الدولة : عدد الرسائل : 249تاريخ التسجيل : 14/12/2007
موضوع: عمر الخيام: الشاعر المجهول ذائع الصيت الخميس 4 سبتمبر 2008 - 23:28
قبل الحديث بموضوعية عن الشاعر عمر الخيام:
هو شاعر تواترت أشعارة بين المجون والخلاعة وبين الإيمان المتصوف هو عالم بالرياضيات والهندسة والطب عالم متعدد المواهب قدم الجديد في علوم شتى وسبق عصره بما يفوق القرنين نسب إليه شعر المجون والخلاعة وذهب في هذا المنحى أدباء عرب معللين ذلك بأنه لايتفق مع عالم مثله متعدد العلوم المختلفة والإيمان الشديد المتصوف لذا فإن شعر المجون والخلاعة هو من أشعاره ولكن هذه الحقيقة التي شاعهها الغرب لم تثبت إلى الحين لذلك فهو شاعر مجهول ذائع الصيت. ولنمضى معا لمعرفة هذا الشاعر
عمر الخيام…سماه الشرقيون الحكيم والغربيون ملك الحكمة
شكلت الطبعات المتوالية لترجمة رباعيات الخيام, منذ الستينيات في القرن التاسع عشر, انقلاباً واضحاً في الثقافة الأوروبية والعالمية, وتجاوزت تأثيراتها الحياة الثقافية إلى الحياة الاجتماعية العامة, وانتقلت من اللغة الانجليزية إلى اللغات الاخرى بشكل لم يسبق له مثيل, وقيل ان الاعداد الخيالية للنسخ المطبوعة تجاوزت كل نسخ الكتب الاكثر شهرة باستثناء الانجيل, وليس غريباً ان تترك تأثيراً على حركة التجديد في الشعر الاوروبي عامة, وفي الشعر الانجليزي المكبل بالقيود الكلاسيكية وتقاليد العصر الفيكتوري, وفاضت شهرة الخيام لترفع اسم مترجم الرباعيات ادوارد فيتزجيرالد إلى الصف الأول بين اعلام الادب الانجليزي. والسبب الأول في هذه (المعجزة) هو ما تحمله هذه الرباعيات ولهذا اقبل على قراءتها حتى اولئك الذين لاتربطهم بالقراءة اية علاقة, واذا كان الخيام قد اخذ لقب الحكيم في الثقافتين الفارسية والعربية, فان الأوروبيين اعطوه لقب (ملك الحكمة), واختطف الاضواء من شيكسبير لفترة طويلة, ولكن اعادة اكتشافه في الثقافتين الفارسية والعربية, اللتين ينتمي اليهما الخيام, تأخرت اكثر من نصف قرن عن اكتشافه في أوروبا والعالم, وعسى ان يكون نصف القرن, هذا, هو الفرق الزمني الحضاري بين الغرب والشرق, وليس أكثر.
حياة الخيام
في نيسابور عاصمة خراسان ومدينة العلم والمعرفة, وفي منتصف ربيع عام 1048 ميلادية ـ حسب تقديرات المؤرخين ـ ولد غياث الدين أبو الفتح عمر بن ابراهيم الخيام, الحكيم والشاعر والفلكي وعالم الرياضيات, الذي ظلت شهرته محدودة ومرتبطة بانجازاته العلمية, ولم يكتشف العالم سر عبقريته الشعرية في رباعياته الا بعد سبعمئة وثلاثين عاماً من وفاته في نيسابور عام 1131 ميلادية. كان الخيام يجيد اللغة العربية, ويكتب بها, وله بالعربية كتاب (الجبر والمقابلة), وقد ترجم إلى الفرنسية عام 1851, اي قبل ترجمة الرباعيات إلى الانجليزية بسنة واحدة, ولكن بعض الدارسين يقولون انه عربي الاصل, حيث انتشرت القبائل العربية شرقاً بعد الفتوحات الاسلامية, ولهذا يقولون انه متأثر في شكل ما في رباعياته بشعر المعري الذي يسبقه بنحو خمسين عاماً.
الخيام عالماً
تلقى الخيام علومه في نيسابور ثم رحل إلى سمرقند لمتابعة دراسة الجبر, وبرزت موهبته في علم الفلك, فاستدعاه السلطان السلجوقي ملك شاه لتعديل التقويم, وكلفه ببناء برج فلكي في اصفهان, حيث عمل فيه مع عدد من العلماء, وجاءت جهوده العلمية لتكمل الجهود التي بدأها البيروني بعد وفاته, وكانت انجازات الخيام في مجال الرياضيات أساساً لتطويرها في القرن التاسع عشر الميلادي, فقد اوجد طريقة هامة لاستخراج جذور الارقام, وعالج لأول مرة مسائل التكعيب في الجبر, وتمنى ان يكمل الذين يأتون بعده الحلول التي وصل اليها, وكان الخيام مشغولاً بالمسلمات الرياضية التي اثارت اهتمام العلماء العرب والمسلمين, وشعر بأن نظريات اقليدس غير كافية, في مجال النسبة, وانجز نظاماً للأرقام أكثر اتساعاً من نظام الاغريق.
قبل اكتشاف الرباعيات
ظلت رباعيات الخيام موزعة في المخطوطات المختلفة في الشرق والغرب, وجاء الاختلاف كالعادة من سوء نوايا الناسخين أو تعصبهم, حيث يضيفون أو يحذفون ما يريدون, ولكن العدد الذي وصل من هذه الرباعيات إلى الغربيين كان كافياً لادهاشهم, وكانت صلة الباحثين والمؤلفين والقراء الغربيين قد بدأت منذ دخول العرب إلى الاندلس, حيث كانت الموشحات وقصص الحب العربية ذات اثر واضح على الشعر الاسباني والفرنسي في بداية القرن الثامن, وفي أول القرن الثامن عشر نقل انطوان غالان مختارات مكثفة من الف ليلة وليلة إلى الفرنسية, ثم ترجمت إلى اللغات الأوروبية الاخرى وتركت اثارها على اعمال فولتير وغوته وعدد كبير من الادباء الاوروبيين, كما ظهرت تأثيرات ترجمة اشعار حافظ الشيرازي والمعلقات السبع العربية على اعمال غوته وبشكل خاص في (الديوان الشرقي للمؤلف الغربي), ولم تنته حكايات شهر زاد حتى اليوم في المؤلفات والأعمال الابداعية الغربية.
فيتزجيرالد والخيام
اعتبر بعض النقاد ان ادوارد فيتزجيرالد (1809 ــ 1883) من أهم الشعراء الانجليز في القرن التاسع عشر, ليس لانه كتب شعراً, وانما لانه ترجم رباعيات الخيام بلغة شعرية عالية, توازي اللغة الشعرية الفخمة في الشعر الكلاسيكي الانجليزي في العصر الفيكتوري وما قبله. كان فيتزجيرالد تخرج من جامعة كامبرج, وجمعته علاقة صداقة مع الشاعر الانجليزي لورد تنيسون والمؤرخ الفيلسوف توماس كارليل, وكان تنيسون قد كتب في تلك الفترة أهم قصائده (الذكرى), ولكنها لم تجذب انتباه القراء والكتاب كما فعلت رباعيات الخيام. نشر فيتز جيرالد أعمالاً متفرقة, منها ست مسرحيات للكاتب الاسباني كالديرون قبل ان يتجه إلى الدراسات الشرقية, ويترجم مجموعة من رباعيات الخيام وينشرها دون ان يذكر اسم المترجم, في عام 1859, وظلت هذه الرباعيات مهملة, تباع بسعر زهيد, لدى الناشر اللندني كارتش, لاتثير انتباه احد حتى اكتشفها الشاعران دانتي جابرييل روزيتي وصديقه الجرينون سوينبورن, واشتريا ماتبقى من النسخ لتقديمها كهدايا إلى الاصدقاء, وكان ذلك في عام 1860, وهو العام الذي شهد نشر كتاب (اصل الأنواع) لداروين, وبداية الانفتاح على الافكار الجديدة والثقافات الاخرى في بريطانيا, وكان للدعاية التي بثها روزيتي وسوينبورن اثر سريع وواضح على اهتمام القراء بالرباعيات وتوالي طبعاتها المنقحة مع مقدمة موسعة للمترجم عن عمر الخيام وحياته وعصره, وهو العصر الذي يهتم الاوروبيون بدراسته لانه ارتبط بالحروب الصليبية والصراعات في الشرق, وكان توماس هايد استاذ اللغات الشرقية في جامعة اكسفورد قد ترجم الرباعيات إلى الانجليزية قبل فيتز جيرالد, ولكن ترجمته لم تثر اهتمام عامة الناس. وقد نشر فيتزجيرالد ترجمته بأسلوبين مختلفين: احدهما كان الترجمة النثرية الحرفية التي التزمت بالمضمون الدقيق للنص وافكاره وصوره, والثاني كان الترجمة الشعرية التي ترصد المضمون وتضعه في قالب الشعر الانجليزي الكلاسيكي المألوف الذي يميل إلى الفخامة والبلاغة والغنائية العالية, ويمكن للقارىء ان يختار من هذين النصين ما يريد, لان النص الشعري لا يخلو من التصرف احياناً, بضرورة الشعر, كما يقولون, وكان عدد الرباعيات في ترجمة فيتزجيرالد مئة وخمس رباعيات.
حكايات عن الخيام
ارتبطت بعبقرية الخيام حكايات نادرة حدثت معه أو بعد وفاته, وقد التقط الباحثون بعضاً من هذه الحكايات, ومنها: ـ اجتمع ثلاثة من الطلاب الدارسين لدى الامام موفق الدين النيسابوري في جامعة خراسان وهم عمر الخيام ونظام الملك والحسن بن الصباح, وكانوا يراجعون دروسهم في غرفة خاصة, وهم يدرسون العلوم الدينية واللغة والهندسة والرياضيات والمنطق والعلوم واللغة الاغريقية والفلك. وفي احد الايام قال الحسن ابن الصباح: دعونا نتعاهد على ان من يصل إلى الوزارة من بيننا نحن الثلاثة يساعد صديقيه الآخرين على الوصول إلى المراكز العالية. ومرت الايام وصار نظام الملك وزيراً في بلاط الب شاه, فزاره الصديقان القديمان عمر الخيام والحسن بن الصباح, ولكن الخيام لم يطلب مركزاً في البلاط, ولكنه كان يريد الاهتمام بأعماله العلمية, فلبى له نظام الملك رغبته وحدد له منحة سنوية بألف ومئتي مثقال ذهبي, اما الحسن بن الصباح فقد حاول منافسة الوزير لدى السلطان, لكن المنافسة انتهت بخصومة شديدة, ثم هرب الحسن, وتحول بعد ذلك إلى قائد مشهور من قادة فرقة الحشاشين التي نظمت حملة من الاغتيالات السرية المنظمة للخصوم. وكان احد ضحاياها الوزير نظام الملك نفسه, بينما كان الحسن بن الصباح يحتل (قلعة الموت) ويذكر فيتزجيرالد في مقدمته للرباعيات ان نظام الملك كان قد اعتاد ان يردد في حياته بعض العبارات من رباعيات صديقه الخيام, وكانت آخر كلماته عند اغتياله, وقبل ان يلفظ انفاسه الأخيرة: (يا الهي (انني امضي في قبضة الريح) وقد استعار هذا القول من الشطر الرابع من رباعية الخيام التي يقول فيها: (جئت كالماء وكالريح أمضي). ـ يذكر فيتزجيرالد في مقدمته نقلاً عن كتاب (جهار مقاله) ــ اربع مقالات للخواجة النظامي السمرقندي, الذي كان تلميذاً للخيام, انه كثيراً ما كان يناقش استاذه الخيام في أمور مختلفة, وسمعه في احدى المرات يقول: سيكون قبري في مكان تهب عليه النسائم الشمالية وينتشر فوقه الورد والزهر, وكان النظامي يستغرب ما قاله الخيام, ومرت سنوات طويلة, وسمع النظامي عن موت الخيام فعزم على زيارة قبره في نيسابور بعد ثلاثة عشر عاماً من موته, فوجد قبره إلى جانب سور حديقة مهجورة, فتدلت أغصان الاشجار فوق القبر ونثرت عليه من ثمارها وازهارها حتى غطت احجاره. زار الخيام بلدة فسمع اهلها يشكون من كثرة اسراب الطيور التي تحوم فوقهم وتلقي ذرقها فوق رؤوسهم وثيابهم, فصنع الخيام لهم تمثالا من الطين لطائر كبير, ونصبه في مكان عال يطل على البلدة, فهاجرت اسراب الطوير خوفا من هذا الطائر الجارح. بعد وفاة فيتزجيرالد بنحو عشر سنوات تأسس في لندن ناد يحمل اسم عمر الخيام, وكانت مهمته تنحصر في الدعوة الى المزيد من الاهتمام بأعمال الخيام ورباعياته, وزيارة قبر مترجمه ادوارد فيتزجيرالد, كما وجه رسالة الى الشاه يطلب فيها صيانة قبر الخيام في نيسابور وتجميل موقعه بزراعة انواع الزهور من حوله.
الدولة : عدد الرسائل : 249تاريخ التسجيل : 14/12/2007
موضوع: رد: عمر الخيام: الشاعر المجهول ذائع الصيت الخميس 4 سبتمبر 2008 - 23:30
[center]الخيام على الشاشة
قدمت هوليوود في عام 1941 فيلما روائيا طويلا بعنوان (عمر الخيام), من اخراج البرت لويس, ولكن هذا الفيلم لم يستطع ان يرسم صورة حقيقية واضحة للخيام, ولكنه استلهم المرحلة التاريخية التي عاشها, فقيل انه فيلم مزدحم بالمغامرات والسيوف والرمال وشيء من الحب, واعتمد السيناريو على مصادر تاريخية شرقية وغربية عن حياة الخيام واحداث المرحلة التي عاشها, وكان من اهم المراجع ما كتبه مانويل كومورن, واصدره في كتاب ترجمه الى العربية بتصرف واسع عمر ابو النصر في بيروت عام 1970 بعنوان (قلعة الموت). واذا كانت المراجع والدراسات عن عمر الخيام قليلة ومحدودة في اللغة العربية فانها ليست كذلك في اللغات الاجنبية الحية, ويعتبر كتاب هارولد لام (قصة حياة الخيام) من اهم المراجع الموثقة والشاملة حول حياة الخيام واعماله العلمية ورباعياته الحكيمة: فكم توالى الليل بعد النهار وطال بالانجم هذا المدار فامش الهوينى ان هذا الثرى من اعين ساحرة الاحورار
الرباعيات في العربية
اذا كان الاوروبيون قد اكتشفوا رباعيات عمر الخيام في منتصف القرن التاسع عشر, فإن اكتشاف هذه الرباعيات عربيا تأخر الى بداية العقد الثاني من القرن العشرين, حينما نقلها الى العربية, بتصرف, وديع البستاني, على شكل سباعيات, من اللغة الانجليزية, عن فيتزجيرالد, وابتعد بها عن الاصل, ومنذ ذلك الحين شهدت الرباعيات عشر ترجمات الى اللغة العربية, منقولة عن اللغتين الانجليزية والفارسية, انجزها كل من: محمد السباعي, محمد الهاشمي, احمد الصافي النجفي (ترجمة شعرية عن الفارسية), احمد رامي (ترجمة شعرية عن الفارسية), جميل صدقي الزهاوي (ترجمة نثرية عن الفارسية), احمد الصراف (ترجمة نثرية), عبدالحق فاضل (ترجمة شعرية), د. احمد زكي ابو شادي (ترجمة شعرية عن الانجليزية), د. محمد غنيمي هلال (ترجمة مختارات نثرية عن الفارسية), الشاعر الاردني عرار (مصطفى وهبي التل). واجمع النقاد والقراء على اهمية الترجمة الشعرية لأحمد الصافي النجفي, (عن الفارسية), وترجمة احمد رامي (عن الفارسية) والتي انتشرت بشكل واسع بعد ان غنت ام كلثوم مختارات منها, من تلحين رياض السنباطي, وكان احمد رامي قد درس اللغة الفارسية في باريس في نهاية العشرينيات من القرن العشرين, ومع ان بعض النقاد الكلاسيكيين ذموا ترجمة احمد رامي, مثل روكس بن زايد العزيزي في مقدمته لترجمة ابي شادي للرباعيات, الا ان شاعرية ترجمة رامي وغنائيتها الفريدة ترتفع بها الى مستوى شعر الخيام وترجمة فيتزجيرالد. اما ترجمة عبدالحق فاضل فقد رافقتها دراسة موسعة عن الخيام مع مقارنة بين الخيام والمعري, تتحرى نقاط الالتقاء والاختلاف بينهما, ويبرز الالتقاء في طرح الاسئلة الجريئة المتأملة الحائرة عن الحياة وسر الوجود, بينما يظهر الخلاف واضحا في زهد ابي العلاء وانصرافه عن الملذات التي يدعو الخيام الى استنزافها طولا وعرضا, ومع هذه الاختلافات فإن ما يجمع بينهما هو الحكمة والذكاء المتوقد. وبين الترجمات الشعرية العربية تبدو ترجمة احدم زكي ابو شادي للرباعيات سلسة. وموفقة في توصيل المعاني, ولكن الترجمات الشعرية عموما تعاني من الحشو وتبديل الالفاظ المناسبة بالفاظ غير المناسبة, حسب حاجة الوزن والقافية, وقد ضمت ترجمة (ابو شادي) مقدمتين, واحدة للمترجم, واخرى للأديب روكس بن زائد العزيزي يقارن فيها بين الخيام والمعري ايضا, ويؤكد ان عدم زواجهما كان له تأثير خاص في شعرهما.. وتبدو ترجمة د. محمد غنيمي هلال لثلاث وعشرين رباعية مختارة, عن اللغة الفارسية, في كتابه (مختارات من الشعر الفارسي ـ عن الدار القومية للطباعة والنشر ـ القاهرة 1965) هي الاقرب والاكثر دقة والتزاما بالاصل, وساعده في ذلك انه ترجمها نثرا حرا, ليس فيه حشو او تحوير في المعنى او الصورة الشعرية.
تحديد عدد الرباعيات
ويلخص د. هلال نتائج الدراسات التي تناولت مشكلة الرباعيات المضافة الى رباعيات الخيام فيقول: .. ولكن يؤخذ من البحوث الكثيرة التي قام بها المتخصصون في مختلف اللغات الكبرى ـ وبناء على الرجوع الى المخطوطات الكثيرة والقرائن التاريخية ـ ان ستا وستين رباعية هي من كلام الخيام على سبيل القطع, وبناء على خصائص اسلوبها يمكن ان نلحق بها مئة وثماني عشرة رباعية اخرى على سبيل الاحتمال لا اليقين, فيكون مجموع الرباعيات الصحيحة يقينا واحتمالا مئة وثماني وسبعين, بدلا مما يعزى اليه من رباعيات كثيرة منحولة, تبلغ مئات, بل انها في بعض المخطوطات تتجاوز الالف.
صورة شرقية للخيام
لقي الخيام اهتماما باعماله في مجال الرياضيات والفلك, لدى الدارسين القدامى, الفرس والعرب, وتجاهلا او هجوما على رباعياته واتهامات بالزندقة من المتعصبين المتزمتين, فوصفه الرازي في كتابه (مرصاد العباد) بأنه (الدهري التائه في ميدان الضلال), كما يذكر محمد غنيمي هلال, وان القفطي في (اخبار الحكماء) قال بأن بعض متأخري الصوفية نقلوا ظواهر شعره الى طريقتهم, وناقشوا هذا الشعر فاعتبروه افاعي سامة, وعندما استنكروه وتألبوا عليه, خاف على دمه, وامسك من عنان لسانه وقلمه وذهب الى الحج. أما الباحثون المحدثون في الادب الايراني فلهم مواقف غريبة ومختلفة من عمر الخيام, فبعضهم يعتبره رجل علم وتقيا, لا علاقة له بالرباعيات المنسوبة اليه, لما فيها من افكار حرة ودعوة الى الحياة بكل وجوهها المشرقة, وينكرون انه كعالم , يمكن ان يقول شعرا في الغزليات والخمريات والتأمل في حال الوجود واسئلة الحياة والموت, مع ان هذه الموضوعات هي الاغراض الاساسية لأهم اعلام الشعر الفارسي من الذين سبقوا عمرالخيام او عاصروه او جاؤوا بعده, ومنهم: رودكي, رابعة القزدارية, فرضي السيستاني, عسجدي, قطران التبريزي, معزي النيسابوري, انوري, حافظ الشيرازي, ومن قبلهم أبو نواس الذي كتب شعره بالعربية. ويشير بعض الباحثين الى ان التعسف الذي تعرض له الخيام في حياته وبعد موته من المتزمتين كان في بعض جوانبه يرتبط بأن اسمه (عمر) تحديدا. ان شعر الرباعيات كان مألوفا في الشعر الفارسي الذي تأثر كثيرا بالشعر العربي, لغة واسلوبا ومضمونا, ويقال ان اول من كتب الرباعيات الفارسية هي الشاعرة (محاسي), كما كتبها ابو سعيد ابي الخير الذي توفي في فترة ولادة الخيام, ثم شاع هذ النوع من الشعر المكثف بين كبار الشعراء فيما بعد.
لوركا يكتشف (الشرقي الرائع)
تتركز اهتمامات المستعرب الاسباني خوسيه ميجيل بويرتا حول (تاريخ الفكر الجمالي العربي) وهو عنوان بحث مطول وفريد, صدر في مدريد في اكثر من تسعمئة صفحة, وفي الذكرى المئوية لميلاد لوركا (1998) ترجم الى العربية مقالة كانت مغمورة, حول عمر الخيام, وكتب خوسيه ميجيل مقالة, اعطاني نسخة منها, عن التأثيرات المبكرة لرباعيات الخيام على شعر لوركا, وهي غير منشورة باللغة العربية, جاء فيها: (لا شك ان قراءة رباعيات الخيام تركت تأثيرا هاما في تكوين فضاء لوركا الشخصي والادبي, وبالاضافة الى المقال الرقيق الذي نشره بعنوان (تعليقات حول عمر الخيام) في مجلة (آداب ـ Letras) يوم 17/10/1917, حين كان مؤلفنا يصدر هذه المجلة مع فئة من الأصدقاء في غرناطة, وهو لا يزال في التاسعة عشرة من عمره, نجد اشارات اخرى الى الشاعر والعلامة النيسابوري, خليقة بالذكر, مبعثرة في قصائد ومحاضرات مختلفة, تنتمي عموما الى بداية مشوار لوركا الادبي, واهم دليل على ذلك هو ان لوركا ارتمى بنفسه في روض الشاعر الشرقي الكبير, منذ الابيات الاولى لما تعتبر اول قصيدة خطها لوركا في حياته, وهي اغنية (حلم والتباس) المؤرخة في 29/6/1917 ونقرأ في مطلعها: كانت ليلة شبقية كاملة ليلة ذهبية في الشرق العتيق ليلة قبلات ونور ودعابات ليلة ملتفة بقماش العشق اوجاع وورود على جسدك وعيناك هما الموت والبحر وفمك, وشفتاك, وظهرك, وعنقك وانا كظل عمر (خيام) قديم حلم اقمشة الجزائر ودمشق كان يعطر, فاترا, قلبينا وضفائرك تبث لحنا على نجوم هواك العظيم ويتضح من قراءة نصوص لوركا المتعلقة بعمر الخيام ان سلوك مؤلف الرباعيات لمواجهة قضية استقرار المأساة والتعاسة في حياة الانسان, يعني ممارسة الحب ولذات الجسد البسيطة وتعبئة روحانية تأملية خاصة تتلخص في تقييم الفرد بذاته واعادة الانسان الى بعده المادي الطبيعي والانسجام مع بقية مخلوقات الكون, اصاب الكاتب الغرناطي المبتدئ بصدمة قوية, لأن الموقف الوجودي لعمر الخيام, بكل بساطته وعمقه, ينافي تماما التقاليد المسيحية المطالبة بالتخلي عن اللذات الجسدية, بوصفها اقبح الخطايا, والاستسلام للاعتراف وانتظار مجيء حياة ثانية بعد الممات).
لوحات عن عالم الخيام
حملت الينا بعض الطبعات الاوروبية والامريكية والطبعة العربية من ترجمة رباعيات الخيام للشاعر المهجري المصري احمد زكي ابو (شادي المكتبة العلمية ـ بيروت 1952) رسوما تخطيطية بارعة الحبر الصيني, بمعدل رسمة مع كل رباعية, ولوحات متفرقة بالألوان المائية, تستلهم الاجواء العاطفية والوجودية التي تبثها الرباعيات, بما فيها من دعوات مفتوحة الى اكتشاف جماليات الحياة والحب والامتاع وتحرير العقل والحواس من الهموم والمخاوف والاوهام. وقد انجز هذه الرسوم واللوحات فنان عالمي, ايراني المولد, من اصل ارمني, هو سركيس خجادوريان, وهو فنان, رسام وباحث اثري, قام بترميم الرسوم الرومانسية التاريخية على الخزف في اصفهان. درس خجادوريان في كلية الفنون الجميلة في روما, وفي معهد فن الديكور في باريس, ثم في ميونيخ, وبعد ان انجز اعمالا فنية في اوروبا وايران سافر الى الهند للعمل في اكتشاف ودراسة الرسوم التاريخية في شبه القارة الهندية, ثم عاد الى اوروبا في طريقه الى الولايات المتحدة, ووجدت اعماله اهتماما خاصا في الأوساط الفنية, وبعد رحلته الثانية الى الهند عاد في عام 1941 ليستقر في الولايات المتحدة, وله اعمال فنية في اكثر من عشرين متحفا عالميا تحمل الى مشاهديها صورا من الاجواء الساحرة التي رسمها الخيام بالكلمات.
الدولة : عدد الرسائل : 249تاريخ التسجيل : 14/12/2007
موضوع: رد: عمر الخيام: الشاعر المجهول ذائع الصيت الخميس 4 سبتمبر 2008 - 23:32
[center]انجازاته واهتماماته العلمية
تعود شهرة الخيام إلى نبوغه بأعمال الرياضيات والفلك. ففي أعمال الجبر، اشتغل الخيام بالمعادلات ذات الدرجة الثانية محتذيا حذو أستاذه الخوارزمي . وعالج المعادلات التكعيبية معالجة منهجية منظمة ، واستطاع الحصول على أحد جذورها بطرق هندسية باستخدام القطوع المخروطية، على اعتبار أن الإحداثي الأفقي لنقطة تقاطع دائرة بقطاع مخروطي. كما كان أول من حاول تصنيف المعادلات حسب درجاتها وحسب الحدود فيها وجعلها محصورة في ثلاثة عشر نوعا، واستخرج الجذور لكل درجة من هذه الدرجات، فوصل إلى درجة من النضج الرياضي لم يسبقه إليها أحد. ولقد استخدم نصير الدين الطوسي حلول الخيام هذه في الحصول على جذور المعادلات التكعيبية. وقد كان اهتمام الخيام عظيما بالمقدار الجبري وهو يشتغل في علم الجبر، فاستطاع فك المقدار الجبري ذي الحدين مرفوعا إلى أس 2، 3، 4، 5، 6، 7،...، ن ، أي عدد صحيح موجب، فكان مبتكرا لنظرية ذات الحدين، بعد أن كان علماء الرياضيات في القرون الوسطى قد وقفوا عند المقدار الجبري ذي الحدين مرفوعا إلى قوة أس اثنين فقط. ولم يتوقف بحث الخيام عند تطوير علم الجبر فقط باعتباره علما مستقلا، بل اهتم بإدخال الجبر على علم حساب المثلثات . وتمكن من وضع حلول للكثير من المسائل الصعبة في علم حساب المثلثات باستعماله المعادلات الجبرية ذات الدرجة الثالثة والرابعة. كما امتدت إسهامات الخيام إلى الهندسة، فعكف على دراسة هندسة إقليدس المشروحة والمعلق عليها من قبل علماء الرياضيات المسلمين، فأولاها عناية شديدة، وابتكر برهانا جديدا بخلاف ذلك الذي قدمه ابن الهيثم في برهانه على المصادرة الخامسة من مصادرات إقليدس. وكان الخيام شغوفا بأعمال الهندسة حتى إنه إذا سئل فيها عن مسألة طول في شرحها. يروى أنه دخل على الخيام ذات يوم الإمام الغزالي، فسأله عن تعيين جزء من أجزاء الفلك للنقطة دون غيرها مع كونه متناسب الأجزاء، فطول الخيام وابتدأ من أن الحركة من مقولة كذا وضن بالخوض في محل النزاع ، حتى إذا أذن الظهر، فقال الغزالي: جاء الحق وزهق الباطل وقام. ولم تقتصر أعمال الخيام على الرياضيات فقط، بل تعدتها إلى أعمال أخرى أدبية وشعرية واشتهرت منها رباعياته التي قرنت باسمه. وقد وقف متأخرو الصوفية على شيء من ظواهر شعره فنقلوها إلى طريقتهم وتحاضروا بها في مجالسهم وخلواتهم. فقدح أهل زمانه فيه وأظهروا ما أسره من مكنونه، فخشي على دمه وأمسك من لسانه وقلمه، وعكف على الدرس والبحث. وفي آخر أيامه كان يتأمل الإلهيات من الشفاء لـ ابن سينا ، فلما وصل إلى فصل الواحد والكثير وضع علامة بين الورقتين وقام وصلى وأوصى ولم يأكل ولم يشرب، فلما صلى العشاء سجد وكان يقول في سجوده: "اللهم إنك تعلم أني عرفتك على مبلغ إمكاني فاغفر لي فإن معرفتي إياك وسيلتي إليك.
انجازاته واهتماماته العلمية
ترك عمر الخيام عددا كبيرا من المؤلفات في شتى فروع المعرفة التي كانت معروفة في عصره ومن أهم هذه المؤلفات : رسالة في شرح ما أشكل من مصادره كتاب إقليدس . رسالة في النسب . رسالة في حل المسائل التكعيبية . رسالة في البحث عن فرض ية المتوازيات الإقليدسي . رسالة ميزان الحكمة . رسالة في الاحتيال لمعرفة مقدار الذهب والفضة في جسم مركب. كتاب مشكلات الحساب. رسالة في التقويم ( التقويم الجلالي) . رسالة في البراهين على مسائل الجبر والمقابلة . الرباعيات . مقدمة في المساحة . رسالة في المصادرة الخامسة من مصادرات إقليدس . رسالة الكون والتكليف . رسالة في جواب الثلاث المسائل ضرورية التعداد في علم الجبر . رسالة الميزان الجبري . كتاب المقنع في الحساب الهندسي . رسالة في المعادلات ذات الدرجة الثالثة والرابعة . كتاب الموسيقى الكبير . ودا كان عالم قدير أعتقد انه لم يكن يعرفه الكثير عنه ولكن كما رأينا انجازاته وخاصة في الرياضيات
اشتهر عمر الخيام برباعياته وخاصة التي حملت كثير من الحكم والفلسفية والتي أثرت في كثير من شعراء الفصحى والعامية من أمثال بيرم التونسي وصلاح جاهين وفاروق أبو شوسة ونزار قباني( الذي غنت لهأم كلثوم أغنيتها الوطنية <أنا عندي الآن بندقية> كما غنت للشاعر عمر الخيام قصيدةدينية<حديث الروح>
وقبل أن نقدم رباعيات الخيام ننوه إلى أن الرباعيات هي أربع أبيات من الشعر المنظوم وله قافية كل أربع أبيات يمكن أن تكون منفصلة من حيث الفكرة والمعني وسيتضح ذلك من الرباعيات التي سنطرحها.
رباعيات الخيام
سمعت صوتا هاتفا في السحر نادى من الحان : غفاة البشر هبوا املئوا كأس الطلى قبل أن تفعم كأس العمر كف القدر
*** أحس في نفسي دبيب الفناء ولم أصب في العيش إلا الشقاء يا حسرتا إن حان حيني ولم يتح لفكري حل لغز القضاء
*** أفق وهات الكأس أنعم بها واكشف خفايا النفس من حجبها وروّ أوصالي بها قبلما يصاغ دنّ الخمر من تربها *** تروح أيامي ولا تغتدي كما تهب الريح في الفدفد وما طويت النفس هما على يومين أمس المنقضي والغد
*** غد بظهر الغيب واليوم لي وكم يخيب الظن في المقبل ولست بالغافل حتى أرى جمال دنياي ولا أجتلي *** سمعت في حلمي صوتا أهاب ما فتق النوم كمام الشباب أفق فإن النوم صنو الردى واشرب فمثواك فراش التراب
*** قد مزق البدر سنار الظلام فاغنم صفا الوقت وهات المدام واطرب فإن البدر من بعدنا يسري علينا في طباق الرغام
*** سأنتحي الموت حثيث الورود وينمحي اسمي من سجل الوجود *** هات اسقنيها يا منى خاطري فغاية الأيام طول الهجود
*** هات اسقنيها أيهذا النديم أخضب من الوجه اصفرار الهموم و إن مت فاجعل غسولي الطلى وقد نعشي من فروع الكروم
*** إن تقتلع من أصلها سرحتي وتصبح الأغصان قد جفت فصغ وعاء الخمر من طينتي واملأه تسر الروح في جثتي
*** لبست ثوب العيش لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر وسوف أنضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت أين المقر
*** نمضي وتبقى العيشة الراضية وتنمحي أثارنا الماضية فقبل أن نحيى ومن بعدنا وهذه الدنيا على ما هيه
*** طوت يد الأقدار سفر الشباب وصوحت تلك الغصون الرطاب وقد شدا طير الصبى واختفى متى أتى يا لهفا أين غاب
*** الدهر لا يعطي الذي نأمل و في سبيل اليأس ما نعمل و نحن في الدنيا على همها يسوقنا حادي الردى المعجل
*** أفق خفيف الظل هذا السحر وهاتها صرفا وناغ الوتر فما أطال النوم عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر
*** اشرب فمثواك التراب المهيل بلا حبيب مؤنس أو خليل و انشق عبير العيش في فجره فليس يزهو الورد بعد الذبول
*** كم آلم الدهر فؤادا طعين و أسلم الروح ظعين حزين وليس ممن فاتنا عائد أسأله عن حالة الراحلين *** يا دهر أكثرت البلى والخراب و سمت كل الناس سوء العذاب ويا ثرى كم فيك من جوهر يبين لو ينبش هذا التراب
*** وكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار فامش الهوينا إن هذا الثرى من أعين ساحرة الإحورار
*** أين النديم السمح أين الصبوح فقد أمض الهم قلبي الجريح ثلاثة هن أحب المنى كأس و أنغام ووجه صبيح
*** نفوسنا ترضى احتكام الشراب أرواحنا تفدى الثنايا العذاب و روح هذا الذي نستله ونستقيه سائغا مستطاب
*** يا نفس ما هذا الأسى والكدر قد وقع الإثم وضاع الحذر *** هل ذاق حلو العفو إلا الذي أذنب والله عفا واغتفر
*** نلبس بين الناس ثوب الرياء و نحن في قبضة كف القضاء وكم سعينا نرتجي مهربا فكان مسعانا جميعا هباء
*** لم تفتح الأنفس باب الغيوب حتى ترى كيف تسام القلوب ما أتعس القلب الذي لم يكد يلتام حتى أنكأته الخطوب
*** عامل كأهليك الغريب الوفي واقطع من الأهل الذي لا يفي و عف زلالا ليس فيه الشفا واشرب زعاف السم لو تشتفي
*** أحسن الى الأعداء و الأصدقاء فإنما إنس القلوب الصفاء و اغفر لأصحابك زلاتهم وسامح الأعداء تمح العداء
*** أَفِق الآن فالشمس التي طوحت بالنجوم بعيداً عن حقول الليل أطاحت معها بالليل من السماء لتخترق قلعة السلطان برمح من الضياء ----------------------------- تعال إملأ الكأس وفي حرارة الربيع ألق عباءة الندم الشتائي ..لم يبق لطائر الوقت سوى لحظة و يطير ..هاهو يحلق الآن في الأعالي سواء في ـ نيسابور ـ أو في ـ بابيلون ـ سواء دارت الكأس بالحلاوة أو بالمراره فإن خمرة الحياة تتنزب قطرة قطره وأوراق العمر تتساقط واحدة إثر واحده بالخيط الذي يرتبط به وجودي ترتطم الخمره فليسخر الدرويش كما يشاء فمن المحتمل أن يصنع من معدني الوضيع مفتاحا ًَ يفتح الباب الذي يولول خارجه ----------------- بأول طين للأرض كونوا آخر عجينة للإنسان ومن آخر الحصاد نثروا البذور لقد خط فجر الخليقة الأول ما سوف يقرأه الغروب الأخير للحياه في طفولتي مارست بشغف دور الحكيم ودور القديس أو سمعت الكثير حول ذلك ـ لكن الأهم أنني خرجت من نفس الباب الذي دخلت منه القمر الذي يبزغ من البعيد ويطل علينا مرّة أخرى كم مرّة بعدنا سوف يكتمل ثم يخبو كم مرّة بعدنا سيصعد ليرانا في هذه الحديقه .أو يرى واحداَ منّاً .......عبثاً آه فلنبذل قصارى جهدنا الآن قبل أن نهبط سوياً تحت التراب تراب يدخل التراب لينام تحت التراب بلا نبيذ بلا أغنيه بلا مغن وبلا نهايه الأصبع الذي يتحرك يكتب .. بتم الكتابةَ ويتحرك من جديد ... لن يغريه كل ذكائك بالعودة نصف سطر إلى الوراء لن تغريه كل دموعك.. بمحو كلمة واحده
الدولة : عدد الرسائل : 249تاريخ التسجيل : 14/12/2007
موضوع: رد: عمر الخيام: الشاعر المجهول ذائع الصيت الخميس 4 سبتمبر 2008 - 23:34
قصيدة حديث الروح للشاعر عمر الخيام
حديث الروح للأرواح يســــــــري وتدركــه القلـــوب بــلا عنــــــاء هتفت به قطار بلا جنــــــــــاح وشــق أنينـــه صــــدر الفضــاء ومعدنه ترابي ولكـــــــــــــــــــــن جــرت فــي لفظــــــه لغة السماء لقد فاضت دموع الشق منـــــــــي حديثـــا كاـن علــــــوي النــــــداء فحلق في ربي الأفلاك حتــــــــــى أهــــاج العالــــــم الأعلـــى بكاني
تحاورت النجوم وقلن صــــــــوت بقرب العـــرش موصــول الدعاء وجازبت المجرة عل طيفـــــــــا سري بين الكواكب في الخفـــــــاء وقال البدر هذا قلب شــــــــاك يواصـل شـدوه عنـد المســــــاء ولم يعرف سوى رضوان صوتـي ومــا أحــره عنــدي بالوفـــــــاء
شكواي أم نجواي في هذا الدجــى ونجوم ليل حسدي أم عــــــودي أمسيت في الماضي أعيش كأنمــا قطع الزمان طريق أمس عن غــــد والطير وصادحه على أفنانهـــــــا تبكي الربى بأنينها المتجـــــــــدد قد طال تسهيدي وطال نشيدهـــــا ومدامعي كالظل في الغصن الندي فإلى متى صمتي كأني زهـــرة خرساء لم ترزق براعة منشــــٍد
قيثارتي ملنت بأناث الجــــــوى لا بد االمكبوت من فيضـــــــــــان صعدت إلى شفتي خواطر مهجتي ليبيــن عنهــا منطقـــي ولسانــي أنا ما تعديت القناعة والرضــــــى لكنهــــا هي قصـــــة الأشجــــان يشكو لك اللهم قلب لم يعـــش ألا لحمــد عــــلاك في الأكــــوان
من قام يهتف باسم ذاته قبلنـــــــا من كان يدعوا الواحد القهــــــــــار عبدوا الكواكب والنجوم جهالــــة لــم يبلغــــوا من هديهــــا أنوارا هل لأعلن التوحيد داع قبلنــــــــا وهدى القلوب إليك و الانظـــــارا يدعو جهارا لا إله سوى الــــــذي صنـــع الوجــود وقدر الأقـــــدار
إذا الإيمان ضاع فلا أمـــــــــان ولا دنيــا لمــن لــم يحــي دينــا و من رضي الحياة بغير ديــــــــن فقد جعــل الغنــاء لهــا قرينـــــا و في التوحيد للهمم اتحـــــــــاد ولــن تبنـــوا العــلا متفرقينـــــــا ألــــم يبعــــت لأمتكـــــم نبـــــي يوحدكــــم علــى نهـــج الوئـــام ومصحفكـــم وقبلتكـــم جميعـــــا منـــــار الآخـــــرة و الســــــلام وفوق كل شئ رحمــــــن رحيــــم إلـــــــــه واحـــــد رب الأنــــــــام