لأم هي المدرسة الأولي في الحياة التي تربي الأبناء بالحب والحنان وعلي المبادئ الأخلاقية وكأنهم عجينة لينة في يديها تستطيع تشكيلها كيفما تشاء، تتنازل وتضحي بكل شيء من أجل عائلتها.
الأم التي تحتل مكانة خاصة في قلب كل شخص فينا خرجت من اهتمام صناع الدراما، ولم تعد محور أي من أعمالهم، كتاب الدراما لا يهتمون بدور الأم بشكل كبير، فدائماً تظهر كمجرد شخصية جانبية ليس لها أي تأثير في الأحداث، بمعني لوقمنا بحذف دور الأم من الفيلم أو المسلسل لا تشعر بأي خلل فهل يرجع ذلك لأنه لا توجد نجمة من نجماتنا تهتم بهذا الدور؟ هل لأن شروط الدراما لا تتحمس لمثل هذا النوع من الموضوعات بحجة أنها لا تلقي قبولا من الجمهور لأننا مجتمعات ذكورية.
لكن واقع الأمور علي شاشة السينما يقول إن كثيرا من النجمات نجحن وتألقن في أدوار الأم قبل الربع قرن الأخير من القرن العشرين مما جعلهن يحظين بمكانة اجتماعية عالية ونلن أعلي التكريمات ودخلن البرلمانات بالتعيين من القيادة السياسية، ما بعد ذلك فقد اختفت الأدوار المتميزة ربما لاختفاء نجمات الزمن الجميل اللائي قدمن هذا الدور حتي في سن مبكرة، وربما لأن النجمات الحاليات وهن قليلات العدد ما زلن يرغبن في حياة النجمة الشابة ويخشين من اتجاه المنتجين لحصرهن في هذه الأدوار، فيما تستهويهن ادوار المحبوبة اللاتي يدخل الشباب للسينما ليتمتعن بجمالهن وأنوثتهن، فلن تجد أن مني زكي أو هند صبري أو حلا شيحا أو منة شلبي أو ليلي علوي رغم أنها من جيل سابق ولا نور يوافقن علي تقديم دور الأم بل للأسف هناك فنانات ظللن حتي بلغن الستين يرفضن تجسيد شخصية الأم.

والحقيقة انه قد تميزت بعض الفنانات في أداء دور الأم علي الشاشة واستطعن تقديم نماذج رائعة للأم المصرية التي تساهم في بناء مجتمع متقدم وكن دائماً يقدمن أدوار الأم علي الشاشة بدون مشاكل، وبدون أوامر حيث كانت تقدم بشكل حنون يمس كل القلوب، ولا أعرف لماذا تخشي كثيرات فعلا من أداء دور الأم رغم انه في داخل كل امرأة أم تستدعي عند الحاجة وبقدر ما ينجح الدور في تفجير هذه المشاعر النبيلة، ومع كل دور تخرج لمحات إنسانية عاشتها الفنانة خلال حياتها حتي لو لم تكن أماً في الواقع، وهو ما حدث مع الفنانة القديرة أمينة رزق التي جسدت ببراعة دور الأم في أفلام كثيرة مع العلم أنها لم تنجب في الواقع، ما يؤكد أن الفنان يتلقي من محيطه ويختزنه في داخله، وعندما تحين الفرصة يستدعيه.

نجحت شادية ويسرا ونبيلة عبيد وميرفت أمين بجدارة في تجسيد أدوار الأم، علي الرغم من أن معظمهن لم يحقق حلم الأمومة علي أرض الواقع، ما يؤكد موهبتهن وقدرتهن علي تجسيد الأنماط والألوان كافة واتحادهن بالشخصية التي يجسدنها، يضاف إلي ذلك إحساسهن بالأمومة المتدفق والذي يتحين الفرصة للخروج عبر هذه الأعمال الفنية.

شاديه في فيلم (لا تسألني من أنا) كان من أروع الأدوار التي قدمتها شادية علي الشاشة فكانت مثال للام المضحية الحنون وكانت متفوقة في دور الأم التي أجبرتها ظروف الفقر علي أن تتخلي عن ابنتها وتعمل خادمة في البيت الذي تعيش فيه دون أن تجد الجرأة لإعلامها بأنها هي أمها الحقيقية وهذا شعور قاس علي كل أم تجبرها ظروفها أن تعيشه، ولعبت دور الأم في السينما المصرية منذ صغرها في عدة أفلام أشهرها فيلم (المرأة المجهولة) وشاءت إرادة الله في عدم إنجاب شادية لأي طفل رغم تألقها في دور الأم.

ونبيلة عبيد تألقت كأم في فيلم العذراء والشعر الأبيض مع شريهان كما تألقت في فيلم أبناء وقتلة.

وميرفت أمين هي أيضا أم رائعة فقد لعبت هذا الدور بعظمة في العديد من الأفلام فلن ينسي أحد أبدا دور الأم الذي لعبته في فيلم تزوير في أوراق رسمية فكانت أما لهشام سليم وأما لإيمان البحر درويش وقامت بهذا الدور قبل أن تعرف إحساس الأمومة والتعامل مع شبان كبار ولكن لم تخف لأنها أحبت الدور والقصة كلها وتعايشت معهم كأم أكثر مما تعايشت كزوجة مع الدور.
أما أشهر النجمات اللاتي تخصصن وتألقن في الدور فهن:

1- فردوس محمد.. أجمل من قدمت أدوار الأم في السينما ونجحت في الاحتفاظ بمكانتها المميزة في قلوبنا وعقولنا بأدوار ومواقف لا تنسي في الفن عاشت فردوس محمد يتيمة الأبوين فتولت أسرة تربطها صلة قرابة بوالدتها تربيتها وإعدادها للمستقبل ثم تزوجت وهي صغيرة السن وطلقت أيضا وهي صغيرة السن تزوجت للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس، ودامت حياتها الزوجية خمسة عشر عاما انتهت بوفاة الزوج ولم تعرف الأمومة رغم إنها صارت أهم أم في السينما المصرية ورغم أن السينما وضعتها دائما في دور الأم فأغلب الأدوار كانت قوية الشخصية لا تعرف الخضوع أو الضعف.

فردوس محمد هي الوحيدة القادرة علي انتزاع الدموع وأهات الشجن من المشاهدين قامت بدور الأم لأغلب فناني السينما المصرية بالرغم من انها كانت أصغر سناً من أغلبهم، ولكن بموهبتها وقدرتها علي أداء.

دور الأم لم يشعر أحد بهذه المفارقة الغريبة تميز أداؤها بالدفء والطبيعية إلي الحد الذي لقبتها فيه الصحافة الفنية بلقب أم السينما المصرية ولا ينسي احد أدوارها كأم لشكري سرحان في شباب امرأة ومربية لليلي مراد في غزل البنات والأم التي تردد الأمثال الشعبية في قمر 14 والتي ترفض المال الحرام من فريد شوقي ابنها في الأخ الكبير ودورها في إحنا التلامذة ومع العندليب في حكاية حب وأم عنترة في عنتر بن شداد والأم القوية في صراع في المينا وأم الضابطين في رد قلبي.

2- عذراء السينما المصرية أمينة رزق هي فنانة من الزمن الجميل، فهي دائما رمز للحنان المتدفق والأم الحنون امتازت بالأداء الدرامي وأدائها لدور الأم والمرأة المثالية، ومن بين أبرز أدوارها؛ دورها في فيلم دعاء الكروان للكاتب المصري طه حسين، وتعتبر أمينة رزق في وجدان عديد من المصريين رمزاً للتراجيديا التي أجادت تمثيل أدوارها ونقلت انفعالاتها من خلال تاريخها الفني الطويل، بزغ نجمها كممثلة قديرة تهز مشاعر الجمهور، وقد ظهرت لأول مرة علي الشاشة في فيلم أولاد الذوات (1933)، وتقديراً للمكانة الرفيعة التي احتلتها الفنانة القديرة أمينة رزق في حياتها الفنية فقد تم تعيينها عضواً بمجلس الشوري في عام 1991 وكرمتها ليبيا كرائدة للفن في العالم العربي

****جريدة الراية

الموضوع الأصلى : أمهات السينما... زمن الفن الجميل  المصدر : قيثارة الغناء العربى

مقالة جميلة ولكن فاتت عليكي كريمة مختار جسدت دور الام وهي اصغر من بنتها ولست فاكرة الفيلم لان لها افلاما كثيرة واهمها مسرحية العيال كبرت فقد كانت اصغر من اولادها ولها ايضا فيلم مع احمد زكي وقامت بدو رامه التي تتزوج فريد شوقي وايضا نسيت اسمه ... غريهن كثر ويبقى الموهبة هي التي تشهر الشخصية

شكرا لك يا غالية

الموضوع الأصلى : أمهات السينما... زمن الفن الجميل  المصدر : قيثارة الغناء العربى

شكرا للمرورك غاليتي وهناك كثير من ابدعوا في تقديم دور الام لكن الذي همني هو ماقيل عن
النجمة الغالية شادية

الموضوع الأصلى : أمهات السينما... زمن الفن الجميل  المصدر : قيثارة الغناء العربى