الاعتداء علي الجهاز الفني للاهلي قبل المباراة كان تعبيرا عن الكراهية المدفونة والموروثة في قلوب مجموعة كبيرة من جماهير الاسماعيلي,( ليسوا قلة كما يردد الجميع) كراهية مهما فندت أسبابها, فإن أحدا لايريد أن يتخلي عنها, حتي أصبحت علي يقين أن هناك من يحب أن يكره الاهلي في الاسماعيلية, ويختبيء خلف قصص وهمية قديمة!
لا أعفي جمهور الأهلي أيضا الذي أمطر أرض استاد الاسماعيلية بوابل من الصواريخ الممنوع دخولها أرض الملعب.. ولا أعرف كيف تم تهريبها وتمريرها.. لكن لماذا كل تلك الثورة التي شهدتها مدرجات الاسماعيلي وشوارع المدينة؟
هل أخطأ الحكم السلوفاكي.. هل حقق الاهلي فوزا لايستحقه؟!
غير صحيح.. كان الحكم معقولا, ومن أسف أنه تغاضي عن عنف في الالتحامات وشغب في المدرجات. وفاز الاهلي نتيجة تفوقه الفني والتكتيكي.. فلماذا كل تلك الثورة؟ لماذا حطمت المقاعد واندلعت أعمال شغب أخري بعد المباراة في الشوارع المحيطة بالاستاد وحطمت سيارات؟ لماذا احتجزت جماهير الأهلي واحتجز الفريق4 ساعات كاملة حتي يخرج من الاستاد بخطة خداع كأننا في حرب طراودة؟
لماذا يستقبل جمهور الاسماعيلي الهزيمة من الزمالك ومن غزل المحلة ومن الترسانة ومن انبي ومن غيرها ببساطة.. بينما يرفض الهزيمة من الأهلي بكل مظاهر الغضب والعنف؟!
إن تلك الفوضي يتحملها الذين يدللون المشاغبين, وينفخون فيهم.. إن تلك الفوضي يتحملها كل مسئول في موقعه يتعامل مع الازمات بطريقة هي تحل نفسها. وتتحملها كل جهة رسمية تتعامل مع صانعي الازمات حسب مراكزهم الاجتماعية والمهنية, فيترك الكبير يفعل ما يشاء ولايحاسب, ويمسك الصغير ويكون حسابه عسيرا.. وتلك واحدة من أخطر قضايا الانتماء, وأخطر أسباب الفوضي.. وهذا هو أوان العقاب الجاد والعنيف للمتعصبين والمهاويس والخارجين عن القانون في ملاعبنا!
ويبقي أيضا أن تحاسب النشرات والمنتديات التي تزرع الحقد والكراهية في النفوس, بكلمات مريضة وكريهة, أو بمقالات تحليل جاهلة, أو بأخبار كاذبة تثير الغوغاء!
وأنتهي بأنه كان سعد باشا زغلول محقا حين قال: ياصفية مفيش فايدة جمهور الإسماعيلي مش بيحب الأهلي؟!
"نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية"