إذا كانت سخونة المنافسات في دورة الخليج ستبدأ اليوم بانطلاق مباريات الدورة، فإن سخونة أجواء الدورة والأخبار المصاحبة لها قد بدأت منذ اللحظة الأولى لوصول المنتخبات المشاركة·
وليلة أمس الأول مرت طويلة على الجميع بسبب الأخبار والمواقف والإشاعات التي سرت في أجواء الدورة وتطلّبت من أصحابها رداً فورياً·
الموقف الأول كان يتعلق بالإشاعة الثقيلة التي سرت وتناولتها على الفور بعض القنوات التلفزيونية قبل التأكد من صحتها، وتتعلق بالخلاف الذي قيل إنه نشب في أول تدريب للمنتخب البحريني في السلطنة بين مدرب المنتخب ماتشالا وبين رئيس الاتحاد البحريني، وكما ورد في الإشاعة فإن ذلك أدى إلى قيام المدرب بطلب من رئيس الاتحاد مغادرة الملعب!
إشاعة في منتهى القوة، ولا أعتقد أن أحداً فينا قد سمع في يوم من الأيام على صعيد المنطقة على الأقل أن قام مدرب بطرد رئيس الاتحاد؛ لأن ما اعتدنا عليه هو العكس بأن يقوم رئيس الاتحاد بطرد المدربين بشكل دائم!
لكن مع ذلك، بعض الإعلاميين صدق المعلومة وقام بتعميمها، قبل أن يسقط في يد أصحابها، بعد ذلك عرف الجميع أن رئيس الاتحاد البحريني لم يكن موجوداً في مسقط أصلاً ولم يحضر التدريب ووصل إلى عُمان أمس فقط·
في هذا الموقف، أعجبني رد الفعل البحريني الذي لم يتعامل مع المعلومة بشكل سلبي ووقف منها موقف المتفرج منتظراً أن تظهر الحقيقة وحدها، وعوضاً عن ذلك بادر على الفور بنفي صحة الخبر وقضى على الإشاعة قبل أن تتحول إلى قضيه·
الموقف الثاني، يتعلق بالمنتخب السعودي، وخبر قرب تعاقده من المدرب البرازيلي زيكو لقيادة المنتخب في المرحلة المقبلة، وبالرغم من أن نية الاتحاد السعودي في تغيير الجهاز الفني للمنتخب السعودي متوقعة بعد دورة الخليج، إلا أن السعوديين رأوا في توقيت الخبر محاولة للتأثير على منتخبهم وعلى المدرب ناصر الجوهر، وقاموا أيضاً بنفي الخبر على الفور، وتأكيد أنه لا توجد أي مفاوضات تجمعهم بالمدرب البرازيلي زيكو·
الموقف الثالث يتعلق بالمنتخب اليمني، الذي كان بلا شك بطل أحداث اليوم الأول بلا منازع، بعد سالفة المطار في الفترة الصباحية، تعرض لسالفة أخرى في الفترة المسائية عندما ذهب للتدريب ووجد الملعب المخصص له مشغولاً بتدريبات المنتخب الكويتي بسبب خطأ في برمجة المواعيد·
اليمنيون شعروا أنهم مستهدفون، وقد كانت لبعض الإداريين تصريحات ساخنة على ما حصل، لكن العُمانيين بادروا على الفور باحتواء الموقف والاعتذار بشكل رسمي عن الخطأ غير المقصود الذي حصل، ولا شك أن الاعتذار هو التصرف الوحيد المتاح في مثل هذه المواقف، وساعد على الفور على تذويب حالة الغضب اليمني.
"نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية"