظل وجود آليات عمل (تعبانة) في المؤسسات الرياضية كافة أكل الدهر عليه وشرب!!




"نقلا عن صحيفة المدى العراقية"

الموضوع الأصلى : المستشار الفني..أولا!  المصدر : قيثارة الغناء العربى