بعد صمت وتخف عن الانظار عاد حسين سعيد رئيس اتحاد الكرة الى الواجهة مره اخرى من خلال لقائه الصحفي الاخير الذي جاء بنسخة مكررة لاحاديث سابقة بعد هزائمنا المتكررة في خليجيات17 و18 و 19 التي خرجنا منها بالتخصص من الدور الاول وبنتائج مذلة ، وحديث سعيد كان مخططا له وفي توقيت متفق عليه مستفيدا من هدوء بركان الغضب الجماهيري والإعلامي.. ان ماتم ذكره في اللقاء من طروحات حاولت التخفيف من وطاة ألم جراح كرتنا التي يوما بعد اخر يتوسع جرحها من دون معالجتها كما يجب!.

الغريب في الأمر ان سعيداً اراد الظهور بصورة المنقذ لمستقبل الكرة العراقية في المحافل الدولية وعرّاب خارطة الطريق لها من خلال لقاءات دأب على نشرها بعد الاخفاقات الخليجية في صحف معينة الغاية منها تلميع صورته وتضليل الجماهير بكلمات فضفاضة مبرمجة هدفها استغفال الجماهير وذر الرماد في العيون!

ان التمادي والغوص في اعماق التبريرات الجاهزة المسلفنة بعيدا عن مأساة مشكلة كرتنا المحلية التي تتخبط في تحقيق احلامها واهدافها جعل من تلك التبريرات مساحة لملء الصفحات الشاغرة في الصحف الرياضية وليس حلولا لمشاكل ازلية تسري في جسد كرتنا حتى اصيب في الوهن والضعف.

ولم يكتف سعيد بلملمة اوراق اتحاده التي تناثرت باتجاهات مختلفة ، بل سرح في خياله وقدم دروسا وتوجيهات لرجال الإعلام كان الافضل له ان يرمم البيت الكروي من الداخل بدلا من التصريحات البالونية التي لا تجدي نفعا وخير دليل على ذلك تضارب الاخبار الواردة من اروقة الاتحاد بشأن اقالة فييرا لاسيما ان مسيرة الاتحاد اعترضتها سلبيات كثيرة من خلال انعدام الرؤى البعيدة المدى والخطط الستراتيجة الهادفة الى تطوير اللعبة في بلد يعشقها حد النخاع.

ان سعيد: حاول في معرض حديثه الاخير ايقاف الزمن من خلال استنساخ اجابته مثلما حصل بعد انتهاء خليجي 17 و18 و19الذي كان عبارة عن كلمات مكررة لا جديد فيها ولا تقدم حلولاً ناجعة ، وانما جاء ردا على المحاولات الاخيرة والمساعي من بعض اعضاء الاتحاد لانهاء مشكلة كرتنا المحلية بتقديم الاستقالة الفردية او الجماعية ، لذلك اتصور ان على سعيد ان يكون اكثر وضوحا ويبتعد عن الضبابية في صياغة مواقفه المصيرية للكرة العراقية ويتحلى بالشجاعة ويحدد نقاط الضعف في عمل الاتحاد ويتعامل مع مختلف الآراء والطروحات بموضوعية من منطق الشفافية والديمقراطية بعيدا عن تكميم الافواه واسكات الاخرين بطريقة لا تتناسب مع الوضع الحالي لحرية الإعلام الرياضي .

إن محاولات البعض إظهار قوة سعيد الداخلية وتأثيره على تغيير توجهات اعضاء الاتحاد والجهات الرياضية ترسيخا لمفهوم لا مستقبل لعمل الاتحاد من دون وجود حسين سعيد في قمة الهرم فيه هي محاولات مبالغة مهولة لا تتطابق مع الواقع وقضية بحاجة الى وقفة جادة لإنهائها، لان مستقبل كرتنا في مأزق خطير بحاجة الى العمل المخلص بعيدا عن الاعتبارات الشخصية ! لقد اكد الحديث الصحفي الاخير لرئيس الاتحاد حسين سعيد انه لم يعد في جعبته ما يقدمه لكرتنا من جديد بعد ان قدم للجماهير طروحات مكررة ومصطنعة في اغلبها لا تغني ولاتسمن جوع!!






"نقلا عن صحيفة المدى العراقية"

الموضوع الأصلى : العرّاب لا يكمّم الأفواه  المصدر : قيثارة الغناء العربى